المنظورات الحسينية


ألمجلد الثالث


للمرحوم الشاعر ألأديب الحاج
الشيخ كـاظم منظـور الكربلائـي


المنظورات الحسينية ـ 3 1


المنظورات الحسينية


للمرحوم الشاعر ألأديب
الحاج ألشيخ كاظم منظور الكربلائي


(رحمة ألله عليه)
المجلد الثالث


ساعدنا على التصحيح والتنقيح الشاعر الأديب
الأستاذ السيد سعد الذبحاوي


المنظورات الحسينية ـ 3 2


الطبعة ألأولى : 1424 هـ ـ 2003 م

المنظورات الحسينية ـ 3 3


بسم ألله الرحمن الرحيم
«المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَيوةِ الدُّنْيا»
«والباقياتُ الصِّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً»


طبع هذا الكتاب على نفقة المحسن الوجيه خادم الحسين عليه السلام
الحاج إسماعيل جنتي الكربلائي
فجزاه الله خير جزاء المحسنين


المنظورات الحسينية ـ 3 4




المنظورات الحسينية ـ 3 5


ترجمة ألأستاذ كاظم المنظور

نقلا عن «قيد ألأوابد» إحدى مجموعات ألأستاذ حسين علي محفوظ الخطيّه :
هو كاظم بن حسون بن عبد عون ينتسب إلى شمر ولد بكربلاء في حدود سنة 1320 للهجرة. ومات أبوه وعمره نحو من سبع سنين إبتدأ يقول الشعر وهو يكاد يصافح العشرين وفاتحة شعره هذه ألأبوذية:
إديه والمشن عالگاع ماتن عله النـاشر إجعوده فوگ ماتن
لحگت إضعون ساهي العين ماتن إنتوادع ونتباره من الخطيه

ثم تعلم القراءة والكتابة وعمره خمس وعشرون سنة إذ قرأ (جزء عمّه) على أحد المعلمين في غضون شهر وإستطاع أن يكمل (وحده) أجزاء القرآن الكريم كافة في شهر رمضان، كان يقرأ جزءاً في كل يوم من أيامه المباركة.
ورغب جماعة من أوليائه وخلانه في تلقيبه ويقولون أن المرحوم «الشيخ حسين فروخي» لقبه بالمنظور لأنه سمع هاتفا يقول بُعيد صلاته (كاظم المنظور) وكان ذلك في سنة 1344 للهجرة الموافقة لسنة 1924 للميلاد ولازمه هذا اللقب ، وهو سريع الخاطر ، جيد القريحة يحفظ كثيرا من غرر الشعر العامي وكان قوام ما يحفظ قبل أن يعاني قرض الشعر أكثر من ثلاثة آلاف بيت وقد حدثني هو نفسه أنه يحفظ ما يقرأ عليه في اسرع من اللمح ومن العجائب أنه لا يستطيع أن يقصد القصائد وينظم المقطعات إلا إذا كاثرته ألأشغال وغالبه العمل ويملي ما يصوغه من الطوال جملة على من يدوّنه.

المنظورات الحسينية ـ 3 6



وهو شاعر بارع يقول إغلاقه عفو الساعة وقد إتفق أهل (صناعة الشعر العامّي) على أنه أميرهم غير منازع يولونه فائق إحترامهم ، ويعتمدون عليه ويستندون إليه في الحكومة والفصل بينهم ، وهم يعتزون بشعره الذي سار مسير الشمس ، وهب هبوب الريح ، وهو يتيمة كربلاء ـ على ساكنيها رحمة ألله ـ ومن عجائبها في فنه الذي شهر به : تفتخر به كما إفتخرت بشعرائها العاميين (كحسين الكربلائي المتوفي في حدود سنة 1328 للهجرة وعبود أبو حبال ، والحاج قندي ، والسيد عمار ، والسيد حسين العلوي ، والشيخ محمد سراج ، وخرّيجه الشيخ عبدالله المعلم وغيرهم . رحمة ألله عليهم ـ وشعره عندهم ـ عالي القدح ، سلس عذب ، وهو مقتدر على المعاني لم يسبق إلى كثير في البحور.
ورد عليَّ بالكاظمية ليلة ألأحد لتسع وعشرون ليلة خلت من شهر رجب من سنة 168 للهجرة وأهدى إليّ ديوان شعره وقرأ عليَّ شيئا منه وإطلعت على مجلدين مخطوطين من عيون شعره لم يخرج إلى الناس ، له شعر كثير وديوانه الموسوم (بالمنظورات) أيسر من ألأمثال ، وأخرج منه مجلدين ضخمين ، وله (ألأغاريد) أيضا وغيرها.

