تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 


بالمسجد تبلغ مساحتها 144 متراً مربعاً تقع في الجهة الشرقية أيضاً، على امتداد القبة والمصلى الخاص بالنساء.
ولما كانت الواجهة الرئيسة للمسجد القديم ـ وهي الواجهة القبلية ـ ليست على استقامة واحدة، فقد أُضيف إِليها مثلث في الطرف الجنوبي الشرقي مساحته 35 متراً مربعاً، فجاءت الواجهة الرئيسية على استقامة واحدة، وبلغت تكاليفها ۸۳ ألف جنيه، هذا بالاضافة إلى السجاد اليدوي الذي صنع خصيصاً بمدينة المحلة الكبرى (1) والذي بلغت تكاليفه ما يقرب من 40 ألف جنيه (2). وتمت التوسعة والبناء سنة ۱۳۸۳ هـ، والواجهات

ش1219

280
(122)


صورة الشباكين المتعامدين من الداخل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحلة الكبرى: كبرى مدن محافظة الغربية في منطقة دلتا النيل، تبعد عن القاهرة نحو ۱۱۰ كم، وتشتهر بصناعة الغزل والنسيج، كانت مركز المحافظة حتى عام ۱۲5۲ هـ قبل أن تنقل إلى طنطا.
(۲) راجع (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون): ۱ / 384.


(280)



العلوية من النوافذ والفتحات تتكون من عقد مدببة تحتوي على ثلاث فتحات وبجانب العقد مثلث يحتوي على فتحتين وهكذا على التوالي. وأمَّا النوافذ السفلى فعبارة عن مستطيلات ملئت بالنحاس المخرم والمنقوش برسوم هندسية جميلة.
ويتوسط الواجهة باب معقود وبطرف الواجهة الجنوبي الغربي توجد مئذنة على شكل مسلة وترجع إلى العصر العثماني (1) كما أسلفنا ذكرها.

ش1220
(123)281
الواجهة الشمالية للمسجد الحسيني وتظهر الشبابيك من الخارج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول: ۱۳۷.
(281)

ش1221
(124)

رسم تخطيطي يبين التجديدات التي تمت في العهد الجمهوري ۱۳۷۲ هـ
(۲۲ / يوليو / ۱۹5۲ م) (۱)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۱۷۳.
(282)

كما أُضيفت على جهة الساحة مساحة خاصية خارجية وأُنشئت فيها ثلاث مظلات عملاقة لتظلل على المصلين خارج المسجد في صلاة الجمعة والعيدين ولأجل تنظيم هذه المظلات الثلاث أُنشئت غرفة خشبية على يمين الداخل من باب الفرج عند الزاوية بعرض مترين، وبطول 3,50 أمتار وبارتفاع يزيد على 3٫50 أمتار لسيطرة المظلات الثلاث، وخشبه مشبَّك ومخرَّم، وقد وضع على أرضية رخامية وفي داخله إلى جهة الجنوب باب خشبي رُقِّمَ في أعلاه البسملة.

ش1222
(125)
الغرفة الخشبية للمظلات
(283)

ش1223
(126)
المظلات الثلاث في ميدان الحسين عليه السلام

ش1224
(127)284 2
الواجهة الغربية للمسجد الحسيني
(284)


• في 1 / ۱۰ / ۱۳۸۱ هـ انتهت توسعة المسجد الحسيني حسب ما ورد على اللوحة الرخامية البيضاء في ستة اسطر المثبَّتة على الجدار الجنوبي ما بين المحرابين بالنص التالي: «بسم الله الرحمان الرحيم، في عهد، السيد الرئيس جمال عبد الناصر (1) رئيس الجمهورية العربية المتحدة، غرة شوال سنة ۱۳۸۱ هـ ـ ۷ مارس سنة ۱۹6۲م» (2).
• قبل سنة ۱۳۸۳ هـ (3) كان الشيخ عرفة الكبير هو شيخ المسجد الحسيني (4).
• في سنة ۱۳۸۳ هـ كان الشيخ محمد ابن الشيخ عرفة الكبير (5) هو شيخ المسجد الحسيني (6).
• في سنة ۱۳۸4 هـ جُدِّد رخام أرضية الروضة الحسينية والمسجد الحسيني وقد سجل ذلك على لوحة رخامية جدارية وضعت على يمين الداخل من باب الفرج وجاء فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، في عهد السيد الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة، قام بأعمال الرخام، لصحن مسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمال عبد الناصر: هو جمال عبد الناصر بن حسين عبد الناصر بن خليل سلطان بن علي عبد النبي (۱۳۳6 ـ ۱۳۹۰ هـ) ثاني رئيس في العهد الجمهوري الذي قام عام ۱۳۷۱ هـ، ولد في الإسكندرية ونشأ ودرس في القاهرة وفيها مات، التحق بالكلية الحربية وتدرج في المناصب العسكرية، تولى السلطة سنة ۱۳۷۳ هـ بعد أن أطاح بزميله الرئيس محمد نجيب (۱۳۱۹ ـ ۱404 هـ)، وفي عهده أقيمت الوحدة السورية المصرية ولثلاث سنوات، كما حدثت انتكاسة 1967 م واحتلال سيناء والقدس والجولان، أنشأ السد العالي على النيل، خلفه في الحكم محمد أنور بن محمد السادات (۱۳۳۷ ـ ۱4۰۱ هـ).
(۲) الفوارز هنا وضعت للدلالة على إنتهاء السطر في الكتيبة، وهذا الأمر جار في غير هذا الموقع أيضا.
(۳) اعتمدنا هذا التاريخ وفقا لتاريخ نشر فصول كتاب «مراقد أهل البيت في القاهرة» سنة ۱۳۸۳ هـ في مجلة المسلم كما جاء في مقدمة الطبعة الأولى منه، وقد جاء نص المؤلف الشيخ محمد زكي إبراهيم (۱۳۳4 ـ ۱4۱۹ هـ) في الصفحة 55 كالتالي: (وقد أبلغني الأخ المرحوم الشيخ عرفة الكبير شيخ المسجد الحسيني السابق، وهو والد الأخ الشيخ محمد عرفة الشيخ الحالي للمسجد الحسيني).
(4) مراقد أهل البيت في القاهرة: 55، وعنه: ملحقات الإحقاق: ۳۳ / ۷۳۲.
(5) محمد عرفة الكبير: من الأئمة والأساتذة في المشهد الحسيني، درس في الأزهر الشريف.
(6) مراقد أهل البيت في القاهرة: 55، وعنه: ملحقات الإحقاق: ۳۳ / ۷۳۲.
(285)


الحاج عبد الله عفيفي أحمد (1)، بالقاهرة، ۱۳۸4 هـ ـ ۱۹65 م» (۲).

