معجم أنصار الحسين عليه السلام  (الهاشميون) الجزء الاول

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (الهاشميون) الجزء الاول

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

فهو مخالف لقول المشهور الذي ذهب إلى أن الذي تزوجها هو أخوه محمد بن عقيل، ومن قال بأن عبد الرحمان تزوج من فاختة فهذا لا يصح لأنها تزوجت من عبد الله الأوسط بن عقيل، وقد سبق الحديث عنها في ترجمة أمها.

       وذكر ابن فندق: أن خديجة وعبد الرحمان الأكبر بن عقيل أنجبا حميدة(1) وهذا لا ينافي ما ذكره الآخرون بأنهما أنجبا سعداً (سعيداً) وعقيلاً، ويذكر ابن فندق: أن عبد الرحمان استشهد في كربلاء وهو ابن خمس وثلاثين(2)، ومما تقدم يتبين أن عُمر عبد الرحمان كان عند وفاة علي عليه السلام 15سنة، ولكن لم يتبين عمر خديجة بنت علي عليه السلام ولا أمها «أم خديجة» ولكن ما هو مسلم به أن زواج خديجة من عبد الرحمان تم بعد وفاة علي عليه السلام، وهذا يدل على أنها لم تبلغ آنذاك مبلغ النساء، وإن أم خديجة كانت من أمهات الأولاد اللاتي جرى عنقها من نصيب ابنتها خديجة، وأ، عبد الرحمان الأكبربن عقيل استشهد في كربلاء، وما يمكن أن يتلخص مما سبق أن خديجة في عام 40هـ كانت في العقد الأول من عمرها تقريباً، ومن زواجها من عبد الرحمان يفهم على العادة أنه كان أكبر منها، وأن أمها كانت حين توفي عنها علي عليه السلام لا يقل عمرها عن منتصف العقد اثاني، وأن خديجة عاشت بعد عام 61هـ حيث تزوجت بعبد الرحمان العبشمي.

       وفي الختام فأن ابن فندق لم يذكر خديجة ضمن المعقبات من بنات علي عليه السلام(3)، ولعل هذا يعني أن أولادها لم يعقبوا بل درجوا.

       ويذكر المازندراني في معالمه: إن خديجة حضرت كربلاء مع أمها وزوجها(4)، فعليه فإن وفاتها كانت بعد عام 61هـ.

ــــــــــــــــــــــــــــ

= بعد ذكر أخوانها: «وأما زينب الصغرى فكانت عند عبد الرحمان بن عقيل فولدت له سعداً وعقيلاً» وقد سبق فإن وفاتها كانت بعد عام 61هـ.

(1) لباب الأنساب: 334.

(2) لباب الأنساب: 401.

(3) لباب الأنساب: 335.

(4) معالي السبطين:2/228.

(231)

 

(232)

 

30

والدة جمانة بنت علي

ق 15ـ ب40هـ

ق 607م ــ ب 660م

 

       هي: أم جمانة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

       وابنتها جمانة تكنى بأم جعفر(1) ولكن الإربلي عدهما اثنين(2)، إلا أن التصحيف في عبارته وارد حيث جائنا معاً مما يمكن القول بأن الواو بينهما جاءت من النساخ خطاً، ولم نجد من ذكرهما اثنين فمن ذكرها بالكنية لم يذكرها بالاسم(3) ومن ذكرها بالأسم لم يذكرها بالكنية(4)، ومن ذكرها معاً صرح باتحادهما.

       وقد عدها ابن شهر آشوب من اللاتي توفين في حياة أبيهن، كما لم يذكرها فيمن تزوجن في حياته عليه السلام(5) وقد ذكر جمل الليل بأنها لم تعقب(6)، ولم يذكرها ابن فندق في المعقبات من بنات أمير المؤمنين عليه السلام(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الشجرة الزكية لجمل الليل: 348ــ 349 حيث صرح بأن اسم أم جعفر هو جمانة، وكذلك في لباب الأنساب: 1/333، أعلام الورى: 1/396، الإرشاد: 1/355، مناقب آل أبي طالب: 3/305، ومقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا: 122.

(2) كشف الغمة: 2/67، وكذلك جاء في كفاية الطالب: 412، والفصول المهمة لابن الصباغ: 142، الطبقات الكبرى: 3/20.

(3) راجع أنساب الاشراف:2/194.

(4) راج المعارف لابن قتيبة: 211.

(5) راجع مناقب آل أبي طالب: 3/305.

(6) الشجرة الزكية: 349.

(7) لباب الأنساب: 1/337.

        

(233)

 

       وأما التكنية بأم جعفر فإنها حسب الظاهر فلا دلالة على أن لها ولد، كما جاء التصريح بعدم زواجها، وعليه فإن أمها بوفاة ابنتها خرجت من كونها أم ولد وأصبحت من اللاتي حررن من الثلث.

       وهذه المعلومات كلها لا تفيد الاشيئاً واحداً أنها توفيت بعد عام 40هـ ودخلت بيت علي عليه السلام قبل عام 39هـ ولا زيادة.

