معجم أنصار الحسين عليه السلام  (الهاشميون) الجزء الاول

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (الهاشميون) الجزء الاول

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

16

والدة تقية بنت علي

ق13- ب40هـ

ق609- ب660م

 

       هي: أم تقية بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       لا شك أن أم تقية كانت أم ولد إلا أنها خرجت من ذلك بموت ابنتها تقية في حياة أبيها حيث درجت قبل أن تبلغ مبلغ النساء، وممن ذكر تقية الإربلي في كتابة كشف الغمة(1)، وذكرها العمري في كتابه المجدي، بعد ذكر من خرجت من بنات علي «عليه السلام» للزواج: «والباقيات من بناته لم يذكر لهن خروجاً»(2)، وبما أن تقية لم تذكر في تلك فمعنى ذلك أنها لم تتزوج، وهذا يعني أنها درجت على الأظهر، حيث من المستبعد أن تبقى عانساً في وقت لم يعهد للعنوسة سبيلاً.

       ولا يخفى أن العمري- بعد نقله أن الباقيات من بنات علي «عليه السلام» لم يخرجن- ذكر بأن جماعة قالوا: بان عدم خروجهن بغير خلاف.

       والمظنون أن عدم شهرة تقية بعد ذكرها في معظم كتب الأنساب أنها درجت صغيرة، وربما كانت في أيام المدينة أي قبل رحيل الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى الكوفة والذي تم في بداية عام 36هـ، وإذا صح هذا الاحتمال فلعل أمها كانت من سبايا العهدين العمري والعثماني (13- 35هـ)، ومن المؤسف أن ليس لدينا من المعلومات ما يمكننا من الوصول إلى

___________
(1) كشف الغمة: 2/67.

(2) المجدي: 18.

(196)

 

حقائق الأمور، ولعل أم تقية ظلت على قيد الحياة إلى وفاة علي «عليه السلام» حتى اعتقت من ثلث تركته كما سبق وذكرنا ذلك.

       ورغم أن الإربلي قد انفرد في ذكر ابنته تقية إلا أنه لا مجال لاحتمال اتحادها مع بعض أخواتها إلا تميمة التي ذكرها ابن شهرآشوب، والغريب أن المجلسي رغم أنه يعتمد على كشف الغمة ومناقب آل أبي طالب في النقل عنهما في بحاره إلا أنه لم يذكر ما أورده كشف الغمة في مسألة أولاد علي «عليه السلام»، وربما وجد في المناقب ما يكفيه عن الكشف، ولم يجد ما يخالف المناقب فلذلك استغنى عن الكشف، ولعل هذا الخلاف جاء من النسخ التي لدينا دون ما قبها، ومن هنا فإن التصحيف وارد بين تميمة وتقية ولكن لا يمكن البت به، وعلى أي حال فقد تفرد كل من المناقب والكشف بذكر واحدة منهما.

   

197    وبما أنهما لم يعقبا ودرجا صغيرتان لذلك أهملهما المؤرخون.

(197)

 

17

والدة جعفر الأصغر بن علي

ق16- ب40هـ

ق606- ب660م

 

       هي: أم جعفر الأصغر بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

       أهمل أكثر المؤرخين وأرباب الأنساب ذكر ابنها جعفر الأًصغر إلا أن العمري(1) حين ذكر جعفراً أنه من أبناء علي «عليه السلام» لم يوصف الأول بالأكبر إلا أنه وصف الثاني بالأصغر مما لا مجال للقول باتحادهما، وذكره الشهيد البراقي(2): إن أمه أم ولد، ولكنهما لم يذكرا أنه حضر معركة الطف، بل ولم يذكرا عن عمره ووفاته شيئاً، وربما أمكن فهم أنه مقتول في كربلاء من نص ابن أبي الثلج(3) حيث أورده مع المقتولين في كربلاء(4).

       وليس لدينا أكثر مما قدمناه، والذي لا يمكن أن يوصلنا إلى ما يثلج الصدر، ويبلج الفجر، إلا أن أم جعفر كانت من أمهات الأولاد اللاتي عتقن من نصيب أولادهن، وعليه فإنها توفيت بعد عام 40هـ، ولا بد أن تكون ولادة ابنها قبل عام 40هـ، مما يقتضي أن ولادتها لا بد وأن تكون قبل ذلك بأربعة عشر عاماً.

__________
(1) المجدي: 11.

(2) البراقي: هو حميد بن أحمد المحلي الهمداني (توفي سنة 652هـ) يلقب بحسام الدين ويكنى بأبي عبد الله، ويعرف بالقاضي الشهيد، مؤرخ زيدي وفقيه يماني، من أهل صنعاء، له من المؤلفات: محاسن الأزهار، مناهج الأنظار، والحدائق الوردية.

(3) تاريخ الأئمة: 35.

(4) الحدائق الوردية: 1/104.

(198)

 

       وبمقتضى وصف جعفر بالأصغر في قبال أخيه جعفر الأكبر ابن أم البنين المولود عام 31هـ فإن ولادة الأصغر لا بد وأن تكون بعد عام 31هـ، من هنا فإن احتمال أن تكون أمه أم جعفر الأصغر من سبي أيام عمر ابن الخطاب (13- 23هـ) وارد، وعليه لا بد أن لا يقل عمرها حين إنجاب ابنها أقل من 14 عاماً على الأعم الأغلب في النساء، ومما لا شك فيه أن جعفراً لا عقب له، سوف نتحدث عنه في ترجمته إن شاء الله 41هـ لما ورد في لباب الأنساب أن جعفراً استشهد وله من العمر 19 سنة، ومن هنا جاء الخلط بينه وبين اخيه جعفر الأكبر، وحينئذ لا ضرورة أن تكون أمه من سبي أيام عمر بل ويحتمل أن تكون من سبي أيام عثمان أو غيره.

199

(199)

 

18

والدة فاختة بنت علي

ق19- ب40هـ

ق603- ب660م

 

       هي: أم فاختة بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       إن ابنتها فاختة والتي تكنى بأم هاني تزوجت من عبد الله الأوسط بن عقيل فأنجبت له محمداً وعبد الرحمان(1) واستشهد محمد مع أبيه في كربلاء(2)، وأما عبد الرحمان فالظاهر أنه درج حيث لا ذكر له.

