تاريخ المراقد  الحسين وأهل بيته وأنصاره  (الجزء الخامس)

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الخامس)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

الشريف، ثم دفنوا جثمان نجله علي بن الحسين عند رجليه، والعباس على جانب الفرات، وسائر الشهداء حفروا حفرة فدفنوهم بها، وقامت قبيلة الحر بن يزيد الرياحي بدفنه في المكان الذي استشهد فيه، ولا يعرف قبر الشهداء بالتحديد، ولكن لا شك أن الحائر محيط بقبروهم، ومعظمهم دفنوا عند رجل الأمام الحسين عليه السلام وأقربهم إليه هو علي بن الحسين عليه السلام، وكان بنو أسد يفتخرون على سائر العرب بأنهم صلوا على الحسين عليه السلام وـ تولوا ـ دفنه وأصحابه»(1).
ويذكر الشيخ النوري(2) في مرقد الحر بن يزيد الرياحي: ليس لدينا غير السيرة المتواترة من الشيعة على أن قبره في هذه المنقطة، وكتب المقاتل والأخبار والزيارات خالية من التحديد غير ما ورد في ورد الدروس للشيهد الأول، وهذا الضريح منه يدل على أنه قبر هناك كان معروفاً في عصره ومعتبراً عنده، وهذا المقدار كاف لتحديد مكان قبره، وأما سائر ما يقال عن أسباب دفنه لا دليل على صحته»(3). وما ورد في بعض المؤلفات: لما فرغ الأسديون من دفن الأجساد في كربلاء قال لهم الإمام زين العابدين عليه السلام: هلموا لنواري جثة الحر الرياحي، فمشى وهم خلفه حتى وقف عليه فقال: أما أنت فقد قبل الله توبتك وزاد في سعادتك ببذلك نفسك أمام ابن رسول الله»(4) فقد سبق الحديث عنه في بيان مرقد حبيب ابن مظاهر الأسدي.

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) كامل البهائي:2/287، والنص مترجم من الفارسية.
(2) النوري: هو حسين بن محمد تقي بن علي محمد الطبرسي (1254ـ1320هـ) ولد في قرية يالو من قرى نرو في طبرستان، سكن طهران والنجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وتوفي في النجف، من أعلام الإمامية، ومن مؤلفاته: مستدرك وسائل الشيعة، نفس الرحمن، وفصل الخطاب.
(3) اللؤلؤة والمرجان: 99، النص مترجم من الفارسية.
(4) موسوعة كربلاء: 2/287.

(190)

القرن الثامن
(6/9/1301ــ 12/9/1398م)

• في سنة 740هـ زار الرحالة حمد الله المستوفي(1) مرقد الحر الرياحي وذلك عندما زار قبر الإمام الحسين عليه السلام حيث يقول:«وإن قبر الحر بن يزيد الرياحي كان أول من سقط من الشهداء في معركة كربلاء دفاعاً عن الحسين كان موجوداً في تلك الفترة»(2)، حيث يقول المستوفي:« في ظاهر كربلاء قبر الحر بن يزيد الرياحي وحكايته مشهورة»(3).
ويظهر من كلامه أن مرقده رضوان الله عليه كان مميزاً، ويزروه الناس.
وقد ورد في موسوعة الإسلامية:« بإن حمد الله المستوفي في حدود سنة 727هـ قام بتوسيع محيط مدينة كربلاء (2400) خطوة، وعثر على قبر الحر بن يزيد الرياحي، وكان أول قبر لواحد من أصحاب الإمام الحسين شيد في كربلاء»(4). ولم نعثر على مصدر كلامه هذا.
ويظهر في كلامه أن مرقده رضوان الله عليه كان مميزاً، ويزروه الناس.
• في سنة 784هـ كان مرقده مزاراً معروفاً حيث يذكر الشهيد الأول استجاب زيارته، كما سبق وأشرنا الى ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حمد الله المستوفي: هو أحمد بن أبي بكر بن نصر القزويني، ينتهي نسبه الى الحر ابن يزيد الرياحي والذي نحن بصدد ذكره (680ـ750م)، ولد وتوفي في قزوين، مؤرخ، رحالة، أديب، مؤلف، له: نزهة القلوب، ظفر نامة، جامع التواريخ.
(2) موسوعة العتبات المقدسة ـ قسم كربلاء: 262 عن دائرة المعارف الإسلامية:17.
(3) مشاهدة العترة الطاهر: 187.
(4) دراسات حول كربلاء ودروها الحضاري: 140عن ENCYCIOP

(191)

(191)

القرن العاشر
(21/9/1495ــ 7/10/1592م)

• في سنة 914هـ(1) زارالسلطان إسماعيل الصفوي العراق وتوجه نحو مرقد الحرالرياحي حيث سمع بعض الناس الطعن عليه ـ لأنه جاء وصد الإمام الحسين عليه السلام عن السير الى كربلاء، ولم تثبت توبته ـ، فأتى السلطان الصفوي الى قبر الحر الرياحي وأمر بنبشه، فرأوه نائماً كهيئة لما قتل(2) وعلى رأسه عصابة مشدودة، فأراد السلطان أخذ تلك العصابة للتبرك.

