معجم أنصار الحسين عليه السلام  (الهاشميون) الجزء الاول

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (الهاشميون) الجزء الاول

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

المامقاني(1) تحت عنوان عبدالله بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي بعد ذكر أن عبد الله بن عقيل من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام: «ثم لا يخفى عليك أن لعقيل أبنين مسميين بعبدالله ويلقب أحدهما بالأكبر والآخر بالاصغر قتلا بالطف مع الحسين عليه السلام كما نص على ذلك أرباب المقاتل والسير، ولازم ما ذكره الشيخ ـ الطوسي ـ كون ابن ثالث له مسمى بعبد الله»(2)، ومن هنا قال النمازي(3) في عده أبناء عقيل: «وثالثتهم ورابعهم وخامسهم: عبد الله، أحد الثلاثة تزوج أم هاني بنت أمير المؤمنين عليه السلام فولدت له محمداً قتل بالطف، وكذا عبد الرحمان، وثانيهم تزوج ميمونة بنت أمير المؤمنين عليه السلام فولدت له عقيلاً، وثالثهم تزوج نفيسة بنت أمير المؤمنين عليه السلام فولدت له أم عقيل(4)، وسنأتي على تفاصيلهم لدى تراجمهم في هذا المعجم.

       وما يهمنا هنا أن عبد الله الأوسط الذي احتملنا أنه لم يقتل في كربلاء سواء حضر ولم يقتل أو لم يحض فإن عدم ذكرهم له في أصحاب الباقر عليهم السلام يوحي أنه توفي في عهد الإمام السجاد عليه السلام (61ـ 59هـ).

       وأما بالنسبة إلى نفيسة، فقد ذكر بعضهم بأنها تزوجت تمام بن العباس ابن عبد المطلب(5) إلا أن ذلك خلاف ما ذهب أليه مشهور أهل النسب، إذ لم يعرف بأنها طلقت من عبد الله بن عقيل الذي عاش إلى عهد الإمام السجاد عليه السلام، وتمام هذا كان على عهد علي عليه السلام ـ وهو بالكوفة عام 38

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المامقاني: هو عبد الله بن محمد حسن بن عبد الله بن محمد باقر الغروي (1290ـ 1351هـ) ولد في النجف، كان من أعلام الأمامية، له مؤلفات جمة منها: مقباس الهداية في الدارين، ومنتهى المقاصد في الفقه، ومطارح الإفهام في الأصول.

(2) تنقيح المقال: 2/199.

(3) النمازي: هو علي بن محمد إسماعيل بن محمد خان الشاهرودي (1333ــ 1384هـ) ولد في شاهرود، كان من علماء الأفاضل الذين جاوروا مشهد الإمام الرضا عليه السلام، من مؤلفاته: مستدركات سفينة البحار، الأعلام الهادية، مناسك الحج.

(4) مستدركات علم الرجل: 5/254.

(5) راجع أنساب الأشراف: 2/194.

(172)

 

 

هـ والياً على المدينة(1) ولم نجد من ذكر زواجه من نفيسة بنت علي عليه السلام غير البلاذري(2).

      173

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ أمراء المدينة المنورة: 45، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 1/224.

(2) راجع أسد الغابة: 1/253، أعيان الشعية: 3/637.   

 البلاذري: هو أحمد بن يحيى بن جابر بن داود المتوفى عام 279هـ ، كان من العلماء البغداديين، وكان يجيد الفارسية، له: فتوح البلدان، وأنساب الإشراف كما عرب كتاب عهد أزدشير من الفارسية.

(173)

 

11

أم سعيد بنت عروة الثقفية

ق 5ـ نحو 35هـ

ق 617ـ نحو 656م

 

       هي أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثفيق(1) (الطائفية).

       وأم أبيها سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف، وهي أخت آمنة(2).

       أصلها من الطائف حيث كان أبوها من كبار بني ثقيف في الجاهلية، وله مواقف سلبية أيام الجاهلية(3) تجاء المسلمين وبالذات في الحديبية حيث منع الرسول ص من العمرة عام 6هـ(4).

       يقول الطبرسي(5): في تفسير قوله تعالى: (وقالوا لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم)(6) يعنون بالقريتين مكة والطائف لأن الرجلين كانا عظيمين في قومهما وذوي الأموال الجسيمة فيها(7)، وفسر الرجل به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ الطبري: 2/162، الإصابة: 2/477.

(2) الإصابة: 2/477.

(3) راجع مستدركات علم الرجال: 5/235، بحار الانوار: 20/331و 366.

(4) راجع الإصابة أيضاً.

(5) الطبرسي: هو الفضل بن الحسن الطوسي (458ـ 548هـ) من أعلام الإمامية ومفسريها، توفي في سبزوار ودفن في المشهد الرضوي حيث كانت دراسته فيها، من مؤلفاته: أعلام الورى، تاج المواليد، واسرار الأئمة.

(6) سورة الزخرف، الآية: 31.

(7) مجمع البيان: 5/7، بحار الأنوار: 9/49و 23/66وفيه «عظيم بالجاه والمال».

(174)

 

       وقال المجلسي(1) :«كان عاقلاً نبيلاً»(2)، وكان طرفاً مهماً من جهة المشركني في صلح الحديبية(3).

       ثم إنه وفد على رسول الله ص في شهر ذي الحجة من عام 9هـ مسلماً وأستأذن الرسول ص في الرجوع إلى قومه.

       فقال ص له: أخاف أن يقتلوك.

       فقال عروة: إن وجدوني نائماً ما أيقظوني(4).