(تمت)



المنظورات الحسينية ـ 3 7


كلمة ناشر المنظورات الطبعة القديمة

قارئ الكريم : إتصف شاعرنا بألأخلاق الرفيعة والتواضع المحبوب ، وألإباء المطلق ، والروح الإنسانية ، ولعل هذه الصفات هي التي جعلته يسير عكس أغلب الشعراء الذين يركضون وراء المادة بغية إشباع المعدة بالطعام العفن ، أولئك الذين يجعلون من شعرهم سوقا تجاريا للكسب فيتكلمون بإسم الحق باطلا والحلال حراما ، والواقع زيفا، فتجد التصنع والتبهرج التقليدي والمبالغات المضحكة ، وهو الطابع ألأساسي لأغلب قصائدهم ، إن شاعرنا على العكس من هؤلاء تماما ، ومكانته السامية بعالم الشعر ، وقصائده الخالدة لهي خير دليل على صحة قولي ، هذا بالنسبة لشخصيته ألإجتماعية المحببة إلى القلوب.
وأما مكانته ألأدبية في الشعر الشعبي فيعتبر من أبرز وألمع شعراء العراق الشعبيين ، ويتمتع بشاعرية فياضة لا ينضب معينها ، وإحساس مرهف يتلمسه القارئ من بين قوافيه وأبياته الشعرية الرائعة ، ومعلومات قلما نجدها عند ألآخرين ، إنه شاعر الحسين عليه السلام بصورة مطلقة ، وقد ولد بمدينته وترعرع بجواره ، فهام بحبه منذ نعومة أظفاره فإنبثق شعره من هذا الحب العميق المقدس . وإنطلق بقوالب ألإبتكار والإبداع لا الصنعة والتكلف ، وقد صدرت له دواوين أربعة تباعا تمجيدا بمآثر أهل البيت عليهم السلام.
وهناك لابد من إلقاء نظرة مستعجلة على الشعر الشعبي بصورة عامة وشعر شاعرنا بصورة خاصة ، فالشعر الشعبي لا يقل روعة وتأثيرا عن القريض من الوجهة الفنية والمعنوية والعلمية إلى آخر ما هنالك من مميزات أدبية ، وفي

المنظورات الحسينية ـ 3 8


أغلب المجالات تمكن أن يؤدي الغرض المطلوب منه وأن يسدي خدمات كبيرة للمجتمع في الحياة ، كمحاربة الفساد والرذيلة والدجل والشعوذة، والظلم والطغيان وقد قطع الشعر الشعبي أشواطا لا بأس بها في ميادين الفن ونجح في جميع أبوابه المعروفة كالمديح والرثاء والعتاب والهجاء والغزل والنسيب والوصف والخيال والحماس والسياسة إلخ.
ولكن بالرغم من كل هذا فالشعر الشعبي لا يزال متأخرا بالنسبة للحضارة وتطورها ومنطويا على نفسه بالنسبة إلى تطور ألأدب وأغراضه كما لا يزال بحاجة إلى مرشد ودليل يشق له الطريق إلى ألأمام ، ولست مغاليا إذا قلت أن شعر شاعرنا لحري بأن يكون هو المرشد والدليل ونبراسه الساطع وقد تمكن شاعرنا بشاعريته الخصبة أن يظهر في الشعر الشعبي ما كان مجهولا ويوسع آفاقه لا سيما في السنوات ألأخيرة وقد قلده أغلب الشعراء الذين كانوا ينظمون في حدود ضيقة ويكتفون بأخذ بعض المفردات والمعاني من القريض وإدماجها في شعرهم «المهلهل»بعد تحويرها من اصلها قليلا معتبرين أن هذا هو ألإبتكار والتجديد في الشعر بيد أن «المنظور» قد قلب جميع هذه ألآراء رأسا على عقب بشعره الرصين وصوره الفنية الجميلة ولغته البدوية الحلوة المسترسلة على سجيتها مع إبتكار وتجدد في المعاني والذي يطلع على شعره الوصفي ، الخيالي ، يدرك الحقيقة وأنه ليثير الدهشة وألإعجاب بوصفياته الرائعة التي صور فيها مواقف الحسين عليه السلام البطولية يوم الطفوف ، ونضال أنصاره المستميت ضد الطغيان ألأُموي البغيض.
والحقيقة أنني لم أدرس شعر (المنظور) دراسة وافية من جميع أطرافه لذا فإن إيضاحاتي لم تعط للقارئ صورة كاملة عن شعره الرائع وللقارئ الحكم بعد ألإطلاع عليه والسلام.