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموافق لعام:1505م.
(2) لا يتسغرب بقاؤه على حالته وعدم تبعثره واستحالته الى تراب لأن هناك أعمالاً وردت في الشريعة الإسلامية من قام بها يبقى جسده على حاله، منها على سبيل المثال لا الحصرالألتزام بالاغتسال الجمعة، وهنا نود ذكر حدث تاريخي نشرته جريدة كيهان الإيرانية في عددها 9319 والمؤرخ بيوم الخميس 3/ مرداد/ 1353ش الموافق لـ 25/7/1974م والمطابق مع 5/ رجب/1394هـ ما ترجمته:« دخل عدد من اللصوص في منتصف الليل الى ضريح السيدة حياة ـ وهي إحدى السيدات المشهروات في صدر الاسلام ـ في مقبرة مدينة فهرج ـ من توابع مدينة يزد الإيرانية ـ وفتحوها عنوة، ثم حفروا القبر لسرقة المجورهرات والأشياء الثمينة التي كانت مدفونة مع جسدها، ولما وصلوا الى الجثة وجدوها طرية وكناها قد دفنت بالأمس، فأصابهم الذعر، وعلم الناس بالأمر فتجمهورا لمشاهدة هذه الظاهرة العجيبة، ثم علمت دائرة الآثار في مدينة يزد فجاء الخبراء، وبعد دراسة وتمحيص أبدوا صحة بقاء الجسد سالماً» ومدينة فهرج تقع على بعد 30كيلومتراً من مدينة يزد المشهورة بمعالمها التاريخية، ومنها هذه المقبرة المسماة بمقبرة الشهداء، ولا يخفى أن السيدة حياة قاتلت مع جيش المسلمين ضد اليهود والزرادشتية (المجوس) أثناء الفتح الإسلامي لبلاد فارس وذلك في القرن الأول الهجري، وجاء في البداية النهاية:4/43، روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري:« إنه ملا أجرى معاوية بن أبي سفيان العين عند قتلى أحد بعد أربعين سنة، استصرخنا إليهم فأتيناهم فأخرجناهم، فأصابت المسحاة قدم حمزة فانبعث دماً»، وقد قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون) [آل عمران:169].

(193)
بها، حيث يذكر المؤرخون بأن هذه العصابة كانت منديل الإمام الحسين عليه السلام شد به رأس الحر لما أصيب في واقعة الطف، حيث دفن الحر مع تلك العصابة، فلما حلوا العصابة من رأسه جرى الدم منه، وكلما حاولوا معالجة الأمر فلم ينقطع الدم إلا بشد العصابة(1) ثانية على رأسه، فأعادوها، وهناك تبين للسلطان حسن حال الحر الرياحي، فبنى على قبره بناء جليلاً وعين له خادماً يخدم قبره(2)، وقد أخذ السلطان قطعة صغيرة من المناديل للتبرك(3)، ولم يذكر عن تفاصيل هذ البناء إلا قولهم بأنه بنى على مرقده قبة وجعل لها صحناً(4) ويعد هذا أول بناء فخم للمرقد.

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وجاء في القصص العجيبة: 157 أن العصابة كانت حمراء اللون.
(2) راجع الأنوار النعمانية:3/266، ونقل عنه تنقيح المقال:1/260 ونفس المهموم:116وغيرها.
(3) تاريخچة كربلاء:145.
(4) تراث كربلاء: 115، ويذكر أن تلك القطعة موجودة في اصبهان عند أبناء السلطان يتوارثونها، وقد وجدوا منها بعض الكرامات والبركات ـ راجع القول السديد: 142.

(194)

القرن الثالث عشر
(24/10/1786ــ1/11/1883م)

• قبل عام 1220هـ(1) يذكر الخطيب الموصلي(2):«إن مرقد الحر الشهيد خارج بلدة الحسين، عليه قبة، وله مقام مشهرو يزار»(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إنما حدد بهذا التاريخ لأنه فرغ من كتابه غاية المرام الذي ذكر فيه مرقد الحر الرياحي بتاريخ 21/شعبان/1220هـ.
(2) الخطيب الموصلي: هو ياسين بن خيرالله بن محمود بن موسى (1157ـ1232هـ) ولد في الموصل ونشأ بها ودرس وفيها وأخذ بعدها يشتغل بالكتابة المطالعة، أكثر مؤلفاته في السير والتاريخ والتراجم، منها: الروضة الفيحاء في تواريخ النساء، قرة العين في تراجم الحسن والحسين، وعمدة البيان في تاصريف الزمان.
(3) غاية المرام: 33.