ش1225
(128)
اللوحة الرخامية داخل مسجد الحسين عليه السلام

• في سنة ۱۳۸5 هـ أهدت طائفة البهرة الإسماعيلية مقصورة من الفضة كتب عليها: ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ﴾ ورصعت بفصوص من الماس (3).
• في سنة ۱۳۸۷ هـ قام الرئيس العراقي عبد السلام عارف (4) بالتبرُّع بتكاليف صنع المنبر الموجود في المسجد الحسيني حيث ورد في الكتيبة المطعَّمة بالعاج على الجهة اليسرى للجالس على المنبر (5): «ساهم السيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الله عفيفي أحمد: لم نعثر عليه، والظاهر أنه صاحب ورشة على علاقة مباشرة بالمرمر والكاشي.
(۲) من مشاهدات وفد الموسوعة الحسينية إلى القاهرة.
(3) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۱ / ۳۸5.
(4) عبد السلام عارف: هو عبد السلام بن محمد عارف الضاري الدليمي (۱۳4۰ ـ ۱۳۸5 هـ) ثاني رئيس في العهد الجمهوري، ولد في بغداد وقتل في حادث طائرة بين البصرة والقرنة في 23 / ۱۲ / ۱۳۸5 هـ، من كبار ضباط الجيش العراقي اشترك مع عبد الكريم قاسم في قلب النظام الملكي عام ۱۳۷۷ هـ وتولى وزارة الداخلية، ثم انقلب على قاسم عام ۱۳۸۳ هـ وقتله وتولى الحكم، له من المؤلفات: حرب الأغمار، الإشتراكية والإسلام، الوحدة العربية والوحدة الوطنية.
(5) المنبر موجود إلى جهة الجنوب بين المحراب الرئيسي وبين باب الخروج من الروضة وعليه فان الكتيبة جاءت على الباب الجانبية الواقعة إلى جهة الغرب.
(286)


الرئيس الراحل المرحوم عبد السلام عارف، في تكاليف هذا المنبر سنة ۱۳۸۷ هجرية» في سطرين، بينما جاءت الكتيبة التي فوق الباب من الجهة الجانبية الأخرى في سطرين: «تمَّ هذا المنبر في عهد السيد الرئيس جمال عبد الناصر سنة ۱۳۸۷ هـ» وجاء على قمة باب المحراب من الداخل في سطرين: «قام بتنفيذ هذا المنبر المرحوم حسن حسني أبو زيد (۱) وأتمَّه أولاده أبو زيد حسن (2) وأخيه (3) سعيد (4) سنة 1387 ـ 1967 م» ومن الخارج جاء ما يلي: ﴿إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (5).

ش1226
(129)287
منبر المسجد الحسيني (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسن حسني أبو زيد: هو ابن حسن بن حسن أحمد أبو زيد المتوفى في 10 / 6 / ۱۳۸5 هـ ولد في القاهرة وتوفي بها.
(۲) أبو زيد حسن: هو ابن حسن حسني بن حسن بن حسن أحمد أبو زيد المتوفى في 8 / 6 / 1408 هـ ولد في القاهرة سنة ۱۳4۸ هـ وتوفي فيها.
(3) أخيه: هكذا هو محفور في المنبر، والصحيح «أخوه».
(4) سعيد: هو ابن حسن حسني بن حسن بن حسن أحمد أبو زيد (۱ / ۱ / ۱۳6۷ هـ ـ 25 / 5 / 1430 هـ)، ولد في القاهرة وتوفي فيها، ومن الجدير ذكره أنا أخذنا هذه المعلومات عن المهندس وائل بن سعيد أبو زيد بتاريخ 19 / شعبان / ۱4۳۲ هـ وهو اليوم يدير مصنع في التجارة العربي في القاهرة وقد ورثه من أبيه.
(5) سورة الأحزاب، الآية: 56.
(6) أخذت الصورة من موقع شبكة الإعلام العراقي في الدانمارك.
(287)

ومن الجدير ذكره أنَّ المنبر مصنوع من خشب السَّاج المطعَّم بالأبنوس والعاج وعليه نقوش هندسية سداسية الشكل وما يتفرع منها من أشكال هندسية وله باب من مصراعين وفوقه إكليل خشبي جميل والتي عليها الكتيبتان الداخلية والخارجية، وفوقها مزنقات خشبية زادتها جمالاً وروعة.
ولا يخفى أنَّ مقصورة الخطيب مسقفة وهي متناسقة مع إكليل الباب، كما أنَّ الرئيس جمال عبد الناصر صلى صلاة عيد الفطر في المسجد الحسيني كعادة جميع الرؤساء والظاهر أنَّه افتتح المنبر أيضاً (1).
• في 5 / 1 / ۱۳۹۰ هـ (۲) زار السيد موسى الصدر (۳) مشهد الحسين عليه السلام وأدَّى صلاة الظهر ثم قدم إمام المسجد السيد الصدر لاعتلاء المنبر وأن يخطب في الناس وما أنْ انتهى من خطبته إلَّا وهرع المصلون إليه يقبلون يديه وعباءته ويلثمون وجهه وثيابه ويتبركون منه ممَّا اضطر الحرس والشرطة للتدخل وفرض النظام وكان المشهد مؤثراً في السامعين والحاضرين لدرجة البكاء (4)، والظاهر أنهم كانوا يتبركون به لأنَّه من أحفاد الإمام الحسين عليه السلام والشعب المصري بعمومه موالٍ لأهل البيت عليهم السلام ومن محبي الإمام الحسين عليه السلام خاصة، ويضيف المصدر قائلاً: إنَّ الرئيس جمال عبد الناصر قال للسيد الصدر في سفرته هذه انه في كثير من القرارات التي كان يصعب عليه البتّ بها كقرار تأميم القناة كان يذهب مع حرسه إلى مسجد الإمام الحسين عليه السلام ويصلي فيه ويمسك القفص ويقول: النجدةُ يا حسين ويرى ماذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع جريدة الأهرام القاهرية بتاريخ ۱2 / 1 / ۱۹6۷ م (1 / 10 / ۱۳۸۷ هـ).
(۲) الموافق ليوم الجمعة ۱۳ / ۳ / ۱۹۷۰ م.
(3) موسى الصدر: هو ابن محمد علي المشهور بصدر الدين إبن اسماعيل، ولد في مدينة قم سنة ۱۳4۷ هـ، دخل الحوزة العلمية سنة ۱۳6۰ هـ، وتتلمذ على علمائها، منهم: أخوه رضا الصدر، أحمد الخوانساري، ومحمد حسين الطباطبائي، انتقل إلى العراق لمواصلة الدراسة ثم عاد إلى مسقط رأسه وبعدها هاجر إلى لبنان سنة ۱۳۷۹ هـ وفيه أسس مدارس ومراكز علمية وجمعيات خيرية مختلفة كما أسس عام ۱۳۸۷ هـ المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وأنشأ حركة المحرومين (أمل)، انقطعت أخباره منذ وصوله الى ليبيا في 21 / 9 / ۱۳۹۸ هـ في زيارة رسمية بدعوة من رئيسها معمر القذافي، ولا يُعرف عن مصيره شيء رغم خلع نظام القذافي عام ۱4۳۲ هـ، من مصنفاته: الاسلام والمرأة، الاسلام والتطور، الاسلام والعبادات.
(4) مع الإمام الصدر الحقيقة الجارحة: ۸6.
(288)


