تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

البديعة الصنعة من الديباج معلّقة على الجميع، ومن أعجب ما شاهدناه في دخولنا إلى هذا المسجد حجرٌ في الجدار الذي يستقبله الداخل، شديد السَّواد والبصيص، يصف الأشخاص كلّها كأنّه المرآة الهنديّة الحديثة الصّقل، وشاهدنا من استلام الناس للقبر المبارك، وإحداقهم به وانكبابهم عليه وتمسّحهم بالكسوة التي عليه وطوافهم حوله مزدحمين داعين باكين متوسِّلين إلى الله سبحانه وتعالى ببركة التربة المقدَّسة، ومتضرِّعين بما يُذيب الأكباد، ويصدع الجماد، والأمر فيه أعظم ومرأى الحال أهول نفعنا الله ببركة المشهد الكريم، وإنّما وقع الإلماع بنبذةٍ مستدلاً على ما وراء ذلك ينبغي لعاقل أن يتصدى لوصفه لأنّه يقف موقف التقصير والعجز، وبالجملة فما أظنُّ في الوجود كلّه مصنعاً أحفل منه ولا مرأى من البناء أعجب ولا أبدع، قدَّسَ الله العضوَ الكريمَ (1) الذي فيه بمنِّه وكرمه» (2).
• في سنة 595 هـ تولی شيخ الشيوخ ابن حمويَّة (3) التدريس بمشهد الحسين عليه السلام (4).
• في سنة 617 هـ (5) تولى الشيخ حسن (6) ابن شيخ الشيوخ ابن حموية (7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) العضو الكريم: أراد به رأس الحسين عليه السلام، حيث تُطلق مفردة الكريم على الرأس أيضا.
(2) الغدير: 5 / ۱۸5 عن رحلة ابن جبير: ۱۹.
(3) إبن حمويَّة: هو شيخ الشيوخ أبو الحسن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويَّة الجويني (543 ـ 6۱۷ هـ).
(4) النجوم الزاهرة: 6 / ۱5۱.
(5) إنما حددناه بهذا التاريخ لأنَّ والده توفي في شهر جمادى الأولى بها وبما أنَّه كان مکنّی بأبي الحسن فيبدو انه كان بكر أبنائه.
(6) جاء في المواعظ والاعتبار: ۲ / ۲۸4 «الحسين» والظاهر أنه تصحيف.
(7) الشيخ حسن: هو أبو علي معین الدین ابن شيخ الشيوخ صدر الدين أبو الحسن محمد بن أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية الجويني (566 ـ 643 هـ) المتوفي بدمشق في شهر رمضان.


(196)


التدريس بالمشهد الحسيني (1).
• في سنة 634 هـ أُنشئت مِئذَنةٌ على باب المشهد المسمى بالباب الأخضر (2) الذي أنشأ الفاطميون، وقد أُثبت تاريخ بنائها على لوحة مثبتة في أسفلها ولم يبق منها سوى قاعدتها التي تُحليها زخارف جصية بديعة، أما فوقها فقد جدد في سنة 1175 هـ (3) وسنأتي على بيانها في محله.
وهذه المنارة من إنشاء أبي القاسم بن يحيى (4) المعروف بالزرزور المتوفى سنة 634 هـ، وقد استغرق بناؤها عاماً واحداً ومعنى ذلك انه بدأ بها سنة 633 هـ وقد حملت تلك القاعدة المربعة الباقي أثرها كتابتين:
الأولى ورد فيها ما يلي: «.... (5) الشيخ الصَّالح المرحوم أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور ابتغاء وجه الله ورجاء ثوابه، وكان تمامها على يدي ولده محمد سنة ثلاثة وستمائة عفا الله عنه».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) المواعظ والاعتبار: 2 / 284، ولا يخفى أنه جاء في مدافع الفقهاء: 34 أن أخاه عماد الدين عمر المتوفى سنة 636 هـ تولى التدريس في المشهد الحسيني وربما ترك أخوه الأكبر الشيخ حسن التدريس فتولاه أخوه عماد الدين. والظاهر أن ثلاثة من أبناء شيخ الشيوخ الأربعة تولوا التدريس في المشهد الحسيني حيث جاء في السلوك لمعرفة دول الملوك: 1 / 382 وكان أولاد الشيخ صدر الدين بن حموية هم أكابر دولته وأعيانها (الأيوبية)، وهم الأمير فخر الدين يوسف، وعماد الدين عمر، وكمال الدين أحمد، ومعين الدين حسن، وكان فخر الدين قد ترك لبس العمامة، ولبس الشربوش (قلنسوة أو الطربوش أو غطاء الرأس) والقباء، ونادم السلطان، وكان فاضلا أديبا، يشارك في العديد من الفنون، وإخوته لهم فضائل، وإليهم مشيخة الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، وتدرس المدرسة الناصرية بجوار قبر الشافعي من القرافة، وتدريس المشهد الحسيني بالقاهرة.
(2) الباب الأخضر: إنما سمي بذلك لأنه يقع في قصر الزمرد والذي هو أخضر اللون من جهة والثاني أنَّ الرأس وضع على قماش أخضر كما غطي بذلك.
(3) راجع المساجد في الإسلام: 113.
(4) أبو القاسم بن يحيى: هو حفيد ناصر السكَّري.
(5) يبدو أنَّ شيئاً سقط من العبارة ويمكن أنْ يكون: «قام» أو «أنشأ» أو «قام بإنشاء هذه المئذنة» أو ما شابه ذلك.
(197)

ش1188
(91)198
بقايا اللوحة الصخرية للمنارة القديمة (إنشاء الأب)
والثانية: «بسم الله الرحمان الرحيم الذي أوصى بإنشاء هذه المئذنة المباركة على باب مشهد السيد الحسين تقرباً إلى الله ورفعا لمنار الإسلام الحاجّ إلى بيت الله أبو القاسم بن یحیی بن ناصر السكري المعروف بالزرزور تَقبَّلَ الله منه، وكان المباشر بعمارتها ولده لصلبه الأصغر الذي أنفق عليه من ماله بقية عمارتها خارجاً عما أوصى به والده المذكور، وكان فراغها في شهر شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة» (1).
ولم يبق من المئذنة هذه في عصرنا هذا إلا قاعدتها الدالة على أنّ المئذنة أُنشئت من الآجر وتقوم على قاعدة مثمنة الشكل شُيد عليها الطابق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۱.
(198)


