تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 


• في سنة ۱۱۹۲ هـ توقف الشيخ أحمد الدمنهوري (1) عن التدريس في شهر رمضان من كل عام بسبب وفاته (2).
• في سنة ۱۱۹۷ هـ توقف الشيخ عيسى القهاوي (3) المسؤول عن إضاءة المشهد الحسيني حيث توفي في هذه السنة وذلك يوم الأربعاء 12 جمادى الثانية، وكان يتولى الحفاظ على الأحذية (4) بالمشهد (5).
• في سنة ۱۲۰۰ هـ وبالتحديد يوم السبت 9 شوال أنزلت الكسوة الشريفة من القلعة إلى المشهد الحسيني لترحَّل إلى مكة المكرَّمة كالعادة (6).
• في سنة ۱۲۰۰ هـ زار المشهد الحسيني الوالي العثماني حسن باشا (7) والتقى مع العلماء به (8).
• في سنة ۱۲۰۱ هـ وبالتحديد يوم السبت في الثامن من شهر شوال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) أحمد الدمنهوري: هو إبن عبد المنعم بن يوسف بن صيام المذاهبي المتوفى بالتحديد في ۱۰ رجب، ولد بدمنهور سنة ۱۱۰۱ هـ، قدم القاهرة صغيرا وفيها نشأ ودرس ومات، جلس للتدريس والإفتاء على المذاهب السنية الأربعة، من أساتذته: عبد ربه بن أحمد الديوي، الشهاب الخليفي، وأبو الصفا الشنواني، تولى مشيخة الأزهر بعد رحيل الشيخ محمد بن سالم الحفني (الحفناوي) سنة ۱۱۸۱ هـ.
(2) عجائب الآثار: ۳ / ۳۱.
(3) عيسى القهاوي: هو إبن أحمد، كان سخيا يطعم زائري المشهد الحسيني من الفقراء والمنقطعين، نزل طنطا في آخر ربيع الثاني ولاذ بمقام سيدي أحمد البدوي وفيها مات.
(4) مسؤول مخلع الأحذية.
(5) عجائب الآثار: ۳ / ۱54.
(6) عجائب الآثار: ۳ / ۲۳۳.
(7) حسن باشا: الشهير بحسن باشا الجزايرلي بلابيك (أبو شنب) (۱۱۲۷ ـ ۱۲۰5 هـ) ولد في القفقاس ومات في مدينة شومينو في البلقان، من رجالات الدولة العثمانية، جيء به أسيراً من جورجيا إلى تركيا ونشأ عسكريا، وتولى قيادة ميناء الجزائر في أفريقيا ومنها أخذ لقب «الجزایرلی»، تولى وزارة البحرية، وقام بقمع العصيانات المدنية في عدد من البلدان منها سوريا ومصر، أصبح واليا على مصر في الفترة (1200 ـ 1201 هـ)، ثم واليا على الأناضول، ثم صدراً أعظم سنة ۱۲۰4 هـ، وذهب الى شومینو لقيادة الجيش العثماني بالضد من الجيش الروسي وفيها مات.
(8) عجائب الآثار: ۳ / 571.


(218)


وصلت كسوة الكعبة من مصنعها بالقلعة إلى المشهد الحسيني (1) لتحمل بعدها إلى مكة المكرمة كما هو المعتاد سنويا.
• في سنة ۱۲۰۲ هـ توقف الشيخ حسن الكفراوي (2) عن التدريس في شهر رمضان في المشهد الحسيني بسبب موته (3).
• في سنة ۱۲۰۲ هـ وبالتحديد يوم السبت الثامن من شهر شوال وصلت كسوة الكعبة من القلعة إلى المشهد الحسيني على العادة المتبعة لنقلها من هناك في موكب مهيب إلى مكة المكرمة (4).
• في سنة ۱۲۰۳ هـ وبالتحديد في شهر ربيع الثاني عمل شيخ السادات (5) المولد في المشهد الحسيني واعتنى بذلك ونادوا على الناس بفتح الحوانيت بالليل ووقدوا القناديل من باب زويلة إلى بين القصرين وأحدثوا سيارات وأشاير (6) ومواكب وأحمال قناديل ومشاعل وطبولا واستمر ذلك خمسة عشر يوماً وليلة (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) عجائب الآثار: ۳ / ۳65.
(2) حسن الكفراوي: هو إبن علي الشافعي الأزهري، ولد في كفر الشيخ حجازي في محافظة المحلة الكبرى وتوفي في القاهرة في ۲۰ شعبان، درس الأوليات في مسقط رأسه ثم أكمل الدراسة في القاهرة وذاع صيته في المعقول والمنقول، وتولى التدريس والإفتاء على الشافعية في جامع الأمير محمد بك، من مؤلفاته: إعراب الأجرومية.
(3) عجائب الآثار: ۳ / ۳۷۱.
(4) عجائب الآثار: 3 / 365.
(5) شيخ السادات: هو محمد شيخ السادة الوفائية في مصر، من أساتذة الأزهر وزعيم الطريقة الصوفية الوفائية، تولى سنة ۱۲۱۳ هـ وسنة ۱۲۱4 هـ قيادة لجنة الثورة الأولى والثانية ضد جيش نابليون وأُعتقل مع زوجته في الثانية ونجا من الإعدام لمكانته وخوف نابليون اضطراب الشارع المصري عليه.
(6) الأشاير: جمع إشارة، وهي العلامة.
(7) عجائب الآثار: ۳ / ۳۹5.
(219)


• في سنة ۱۲۰4 هـ توقف تدريس الشيخ سليمان العجيلي (1) بالمشهد الحسيني بسبب وفاته (2).
• في سنة ۱۲۰4 هـ (3) قام أبو الأنوار (4) بفتح باب الجهة البحرية فسجل تاريخها فوقها وهو ذو مصراعين صنع من النحاس المخرَّم بنقوش جميلة وبتواشيح وفي كل مصرع دائرتان كتب في أحدهما: «لا إله الا الله» وفي الأخرى: «محمد رسول الله» وفي الثالثة: «الإمام علي» وفي الرابعة: «الإمام الحسن والحسين» كما يعلو الباب عتبتان كتب على إحداهما بيتان من البسيط:
أنشا عليٌّ أبو الأنوار سيِّدُنا بابا لسبط رسول الله ذي الرَّشَدِ
وحُسْنُ إشْراقِ نُورِ الله أرَّخَهُ (5): بابٌ حَماهُ عظيمُ الجاهِ والمَدَدِ (6)
ويقول المصدر: «إنَّ أبا الأنوار كان له دار بجوار المسجد ولوجودها قبالة الميضاة والمراحيض كان يتضرر من سكانها فعزم على إبطال دورة المياه من تلك الجهة فاشترى دارا قبلي المسجد وأدخل منها جانباً فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) سليمان العجيلي: هو إبن عمر بن منصور الشافعي الشهير بـ «الجمل» ولد بمنية عجيل في محافظة الغربية، ورد القاهرة وفيها درس وتولى تدريس الفقه والحديث والتفسير ومات فيها في 11 / 11 / 1204 هـ، تتلمذ على عدد من المشايخ منهم: محمد بن سالم الحفني، وعطية الأجهوري، من مؤلفاته: فتوحات الوهاب بتوضيح منهج الطلاب، حاشية الجمل على المنهج، وتفسير الفتوحات الإلهية.
(2) عجائب الآثار: ۳ / 417.
(3) جاء في مخلفات الرسول: 49، مؤرخاً بسنة ۱۲۰6 هـ.
(4) أبو الأنوار: وجدت في بعض المصادر أنَّ اسمه علي وآخر محمد أبو الأنوار الوفائي متولي أوقاف المسجد الحسيني، والثاني هو شمس الدين محمد أبو الأنوار إبن عبد الرحمان الشهير بابن عارفين، من علماء القاهرة وأعيانها، من أساتذته: محمد أبو الأشراق إبن وفا، موسى البجيرمي، وأحمد الييجري الملوي، تعرض للاعتقال أثناء الثورة المصرية على الاستعمار الفرنسي (۱۲۱۳ ـ ۱۲۱6 هـ)، توفي سنة 1228 هـ.
(5) ما بعد أرخه يعادل ۱۲۰4، وهو تاريخ بناء الباب، وجاءت المعادلة بالشكل التالي: 5 + 54 + ۱۰۲۰ + 40 + 85 = 1204.
(6) مساجد مصر وأولياؤها الصالحون: ۱ / ۳۸۸، مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 59.
(220)