       ومن تسلسل أبناء عقيل يتبين أن ولادة عبد الله اللأوسط كان بعد ولادة عبد الله الأكبر حيث وصف الأول بالأكبر، وعليه فتكون ولادة زوجة أم هاني (فاختة) بنت علي «عليه السلام» بعد ولادة أختها ميمونة والتي كانت زوجة أخيه عبد الله الأكبر وذلك في حدود عام 22هـ، ولكن ذكر ابن فندق في اللباب(3) بأن عبد الله قتل في كربلاء وهو ابن ثلاث وثلاثين فمعنى ذلك أنه ولد عام 7هـ، والعادة تقضي بأن ولادة زوجته أن تكون بعد هذا التاريخ يحيث يكون زواجها  منه بعد وفاة علي «عليه السلام» أي عام 41هـ، وهذا يعني أنها ولدت عام 34هـ.

       واستناداً إلى هذا فإن ولادة أم فاختة لا بد وأن تكون قبل عام 21هـ وربما كانت من سبي عهد عمر بن الخطاب (13- 23هـ) حسب الظاهر.

_____________
(1) أعلام الورى: 1/397، راجع لباب الأنساب أيضاً: 1/333.

(2) لباب الأنساب: 1/333، إعلام الورى: 1/397.

(3) لباب الأنساب: 1/339.

(200)

 

       ومن الجدير ذكره أن الفتوحات الإسلامية آنذاك توجهت نحو العراق وإيران والشامات وشمال إفريقيا (مصر)، وأما بالنسبة إلى عام 22هـ بالذات فقد فتح المسلمون أكثر الولايات الإيرانية وأهمها همدان والري(1) وقومس(2) وجرجان(3) وطبرستان(4) وآذربايجان، وأما في العام 21هـ التي تحدثنا عنه سابقاً فقد فتحوا نهاوند(5) وإصبهان(6)، فإذا كان علي«عليه السلام» قد دخل بها في عام 33هـ فلا بد أن تكون ولادة فاختة على الأقل عام 19هـ، وأما وفاتها فكان بعد عام 40هـ، وبذلك فهي إحدى أمهات الأولاد الثماني عشرة التي اعتقت من نصيب ابنتها فاختة (أم هاني).

       وقيل في ابنتها فاختة إنها تزوجت أولاً عبد الرحمن بن عقيل ثم تزوجت من أخيه عبد الله الأوسط بن عقيل(7)، إلا أنه لا وجه له، فهو من الخلط الذي وقع بين أبناء عقيل، والظاهر أنها تزوجت عبد الله الأًصغر، وسنأتي على ترجمتها وترجمة زوجها عبد الله الأًصغر، وابنها محمد حيث حضر الجميع كربلاء.

       وجاء في تاريخ قم لحسن بن محمد القمي المعاصر للصدوق: إن أم هاني أنجبت لعبد الله بن عقيل محمداً وعبد الرحمان وسلمى وأم كلثوم(8).

______________
(1) الري: هي الآن جزء من العاصمة طهران وتقع في جنوبها.

(2) قومس: بضم أوله وكسر ثالثه بينهما سكون كورة كبيرة واسعة في ذيل جبل طبرستان، قرب دامغان.

(3) جرجان: هي كرگان اليوم والتي هي قاعدة إقليم گلستان الواقعة على ساحل بحر  خزر.

(4) طبرستان: تعرف اليوم بمازندران، وهي إقليم يقع على ساحل بحر خزر.

(5) نهاوند: لا زالت على اسمها القديم، من مدن إقليم همدان.

(6) إصبهان: هي إصفهان، إبدل الباء فاءً عندما تحولت اللغة الفارسية من البهلوية إلى الدرية وأدخلت فيها الحروف العربية.

(7) جاء في المجدي: 18 «وخرجت أم هاني فاختة بنت علي إلى عبد الرحمان بن عقيل، وخرجت نفسية وهي أم كلثوم الصغرى إلى عبد الله بن عقيل الأًصغر».

(8) تاريخ قم: 193.

(201)

 202

(202)

 19

والدة أم سلمة بنت علي

ق20- ب40هـ

ق602- ب660م

       هي: والدة أم سلمة بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       مما لا شك فيه أنها دخلت بيت علي «عليه السلام» بملك اليمين وأنجبت له أم سلمة، وماتت ابنتها هذه قبل أن تبلغ سن الزواج، ورجعت هي إلى رقيتها الخالصة لتعتق من ثلث علي «عليه السلام» عام 40هـ، ولا خلاف في ذلك(1).

       كما لا يعرف أن ابنتها ام سلمة هل لها اسم أم كنيتها اسمها، وليس لدينا ما يثبت وفاتها هل كانت في المدينة أو الكوفة.

       وما ورد في الشجرة الزكية أنها لم تعقب لا يدل على زواجها، أو إنجابها لأنه دأب على ذكر هذه العبارة لعموم من لا عقب له سوء مات صغيراً أو لم يتزوج أو تزوج ولم ينجب أو أنجب ولم يستمر عقبه(2).

       وأخيراً فاحتمال أن والدة أم سلمة دخلت بيت علي «عليه السلام» في المدينة هو الأنسب  لكثرة السبي آنذاك، وذلك قبل تولي علي «عليه السلام» الأمر.

____________
(1) راجع المعارف لابن قتيبة: 211، لباب الأنساب: 1/33، الشجرة الزكية لجمل الليل: 348- 349، الإرشاد: 1/355، إعلام الورى: 1/396، كشف الغمة: 2/67، أنساب الأشراف: 2/194، والمجدي: 12.

(2) راجع الشجرة الزكية لجمل الليل: 349.

(204)

 

20

والدة أمة الله بنت علي

ق20- ب40هـ

ق602- ب660م

       هي: أم أمة الله بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

          ذكر العمري في المجدي: إن من بنات علي «عليه السلام» أمة الله(1)، وأمها أم ولد، وقد تفرد بذلك، ومن الملاحظ أن كل من ذكرن بالكنية وتواتر ذكرهن عند أهل النسب يتساوى عددهم مع عدد من ذكرن بصريح أسمائهن ممن تفرد بهن أهل النسب مما يحتمل أم تكون تلك الكنى كنية لهذه الأسماء، ولكنه مجرد احتمال لا دليل له، بل إن بعض المصادر جمع بين الأسماء والكنى ما يدل على التعدد إلى إذا قيل بأنه من الخبط المعهود، والموروث.