(195)

(196)

القرن الرابع عشر
(2/11/1883ـ8/11/1980م)

• في 14/1/1325هـ(1) قام الحاج حسين خان شجاع السلطان(2) بتعميرمرقد الحر الرياحي حيث أثبت على رخامه المرقد العبارة التالية:« قد عمر هذا المكان بهمة آقا حسين خان شجاع السلطان في 14محرم سنة 1325هجرية»(3)، وفي هذه التعميرات كتبت على الباب الرئيسي للصحن أبيات من الشعر تنسب الى الإمام الحسين عليه السلام من الوافر:

لنعم الحر حر بني رياح صبور عند مشتبك الرماح
ونعم الحر إذ وسى حسينا وفاز بالهداية والفـــــــلاح
ونعم الحر في رهج المنايا إذ الأبطال تخطر بالصفاح
ونعم الحر إذ نادى حسيناً فجاد بنفسه عند الصبــــاح
فيا ربي أضفه في جنان وزوجه مع الحور المـــلاح
سيجزى في المعاد جنان خلد مع الحور الخرائد والصباح
لقد فاز الأولى نصروا حسيناً وخاب الأخسرون بنو السفاح(4)

• في سنة 1330هـ، قام السيد عبدالحسين آل طعمة(5) بتعمير مرقد

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموافق لـ 27/2/1907م.
(2) حسين خان شجاع السلطان الهمداني: كان من أعيان ورجالات إيران في القرن الرابع عشر الهجري، أصله من همدان، ولعله كان من سكنة طهران.
(3) العرق قديماً وحديثاً:128.
(4) راجع ديوان الإمام الحسين عليه السلام الجزء الثاني من (دائرة المعارف الحسينية)، ونقلها بعضهم بيتاً واحداً، ولكن الأكثر نقلوها خمسة أبيات، وما موجود على الباب هو بعض هذه الأبيات.
(5) عبدالحسين آل طعمة: هو ابن علي بن جواد الفائزي (1299ـ1380هـ)، من أعيان كربلاء، لعب دوراً مهماً في رسم سياسة مدينته، كانت له خزانة كتب ضخمة، من مؤلفاته: بطون قريش، قريش في التاريخ، أديان العرب في الجاهلية.

(197)

الحُر، حيث جاءت على جانبي الإيوان الذي يؤدي الى داخل مرقده الشريف، كتيبتان، على اليمين كتب فيها:«تعمير الإيوان بسعي الحاج السيد عبد الحسين كليدار حضرة سيد الشهداء سنة 1330هـ»، وعلى اليسار جاءت الكتيبة التالية:«عد عمر هذا المكان بهمة آغا حسين خان شجاع السلطان الهمداني دام ظله الفاني سنة 1330هـ»(2). ويظهر من العبارتين أن الإيوان أضيف الى المرقد في هذه السنة بهمة سادن الروضة الحسينية والمتبرع هو حسين خان، بالإضافة الى تعميرات سنة 1325هـ.
وقد كتب على الباب الرئيسي للصحن هذا البيت لرؤوف الغزالي(3) من الهزج:

ش779
(1)198

الإيوان والكتيبة الفوقانية والسقف المزخرف بالمرايا

ـــــــــــــــــــــــ
(1) سنة 1330: لعله تصحيف، حيث سبق وذكرنا بأن تعميره كان في سنة 1325هـ، وربما أضيف عليه في هذه السنة شيء آخر.
(2) تراث كربلاء:115.
(3) رؤوف الغزالي: شاعر مغمور في القرن الرابع عشر الهجري، من أهالي بغداد.

(198)

باب الحُر قد لذنا جميعا نسيل الدمع حزناً للرياحي(1)
• في سنة 1357هـ، قامت وزارة الأوقاف ببناء الإيوان الغربي (الرئيسي) وإكسائه بالقاشاني الكربلائي، وجاءت في الكتيبة الفوقانية المحيطة بالإيوان المصلاصق للسقف سورة الحجرات(2) من البسملة حتى التصديقة.
وأما الكتيبة التحتانية وهي أسفل بمترين تقريباً، فقد جاءت في الجهة الجنوبية من قوس المدخل الى الروضة «بسم الله الرحمن الرحيم، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ـ الى قوله: ـ وأتقوا

ش780
(2)

الجهة الجنوبية للإيوان وتظهر فيها الكتيبة التحتانية

ـــــــــــــــــــــــ
(1) مزارات أهل البيت وتأريخها: 86.
(2) سورة الحجرات: هي التاسعة والأربعون وعدد آياتها ثماني عشرة آية أولها:( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله...) وآخرها:( والله بصير بما تعملون).