بمقدار باكية (بائكة) ورفعها درجة ليميِّزَ الحديث من العتيق وجعل بها محراباً وأنشأ فيما بقي من الدار الميضاة والمراحيض وفتح لها باباً من داخل المسجد ولم تمض أيام قلائل حتى أخذت الروائح الكريهة بمن في مسجد من المصلين والزائرين وظهرت بالمسجد أقذار البلل من أرجل الأوباش بقربها منه، فلفظ الناس وشنوا القالة، ولم يحضر في أوقات الصلاة من أتراك خان الخليلي والتجار أحد ثم قاموا قومة واحدة وأغلقوا الباب وأبطلوا تلك الميضاة والمراحيض الحديثة بالقوة ومنعوا الناس من الدخول وساعدهم المتصوفون من أجناسهم، فاضطر أبو الأنوار إلى إعادة الميضاة القديمة كما كانت وجعل الحديثة مربطاً للحمير يستغل أجرته بعد أنْ أزالها ومحا أثرها» (1).
• في سنة ۱۲۰5 هـ توقف تدريس الشيخ عبد الوهاب البوسنوي (2) بالمشهد الحسيني بسبب موته (3).
• في سنة ۱۲۰۷ هـ توقف الشيخ أحمد الخناني (4) عن التدريس بالمشهد بموته، كما كان يقيم صلاة الفجر جماعة بالمشهد (5).
• في سنة ۱۲۰۸ هـ كان الشيخ أحمد الملوي (6) يُدرِّس الصحيح (7) بالمشهد الحسيني (8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۳ عن صفحات من تاريخ مصر ولكني لم أحصل على ذلك فيه، وراجع: عجائب الآثار: ۳ / ۱۲۷۳، نسخة موقع المصطفى.
(2) عبد الوهاب البوسنوي: هو إبن الحسن السري المعروف ببشناق أفندي ولد بالبوسنة، وورد مصر سنة ۱۱6۹ هـ وسكن القاهرة، ثم رحل إلى مكة المكرمة وانتقد أشرافها وأُبعد الى المدينة المنورة ثم فرَّ منها قافلا الى القاهرة وفيها مات مطلع شهر شعبان.
(3) عجائب الآثار: ۳ / 4۸۱.
(4) أحمد الخناني: هو إبن محمد بن جاد الله بن محمد المالكي البرهاني وجده محمد يعرف بابي شوشة، تتلمذ على علماء الأزهر، وتولى قراءة الحديث في المشهد الحسيني خلفاً لأستاذه الشيخ محمد البليدي المتوفى سنة ۱۱۷6 هـ.
(5) عجائب الآثار: ۳ / 56۰.
(6) أحمد الملوي: هو إبن عبد الفتاح (۱۰۸۸ ـ ۱۱۸۱ هـ) وقد مضت ترجمته.
(7) الصحيح: إشارة إلى صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو كلاهما.
(8) عجائب الآثار: ۳ / 5۷۸.
(221)


• قبل سنة ۱۲۰۸ هـ تنازل السيد محمد أفندي البكري (1) عن تولية المشهد الحسيني إلى محمد أبو الأنوار (2) وأرسل إليه بصندوق دفاتر الوقف وكان نظر المشهد ببيتهم مدة طويلة، ولما تولى نظارة المشهد أخذ يحاسب المباشرين وخدمة أضرحة المشهد الحسيني والنفيسي (3) والزينبي (4) وغيرها على الإيرادات والنذور ويحاققهم على الذرات ويهينهم ويضربهم بالجريد المحمص على أرجلهم وفعل ذلك بالسيد بدوي (5) مباشر المشهد الحسيني (6).
• في سنة ۱۲۰۹ هـ توقف الشيخ عبد الرحمان الصفاقسي (7) عن التدريس بالمشهد الحسيني لموته (8).
• في سنة ۱۲۰۹ هـ مات الأمير حسين القادري (9) ونُقل جثمانه بوصية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) محمد أفندي البكري: هو شيخ السادة البكرية ونقيب السادة الأشراف، مات في 18 / 4 / 1208 هـ.
(2) محمد أبو الأنوار: هو إبن عبد الرحمان المعروف بإبن عارفين المتوفى سنة ۱۲۲۸ هـ.
(3) المشهد النفيسي: إشارة إلى مرقد السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور إبن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن الزكي المتوفاة سنة ۲۰۸ هـ.
(4) المشهد الزينبي: إشارة إلى مرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام المتوفاة سنة 62 هـ.
(5) السيد بدوي: هو محمد بدوي بن فتح القباني، من وجهاء القاهرة وأعيانها وصاحب مكانة وكلمة مسموعة لدى الحكم.
(6) عجائب الآثار: ۳ / ۱۲۷۲، نسخة موقع المصطفى.
(7) عبد الرحمان الصفاقسي: هو إبن بكار، ولد في صفاقس بتونس ثم رحل إلى مصر واستقر فيها، تولى مشيخة رواق المغاربة في جامع الأزهر خلفا عن الشيخ عبد الرحمن البناني، وتولاها من بعده الشيخ سالم بن مسعود.
(8) عجائب الآثار: ۳ / 5۹۹.
(9) حسن القادري: هو إبن محمد بن حسين، ويشتهر بـ «درب الشمسي»، تقلد مناصب حكومية عدة، أولها سنة ۱۱6۳ هـ حيث أخذ مكان والده بعد وفاته كاتب القلم في لواء الرماة (وجاق التفكجيان) بمصر، وذاع صيته، نفاه الأمير علي بك المتوفى سنة ۱۱۸۷ هـ إلى الحجاز وبعد سبع سنوات عاد إلى القاهرة لما تولى الحكم الأمير محمد بك المتوفى سنة ۱۱۸۹ هـ، وعلا شأنه.
(222)