كربلاء ـ جاسم الگلگاوي
(تمت)



المنظورات الحسينية ـ 3 9


مقدمة

ألأدب الشعبي ظاهرة إجتماعية ، تتصل بحياة ألأُمة إتصالا مطردا في كل مرحلة زمنية ، وحقبة تاريخية ، فلا يمكن إنكار هذه الظاهرة بأية حال من ألأحوال ، لأن هذه الظاهرة هي الصورة الواقعية التي نعرف منها ألأشياء ، وقد كان ميلاد الشعر الشعبي أو (الزجلي) في ألأندلس ولكنه سرعان ما ترعرع في الجزيرة العربية وأخذ يتنقل بسرعة حتى رسخت قدمه في العراق ، وقد صور ألأدب الشعبي المراحل التأريخية بوضوح تام ونجح في الميدان ألإجتماعي والسياسي والفلسفي وغير ذلك ، ووقف مع القريض جنبا إلى جنب رغم الكبوات والعراقيل فإن ألإهمال وعدم التشجيع من أهم العوامل التي تخمد الحركة النامية وتجمد الحس والنشاط ، وقد غزت أسواق ألأدب الشعبي في العراق ألوان مختلفة من هذا النوع ولكنها لم تصل إلى الغاية المنشودة ، ومع كل فترة يطالعنا شعر جديد لشاعر جديد ولكنه في الجولة الأولى والثانية يضمحل نشاط ويضعف ضوؤه فيسقط إعياءً وقليل جدا من أولئك الشعراء الذين تمكنوا أن يعلقوا دواوينهم مصابيحا في الحياة ومن (هؤلاء) الشاعر الشعبي الكبير الشيخ ( كاظم المنظور) .. . الذي أتحدث عنه فإن هذا الشاعر تمكن أن يثبت قدمه في ميدان الشعر ويقفز بالزجل إلى خطوات أمامية طيبة . . وقد إكتسحت دواوينه الخمسة (المنظورات) جميع ألألوان الشعرية وقصائده تجمع بين العاطفة الحادة والخيال المشرق و (الشاعر) مولع أبدا بحب (آل البيت الكرام) . . وقد يمعن في هذا الحب إلى درجة تكاد تقرأ دموعه المتفقة في شعره عندما يحلق في أهواء تلك الحقب