(199)
أجر عظيم)(1)، وتستمر الكتيبة لتواكب الجدار الى جهة الجنوب نحو الشرق.
وأما من الجهة الشمالية فقد جاء ما يلي: «.................» وذلك على نسق الكتيبة الأخرى.
وجاء في الطرف الجنوبي للقوس: «قامت وزارة الاوقاف بتعميرمرقد الحر الشهيد سنة 1357هـ»، وأما في الطرف الشمالي للقوس فالكتابة لم تكنواضحة، ولعله ذكر فيها اسم بعض المسؤولين، وقد تعمدو محوه بعد أن حكم العراق النظام الجمهوري.
كما جاءت كتيبة على باب الروضة في أربعة أسطر على قاعدة بيضاء من القاشاني هي الزايرة التالية.
1ـ بسم الله الرحمن الرحيم.
2ـ السلام عليك أيها الولي الصالح، المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين ولفاطمة والحسن والحسين، الغريب.
3ـ المواسي، أشهد أنك حاهدت في سبيل الله، ونصرت الحسين أبن بنت رسول الله، وواسيت بنفسك.
4ـ وبذلت مهجتك، فعليك من الله السلام التام، السلام عليك يا حُر بن يزيد الرياحي ورحمة الله وبركاته.
ويظهر من نوع القاشاني والنقشة المستخدمة أنها كانت موجودة قبل هذا التاريخ لقدمها، فأعيدت الى مكانها بعد تعمير الإيوان.
ومن الجدير ذكره أن الإيوان مزين بالمرايا المصنوعة على أشكال هندسية، ويعتمد السقف بالإضافة الى الطرفين الشمالي والجنوبي على
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران، الآيات: 169ـ 172.
(200)

جسرين يمتدان من الغرب الى الشرق، مما شكلا قاطعاً هندسياً في السقف.
والأيوان مبني على ستة أعمد تشكل في الوسط أمام باب الروضة قوساً كبيراً، وعلى جانبيه أربعة أٌقواس كلها مكسية بالقاشاني، ويفصل الإيوان عن الصحن بمحجر حديدي مرتفع، كما أن الإيوان أعلى مستوى من سطح أرض الصحن بمقدار درج واحد يقدر بـ 15سنتيمتراً.

ش781
(3)

صورة من كتيبة الزيارة التي تعلو باب الدخول الى الروضة

وفي الأيوان ثلاثة أبواب، كما هو الحال في الإيوان الحسيني، فالباب الأوسط يدخل الى الروضة مباشرة، أما البابان فيدخل أحدهما الى الرواق الشمالي والآخر الى الرواق الجنوبي.
ويقع على جانبي الإيوان مخلعان، وهذان المخلعان في الحقيقة يضيفان على مساحة الإيوان طولاً ومن خلالهما يتم الدخول الى الإيوان

(201)

ومن ثم الى الروضة، وخلفهما يقع إيوانان آخران، أحدهما باتجاه الجنوب (القبلة) والآخر باتجاه الشمال، إلا أن هذي الإيوانين لا يؤديان الى

ش782
(4)

الإيوان الرئيسي للروضة ويمكن مشاهدة الأبواب الثلاثة

(202)

الروضة، وقد أضيفا في التسعينيات الهجرية من القرن الماضي أو في أوائل القرن الحالي.
ومن جهة أخرى فإن الإيوان الشرقي الرئيسي مكسو من الأسفل بمقدار مترين بالرخام الإيطالي الرمادي اللون والمعرق، وما فوقه مكسو بالقاشاني الكربلائي.

ش783
(5)

الإيوان الرئيسي للروضة ويمكن ملاحظة الرخام والقاشاني المستخدم

ومن الجدير ذكره أن الباب الذي يؤدي الى الروضة والآخرين اللذين يؤديان الى الرواقين مصنوعان من الخشب الصاج المحفور بالنقوش الهندسية.
وأخيراً فإن مقاييس الإيوان هي كالتالي: الطول26متراً، العرض 3 أمتار.