       فأذن له رسول الله ص، فرجع إلى الطائف ودعاهم إلى الاسلام، ونصح لهم فعصوه واسمعوه الأذى حتى أذا طلع الفجر قام في غرفة من داره فإذن وتشهد فرماه رجل بسهم فقتله(5).

       وأضاف العسقلاني(6): بأنه سئل قبل أن يفارق الحياة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها إلي فليس في ألا ما في الشهداء الذين قتلوا مع النبي ص(7).

       وإثر ذلك توافدت على الرسول ص أشراف ثقيف فأسلموا(8).

       وكان عروة يكنى بأبي مسعود(9)، ولعل التكنية جاءت من وجود ابن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المجلسي: هو محمد باقر بن محمد تقي الاصفهاني (1037ـ1111هـ) ولد وتوفي في إصفهان، من أعلام الإمامية، له مؤلفات جمة، منها: مرآة العقول، ملاذ الأخيار، والأوزان.

(2) بحار الأنوار: 20/349.

(3) الإصابة: 2/477.

(4) كناية عن شدة احترامهم له.

(5) بحار الأنوار: 21/364.

(6) العسقلاني: هو أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني (773ـ 852هـ) يعرف ابن حجر، من اعلام المسلمين في التاريخ والرجال، أصله من عسقلان فلسطين، ولكنه ولد وتوفي في القاهرة، ولي قضاء مصر لعدة مرات، من مؤلفاته: لسان الميزان، الأحكام لبيان ما في القرآن، ديوان شعر.

(7) الإصابة: 2/478.

(8) بحار الأنوار: 21/364.

(9) راجع مجمع البيان للطبرسي: 5/7.

(175)

 

كان هو البكر المسمى على اسم جده، ولعل عدم  التصريح به جاء من موته صغيراً، ولكن من المسلم أن له ابناً يقال له داود(1) وأمه معروفة بأم داود كان أخت أم حبيبة ابنة عبد الله بن جحش(2) ورملة كانت زوجة داود بن عروة ابن مسعود، كما أن عمة أم سعيد هي أم سليم بنت مسعود بن متعب الثقفية، وقد أسلمت هي الأخرى وحسن إسلامها وروت الحديث(3)، ومن أبناء عروة ابن مسعد أبو مرة وأبو المليح جاءا الى رسول الله ص بعد أن قتل أبوهما فأسلما وخبرا الرسول ص بذلك(4) وأم أبي مرة هية ميمونة بنت أبي سفيان وكانت تكنى بأم شيبة، وميمونة هذه تزوجت من أبي مرة بن عروة بن قيس فأولدها ليلى، فتزوجت ليلى من الإمام الحسين عليه السلام فأولدها علي الأكبر(5)، وسنأتي على بيان بعض التفاصيل في ترجمة علي الأكبر ابن الحسين عليه السلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإصابة: 1/878.

(2) حيث إن رملة (أم حبيبة) كانت متزوجة قبل الرسول ص من عبد الله بن جحش أسلم ثم ارتد في الهجرة إلى الحبشة فخطب الرسول ص أم حبيبة بعد عدتها من النجاشي فخطبها له وذلك في العام السادس من الهجرة وأرسلها إلى الرسول ص مع جعفر بن أبي طالب وهو خبير.

(3) راجع بحار الانوار: 25/190.

(4) الإصابة: 4/178 و184.

(5) راجع الشجرة التالية:

176

(176)

 

       ومن كل ما سردناه هنا من معلومات عن أقاربها نستنتج أن والدة أم سعيد حسب دراسة عمر أقرانها لا بد وأن تكون من مواليد العقد الثالث قبل الهجرة، وأما أبوها عروة فقد قتل في نهايات ذي الحجة عام 9هـ أو أوائل محرم عام 10هـ، وعليه فيخيل لنا أن ابنتها أم سعيد يفترض أن تكون ولادتها ما بين العقد الأول قبل الهجرة إلى بعد منتصف العقد الأول من الهجرة، هذا إذا اخذ بعين الاعتبار أن أم سعيد كنيتها، وأنها إنما تكنت بها لوجود ابن لها بهذا الأسم.

       وبما أن من بناتها التي أنحبتها للإمام علي عليه السلام هي أم الحسن، وهي التي تزوجت من جعدة بن هبيرة المخزومي، وقد رزقت ابناً منه وهي في خراسان عندما ولآه عليها قبل توجهه الى العراق في بداية عام 36هـ، كما يرشدنا إلى ذلك ما رواه الحاكم النيسابوري(1) للنص التالي في ترجمة جعدة:

       «وأما جعدة فإنه تزوج ابنة خاله(2) أم حسن بنت علي وولدت له عبد الله بن جعدة بن هبيرة الذي قيل فيه وهو بخراسان من البسيط:

لولا أبن جعدة لم لم يفتح هنبركم              ولا خراسان حتى ينفخ الصور(3)

       قال مصعب(4): واستعمل علي على خراسان جعدة بن هبيرة المخزومي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحاكم النيسابوري: هو محمد بن عبد الله بن حمدوية بن نعيم بن الحكيم (321ــ 405هـ) ولد في نيسابورـ إيران ـ، من أئمة المسلمين، اختلف في مذهبه فقيل أنه شافعي وقيل إنه شيعي، له مؤلفات منها: تاريخ نيسابور، الضعفاء، وفضائل فاطمة.

(2) لأن أمه هي أم هاني بنت أبي طالب وكان نكحها هبيرة بن أبي وهب المخزومي، واسم أم هاني فاختة، وأنجبت منه أربعة بنين: جعدة، عمر، هاني، يوسف.

(3) الهنبر: الجيش.