(234)

 

31

والدة إبراهيم بن علي

ق 24ـ ب 40هـ

ق 589ـ ب 660م

 

       هي: أم إبراهيم بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

       يظهر من نقل ابن فندق: إن عمر إبراهيم يوم استشهد مع أخيه الحسين عليه السلام كان ابن عشرين سنة(1)، فيظهر أن والدته كانت في عام 40للهجرة ليتم عشرين سنة في عام المأساة 61هـ، واحتمال أن تكون ولادته سيرته، ولكن الذي يهمنا هنا أن أمه لابد وأن دخلت بيت علي عليه السلام قبل عام أربيعن للهجرة، وأما عن عمرها فأقل ما يمكن أن يقال إنها كانت في سن من تحيض لمكان الإنجاب وعليه فلا بد أنها ولدت قبل السنة الرابعة من سبايا أيام عمر بن الخطاب (13ــ 23هـ) ولكن كم كان عمرها يوم سبيت وأي سنة كان سبيها بالتحديد فهذا ما لا يمكن البت به، ومع هذا فإنها حررت من نصيب ولدها إبراهيم.

ــــــــــــــــــــــ

(1) لباب الأنساب: 1/338 و400.

(235)

 

 

(236)

 

 

32

والدة أسماء بنت علي

ق 23ـ ب 40هـ

ق 597ـ ب 660م

 

       هي: أم أسماء بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

       تفرد بذكرها صاحب النفحة العنبرية(1)، ولا شك أنها من الإماء اللاتي أولدهن علي عليه السلام، والتي عاشت بعد علي عليه السلام، وأعتقت من نصيب ابنتها أسماء، ولم يرد أن أسماء تزوجت أو أعقبت.

       والظاهر أن والدة أم أسماء كانت قبل عام 23هـ، وزواجها كان في حدود عام 39هـ، ووفاتها كانت بعد عام 40هـ(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النفخة العنبرية: لأبي الفضل محمد بن الكاظم ابن أبي الفتوح الأوسط الذي يصل نسبه إلى الإمام الكاظم عليه السلام والذي ألفه عام 891هــ.

(2) مقدمة الخصائص العباسية: 7 عن النفخة العنبرية في أنساب خير البرية.

(237)

 

33

والدة تميمة بنت علي

ق25ـ ب 40هـ

ق597ـ ب 660م

 

       هي: أم تميمية بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

       إن أبنتها تميمة قد تفرد بذكرها أبن شهر آشوب في مناقبه(1)، ويذكر بأن أمها أم ولد، وبما أنها كانت كذلك فهذا يعني أنها بقيت على قيد الحياة مع ابنتها تميمة بعد وفاة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حتى عتقت من نصيب ابنتها من تركة علي عليه السلام، ولاشك أن تميمية لم يزوجها أبوها في حياته، مما يدل على أنها كانت صغيرة، أي أٌقل من عقد واحد من حياتها، وربما كانت قريبة العهد بالولادة أي ولدت قبيل وفاته عليه السلام، وهذا هو السبب من عدم ذكرها في أكثر المصادر، وهذا ما يجعلنا نقول: بأنها ولدت قبل عام 40هـ وتوفيت بعد عام 40هـ، وأما أمها فلا بد وأن ولادتها كانت قبل عام 25هـ ووفاتها بعد عام 40هـ هذا ما يمكن تصوره، ولا مزيد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مناقب آل أبي طالب: 3/305.

(238)

 

34

والدة عتيق بن علي

ق 25ــ ب 40هـ

ق 597ـ ب660م

 

       هي: أم عتيق بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

       إن قضايا عد أوصلتنا إلى أم عتيق بوصف كونها أم ولد وأنها عاشت بعد وفاة علي عليه السلام.

       1ـ ورود اسم ابنها عتيق في جملة المستشهدين من أبناء علي عليه السلام في كربلاء حيث ذكر ابن العماد الحنبلي(1) في أحداث سنة أحدى وستين:«فقتلوه ـ الحسين ـ وقتلوا معه ولديه علياً الأكبر وعبد الله، وإخوته جعفراً ومحمداً وعتيقاً والعباس الأكبر وابن أخيه القاسم بن السحن...»(2).

       2ـ قول المؤرخون والرواة بعد ذكر من عرفت أمه من أبناء علي عليه السلام، ثم ذكر من لم تعرف أمه بأنهم من أمهات أولاد شتى، فعتيق إذا ثبت وجوده فهومن أم ولد.

       3ـ اصطلح أهل الفن على أن أم الولد هي المملوكة التي يطأها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن العماد الحنبلي: هو عبد الحي بن أحمد بن محمد المعروف بابن العماد (1032ــ1089هـ) ولد في دمشق وتوفي في مكة حاجاً في السادس عشر من ذي الحجة، من علماء المذهب الحنبلي وأئمتهم، من آثاره: متن المنتهى، وشذرات الذهب.

(2) شذرات الذهب: 1/66، تاريخ الخميس: 2/298 ونقل عنها بطل العلقمي: 3/477، وجاء في مرآة الجنان لليافعي: 1/131«وقتل معه ولده علي الأكبر وعبد الله، وإخوته جعفر ومحد وعتيق والعباس الأكبر».

(239)

 

مالكها بملك اليمين فتحتمل منه فإذا مات المالك وقد ولدت له اعتقت من نصيب ولدها.

       4ـ قول المؤرخون بأن علياً عليه السلام توفي عن 18أم ولد.