(203)

ش784
(6)

الباب المؤدي للروضة وتظهر فيه النقوش الهندسية

• في سنة 1378هـ، أكسي المدخل الى الصحن والذي يقع في منتصف الجهة الغربية للمرقد بالقاشاني الكربلائي، وكتب بالخط الأصفر المتداخل في الكتيبة الفوقانية الآية الكريمة التالية:( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون)(1)، وبخط صغير في سطر ثان في نهاية الكتبية «صدق الله العلي العظيم».

كما وكبت بالخط الأبيض والمتداخل أيضاً في الكتيبة التحتانية الآية الكريمة التالية:( بسم الله الرحمان الرحيم، وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون* والذين يسعون في آياتنا

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران، الآية: 169.

(204)

معاجزين أولئك في العذاب محضرون)(1)، وفي نهايتها كتبت التصديقة بخط صغيروعامودي، وجاءت تحت قوله تعالى «آمنون»، اسم الخطاط بالعبارة التالية: «كتيبة جواد علي»(2). ومن الملاحظ أن قاعدة الكتيبتين جاءت بلون أزرق.

ش785
(7)

المداخل الرئيسي للصحن(جهة الشرق) وتظهر فيه الدكتان على جهتي المدخل

ـــــــــــــــــــ
(1) سورة سبأ، الآيتان: 37ـ38.
(2) جواد علي: هو حفيد مهدي (1320ـ1407هـ) ولد وتوفي في كربلاء، برع في خط الثلث الى جانب سائر الخطوط، كما برع في خط الكتائب التي كانت تزيين العتبات المقدسة في العراق، كان عضواً في هيئة مدارس الحفاظ والحافظات في كربلاء.

(205)

• في 1/4/1382هـ(1)، قام رئيس بلدية كربلاء صادق الخطيب(2) بإيصال التيار الكهربائي الى قرية الحر، ومن ثم مرقد الحر الرياحي، وقد كلفة ذلك مبلغ إثني عشر ألف دينار عراقي(3)، وعلى إثره قام الحاج حسن الوكيل(4) بتجهيز الحرم والصحن والحجرات والمرافق الصحية بالإنارة، وقد بلغت تكاليفه مائتين وخمسين ديناراً عراقياً(5)، ولا يخفى أن التجهيزات سبقت هذا التاريخ، وإنما أوصل التيار الكهربائي لهذه التجهيزات في اليوم الذي وصل التيار الى الحرم الشريف، وأضيء الحرم في غرة شهر ربيع الثاني(6).
• في سنة 1387هـ، نقلت الأعمدة الخشبية- التي كانت في إيوان الذهب الحسيني بعد تبديلها بأعمدة رخامية ـ الى حرم الحر الرياحي ليجدد بناؤه من جديد، فتبرع أحد التجار الكويتيين بمبلغ اثني عشر ألف دينار كويتي لهذا الغرض(7).
• في سنة 1389هـ قامت جماعة من المؤمنين من تجار سوق الشورجة في بغداد بإجراء تحسينات على الأروقة والإيوان(8).

ـــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في المصدر: 1/9/1963م والظاهر أنه تصحيف لـ 1/9/1962م ليتطابق مع التواريخ الأخرى التي ذكرها الكاتب.
(2) صادق الخطيب: هو ابن محمد بن داود، درس في كربلاء والتحق بجامعة بغداد وتخرج من كلية الحقوق، ترأس بلدية كربلاء مابين عامي 1378ـ 1389هـ، وهو الثاني والعشرون من رؤساء البلدية في هذه المدينة.
(3) مشهد الحسين:2/144.
(4) حسن الوكيل: هو ابن علي بن محمد الوكيل (1335ـ 1398هـ) ولد نشأ وتوفي في كربلاء، من أعيان كربلاء وكان وكيلاً عاماً لشركة سجائر لوكس الشهيرة أيام العهد الملكي ثم سجائر بغداد في العهد الجمهوري، كان عضواً مؤسساً لمدرسة الإمام الصادق عليه السلام الأهلية مع ثله من العلماء والأعيان.
(5) مشهد الحسين:2/144.
(6) مشهد الحسين:2/144. وفيه أنه كان في أول ربيع الأول، ولكن الصحيح ما ذكرناه.
(7) تاريخچه كربلاء:146.
(8) وممن تذكر أسماؤهم في هذا المجال الحاج حسن النجار والحاج خضير.

(206)

• وفي سنة 1390هـ، رصدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية مبلغ خمسين ألف دينار عراقي لترميم الحُر الرياحي وتبليط أرضيته(1) بالموزاييك.
• وفي هذه السنة أيضاً قام السيد محمد علي الأشيقر(2) بإكساء الباب الرئيسي بالقاشاني الكربلائي.
• وفي سنة 1399هـ قام عدد من تجار إصفهان بإكساء جانب من جدار الروضة بقطع المرايا الهندسية.