(4) مصعب: هو ابن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير (156ــ 236هـ) كان من علماء الانساب والتاريخ، وكان أديباً شاعراً، ولد في المدينة وسكن بغداد وتوفي فيها، من مصنفاته التي اشتهر بها: نسب قريش، وله أيضاً: النسب الكبير، وحديث مصعب.

(177)

 

وانصرف إلى العراق ثم حج وتوفي بالمدينة»(1) ومات جعدة أيام معاوية(2).

       ومن هنا يتبين أن أم الحسن تزوجت من جعدة في المدينة قبل أن يتوجه إلى خراسان أيام عثمان بن عفان، وأقل ما يمكن أن يقال هو العام 35هـ، ومعنى ذلك أنها كانت في سن من تحيض وفي الغالب يكون في الرابعة عشرة وعليه فإن ولادتها يفترض أن تكون في عام 21هـ، وإذا كانت شقيقتها رملة (الكبرى) أصغر منها حيث يذكرها المؤرخون والرواة في الغالب بعدها فهذا يعني أنها ولدت على أقل التقادير بعدها بسنة أي في العام22هـ، ومن هنا يمكن التوصيل إلى أن أمها أم سعيد لابد وأن تكون في عام 20هـ، في حبالة أبيها علي عليه السلام، وبما أن المرء لا يمكن أن يجمع أكثر من أربع حرائر بعقد دائم، وسبق وقلنا إنه عليه السلام تزوج بعد فاطمة الزهراء عليها السلام أولاً من أمامة بنت أبي العام في 12/6/11هـ، وتزوج بعدها أم البنين فاطمة بنت حرام قبل نهاية العام 11هـ، ثم تزوج خولة بنت جعفر في محرم عام 12هـ، ولا مجال لغير هذه الفترة من الجمع بين الحرائر مع الأخذ بعين الاعتبار ولادتها عدداً من الأولاد، وبالاخص إذا قلنا بأن نفيسة بنت علي عليه السلام أيضاً ابنتها، وقد سبق جانب من هذا الحديث في ترجمة خولة بنت جعفر الحنفية، ونضيف بأن الأربلي(3) أحصى الزوجات المعقود

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المستدرك على الصحيحين: 3/210.

(2) أعيان الشيعة: 4/78، وفي الدرجات الرفيعة للمدني: 412إنه ولد في عهد الرسول ص وليس له صحبة وقيل كانت له رؤية وهو صغير، ويذكر أنه أسلم مع أمه يوم الفتح، ومعنى ذلك أنه ولد قبل الفتح وربما في أوائل بعثة الرسول ص في مكة وحيث إن أباه هرب من مكة يوم الفتح فإنه رأى الرسول ص إلا أنه لم يصاحبه - راجع الإصابة: 1/257 ويذكر أن وفاته كانت في الحج أيام معاوية، وهذا يعني  بعد وفاة علي عليه السلام وكانت في شهر ذي الحجة بعد أن ترك خراسان.

(3) الإربلي: هو علي بن عيس بن أبي الفتح (....ــ 692هـ) كان من علماء الإمامية، وكانت ولادته بإربل شمال العراق، وسكن بغداد، وعمل بالانشاء، وكان أديباً=

(178)

 

عليهن سبعأً فاطمة الزهراء، أمامة العبشمية، فاطمة الكلابية، خولة الحنفية، أم سعيد بن عروة الثقفية، أسماء الخثعمية، ليلى النهشلية(1)، وذكر أيضاً بأنه عليه السلام توفي عن أربع حرائر وهي: أمامة وأم البنين (فاطمة) وأسماء، وليلى(2)، عليه فلا يمكن الجمع بين مواقيت زواجهن وأعمار أولادهن، مضافاً إلى تصريح الإربلي: بأنه عليه السلام تزوجها بنكاح(3)، فلا يمكن إذاً التوفيق بين هذه الأمور أخر إلا بهذا الشكل الذي ذكرناه.

       ولكن يبقى الالتزام بأنها توفيت عام 35هـ وعلي عليه السلام لا زال في المدينة لأنه عليه السلام تزوج ليلى النهشلية عام 36هـ في الكوفى، وحين لاند نصاً يدل عل الطلاق وليس هو من شيم أله البيت عليه السلام فلذلك نجد الفصل لابد وأن يكون بالموت، ومن هنا يتيبن أن ما ذكره الزنجاني(4) في الوسيلة(5) بأنها حضرت كربلاء لايستند إلى دليل، وبالأخص فإنه لم يوثقه.

       هذا وإذا كانت نفيسة التي ذكرها الكاظمي بأنها أبنتها(6) فإن ولادتها تكون عام 22هـ أو بعده، ولا نجد مانعاً من أن تكون ابنتها بعد ماورد نص بذلك، وبما أنه نقل ذلك من المتأخرين كالناسخ وورد نص من المتقدمين بأنها شقيقة زينب الصغرى ورقية الصغرى كما في المناقب(7) فلذلك ترجح أنها ليست ابنة تلك، مضافاً إلى أن جل المؤرخين بل كلهم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

= شاعرأً، من مؤلفاته: المقامات الأربع، طيف الإنشاء، حياة الإمامين زين العابدين ومحمد الباقر.

(1) كشف الغمة: 2/68.

(2) مناقب آل أبي طالب: 3/305.

(3) كشف الغمة: 2/68.

(4) الزنجاني: هو إبراهيم بن ساجد بن باقر الموسوي (1344ـ 1422هـ) من العلماء الفضلاء، له كتاب: بداية الفلسفة الإسلامية، عقائد الإمامية الاثني عشرية، جولة في الأماكن المقدسة.

(5) وسيلة الدارين: 432، وفيه تكرار وخلط كثير.