يوحي له بالنسبة للموضوع الذي يستعصي عليه ويأخذ القرار المناسب وهناك كثير من القرارات التي أخذها الرئيس جمال عبد الناصر على هذا الشكل (1).
• في سنة ۱۳۹۱ هـ رصدت وزارة الأوقاف مبلغ 40 ألف جنيه لإقامة واجهة جديدة تتقدم الواجهة القديمة، تليق وصاحب المقام، خاصة بعد أن أُزيلت كل المباني التي كانت تحجبه عن الميدان الذي خطط خصيصاً من أجله، وسيكون طول هذه الواجهة 45 متراً وعرضها 8 أمتار، وروعي في الواجهة الجديدة أن تكون أقصر من القديمة، حتى تظهر شرفات الواجهة القديمة، وقد صُمِّمت هذه الواجهة بحيث جاءت آيةً في الدقة والإبداع، وتتكون الواجهة من حائط تزخرفه سبعة عقود مدببة، يرتكز كل منها على عمودين من الرخام، ويحيط بهذه العقود شريط من الزخارف الجصية البديعة، ويستعمل ثلاث من هذه العقود كأبواب، أما الأربعة الباقية فهي نوافذ، والنوافذ مملوءة بالبرونز المخرم، وكذا النصف العلوي من الأبواب، وتتدلى من الحيطان المحصورة بين العقود مشاكٍ بديعة التصميم، وتعلو كل منها دائرة من الزخارف الجصية في توازن وتماثل محكم، وستقام مئذنة (2) في الطرف الجنوبي الشرقي مماثلة للمئذنة الموجودة في الطرف الجنوبي الغربي ومن نفس الطراز، كما صنع منبر جديد للمسجد من الخشب العزيزي (۳) والجوز التركي والزان (4)، ويتكون من حشوات مجمعة ومطعمة بالصدف والعاج والأبنوس، وقد بلغت تكاليفه ۱500 جنيه، ورصدت الوزارة كذلك مبلغ 50 ألف جنيه لإقامة دورة مياه (5) جديدة تقع في الجهة البحرية من المسجد (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) مع الإمام الصدر الحقيقة الجارحة: ۸۷ ـ ۸۸.
(۲) لا يوجد في الوقت الحاضر إلا مئذنة كبيرة واحدة تقع في ملتقى الضلع الشمالي الغربي للمسجد الحسيني وأخرى صغيرة تقع في الضلع الجنوبي الغربي للمشهد الحسيني، وسنأتي على تفاصيل المسجد الحسيني من الداخل والخارج بما فيه الضريح.
(3) خشب العزيزي: نوع من أنواع الأخشاب الصنوبرية الشبيهة بالأخشاب البلوطية.
(4) الزان: جنس شجر حرجي جميل من فصيلة البلوطيات.
(5) وتقع دورة المياه والميضاة مقابل الباب البحري تقريبا في بناء منفصل عن المسجد الحسيني.
(6) راجع (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون): ۱ / ۳۸5. وبما أن المصدر تحدَّث عن التخطيط بصيغة المستقبل ولأنه قد أُنجز أبدلنا علامات المستقبل بالماضي.
(289)

كما جاء وصف المشهد الحسيني بالشكل التالي: المشهد الحسيني له أربعة أبواب اثنان منها يؤديان إلى المسجد ويقعان في الجهة الغربية والثالث يوصل إلى غرفة المخلفات النبوية، يحمل أعلاه النص: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ﴾ (1)، أما الرابع فهو مُغلق الآن (۲) ويعلوه الخط الثلث البارز المذهب على أرضية رخامية النص: «الاجابة تحت قبته والشفاء في تربته والأئمة في ذريته وعترته» (3). وفتح باب آخر في الجهة البحرية للروضة والتي هي من عمارة أبي الأنوار (4) ذو مصراعين من النحاس المخرم المنقوش على النحو الذي سبق أن بيَّنَّاه، وقد غُطيت كل الأبواب والفتحات بستائر من الحرير الأخضر. وجدران الروضة مكسوة بالرخام الملون بارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً، تعلوها ألواح خشبية ذات نقوش زيتية ملونة ومذهبة تعلوها قصائد الشعر مدحاً في صاحب المقام وأهل البيت، ويعلو تلك القصائد شريط خشبي يحتوي على سورة الفتح (5)، وبالروضة قبلة قديمة غطيت بالفسيفساء الرخامية يكتنفها عمودان تجاورهما قاعدتان رخاميتان كانتا تستخدمان في وضع الشماعة، أما المقصورة فتحيط بها ثلاث وعشرون مشكاة من الزجاج المموه بالمينا تحمل نقوشاً وأدعية وكتابات باسم الملك الظاهر أبي سعيد (6) كانت قيمتها في ذلك الوقت أكثر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الشورى، الآية: ۲۳.
(۲) ولا يخفى أنَّ الباب المشار إليه قد فتح فيما بعد ويستعمل لخروج الزائرين من داخل الروضة نحو المسجد الحسيني.
(3) كفاية الأثر: ۱۷، وهو من الأحاديث النبوية الشريفة.
(4) أبو الأنوار: هو علي أو محمد أبو الأنوار متولي أوقاف المسجد الحسيني، وقد مضت الترجمة.
(5) سورة الفتح: وهي السورة رقم 48 وتحتوي على ۲۹ آية كريمة تبدأ بقوله تعالی: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ وتختم بنهاية قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.
(6) الملك الظاهر أبو سعيد: هو الظاهر سيف الدين جمقمق (۷۷4 ـ ۸5۷ هـ) العاشر من ملوك الشراكسة في مصر، تسمى باسم سيده العلائي الظاهري، أُعتق وتقلب في المناصب الإدارية والعسكرية حتى أصبح من قادة الجيش، تولى الحكم سنة ۸4۲ هـ حتى خلعه في السنة التي مات فيها.
(290)