       5ـ وجود عدد من الأولاد علي عليه السلام على قيد الحياة بعد وفاة علي عليه السلام.

       فيتبين مما ذكر كانت أم ولد وعاشت إلى حين وفاة أمير المؤمنين عليه السلام عا م40هـ وعتقت من نصيب ابنها عتيق وتوفيت بعد ذلك، حيث لم يرد لها ذكر في الطف، وأما أبنها فاستشهد مع أخيه الحسين عليه السلام في كربلاء على ما ذهب إليه ابن العماد الحنبلي.

       وبما أن جوهر القضية يعود إل الابن عتيق فنترك التفاصيل إلى ترجمته في هذا المعجم، ولكن ما يمكن الاستفادة منه كحد أدنى أن عتيقاً ولد قبل رحيل الإمام أمير المومنين عليه السلام وأن أمه آنذاك كانت في سن من تحيض، واحتمال أن تكون من سبايا عهد عمر بن الخطاب (13ـ 23هـ) ممكن، كما أن إمكانية كونها من سبايا أوائل عهد عثمان (23ـ 35هـ) أيضاً وارد، وبا أن أكثر الفتوحات كانت باتجاه إيران وما وراءها من بلاد ما وراء النهر فاحتمال أن تكون من تلك البلاد وارد جداً.

(240)

 

 

35

والدة سكينة بنت علي

ق2ق. هـ ـ ب 40هـ

ق 620ـ ب 660م

 

       هي: أم سكينة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.

       إن الحديث عن شخصية أم سكينة وجوداً وعدماً وخصوصيات تابع للحديث عن شخصية سكينة نفسها فإن تثبت هذه تثبت تلك، ولقد ورد اسم سكينة بنت علي عليه السلام في عدد من المؤلفات القديمة، ومن تلك كتاب نور الحسين في مشهد الحسين لعبد الله بن محمد الإسفراييني(1) المتوفى سنة 316هـ، والأمالي لمحمد بن حسن الطوسي(2) المتوفى سنة 460هـ، ودلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري(3) المتوفى بعد عام 358هـ، وبحارالانوار لمحمد باقر بن محمد تقي المجلسي (4) المتوفى عام 1111هـ،وقد سبق وتحدثنا عنها بالإجمال عند الحديث عن فاطمة الزهراء عليه السلام حيث احتمل البعض أنها ابنتها، كما ستأتي التفاصيل عن شخصيتها، والمناقشة في جوانب مختلفة عن شخصيتها وعن الإثباتات والردود في ترجمتها في قسم النساء من أنصار الإمام الحسين عليه السلام إن شاء الله تعالى.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) عبد الله بن محمد الإسفراييني: تقدمت ترجمته.

(2) محمد حسن الطوسي: سبقت ترجمته.

(3) محمد بن جرير الطبري: هو حفيد رستم الآملي المتوفى قبل عام 358هـ، اصله من آمل ـ إيران، كان من وجو الإمامية وعلمائها ومحدثيها، من مؤلفاته: المسترشد، ودلائل الإمامة.

(4) محمد باقر المجلسي: مضت ترجمته.

(241)

 

       وعلى فرض وجود مثل هذه الشخصية فمن الثابت أنه ليست ابنة علي عليه السلام إلا أذا قيل باتحادها مع أم كلثوم الكبرى بنت علي وفاطمة عليها السلام، أو أن تكون خادمة لفاطمة الزهراء كفضة وغيرها كما يفهم من بعض النصوص، وعلى فرضية أخرى يمكن أن تكون من إنجاب إحدى أمهات أولاد أمير المؤمنين عليه السلام، وإذا اعتمدت هذه الفرضية فلا بد أن يقال وفاة فاطمة الزهراء عليه السلام عام 11هـ للجميع بين الروايات، وقد قارنتها بعض هذه الروايات السيدة زينب الكبرى والسيدة أم كلثوم ابنتي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وعدت في وقعة الطف من اللاتي كان الإمام الحسين عليه السلام يعتمد عليهن، وعلى هذا الأساس فلا بد وأن تكون أمها من مواليد قبل الهجرة بسنتين على أقل التقادير، ووفاتها لابد وأن تكون أمها من مواليد قبل الهجرة بسنتين على أقل التقادير، ووفاتها لابد وأن تكون بعد عام 40هـ وهي سنة وفاة علي عليه السلام لتكون من أمهات الأولاد اللاتي حررن من نصيب أولادهن، وكل هذه فرضيات إن صحت صح نسبة المرقد الذي ظهر أخيراً في داريا في دمشق، ولكن في الكل نظر وستعرف التفاصيل لدى الحديث عن ابنتها إن شاء الله تعالى.

(242)

 

36

لبابة بنت عبد الله الهاشمية

ق 68ـ ب 133هـ

ق 687ـ ب 750م

 

       هي: لبابة(1) بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية.

       وأم أبيها عبد الله بن العباس: هي أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ويقال لها لبانة الكبرى في قبلا أختها لبانة الصغر  الملقبة بالعصماء، والتي أمها فاختة بنت عامر الثقفية أم خالد بن الوليد.

       وأم لبانة الكبرى: هي خولة بنت عوف القرشية.

       وأم جدها العباس: هي نتيلة بنت جناب بن كلب الكلبية.