(6) دوائر المعارف: 19.

(7) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 3/304عن الأنوار.

(179)

ذهبوا إلى أن رملة (الكبرى) وأم الحسن شقيقتان(1).

       ومن الجدير ذكره أن رملة (الكبرى) التي تزوجت من عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث المطلبي(2) حضرت كربلاء مع زوجها، ويذكر بأن عبدالله  بن أبي سفيان قتل في كربلاء ومن هنا فسوف نأتي على ترجمتها في محله.

       وأما نفيسة فقد ذكر العمري بأنها تزوجت عبد الله الإصغر بن عقيل(3)، ولكنه كناها بأم كلثوم الصغرى كما فعل ابن فندق، إلا أنه زاد عليه قائلاً فولدت له أم عقيل، ثم تزوجها كثير بن العباس فولدت له نفيسة(4) وتزوجها عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام(5)، وبما أن عبد الله الإصغر بن عقيل حضر كربلاء فسوف نترجمه ونتحدث عن زواجهما هناك إن شاء الله تعالى.

       ومما تجدر الإشارة إليه أن ابن فندق ذكر لدى بيانه لتفاصيل بنات أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: «ومن أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي أكثر البنات المذكورات»(6) فإن مفردة «أكبر»، والمعنى أن أكبر البنات المذكورات (أي ما عدا بنات فاطمة الزهراء)(7) من أنجاب أم سعيد، وهذا يؤيد كونها كانت من اللاتي تزوجهن علي عليه السلام في الفترة الأولى من

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإرشاد: 1/353، تاج المواليد: 95، المستجاد: 384، تاريخ الطبري: 3/162، كفاية الطالب: 413، الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/20، والمعارف لابن قتيبة: 211، كشف الغمة: 2/66، تذكرة الخواص: 55.

(2) راجع المجدي: 18 وجاء في وسيلة الدارين: 432 إنها تزوجت من عبد الرحمان الأوسط بن عقيل وسنأتي على ترجمتها في هذا المعجم إن شاءا لله تعالى.

(3) المجدي: 18.

(4) فتكون نفيسة بنت نفيسة بنت علي عليه السلام.

(5) لباب الأنساب: 1/334.

(6) لباب الأنساب: 1/338.

(7) لأن المذكورات واللاتي فيهن التباس هن غير بنات الزهراء عليها السلام.

(180)

 

 

حياته بعد وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام، والتي حدد زواجها بعام 20هـ، وأم حسن هذه بالفعل أكبر بنات علي عليه السلام بعد زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى ابنتي فاطمة الزهراء عليها السلام.

       ومن جهة أخرى فقد ذكر سبط ابن الجوزي لدى عده لأولاد الإمام علي عليه السلام نتقل منه ما يهمنا من كلامه-: «ومحمد الاوسط وأمة أمامة بنت (أبي) العاص بن ربيع وأمها زينب بنت رسول الله تزوجها بعد الصهباء، وأم الحسن والحسين ورملة الكبرى وأمهن أم سعيد بنت عروة تزوجها أخيراً»(1)، فإن قوله: «تزوجها أخيراً» يفهم منه أنه عليه السلام تزوجها أي بعد تلك اللاتي سبق ذكرهن، وهي أمامة بنت العاص والصهباء، وأم البنين، وخولة، وأسماء، وهو يؤيد ما توصلنا أليه.

       وأما ما يجب التنبيه إليه أنه ذكر في أمامة بنت العاص العبارة التالية: «تزوجها بعد الصهباء» فربما كان فيها تصحيف، ولعل الصحيح كالتالي: «تزوجها بعد الصهباء أم الحسن الحسين....»، وإلا فإن عبارته تناقض ما نص عليه ابن شهر آشوب بأنه عليه السلام تزوج أمامة بعد تسعة أيام من وفاة فاطمة عليها السلام(2) وقد سبق الحديث عن هذا فلا نكرر.

       وجاء أيضاً في عبارة سبط ابن الجوزي: «أم الحسن والحسين» ربما يفهم أن أم الحسن كان أسمه الكامل أم الحسن والحسين وربما سميت بذلك إحياء لكنية فاطمة الزهراء عليها السلام ومع التخفيف عرفت بأم الحسن، وإلا فإن المؤرخين لم يذكورا بأن له بنتاً تسمى أم الحسين ليكون هنا كلمة «والحسين» عطفاً على «أم الحسن» وليست عطفاً على «الحسن» وليست عطفاً على «الحسن» ويؤيد هذا أن جمل الليل(3) سماها

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تذكرة الخواص: 55.

(2) مناقب آل أبيي طالب لابن شهر آشوب: 3/305.

(3) جمل الليل: هو يوسف بن عبد الله الحسيني، ولد عام 1356هـ في المدينة المنورة، تخرج من الكلية الحربية، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، رتبته في الجيش السعودي لواء ركن،له عدد من المؤلفات منها: أسحلة الدمار لشامل الحرب الكيميائية، أسحلة الدمار الشامل الحرب الذرية النووية، والاستراتيجية ودور عباقرة الفكر العسكري في تطورها.

(181)

أم الحسن(1)، ولكن استخدامه بعد ذلك ضمير الجمع المؤنث في: «وأمهن» لايتناسب إلا والقول بأن أم سعيد هي أم لثلاث بنات أم الحسن وأم الحسين ورملة الكبرى، وهذا ما لم يقله أحد، ولذلك نرجح أن «الحسين» جاء من الناسخ أو المطبعة حيث أقحم كلمة الحسين والصحيح «أم الحسن» ورملة الكبرى وأمهما أم سعيد»، ويؤيد التصحيف أن النسخة لا تخلو من أخطاء، فمن ذلك أنه ذكر أمامة بنت العاص والصحيح أمامة بنت أبي العاص كما هو معروف.