المنظورات الحسينية ـ 3 10


التي مر بها آل الرسول ألأعظم صلى ألله عليه وآله وسلم وقاسوا فيها أنواعا من الظلم والقتل والسجن .
وبألأحرى أنك في هذا الشعر الرائع تقرأ سطور الجهاد المرير جهاد ألإمام علي والحسن والحسين وألأئمة الخالدين عليهم السلام جميعا.
والشاعر كان ولا يزال حريصا على كرامة الشعر لذلك لا يعرضه في سوق النخاسة ولا يركض وراء الطمع الزائف ولكنه يعيش في محيط من المثالية والروح العالية وحسبه (هذا) فخرا وعزة ، وأما أسلوبه فهو يتميز بالرقة واللغة البدوية التي لا تكلف بها كما يتميز بالتدفق العاطفي وأنه يختار ألألفاظ الحية فيخرج شعرا للناس سبائكا فنية تسحر أللب وتأخذ بمجامع القلوب وهذا هو الذي جعله أن يكتسح تلك النفايات المتراكمة في طريق ألأدب الشعبي ، وها إني أضع هذا الديوان بين يدي القارئ ليحكم عليه بعقله الواعي. وختاما فإنني إن أذكر بأن جميع دواوين الشاعر قد علق عليها ونسق طبعها وجهد بنشرها صديقنا الوفي ألأديب (جاسم الگلگاوي) وذلك تقديرا للشعر الشعبي وإكراما للشاعر الكبير (الشيخ كاظم المنظور).

2 محرم سنة 1378 هـ كربلاء : أبو فاضل
(تمت)



المنظورات الحسينية ـ 3 11


شاعر أهل البيت عليهم السلام

بقلم : الأستاذ السيد صادق طعمة
عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين بغداد


لونان من الشعر عرفهما العرب في عالم الحياة وما زالوا يعيشون في كنفهما جنبا إلى جنب ـ ويجري كلاهما من مصبين طبيعيين بدفء وحرارة وهما :
(أ) القريض وينحدر من معينه أدب النثر وتتصل حياته الطويلة بالعصر الجاهلي قبل ألإسلام.
(ب) ألأدب الشعبي . . ويقتصر على الزجل فحسب وهو أندلسي المولد عراقي النشأة وألإزدهار بعد تطوافه في ألأقطار العربية.
ولكل من أدب القريض وألأدب الشعبي ميزات خاصة وهما يسيران معا في طريق واحد . . ويلتقيان عند مختلف ألأبواب وألأغراض كالدين والسياسة وألإجتماع والحب والرثاء والمدح . .إلخ.
ولكل منهما شأن في التاريخ ، وكيان شامخ في حياة ألأُمة وقادة أفذاذ صنعوا تاريخه وبنو كيانه في كل عصر وجيل ، بين زحمة المشاكل ، ومصاعب الظروف الشاقة ، ومحن ألأقدار وقسوة أحكامها الشاذة التي تضطهد الحرية وتخنق الفكر لتجعله في معزل داج من الجمود والوعورة الكأداء الضاربة بها طنابها على طريق قادته الناهضين به عبر ألأدوار التاريخية حتى جعلوه جزءا من وحدة الكيان العربي الإنساني في ظل الكون والحياة ، وأمدوه من زهرات أنفسهم ومصابيح أفكارهم الوقادة عنصر البقاء والخلود.

المنظورات الحسينية ـ 3 12



إن ألأدب الفصيح وألأدب الشعبي فنّان جميلان أنتجهما الذوق العربي السليم من صميم الموهبة الخلاقة المبدعة وكلاهما تراث إنساني خالد تتجلى به عبقرية الفكر العربي . . كما تتجلى ومضات النور البارق في سماء الوجود فتتمزق حيالها الدياجير وتذوب.
وإذا كان الشعر (القريض) يعتبر لغة العلم والثقافة والمثقفين ومرآة ناصعة تنعكس عليها حياة ألأمة بما فيها من عز ورفعة وحرية وسعادة وإزدهار. . إلخ أو بؤس وشقاء وحرمان وآلام وتأخر . . إلخ فإن الشعر الشعبي لم يكن أقل منه في هذا الشأن . فهو لغة القلب لم يكن لينطق من أعماقه إلا لينفذ مباشرة إلى القلوب ، وفيه تجسيد حي للشعور وألإحساس والعاطفة والوصف والخيال والحب والغزل ، وهو لغة الشعب المفهومة من غير ترجمان وقد نال إقبالا كبيرا ونجاحا منقطع النظير في العراق وفي الفرات ألأوسط منه على ألأخص . ولقد كان للشعر الشعبي جولات صاخبة مدوية ألأصداء بطابعه الديني المقدس في ثورة العشرين لا ينكرها التاريخ والجنوب نفسه يشهد بذلك .
أما الذين يجهلون حقيقته وينكرون عليه معالمه ألإنسانية وألأدوار التي لعبها مع القريض يدا بيد وخطوة تلو أخرى فدعهم يضربون أخماس شططهم بأسداسها في غمرة أللاشعور!!
كنت أخال هذا الديوان عندما تصفحته ( بحرا) لجيـّا من الحب والولاء وألإيمان والعقيدة الراسخة المشفوعة بتمسك (صاحبه) بأهل البيت عليهم السلام الذين يحلق دائما في سماء مآثرهم . وإن صفحاته الغراء تزخر بالدرر النضيدة واللئالي النفيسة المصوغة من جوهر ألأدب الشعبي حيث تحاكي ولا غرو ، فإن شاعرا كبيرا مكثارا كألأستاذ الشيخ كاظم المنظور ( الكربلائي) نابغة هذا الفن لجدير بأن يكون (ديوان ) شعره كذلك كدواوينه الخمس