ش786
(8)

مرقد الحُر في التسعينيات الهجرية

• وفي حدود عام 1400هـ، قامت الجهات المختصة بتغيير

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العراق بلد والمقدسات الإسلامية.
(2) محمد علي الأشيقر: عائلة الأشيقر من العوائل الموسوية المعروفة في كربلاء، وممن برز بهذا الأسم المحامي محمد علي بن يوسف بن أحمد، له العديد من المؤلفات منها: لمحات من تاريخ القرآن، العباس رجل العقيدة والسيف، ومالك الأشتر النخعي، والزال حياً، وقد ولد سنة 1351هـ، في كربلاء، وتخرج من كلية الحقوق سنة 1376هـ

(207)

القاشاني للمدخل الشرقي (الرئيسي)، للصحن، وقد طال التغيير القسم السفلي الموازي للطابق الأرضي تآكل القاشاني، بينما بقي القسم العلوي الموازي للطابق الأول على حاله.

ش787
(9)

 

ش788
(10)

الباب القبلي لصحن مرقد الحُر الرياحي

(208)

• وقبل عام 1400هـ، فتح باب آخر للصحن وذلك من جهة القبلة (الجنوب) والذي يعد الباب الثاني لمرقد ولكثرة الوافدين الى هذا المرقد الشريف كما
هو الحال بالنسبة إلى سائر المراقد(1).
• وبشكل عام، قبل 1420هـ، كان يعلو القبر الشريف ضريح صغير ويحيط به باحة متوسطة المساحة، يحيط بالحضرة صحن كبير من جوانبه
الأربعة، وفي أطرافه غرف أنشئت لراحة الزائرين، ويعلو المقام قبة من القاشاني الملون ذي النقوش تلوح للبعيد ملامحه، وتحف بالمقام بساتين جميلة.
وأما التفاصيل فهي على النحو التالي:
1ـ الضًريح: مصنوع من البرونز ذي اللون الأصفر الذي ارتفاعه يفوق ثلاثة أمتار وعرضه في حدود المترين وطوله في حدود ثلاثة أمتار، ويحتوي في كل من الجهتين الشرقية والغربية شباكين، وفي كل من الجهتين الشمالية والجنوبية ثلاثة شبابيك، وبابه يقع في الجهة الجنوبية في الشباك الثالث الى جهة الغرب، ويرتفع عن الأرض بمقدار ثلاثين سنتيمتراً، حيث يكسوه رخام معرف ذو لون أخضر، وتعلوه بعض الكتيبات التي تحتوي على آيات قرآنية، ويحتوي على صندوق من الخشب الصاج المطعم بالعاج، وأبعاده تقل منه جهة العرض والطول مقدار متراً واحد، ومن حيث الأرتفاع في حدود المترين، وتعلوه بعض الستائر المزركشية، كما تعلو الضريح لوحة كتب فيها زيارة أنشأها بعض العلماء في الحُر الرياحي والتي تقدم نصها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إن في تعدد الأبواب العديد من الأعراض والتي يمكن تلخصيها في التالي:
أـ امتصاص الزحام عند كثرة الزائرين.
ب- المنع من الاختلاط بين الرجال النساء فيخصص باب الرجال وآخر للنساء.
ت- تنظيم حركة السير ليخصص باب للدخول وآخر للخروج.
ث- فرض الأمن من حيث التفتيش أو المراقبة للداخلين وعدم إرباك القائمين على حفظ الأمن وبالأخص في الأيام الحالكة التي يعيشها العراق، خصوصاً بالنسبة الى الموالين لأهل البيت النبوي الشريف.
ج- الجمالية والتي لها قسط كبير.
ومن المفترض أن يكون البناء الجديد يحتوي على أربعة أبواب بحسب الجهات الأربعة.

(209)

ش 789
(11)

ضريح الحُر ويظهر في الصورة الرواق الشمالي

ش790
(12)

صورة أخرى عن ضريح الرياحي

(210)

ش791
(13)

الضريح من جهة الشمال

2- الروضة: أبعادها لا تزيد على أربعة أمتار من جميع الأطراف إذا ما قيست من الضريح إلى باب الإيوان، وأما في زواياه الأربع فإن أعمدة القبة قد جاءت متقدمة بحيث لا تبعد قاعدتها عن قاعدة الضريح سوى متر ونصف.
وأما سقف الروضة فإنه على شكل أقواس(1) مكسي بالجص الأبيض إلا في داخل الأقواس والتي كسيت بالمرايا، وأرض الروضة مبلطة بالرخام.