       وأخيراً فإن أم سعيد هل هو اسمها أم كنيتها؟، وعلى فرض التكنية فهل كان ذلك لوجود ابن لها بهذا الأسم أم لا؟ وفي الحقيقة إن كتب التاريخ خالية من ذلك، إذ الاحتمال بأنها كانت متزوجة قبل إسلامها عام أسلام أبيها سنة 9هـ فأنجبت له سعيداً ثم درج وبقيت معروفة به وارد، كما ان الاحتمال بأن يكون اسمها كنيتها ايضاً وارد، كما هو الحال في أبي سعيد ابن عقيل على سبيل المثال، ما دام عرفت بذلك ولم يذكر المؤرخون بأنها كانت متزوجة  قبل علي عليه السلام ولا يوجد ابن لها بهذا الاسم، فالاحتمال بأن اسمها كنيتها هو الأقرب والله العالم.

       ويبقى أن نشير إلى ان هناك من ذكر بأنها أنجبت نفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى، بينما ذكر آخرون بأن أم شعيب المخزومية هي التي أنجبت أم الحسن ورملة الكبرى(2) وقد سبق وبينا في ترجمة أم شعيب أن المرجح هو العكس كما هو اختيارنا، وعليه جل المؤرخون بل كان أن يكون مجمعاً عليه.

       ولكن هناك من ذكر بأنها أيضاً أنجبت بالإضافة إلى أم الحسن ورملة الكبرى كلا من أم كلثوم الصغرى(3)

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) الشجرة الزكية في الأنساب لجمل الليل: 348، كما أن ابن فندق تارة سماها أم الحسن وأخرى أم الحسين، راجع لباب الأنساب: 333، 335.

(2) مناقب آل أبي طالب: 3/304.

(3) راجع أعيان الشعية: 1/327.

(182)

وعمر الاصغر(1)، ولكن القول بأنه الأوسط هو الأقوى، وإنما الأصغر أمه أم ولد وهي من بني مصطلق، وذلك لأن أم سعيد لم يثبت بقاؤها إلى وفاة أمير المؤمنين عليه السلام وإذا كان عمر الإصغر أولاد أمير المؤمنين عليه السلام  على ماذكره أبو حنيفة(2) النعمان(3)، فلا يصح أن يكون ابن أم سعيد، والظاهر أن ما ذكره صاحب الحدائق الوردية(4) بأن لعلي عليه السلام أولاداً ثلاثة باسم عمر، فاصطلح على الأول بالأكبر وعلى الثاني بالأوسط، وعلى الثالث بالأصغر، هو الاقرب إلى واقع الحال، وقد ذكر العمري(5) في المجدي: عمرين منهما وهو الأكبر والاصغر وأهمل الثالث، وفي الحقيقة هو الأصغر حيث إم مراده بالاصغر عنده هو الاوسط عندنا، ويحتمل أن تكون ولادته بعد أختيه أم الحسن ورملة الكبرى مباشرة أي عام 23هـ ليكون في عمر يمكنه المشاركة في القتال بمعركة النهروان، حيث ذكر بأنه جرح بالنهروان عام 38هـ وتوفي في بابل ودفن هناك، والعامة يسمونه «عمران»(6)، وعليه فأخته أم كلثوم الصغرى تكون ولادتها بعده وربما كان ولادتها عام 24هـ، وهي التي تزوجها كثير بن العباس بن عبد المطلب، وهي من الثماني اللاتي زوجهن علي عليه السلام في حياته(7)، وربما كان زواجه منها في المدينة قبل

ـــــــــــــــــــــــــ

(1)مشاهد العترة الطاهرة: 30.

(2) أبو حنيفة النعمان: هو ابن محمد بن منصور بن احمد بن حيون المغربي التميمي (.... ـ 363هـ) كان من علماء المالكية فأصبح من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام: وسكن القاهرة وتولى القضاء وفيها وتوفي بعدما كانت ولادته بالقيروان، من مؤلفاته: دعائم الإسلام، التوحيد، والمناقب والمثالب.

(3) شرح الأخبار: 3/185.

(4) الحدائق الوردية: 1/103ــ 104.

(5) العمري: هو محمد بن علي بن محمد الأحور بن محمد ملقطة العلوي (348ـ 409هـ) ولد في البصرة وتوفي في الموصل، من علماء الإمامية تخصص في الأنساب، من مؤلفاته: العيون، الشافي، والمبسوط.

(6) راجع مشاهد العترة الطاهرة: 30عن فلك النجاة للسيد مهدي القزويني، راجع أيضاً بطل العلقمي: 3/523، وتحفة العالم: 1/238، وفي كتاب أولاد الإمام علي: 18، أن عمر الأوسط وعمران متغايران، وفي مراقد المعارف:2/128 إن مرقد عمران ببابل في العراق على مقربة من مركز لواء الحلة بين الجميجة وآثار مدينة بابل.

(7) راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3/305وبحار الأنوار: 42/92.

 

(183)

 

رحيله الى الكوفة أي قبل عام 36هـ فيكون عمرها آنذاك نحو 12عاماً والله العالم، وقد توفيت في حياة أبيها علي عليه السلام (1)، وما قيل بأنها تزوجت عبد الله الأوسط بن عقيل ثم تزوجها كثير فإنه من الخلط الذي وقع بينها وبين نفيسة، حيث توهم البعض اتحادهما، وذلك حين وجد بأن أم كلثوم الصغرى تزوجت من كثير، ووجد أيضاً بأن نفيسة تزوجت من عبدالله الأوسط، والذي ميزناه عن أخويه بالأوسط، وكان يتصور بأنهما متحدان فلذلك ذكر بأنها تزوجت مرتين(2).