منه إلى المشهد الحسيني في موكب يتقدمهم مائة من القادرية وهم يقرأون الصمدية (1) وأوصى لهم بمبلغ من الدراهم (2).
• في سنة 1211 هـ بالتحديد في منتصف شعبان انقطعت خطب الشيخ حسين المنزلاوي (3) عن المشهد الحسيني بسبب موته حيث كان يقيمها في الغالب فيه (4).
• قبل سنة ۱۲۱۳ هـ (5) اعترى مرض الزهري (6) أو السيلان (7) السيد بدوي بن فتيح (8) المباشر لوقف المشهد الحسيني فنذر إنْ شُفي أقام احتفالاً بمولد الامام الحسين عليه السلام فكان أنْ شافاه الله فأوقد في المسجد والقبة القناديل وبعض الشموع ورتب من يقرأ القرآن بالنهار وآخرون يقرأون القرآن بالليل (9) فأصبحت سنة واستحسنها أتباع الصوفية بكل فرقهم (10).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) الصمدية: إشارة إلى الآية الأولى من سورة الإخلاص ﴿قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ﴾ وتكثر قراءتها في حلقات الصوفية مائة ألف مرة، وتُسمّى «العتاقة الكبرى».
(2) عجائب الآثار: 3 / 602.
(3) حسين المنزلاوي: هو إبن عبد الرحمان بن محمد الشافعي، فقيه وأديب وشاعر اشتهر بخطبه، تتلمذ على علماء الأزهر، منهم: محمد الجوهري الصغير، خليل المغربي، وعلي قايتباي، من أشعاره منظومة «عقد الصفا في ذكر ساداتنا بني الوفا».
(4) عجائب الآثار في التراجم والأخبار: ۳ /6۳۳.
(5) حددنا تاريخه بهذه السنة لأنه جاء في سياق الحديث عن قصة القبطان الفرنسي الآتية الذكر وفيها إشارة أن مرض السيد محمد بدوي القباني حصل قبل هذا التاريخ.
(6) الزهري: من الأمراض التناسلية المعدية سبيه جرثومة ـ راجع الموسوعة العربية الميسرة: 1 / ۹۳۱.
(7) السيلان: مرض تناسلي معدٍ يوجب الالتهاب وسببه جرثومة ـ راجع الموسوعة العربية الميسرة: ۱ / ۱۰5۳، وكان المصريون يسمونه آنذاك (مرض الحب الإفرنجي).
(8) بدوي بن فتيح: هو محمد بدوي بن فتيح القباني، من سدنة المشهد الحسيني والمتولين لوقفياته، كان حيا سنة ۱۲۰۷ هـ. راجع: عجائب الآثار: ۳ / 5۷۲.
(9) راجع عجائب الآثار في التراجم والأخبار: 4 / 169 عن دلائل الخيرات للجزولي.
(10) وجاء في العجائب تباعاً لما أورده عن الدلائل أنه التحق بهم من جميع الحارات البعيدة والقديمة وهم يحملون القناديل والجوامع العظيمة التي تحملها الرجال والشموع والطبول ويذكر أن هذه العادة استمرت فلما كان سنة ۱۳۱۲ هـ توقف العمل بها بسبب الاحتلال الفرنسي ولكن سيأتي أنهم بعدها استمروا على ذلك.
(223)


• في سنة ۱۲۱۳ هـ وبالتحديد في يوم الجمعة الثالث من ربيع الثاني زار آغا رومي (1) المشهد الحسيني (2).
• في سنة ۱۲۱۳ هـ وبالتحديد يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني أقاموا المولد بالمشهد الحسيني بعد أن دسُّوا إلى الفرنسيين بالعزم على تركه وكان المعتاد أن يُعمل بالمولد الحسيني بعد إلى النبوي (3).
• في 6 / ۸ / ۱۲۱۳ هـ يوم الأحد نادى القبطان الفرنسي المشرف على حي الحسين بالقاهرة منع غلق المحلات والحوانيت وأمر أهل تلك المنطقة على فتح المحلات والمتاجر في ذكرى مولد الإمام الحسين عليه السلام في تلك المنطقة وما جاورها حيث كانوا قد أغلقوا مَحالَّهم اعتراضاً على احتلال الفرنسيين لمصر، وأعلن بالغرامة عشر فرانك فرنسي على كل من أغلق محله، ووعد بتسمير المحال إن لم تفتح، وعسكر الفرنسي في حي مشهد الحسين وأخذ يعامل أهل الحي بلطف فارتاحوا له، ويذكر أنهم طلبوا منه أنْ يعيد للمولد بهجته ويسمح لهم بان يقيموا في لياليه من التجمع والمهرجان فوافقهم على ذلك وأمر بالمناداة بذلك ففتحت الحوانيت وأُعيد وقود القناديل (4) وكان ذلك يوم الأربعاء في اليوم التاسع من شعبان (5).
• في سنة ۱۲۱۳ هـ وبالتحديد يوم الأربعاء عيد الأضحى العاشر من شهر ذي الحجة مرَّ نصراني من أهل الشام على المشهد الحسيني وهو راكب على حماره فرآه السيد عبد الله ترجمان ضابط الخطة فأمره بالنزول إجلالاً للمشهد على عادة الناس إلا أنه امتنع فانتهزه وقسى عليه فاشتكاه عند فرنسيس ـ الفرنسيون ـ وادعى عليه أنه بسببه ضاع له دراهم وغيرها كما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) آغا رومي: والظاهر أنه رسول الحكومة العثمانية الى نابليون بونابرت يحمل معه رسالة من سليم بن مصطفى الثالث (۱۱۷5 ـ ۱۲۲۲ هـ) يدعوه للخروج بالقوات الفرنسية من مصر.
(2) عجائب الآثار: 4 / ۱۰۲.
(3) عجائب الآثار: 4 / ۱۱5.
(4) راجع عجائب الآثار في التراجم والأخبار: 4 / ۱6۹ ـ ۱۷4.
(5) عجائب الآثار: 4 / ۱۷۰.
(224)