ش1189
(92)
بقايا صخرة المنارة القديمة (إنشاء الإبن)
الثاني من المئذنة على شكل مثمن أيضاً بارتفاع 50,2 متر وتتخلل كل واجهة منها فتحة طويلة، وتعلو ذلك الطابق الثاني رقبة مثمَّنة الشكل عليها قبة مضلَّعة، ارتفاع الرقبة والقبة 30,2 متر وطول مربع المئذنة 50,2 متر وارتفاعها 76,12 متراً ويبلغ ارتفاع المئذنة كلها 50,17 متراً، وعلى مربع المئذنة مستطيلات ملئت بالزخارف الجصّيَّة ذات التأثير الأندلسي، وقد حملت المئذنة لوحة تذكارية مؤرَّخة بسنة 634 هـ (1) كما أسلفنا.
• في سنة 637 هـ وبالتحديد يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي القعدة إستوزر الملك الصالح الأيوبي (2) معين الدين الشيخ حسن ابن شيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: 83، مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 57.
(2) الملك الصالح الأيوبي: هو أيوب بن محمد بن أبي بكر (601 ـ 647 هـ) ولد في القاهرة ومات في المنصورة، سابع حكام الدولة الأيوبية في مصر، تولى الحكم خلفا لأخيه الملك العادل أبي بكر بن محمد سنة 637 هـ، في عهده حصلت الحملة الصليبية السابعة.
(199)


الشيوخ وردَّ إليه أمر هذا المشهد ـ الحسيني ـ بعد إخوته (1)، فجمع من أوقافه وبنى به إيوان التدريس وبيوت الفقهاء العلوية خاصة (2).
• في سنة 646 هـ (3) قام القاضي عبد الرحيم البيساني (4) بترميم المشهد وعمل إضافات جديدة، كما أقام به ساقية ومیضاةً عدا ما أوقفه من ممتلكاته للإنفاق على المشهد وجاء في تفاصيل ذلك أنَّ الساقية والميضاة على مقربة من المشهد، وأن الأراضي التي أوقفها تقع بالقرب من الخندق بظاهر القاهرة (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) إخوته هم: فخر الدين يوسف المتوفى سنة 647 هـ، وتاج الدين عبد الله المتوفى سنة 642 هـ عن سبعين سنة، وكمال الدين أحمد المتوفى سنة 640 هـ عن 56 سنة، وعماد الدين عمر المتوفى سنة 636 هـ عن 56 سنة. وجاء في السلوك: ۱ / ۳۸۲ أنهم أربعة إخوة حيث لم يذكر تاج الدين ولا منافاة في ذلك.
ومن الغريب أنَّه ورد في المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۲ أنَّ الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي (684 ـ ۷4۱ هـ) هو الذي أنشأ إیواناً وبيوتاً للفقراء العلويين سنة 684 هـ والحال أنَّ هذه السنة هي سنة ولادته وقد ولي مصر سنة 693 هـ، ولا يخفى أنَّ محمد بن قلاوون معروف بالآثار العمرانية الضخمة وربما نُسب إليه هذا الإيوان والبيوت لأنه عُرف بالعمران وسنأتي على ذلك.
(2) نهاية الأرب في فنون الأدب: 29 / 174، المواعظ والاعتبار: ۲ / ۲۸4، وعنه الإتحاف بحب الأشراف: ۸۰. وجاء في النجوم الزاهرة: 6 / ۳5۳ وفي هذه السنة (643 هـ) توفي الوزير معین الدین الحسن وزير الملك الصالح أيوب وهو الذي حاصر دمشق فيما مضى، كان استوزره الملك الصالح بعد أخيه عماد الدين وكانت وفاته بدمشق شهر رمضان. وقد جاء في المواعظ والاعتبار: ۲ / ۲۸4: «ولما ملك السلطان الملك الناصر وزر معین الدين» ولعله من خطأ الطباعة لأن الناصر محمد بن أحمد الأيوبي مات سنة 635 هـ.
(3) كذا ورد التاريخ في المصادر وهو لا ينسجم مع حياة القاضي البيساني، إلَّا إذا قيل بأنَّ هناك شخصية أخرى تتسم بالصفات نفسها وهذا ما لم نقف عليه.
(4) عبد الرحيم البيساني: هو ابن علي بن الحسن بن الحسن بن احمد بن المفرج بن احمد المعروف بالقاضي الفاضل الخمي (5۲۹ ـ 596 هـ) ولد في عسقلان وانتقل إلى الإسكندرية ثم إلى القاهرة وتوفي فيها، كان من الوزراء المقربين للسلطان صلاح الدین یوسف الأيوبي، له مؤلفات منها: ترسل القاضي الفاضل، رسائل القاضي الفاضل، والدر النظيم في ترسل عبد الرحيم.
(5) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۲، راجع الإتحاف بحب الأشراف: ۸۱ نقلاً عن الدر النظيم من ترسل عبد الرحيم، وفيه: «إنَّ الوقف جار إلى الآن» أي قبل سنة ۱۱۷۲ هـ.
(200)


• في سنة 648 ـ 655 هـ وهي الفترة المُعزِّيَّة (1) كان المشرف على المشهد الحسيني الشريف: محمد بن أحمد الحسيني (2) وكانت أوقاف المشهد تحت تصرفه (3).
• وعن سنة 654 هـ يصف إبن الأبَّار (4) المشهد الحسيني بالقاهرة قائلاً: ولمَّا صار ملك مصر لأبنائه (5) جعلوا له مصنعاً (6) تأنَّقوا في بنائه فجاء للرَّوضة نظيراً وبها أُشرب من ماء الذهب نضيراً، يقيّد الأبصار جمالاً، ويدلّه الأفكار جلالاً، قد أودع من الرخام الغريب ما أودع، وكلَّما أعيد في ترصيعه وأبدى أبدع. وهنالك مسجد ألبست المرمر حيطانه، وفيه حجر يصف الأشخاص لمعانه داخله يبادر استلامه قبل أنْ يفض سلامه، ويرسل دموعه بعدما يصل خضوعه، وقد علّقوا عليه سور الديباج، وأنفوا لمصابيحه أن تشرج (7) في الزجاج، فهي من الفضة البيضاء كما صنعت أمواه الأضاة (8) تقدسا لتلك الهامة، لا عدمت صوب الغمامة (9). وأضاف المستفاد: ولهذا المشهد الشريف قومة وخدّام، لهم جرايات وأرزاق،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) الفترة المعزِّيَّة نسبة إلى الملك المعز عز الدين أيبك بن عبد الله الصالحي النجمي التركماني المقتول بالقاهرة سنة 655 هـ.
(2) محمد بن أحمد الحسيني: هو حفيد محمد بن عبد الرحمان بن علي نقيب الأشراف بالقاهرة أيام السلطان المعز أيبك.
(3) مستفاد الرحلة والاغتراب: 9.
(4) إبن الأبار: هو محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (595 ـ 658 هـ) يكنى بأبي عبد الله وابن الأبار، ولد في مدينة بلنسية بالأندلس وأصبح من أعيانها ولما سقطت الأندلس هاجر إلى تونس فاستقر فيها وتولى الكتابة عند سلطانها أبي زكريا، ثم عند نجله المستنصر، ثم حصلت جفوة فقتله، ولكنه ترك مؤلفات هامة منها دور السمط في خبر السبط، وإيمان البرق في أدبار الشرق، والحلة السيراء.
(5) إشارة إلى مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله بن الحسين المهدي المتوفى سنة 322 هـ والذي حكم أفريقيا منذ عام 292 هـ، حيث انتشر أبناؤه إلى مصر وفي عهد المعز لدين الله معد بن منصور الفاطمي (320 ـ 364 هـ) اختطت القاهرة سنة 358 هـ.
(6) المصنع: القصر.
(7) شرج: من تشرَّج الشيء بالشيء أي تداخل.
(8) الأضاه: جمع أضى وأضيات: الغدير.
(9) درر السمط: 113 وعنه مستفاد الرحلة والاغتراب: 9.
(201)