       فالعباس جدها كان قد سمى اثنين شقيقن من أبنائه عبد الله مكبراً وعبيد الله مصغراً.

       فالأول يكنى بأبي العباس، ولد في مكة عام 3ق.هــ، وتوفي في الطائف عام 68هـ.

       والثاني يكنى بأبي محمد، ولد أيضاً في مكة عام 2ق. هـ، وتوفي في المدينة عام 87هـ.

       ومن اشقائها الفضل وهو أكبر منهما والقثم وعبد الرحمان ومعبد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لبابة: وقيل لبانة.

(243)

 

وهم أصغر منهما، وشقيقتهم أم حبيبة، ولهما خمسة إخوان وأختان من أمهات أولاد.

       وكان كل واحد منهما قد سمى أبنته بـ «لبابة» فتزوجت ابنة عبدالله من علي بن أبي طالب عليه السلام، بينما تزوجت لبابة بنت عبيد الله من العباس بن علي عليه السلام.

       ولكن جاء في هامش شرح الأخبار نقلاً عن خليفة بن الخياط(1) في تاريخه أن ابنة عبد الله المكبر لبانةـ بالنون-(2)، وأما القرشي فقد نقل عن الكتاب نفسه أن العباس الأصغر أمة لبابة ـ بالباء ـ بنت عبيد الله بن العباس(3)، ومن المؤسف أن تاريخ ابن الخياط ليس بحوزتنا لكي نقطع الشك باليقين(4)، ولكن المسلم به أن فيما نقله القرشي تصحيفاً لأن الجميع يذكر بأن لبابة ـ بالباء- بنت عبيد الله كانت عند العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي التي أنجبت له الفضل وعبيد الله، ولا يمكن القول بالجمع بأي حال من الأحوال لعدم جواز الزواج من منكوحة الأب فإذا كات لبابة بنت عبيد الله بن العباس زوجة علي عليه السلام كيف يمكن للعباس بن علي نكاحها، ولذلك فما دام وقع التصحيف بين عبد الله وعبيد الله فاحتمال التصحيف ما بين لبانةـ بالنون ـ وارد أيضاً، ومما لاشك فيه أن زوجة العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام هي لبابة ـ بالباء ـ وهي ابنة عبيد الله (مصغراً) بن العباس بن عبد المطلب، وأما زوجة أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام ـ على فرض الصحة- هي ابنة عبد الله (مكبراً) بن العباس بن

ــــــــــــــــــــــــ

(1) هو خليفة بن خياط بن أبي هبيرة خليفة بن خياط الشيباني العصفري البصري المتوفى عام 240هـ على الأكثر، كان من المؤرخين، له كتاب: طبقات القراء، التاريخ، الطبقات.

(2) شرح الأخبار: 1/184عن تاريخ ابن الخياط: 1/225.

(3) حياة الإمام الحسين للقرشي: 3/720عن تارخي ابن الخياط: 1/225.

(4) لقد حصلنا على نسخة من الكتاب فجاء في صحفة: 145ما يلي: «قال أبو عبيدة وأبو الحسن وقتل معه العباس الاصغر ومحمد بن علي الأصغر ابنا علي بن أبي طالب، أمهما لبابة بنت عبيد الله بن العباس، وقال أبو الحسن: أمهما أم ولد»، واحتمال أن هناك نسخاً أخرى مختلفة عن هذا وارد.

(244)

 

 

عبد المطلب، ومن الغريب أن ابن الخياط قد تفرد بهذا الرأي وهو زواج علي من ابنة عبد (عبيد) الله بن العباس، ولم نجد من يشاركه الرأي لحد الآن، وعلى فرض التسليم بأنه عليه السلام تزوج من ابنة عبد الله بن العباس فهل هي لبانة- بالنون- أم هي لبابة- بالباء-؟

       لمزيد التحقيق لابأس من الحديث عن ضبط المفردة ومعناها، فأما مفردة لبابة- بالتحتانية ويضم اللام وفتح الباء الثانية قال ابن منظور: شيء لباب: أي خالص، ـ يقال: ـ هو لباب قومه، وهم لباب قومهم، وهي لبابٌ قومها، ومنه قول جرير(1) من الوافر:

تدري فوق متنيها قروناً         على بشر وآنسة لبابٌ

       والحسب: اللباب الخالص، ومنه سمتي المرآة لبابة، وفي الحديث: إنا حي من مذحج، عباب سلفها ولباب شرفها(2)، وهناك عدد من فواضل النساء سمين بهذا الاسم.

       وأما لبنانةـ بالفوقانية ـ فضبطها كالتالي: فاللبان بكسر اللام هو الرضاع، وليس اللبن، مأخوذاً من الالتبان وهو الارتضاع، فلذلك نقول: هو أخوه بلبان أمه، ولاتقول بلبن أمه، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي(3) من الطويل:

فإن لايكنها أو تكنة فإنه         أخوها غذته أمه بلبانها

       وأما اللبان بالفتح فهو الصدر وبالتحديد  الثديين في الإنسان وغيره، ومنه قول الشاعر من الطويل:

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) جرير: هو ابن عطية بن حذيفة الخطفي (28ــ110هـ) كان أشعر أهل عصره، ولد وتوفي في اليمامة (الجزيرة العربية) قضى عمره بمساحلة شعراء عصره، له ديوان شعر، وجمعت مناقضاته مع الفرزدق في ثلاثة أجزاء.