ادعى أنه كان بعيداً عن المشهد وعلى أي حال حكم الضابط الفرنسي لصالحه فسجن عبد الله وغرّم ستة آلاف درهم (1).
• في سنة ۱۲۱۳ هـ عندما رفع الديوان مستوى الضرائب في القاهرة التجأ الناس إلى المشايخ في الجامع الأزهر والمشهد الحسيني فتوسطوا في الأمر فخفض إلى النصف وتساهلوا عليهم في الدفع (2).
• في سنة ۱۲۱۳ هـ في الثالث من شهر ربيع الثاني اجتمع الناس في المشهد الحسيني وهم يلغطون ويخلطون عندما علموا أن نابليون (3) زار شيخ السادات (4) في حي الحسين للاستعلام منه عن رسائل سرية وصلت من الآستانة داعية إلى طرد الفرنسيين، وعندما مرَّ من أمامهم في طريق عودته إلى مقر إقامته قالوا بصوت عال «الفاتحة» (5)، وشخص إليهم وصار يسأل من معه عن إزدحامهم فلطفوا له القول، وقالوا له: إنهم يدعون لك، وذهب إلى اداره وكانت نكتة غريبة، وساعة اتفاقية عجيبة كاد ينشأ منها فتنة (6).
• في سنة ۱۲۱۳ هـ توقف الشيخ عبد الوهاب الشبراوي (7) عن التدريس بالمشهد بسبب استشهاده على يد المحتل الفرنسي (8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) عجائب الآثار: 4 / ۲۳۲.
(2) راجع عجائب الأثار: 4 / ۸۹.
(3) نابليون: هو ابن كارلو وليتشيا بونابرت (Napoléon Bonaparte I)( 1183 ـ ۱۲۳6 هـ)، تولى عرش فرنسا عام ۱۲۱۹ هـ، ويلقب بنابليون الأول، اشتهر في حملة إيطاليا الثانية، قاد حملة على مصر سنة ۱۲۱۲ هـ (۱۷۹۸م)، جلب من فرنسا إلى مصر أول مطبعة عربية، حاول احتلال روسيا إلا أنه عاد منها خائباً، تنازل عن العرش سنة ۱۲۳۰ هـ (1814 م) مُرغما، نُفي إلى ألبا ثم حاول إعادة عرشه فهُزم ونُفي إلى جزيرة هيلانة عام ۱۲۳۰ هـ (۱۸۱5 م) حتى وفاته.
(4) شيخ السادات: هو السيد محمد شيخ السادة الوفائية الحسنية في مصر، وقد مضت ترجمته.
(5) الفاتحة: أي سورة فاتحة الكتاب الكريم (الحمد)، وهذا النداء نوع من أنواع المعارضة والتعريض بالمحتل والدعاء عليه بالشر.
(6) عجائب الآثار: 4 / ۱۰3.
(7) عبد الوهاب الشبراوي: الشافعي المقتول بيد الفرنسيين، درس على علماء عصره من قبيل: عبد الله الشبراوي، عطية الأجهوري، ومحمد الحفني (الحفناوي) وغيرهم، تولى الإفتاء والتدريس وقراءة الحديث في المدرسة الجوهرية بالأزهر والمشهد الحسيني.
(8) عجائب الآثار: 4 / ۲۳۸.
(225)


• في سنة ۱۲۱4 هـ وبالتحديد في الثاني من ربيع الثاني يوم الإثنين قهر الفرنسيون الناس بالعمل لإقامة احتفالات المولد في المشهد الحسيني ونادوا الناس بفتح الحوانيت والسهر ووقود القناديل عشر ليالي وانتهت في الثاني عشر يوم الخميس (1)، حيث كانوا عطَّلوها استنكاراً لاحتلال البلاد.
• في سنة ۱۲۱4 هـ وبالتحديد في شهر شعبان توقف السيد الحسن البدري (2) عن التدريس في المشهد الحسيني بسبب موته حيث كان يقوم بالتدريس بشكل منتظم (3).
• في سنة ۱۲۱5 هـ وفي الخامس من شهر رمضان أودعت كسوة الكعبة (4) بالمسجد الحسيني في مكان خصص لها ثم أُهمل أمرها، ولمّا كان يوم الخميس السابع منه توجَّه قبل الظهر منه بنصف ساعة إلى المسجد الحسيني ليكشف عن الكسوة ليصلح ما أُفسد (5) منها ويقام بإرسالها إلى مكة لتكسى الكعبة على اسم المشيخة الفرنسوية وصدر فرمان بذلك ولكن الناس تجمهروا في المشهد الحسيني فهاب الفرنسيين ذلك ورجعوا من حيث أتوا (6).
• في سنة ۱۲۱5 هـ توفي الشيخ محمد بن أحمد الجوهري (7) وتوقف التدريس بالمشهد الحسيني والذي كان قد تولاه من أخيه الشيخ عبد الفتاح وهو بدوره عن أبيه (8).
• في سنة ۱۲۱6 هـ وبالتحديد يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) عجائب الآثار: 4 / ۲۹4.
(2) حسن البدري: هو إبن علي بن محمد العوضي الحسيني، فقيه وأديب، تتلمذ على علماء عصره وأخذ عن أبيه علم القراءات، له ديوان شعر.
(3) عجائب الآثار: 4 / ۳۸۱.
(4) كان نسجه بيد مصطفى آغا كتخدا الباشا وكملت بمباشرة السيد إسماعيل الشهير بالخشاب.
(5) والظاهر أن الاحتلال الفرنسي لمصر (۱۲۱۳ ـ ۱۲۱۲ هـ) عطَّل موكب الكسوة من القاهرة إلى مكة المكرمة، مما عرَّضها لأضرار.
(6) راجع عجائب الآثار: 4 / 54۲.
(7) محمد بن أحمد الجوهري: هو حفيد حسن بن عبد الكريم الخالدي الشافعي ويعرف بالصغير كما بالجواهري ولد سنة ۱۱5۱ هـ.
(8) عجائب الآثار: 4 / 5۸۷.
(226)


صفر زار الوزير (الصدر الأعظم) (1) يوسف باشا (2) المشهد الحسيني وصلى الجمعة به فكان معه عساكره ومرافقوه (3).
• في سنة ۱۲۱6 هـ وبالتحديد يوم الثلاثاء ثالث شهر ربيع الأول زار حسين باشا القبطان (4) المشهد الحسيني وذبح خمس جواميس (5) وسبعة كبائش (6) لخدمة الضريح تيمُّناً بخروج الفرنسيين، كما وحلَّق تاج المقام الحسيني بأربعة شيلان (7) كشميري، وأخذ قياس المقام ليصنع له ستراً جديداً (8).
• في سنة ۱۲16 هـ وبالتحديد يوم الإثنين تاسع شهر ربيع الأول زار الوزير يوسف باشا المشهد الحسيني (9).
• في سنة ۱۲۱6 هـ وبالتحديد يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني عُمل المولد بالمشهد الحسيني بشكل مهيب (10).
• في سنة ۱۲۱6 هـ وبالتحديد في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) الصدر الأعظم: يعد اليوم بمثابة رئيس الوزراء.
(2) يوسف باشا: الشهير بالمعدنلِّی، سكن حماه وله من العمر خمسة عشر عاما، دخل الجيش وتولى مناصب قيادية عليا وانهزم في الحرب الروسية العثمانية سنة ۱۲۰۳ هـ، كما تولى مسؤوليات عدة حتى أصبح الصدر الأعظم، ثم عزل منها سنة ۱۲۰6 هـ، ثم تمرد على الآستانة عندما كان في الشام وهرب الى القاهرة سنة ۱۲۲۷ هـ ومات سنة ۱۲۳۱ هـ.
(3) عجائب الآثار: 4 / 652.
(4) حسين باشا القبطان: هو أمير الجيوش العثمانية التي قدمت سنة ۱۲۱6 هـ إلى مصر لجلاء القوات الفرنسية، استقرَّ في الاسكندرية وتركها إلى الآستانة في 4 شعبان سنة ۱۲۲۰ هـ، له مذكرات.
(5) الجواميس: جمع جاموس وهو من جنس البقر وغالبه أسود اللون أو رمادي، منه الأهلي والوحشي.
(6) الكبائش: جمع كبش وهو ذكر الغنم.
(7) الشيلان: جمع شال وهو قماش قطني مصبوغ، والشال الكشميري معروف وهو قماش ديباجي مزركش يصنع من أفضل الصوف وربما خلطوا معه الحرير ونسجه ناعم.
(8) عجائب الآثار: 4 / 653.
(9) عجائب الآثار: 4 / 658.
(10) راجع عجائب الآثار: 4 / 6۷۱.
(227)