       علي بن أبي طالب الهاشمي            +                   أم سعيد بنت عروة الثقفية

00       13/7/23ق.هــ ـ 21/9/40هـ                              قبل 5 ـ نحو 35هــ

ـــــــــــــــــــــــــــــ184

(1) مناقب آل أبي طالب:3/305.

(2) راجع لباب الأنساب: 1/333.

(184)

 

12

والدة ميمونة بنت علي

نحو 6ـ ب 40هـ

نحو 616ـ ب 660م

 

       هي: أم ميمونة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

بناء على أن ابنتها ميمونة تزوجت من عبد الله الأكبر بن عقيل حيث ككان زواجها من عبد الله في حياة أميرة المؤمنين عليه السلام(1) فهي إذاً أكبر من اختيها أم هاني ونفيسة حيث إن أم هاني تزوجت عبدالله الأوسط، بينما تزوجت نفيسة من عبد الله الإصغر، وقد انجبت ميمونة من عبد الله الأكبر ابن عقيل ابناً سمته على اسم جده عقيل.

       وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن عبدالله الاوسط قد شارك مع ابنه محمد في معركة الطف، وقتلا كلاهما بين يدي الحسين عليه السلام يتبين أن ابن اختها كان في عمر يؤهله المشاركة في القتال في كربلاء.

       ومن جهة أخرى فإن عبد الله الأكبر من حيث التسلسل الولادي الابن الثامن لعقيل(2)، ومن كل هذه المعطيات لعلنا نصل إلى أن المناسب أن تكون ميمونة ربما تزوجت من عبد الله الأكبر في المدينة قبل رحيل أبيها إلى الكوفى، وعندها تكون ولادتها قبل السنة 21هـ، فتكون أمها (أم ميمونة) قد دخلت بيت أبيها علي عليه السلام، بملك اليميمن في حدود هذه السنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر أشوب:3/305، إلا أن فيه عقيل بن عبد الله ابن عقيل، ولكن سيأتي أنه تصحيف عبدالله بن عقيل للجمع بين هذا وغيره من النصوص الأخرى.

(2) لقد سبقت ترجمة عقيل فراجع.

(185)

 

 أي قبيلها، وربما كانت من الفتوحات التي تمت في عهد بن الخطاب (13ـ 32هـ) وإذا اعتمدنا هذا، فإن أم ميمونة لابد وأن تكون من مواليد السنة السادسة للهجرة وما قبلها والله العالم.

       وأما ما يذكر بأن ميمونة تزوجت من عقيل بن عبدالله الأكبر بن عقيل كما ورد في المناقب(1) فنظنه من التصحيف حيث يخالف بقية النصوص كما هو ملاحظ في نص البلاذري(2)، وأما احتمال الجمع بأن عقيل بن عبد الله بن قيل تزوج بميمونة بنت علي عليه السلام وإن أباه تزوج من خديجة الصغرى بنت علي عليه السلام كما في بعض المصادر(3) فلا يمكن لأن زواج عقيل من ميمونة يكون من زواج الخالة وهذا لا يصح.

       وأخيراً فإن وفاة أم ميمونة كانت بعد وفاة علي عليه السلام وقد اعتقت من نصيب ابنتها ميمونة من تركة علي بن أبي طالب عليه السلام.

       وسنأتي على أخبار ميمون في ترجمتها وترجمة زوجه عبد الله حيث حضرا معركة الطف، ويقال إن ميمونة أنجبت لعبد الله رقية وأم كلثوم.

       علي بن أبي طالب الهاشمي                  +                         أم ميمونة بنت علي

       17/7/12ق.هـ 21/9/40هـ                                              نحو 6هـ ـ بعد 40هـ

186      

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مناقبآل أبي طالب لابن شهر آشوب:3/305.

(2) أنساب الأشراف:2/193.

(3) وسلة الدارين: 423، وفيه أن خديجة كانت زوجة عبد الله الأوسط بن عقيل، وعلى تقديره فأن أم هاني بنت علي عليه السلام تكون زوجة لعبد الله الأكبر بن عقيل ونفيسة بنت علي عليه السلام زوجة لعبد الله الأصغر، ومع هذا فإن عدم صحة زواج ميمونة م عقيل بن عبد الله بن عقيل على أي الصورلايتم.

(186)

 

13

والدة أمامة بنت علي

ق9ــ ب 40هـ

ق613ـ ب 660م

 

       هي: أم أمامة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

       كل الذين ذكروا ابنتها أمامة ذكروا أن أمها أم ولد، وقد ذكر ابن شهرآشوب بأنها توفيت في حياة أبيها(1)، وقال ابن فندق: إنها كانت عند الصلت بن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي فولدت له نفيسة وتوفيت عنده(2).

       وقد تقدم الكلام عنها في ترجمة أم أختها (أم رملة الصغرى) فلا نكرر الحديث عنها، ونضيف هنا أن نفيسة حفيدة أم رملة ليس لها ذكر، رغم أن جمل الليل ذكر بأن لأمامة عقب(3)، ولعله أراد أنها أنجبت نفيسة.

       وعلى أي حال فقد خرجت أم أمامة وكذلك أم رملة الصغر من كونهما من أمهات الأولاد لأنهما فقدتا ابنتيهما في أيام علي عليه السلام، وأصبحتا بموته عليه السلام حرتين من ثلث تركة علي عليه السلام وصيته.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مناقب آل أبي طالب لابن شهر أشوب: 3/305.