من ألفي دينار. ونظراً لأن الروضة غير مربعة الشكل فإنَّ هناك جهداً معمارياً قد بذل في تقويمها بفتح نوافذ بين المثلثات الكروية بثلاث فتحات في أركان الضلع القصير، وبضعف عدد هذه الفتحات في أركان الضلع الطويل، وقد غطيت فتحات النوافذ بالجص المخرم والمعشق بالزجاج الملون، وقوام زخارفها جاء بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وذلك بالخط النسخي.
ولقد وضع الرأس الشريف على كرسي من الأبنوس في الضريح في الطبقة الثالثة من أرض الروضة والتي تشغل جزءاً منها طوله 5,26 أمتار وتضم قسمين: خارجي مقاسه ۲٫۳۸ م، وداخلي به فتحة من الجدار مقاسها 2,60 م. وقد لُفتْ في برنس (1) أخضر يحوطها نحو نصف اردب (2) من الطيب الذي لا يفقد رائحته على مر السنين، وورد في التاريخ الحسيني أنَّ بعض عظماء العصور الخالية أراد أنْ يرفع النقاب عن خبايا أسرار هذه الروضة المباركة، فأنزل رجلين لكشف الخبر فخرجا أحدهما أعمى والآخر أخرس فلم يحاول بعدهما أحد ذلك، وتعلو الحجرة طبقة أخرى يتم الوصول إليها من فجوتين على كلِّ منهما باب متين، وسقف الحجرة من الحديد وتشمل مكاناً متسعاً أحدهما الشرقي يصل بالحجرة التي فيها التركيبة التي على القبر الشريف يحيط بها الضريح (3).
وجاء وصف (4) المشهد الحسيني اضافة إلى ما مضى: «غطيت كلُّ الأبواب والنوافذ بستار من الحرير الأخضر الجميل، وفي وسط الروضة توجد مقصورة على بابها أربع حلقات من الفضة النقية الخالصة كُتِب عليها بيت من المنسرح الذي أنشده الأعرابي طالباً من الإمام الحسين عليه السلام العون:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البرنس: كل ثوب كوَّن غطاء الرأس جزءاً منه ومتصلاً به.
(2) اردب: بالكسر مكيال مصري ضخم يساوي ۲4 صاعاً ويعادل ۳۲ كيلوغراماً.
(3) راجع: المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۸5، راجع أيضاً: مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۱ / ۳۸6.
(4) جاء هذا الوصف في شهر رمضان ۱۳۹۱ هـ.
(291)

لن يخب اليوم من رجاك ومن حرّك من دون بابك الحلقة (1)
وحول المقصورة توجد مشاكٍ من الزجاج المموه بالميناء المنقوشة بزخارف جميلة ومكتوب عليها إسم الملك الظاهر أبي سعيد (۲) كما تحتوي على كتابات قرآنية: ﴿اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (۳) ويبلغ عدد هذه المشاكي ثلاثاً وعشرين، كانت قيمتها في ذلك الوقت أكثر من ألفي دينار.
وبالروضة قبلة قديمة محلاة بقطع من الفسيفساء الرخامية ويكتنفها عمودان من حجر السماق وبجانبهما قاعدتان من الرخام كانتا معدنيّتين فيما مضى لوضع الشماعة ومكتوب بماء الذهب فوق القبلة قصيدة من الطويل مطلعها:
أَلا إنَّ تقوى الله خيرُ البضائع ومن لازم التَّقوى فليسَ بضائعِ
وسبق أنْ ذكرنا أنَّ جميع جدران القبة مكسوة بالرخام الملون الجميل إلى ارتفاع نحو قامتين، وفوق ذلك ألواح من الخشب المطلي بنقوش زيتية متعددة الألوان ومذهبة وبأعلى النقوش كتبت عليها قصيدة من البسيط لابن جابر الأندلسي (4) المشهورة والتي مطلعها:
في كل فاتحة للقول معتبرهْ حق الثناء على المبعوث بالبقرهْ (5)
وهي مكتوبة بالخط الثلث المذهب وتحيط بالروضة وتعلوها قصيدة أُخرى من الرمل تنسب إلى الحسين عليه السلام ومطلعها:
خيرة الله من الخلق أبي بعدَ جدِّي وأنا ابنُ الخيرتينِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۱ / ۳۸۸، مخلفات الرسول: 59، راجع تمام الأبيات ديوان القرن الأول: 2 / 61. وفيه الصحيح: «لم يخب الآن».
(۲) مما يدل على أنَّها أُنشئت في عهد الملك الظاهر أبي سعيد سيف الدين جمقمق (۷۷4 ـ ۸5۷ هـ) وقد سبق في محله.
(3) سورة النور، الآية: 35.
(4) ابن جابر الأندلسي: هو محمد بن جابر بن قاسم القيسي الوادي آشي (6۷۳ ـ 749 هـ) ولد وتوفي في تونس، شاعر أندلسي رحّال أصله من وادي آش وله ديوان شعر وكتاب أربعون حديثاً، تعاليق، وأسانيد.
(5) سنورد القصيدة كاملة في محلها.
(292)


عبد الله غلاماً ناشئا وقريشٌ يعبدونَ الوَثَنَيْنِ
والدي شمسٌ وأُمِّي قَمَرٌ وأنَا الكوكبُ بين النَّيِّرَيْنِ
وفوق القصيدتين شريط من الخشب يحيط بالقبة كتبت عليه سورة الفتح (1).
أما حجرة التابوت (الصندوق) فهي تقع في الطبقة الثانية من تحت أرض الروضة وقد وُضع الرأس فيها على كرسي من الأبنوس، وهي ملفوفة في برنس أخضر وحولها نحو نصف أردب من الطيب الذي لا يفقد رائحته بتوالي السنين. وفوق الحجرة طبقة أُخرى يُسلك إليها من فجوتين على كل فجوة باب متين، والحجرة مسقوفة بقضبان من الحديد الصلب وتحتوي على مكان فسيح، بحده الشرقي باب يوصل إلى الحجرة المباركة التي تحتوي على تركيبة عظيمة على القبر الشريف. ويحيط بها تابوت (صندوق) من خشب الساج الهندي، ويحتوي التابوت على ثلاثة جوانب فقط، لأن التركيبة التي تحيط به كانت ملتصقة بالجدار الشرقي (2).
أما الجامع فيحتوي على أربعة وأربعين عموداً عليها بوائك حاملة للسقف وهو من الخشب المطلي بزخارف نباتية وهندسية متعددة الألوان ومذهبة غاية في الدقة والإبداع، وفي وسط السقف ثلاثة مناور مرتفعة مسقوفة كذلك (۳)، وبجدران المسجد الأربعة يوجد ثلاثون شباكاً كبيراً من النحاس المطلي بالذهب، ويعلوها شبابيك أخرى صغيرة دوائرها من الرخام وللمسجد مئذنتان احداهما قصيرة وقديمة (4) وتقع فوق الروضة وقد شيدت سنة 634 هـ وقد طوقتها لجنة حفظ الآثار بحزامين من الحديد محافظة على بقائها، وأما الثانية فتقع في مؤخر المسجد وهي مرتفعة ورشيقة والتي بناها العثمانيون سنة ۱۲66 هـ (5).
هذا ويوجد على اللوحة الرخامية الكبيرة المعلقة على باب المسجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الفتح والتي تحتوي على ۲۹ آية ورقمها التسلسلي 48.
(2) راجع: مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۳۸۸ ـ ۳۹۰.
(3) وهناك ثلاثة مناور أخرى صغيرة وسيأتي الحديث عنها.
(4) وهي المئذنة التي بناها الزرزور السابق الذكر.
(5) راجع: مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۱ / ۳۸۳.
(293)