وعليه أوقاف عظيمة والنظر فيما يتحصل في تلك الأوقاف وتفريعها كما يحب للسيد الشريف نقيب الأشراف بالقاهرة المُعِزِّيَّة شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن عز الدين أبي القاسم أحمد بن تاج الشريف أبي عبد الله محمد ابن أبي القاسم عبد الرحمان بن علي الحسيني (1)، المولود سنة .. هـ والمتوفى سنة .. هـ.
• في سنة 662 هـ أقام جماعة شكوى إلى الملك الظاهر (2) ركن الدين بیبرس مضمونه أنَّ مسجداً كان مقاماً على باب مشهد الحسين عليه السلام وإلى جانبه مكان من حقوق القصر بيع وحمل ثمنه إلى الديوان وهي ستة آلاف درهم، فأمر السلطان برد الدراهم وأعاد ما بيع إلى المشهد الحسيني فاتسع نطاقه (3).
• قبل سنة 676 هـ (4) أمر الظاهر بيبرس بأنْ تنفق ريع وقف المشهد على ترميمه وتوسعته، وبذلك حفظت عمارته (5). وتوجد في المشهد الحسيني عدد من المشاكي (6) المموَّهة بالميناء المنقوشة بزخارف جميلة كتب عليها اسم الملك الظاهر (7).
• في سنة 680 هـ تولى شؤون المشهد الحسيني القاضي برهان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) مستفاد الرحلة والاغتراب للتجيبي السبتي: 9.
(2) الملك الظاهر: هو الملقب بالعلائي البندقداري الصالحي (625 ـ 676 هـ) ولد في القيجاق من قرى تركستان وأُسر فبيع في سيواس ثم نقل إلى حلب ومنها إلى القاهرة فاشتراه علاء الدين أيدكين البندقدار، ثم أخذه الملك الصالح نجم الدين أيوب واستخدمه ووصل إلى ما وصل وتولی بیبرس حكم مصر سنة 658 هـ ولقب بـ «الملك القاهر أبو الفتوحات».
(3) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 47.
(4) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۳۸۹.
(5) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۲.
(6) المشاكي: جمع المشکاة: السراج، وجاء في قوله تعالى: ﴿اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: ۳5].
(7) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۳۸۹.
(202)


الدين (1) خلفاً لقاضي القضاة عمر بن تاج الدين الشافعي (2) ثم ورد من دمشق مرسوم السلطان (3) بتولي الأمير علاء الدين کشتغدي (4) وكانت تولية برهان الدين في العاشر من محرم (5).
• في شهر رجب سنة 6۸۰ هـ بدأ المصريون يقنتون في صلواتهم وتجمعوا في المشهد الحسيني وفي الجوامع والمساجد للدعاء وذلك عندما بدأ التتار بالهجوم على الشام (6).
• في شهر رجب أيضا من سنة 6۸۰ هـ تولى الشيخ علم الدين ابن بنت العراقي (7) التدريس بالمشهد الحسيني (8) حيث تولى تدريس الفقه (9).
• نحو سنة 683 هـ (10) احترق المشهد وذلك أنَّ أحد الخزّان دخل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) برهان الدين: إبن الطرائفي، كاتب الإنشاء في القاهرة في فترة حكم السلطان منصور قلاوون (6۷۸ ـ 6۸۹ هـ).
(2) عمر تاج الدين الشافعي: هو إبن عبد الوهاب بن خلف بن محمود إبن بنت الأعز المصري الشافعي، المتوفى في عاشر محرم سنة 6۸۰ هـ ودفن في القرافة، شامي الأصل، تولى القضاء بالديار المصرية حتى 16 / 9 / 679 هـ.
(3) السلطان: هو المنصور قلاوون المتوفى سنة 689 هـ، من المماليك البحرية اشتراه الأمير علاء الدين آقسنقر ثم صار في خدمة الملك الصالح أيوب وانتقل إلى خدمة الملك الظاهر بيبرس وتصاهرا، وتولى الحكم سنة 6۷۸ هـ، ودخل في حروب مع المغول والصليبيين.
(4) علاء الدين کشتغدي الشمسي: إبن عبد الله الشرفي الظاهري، من كبار الأمراء، توفي سنة ۸6۲ هـ عن نيف وخمسين عاماً في قلعة جبل المقطم في القاهرة.
(5) السلوك لمعرفة دول الملوك: ۲ / ۱4۱.
(6) السلوك لمعرفة دول الملوك: ۲ / ۱4۹.
(7) علم الدين: هو عبد الكريم بن علي بن عمر الأنصاري (6۲۳ ـ ۷۰4 هـ)، أندلسي الأصل نشأ ومات في مصر، يُنسب إلى جد والدته الذي رحل إلى العراق ثم عاد إلى مصر، أديب وفقيه ومفسر.
(8) السلوك لمعرفة دول الملوك: ۲ / ۱5۱.
(9) أعيان العصر وأعوان النصر: ۱ / 4۸۰.
(10) نور العين في ذكر مشهد الحسين: ۱5، جاء في المسجد النبوي الشريف ومزارات اهل البيت: ۷۲ أنَّ الحريق حدث سنة 646 هـ، وفي نور العين للرسام الخلوتي: =
(203)