جمادى الأولى دخل ستة من أعيان الإنكليز المشهد الحسيني بصحبة جماعة من العثمانية للاطلاع على المشهد ولكنهم دخلوه بمداساتهم فتفرجوا وخرجوا (1).
• في سنة ۱۲۱6 هـ وبالتحديد يوم الجمعة تاسع شهر شوال توجَّه إلى المشهد الحسيني محمد باشا (2) وصلى به الجمعة وخلع على الإمام الراتب والخطيب وكبير الخدمة فراوي (3) وفرَّق دراهم كثيرة في طرقه وكان ذلك في موكب جليل للغاية (4).
• في سنة ۱۲۱۷ هـ وبالتحديد في الخامس من شهر ربيع الثاني عُمل المولد الحسيني بالمشهد الحسيني (5).
• في سنة ۱۲۱۸ هـ وبالتحديد في يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ذي الحجة منه زار المشهد الحسيني أحمد باشا خورشيد (6) وصلى الجمعة به (7).
• ةفي سنة ۱۲۱۹ هـ وبالتحديد يوم الثلاثاء غرة شهر جمادى الأولى اقيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) راجع عجائب الآثار: ۳ / 845، نسخة موقع المصطفى.
(2) محمد باشا: الشهير بالصدر الأعظم خسرو محمد باشا (۱۱۹۰ ـ ۱۲۷۱ هـ)، ولد في شمال القفقاس ومات في مدينة تيكيرداغ التركية، قدم إلى تركيا صغيرا وتولى مناصب عدة، وولي مصر في الفترة (13 / 5 /1216 ـ 14 / 1 1218 هـ)، ثم تولى بعدها مسؤوليات عدة منها قيادة البحرية العثمانية ثم تولى الوزارة (الصدر الأعظم) في الفترة (15 / 4 / ۱۲55 ـ ۷ / 4 / ۱۲5۷ هـ) ثم انصرف إلى الشؤون الاجتماعية حتى وفاته.
(3) فراوي: جمع الفرو وهو جلد الحيوان المدبوغ بشعره وله استخدامات مختلفة، ومنه تصنع المعاطف والحقائب والبسط.
(4) عجائب الآثار: 4 / ۸5۱.
(5) عجائب الآثار: 5 / ۲۱۸.
(6) أحمد باشا خورشيد: قائد عثماني، ولي الاسكندرية ثم القاهرة في الفترة (۱۲۱۸ ـ ۱۲۲۰ هـ) ثار عليه نقيب الأشراف عمر مكرم بن حسين السيوطي (۱۱6۳ ـ ۱۲۳۷ هـ) سنة ۱۲۲۰ هـ وتم عزله وحلَّ مكانه الوالي محمد علي باشا، تقلد في المناصب الرسمية وتولى ولاية حلب في الفترة (۱۲۳۰ ـ ۱۲۳4 هـ).
(۷) عجائب الآثار: ۷۰۹
(228)


المولد بالمشهد الحسيني فزار محمد علي باشا (1) المشهد الحسيني (2).
• في سنة ۱۲۲۰ هـ وبالتحديد في يوم الجمعة التاسع من شهر ذي الحجة (يوم عرفة) توجه الباشا محمد علي إلى المشهد الحسيني زائراً كما وصلى الجمعة به وكان في موكب مهيب حيث لم يركب بمثله طيلة أيام ولايته (3).
• في سنة ۱۲۲۱ هـ وبالتحديد في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ربيع الثاني كان مولد المشهد الحسيني المعتاد وحضره محمد علي باشا وزار المشهد ودعاه شيخ السادات (4) وهو الناظر على المشهد والمتقيد لعمل ذلك (5).
• في سنة ۱۲۲5 هـ وبالتحديد يوم الجمعة السادس عشر من رجب صلى الآغا شبرا (6) صلاة الجمعة في المسجد الحسيني وفرَّق المال على الفقراء وخدمة الضريح والمسجد (7).
• في سنة ۱۲۲5 هـ وبالتحديد في يوم الثلاثاء العشرين من شهر رجب حضر شيخ السادات الناظر على أوقاف المشهد في المشهد الحسيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) محمد علي باشا: هو إبن إبراهيم أغا الألباني (۱۱۸۳ ـ ۱۲65 هـ) ولد في مدينة قولة شمال اليونان ومات في القاهرة، تقلد مناصب عسكرية عدة، وجاء الى مصر على رأس كتيبة عسكرية سنة ۱۲15 هـ لإجلاء القوات الفرنسية، تولى ولاية مصر بعد أحمد باشا خورشيد سنة ۱۲۲۰ هـ واستمر فيها حتى ۱۲64 هـ حين أصابه الكبر والنسيان وخلفه من بعده ابنه إبراهيم، ويُعتبر مؤسس المملكة المصرية التي انتهت بانقلاب عام ۱۳۷۲ هـ، دخل في حروب كثيرة داخلية وخارجية.
(2) عجائب الآثار: ۳ / ۹۸۰، نسخة موقع المصطفى.
(3) راجع عجائب الآثار: ۳ / ۱۰36، نسخة موقع المصطفى.
(4) شيخ السادات: هو شمس الدين محمد أبو الأنوار بن عبد الرحمان المتوفى سنة ۱۲۲۸ هـ، وقد مضت ترجمته.
(5) عجائب الأثار: ۳ / ۱۰54، نسخة موقع المصطفى، وهي نسخة سابقة على طبعة المدبولي بتحقيق عبد العزيز جمال الدين والذي من المفترض أن يقع في أوائل الجزء الخامس من هذه الطبعة.
(6) الآغا شبرا: كان من الأحباش السُمر المخصيين، ومن الأعيان المقربين للوالي محمد علي باشا في مدينة شبرا الخيمة الواقعة على نهر النيل في ضواحي القاهرة الكبرى وإليها نسب.
(7) عجائب الآثار: ۳ / ۱۱۸6، نسخة موقع المصطفى.
(229)