المنظورات الحسينية ـ 3 13


المطبوعة سابقا تلك التي قدم بها عصارات روحه وعقيدته ووجدانه لأهل بيت الرسول ألأعظم صلى ألله عليه وآله وسلم ولمواليهم في كل مكان . . وترنم فيها بفضائلهم وعصمتهم وقدسيتهم وشرف منزلتهم العظيمة المتمثل في بيتهم الهاشمي المؤثل التليد بيت الوحي وألأمجاد.
تكاد شهرة شاعرنا الواسعة أن تغطي في أوساط ألأدب الشعبي شهرة الشعراء الشعبيين القدامى البارزين أمثال : عبود غفلة والحاج زاير وحسين (الكربلائي) ويحتل اليوم ذروة النبوغ وألإشتهار بين أقرانه الشعراء المعاصرين وهو (شاعر أهل البيت عليهم السلام) حقا وجدير به أن ينال هذا الوسام إقترانا بشاعر القريض الكبير المرحوم الشيخ (كاظم ألأزري) الشهير بشاعر أهل البيت عليهم السلام .
إن المعنيين بألأدب الشعبي ينظرون إلى ألأستاذ (المنظور) نظرة إكبار وتقدير ويحرصون على إقتناء دواوينه وحفظ أشعاره لألقائها في المجالس الحسينية . وما من موكب عزاء للإمام الحسين الشهيد الخالد عليه السلام وسائر ألأئمة الطاهرين عليهم السلام سواء في كربلاء أو غيرها من مدن العراق إلا ولشعر شاعرنا فيه حظ وافر وجولات محسوسة ألأثر في أرجاء النفوس وشعره يسير حيثما يسير الفرات في انحاء الجنوب.
وللأستاذ (المنظور) قريحة فياضة يجري منها الشعر كالغيث المنهمر، ويمتاز شعره باللغة البدوية وهي صفته الملازمة له وأحيانا تراه يمزجه بالكلام الفصيح ، ويطفح شعره بألأسلوب الجذاب والحماس الشديد ، والشعور المتوقد ، ورقة الألفاظ ، وحرارة العاطفة المتأججة ، وألأنغام الشجية المثيرة للكآبة والحزن، ويفلسف شاعرنا أحيانا عند تعمقه في نشأة الكون وحقيقة الدين وألإيمان والعلاقة الروحية والمادية التي تربط ألإنسان بهما بالفطرة.
وفي رثائه الرائع واقعية تمثل مأساة الطفوف أو يوم (كربلاء الدامي)

المنظورات الحسينية ـ 3 14


أحسن تمثيل في أصدق صورة حية تجرح القلوب وتؤلم النفوس ، وتثير اللوعة وألأسى وتستذرف الدموع السخان ويصب شاعرنا البارع الفذ جام غضبه على أشرار الخلق وشياطين البغي والفساد وألإستغلال وألإستبعاد من بني (أُمية) قوم معاوية وإبنه (يزيد) الطاغية السفاح الذي سود وجه التاريخ بجرائمه الفظيعة ووحشيته البشعة ومروقه عن الدين.
وأخيرا ، أشكر أولا لصديقي ألأستاذ ألأديب (الحاج جاسم الگلگاوي ) الذي طلب إلي أن أقدم لهذا الديوان وثانيا لقيامه عن همة عالية بطبع دواوين شاعرنا الكبير مقدما لها ومعلقا عليها خدمة له ولهذا النوع من الأدب والعمل الصالح يكافأ عند ألله بحسن الثواب.