       وعلى أي حال فإن أم أمة الله خرجت من كونها أم ولد وذلك لوفاة ابنتها على عهد الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» وعتقت من الثلث الذي أوصى به علي «عليه السلام»، ويبدو أنها لم تصل مرحلة الزواج لتتزوج حيث لم يذكر لها أي زواج.

       والظاهر أم حال أمة الله كحال والدة أم سلمة.

__________
(1) المجدي في الأنساب: 12، النفحة العنبرية لابن أبي الفتوح.

(205)

 206

(206)

 

21

والدة أم أبيها بنت علي

ق21- ب40هـ

ق601- ب660م

       هي: والدة أم أبيها بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       هناك من ذكر بأن أبنتها «أم أبيها» متحدة مع فاطمة بنت علي «عليه السلام» لتكون كنيتها أم أبيها، وممن أوردها متحدة ابن فندق حيث ذكر: فاطمة أم أبيها في المعقبات من ولد علي «عليه السلام»(1)، ولكن ابن قتيبة أوردهما معاً ولم يوجد بينهما حيث سرد بنات علي «عليه السلام» كالتالي: «وفاطمة وأم الكرام ونفيسة وأم سلمة وأمامة وأم أبيها لأمهات شتى»(2)، ولعل الجمع بينهما أم لعلي «عليه السلام» كانت فاطمتان الأولى عرفت باسمها، والثانية عرفت بكنيتها أم أبيها، وربما كان ذلك أحياء لذكر فاطمة الزهراء «عليها السلام» حيث كناها الرسول (ص) بأم أبيها(3)، ومن هنا جاء الخلط بين فاطمة وبين أم أبيها، ولذلك ذكر بعضهم بأن فاطمة تزوجت أبا سعيد بن عقيل فولدت له حميدة(4)، وتارة أخرى أنها تزوجت سعيد بن الأسود بن البختري الأسدي(5)، وقال ثالث: وكانت فاطمة ابنة علي عند أبي سعيد بن عقيل فولدت له حميدة، ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري فولدت

_________
(1) لباب الأنساب: 1/335.

(2) المعارف لابن قيبة: 211.

(3) راجع بحار الأنوار: 43/16.

(4) راجع بحار الأنوار: 42/93.

(5) المعارف لابن قتيبة: 211.

(207)

 

له برة وخالدة، ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوام فولدت له عثمان وكثيرة فدرجا(1)، ولكن في نص ابن أبي الدنيا(2)إرباك، وسننقله باختزال- أي بحذف ما لا يرتبط بالموضوع- حتى يتبين الحال، فهذا نصه: «وزينب الصغرى وأم هاني وأم الكرام وأم جعفر واسمها الجمانة وأم سلمة وميمونة وخديجة وفاطمة وأمامة بنات علي لأمهات أولاد».

       ثم يأتي ليبين بعض التفاصيل عنهن فيقول: كانت رقية الكبرى عند مسلم بن عقيل، وكانت زينب الصغرى عند محمد بن عقيل، وكانت أم هاني عند عبد الله الأكبر ابن عقيل، وكانت ميمونة عند عبد الله الأكبر ابن عقيل، وكانت أم كلثوم واسمها نفسية عند عبد الله الأكبر ابن عقيل، وكانت خديجة عند عبد الرحمن بن عقيل، وكانت فاطمة عند أبي سعيد بن عقيل، وكانت أمامة عند الصلت بن عبد الله بن نوفل(3).

       والإرباك في نصه وقع في أمور ثلاثة:

       1- إنه ذكر في البداية تسعاً منهن(4)، ثم لدى التفصيل عن حياتهن ذكرهن ثمانياً فقط، ولعله من باب السقط.

       2- إنه ذكر ثلاثاً منهن تزوجن عبد الله الأكبر بن عقيل وهن: أم هاني وميمونة وأم كلثوم الصغرى (نفيسة) دون أن يشير إلى تعدد الزوجات كما فعل بالنسبة إلى الأخريات، كما لم يذكر سبب هذا التعدد أكان بموت أو طلاق حيث لا يمكن الجمع، وهذا ما جعلنا نقول إن العبادلة من أبناء عقيل ثلاثة الأكبر والأوسط والأًصغر.

       3- إنه ذكر لدى التفصيل خمساً ممن يتفق مع خمسٍ ممن ذكرهن في

____________
(1) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: 13 بتحقيق المحمودي.

(2) ابن أبي الدنيا: هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي (208- 281هـ) ولد في بغداد وتوفي فيها أيضاً، من أعلام الرواة، له من المؤلفات: مقتل الحسين، قرى الضيف، ومكارم الاخلاق.

(3) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: 122- 123 بتحقيق المحمودي.

(4) جاء مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: 94 بتحقيق القزويني ثمانية أسماء حيث لم يذكر أبانة.

(208)

 

البداية، فأما الاثنتان ممن بين تفاصيل عنهما هما: رقية الصغرى وأم كلثوم الصغرى (نفيسة) وليس لهما ذكر في سرده لهن في  البداية، بل أورد هناك اسم أم الكرام وأم جعفر جمانة وأم سلمة، واحتمال أن اثنتين منهما متحدان مع اثنين من اللاتي ذكرهن بالتفصيل لا يصح.

       ولم يشر المحققان لمقتل ابن أبي الدنيا عن هذا الأرباك، وهذا الإرباك هو في الحقيقة من الخلط بين أسمائهن وسيرتهن وهو الذي جعلنا نحتمل بأن بعض المعلومات التي وردت عن فاطمة هي مرتبطة بأم أبيها حيث إن احتمال أن تكون هناك فاطمتان كبرى وصغرى(1) تكنى إحداهما أو الصغرى بأم أبيها، وارد.

       إذاً فالاحتمال بأن فاطمة تزوجت من أبي سعيد بن عقيل(2) وارد، بينما تكون أم أبيها (فاطمة الصغرى) زوجة لسعيد بن الأسود بن أبي البختري الأسدي(3) للجمع بين الأقوال المختلفة، وعلى هذا فتكون (فاطمة الصغرى) أم أبيها هي التي أنجبت للأسدي برة وخالدة(4)، وقد مضى مزيد الكلام في ترجمة أم فاطمة بنت علي «عليه السلام».