(2) لسان العرب: 12/215.

(3) أبو الأسود الدؤلي: هو ظالم بن عمرو بن سفيان الكناني (1ق.هـ ـ 69هـ) كان من أعلام الإمامية المتخصصين بعلم النحو والفقه والأدب والخط، أخذ أصول النحو والخط من علي عليه السلام شهد صفين مع علي عليه السلام، سكن البصرة، وله ديوان الشعر، مات في البصرة.

(245)

 

فلما وضعناها أمام لبانة         تبسم عن مكروهة الريق عاصب

       أما اللبان بالضم فهو شجر الصنوبر أو الصنوبر نفسه، ومنه قول أمرىء القيس(1) من الرجز:

لها عنق كسحوق اللبان

       واللبان أيضاً هو الصمغ والكندر، وقيل شجيرة شوكية لا ترتفع أكثر من ذراعين.

       واللبانة: بالضم الحاجة من غير فاقه، ولكن من هم’ واللبانة: تأتي أيضاً من التلبن، يقال: لي لبانة أتلبن عليها، أي اتمكث(2).

       هذا ولم يعهد أن سميت أنثى بهذه المفردة، فلذلك نحتمل أن لبانةـ بالنون- تصحيف- عن لبابة- بالباء-، وإن كلا الشقيقين سميا ابنتيهما لبابة.

       هذا من ناحية الإثبات (الإمكان) وأما من ناحية الثبوت (الوقوع) فهل هناك لعبد الله ابنة باسم لبابة، فالمعاجم لا تتحدث عن هذه، نعم ورد اسمها لدى الحديث عن داود بن علي بن عبد الله بن العباس(3) حين قتل المعنى بن خنيس(4)، فقد روت لبابة بنت عبد الله بن العباس- أي عمته- قائلة: «بات داود تلك الليلة حائراً قد أغمي عليه فقمت افتقد في الليل فوجدته مستقلياً على قفاء.. إلى أن تقول: فما رفع جعفرـ الصادق عليه السلام

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) امرؤ القيس: هو ابن حجر بن الحارث الكندي (نحو 130ـ 80ق.هـ) أشهر شعراء العرب، ولد في نجد أو اليمن، أخذ الشعر من المهلل، التجأ إلى قيصر الروم بوستينيانس في القسطنيطينة (إسطنبول)، مات في أنقرى، له ديوان الشعر، وهو من أصحاب العلقات السبع.

(2) راجع لسان العرب: 12/229ـ 231.

(3) داود بن علي العباسي (81ـ133هـ) هو عم السفاح العباسي، ولاه السفاح إمارة الكوفة ثم المدينة ومكة واليمن واليمامة والطائف، وأخيراً سكن المدينة وفيها توفي، وكان أول من أٌام الحج باسم العباسيين، وكان خطيباً فصيحاً.

(4) المعلى بن خنيس: المدني الكوفي البزاز مولى بني أسد، المقتول في شهر ربيع الأول عام 133هـ في المدينة، كان من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وكان وكيله وقيمه على نفقات عياله، وكان قد قتله دواد بن علي لقرببة من الإمام الصادق عليه السلام، وكان قتله على يد صاحب شرطته السيرافي، فقتل أيضاً قصاصاً.

(246)

 

 

  • رأسه من سجوده حتى سمع الواعية(1) أي موته حيث دعا عليه الإمام لقتله المعلى ظلماً نكاية في الإمام.

ويذكر الطبري(2): إن دواد بن علي بن عبد الله بن العباس مات في المدينة في شهر ربيع الأول عام 133هـ(3) وذكر ابن حجر كان له من العمر 52عاماً(4)، وهذا يعني أن والدته كانت في عام 81هـ، ولا يخفى أن جدته من أبيه علي هي زرعة  بنت مشرح بن معدي كرب الكندي(5) فإذا كان لبابة شقيقة علي فهذا يعني أن أمها هي زرعة، والإ فهي أخته من ابيه، ولا يخفى ان علي بن عبد الله بن العباس ولد ليلة مقتل علي بن ابي طالب عليه السلام ولذكل سمي باسمه وكني بكنيته(6)، ومعنى ذلك ان علي بن عبد الله بن العباس ولد ليلة 21/9/40هـ في الكوفة، وكان كما ذكر أصغر ولد أبيه سناً، وتوفي في عام 117هـ في البلقاء(7) بأرض الشام(8).

   وحسب هذه المعلومات والمعطيات فإن لبابة بن عبد الله بن العباس كانت حية عام 133هـ، وقد توفي أبوها عام 68هـ فلا بد أن تكون قد ولدت في حياته، فلو افترضنا أنها ماتت في عام 133هـ- رغم عدم دليل يؤكد هذا- وأخذنا بعين الاعتبار مدة عمرها فلا بد من القول بأنها ولدت ولدت قبل وفاة أبيها بسنوات، هذا إن لم نقل بأنها كانت من المعمرات، وأما إذا

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار: 47/177 عن كتاب مناقب آل أبي طالب.