كربلاء 1389 هـ صادق آل طعمة



المنظورات الحسينية ـ 3 15


التقاريظ

تفضل ألأستاذ السيد حسو القزويني البغدادي
وزين هذا الديوان بقلائده الغالية
لله درُّ كــاظم مـن نــاظم در زهى من نسج أبدع ناظم
من جوهر ألإنشاء صغت قلائدا بهرت فراق نظامـها المعالم
نعم الذخيرة للمعـاد فذو العلى يجزيك عنـها بالنعيم الـدائم

جادت قريحة شاعرنا السيد عبدالرسول الكفائي
فأرخ ديوان المنظور بأبيات ضمنها عيون البلاغة وجواهر ألألفاظ
يا من لسبط النبي نـاصره بنظمك اليوم أنت شاعره
فالسبط للدين قـام منتصرا وأنت قـد جئتنا تناصره
بمقـول نـاشر مـآثر من سمت بمجد علاً مـآثره
لذاك خص لحسين (كاظمنا) بنظرة اللطف فهو ذاكره
أرخ ومنظــورا راقمــه أرخ بأن الحسين ناظره
1949 م 1368 هـ

بغداد : عبدالرسول الكفائي



المنظورات الحسينية ـ 3 16


تعلق مفتونا

تسامت بـه روح العقية في الدهر فعـانقـها هيمـان متقـد الفـكر
وهـام بها شـوقا وراح يصبـها روائـح تجتـاح العمـايات كالبحر
روائـع تستوحي الـرشاد ويعتلي بهـا الحـق بسـاما كإشراقة الفجر
روائع غـذاها اليقيـن بنضحـه وفجـرها ألإلهـام من نبعـه الـثر
وضمخها طيب الحسين فرفرفت رفيف الندى ألهامي على يانع الزهر
فأي عظيـم كـالحسين ومجـده وشـاعر جيـل مثل شـاعره الحر
وأي بيـان مستفيض كـم أتـى به «كاظم المنظور»في عـالم الشعر
تعلـق مفتـونا. . . بـآل محمد و ناغـاهم بالشـوق و النغـم الطهر
وقد راعـه يـوم الطفوف وهاله بهـا صبحه الـدامي المكفن بالـذعر
فبـات على ألآلام يعصر روحه و يلوي الجروح النازعـات على الجمر
ويقرع بالنجوى الحيـاة توجعـا و بالأهـة الخرسـاء هـاجعة الصبر
ويطوي على رزء الشهيد ضلوعه و يستلهم الشكـوى مـن الألـم المـر
لقد ملأ الدنيـا نواحـا ولم يـزل بـوادي ألأسى مثنى النـاحين كـالطير
أشـاعر آل البيت حسبك شعلـة مـن النـور لا تنتابـها سطـوة الدهر
وذكرى تحييها النفـوس ويزدهي بهـا الـمجد في أفـق الـهداية كالبدر
وحسب (أماني) الدين منك تطلعا تـدك بـه صـرح الجهـالة و الشـر

كربلاء : عباس أبو الطوس



المنظورات الحسينية ـ 3 17


المنظورات الحسينية

ويشتمل على الفصول ألتالية:
1 ـ في محبة وولاء ألإمام الحسين عليه السلام» 19
2 ـ في مسيرة الحسين من المدينة إلى كربلاء» 137
3 ـ في فاطمة العليلة بنت ألإمام الحيبن عليه السلام» 193
4 ـ في فاطمة أُم البنين عليها السلام» 209
5 ـ في مسلم بن عقيل عليه السلام» 229
6 ـ في أنصار الحسين عليه السلام» 269
7 ـ في علي ألأكبر عليه السلام» 325
8 ـ في القاسم بن الحسن عليه السلام» 387