       ومن المؤسف ليس لدينا معلومات عن سعيد البختري هذا، نعم هناك شخص كان في أصحاب علي «عليه السلام» رافقه إلى حرب الجمل يقال له سعيد ابن عبيد البختري له حوار معه عندما خطب قومه وهم بالربذة وقد أبدى من حسن النية مما مدحه الإمام أمير المؤمنين «عله السلام» وكان قد التحق مع قومه بني طي في الربذة(5).

       ولكن لا شك أنهما شخصيتان لأن سعيد بن الأسود أسدي حيث إنه

__________
(1) يحتمل المظفر في اختلاف آخر في كتابه سفير الحسين: 25 ويقول: «فإن كان عند علي «عليه السلام» فاطمتان اتفق القولان».

(2) راجع المجدي: 18.

(3) لباب الأنساب: 1/335، وجاء فيه سعد بن الأسود بن البحتري، ولكن جاء في أنساب الأشراف كما أوردناه.

(4) راجع مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا بتحقيق المحمودي: 123.

(5) راجع بحار الأنوار: 32/102 وتاريخ الطبري أيضاً.

(209)

 

من ولد الحرث بن أسد بن عبد العزى(1)، وهذا طائي من بني بحتر الحاء المهملة(2) وما ورد بالخاء المعجمة الفوقانية من التصحيف، وأما الختري في الأسد فهو اسم وليس بقبيلة(3).

       هذا غاية ما يمكن أن نبحثه هنا حيث لا معلومات لنا إلا كون والدة أم أبيها من أمهات الأولاد اللاتي توفي عنهن أمير المؤمنين «عليه السلام»، ومعنى ذلك أنها عاشت مع ابنتها بعد وفاة أمير المؤمنين «عليه السلام» عام 40هـ، وبما أن أم أبيها ليست من اللاتي تزوجت في حياة علي «عليه السلام» فمعنى ذلك أنها كانت صغيرة، فيحتمل أن ولادتها كانت في أواخر عهد علي «عليه السلام» في المدينة أو أوائل عهده بالكوفة، وهذا يعني أن ولادتها كانت في حدود عام 35هـ، ولعل والدة أم أبيها كانت من سبايا الفتوحات التي تمت في عهد عثمان (23- 35هـ) والتي توسعت في إيران وتجاوزت إلى أفغانستان الحالية وأذربايجان الحالية وأرمينية، وبلاد ما وراء النهر، وإلى بعض الأقطار في بلاد الروم، وعليه فلا بد أن تكون ولادة والدة أم أبيها قبل عام 21هـ، وولادة أم أبيها في حدود 35هـ، وأما وفاتهما فكانت بعد استشهاد أمير المؤمنين «عليه السلام» عام 40هـ، والله العالم بحقائق الأمور.

__

210___________


(1) أنساب الأشراف: 2/193.

(2) جاء في معجم قبائل العرب: 2/689 إن بني بحتر بطن من طي بن أدد.

(3) راجع الأنساب للسمعاني: 294 وفيه: وهند اسم يشبه النسبة.

(210)

 

22

والدة أم الكرام بنت علي

نحو 21- ب40هـ

نحو 601- ب660م

 

       هي: والدة أم الكرام بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       بالنسبة إلى ابنتها فقد قيل بأنها متحدة مع زينب الصغرى لتكون كنيتها أم الكرام واسمها زينب كما يظهر من نسخة مناقب آل أبي طالب، حيث يقول: وتوفي قبله يحيى وأم كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى(1)، ولكن ابن قتيبة(2) عدهما اثنتين حيث ذكر فيمن ذكر من بنات علي عليه السلام:«وأم كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى، وجمانة وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام ونفيسة....»(3)، واحتمال أن هناك سقطا ـ بمعنى أن واو العطف سقطت من بين الأسمين ـ وارد، إلا أن عدها من بين اللاتي توفين أيام علي عليه السلام يبعد لك فيبقى أن ذكرها كان من احتمال أنهما متحدان، ولن يبعد الاتحاد أنه لم يصرح كما فعل في اختها جمانة حيث ذكر: «وجمانة وكنيتها أم جعفر»، إلا أنه ربما كان من تغيير الأسلوب في التعبير.

       ومما يفيد التغاير ما أورده الطبرسي حيث قال لدى عده بناته عليه السلام:

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 3/305.

(2) ابن قتيبة: هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة المروزي الدينوري (213ـ 276هـ) ولد في الكوفة وتوفي في بغداد، كان من كبار المؤرخين له: غريب القرآن، القراءات، وغريب الحديث.

(3) المعارف لابن قتيبة: 211.

(211)

«وزينب الصغرى، ورقية الصغرى، وأم هاني، وأم الكرام وجمانة المكناة بأم جعفر وأمامة....»(1)، وأم الكرام ليست هي من الثمان اللاتي زوجهن علي عليه السلام في حياته، على ما ذكره المؤرخون، مما يبدو أنها كانت صغيرة عندما توفي أبوها علي عليه السلام، ولعل في ذلك إشارة إلى أن أمها كانت قد دخلت في حبالة علي عليه السلام في الكوفى أو قبيلها، وبما أن أبنتها أم الكرام عدت فيمن لم تخرج إلى البيت الزواج، فلعلها توفيت بعد أبيها وذلك جمعاً بين ذلك وبين كون أنها من أمهات الأولاد اللتي حررن من نصيب أولادهن بوفاة أمير المؤمنين عليه السلام، وعليه فيمكن القول بأنها دخلت في بيت علي عليه السلام حدود عام 35هـ، وتوفيت بعد عام40هـ، ويبدو من سرد المؤرخين لمن حضر كربلاء منالنساء والأطفال  أم الكرام وأمها لم تكن منهن، فهذا يؤكد أن أم الكرام توفيت بعد أبيها قبل أن تتأهل للزواج، كما أن أمها ليس لها ذكر بعد ذلك.