ليأخذ شيئاً فسقطت منه شعلة فأطفأها الأمير جمال الدين بن يغمور(1) بنفسه فأنشد من الكامل (2):
قالوا تعصَّب للحسين ولم يَزَلْ بالنَّفس للهول المخوف مُعَرَّضا
حتى اتضوى ضوء الحريق وأصبح الـ ـمُسْوَدُّ من تلك المخاوف أبيضا
أُرضي الإله بما أتى فكأنّه بين الأنام بفعله موسى الرضا (3)
• في سنة 684 هـ أمر الملك الناصر محمد بن قلاوون (4) بتوسيع المسجد (5).
• في سنة 685 هـ انتهت سدانة ابن الخيمي (6) للمشهد الحسيني حيث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 15 أن الحريق وقع في سنة بضع وأربعين وستماية، وفي كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي: 1 / 251 أن الحريق حدث في سنة 687 وبالتحديد ليلة الإثنين في السادس عشر من شهر محرم، ولعلَّ هناك حريقين فالتبس الأمر على المؤرخين والله العالم.
( ) جمال الدين بن يغمور: هو موسى بن يغمور بن جلد بن عبد الله المتوفى سنة 724 هـ بدمشق، ولي إمارة دمشق للملك الصالح أيوب بن محمد الأيوبي (601 ـ 647 هـ) سنة 647 هـ وتقلب بعدها في المناصب الرسمية والدينية حتى وفاته، وإليه تُنسب المدرية اليغمورية في دمشق التي أنشأها سنة 663 هـ.
(2) ويصرح صاحب نور العين في ذكر مشهد الحسين الرسام الخلوتي: 15 أن الأبيات لأبي الحسن الجزار يحيى بن عبد العظيم المصري المتوفى سنة 673 هـ، وقيل إن الشعر للأمير نفسه وقيل هو لأبي الحسن يحيى بن عيسى بن مطروح المتوفى سنة 649 هـ.
(3) المواعظ والاعتبار: 313 ـ راجع ديوان القرن السابع: 107.
(4) محمد بن قلاوون: سبقت ترجمته.
(5) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 74، وهناك من نسب ما قام به معين الدين الشيخ حسن في سنة 637 هـ إلى محمد بن قلاوون، فالظاهر أنَّ هناك خلطاً بين توسعة المسجد وبين إضافة الإيوان وبناء بيوت الفقهاء.
(6) ابن الخيمي: هو محمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف بن أحمد الأنصاري اليمني (603 ـ 685 هـ) أصله من اليمن إلا أنه ولد وتوفي في مصر، كان فقيهاً شاعراً، وله ديوان شعر، عُرف عنه بأنه يرد على مناظريه بالأجوبة المسكتة ولم يعرف عنه غضب، وقد سرق شعره في حياته، وكان من المتصوفة الشوافع توفي في شهر رجب بمشهد الحسين عليه السلام ـ النجوم الزاهرة 7 / 369.
(204)


توفي بهذا التاريخ إذ كان قد باشر في حياته الإشراف على المشهد الحسيني ومدرسة الشافعي (1).
• في أوائل سنة 689 هـ (2) زار الرحالة العبدري (3) المشهد الحسيني بالقاهرة ووصفه كالتالي: في مصر من المزارات الشريفة عدة وافرة ومن أعظمها تربة رأس الحسين رضي الله عنه عليها رباط في غاية الإبداع والتنويه والأبواب عليها حلق الفضة وصفائحها وإلى الآن يوفي واجب القيام بها والإشادة بذكرها حفظ الله أمراء الترك بمصر فما أحماهم للدين وأحصنهم على المسلمين وأحبهم في القريب وأفظهم في ذات الله تعالى على المريب ولم يتحقق الآن عندي كيف نقل إلى مصر وكان الدعي عبيد الله بن زیاد (4) بعث به إلى معدن العناد والإلحاد طاغيتهم يزيد بن معاوية (5) لا أخلى الله منه الهاوية وهو حينئذ بدمشق وأظن بعض العبيديين أمر بنقله إلى عسقلان فإني رأيت بها رباطاً ليس بعسقلان عمارة سواه وفوق الباب منقوشاً في حجر أن فلاناً لشخص من العبيديين ولقبه بأمير المؤمنين نسيت اسمه أمر ببناء هذه التربة على رأس الحسين بن علي رضي الله عنه وفرغ من بنائها في تاريخ كذا وكان حدود الستين وثلاثمائة ثم أمروا بنقله أيضاً إلى مدينتهم بمصر فهو الآن بها (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) فوات الوفيات: ۳ / 4۱۳، دیوان الدوبيت في الشعر العربي: ۳۰۷.
(2) لقد بدأ رحلته في 25 / 11 / 688 هـ من المغرب إلى مصر.
(3) العبدري: هو محمد بن علي بن احمد بن مسعود العبدري الحاحي المكنى بابي عبد الله المغربي المتوفى سنة ۷۳۷ هـ، نشأ في المغرب وقدم القاهرة وفيها حدَّث، وكان من زعماء الطرق الصوفية وله فيها كتاب المدخل إلى تنمية الأعمال.
(4) عبيد الله بن زياد: والٍ أموي لا يُعرف لوالده أب ـ ونسبه معاوية إلى أبيه أبي سفيان ـ، ولد في البصرة سنة ۲۸ هـ، ولي عن معاوية خراسان سنة 53 هـ ثم البصرة عام 55 هـ وأقرها عليها يزيد عام 60 هـ ثم ولي معها الكوفة نهاية عام 60 وفيها جهّز جيشاً لقتال الإمام الحسين المستشهد بكربلاء عام 61 هـ، هرب إلى الشام وقتل في معركة الخازر على يد إبراهيم بن مالك الأشتر سنة 6۷ هـ.
(5) يزيد بن معاوية: هو حفيد أبي سفيان الأموي (۲6 ـ 64 هـ) ولي الحكم عن أبيه سنة 60 هـ، وفي سنوات حكمه قَتلَ الإمام الحسين عليه السلام واعتدى على المدينة المنورة وانتهك الأعراض فيها وضرب الكعبة بالمنجنیق وأباح الدماء فيها.
(6) رحلة العبدري: 149، وقد سبق وأوردنا النص بما يُناسب مشهد الرأس بعسقلان.
(205)


• في سنة ۷۲5 هـ (1) زار الرحالة ابن بطوطة (2) المشهد الحسيني ووصفه بالتالي: ومن المزارات الشريفة المشهد المقدس العظيم الشأن حيث رأس الحسين بن علي عليه السلام وعليه رباط (3) ضخم عجيب البناء على أبوابه، وحلق الفضة وصفائحها أيضاً كذلك وهو موفى الحق من الإجلال والتعظيم (4).
• قبل سنة ۷۳۰ هـ قام الرحالة التجيبي (5) بزيارة المشهد الحسيني في القاهرة ووصف مشاهداته عن بناء هذا الصرح المنيف بقوله: مشهد رفيع الشأن، بدیع الإتقان، منتخب البنيان، يؤكدون أنَّ هنالك دفن العضو الشريف الطاهر رأس السيد الحسیب النسيب السعيد الشهيد أبي عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سبط نبي الله أبي القاسم المصطفى سيد ولد آدم عليهم السلام وهذا كالمستفيض على ألسنة هذا القطر من أهل العدل وغيرهم (6). في هذا المشهد الشريف ذي البناء المنيف من قناديل الفضة وقناطير الشمع الغريب الصنعة ما يعجز البليغ عن وصفه وأما حسن بنائه وما فيه من الرخام المجزّع الغريب الصنعة فلا يكاد أيضاً يصفه واصف، والمدخل إلى هذا المشهد الشريف على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) وما ورد في المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۲ أنَّ زيارته كانت سنة ۷۲۷ هـ فالظاهر أنَّه تصحیف حيث إنَّه وصل إلى الإسكندرية في شعبان سنة ۷۲5 هـ ومن هناك اتجه نحو القاهرة.
(2) ابن بطوطة: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي (۷۰۳ ـ ۷۷۹ هـ) ولد في طنجة ومات في مراكش، رحالة ومؤرخ وفقيه، انطلق برحلته وله من العمر ۲۱ عاما واستغرقت ۲۷ عاماً زار فيها مدن أفريقيا وآسيا وشبه القارة الهندية وأوروبا، وأملاها سنة ۷56 هـ عند عودته للمغرب وسمّاها «تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار».
(3) الرباط: هو ملجأ المسافرين وغالباً ما كان مستخدماً من قبل المتصوفة.
(4) رحلة ابن بطوطة: 5۷.
(5) الرحالة التجيبي: هو القاسم بن يوسف بن محمد السبتي (6۷۰ ـ ۷۳۰ هـ)، ولد في بلنسية بالأندلس وهاجر مع أسرته الى سبتة بالمغرب، بدأ رحلته عام 695 هـ ثم عاد إلى المغرب واستقر فيها.
(6) ثم يقول: وإنْ كان قد شذَّ بعض مشايخنا المصريين ولكن الجمهور على خلاف ذلك.
(206)