(2) الطبري: هو محمد بن جرير بن زييد (224ـ 310هـ) صاحب التاريخ والتفسير وغيرها، ولد في آمل (إيران) وسكن بغداد وتوفي فيها، وله كتاب المسترشد أيضاً، كان من أئمة التاريخ والتفسير، وكان يعمل باجتهاده في الفقه.

(3) تاريخ الطبري: 4/366.

(4) تهذي التهذيب: 2/116.

(5) تهذيب التهذيب: 4/224.

(6) ويقال إن علياً عليه السلام هو الذي سماه وكناه بذلك بطلب من ابن عباس قبل أن يتوفى في تلك الليلة، هذا وقد غير مروان كنيته إلى أبي محمد.

(7) البلقاء: هي اليوم محافظة في الأردن قاعدتها السلط، وفيها جبال أيضاً تعرف بالبلقاء وبالسلط، تمتد بين وادي الموجب ونهر الزرقاء.

(8) تهذيب التهذيب: 4/225، وفيه ذكر لبعض أبنائه: عيسى، وعبد الصمد، وسليمان وداود.

(247)

 

أردنا أن نجاري من قال بزواجها من علي بن أبي طالب عليه السلام وإنجابها له فعلى أقل تقدير لا بد من القول: بأنها عام 29هـ ليكون عمرها حين زواجها من علي بن أبي طالب عليه السلام قبل وفاته بعام على التقادير عشر سنوات، وإنجابها يكون قبيل وفاته عليه السلام او بعيده، وهذا يعني أنها عاشت على أقل التقادير 104سنوات، وهذا وإن لم يكن محالاً ولكنه ول كان لذكروا ذلك لمكانتها، وهذا أيضاً يعني بأن علياً عليه السلام مات عن خمس حرائر، وهذا محال إلا إذا قيل بأنه عليه السلام كان قد طلق أحداهن قبل أن يتزوجها إذا ما أريد الجمع بين الأقوال القائلة بأنه مات عن أربع حرائر، ولكن المسميات من التي كانت في حبالته عند الموت ليست لبابة أحداهن، والقول بأنه طلقها ثم أعاد إحدى الأربع التي ورد اسمهن إلى حبالته ثانية بعيد كل البعد، إذا لم يعرف عنه أنه طلق أحدى زوجاته، وهو ما لايقوم به من مثله، ونحن نرى أن زواجه من كل واحدة منهن كانت من ورائه حكمة.

       وعلى أي حال فلا يمكن الركون إلى القول بأن علياً عليه السلام قد تزوج من لبابة بنت عبد الله بن العباس عليه السلام، وربما وقع هذا من الخلط في الأمر، وسنأتي على ذكر هذا الخلط إن شاء الله تعالى.

       وأما بالنسبة إلى لبابة بنت عبيد الله (المصغر) بن العباس فإن أكثر المؤرخين ذكروا أحوالها وأنها تزوجت من العباس بن علي بن أبي طالب وأنجبت له الفضل وعبيد الله، وفي ذلك يقول النمازي على سببيل المثال: «لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب تزوجها أبو الفضل العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام فولد له من ها عبيد الله وفضل وكانت جميلة عاقلة(1)  -إلى آخر كلامه – وسنتطرق إل ذكل في ترجمتها لدى ترجمة نجلها أبي الفضل العباس عليه السلام في هذا المعجم إن شاء الله تعالى.

       واحتمال أن يكون عبيد الهل قد كانت له ابنتان إحداهما لبابة الكبرى(2) والثانية لبابة الصغرى فتزوج علي عليه السلام الكبرى وتزوج ابنه أبو الفضل العباس الثانية، احتمال بعيد حيث لم يرد لذلك ذكر في كلام

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مستدركات علم الرجال: 8/598.

(2) أو احتمال أن يكون له لبانة ولبابة، وهذا الأحتمال رفضناه سابقاً فلذلك لم تذكره.

(248)

 

المؤرخين والرواة وأرباب النسب، كما أنه ينتقض بما أنتقض في الحديث عن ابنة عمها لبابة بنت عبد الله (المكبر) بن العباس.

       وأما مسألة العباس الأصغر بن علي عليه السلام وإنجابه منها فهو أصلاً محل خلاف فقيل إن لبابة بنت عبدالله (المكبر) بن العباس أنجبت لعلي عليه السلام العباس الأصغر(1) وقيل محمد الأصغر(2)، ومنشأ الخلاف هو النقل عن أبن خليفة حيث إن القرشي(3)، نقل عنهـ حسب ما يظهر من عبارته التالية- أن أم العباس الأصغر بن علي عليه السلام هي لبانة بنت عبد الله العباس حيث يقول: «العباس الأصغر وهو أخو الإمام لأبيه وأمه لبابة بنت عبيد الله(4) بن العباس استشهد يوم الطف»(5)، بينما نقل الجلالي(6) محققق شرح الأخبار في الهامش عن أبن الخياط أن أم محمد الأصغر بن علي عليه السلام ـ كما يظهر من عبارته- لبابة بنت عبد الله بن العباس إذ يقول معلقاً: «قال أبن شهرآشوب في المناقب: 4/113، محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب لم يقتل لمرضه، أما الخوارزمي(7) فقد ذكر في مقتله: 2/28، أن محمداً استشهد في كربلاء، قال الطبري: قتله رجل من تميم من بني أبان بن درام، وقال خليفة ابن الخياط في تاريخه: 1/225، إن أمه: لبانة(8) بنت عبد الله

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع حياة الإمام الحسين للقرشي: 3/270.