       وذكر جمل الليل: «إن أم الكرام لم تعقب»(2) ولكنه لم يدخل في التفاصيل، ومع هذا فلم يذكر بأنها تزوجت، ولكن أوردها ابن فندق في جدول المعقبات من بنات علي عليه السلام، وذكر مع أسمها، «أم سعد بن الأسود بن البختري»(3) وعادة ما يذكر في مثل هذا الموضع لبيان زوجها المعقب منها، وهو أمر غريب غير مفهوم، وقد ذكر قبل ذلك: «بأن فاطمة بنت علي عليه السلام تزوجت من أبي سعيد بن عقل فولدت له حميدة، ثم تزوجها سعد بن الأسود بن البختري فولدت له برة...»(4) حيث ذكر سعد ابن الأسود بن البختري، ولاشك أن في ذكل تصحيفاً.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) إعلام الورى: 1/396.

(2) الشجرة الزكية في الأنساب:349.

(3) لباب الأنساب: 1/335.

(4) لباب الأنساب: 1/334.

(212)

 213

(213)

 23

ليلى بنت مسعود النهشلية

نحو 22ـ ب47هـ

نحو 600- ب667م

 

       هي ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل ابن نهشل- ولذلك لقبت بالنهشيلة- بن دارم- ولذلك لقبت بالدارمية- بن مالك بن حنظلة بن زيد بن مناة بن تميم- ولذلك لقبت بالتميمية.

       فهي إذاً ليلى النهشلية الدارمية النهشلية.

       وأمها: عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر (سيد أهل الوبر) بن عبيد بن الحارث مقاعس- ولذلك لقبت بالمقاعسة-.

       وأم عميرة: هي عناق بن عصام بن سنان بن خالد بن منقر المقاعسية.

       وأم عناق: هي ابنة(1) أعبد بن أسعد بن منقر المقاعسية(2).

       تزوجت ليلى النهشلية: الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» فأنجبت له عبد الله (الأصغر) وأبا بكر(3) وعبيد الله(4).

__________
(1) وأمها ابنة سفيان بن خالد بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة.

(2) راجع مقاتل الطالبيين: 91.

(3) المعارف لابن قتيبة: 210.

(4) بطل العلقمي: 3/500 عن تاريخ الطبري: 3/162، بحار الأنوار: 42/74 عن العدد القوية للحلي، وتاريخ أبي الفداء: 1/252 وفيه أنها أنجبت عبيد الله وأبا بكر اللذين قتلا مع الحسين أيضاً.

(214)

 

       ولما استشهد «عليه السلام» في 21/ رمضان/ 40هـ تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد انقضاء عدتها فأنجبت له: صالحاً وموسى وهارون ويحيى وأم أبيها(1).

       وكانت من الحرائر الأربع اللاتي توفي عنهن أمير المؤمنين «عليه السلام»: أمامة بنت أبي العاص، وأسماء بنت عميس، وليلى التميمية- هذه- وأم البنين فاطمة(2).

       وكانت ولادة عبد الله بن جعفر في الحبشة عام 1هـ ووفاته عام 90هـ.

       ونستقرىء من أنها أنجبت لعلي «عليه السلام» ثلاثة أبناء فقط مع أنها كانت ولودة حيث أنجبت لعبد الله بن جعفر خمسة من الأولاد، أن زواجها من علي «عليه السلام» كان في أوائل أنوثتها ولم يكن هناك مجال لأن تنجب له أكثر من ذلك وهذا يصادف أيام انتقاله «عليه السلام» إلى الكوفة حيث انتقل إليها بعد الخامس من رجب سنة 36هـ بعد أن انتهى من معركة الجمل، وتذكر بعض المصادر أن زواج علي «عليه السلام» من ليلى تم بعد معركة الجمل(3) وكان وصول علي «عليه السلام» إلى الكوفة من البصرة في الثاني عشر من رجب(4) وأخيراً وجدت أن الزمخشري ذكر بأنه تزوجها في البصرة(5).

       وبالنظر إلى ولادة أبنائها لا بد وأن يكون زواجه منها في عام 36هـ، ومن تسلسل ذكر المؤرخين لأولادها يبدو أن عبد الله كان أكبر من أبي بكر(6)، وعليه فإن ولادة عبد الله ربما كانت في سنة 37هـ وولادة أبي بكر

____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 210.

(2) راجع بحار الأنوار: 42/92 عن قوت القلوب.

(3) بطل العلقمي: 3/503.

(4) راجع المذكرة الحسينية من هذه الموسوعة.

(5) ربيع الأبرار: 2/330 وفيه: «لما تزوج علي رضي الله عنه النهشلية في البصرة قعد على سريره وأقعد الحسن عن يمينه والحسين عن شماله، واجلس محمد ابن الحنفية بالحضيض..».

(6) ذكره البلاذري في أنساب الأشراف: 2/192 «أبو بكرة».

(215)

 

في حدود عام 38هـ أي في أواخرها(1)، وأما عبيد الله فهو أصغر من أبي   بكر حيث يذكر بعده، فلا بد أن تكون ولادته في عام 39هـ أو أربعين.

       وإذا صحت هذه التقاديرر فربما كان لها من العمر حيث الزواج من علي «عليه السلام» نحو أربعة عشر عاماً حيث القابلية للحمل بشكل عام، وعليها فتكون ولادتها في حدود عام 22هـ والله العالم بحقائق الأمور.

       وأما رواية اعترض عبيد الله لأبيه حين الوصية فلم يثبت صحتها ليعتمد عليها وسنأتي على مناشتها في ترجمة عبيد الله.

       ومقتضى أن ليلى النهشلية أنجبت لعبد الله بن جعفر خمسة من الأولاد أنها عاشت بعد علي أكثر من ست أعوام وأقل التقادير أن زواجها من عبد الله تم في صفر عام 41هـ، وإذا كان ذلك في المدينة فلا بد أن يكون بعد وصولها إلى المدينة مع ركب الإمام الحسن «عليه السلام» في شهر رجب عام 41هـ وعليه فإنها كانت على قيد الحياة حتى عام 47هـ.

       وأخيراً لا بأس بالإشارة هنا إلى أن ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588هـ ذكر في كتابه المناقب لدى عده زوجات أمير المؤمنين «عليه السلام» وأولاده ما نصه: «ومن الهملاء بنت مسروق النهشلية أبو بكر وعبد الله»(2).