مسجد غريب الصنعة أيضاً مناسب في بنائه وإتقانه للمشهد المذكور. ومن غرائب ما يشاهده الداخل إلى المسجد حجر موضوع في الجدار يستقبل الداخل اسود حالك، يصف الأشخاص شبه المرآة الصقيلة، في هذا المشهد الشريف من الأستار الحريرية جملة وافرة والناس يقصدون هذا المشهد الشريف للتبرك بالعضو الشريف (1) الذي حل فيه فيدعون حوله، ويتضرَّعون في قضاء حوائجهم والله تعالى ينفع الجميع بنيَّاتهم. وبالجملة مجموع هذا المشهد الشريف من أعجب ما يرى ويتحدث به ويثبت في الدواوين (2).

ش1190
(93)
جدار الروضة الحسينية ويظهر الشباك المطل على المشهد ـ القاهرة
• عن القرن الثامن الهجري يذكر بأنَّ مربع القبة (الروضة) الحسينية من الداخل كسیت واجهته المطلَّة على المسجد بالرخام المطعَّم بالصدف كما تم ذلك أيضاً في رسوم هندسية دقيقة لمحيط القبة الداخلي (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) العضو الشريف: أراد به الرأس الشريف.
(2) مستفاد الرحلة والاغتراب لقاسم بن يوسف التجيبي السبتي: ۸، والمراد بالدواوين: المدوَّنات أي المؤلفات.
(3) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: 84.
(207)


• في القرن العاشر ما بين سنة 926 ـ 974 هـ قام السلطان العثماني سلمان خان (1) بتوسيع المسجد وذلك لعدم استيعابه الوافدين إليه للصلاة والزيارة (2).
• من سنة 1004 هـ إلى سنة 1006 هـ قام الوالي السيد محمد باشا الشريف (3) بإصلاح وزخرفة وترميم المشهد الحسيني (4).
• في سنة 1039 هـ زار الرحالة السيد محمد بن عبد الله الحسيني (5) المشهد الحسيني وذكر عن تاريخه بمثل ما مضى وأورد بعض الأبيات والتي سبق وأوردناها (6).
• وقبل سنة 1058 هـ (7) قام معلم الكسوة الشريفة شمس الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) سليمان خان: كذا جاء في المصدر ومن حيث ذكره التسلسلي فالظاهر أنَّ المراد به سليمان الأول القانوني ابن سليم الأول الثاني عشر من سلاطين العثمانيين الذي تولى الحكم بعد أبيه سنة 926 هـ وانتهى حكمه بموته سنة 974 هـ حيث تولى الحكم بعده ابنه سليم الثاني.
(2) مجلة نور الإسلام البيروتية: 91 ـ 92 / 56.
(3) محمد باشا الشريف: الوالي الثامن والعشرون من ولاة الدولة العثمانية في القاهرة حكم ما بين 1004 ـ 1006 هـ في عهد السلطان محمد الثالث ابن مراد الثالث ابن سليم الثاني (974 ـ 1012 هـ) الذي تولى الحكم سنة 1004 هـ حتى وفاته وخلفه ابنه أحمد الأول.
(4) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: 73، مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 48.
(5) محمد بن عبد الله الحسيني: هو حفيد محمد والذي هو من أحفاد شرف الدين الخمري المولوي الموسوي، ويعرف محمد بن عبد الله بـ(كبريت) (1012 ـ 1070 هـ) ولد وتوفي بالمدينة قام برحلة إلى تركيا والشام ومصر فألف رحلة الشتاء والصيف، ومن مؤلفاته: الجواهر الثمينة، حاطب ليل، والزنبيل.
(6) راجع رحلة الشتاء والصيف لمحمد بن عبد الله الحسيني: 84.
(7) التحديد جاء بناء على أن هذه الفرش أبدلها الوالي الستين محمد باشا شريف من قبل السلطان العثماني محمد خان الرابع والذي تولى السلطة سنة 1058 هـ بعد أبيه إبراهيم الأول ابن أحمد الأول وخلع سنة 1099 هـ، ويذكر المصدر أنَّ الوالي الخامس والستين محمد باشا زاده غازي كان على ولاية مصر من قبل السلطان في سنة 1071 هـ ـ راجع صفحة 98 وسنأتي على ذكره، وربما كان عمل القعويني قبلها بمائة عام أو أقل أو أكثر، ولكن لا معطيات أكثر من ذلك.
(208)