المؤدي للمشهد الحسيني كتيبة كتبت بماء الذهب هي حديث الرسول صلى الله عليه وآله: «الحسن والحسين مني من أحبهما أحببته ومن أبغضهما أبغضته» (1) (۲).

ش1227
(130)294
الحديث النبوي الموجود الآن على الجدار يسار باب الفرج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والظاهر أن هذا الحديث هو فحوى أحاديث عدة، ففي الحديث النبوي الشريف: (الحسن والحسين مَن أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبَّه الله، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم) كنز العمال: ۱۲ / ۱۲۰ ح 34284.
(۲) راجع موقع الشيخ علي الكوراني العاملي بتاريخ 25 /3 / ۲۰۰۱ م (www.alameli.net).
وجاء في موقع لهن (www.lahona.moheet.com) في مقالة لشيرين صبحي بعنوان (حي الحسين الرجوع لروعة القاهرة التاريخية) نشر في 17 / ۱۲ / ۲۰۰۷ م: (وعلى واجهة المسجد لوحة رخامية كبيرة كتب عليها الحديث النبوي الشريف ..). ولا يخفى أن فريقنا الموفد الى القاهرة لم يلحظ هذه الرخامة فوق باب الفرج المؤدي الى المسجد الحسيني من طرف ميدان الإمام الحسين عليه السلام ولا على واجهة المسجد الحسيني، والموجود في الواجهة على يسار باب الفرج هو الحديث النبوي الشريف: (حسين منِّي وأنا من حسين أحبَّ الله من أحبَّ حسينا حسين سبط من الأسباط) تهذيب تاريخ دمشق: 4 / ۳۱۸، وسنأتي على الحديث وعلى شرح الأبواب والواجهة.
(294)

وجاء وصف الباب الأخضر وتفاصيله كالتالي: يقع بالقرب من الركن الجنوبي للضريح، والجدار الغربي عبارة عن حائط طوله 4٬۹۲ أمتار وارتفاعه 5٫۸5 أمتار تخترقه بوابة مستطيلة الشكل عرضها ۱٫۸۹ متر وارتفاعها ۲٫۳۳ م ويعلو البوابة عقد بداخلها دائرة مفرغة بزخارف دقيقة وتعلوها بقايا شرافات جميلة، وقد عرف باب الأخضر بباب الحَسَنَيْن كما ورد في خريطة الحملة الفرنسية (1).

ش1228
(131)295
منظر عام عن أعمدة المسجد الحسيني

أما الروضة فإنَّها من الداخل كسيت واجهتها المطلة على المسجد بالرخام الدقيق المطعم بفسيفساء من الصدف، وقد غطي محيطها من الداخل بالرخام والصدف في رسوم هندسية غاية في الدقة والإبداع، يرجع تاريخها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ويعزو الباحث البريطاني السير كيبيل أرشيبالد كاميرون كرزويل Keppel Archibald) Cameron Creswell) (1296 ـ ۱۳۹4 هـ) أنَّ هذا الجزء من الجدار يعود إلى العهد الفاطمي ـ راجع مخلفات الرسول: 5۷ عن تاريخ العمارة الإسلامية في مصر(Muslim Architecture of Egypt).
(295)

إلى القرن الثامن الهجري، وأمَّا الأجزاء العليا من الروضة فقد زخرفت بنقوش زيتية مذهبة يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر الهجري (1).
• قبل سنة 1405 هـ يتحدث أحد المختصين (2) بالآثار عن معاناته مع المسؤولين عن الآثار المصرية في حوار أجراه مندوب مجلة الوسط اللندنية في القاهرة (3) في سنة 1416 هـ وقد جرى كالتالي:
المندوب: من المعارك الشهيرة التي خِضْتَها مع المسؤولين معركتك مع الدكتور أحمد قدري (4) بخصوص الآثار الإسلامية وخاصة مسجد الحسين؟
المختص بالآثار: هذه المعركة أحيطت ولا تزال بتكتم شديد لأنَّها دارت في كواليس المسؤولين، فكيف علمت بها؟ بتعليمات من الرئيس مبارك (5) شكلت لجنة كنت عضواً فيها للبحث في موضوع الشرخ الذي قيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول: 58.
(۲) أحد المختصين: هو الأستاذ: عبد الرحمان التواب المولود سنة ۱۳۳4 هـ، ويوصف بشيخ الآثاريين والخبير بالآثار الإسلامية والقبطية في مصر، تخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة سنة ۱۳6۰ هـ ونال دبلوم الآثار الإسلامية سنة ۱۳6۳ هـ، وتولى مناصب رسمية عدة في مجال الآثار وكان آخرها مدير عام قطاع الآثار الإسلامية حتى تقاعده سنة ۱۳۹6 هـ، ويعود له تأسيس قسم الآثار الإسلامية بجامعة سوهاج.
(3) أجرى الحوار معه الأستاذ عصام عبد الله مندوب مجلة الوسط اللندنية في القاهرة.
(4) احمد قدري: الفايدي الجهني (۱۳4۹ ـ ۱4۱۱ هـ) المولود في قرية كفر الحمام في محافظة الشرقية، أحد الضباط الأحرار الذين قلبوا النظام الملكي سنة ۱۳۷۱ هـ، ورئيس هيئة الآثار المصرية (المجلس الأعلى للآثار) في الفترة (۱۳۹۸ ـ 14۰۸ هـ)، حصل على الشهادة الجامعية (ليسانس) من الكلية العسكرية المصرية سنة ۱۳6۹ هـ، ونال الشهادة الجامعية في الحقوق من جامعة القاهرة سنة ۱۳۸4 هـ، وفي عام ۱۳۹6 هـ نال دبلوم الدراسات العليا في الآثار المصرية، وفي عام ۱۳۹۸ هـ حصل على دكتوراه فلسفة في الآثار المصرية من أكاديمية العلوم المجرية، له من المؤلفات: المؤسسة العسكرية المصرية في عصر الإمبراطورية.
(5) مبارك: هو محمد حسني ابن السيد مبارك المولود سنة ۱۳46 هـ في كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، حصل على الشهادة الجامعية (بكالوريوس) من الكلية العسكرية سنة ۱۳۸6 هـ وبعد عام حصل على الشهادة الجامعية من الكلية الجوية، تقلب في المناصب العسكرية وأصبح عام ۱۳۸۷ هـ مديرا للكلية الجوية، وتولى =
(296)