       وقد نقل كلامه هذا حسب الظاهر من كتاب الأنوار(3)، وهذا العنوان ورد لأكثر من كتاب يحتمل أن يكون قد نقل عنه وهو كالتالي:

       1- الأنوار: في تواريخ الأئمة الأطهار لإسماعيل بن علي بن إسحاق النوبختي المتوفى سنة 311هـ.

       2- الأنوار: في تاريخ الأئمة الأطهار لمحمد بن همام بن سهيل الإسكافي المتوفى سنة 336هـ.

______________
(1) ولكن جاء في الأنساب: 399 إن عمره يوم استشهد في كربلاء كان ابن خمس وعشرين، وعليه فتكون ولادته عام 36هـ أو 37هـ، ولكنه لا يتناسب مع المعطيات الموجودة والتي أشرنا إليها.

(2) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3/305.

(3) راجع المناقب: 3/304.

(216)

 

       3- الأنوار: في تواريخ الأئمة الأطهار لعلي بن هبة الدين بن عثمان الموصلي من علماء القرن السادس الهجري.

       وبما أنه منفرد بالنقل فاحتمال التصحيف بين: «الهملاء بنت مسروق النهشلية» وبين: «ليلى بنت مسعود النهشلية» وارد بل متعين لما قلنا لعدم تطرق أحد إلى ذلك، ويحتمل أن تكون الهملاء صفة أو لقباً لليلى، ومع هذا فلا بد من القول في تصحيف «الهملاء» أيضاً لأنه لا توجد شخصية سميت بهذه التسمية حسب استقرائنا لمعاجم الرواة والأعلام، كما لم نجد ما يناسب لها من المعاني في اللغة العربية، فلذلك نحتمل أن تكون المفردة تصحيف لـ«الهِمْلاج» يقال: دابة هِمْلاج إذا كانت حسنة السير في سرعة وبخترة، وربما كانت ليلى النهشلية في مشيتها كذلك فلقبت أو وصفت بذلك، والله العالم.

       وأما اسم أبيها فكل من ذكرها ذكر بأنها ابنة مسعود  إلا في هذا المورد مما يؤكد على إمكانية تصحيف «مسروق» عن «مسعود»، وبالأخص فإن النسبة إلى القبيلة واحدة وأسماء الأبناء «عبد الله وأبو بكر» واحدة.

217

(217)

24

الورقاء أم محمد الأصغر

ق13- ب40هـ

ق601- ب660م

 

       هي: الورقاء أم محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       ذكر البلاذري لدى عده لأولاد علي «عليه السلام» قائلاً: «ومحمد الأصغر ابن علي قتل مع الحسن وأمه ورقاء أم ولد»(1).

       ولا نستبعد أن تكون مفردة «الورقاء» علماً حيث كانت تستخدم منذ الجاهلية لعدد من الشخصيات ولكن للذكور، ومن ذلكم ورقاء بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي الشاعر الجاهلي(2)، وكذلك ورقاء بن عمرو بن ربيعة الخزاعي والد الصحابي بديل بن الورقاء الذي أسلم يوم الفتح وأصله من الشام(3)؛ وأيضاً استخدمت بعد الإسلام ومن ذلكم: ورقاء الشيباني جد الشاعر جعفر بن محمد المعروف بابن ورقاء (292- 352هـ)(4)، ويبدو أن المفردة جاءت مشتركة بين الذكور(5) والإناث حيث نجد أن الشاعرة الأندلسية سميت بها وهي التي عرفت بالحاجة ورقاء بنت ينتاب التي

__________
(1) أنساب الأشراف: 2/192.

(2) الأعلام للزركلي: 8/114.

(3) أسد الغابة: 1/203.

(4) الأعلام للزركلي: 2/128.

(5) وممن سموا بالورقاء: ورقاء بن المعمر، ورقاء بن مالك بن كعب الهمداني، ورقاء ابن سمى، راجع كتاب صفين: 478، 507، 511.

(218)

 

توفيت بالفاس بعد عام 540هـ(1).

       وأما من ناحية المعنى فالورقاء هي الناقة التي خالط سوادها البياض، وقال أبو نصر النعماني في ركوب الناقة: هجر بحمراء، وأسر بورقاء، وصبح القوم على صهباء، قيل له: ولم ذلك؟ قال: لأن الحمراء أصبر على الهواجر، والورقاء أصبر على طول السرى، والصهباء أشهر وأحسن حين ينظر إليها، ومن ذلك قيل: الرماد أورق، وللحمامة والذئبة ورقاء، وقال رؤبة من السريع:

فلا تكوني يابنة الأشم            ورقاء دمى ذئبها المدمي

       والورقاء أيضاً: الحمامة(2).

       واعتماداً على المعنى اللغوي، فلو كانت الورقاء وصفاً لها فيبدو أنها كانت سمراء اللون، وربما أمكن تشخيص منطقتها ولو بالإجمال حيث إن معظم أهل الجنوب في العراق يميلون إلى السمرة، ولعلها أسرت أو أمها في فتوحات العراق وأطرافها، أو أنها ولدت أمة، ويؤيد ذلك ما وردت بأن أم محمد الأصغر كانت أم ولد وكانت عربية(3).

       وأما عن سائر صفاتها وشخصياتها وكيفية وصولها إلى بيت أمير المؤمنين «عليه السلام» فليس لدينا الكثير من المعلومات بل ولا القليل منها، نعم لقد ذكر ابن فندق: إن ابنها محمد الأصغر كان يوم الطف ابن اثنتين وعشرين سنة(4) وهذا يعني أنها أنجبته في عام 39هـ بل عام 38هـ، وعليه فلا بد وأن علياً «عليه السلام» قاربها في عام 37هـ، ومن المعلوم أنه لم يحدث في أيامه «عليه السلام» حروب على أطراف الدولة الإسلامية لتكون من سبايا تلك الحروب، فالظاهر أنه اشتراها من سوق النخاسين في الكوفة أيام حرب صفين أو قبلها، وهي من الإماء التي حررت بعد وفاته من نصيب ابنها، وأقل ما يمكن أن يقال عنها: إنها ولدت قبل عام 13هـ وتوفيت بعد عام

____________
(1) أعلام النساء: 5/284، الأعلام للزركلي: 8/114.

(2) راجع تاج العروس: 26/456، لسان العرب: 15/276.

(3) بطل العلقمي: 3/477.