(2) هامش شرح الأخبار: 3/184.

(3) القرشي: هو محمد باقر بن شريف النجفي، ولد عام 1344هـ  في النجف، من العلماء الأفاضل واصل البحث والتحيقق، من مؤلفاته: أيضاح الكفاية، شرح العروة، حياة الإمام الحسن عليه السلام وغيرها.

(4) جاء في الأصل عبيد الله مصغراً ولكن سبق وقلنا تصحيف.

(5) حياة الإمام الحسين للقرشي: 3/270 عن تاريخ خليفة بن خياط: 1/225.

(6) الجلالي: هو محمد بن محسن الجلالي الحائري ولد في حدود 1378هـ في كربلاء، هاجر إلى قم ودرس فيه، وهو من الفضلاء المعاصرين، حقق عدداً من المؤلفات، وله بعض المصنفات.

(7) الخوارزمي: هو الموفق بن محمد بن أحمد بن إسحاق المكي الخوارزمي (484ـ 568هـ) ولد وتفوي في خوارزم (تركستان)، كان عالماً فقيهاً، وأديباً شاعراً، له: مسانيد على البخاري، الأربعين في أحوال سيد المرسلين، مناقب علي بن أبي طالب.

(8) في الأصل «لبانة» بالنون ولكن سبق وقلنا إنه تصحيف.

(249)

 

ابن العباس، كنيته أبو القاسم»(1).

       وهذا الخلاف في النقل يضعف النسبة، وليس لنا أن نحكم إلا بعد مراجعة نص أبن الخياط، وهذا ما نسعى إليه، وقد تمكنا من الحصول على نسخة من الكتاب وفيه: «وقتل معه العباس الأصغر ابنا علي بن أبي طالب، وأمهما لبابة بنت عبيد الله بن العباس»(2) ولكن ربما كانت هناك نسخة أخرى، والله العالم.

       والظاهر بل المتعين أن العباس الأصغر هي أم ولدن وأضاف بعضهم أنها عربية(3) وسنأتي على مزيد من التفاصيل في ترجمته حيث إنه استشهد في كربلاء.

       وأما محمد الأصغر فهو الآخر أمه ولد، ذكر المظفر بأنها عربية(4) ممايبدو أن بينهما قواسم مشتركة حيث ذكربعضهم أن أمهما عربية، وذكر آخرون بأن أمهما لبابة بنت عبد الله بن العباس وإن كانعلى شكل الفصل بينهما مما يمكن احتمال أن يكونا شقيقين؛ وقد سبق بيان ذلك في الورقاء أم محمد الأصغر.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1)هامش شرح الأخبار: 3/184.

(2) بطل العلقمي: 3/477.

(3) بطل العلقمي: 3/477.

(4) تاريخ خليفة بن خياط: 145.

(250)

 

37

والدة زيد بن علي

       هي: أم زيد بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

       تعرفنا على أم زيد من خلال مرقد أبنها زيد الراقد في جبل سرخاب في مدينة تبريز في إيران، ويذكر المصادر: إن المرقد في جبل سرخاب(1) هو لعون زويد والذي يطلق عليها العامة «معين علي وزين علي» وهما إبنا أميرا لمؤمنين عليبن أبي طالب عليه السلام من زوجته أسماء بنت عميس إلى تلك المناطق فاستشهد ودفن هناك، وأما زيد بن علي فقد خرج مع محمد ابن الحنفية بإمرة عبد الله بن عمر في غزو بلاد فارس واستشهد زيد في قلعة خرم آباد عند أقدس معبد للمجوس هناك، فحمله أخوه محمد ابن الحنفية إلى جبل سرخاب فدفنه عند شقيقة عون»(2).

       وجاء الطباطبائي الرضوي(3) فأيد ما ورد في هذا الكتاب إلا أنه ذكر بأن زيداً لا بد وأن يكون له اسم آخر وهو يحيى، أو أنه ليس بشقيق له(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سرخاب: جبل يقع جنوب مدينة تبريز وهو متصل بالمدينة، وربما سمي بهذا الأسم لأن لونه يميل إلى الحمرة.

(2) راجع تاريخ تبريز باپايان قرن نهم هجري: 235، عن تذكرة ملا حشرة المسمى بروضة الأطهار، وعن كتاب مواد التواريخ: 527.

(3) الطباطبائي الرضوي: هو محمد رضا بن محمد صادق بن مير عبد الفتاح بن محمد يوسف التبريزي المتوفى بعد عام 1300هـ، كان من علماء تبريز، ذكره الطهراني في عداد معاصريه.

(4) راجع تاريخ أولاد الأطهار للطباطبائي الرضوي: 8ـ13. ولا يخفى أننا قمنا بترجمة لانص الفارسي ونقلناه باختزال.