انه موجود في قبة مسجد الحسين وبعد معاينة القبة وجدتها سليمة مائة في المائة وكتبت تقريراً اعترضت فيه على المساس بالقبة، لأنَّني اكتشفت أنَّ القبَّة عليها طلاسة سميكة اثقل من أنْ تتحملها، وطالبت بإزالة هذه الطبقة السميكة من المونة فقط، وهي التي يبدو فيها الشرخ، ولان القبة مسجلة عندي في كراسة رقم خمسة من المجدلات التي حدّثتك عنها وهي سليمة مائة في المائة، مع ذلك أُزيلت قبة الحسين وهي سليمة ووضعوا مكانها قبة من المعدن وهو ما لن يغفره التاريخ لأنَّ النقوش الداخلية للقبة القديمة لا نستطيع تعويضها، وكل ما فعلتُه هو أنني طلبت من عثمان أحمد عثمان (۱) تسجيل الزخرفة الداخلية للقبة عن طريق تصويرها، وقد فعل وأعطاني الفيلم بصورة شخصية ولم أبك في حياتي مثلما بكيت يوم هدم قبَّة الحسين (2).
ولا يخفى أنَّ الدكتورة نعمات أحمد فؤاد (۳) كتبت كتابا خاصاً باسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= رئاسة مصر بعد اغتيال محمد أنور السادات سنة 1401 هـ، وهو الرئيس الرابع في العهد الجمهوري أُجبر على الاستقالة سنة ۱4۳۲ هـ بفعل تظاهرات شبابية طالبت بإسقاطه، وقُدِّم للمحاكمة، ولا يخفى أنه ثاني رئيس جمهورية عربي يُحاكم بعد الرئيس العراقي صدام حسين المعدوم في 10 / 12 / 1427 هـ.
(1) عثمان أحمد عثمان: الإسماعيلي (۱۳۳5 ـ ۱4۲۰ هـ) مهندس ووزير، ولد ونشأ في الإسماعيلية، حصل على الشهادة الجامعية (بكالوريوس) في الهندسة، تقلب في المناصب الرسمية والحزبية والإدارية، تولى سنة ۱۳۹۳ هـ وزارة التعمير وبعد عام تولى وزارة الإسكان والتعمير حتى عام ۱۳۹6 هـ، تولى نقابة المهندسين، وأصبح رئيسا لنادي الإسماعيلي الرياضي، ونائباً في مجلس الشعب في الفترة (۱۳۹۹ ـ ۱4۱۰ هـ)، أنشأ وشارك في تأسيس ۱۷۰ شركة ومشروعا على رأسها «شركة المقاولون العرب».
(۲) مجلة الوسط اللندنية، العدد: ۲۱6، الصفحة: 6۳ / التاريخ: ۲۸ / شوال ـ 5 ذي القعدة / 1416 هـ (۱۸ ـ ۲4 / آذار/ ۱۹۹6 م).
(3) نعمات أحمد فؤاد: ولدت في مغاغة بمحافظة المنيا نحو ۱۳4۸ هـ، انتقلت صغيرة إلى حلوان وأكملت دراستها وحصلت على الشهادة الجامعية (بكالوريوس) من كلية الآداب بجامعة القاهرة ثم على الشهادة العالية (ماجستير) سنة ۱۳۷۱ هـ، وبعدها حصلت على الشهادة العليا (الدكتوراه)، من مؤلفاتها: الجمال والحرية الشخصية في أدب العقاد، الإسلام وإنسان العصر، ورسائل إلى ابنتي.
(297)

«قبَّة الإمام الحسين قضية حكم» (1) في مسألة تجديد القبّة وهدمها فأودعت فيه كل الوثائق الرسمية التي تبودلت بين دوائر الوزرات المعنية بهذا الشأن والشكاوي والاعتراضات والمرافعات الدفاعية والكثير من التفاصيل، ويحتوي على 16 عنواناً (2)، وجاء فيما جاء أن العرض المقدم إلى اللجنة الاستشارية بالتكلفة الإجمالية للإعمار والتجديد بالجنيه المصري كالتالي:
ـ ۲۰۰۰۰۰ تكلفة أعمال الهدم والإزالة.
ـ ۲۰۰۰۰۰ أعمال الحفر والردم والخرسانة العادية والمسلّحة للأساسات.
ـ ۲۰۰۰۰۰ أعمال الخرسانة المسلّحة للقبة.
ـ ۲۰۰۰۰۰ أعمال خرسانة العقود وغيرها.
ـ 4۰۰۰۰ أعمال المحراب.
ـ 6۰۰۰۰ تكسية الأرضية بالرخام.
ـ ۲۰۰۰۰۰ أعمال الدهان والزخرفة.
ـ ۱5۰۰۰۰ أعمال التربية والتصميم والإشراف.
ـ ۲۰۰۰۰ أعمال نقل المجاري وغرف التفتيش.
ـ ۲۰۰۰۰۰ أعمال غير منظورة والطوارئ.
والمجموع العام حسب العرض المقدم هو (۱4۷۰۰۰۰) جنيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طُبع في طبعته الأولى بدار المستقبل العربي في القاهرة سنة 1407 هـ (۱۹۸۷ م)، يقع في ۱4۸ صفحة بقياس ۱۷ × ۲4 سم.
(۲) والعناوين كالتالي: (۱) تحليل سياسي بقلم أ.د علي الدين هلال (۲) تحليل هندسي بقلم المهندس المعماري علي نور الدين نصار (۳) تمهيد (4) أرفعوا أيديكم عن مقام الإمام الحسين (5) هل مقام الحسين أثر ديني تاريخي أم صفقة (6) أين الحق في بيانك يا وزير الثقافة (۷) تتار الآثار في قبة الحسين (۸) في ساحة القضاء (۹) تشكيل لجنة فنية استشارية من: جامعة القاهرة ـ جامعة عين شمس ـ جامعة الازهر (۱۰) خطاب إلى اللجنة الاستشارية في محنة تخريب قبة الحسين (۱۱) تقرير اللجنة الاستشارية (۱۲) سحب المشروع من المقاولين العرب (۱۳) الله اكبر رحل المقاولون عن قبة الحسين (14) كيف؟ ولماذا؟ (۱5) مؤشرات من المأساة (۱6) ملاحق.
(298)