(4) لباب الأنساب: 1/400.

(219)

 

       40هـ، وسنأتي على بعض التفاصيل عن أمهات الأولاد اللاتي كن في ملك علي «عليه السلام».

       وليس لدينا ما يثبت أنها حضرت معركة الطف مع ابنها محمد الأصغر، وبما أن الكثير من الالتباس وقع بين محمد الأصغر والعباس الأصغر في تحديد أمهما حيث قال البعض بأن أم محمد الأصغر لبابة بنت عبيد الله بن العباس، وآخرون قالوا: بأن أم العباس الأصغر هي لبابة بنت عبد الله بن العباس، ومن جهة أخرى فإن بينهما بعض القواسم المشتركة، منها: أن أمهما أم ولد، ومنها: أن أمهما كانت عربية(1)، كما صرح فيهما دون غيرهما بصغر سنهما، بمعنى أن ولادتهما كانت في آخر أيام أبيهما فاحتمال أن يكونا شقيقين وارد جداً، ومن باب أن الغريق يتشبث بكل حشيش، فإن جزء معلومة خير من عدمها، فمن هنا فقد أثبتناهما باسم الورقاء، ومما يؤيد هذا الأمر بشكل عام أن علياً «عليه السلام» توفي عن ثماني عشر أم ولد ولو لم نقل بأن بعض أولاده من أمهات الأولاد أشقاء لزدن على هذا العدد المحدد، فكلما كان الاحتمال فيه وارداً ولو بالقرائن لا بد من العمل به، ومن الله سبحانه نستمد العون إن على ذلك قادر، وهو العالم بحقائق الأمور.

       وإذا ما كان العباس شقيقاً لمحمد الأًصغر فتكون عندئذ ولادته بعد محمد الأصغر، أي عام 39هـ، وهذا لا يتناسب مع وصفه أيام الطف بالأمرد لأن عمره آنذاك يكون في العشرين، وسنأتي على مزيد من التافصيل لدى ترجمة محمد الأصغر والعباس الأصغر إن شاء الله تعالى.

________
(1) راجع بطل العلقمي: 3/477.

(220)

 221

(221)

25

والدة عمر الأصغر المصطلقية

ق5- ب40هـ

ق617- ب660م

 

       هي: أم عمر الأصغر المصطلقية، يبدو أنها كانت من سبي بني مصطلق هكذا وصفها الشهيد البراقي الزيدي(1) بعدما عد المسمين من أبناء علي «عليه السلام» بعمر ثلاثة: الأكبر والأوسط والأصغر، إلا أنه ذهب إلى أن الأوسط هو الذي أمه المصطلقية، ولكن هذا لا يناسب، حيث ذكروا أن الأًصغر أمه أم ولد وهو الذي استشهد في كربلاء وأنه أصغر أبناء علي «عليه السلام»، وبعدما اتضح أن عمران هو تصحيف عمر وأنه جرح في النهروان ومات ودفن في بابل(2) يتعين أن يكون ابن المصطلقية هو عمر الأصغر، ومعنى كونه أصغر أنه ولد في آخر أيام علي «عليه السلام»، لأنه سبق وتحدثنا عن غيره بأنه ولد أيضاً في تلك الآونة.

       أما بالنسبة إلى أمه والتي كانت مسبية وكانت من بني مصطلق فالظن أنها مسبية على أيام الرسول (ص) في غزوة بني المصطلق والتي وقعت في 16/ شعبان/ 5هـ، وربما كانت آنذاك صغيرة، ولما كبرت إشتراها الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» فأولدت له عمر الأصغر.

       وربما كان في أواخر عمره لمكان قولهم إنه كان أصغر أبنائه فاحتمال أن التبني بأمها كان في الكوفة وارد.

_________
(1) الحدائق الوردية: 1/104.

(2) مشاهد العترة الطاهرة: 30.

(222)

 

        وعلى أي حال فهي من أمهات الأولاد الثماني عشر اللاتي توفي عنهن علي «عليه السلام» واعتقت من نصيب ابنها، وليس لها ذكر في واقعة الطف رغم أن ابنها عمر الأصغر قد استشهد في معركة الطف في كربلاء مما يدل على انها توفيت قبل ذلك، ولذلك صح القول بأنها ولدت قبل الخامسة للهجرة وتوفيت بعد عام أربعين منها، وأما عن ابنها عمر الأصغر فسوف نأتي على ترجمته إن شاء الله تعالى.

       وأخيراً فإن التناقض بين أقوال المؤرخين يرتفع بالقول بأن لعلي «عليه السلام» ثلاثة أبناء سموا بعمر الأكبر قتل يوم المذار، والأوسط قتل يوم النهروان، والأصغر قتل يوم المذار، والأكبر كان آخر من عاش من أبناء علي «عليه السلام»، بينما الأصغر كان أصغر أبناء علي «عليه السلام»، والأوسط هو الذي عرف بين العامة بـ«عمران»، فعمران إذاً متحد مع الأوسط، ومن لم يذكر الأوسط واقتصر على الأكبر والأصغر فربما لأن الأوسط عرف بعمران، وبذلك صحت الأقوال جميعها وارتفع الخلاف، واحتمال أن عمران تثنية عمر غير وارد، لأن هناك تصريح بأنه مشهور بعمران عند العامة(1)، والله العالم بحقيقة الحال.

___223____
(1) العامة: أي الجماهير.

(223)

 

26

والدة عثمان الأًصغر بن علي

ق24- ب40هـ

ق598- ب660م

 

       هي: أم عثمان الأًصغر بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

       ذكر الابن بعض أرباب الأنساب منهم العمري في كتابه المجدي ووصفه بالأصغر(1) في قبال الأكبر، وذكره ابن أبي الثلج في جملة المقتولين في كربلاء على ما يظهر من عبارته(2)، وأمه أم ولد كما يظهر من تنسيق العمري لأولاد علي «عليه السلام»، ونص على ذلك المظفر عنده عده أبناء علي «عليه السلام»(3) ولكن سقط منه ترجمته.