ــــــــــــــــــــــ
(1) سبق وقلنا إن الأقواس في العمارات القديمة أمر طبيعي باعتبار أنها تشكل السقف المقبب والذي لا يستخدم فيه أية عناصر أخرى لإنشاء المسطح مثل الحديد أو الخشب بل يقتصر على الطابوق والجص.

(211)

ش792
(14)212

تظهر المرايا ما بين الأقواس في الروضة من الداخل

ش793
(15)

سقف الروضة من جهة الرأس (الغرب) ويرى بعض الرفوف
الجدارينة اليت يستفاد منها لوضع القرآن وكتب الأدعية

(212)

3ـ الرَواق: هناك رواقان شمالي وجنوبي، خصص أحدهما للرجال والآخر للنساء، أرضهما مبلطتان بالرخام الأبيض، وجدرانهما مكسيان إلى ارتفاع نحو مترين بالرخام البني الفاتح، وما يعلوه فإنه مكسي بالجص الأبيض، وفي كل جهة أربعة شبابيك مطلة على الإيوان الشمالي والجنوبي، ويبدو أن ارتفاع سقف الأروقة خمسة أمتار، وأما مجموعة مساحة المرقد والإيوان فهي حوالى 850متراً مربعاً(1).

ش794
(16)

الرواق الجنوبي لمرقد الحر الرياحي

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) ولا يخفى أن هندسة الرواق لم تأت على أسس علمية وإنما جاءت عشوائية، ويبدو والله العالم جاءت في ظروف لم يكن لمديرية الأوقاف دور في تطوير وتحسين هذه المراقد التي تنتمي الى اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام في ظل النظام البائد.

(213)

ش795
(17)

الإيوان الشرقي ويظهر الإيوان الجنوبي

4ـ الإضاءة والتهوية: في سالف الأيام كانت تستخدم الشموع لإضاءة الروضة، ولكن في عام 1382هـ استخدمت الطاقة الكهرابائية فأهدي الى الروضة عدد من القناديل المعلقة.
وأما بالنسبة إلى التهوية فقد كانت المراوح السقفية والجانبية رائجة، ثم أضيف إليها في القرن الحالي المكيفات يمكن ملاحظتها في بعض الصور.

ش796
(18)214 2

الأيوان الجنوبي ويرى فيه شبابيك الرواق الجنوبي

(214)

5ـ القبة: فإن في داخلها وخارجها توجد كتيبة دائرية مطوقة لعنق القبة، ضمن كل واحدة منها سورة الإنسان(1) مع البسملة والتصديقة.
وللقبة عشرة شبابيك للتهوية والإنارة، يفصل بين أحدها والآخر مقوس تتساوى أبعاده الشبابيك، والسقف الداخلي للقبة مزين بالمرايا.
وأما قطرها فهو بحدود سبعة أمتار وارتفاعها عن سطح المرقد بحدود عشرة أمتار.

ش797
(19)

سطح الروضة وتظهر قاعدة القٌبة

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الإنسان: هي السورة السادسة والسبعين والتي آياتها واحدة وثلاثون آية، أولها:( هل أتى على الإنسان حينُ من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) وآخرها: (يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً).
(215)

ش798
(20)

سقف الروضة (القبة من الداخل) مزين بالمرايا

ش799
(21)

الكتيبة الداخلية للقبة وتظهر الشبابيك والزخارف

(216)

ش800
(22)

الكتيبة الخارجية للقبة وتظهر الشبابيك وزخارف القبة
(217)

6ـ الصحن: فهو مربع الشكل ويقع في وسط الجهة الشمالية منه الباب الر ئيسي وعلى كل جانب منه تقع ست غرف يتقدمها إيوان، أما الجوانب الأخرى فهي مشابهة لهذا الجانب ولكن لا يوجد في وسطها باب، لا توجد فيها غرف بل مجرد أٌقواس وأواوين عددها 13إيواناً في كل جهة، وقد استخدم في أحدى زوايها مرافق صحية.

ش802
(24)

الجهة الشمالية للصحن وتظهر الأقواس والأواوين بشكل واضح

ولايخفى أن هناك طابقاً ثانياً ولكنه مقتصر على الجهة الشمالية من الباب الرئيسي فقط يتقدمه ممر يطل على الجهة الشمالية من الباب الرئيسي فقط يتقدمه ممر يطل على الصحن وبين كل عمودين من أعمدة الأقواس أنشىء محجر خشبي ذو أميال حديدية للحفظ من السقوط، فمجموع الغرف في الطابق السفلي 13غرفة وفي الطابق الثاني ست غرف، وكان فوق الممر الرئيسي للمرقد غرفة خاصة للسادن، وكانت هذه الغرف قد أنشئت لراحة الزائرين، حيث كان أهالي كربلاء كثيراً ما يذهبون في الأعياد لزيارة الحُر(رضوان الله عليه) ويبيتون فيها(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ومما أتذكره في السبعينات الهجرية من القرن الماضي كان والدي يصحبني معه=