(251)

 

       وقد أكد المؤلف على صحة نسبة المرقدين ألى عون وزيد وأنهما من أبناء علي عليه السلام، وبما أنه ذكر بأن زيداً من أم أخرى غير أسماء بنت عميس، حيث لا يمكن اتحاده مع يحيى لان كبار المؤرخين بل كلهم ذهبوا إلى أنه مات صغيراً، فلا بد وأت يكون من أم ولد، وهذا بيت القصيد الذي جعلنا نذكره هنا مستقلاً، ولكن فيما ورد في هذا المجال ما لا يمكن أن يطابق الواقع من جهات:

       1ـ جاء في المصادر السابقة أن أمير الجيش الإسلامي إلى آذربايجان كان أسامة بن فرقد(1)، وبعد التنقيب لم نجد له ذكر في المعاجم العربية والفارسية ولا في كتب التاريخ.

       2ـ ورد فيه أن والي تبريز آنذاك كان مهران بن مهريار(2)، ولكن بعد الفحص عنه لم نجد له أثراً في معاجم اللغتين العربية والفارسية، بل لا وجود لمثل هذا الاسم.

       3ـ يذكر بان تبريز كانت تسمى آذرأباد، ولكن المعاجم لم تذكر ذلك، وما تذكره بأن آذربايجان كان أصلها آذرآباد گان(3)، وبعض المصادر تذكر أن التسمية بتبريز هي حديثة جاءت في عهد العباسيين(4)، فكيف جاء ذكرها باسم تبريز.

       4ـ إن عمر بن الخطاب أرسل الجيوش إلى آذربايجان عام 22هـ، ومن المعلوم أن علياً عليه السلام تزوج من أسماء بنت عميس الخثعمية بعد أن توفي عنها أبو بكر في 23/6/13هـ، وإذا قلنا إنه عليه السلام تزوجها مباشرة وأنجبت له في شعبان عام 14هـ على الأعم الأغلب، فهذا يعني أن زيداً كان له من العمر ثماني سنوات.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وقد سبق ذكرنا في ترجمة أخيه بأن أسامة، هو ابن زيد بن الحارثة.

(2) وقد سبق الحديث عنه.

(3) فرهنك فارسي: 5/13.

(4) وجه تسميه شهر هاي إيران:1/246.

(252)

 

       5ـ ذكر بأن محمد ابن الحنفية كان في الغزوة الثانية التي تمت على مدينة خرم آباد، فإن محمد ابن الحنيفة ولد عام 11هـ وفتح خرم آباد كان في أوائل عام 22هـ، ومعنى ذلك أن ابن الحنفية كان له من العمر حين شارك في الفتح عشر سنوات أولاً، وأن وقعة آذربايجان كانت بعد همدان بعد أشهر من تلك الواقعة وتقدر الفترة على أقل التقادير بستة أشهر.

       6ـ إن عبد المسافة بين خرم آباد هذه وبين سرخاب أكثر من 725 كيلومتراً والطريق بينهما جبلية وعرة، مما يستبعد بل يقوى عدم صحة النقل والتي هي قريبة من همدان، ولا بد أن تكون هي، وأما إذا قيل بأن المراد خرم آباد التي في ناحية طوس فالامر يكون أغرب والمقاييس كلها تذهب نحو التناقض الأكثر(1)

       7ـ إن جميع المصادر المعنية لم تذكر أن علياً عليه السلام كان له ابن باسم زيد، وحتى قلنا بالتصحيف ليكون«زين» فهو الآخر لا وجود له.

       كل ذلك يجعلنا نشك بل نقطع بعدم صحة هذا المنقولات اليت لا أساس لها في أمات المصادر والمصنفات الموثوقة.

       هذا وقد سبق وتحدثنا عن ذلك أيضاً لدى الحديث عن عون في ترجمة أسماء بنت عميس الخثعمية.

       وهناك فرضية يمكن طرحها على فرض صحة نسبة هذا القبر إلى زيد أولاً، وصحة نسبة زيد إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثانياً: إن أمة كانت أم ولد دخل بها في العام السادس من الهجرة وهذا باطل بإجماع المؤرخين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وهناك مناطق أخرى تسمى بخر آباد سبق ذكرها.

(253)

254

 (254)

254

  (255)

 256

 (256)

 

 

       وقيل إن هناك جعفراً الاوسط وأمه أم ولد ولكن لم يثبت، كما لم يثبت أنه له عليه السلام زيد، كما لا يلتفت ما يقال بأن للإمام علي عليه السلام من الأبناء: إسحاق، وإسماعيل، والسجاد، وطلحة، وموسى، ويعقوب(1).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع نهاية الأرب: 130 في ذكر أولاد علي، ونقل عنه كتاب أولاد الإمام علي: 12، وجاء فيه أيضاً: «إن في قرية ميتان بالبصرة قبر يزار وحوله مقبرة ويعرف باسم تمام الأربعين بن علي بن أبي طالب عليه السلام»، وجاء في كفاية الخطيب: 4/173«وقد أوصل بعض المؤرخين والنسابة عدد أولاد الإمام علي عليه السلام الى اربعين» ويعلق على ذكل في الهامش قائلاً: «يوجد في ميتان أحدى قرى البصرة مقام يدعى تمام الأربعين قبل ثما قبل عن صاحب هذا المقام إنه آخر ولد للإمام علي عليه السلام»، ولكن هذا النسبة غيرتامة حيث لم يؤيد بدليل، وربما أريد بالأربعين الذكور والإناث والله العالم.

(257)

 258

(258)

 259

(259)

 260

(260)