القعويني (1) بالتبرع ببُسُطٍ لمشهد الحسين عليه السلام وكتب عليها بالوقفية إثرَ طلَبِ رجوعِ بصرهِ وذلك ببركة الإمام الحسين عليه السلام (2).
• في سنة ۱۰۷۱ هـ زار والي مصر محمد باشا (3) من قبل السلطان العثماني محمد الرابع (4) المشهد الحسيني فسأل عن إحياء يوم الثلاثاء بخصوصه للزيارة وعن سبب مجيء شيخ السادة الخلوتية في ذلك النهار إلى المشهد الحسيني (5) وعمَّن نقل الرأس الشريف إلى هذا المشهد فألَّف له الشيخ محمد أبو الفضل (6) مؤلفاً ذكر فيه أجوبة لأسئلته (7) ويبدو أنَّ ههنا تبرع والي مصر محمد باشا بتجديد فرش المشهد الحسيني وقد ظلَّت هذه الفرش مستخدمة حتى عام وفاة شيخ الأزهر (8) سنة ۱۱۷۲ هـ (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) شمس الدين القعويني: لم نتوصل من لقبه في معجم الأماكن والأعلام وفي اللغة إلى شخصيته ولكنه كان تاجراً للكسوة والبسط وكان بيته بجوار المشهد الحسيني بالقاهرة.
(2) المخلفات النبوية: 48.
(3) محمد باشا: هو محمد باشا زاده غازي، الوالي الخامس والستون من ولاة الدولة العثمانية في مصر، تولى الولاية منذ شهر رمضان سنة ۱۰6۷ هـ حتى شهر شوال سنة ۱۰۷۱ هـ.
(4) محمد الرابع: هو إبن إبراهيم الأول ابن أحمد الأول (۱۰5۱ ـ ۱۱۰4 هـ)، وهو العشرون من سلاطين العثمانيين، حكم بعد أبيه سنة ۱۰58 هـ وخُلع سنة ۱۰۹۹ هـ فتولى الحكمَ أخوه سليمان الثاني.
(5) إحياء يوم الثلاثاء من قبل الطريقة الخلوتية، حيث دأب شيخ الطريقة الخلوتية الشيخ كريم الدين الخلوتي (۸۹6 ـ ۹۸6 هـ) المتوفى في القاهرة على زيارة المشهد الحسيني صبيحة كل ثلاثاء لرؤية رآها مساء الاثنين من شهر ربيع الأول عام ۹۷۳ هـ، وفي صبيحة اليوم التالي عزم وجماعته على زيارة المشهد الحسيني فجلس وقرأ ما تيسّر من القرآن الكريم وصلّى على النبيّ وأقام مجلس الذكر وقرأ أصحابه وأنشد المنشدون، ولما انقضى المجلس قال لجماعته نجعل مجلس ذكر هنا كل ثلاثاء فواظب على ذلك حتى وفاته، واستمر شيوخ الطريقة من بعده على هذا النهج ـ راجع الإتحاف بحسب الأشراف: ۸۷.
(6) محمد أبو الفضل: شيخ طريقة ونقيب السادة الخلوتية التي تعود إلى مؤسس الطريقة الخلوتية محمد بن أحمد بن محمد كريم الخلوتي المتوفى في مصر سنة 986 هـ.
(7) الإتحاف بحب الأشراف: ۹۸.
(8) شيخ الأزهر: هو عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي (۱۰۹۱ ـ ۱۱۷۲ هـ)، وهو مؤلف كتاب الإتحاف بحب الأشراف الناقل للخبر، وقد مضت ترجمته.
(9) الإتحاف بحب الأشراف: ۸5.
(209)


• قبل سنة ۱۱۲4 هـ (1) قام الأمير حسن كتخدا (2) عزبان (3) الجلفي (4) بتوسيع المشهد وأمر بأنْ يصنع له تابوت (صندوق) من الأبنوس المطعم بالصدف والمضبب بالفضة يغطيه ستر من الحرير المزركش بالخيش، ونقله إلى المشهد في احتفال كبير ووضع التابوت في قفص من الجريد يحمله أربعة رجال، وقد وضعت على جوانبه الأربع أربعة فرسان من الفضة المطلية بالذهب، ومشى الموكب تتقدَّمُهُ الطائفة الرفاعية (5) بالطبول والأعلام يحملون مباخرهم الفضية فيها البخور والعنبر ويرشون على الناس ماء الورد وانتهت مسيرتهم إلى المشهد حيث وضعوا الستر على المقام (6)، ونظنه هو الموضوع على الرأس في الطابق الأول تحت الأرض.
• في سنة ۱۱۲4 هـ وذلك يوم الجمعة السادس عشر من شهر محرم اجتمع الأشراف من كل حدب وصوب في مصر في المشهد الحسيني للاستنكار على قتل أحد الأشراف على يد أحد المنتمين إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) إنما حددناه بهذا التاريخ لأن الأمير حسن توفي في هذه السنة، وبالتحديد يوم الأربعاء 9/ ۱۰/ ۱۱۲4 هـ، ولا يخفى أن الأمير حسن كتخدا أنشأ في القاهرة سنة ۱۱۱۳ هـ سبيل ماء (سقاية) ولعلّ توسعة المشهد الحسيني كانت في هذه السنة.
(2) کتخدا: كلمة تركية وهي رتبة عسكرية أي معاون القائد العسكري او وكيل الوالي في الجيش، وتُطلق على المختار أيضا.
(3) عزبان: كلمة تركية محرفة من الكلمة العربية (الأعزب)، وهي فرقة خاصة جنودها من الشباب الأشداء غير المتزوجين.
(4) حسن كتخدا عزبان الجلفي: هو إبن خليل الجوربجي، وكيل الوالي في الجيش العثماني وقائد فرقة العزّاب، وجوربجي نسبة إلى مسؤول المؤونة والطعام في الجيش.
(5) الطائفة الرفاعية: أو الطريقة الرفاعية نسبة إلى الشيخ أحمد بن علي ثابت الرفاعي (512 ـ 578 هـ) ولد ومات في العراق ويرجع بنسبه إلى الإمام موسی بن جعفر الكاظم عليه السلام، وهي إحدى الطرق الصوفية المنتشرة في العالم الإسلامي.
(6) عجائب الآثار في التراجم والأخبار: 1 / 344، المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۳، مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 48.
(210)


الوالي (1) العثماني في سوق البندقانيين (2)، وخرجوا في تظاهرة احتجاجية إلى منزل الدفتردار قیطاس بك (3) فطرودوهم بقوة السلاح (4).
• في سنة 1166 هـ كُتبت أبيات الشيخ عبد الله الشبراوي (5) من الخفيف على الباب الخارجي:
يا کرام الأنام يا آل طا ها على من يهيمُ فيكم علامُ
بابكمْ کعبة الهدى وحماكم منهل فيه للأنام ازدحامُ
باب فضل لما سما أرّخوه: من دنا نحو بابكم لا يضامُ (6)
رضي الله عنكمْ آل طاها وصلاة مني لكم وسلام (7)
• في سنة ۱۱۷4 هـ أقام عالم المدينة المنورة ورئيسها الشيخ السمان (8) حلقة الذكر في المشهد الحسيني (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) الوالي: هو ولي باشا، الوالي التسعون في مصر، ولي من جمادى الآخرة سنة ۱۱۲۳ هـ حتى شعبان سنة ۱۱۲6 هـ.
(2) سوق البندقانيين: وهو من أسواق القاهرة الفاطمية، يُنسب الى صناع قسيِّ البندق، وكان يضم محلات لبيع المأكولات والفواكه والخبز والفقاع، وكان يعرف من قبل بسوق «بئر زويلة» حيث كان موضع خيول الخلفاء الفاطميين.
(3) قیطاس بك: هو قيطاس بك الفقاري، تولى مسؤوليات عدة منها مدير حسابات الدولة الواردة والصادرة (الدفتردار)، قتل في القاهرة سنة ۱۱۲۷ هـ.
(4) عجائب الآثار: ۱ / ۱۸۲.
(5) الشيخ عبد الله الشبراوي المتوفى سنة ۱۱۷۲ هـ شيخ الأزهر، وقد مضت ترجمته.
(6) ولا يخفى أنَّ ما بعد أرّخوه يعادل التالي: ۹۰ + 55 + 64 + 65 + 892 = ۱۱66.
(7) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۱ / ۳۸۸، المخلفات النبوية: 5۸.
(8) محمد السمان: هو إبن عبد الكريم البكري التيمي المتوفى سنة ۱۱۸۹ هـ، رائد الطريقة السمانية، ولد بالمدينة المنورة ونشأ ودرس فيها، واتخذ من زاوية والده مركزا لنشر التصوف، له: النفحات الإلهية في كيفية سلوك الطريقة المحمدية، والوسيلة في الدعوات والأذكار.
(9) عجائب الآثار: ۲ / ۲۳۳، وجاء في النسخة التي عندنا: 2 / ۲5۷: «فيها الأمير عبد الرحمان کتخدا أجرى عمارة عظيمة في جامع سيدنا الحسين وزاد في تحسينه ورونقه».
(211)