بحضور سليمان بك الآغا (1) والشيخ البكري (2) والشيخ الأمير (3) والشيخ المهدي (4) والشيخ الشرقاوي (5) وكان الاغا قد حمل ظرفاً من خشب ففتحه وأخرج منه لوحاً (6) طوله أزيد من ذراع ونصف مكتوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) سليمان بك الآغا: كان من المماليك (الخشداشين) المتنفذين، وكان أخوه إبراهيم بك من الولاة، سكن فترة في صعيد مصر هارباً ثم عاد الى القاهرة 1200 هـ سنة وعاش فيها.
(2) الشيخ البكري: من أعيان القاهرة وأمرائها، وله مشيخة الإسلام في مصر، وكان صاحب حظوة لدى الوالي، وكانت له عضوية في ديوان الحكم المتكون من تسعة أعضاء أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر في الفترة (۱۲۱۲ ـ ۱۲۱5 هـ) لإدارة شؤون مصر، كما تعرض للاعتقال أثناء الثورة.
(3) الشيخ الأمير: كان من الشيوخ المسموعي الكلمة لدى الوالي، كانت له عضوية ديوان الحكم أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر.
(4) الشيخ مهدي: هو محمد المهدي العباسي الكبير المتوفي سنة ۱۲۳۰ هـ، كان من الأقباط أسلم شاباً يافعا على يد إمام الأزهر الشيخ محمد سالم الحفني (۱۱۷۱ ـ ۱۱۸۱ هـ) وأدخله في رعايته وصار من تلامذته النجباء، من خطباء مصر البارزين ومن أساتذة الأزهر، كان صاحب كلمة مسموعة لدى الحكومة، وكانت الأمة ترجع إليه في الأزمات، وكان الفرنسيون يهابونه اثناء احتلالهم للقاهرة وتعرض للاعتقال، تولى نظارة أوقاف الإمام الشافعي، تولى كرسي التدريس من بعده ابنه محمد أمين المهدي العباسي الذي تولى منصب الإفتاء في مصر سنة ۱۲4۷ هـ.
(5) الشيخ الشرقاوي: الشافعي، كان صاحب حظوة لدى الوالي وله كلمة مسموعة وإليه يعود الناس في مشاكلهم مع السلطة، استدعاه نابليون اثناء احتلال القاهرة ووضع على كتفه الشارة الفرنسية لكنه رماها إلى الأرض، تولى رئاسة ديوان الحكم أثناء الاحتلال الفرنسي، كما تعرض للاعتقال أثناء الثورة.
(6) والظاهر أن اللوح فيه تأييد من الآستانة على خطوات محمد علي باشا في عد الجيش والتوجه نحو الحجاز لمحاربة الوهابيين الذي قطعوا طريق الحج للأعوام ۱۲۲۲ ـ ۱۲۲۸ هـ، فقد جاء في موقع الهوية الفلسطيني في الحديث عن بدر الدين: (ففي صيف تلك السنة، وحين كان محمد علي يستعد لحملته على الحجاز لمحاربة الوهابيين، حضر رسول من عند السلطان وعلى يده أوامر وخلعة وسيف وخنجر وغيرها. وقام هذا الرسول بزيارة المشهد الحسيني مع حشد كبير من العلماء والأعيان ورجال الحكم. وفي تلك المناسبة دعا السيد محمد المنزلاوي خطيب المسجد بدعوات للسلطان ولما فرغ دعا أيضاً السيد بدر المقدسي). موقع الهوية الفلسطيني (www.howwiyya.com) من مقالة للكاتب عادل مناع بعنوان «العالم الأزهري بدر الدين بن موسى الوفائي الحسيني» نشرت في 9 / 6 / ۲۰۱۰ م.
(230)


فيه البسملة بخط الثلث مموه بالذهب وهي بخط يد السلطان محمود (1) وتحتها طرة العلامة السلطانية فعلقوه على مقصورة المقام وَقرأوا الفاتحة ودعا السيد محمد المنزلاوي (2) خطيب المسجد بدعوات للسلطان ولما فرغ دعا أيضاً السيد بدر الدين المقدسي (3) ثم خلع على المشايخ خلعاً وفرق ذهباً ثم خرج الجميع (4).
• في سنة ۱۲۲5 هـ وبالتحديد يوم الجمعة السادس عشر من شهر رجب زار سليمان بك الآغا المشهد الحسيني وصلى الجمعة به وفرق على الفقراء أرباع الفنادقة وأعطى خدمة الضريح والمسجد أموالاً (5).
• في سنة ۱۲۲۷ هـ وبالتحديد في شهر رمضان زار الكتخدا الرزاز (6) المشهد الحسيني (7).
• في سنة ۱۲۲۸ هـ وبالتحديد يوم العاشر من ربيع الثاني عملوا مولد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) السلطان محمود: هو محمود الثاني إبن عبد الحميد الأول العثماني (۱۱۹۹ ـ ۱۲55 هـ)، الثلاثون من السلالة العثمانية، ولد في استانبول وفيها مات بالسل، ولي الحكم سنة ۱۲۲۳ هـ خلفاً لمصطفى الرابع إبن عبد الحميد الأول المعدوم في العام نفسه، دخل في حروب داخلية وخارجية وأعاد تنظيم الجيش، وليه عبد المجيد الأول.
(2) محمد المنزلاوي: كان من أساتذة الأزهر وخطيب المشهد الحسيني.
(3) بدر المقدسي: هو بدر الدين بن موسى بن مصطفى الوفائي الحسيني المقدسي المتوفى بعد عام ۱۲۳۳ هـ، مقدسي الأصل وُلد في غزة، ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين عليه السلام، وكان عام ۱۱5۲ هـ قاصراً، سكن القاهرة وبرز فيها وتولى مسؤوليات دينية وسياسية، ساهم في الثورة المصرية ضد الإحتلال الفرنسي وطورد وهاجر الى القدس وتولى مسؤوليات دينية عدة ثم عاد إلى القاهرة، تعرّض للاعتقال من قبل الوالي محمد علي باشا ثم أفرج عنه وانقطع بعدها عن الناس.
(4) راجع عجائب الآثار: ۳ / ۱۱۸6، نسخة موقع المصطفى.
(5) راجع عجائب الآثار: ۳ / ۱۱۸6.
(6) کتخدا الرزاز: هو صالح بن مصطفى عزبان الرزاز، تولى نظارة مهمات الدولة في ذي الحجة سنة ۱۲۲4 هـ خلفاً لمحمد أفندي طبل الودنلي المتوفى سنة ۱۲۲۷ هـ، وجده الأعلى خليل آغا الرزاز تركي الأصل توفي سنة ۱۰4۹ هـ تولى للدولة مسؤولية جمع محصول الأرز في مصر ومنها أخذ لقب الرزاز.
(7) عجائب الآثار: 3 / 1246، نسخة موقع المصطفى.
(231)


المشهد الحسيني المعتاد وتولى تنظيمه السيد المحروقي (1) ثم النظارة على المشهد الحسيني (2).
• في سنة ۱۲۲۸ هـ وبالتحديد في يوم السبت السابع من شهر شوال منه أداروا كسوة الكعبة وكانت مصنوعة من نحو خمس سنوات ومودعة في مكان بالمشهد الحسيني (3).
• في سنة ۱۲۲۸ هـ تولى السيد المحروقي (4) نظارة المشهد الحسيني بدلاً من (محمد أبو الأنوار الوفائي) (5) وكان الفراغ بها لإبن أخيه (6).
• في سنة ۱۲۲۹ هـ وبالتحديد في يوم السبت الحادي عشر من شهر شوال وصلت الكسوة الشريفة من القلعة إلى المشهد الحسيني في جمع غفير من الناس على عادتهم (7).
• في سنة ۱۲۲۹ هـ وبالتحديد في شهر شوال توقف تدريس الشيخ حسين المعروف بابن الكاشف الدمياطي (8) عن التدريس في المشهد الحسيني بسبب موته (9).
• في سنة ۱۲۳۲ هـ وبالتحديد في يوم السبت العاشر من شهر شوال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) السيد المحروقي: هو محمد (أحمد) المحروقي المتوفى بعد عام ۱۲۳۲ هـ، من أعيان مصر ووجهائها ومن السادة الأدارسة، كان إلى جانب نظارة المشهد الحسيني يتولى من قبل الوالي مسؤولية التجارة الخارجية وتنظيم قوافل التجار والتجارة الداخلية ولذلك كان يلقب بـ «شاه بندر التجار».
(2) عجائب الآثار: ۳ / ۱۲55، نسخة موقع المصطفى.
(3) عجائب الآثار: ۳ / ۱۲6۰، والسبب في عدم إرسال الكسوة إلى الكعبة الشريفة هو ظهور الحركة الوهابية ومنع الحجاج من التوجه إلى الحرمين وبخاصة قوافل حجاج الشام ومصر حيث منع الحج من عام ۱۲۲۲ هـ حتى عام ۱۲۲۸ هـ، راجع عجائب الآثار: 5 / ۱۹3.
(4) السيد المحروقي: هو محمد السابق الذكر.
(5) محمد أبو الأنوار الوفائي: وقد مضت ترجمته.
(6) عجائب الآثار: ۳ / ۱۲۸۰.
(7) راجع عجائب الآثار: 3 / ۱۳۰۲.
(8) الدمياطي: المعروف بالرشيدي، درس الأوليات في مسقط رأسه وأكمل في الأزهر، ثم تولى التدريس، من أساتذته الشيخ عبد الله الشرقاوي، تحول من الحنفية إلى الشافعية، قرَّبه الوالي محمد باشا خسرو وجعله إمام الرتبة لجامعه خلال ولايته في مصر للفترة (۱۲۱6 ـ ۱۲۱۸ هـ).
(9) راجع عجائب الآثار: ۳ / ۱۳۰5، نسخة موقع المصطفى.
(232)