       وكل ما يمكن أن نستخلصه أن أم عثمان الأصغر ولدت ابنها عثمان بعد ولادة أخيه عثمان الأكبر لمكان وصفه بالأصغر، وكانت ولادة الأكبر عام 39هـ، ومعنى ذلك أنه ولد في نهاية عام 39هـ أو عام 40هـ، وعليه إن اتصال أم عثمان الأصغر بعلي «عليه السلام» ربما كان في عام 39هـ أو قبيله، لأن الغالب على المرأة الإنجاب فلابد حينئذ أن تكون ولادة أم عثمان الأًصغر قبل عام 25هـ، واحتمال أنها من سبي أيام عمر بن الخطاب (23- 35هـ) غير وارد.

       ولم يذكر عثمان الأصغر من المعقبين من أبناء علي «عليه السلام» وسنأتي

__________
(1) المجدي: 12.

(2) راجع تاريخ الأئمة لابن أبي الثلج: 35.

(3) بطل العلقمي: 3/477.

(224)

 على ترجمته إن شاء الله تعالى، حيث قتل في معركة الطف مع أخيه الحسين «عليه السلام».

225

(225)

 

27

والدة القاسم بن علي

ق25- ب40هـ

ق597- ب660م

 

       هي: أم القاسم بن علي بن أبي طالب «عليه السلام».

              إن الإطلاع على أحوالها يتوقف على نافذة واحدة وهو وجود القاسم ابن علي «عليه السلام»، بل إن وجودها يتوقف على وجوده، ولقد انفرد ابن شهرآشوب في ذكره القاسم من جملة الذين برزوا إلى ساحة القتال في معركة الطف(1)، ولا مجال للقول بالخلط بينه وبين القاسم بن الحسن «عليه السلام» لأن ابن شهرآشوب ذكرهما، ولقد بسطنا الكلام في ترجمته في هذا المعجم، وما يمكن قوله هنا إنه إن ثبت فهو من أصاغر أبناء علي «عليه السلام» وهذا يعني أن عمره يوم استشهد في كربلاء كان نحو عشرين عاماً، وهذا يتطلب أن أمه لا يقل عمرها آنذاك عن خمس وثلاثين سنة، وأنها حررت من نصيب ابنها القاسم عند وفاة أبيه علي بن أبي طالب «عليه السلام» عام 40هـ، وعليه فإن أم القاسم يمكن أن تكون من سبايا أيام عمر بن الخطاب (13- 23هـ) وإلى مزيد من التفاصيل في ترجمة القاسم إن شاء الله تعالى.

__________
(1) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 4/107.

(226)

 

(227)

 

28

والدة الفضل بن علي

ق26- ب40هـ

ق596- ب660م

 

       هي: أم الفضل بن علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       ليس لدينا أي معلومة حول أم الفضل غير ما قيل بأن الفضل بن علي «عليه السلام» ممن استشهد في كربلاء، فإن تم ذلك فهو ما تفرد به الكاشفي المتوفى عام 910هـ، وبمقتضى أن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود فإننا لا يمكننا إنكار وجود الفضل بن علي «عليه السلام» بعدما ذكره الكاشفي، وربما ناقشنا هذا الأمر في ترجمة الفضل، بل ربما قلنا باحتمال السقط في العبارة لتكون أصل الكلمة «أبو الفضل» فسقطت كلمة «أبو» المضاف، ولكن لا بد وأن نتذكر بأن هذه الكنية مختصة بالعباس بن علي وأم البنين، وبما أن النص الذي أورده الكاشفي صريح بأنه قتل في هذا الموقع وأنه أول من قتل من إخوان الحسين «عليه السلام»، فالمجال ينفتح أمام الاحتمال بأن تكون كلمتا «أبو الفضل» كنية لغير العباس، ولكن ليس في اليد ما يدلنا على ذلك، والظن لا يغني عن الحق شيئاً(1).

       وعلى أي حال فإن أم الفضل على فرض وجودها لا بد وأن تكون أم ولد، وبمقتضى وفاة علي عام 40هـ فإن ولادة الفضل لا يمكن أن يتأخر عن عام وفاة أبيه علي «عليه السلام» عام 40هـ وعليه فإن عمره يوم الطف لا يقل

____________
(1) روضة الشهداء للكاشفي: 378، وعنه ياران بايدار إمام حسين للأميني: 140 وعنه شهيد كربلاء للقمي: 224.

(228)

 

عن عشرين عاماً، وأما أمه فلا بد وأن تكون ولادتها قبل عام 26هـ ليكون عمرها عند ولادته على أبعد التقادير أربعة عشر عاماً، وعندها تكون من أمهات الأولاد اللاتي اعتقن من نصيب ابنها، وربما ماتت في نفاسها والله العالم بحقائق الأمور.

(229)

 

29

والدة خديجة بنت علي

ق25- ب61هـ

ق597- ب680م

 

       هي: أم خديجة بنت علي بن أبي طالب «عليه السلام».

       قيل في ابنتها إنها خديجة الكبرى في قبال خديجة الصغرى، وزعموا أن الصغرى تزوجت من عبد الله الأوسط(1)، إلا أنه لم يثبت، وما هو ثابت أن خديجة جاءت غير موصوفة بالكبرى ولا الصغرى، هي زوجة عبد الرحمان بن عقيل الأكبر والتي أنجبت له سعيداً وعقيلاً(2)، وقد عاشت خديجنة معركة الطف واستشهد زوجها عبد الرحمان في الطف فتزوجها عبد الرحمان بن عبد الله العبشمي(3) وسنأتي على ترجمتها وترجمة عبد الرحمان الاكبر بن عقيل في هذا المعجم حيث حضرا معركة الطف واستشهد فيها عبد الرحمان.

       وما يقال بأن عبد الرحمان الأكبر  بن عقيل تزوج زينب الصغرى(4)

_____________
(1) راجع وسيلة الدارين: 423.

(2) راجع مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا بتحقيق المحمودي: 123، أنساب الأشراف: 2/194.

(3) راجع أيضاً مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا بتحقيق المحمودي: 123 وعن نسبه يذكر: إنه عبد الرحمان بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.

(4) أعلام الورى: 1/397 وعنه بحار الأنوار: 42/93، وفيه يناقض نفسه إذ يكرر زينب الصغرى مرتين وكأنها شخصيتان فيقول في الأولى: «وأما زينب الصغرى فكانت عند محمد بن عقيل فولدت له عبد الله وفيه العقب من ولد عقيل»، ثم يقول =

(230)