وبعد مداولات واعتراضات شديدة سُحب العرض كما ورد في المصدر.
• في سنة 1406 هـ بدأ العمل بالإصلاح والترميم للقبة الحسينية بعد أن تصدَّعت القبَّة القديمة وقد أُزيلت، وحقنت الجدران بآجر بما عرفه العلم الحديث من مواد التقوية والتي انتهت بعد طول معاينات ومناقشات ومقترحات فنية مختلفة إستغرقت أكثر من عام كامل بين هيئات الاختصاص (1).
ويذكر أنَّ الدولة اهتمت بكل هيئات الاختصاص فيها بتجديد هذه القبة المباركة على أحدث الفنون التكنولوجية فحقنت الحيطانُ واستبدلت بالقبة القديمة قبة عظيمة صبتها من معدن خاص لا يقبل الصدأ ولا التغيير، قامت بصنعه الشركات الألمانية بالمواصفات التي طلبت منها، كما قامت بإعادة النقوش والرخام الداخلي على ما كان عليه حفظاً للصورة الأثرية المباركة، وقد شاركت جماعة البهرة بفرش الضريح (الروضة) بأرقى أنواع المرمر الشفَّاف وقد حضر افتتاح الزيارة بالقبة الجديدة وزراء الدولة وكبار علمائها ورجال مجلس الشعب والشورى وقد تحدَّث السيد وزير الأوقاف وقتئذ الدكتور الأحمدي أبو النور (۲) كما تحدث كبار رجال الدولة بينما كان الميدان والطرقات من حول المسجد مليئة بأفراد الشعب من كل الطبقات يُهلِّلون ويُكبِّرون (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقاً مؤكداً حاسماً: ۱۳، مراقد أهل البيت في القاهرة: 55.
(2) الأحمدي أبو النور: هو محمد الأحمدي بن محمد ملكي أبو النور، أستاذ جامعي ووزير سابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، سكن القاهرة مع والده حدثاً سنة 1357 هـ، ودرس في الأزهر وتخرج من كلية أصول الدين سنة ۱۳۷۱ هـ، ثم نال الشهادة العالية (الماجستير) سنة ۱۳۸۸ هـ، وحصل على الشهادة العليا (الدكتوراه) سنة ۱۳۹۰ هـ، تولى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الفترة (1404 ـ 1407 هـ) مارس التدريس في كليات مصر والسودان والسعودية والكويت والأردن، من مؤلفاته: السنة في الأخلاق والعقيدة والسلوك، الجهاد والمرأة في السنة النبوية، وشذرات في علوم السنة.
(3) رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقاً مؤكداً حاسماً: 9.
(299)

ش1229
(132)300

قبة المشهد الحسيني ومئذنته
(300)


ويضيف المصدر: بأنَّ جماعة البهرة أهدوا باباً عظيماً لحجرة المخلفات النبوية مصنوعاً من الذهب والفضة، مرصعاً بفصوص الماس والياقوت ليتشابه مع المقصورة وقد بلغت تكاليف خامات هذا الباب أربعة ملايين من الجنيهات المصرية، أو تزيد وبلغت الفضة المودعة في هذا الباب 350 كيلوغراماً وثلاثون كيلوغراماً من الذهب، بالإضافة إلى تكاليف الصناعة ومصروفات النقل والتركيب (1).
كما أنَّهم صنعوا باباً فضية لغرفة المقتنيات التي في المشهد في قمتها يوجد أطار مستطيل الشكل كتب في وسطه: «لا إله إلا الله محمد رسولُ الله» بينما كتب في محيطاتها الأربعة: ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (۲).
وهذا الباب مصنوع من مصراعين كتب في أعلى المصراع اليمين في سطرين: «الحمد لله الذي بتوفيقه تقرب إلى الله الملك الحق المبين وإلى نبيِّه سيد النبيين وسيد المرسلين محمد المصطفى المجموع إلى ميقات شرافة، ميقات شرف الآخرين والأولين بعمل هذا الباب وهو باب على رحاب غرفة رضية فيها من سكينة ربّنا وممَّا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله بقية».
وجاء في سطرين على أعلى المصراع الأيسر ما يلي: «فتحفُّ بها دائماً زمر الملائكة لأنّها تختزن مخلفات رسول الله المباركة والله عز وجل وفَّق لهذا التقرب إليه عبده وعبد سيد المرسلين، الداعي إليه وإلى أهل بيته الطيبين محمد برهان الدين (3) من بلاد الهند سنة ألف وأربعمائة وست 1406 من الهجرة النبوية وحسبي الله».
والباب مزخرف بالنقوش الهندسية والنباتية الفاخرة (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة: 14.
(۲) سورة الفتح، الآية: ۲۹.
(3) محمد برهان الدين: هو إبن طاهر سيف الدين المولود سنة ۱۳۳۳ هـ، وقد مضت ترجمته.
(4) من مشاهدات فريق دائرة المعارف الحسينية الموفد إلى القاهرة.
(301)

ش1230
(133)

باب حجرة المقتنيات من داخل الروضة الحسينية

ش1231
(134)302 2

المصراع الأيمن
(302)

ش1232
(135)
المصراع الأيسر

ش1233
(136)303 2

غرفة المقتنيات من الداخل (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موقع شبكة الأرشيف العراقي في الدانمارك.
(303)