المنظورات الحسينية ـ 3 18




المنظورات الحسينية ـ 3 19


الفصل ألأول


في محبة وولاء ألإمام الحسين عليه السلام

ويشتمل على القصائد التالية:
1 ـ يا حسين أوهبت للعالم حياتك «مشعل التاريخ صارت تضحياتك» (گعده) 21
2 ـ الحسين نور «يزهر بألأكوان» (گعده) 25
3 ـ مشعل الحرية «يومك علم صار يومك» (گعده) 28
4 ـ مصابيح الهداية «من زهرة مصابيح الهدايه» (گعده) 31
5 ـ عظمة الحسين عليه السلام «بنوارك يبو اليمه إهتدينه» (گعده) 34
6 ـ الحسين ملجأ المؤمن «يلي تحج البيت» (گعده) 37
7 ـ قبة تعالت مجدا وخلودا «يحسين تزهر گبتك» (گعده) 43
8 ـ وجعلنا الشفاء في تربته «لو شفت دنياك ـ كثرت بلواك» (گعده) 48
9 ـ فضل زيارة الحسين عليه السلام «يلوتود سبعين حجه» (گعده) 51
10 ـ شرائط زيارة الحسين عليه السلام «يلرايد من حسين أجر الزياره» (گعده) 54
11 ـ الحسين العظيم «للإمامه والكرامه» (گعده) 58
12 ـ أسماء من نور «بإسم الحسين إتبصر ـ وإتنور» (گعده) 61
13 ـ الحسين يوحد المواهب «يا من رباك إبحجر جدك محمد» (گعده) 66
14 ـ الفوز بالدارين بزيارة الحسين (ع) «يالتزور حسين أبشرك» (لطم) 70
15 ـ زيارة الحسين عليه السلام «دونك الجنه ـ يالتريد الجنه» (لطم) 75
16 ـ مكانة كربلاء وقداستها «كربله يحسين صارت كربله» (لطم) 78


المنظورات الحسينية ـ 3 20


17 ـ آية ناطقة «نزلت إبشان أبو اليمه كهيعص» (گعده) 82
18 ـ خدمتنا للمآتم الحسينية «للإيمان يرشدنه» (گعده) 85
19 ـ الوصف الثمين لسمو مقام الحسين (ع) «ملك عاصمة الديانه» (لطم) 88
20 ـ عظمة الحسين عليه السلام «إزمام سلطنة الديانه» (لطم) 93
21 ـ فيما خص الحسين بن علي من المقام السني «تاج الملوكيه وسرير الحكمه» (لطم) 98
22 ـ مدارس آيات «واليتعب إبمأتمك يحسين» (لطم) 101
23 ـ إخلع نعليك «طف كربله مسجد المعمور» (لطم) 106
24 ـ فضل البكاء على الحسين عليه السلام «دمع اليـّكِت إعله حسين» (لطم) 110
25 ـ التمسك بسيد الشهداء عليه السلام «عبدك يبو اليمه ثجيله إذنوبه» (لطم) 113
26 ـ في فضائل الحسين عليه السلام «يحسين يا من للنبي ريحانه» (لطم) 116
27 ـ في صفة نور الحسين عليه السلام «يحسين نورك باصرة إيماني» (لطم) 120
28 ـ سجايا الحسين عليه السلام «يا خامس أكرام الجود» (لطم) 123
29 ـ حسين نبراس «يحسين للجود أشرعت منهاجه» (لطم) 126
30 ـ خدمة ألمآتم الحسينية «هادينه هادينه ـ يا ثمر هادينه » (لطم) 130
31 ـ إستغاثة الشاعر بالحسين عليه السلام «علة الچامنه بحشاي» (لطم) 132
32 ـ دولة الحسين عليه السلام «إمن ألأزل باللوح خط القلم» (لطم) 134


الفهرس التالي التالي