(2) لباب الأنساب: 1/334.

(3) الشجرة الزكية في الأنساب لجمل الليل: 348ـ 349.

(187)     

(188)

 

14

والدة فاطمة بنت علي

ق 9 – ب 61هـ

ق 613ـ ب 681م

 

       هي: أم فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

       بالنسبة إلى ابنتها فاطمة فهناك التباس حصل بينها أختها «أم أبيها» حيث عدهما بعضهم شخصية احدة، وتوصلنا إلى أنهما شخصيتان كما ورد ذكرهما معاً في عدد من المصادر، واحتملنا أن الالتباس جاء من أن أسم أم أبيها أيضاً فاطمة ولكنها اشتهرت بأم أبيها، فعليه هذه هي فاطمة الكبرى إذا ا ما قورنت بتلك وذكرت باسمها بدل كنيتها، راجع بهذا الشأن ترجمة والدة أم أبيها.

       وكانت فاطمة قد تزوجت في عهد أبيها(1) من أبي سعيد بن عقيل فأنجبت له حميدة(2)، وأما محمد بن أبي سعيد أخو حميدة فأمه أم ولد، وليست من فاطمة بنت علي، فإذا كان زواج فاطمة في عهد علي عليه السلام وهذا يعني أن ولادتها يجب أن لاتتاخر عن عام 25هـ، وهذا بالطبع يعني أن أمها لم تتاخر ولادتها عن السنة التاسعة للهجرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار:92/42.

(2) ذهب أكثر المؤرخين إلى ذلك منهم العمري في المجدي:18، لباب الأنساب: 1/333، وفيه أنها تزوجت بعد أبي سعيد من سعد (سعيد) بن ألاسود بن البختري، ولكن في أنساب الأشراف: 2/193 لم يذكر بأنها تزوجت أبا سعيد بل ذكر بأنها تزوجت سعيد بن الأسود بن أبي البختري.

(189)

 

       ويذكر الزنجاني: أن أم فاطمة خرجت إلى كربلاء مع ابنتها فاطمة(1).

       ويذكر النمازي: إن أبا سعيد بن عقيل تزوج فاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام فولدت له حميدة وابنه محمد بن أبي سعيد شهيد الطف(2).

       ويذكر السماوي(3): إنه لما صرع الحسين خرج غلام مذعور يتلفت يميناً وشمالاً فشد عليه فارس فضريه فسألت ـ أي حميد بن مسلم ـ عن الغلام فقيل محمد بن أبي سعيد، وعن الفارس فقيل لقيط بن إياس الجهني(4).

       ويذكر المحلاتي(5): إن محمد بن أبي سعيد بن عقيل له من العمر سبع سنين(6)، وقال ابن فندق له25سنة(7).

       ويذكر المظفر: فاستشهد محمد وأبوه أبو سعيد مع الحسين عليه السلام لكني لا أعلم قاتل أبي سعيد(8).

       إذا صحت كل هذه الأقوال فهذا يعني أن أم فاطمة كانت على قيد الحياة عام 61هـ، وأن زوجها قتل عام 61هـ، وهذا ما صرح به العمري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وسيلة الدارين: 423.

(2) مستدركات علم الرجال:5/254.

(3) السماوي: هو محمد بن طاهر بن حبيب بن الحسين بن المحسن الفضلي (1292ـ 1370هـ) كان من العلماء الفضلاء، تولى القضاء في كربلاء والنجف، وكان أديباً شاعراً، له عدد من المؤلفات منها: مجالي اللطف، إبصار العين، وتخمين السبع العلويات.

(4) إبصار العين: 51.

(5) المحلاتي: هو ذبيح الله بن محمد بن علي  أكبر العسكري(المولود سنة 1310هـ والمتوفى قبل 1400هـ) من العلماء االأفاضل، له عدد من المؤلفات، منها: تاريخ سامراء، رياحين الشيعة، وقرة العين.

(6) فرسان الهيجاء: 2/54 ينقل عن كفاية الطالب إلا أننا لم نحصل على ذلك في الكفاية.

(7) لباب الأنساب: 1/402.

(8) سفير الحسين: 25.

(190)

 

في المجدي حيث قال: وأعقب أبو سعيد الأحول قتيل الطف، محمداً قتل بالطف أيضاً رحمهما الله(1)، وبيدو أن أبا سعيد كان من أتراب الإمام الحسين عليه السلام وعبد الله بن الزبير، وقد انقطعت أخباره قبل وقعة الطف، ولم يتفرد المظفر بذكره في شهداء كربلاء كما يظن البعض.

       وأما أن يكون محمد وحميدة شقيقان كما أورده النمازي، فإن قوله هذا لم يؤيده المشهور بين أرباب السير والتاريخ حيث إنهم صرحوا بأن أم محمد ابن أبي سعيد أم ولد، ولعل النمازي لم يقصد ذلك وإنما عبارته جاءت موهمة إلى هذا المعنى، وعليه فإن الواو من «وابنه» واو استئناف وليست واواً عاطفة ليعطف الابن على حميدة، بل إنه جملة جديدة يريد أن يقول: بأن ابن أبي سعيد والذي هو محمد استشهد في كربلاء، ولكن الزنجاني أيضاً أورد في وسيلته ما يوهم هذا المعنى وذلك لدى عده من حضر كربلاء فقال: «ومنهن فاطمة أمها أم ولد، وكانت عند أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب الأحول فولدت له حميدة ومحمد بن أبي سعيد ـ وـ له من العمر سبع سنين...»(2).