• في سنة ۱۱۷5 هـ جدد الأمير عبد الرحمان کتخدا (1) بناء المئذنة التي فوق باب المشهد المسمى بالباب الأخضر.

ش1191
(94)
مئذنة المشهد الحسيني
كما جدد القبة التي تعلو الضريح وقد زينت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التي يتخللها التذهيب، وکسي محرابها والجزء الأسفل من جدرانها بوزرة من الرخام الملون (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) عبد الرحمان کتخدا: هو ابن حسن جاويش القزدغلى (۱۱۱۹ ـ ۱۱۸۹ هـ)، من الأمراء، تدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح قائدا للقوات المسلحة، اهتم بالعمران وله سبيل ماء (سقاية) باسمه، غضب عليه والي العثمانيين على مصر علي بك بلاط الكبير (۱۱4۰ ـ ۱۱۸۷ هـ) فنفاه عام ۱۱۷6 هـ ثم عاد إلى القاهرة في السنة التي مات فيها.
(2) راجع المساجد في الإسلام: ۱۱4، هذا وقد جدد طلاؤها في عهد عباس حلمي الثاني سنة ۱۳۱۱ هـ كما سيأتي.
(212)


ش1192
(95)
قبة المشهد الحسيني من الداخل (1)
ويذكر أنَّ عبد الرحمان کتخدا وسَّع المسجد السابق فأراد التحقق من وجود الرأس فکشف المشهد لمحضر من الناس ونزل فيه الشيخ الجوهري الشافعي (2) والشيخ الملوي المالكي (3) من كبار العلماء وخرجا إلى الناس يقولان إنهما شاهدا کرسياً من الخشب الساج عليه طشت من الذهب فوقه ستار من الحرير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) أُخذت الصورة من موقع شبكة قصة عشق (www.q-ask.com).
(2) الجوهري الشافعي: هو أحمد بن الحسن بن عبد الكريم الكريمي الجوهري الشافعي (۱۰۹6 ـ ۱۱۸۱ هـ) من أعلام مصر وشيخ الفقه الشافعي، يرجع بنسبه إلى الإمام علي بن الحسين السجاد، هاجر إلى مكة المكرمة وقرأ الحديث على علمائها سنة ۱۱۲۰ هـ، له سابقة إخراج نابليون بونابرت من الأزهر الشريف، من مصنفاته: إجازات الجوهري.
(3) الملوي المالكي: هو أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف الملوي (۱۰۸۸ ـ 1181 هـ)، فقيه ومحدث، تتلمذ على مشايخ عصره منهم: أحمد بن الفقيه، احمد بن محمد الخليفي، والامام محمد بن شهاب أحمد الوفائي، ومن تلامذته: إبراهيم بن مصطفى الحلبي المداري، خليل بن محمد المغربي، ومحمد أبو الأنوار بن عبد الرحمان، قرأ الحديث في المشهد الحسيني، من مؤلفاته: شرح السلم المرونق في المنطق للأخضري، عقد درر البهية في شرح الرسالة السمرقندية، ومنهل التحقيق في مسألة الغرانيق .
(213)


الأخضر وفي داخله الرأس الشريف فاخبرا الناس بذلك فبنى المسجد والمشهد وأوقف لهما أوقافاً لا يزال ريعها ينفق عليهما (1).
ويذكر أيضاً أنَّه أقام للمشهد إيوانين وعمل صهريجاً وحنفيَّةً للمياه وقد أثبت إنشاءاته على عتبة رخامية كما قرر الرواتب للقائمين على أمور المسجد (2) وظل معمولاً بها حتى سنة ۱۲۰6 هـ (3).
وتوصف الروضة التي فيها الضريح الشريف والتي جدَّدها عبد الرحمان کتخدا بأنَّ بناءها مستطيلُ الشكل إلى حد ما يقوم على مقرنصات شبه دائرية وعقود نصف دائرية زخرفت جوانبها بالنقوش الزيتية العثمانية، وقد أرخت هذه النقوش على الشريط الذي يحيط بقاعدة القبَّة (4).
وبما أنَّ عبد الرحمان کتخدا أعاد بناء الروضة كتب تأريخه ببيتين من الخفيف:
مسجد للحسين أصلُ المعالي لا يضاهيه في البقاع علاءُ
فيه فضلُ الرحمان للعبد نادی زُرْ وأرِّخ (5): لك الهنا والرِّضا (6)
في سنة ۱۱۷6 هـ توقف تدريس السيد محمد بن محمد البليدي (7) بالمشهد الحسيني حيث توفي (8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) سيرة الأئمة الإثني عشر: ۲ / ۸6 عن العدل الشاهد في تحقيق المشاهد.
(2) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۳، مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 48.
(3) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 4۸.
(4) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۸۳.
(5) ولا يخفى أن ما بعد أرخ: يعادل ۱۱۷6 وهو أكثر برقم من سنة الإنشاء ۱۱۷5 هـ حيث جاءت المعادلة بالشكل التالي: 50 + 87 + 1039 = 1176، ولا يخفى أن المثبت هو «الرضا» من دون همزة ولكن الوزن يختل بيد أن المعادلة تصح، ومن هنا جاء الاختلاف.
(6) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: 1 / ۳۸6 والمخلفات النبوية: 56.
(7) محمد بن محمد البليدي: مالكي المذهب أشعرى العقيدة، أصله من الأندلس، فقيه ومحدث، تتلمذ على محمد بن قاسم البقري، أحمد بن عبد الفتاح الملوي، ومحمد النفراوي وغيرهم، ومن تلامذته: الإمام محمد بن سالم بن أحمد الحفناوي الشافعي الخلوتي (۱۱۰۱ ـ ۱۱۸۱ هـ).
(8) عجائب الآثار: ۲ / ۲۸۰.
(214)