شق موكب الكسوة الشريفة الطرقات من القلعة إلى المشهد الحسيني لتحمل إلى مكة المكرمة (1).
• في سنة ۱۲۳۳ هـ وبالتحديد يوم السبت في ۱۳ شوال منها انزلت كسوة الكعبة من القلعة إلى المشهد الحسيني في موكب مهيب على العادة الجارية لتحمل بعدها إلى مكة المكرمة (2).
• في سنة ۱۲66 هـ أنشئت مئذنة عثمانية الطراز (3) في مؤخرة المسجد الحسيني تحمل نصين كتبا بخط السلطان عبد المجيد الأول (4) وهي الآية المباركة: ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ﴾ (5) والآخر هي رواية الرسول صلى الله عليه وآله في حق السبطين: «أحب أهل بيتي إليّ الحسن والحسين» (6)، وبذلك أصبح للمسجد منارتان الأولى هي التي أنشأها أبو القاسم السكري الزرزور سنة 634 هـ المتقدم الذكر والثانية هذه والتي هي أطول من الأولى (7).
• قبل سنة ۱۲۷۰ هـ قام عباس حلمي الأول (8) بشراء الأملاك وهدمها في سبيل توسعة المشهد الحسيني والمسجد إلا أنَّ المنية لم تمهله (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) راجع عجائب الآثار: ۳ / ۱۳۷5، نسخة موقع المصطفى.
(2) راجع عجائب الآثار: ۳ / ۱۳۷5، نسخة موقع المصطفى.
(3) هذا النوع من المآذن انتشر في عهد محمد علي باشا (۱۱۸۳ ـ ۱۲65 هـ) ويتميز بصغر قطر بدنها وشكلها الرفيع المرتفع والمدبب في قمته.
(4) عبد المجيد الأول: هو إبن محمود الثاني (۱۲۳۸ ـ ۱۲۷۷ هـ)، الواحد والثلاثون من آل عثمان، ولي عن أبيه المتوفى سنة ۱۲55 هـ، ووليه من بعده أخوه عبد العزيز الأول المتوفى سنة ۱۲۹۳ هـ، استحدث منصب الباب العالي (رئاسة مجلس الوزراء) وقلَّل من دور مشيخة الإسلام.
(5) سورة الأنعام، الآية: 90.
(6) التاريخ الكبير: 4 / ۳۷۸ ح ۳۳۸۸، كنز العمال: 12 / ۱۱6 ح 34265.
(7) راجع المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۷.
(8) عباس حلمي: هو ابن طرسون بن محمد علي باشا (۱۲۲۸ ـ ۱۲۷۰ هـ) ولد في جدة وقتل في القاهرة، ويعد ثالث الولاة من أسرة محمد علي باشا، نشأ في مصر، وتولى ولاية مصر أواخر سنة ۱۲64 هـ بعد وفاة عمه إبراهيم بن محمد علي باشا، وكان شديد الكره على الأُوروبيين، وفي أيامه أُنشئت المدرسة الحربية في العباسية في القاهرة.
(9) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۹.
(233)


• في سنة ۱۲۷۹ هـ زار الخديوي إسماعيل (1) المشهد الحسيني وأمر بتجديد المسجد الحسيني وتوسيعه فبدئ العمل بذلك سنة ۱۲۸۰ هـ (2) وم سنة ۱۲۹۰ هـ فيما عدا المئذنة التي كمل بناؤها عام ۱۲۹5 هـ (3) ويذكر أنَّ هذا التجديد كان بأمر السلطان عبد العزيز (4) العثماني (5) بعد زيارته لمصر وما رآه من إقبال الناس وتعظيمهم له، وذلك بإشراف راتب باشا (6)، وكان من جملة ما قام به فتح شارع السكة الجديدة ولم تشمل أعمال التجديدات الروضة ولقد استقدم الخديوي إسماعيل الأعمدة الرخامية من استانبول كما نُقل إلى المشهد منبرٌ خشبيٌ رائع الصنع مطليٌّ بالذهب وذلك من جامع أزبك (7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) الخديوي إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن محمد علي باشا (۱۲45 ـ ۱۳۱۲ هـ) الخامس من أسرة محمد علي باشا، ولد في القاهرة ودرس في باريس، ولي الحكم عن عمه محمد سعيد المتوفى سنة ۱۲۷۹، ووليه إبنه محمد توفيق المتوفى سنة ۱۳۰۹ هـ، أوجد إصلاحات إدارية في مفاصل الدولة، وفي عهده انتهى فتح قناة السويس، خلعته بريطانيا سنة ۱۲۹6 هـ ونفي إلى نابولي في إيطاليا ثم استقر في استانبول وفيها مات.
(2) راجع المساجد في الإسلام: 114.
(3) المسجد النبوي ومزارات أهل البيت: 74.
(4) هناك من أنكر أن تكون إصلاحات الخديوي إسماعيل كانت من قبل السلطان عبد العزيز الأول.
(5) عبد العزيز: هو إبن محمود الثاني (۱۲45 ـ ۱۲۹۳ هـ) ولد في استانبول وفيها مات، الثاني والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية حكم بعد أخيه عبد المجيد الأول سنة ۱۲۷۷ هـ وخلع عام وفاته ووليه من بعده ابن أخيه محمد مراد الخامس ابن عبد المجيد الأول المتوفى سنة ۱۳۲۲ هـ.
(6) راتب باشا: هو أبو بكر راتب باشا (۱۲۱۷ ـ ۱۲۹5 هـ) ولد في القاهرة ومات في الإسكندرية، تولى مسؤوليات عدة، ولي إدارة جزيرة كريت لمدة سبعة عشر عاماً حتى عام ۱۲6۱ هـ، أصبح محافظا لمدينة الاسكندرية سنة ۱۲۷۰ هـ أصبح ناظراً للأوقاف المصرية سنة ۱۲۷۹ هـ، وأصبح عضوا في مجلس شورى الدولة ثم رئيسا للمجلس، بذل أمواله على الخيرات وبناء المؤسسات منها وقفية صرف الخبز على 34 مقراً لأهل البيت.
(7) جامع أزبك كان يقع في ميدان الأوبرا في حي الأزبكية في القاهرة بناه أمير الجيوش المصرية سيف الدين أزبك بن ططخ الأتابكي الظاهري (ت 904 هـ) سنة ۸۸۲ هـ وإليه نُسب، وكان يقف على أعمدة رخامية ومئذنته من طابقين، وظل قائما حتى الاحتلال الفرنسي لمصر (۱۲۱۳ ـ ۱۲۱6 هـ) حيث تحول الى متجر كبير، وفي عام ۱۲۸5 هـ انتهى وجوده كلياً.
(234)