       وأما أن محمد بن سعيد كان صغيراً عندما استشهد والذي يظهر من كلام السماوي المتقدم، وتحديد عمره من قبل المحلاني فإن الاخير نسب  الرواية إلى الكنجي(3) في كفايته، إلا أننا لم نعثر على ذلك في النسخة التي لدينا.

       وأما ما نقله المظفر: بأن فاطمة تزوجت من محمد بن أبي سعيد فلم نحصل على ذلك(4)، وهو مخالف للمشهور بين أهل التاريخ والسير، ولعله

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المجدي: 307.

(2) وسيلة الدارين: 423، ولكن ورد في انساب الألباب: 1/402 أنه يوم القتل في كربلاء كان ابن خمس وعشرين سنة.

(3) الكنجي: هو محمد بن يوسف بن محمد الشافعي (المتوفى سنة 658هـ) من العلماء الأفاضل الذين جابوا البلاد لطلب العلم كدمشق ومكة وحلب والموصل وإربل وبغداد وغيرها، وكان همه الأول الحديث، رغم أنه كان أديباً شاعراً، من مؤلفاته: البيان في أخبار صاحب الزمان وكفاية الطالب.

(4) نعم جاء في نسخة من إعلام الورى: 1/397«محمد بن أبي سعيد» والظاهر أنه تصحيف.

(191)

من السقط في العبارة، وسنأتي على مزيد من التفاصيل لدى ترجمته محمد ابن أبي سعيد في هذا المعجم إن شاء الله تعالى.

192

(192)

 

15

والدة رملة الصغرى بنت علي

حدود 10- ب40هـ

حدود 612- ب660م

 

       هي: أم رملة الصغرى بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       لا شك أن ولادة ابنتها رملة الصغرى كانت بعد عام 22هـ حيث ولدت أختها رملة الكبرى من ليلى النهشلية عام 22هـ، ومن هنا وصفت هذه بالصغرى في قبال تلك، وبما ان ابن شهرآشوب ذكر بأنها من اللاتي توفين في حياة أبيها(1) فإن أمها خرجت بذلك عن كونها أم ولد.

       ويذكر بأنها تزوجت من الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث(2)، فإذا صحت الرواية فمعنى ذلك أنها توفيت عنده من غير أن تنجب لأن رملة الصغرى كانت من اللاتي توفين في حياة أبيهن(3)، فتزوج الصلت بعدها أمامة أختها فولدت له نفيسة وتوفيت عنده ايضاً(4)، والله العالم.

       والصلت هذا كان فقيها عابداً(5) روى عن ابن عباس المتوفى

____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 3/305.

(2) مناقب آل أبي طالب: 3/305، بحار الأنوار.

(3) هذا اعتماداً على ابن شهرآشوب الذي ذكر بأنها تزوجت في حياة أبيها- راجع المناقب: 3/305. ولكن لم يثبت ذلك، بل الثابت أن أم الحسن تزوجت في حياة أبيها من جعدة بن هبيرة المخزومي.

(4) راجع لباب الأنساب: 1/334.

(5) تهذيب التهذيب: 2/559.

(193)

 

عام 68هـ، وروى عنه حصين بن عبد الرحمن الأشهلي المتوفى عام 126هـ(1)، وليس لدينا ما يثبت عمره وتاريخ ولادته، وأخباره منقطعة، وربما مات في أيام علي «عليه السلام»، كما لا ذكر له في حروب علي «عليه السلام» في الجمل وصفين والنهروان، ولكن أباه عبد الله بن الحارث بن نوفل ولد عام 8هـ وقتل مسموماً عام 79هـ(2)، بما يدلنا أنه لو فرضنا أن الصلت كان أكبر أبناء أبيه الأربعة: الصلت، عبيد الله، إسحاق، عبدان، وتزوج في أول أوقات الإمكان ألا وهو في السادسة عشرة من عمره وأنجبت فيها الصلت أي عام 24هـ، وتزوج الصلت أيضاً كأبيه أي عام 40هـ، لما صحت رواية زواجه من رملة ثم أمامة، نعم يصح إذا قلنا بأن ولادة أبي الصلت كانت في عهد النبي (ص) غير مقيدة بالسنتين قبل وفاته كما ورد في هامش التهذيب بل يكون ما بين عام الهجرة إلى وفاة الرسول (ص)؛ لقول صاحب التهذيب ولد على عهد النبي (ص) فحنكه النبي (ص)(3) لتتقدم ولادته عن السنة الثامنة ببضع سنوات. لتتم التقديرات التي ذكرناها.

       والحاصل فعلى صحة كل التقديرات فيقتضي أن الصلت تزوج في الكوفة في تلك السنين الأربع الأخيرة من حياة أمير المؤمنين «عليه السلام» وتوفيت في هذه الفترة ابنتان من بناته «عليه السلام»، وهذا يعني أن رملة الصغرى وأمامة كانتا متقاربتين في السن وأنهما كانتا في سن من تحيض آنذاك، فلا بد أن تكون أمهما حين ولادة ابنيهما أربعة عشر عاماً فما فوق، وعليه فإن ولادة كل من أم رملة وأم أمامة لا بد وأن تكون قب الثالث والعشرين من الهجرة، والله العالم بالحقائق، وفيما قدمناه تكلف ملحوظ، وربما القول بأنهما، أي رملة الصغرى وأمامة ماتتا دون زواج كان هو الأقرب، والعلم عند الله.

___________
(1) راجع تهذيب التهذيب: 1/547.

(2) راجع تهذيب التهذيب: 3/120 وهامشه.

(3) تهذيب التهذيب: 3/119.

(194)

 195

(195)