وأمَّا الضريح فيقع تقريباً وسط الروضة حيث طوله باتجاه الشرق والغرب وعرضه باتجاه الشمال والجنوب وأمَّا مقاساته فالعرض يبلغ 3,68 أمتار والطول يبلغ 4٫۸۰ أمتار، بينما يبلغ ارتفاعه ۳٫40 أمتار، أربعون سنتمتراً منه تعد القاعدة من الرخام الرمادي اللون وهي أعرضُ من الضريح بربع متر من جميع الأطراف.
ومن الجدير ذكره أنَّ جهة العرض تحتوي على ثلاث مشبكات محرابية الشكل وأمَّا الطول فيحتوي على أربعة مشبكات مماثلة، وهي فضية اللون ومعدنية وبالطبع مغلف برقائق الفضة، والضريح بشكل عام مستطيل الشكل مسطح، فوقه وعلى زواياه الأربع أعمدة مضلعة بارزة متناسقة مع جسم الضريح وتمتد من القاعدة إلى الأعلى لتشكل في النهاية صورة مآذن أربع قممها مدببة وترتفع عن سطح الضريح حوالي المتر الواحد وفي أعلاها تشكل مئذنة سداسية الأضلاع عليها وعلى الضريح نقوش هندسية نباتية بارزة، تكتنف أعالي الضريح ثلاث كتيبات حزامية جاء في أعلاها ما يلي بدءاً من الزاوية الشمالية الشرقية: يا الله، يا رب، يا رحمان، يا رحيم، يا مالك، يا محيط، يا قدير، يا عليم، يا حكيم، يا تواب، يا بصير، يا واسع، يا سميع، يا كافي، يا عالم، يا رؤوف، يا شاكر، يا إله، يا واحد، يا غفور، يا حليم، يا قابض، يا باسط، يا حي، يا قيوم، يا عليُّ، يا عظيم، (1) يا باقي، يا ذا الجلال، يا ذا الإكرام، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا قدُّوس، يا سلام، يا مؤمن، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبّار، يا متكبِّر، يا خالق، يا بارئ، يا مصوِّر، يا مبدئ، يا معيد، يا أحد، يا صمد، (2) يا حفيظ، يا قريب، يا قوي، يا مجيد، يا ودود، يا فعال، يا كبير، يا متعال، يا منّان، يا خلاق، يا صادق، يا وهاب، يا باعث، يا كريم، يا حق، يا مبين، يا نور، يا هادي، يا فتاح، يا غافر، يا قابل، يا شديد، يا ذا الطول، يا رزاق، يا ذا القوَّة، يا متين، يا برُّ، يا مقتدر، (3) يا ولي، يا غني، يا حميد، يا قائم، يا وهاب، يا سريع الحساب، يا خبير، يا رقيب، يا حسيب، يا شهيد، يا عفُوُّ، يا مقيت،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إلى هنا انتهى الضلع الشرقي.
(2) إلى هنا انتهى الضلع الجنوبي.
(۳) إلى هنا انتهى الضلع الغربي.
(304)

يا وكيل، يا فاطر، يا قاهر، يا قادر، يا لطيف، يا حاكم، يا محيي، يا مميت، يا نعم المولى، يا نعم النصير (1).
وأما الكتيبة الحزامية الوسطى فقد كُتب فيها بدءاً من الزاوية الشمالية الشرقية. فقد جاءت البسملة مع بداية سورة الصف (۲) حتى منتصف الآية السادسة «برسول» في الجهة الشرقية، وتستمر الكتيبة من بعدها في الجهة الجنوبية لتنتهي بقوله «اليم» من الآية العاشرة، وأما الجهة الغربية فتبدأ بالآية الحادية عشرة لتنتهي بقوله: «ظاهرين» من الآية الرابعة عشرة وبهذا تنتهي سورة الصف، وأما الجهة الشمالية فتحتوي على سورة الكوثر (3) والضحى (4) مع البسملتين.
وأما الكتيبة الحزامية السفلى والثالثة فتبدأ أيضاً من الزاوية الشمالية الشرقية بسورة الطور (5) مع البسملة بقوله تعالى: «تعلمون» من الآية التاسعة عشرة، وأما الجهة الجنوبية فتنتهي بقوله: «السموم» من الآية السابعة والعشرين، أما الجهة الغربية فتنتهي بقوله: «مثقلون» من الآية الأربعين، وأما الجهة الشمالية فتنتهي بقوله: «النجوم» وبانتهائها تنتهي السورة.
ويوجد على زاوية المشبكات الأربعة عشر على يمين المحراب كلمة «سيد الشهداء» وعلى اليسار «الإمام الحسين» وهما في إطارين دائرين بارزين تحفهما نقوش نباتية هندسية.
أما باب الضريح فيقع ضمن المشبك الأخير من الجهة الشرقية عند الزاوية الجنوبية الشرقية، وممّا يختلف به هذا الباب عن المشبكات فإنَّ كلمتي «سيد الشهداء» و«الإمام الحسين» فضية كتلك إلا أنَّ أرضيتهما مذهَّبة، ويوجد في قمة الباب البسملة وفي داخل شكلها المحرابي كتب قوله تعالى: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (6) وتحتها جاء في سطرين ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إلى هنا انتهى الضلع الشمالي.
(2) سورة الصف آياتها: 14، تسلسلها القرآني: 61.
(3) سورة الكوثر آياتها: 3، تسلسلها القرآني: ۱۰۸.
(4) سورة الضحى آياتها: ۱۱، تسلسلها القرآني: ۹۳.
(5) سورة الطور آياتها: 49، تسلسلها القرآني: 5۲.
(6) سورة الأحزاب، الآية: ۲۳.
(305)

يلي: «مقام الإمام الحسين ابن سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين»، «هذا ما تقرَّب به إلى الله الداعي الفاطمي إلى أهل البيت السيد أبو محمد طاهر سيف الدين (1)».

ش1234
(137)
باب الضريح

وتحتها يقع مصراعا الباب المؤدي إلى داخل الضريح وفيه صندوق خشبي أعلاه مقوس من جهة الشمال والجنوب ليكون جهة الغرب والشرق قائماً وفوق قوس جهة الغرب توجد قبة دائرية على شكل الرأس توحي إلى أنَّ الرأس موجود في هذا المكان، ولا يخفى أنَّ ارتفاع الصندوق عن سطح قاعدة الضريح ـ المرتفع عن سطح الروضة بأربعين سنتمتراً ـ يبلغ نحو مترين وأما عرض الصندوق فيقدر بحوالي مترين أما طوله فهو بحدود 2,50 م، ولكن جاء الصندوق بشكل معاكس لوضع الضريح أي أنَّ طوله جاء في جهة عرض الضريح، وهو مغطى بقماش مخملي اخضر اللون وأسوده مطرز بأسلاك ذهبية وعليها كتيبة من أربعة أسطر طرزت على قاعدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) أبو محمد طاهر سيف الدين: هو إبن محمد برهان الدين (۱۳۰5 ـ ۱۳۸5 هـ) الداعي الواحد والخمسون من دعاة الطائفة الإسماعيلية، ولد في الهند وفيها مات، ولي إمامة البهرة سنة ۱۳۳۳ هـ حتى وفاته وخلفه ابنه محمد برهان الدين.
(306)