وبقي مائلاً إلى اليوم (1).
ويذكر أن هذه التجديدات قد كلَّفت ۷۹ ألف جنيه تحملتها الأوقاف وتبرعات الأغنياء من أجل ذلك الغرض الجليل، وتلك الأعمال زادت من صحن الجامع وأصبح يشتمل على 44 عموداً فيها بوائك يعلوها سقف خشبي مزخرف بالرسوم والألوان المتنوعة الدقيقة. وبوسطه مناور مسقوفة

ش1194
(97)235
مئذنة المسجد الحسيني الثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) أي في حياة مؤلف الخطط التوفيقية، علي باشا بن مبارك بن سليمان الروجي (1239 ـ 1311 هـ)، والمنبر القائم اليوم في المسجد الحسيني تم صنعه سنة ۱۳۸۷ هـ، وسنأتي على تفاصيله.
(235)

وبمؤخرة المسجد وضعت دكة المبلّغ. ووجد للمسجد أربعة أبواب كلها من الرخام الأبيض تقع ثلاثة منها بناحية خان الخليلي أما الرابع فيقع بجوار الروضة وهو الباب الأخضر وأُنشئ بالجدران ثلاثون شباكاً ذات الحجم المتسع صنعت من النحاس المطلي بالذهب تعلوها شبابيك أخرى أصغر حجماً ذات دوائر رخامية (1).
• في سنة ۱۲۹۲ هـ صنع للمشهد الحسيني ستائر مزركشة (2).
• في سنة ۱۲۹5 هـ فُرِش المشهد الحسيني بالفرش النفيسة ونُوِّر بالشموع والزيوت الطيبة في قناديل البلَّور، واستخدم عدد من البوابين والفراشين والمنظفين والخدم للإضاءة والسقاية، وحدَّدوا له المؤذنين والمبلغين وأئمة الجماعة وأوقفوا عليه أوقافاً جمَّةً يبلغ إيرادها نحو الألف جنيه شهرياً (3). يقول علي مبارك (4) ناقداً ما تمَّ من الإعمار من قبل وزير الأوقاف راتب باشا حيث لم يجدها من الناحية الهندسية والعمرانية بالمستوى المطلوب حيث يقول: «ندبني لعمل رسم للجامع يكون به وافياً بمقصده الحسن فبذلت الهمة في ذلك وعملت له الرسم اللائق بعظم شأنه بحيث لو وضع عليه لكان مبرأ للعيوب مع الاتساع العظيم داخلاً وخارجاً إذ جعلته منفصلاً من كل جهة من المساكن بشوارع وميادين رحيبة وجعلت شكله قائم الزوايا وجعلت حده الأيمن بحذاء جدار القبة الأيسر بالنسبة للمصلي فيها بحيث يكون الجدار واحداً، وحدّه الأيسر نهاية الحد الأيمن للصحن الذي به الحنفية الآن ويصير هذا الصحن من ضمن الجامع، وحده الذي به المحراب والمنبر يكون بحذاء جدار الروضتين الذي به محرابها بحيث يكون الدار الأيمن أعني في محل الإيوان القديم بجوار عمارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) المسجد النبوي ومزارات أهل البيت: ۷5 عن الخطط التوفيقية الجديدة: ۱ / ۸۸.
(2) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷5.
(3) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷5 عن الخطط الجديدة: 1 / ۸۹.
(4) علي مبارك: هو علي بن مبارك بن سليمان الروجي (۱۲۳۹ ـ ۱۳۱۱ هـ)، الشهير بـ «علي باشا مبارك» ولد في قرية برنبال ـ الدقهلية بمصر ـ وتوفي بالقاهرة رحل للعلم إلى فرنسا وتركيا وتولى مناصب مختلفة ونصب ناظراً للأوقاف المصرية والمعارف أيضاً وعين وزيراً ثم استقال، انشأ المدارس وألف المؤلفات منها: نخبة الفكر، تذكره المهندسين، وتقريب الهندسة.
(236)


الناني وتكون عن يمين ذلك المطهرة والأخلية (1) والساقية بحيث يؤخذ لها بعض من عمارة العناني فيكون الجامع آمناً من انعكاس روائح الأخلية إليه ما هو الشأن في وضع الأخلية، وفي هذا الرسم صار الضريح الشريف خارجاً من الجامع في الزاوية التي عن يمين المحراب، داخل في الصحن من جهته اليسرى وجُعلت للضريح باب إلى الجامع وباب إلى الصحن وباب إلى شارع الباب الأخضر لزيارة النساء، وجعلت سعة الشارع في غربيةٍ وشرقيةٍ نحو ثلاثين متراً وفي بحريةٍ نحو أربعين» (2).
وأضاف مبارك قائلاً: «إنَّ راتب باشا بنى الجامع غير قائم الزوايا فإنَّ ضلعه الأيمن قصير عن ضلعه الأيسر وكذا الضلعان الآخران غير متساويين بحيث أوجب ذلك وضع الأساطين منحرفة بحيث لو وافقتها صفوف المصلين كما هي العادة لانحرفوا عن القبلة ولو سامتوا القبلة كما هو المطلوب لقطعوا صفوف الأساطين، وصار الجامع على سعته وارتفاعه غير مستوف لحقه من النور والهواء لسوء رسم الأبواب والشبابيك وعدم أخذها حقها من الارتفاع والاتساع مع قلتها وقلة الملاقف» (3).
وقيل إنَّ هذه الانجازات بدأت في سنة ۱۲۸۲ هـ وانتهت في سنة ۱۲۹۰ هـ (4) ويذكر أيضاً أن الزائر لمشهد الحسين عليه السلام كان ينزل بعدد من السلالم للوصول إلى الضريح فأنشأ المهندسون في توسعة السلطان عبد العزيز (5) سقفاً عظيماً على مستوى أرض المسجد فوق مدفن الرأس فتكونت فوقه غرفة وُضعت فيها مقصورة صغرى، وبعض التحف القيمة على سبيل التذكار ونقلت المقصورة الخشبيَّة الكبرى إلى أعلى.
ولا يخفى أن هذه المقصورة الخشبية نُقلت إلى مشهد السيدة رقية (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) الأخلية: جمع الخلاء وهي المراحيض أي مكان التخلية.
(2) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷6 عن الخطط الجديدة: 1 / ۸۹.
(3) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۷ عن الخطط الجديدة: ۱ / ۹۰.
(4) بعض المقالات والتي لا يمكن الاعتماد عليها.
(5) السلطان عبد العزيز: هو إبن محمود الثاني العثماني (۱۲45 ـ ۱۲۹۳ هـ) وقد مضت ترجمته.
(6) في المصدر ذكر بأنها ابنة الإمام الرضا عليه السلام، والبعض يَنسبها إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ويقع المشهد في منطقة الأشراف بالقاهرة بين مشهدي السيدة نفيسة والسيدة سكينة.
(237)

<