في سنة ۱۱۷۷ هـ جلس الشيخ طرون أفندي (1) على كرسي الدرس بجامع المشهد الحسيني ليملي درساً فاجتمع عليه الفقهاء الأزهرية وخلطوا عليه (2).
في سنة ۱۱۸۱ هـ مات الشيخ عمر بن علي الطحلاوي (3) وبرحيله توقف تدريسه في المشهد الحسيني (4).
۱۱۸6 هـ انتهى تدريس السيد علي بن موسى المقدسي (5) بالمشهد الحسيني بموته (6).
في سنة ۱۱۸۷ هـ كُتبت أبيات من الطويل على المحراب في المسجد الحسيني بماء الذهب كتبها الخطاط البلخي (7) وجاءت كالتالي:
ألا إنَّ تقوى الله خيرُ البضائعِ ومَن لازمَ التقوى فليسَ بضائعِ
فهذا لواءُ النصر لاحتْ نقوشُهُ مطرَّزةً تزهو بحسنِ الصَّنائعِ
ومن حِجْرِ إسماعيل مصرُ تشرَّفتْ بأعلى مقامٍ فيه مَشَرفُ تابعِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) طرون أفندي: هو حفيد أفندي القاضي، ولعله سمي بذلك نسبة إلى مدينة طرون في أرمينيا.
(2) عجائب الآثار: ۲ / ۲6۳.
(3) عمر بن علي الطحلاوي: هو حفيد يحيى بن مصطفى المالكي الأزهري، فقيه وأصولي تصدر للتدريس والإفتاء، تتلمذ على: أحمد البلابلي، أحمد العمادي، وسالم بن محمد أحمد النفراوي وغيرهم، وعنه: عبد الله بن حجازي الشرقاوي، محمد بن عبد المعطي الحريري، ومحمد أبو الأنوار الوفائي وغيرهم.
(4) عجائب الآثار: 2 / 352 .
(5) علي بن موسى المقدسي: هو حفيد مصطفى بن محمد الوفائي الحسيني، والشهير بابن النقيب، ولد في بيت المقدس سنة ۱۱۲5 هـ، فقيه وأصولي ومحدث ومفسر، نشأ ودرس في مسقط رأسه ثم رحل إلى الشام وعاد الى القدس ثم رحل الى القاهرة وذاع صيته وتولى التدريس والإفتاء، ثم غادرها الى الآستانة ثم عاد الى القاهرة سنة ۱۱۸۳ هـ وفيها مات.
(6) عجائب الآثار: ۲ / ۷۱۸.
(7) الخطاط البلخي: لاشك أنه ينتمي إلى مدينة بلخ الأفغانية، ولعله كان من سكنة القاهرة إذ من المستبعد أن يكون الخط جُلب من هناك.
(215)


مقامٌ عظيمٌ مِن لطافة شَكْلِهِ حوى المجدَ والتقوى بِتَيٍّ (1) الأصابع
حوى مِن بَنِيِّ الأمرِ طيبَ عناصرٍ تحنُّ له كلُّ الوَرى بالطبائعِ
فيا آل طه يا ذوي الفضل والهُدى مُقامَ النبيِّ مِن بديعِ المواضعِ
بتفضيلكم سدنا وإنْ جاء منكمُ نَضُولُ عليه بالمَواضي القَواطعِ
نسختم من الأحشاء حب سواكمُ كما جدُّكُم وافی بنسخِ الشرائعِ
وإشراقُ نورِ اللهِ لاحَ مؤرِّخاً: لمن زارَ آلَ البَيْتِ جمْعُ المَنافعِ (2)
وفي نهاية اللوحة جاء بيت تحت الصدور من الخفيف وفيه التأريخ ذاته مع ذكره بالأرقام أيضاً وهو كالتالي:
آل طه لهم مقام عظيمٌ من يؤرخ هذا مقام منيرُ (3) ۱۱۸۷
بينما ورد بيت آخر من الخفيف أيضاً تحت الأعجاز وفيه تأريخ مماثل مع ذكره التاريخ بالأرقام أيضاً وهي كالتالي:
لا يضاهيه في الأنام مقامُ أرخوه مجد شدا لا يُضام (4) ۱۱۸۷
وفوق هذه اللوحة مشبكات جصية أو خزفية على يمينها كُتب لفظُ الجلالة «الله» وعلى الشمال «محمد» (5)، وكل الجُدُر المُحاطة باللَّوحة والمشبَّكات عليها نقوشٌ زيتيةٌ (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) تي: «اسم إشارة للقريب ـ مبني على السكون في محلِّ رفع أو نصب أو جرِّ حسب موقعه من الكلام ـ يُشار به للمفردة المؤنثة عاقلة أو غير عاقلة» الشامل: 388.
(2) العجز يعادل: ۱۲۰ + ۲۰۸ + ۳۱ + 443 + ۱۱۳ + ۲۷۲ = ۱۱۸۷، ولا يخفى أنَّ النصَّ كان فيه بعض الأخطاء فصححناها لضبط الإيقاع العروضي، وقد ورد مطلعها في (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون): 1 / 386.
(3) العجز يعادل: ۷۰6 + ۱۸۱ +۳۰۰ = ۱۱۸۷.
(4) العجز يعادل: 47 + ۳۰5 + ۸۸۲ = ۱۱۸۷، ولا يخفى أن «شدا» سقطت من العجز.
(5) تقرير الوفد.
(6) المسجد النبوي ومزارات أهل البيت: 84.
(216)


ش1193
(96)216

الكتيبة الشعرية فوق محراب المشهد الحسيني
• في سنة ۱۱۸۷ هـ كتبت الأشعار المنسوبة إلى الإمام الحسين عليه السلام النونيَّة التي كتبها صالح النجيب (1) كما هو مثبت على الجدارية وأرخ ببيت من الكامل في عهد متأخر كما أثبتت في الجهة الغربية وسنأتي على ذكرها:
ذي قبّة أمن الدّنُوّ بنقشها نقشاً تكون على محاسن بَهْجَةِ
• قبل سنة ۱۱۹۰ هـ قام الأمير عبد الرحمان كتخدا بتوسعة المشهد الحسيني وغيره وضمَّ لوقفه ثلاث قرى من بلاد الأرز بناحية رشيد وهي تفينة وديبي وحصة كتامة وجعل إيرادها وما يتحصل من غلة أرزها المصارف الخيرات وطعام الفقراء والمنقطعين إلا أنه تعطَّل سنة ۱۲۲۰ هـ (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) صالح النجيب: ويبدو أنه كان خطاطاً يقيم بالقاهرة آنذاك.
(2) عجائب الآثار: ۲ / ۸55.
(217)