(218)

ش803
(25)

الطابق الثاني لصحن الحُر وتظهرالزاوية الجنوبية الشرقية

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
= ليالي الجمعة أيام الصيف الى مرقد الحر بعد أن ينتهي من أعمال ليلة الجمعة والتي كانت عبارة عن زيارة الحرمين الشريفين بعد صلاة العشاءين وقراءة بعض الأدعية الخاصة بهذه الليلة وبرفقة بعض أعلام كربلاء وهم: السيد محمد الشيرازي، الشيخ جعفر الرشتي، والسيد محمد صادق القزويني، وأحياناً السيد حسن الشيرازي، تغمدهم الله بواسع رحمته ومعهم الحاج أبو القاسم الطبسي الذي كان مكبر صلاة السيد مهدي الشيرازي، والحاج ابراهيم الحائري والذي كان يقوم بخدمة السيد مهدي الشيرازي، وكان كل من الشخصيات الأربعة يتكفل بعشاء تلك الليلة حيث يتم تهيئته من قبل الأهل ويصحبونه معهم، وكان السطح العالي، والذي كان يقع على الباب الرئيسي وهو بمثابة الطابق الرابع، مقراً لهم، فكانوا يسمرون الى الصباح ويتحدثون في مسائل فقهية واجتماعية وشيء من الأمور التاريخية تتخللها بعض النكات، ويصلون صلاة الصبح ثم عند طلوع الشمس يتناولون فطور الصباح، حيث كان الحاج أبو القاسم الطبسي والحاج ابراهيم عندما تأتي العربة التي يجرها حصانين، وكنت رغم صغر سني أستلذ بهذه السمرات، كما وكنت أجلس عند سائس الأحصنة في الذهاب والإياب.

(219)

ش804
(26)

الممر الأمامي للغرف في الطابق العلوي

ويظهر من الصورة التي لدينا أن مواد البناء التي استخدمت في بناء الطابق الثاني كانت من الطابوق والجص والحديد، حيث بنيت الواجهة على شكل عقادة (أقواس)، وأما السقف فقد استعين في بنائه بالحديد(الشيلمان) والطابوق، والغرف من الداخل كسيت بالجص الأبيض وكانت مزودة برفوف من ضمن البناء، كما كانت مزودة بالموقد الذي يوقد فيه الحطب، وله مدخنة باتجاه السطح، وذلك لراحة الزائرين.

(220)

ش805
(27)

واجهة الغرف في الطابق العلوي

ش806
(28)

سقف الممر الأمامي للطابق العلوي

(221)

ش807
(29)

الرفوف في داخل الغرفة المعدة للزائرين

ش808
(30)

صورة عن موقد للحطب مستخدم في جدار الغرفة

(222)

ومن جهة أخرى فقد أنشئت مرافق صحية وميضاة في الزاوية الشمالية الغربية للصحن.

ش809
(31)

الزاوية الشمالية الشرقية ويلاحظ فيها مدخل المرافق الصحية

وعلى مقربة من الزاوية الجنوبية الغربية خصصت غرفة منها لمرقد أم الحر، على ما قيل.
6- سور الصحن: كان السور في بنائه يشبه القلعة، حيث إنه مرتفع نسبياً، وكان لأركانه الأربعة دعامة نصف مستديرة ترتكز عليها الجدران، وكانت الجدران مطلية بالجص الأبيض.

(223)

ش810
(32)

الزاوية الجنوبية الشرقية لجدارالصحن من الخارج

ش811
(33)

سطح الزاوية الجنوبية الشرقية لجدران الصحن ويظهر على شكل النعل

(224)

ومجموع مساحة المرقد مع السور تبلغ 7500متر مربع.
7- باب الصحن: كان للصحن باب واحد يقع في وسط الجهة الشرقية للصحن، خارجه مكسي بالقاشاني من ارتفاع متر عن الأرض وسقفه كذلك، إلا أن الممر من الداخل مكسي بالجص الأبيض الذي طلي القسم الأسفل منه بالصبغ القهوائي(البني) ليكون على شبه الرخام، كما فعلوا ذلك من الخارج أيضاً.

ش812
(34)

باب الصحن الشرقي من الخارج

(225)

ش813
(35)

باب الصحن الشرقي من الداخل ويظهر فيه باب الطابق الثاني

وقد سبق وقلنا بأنه في التسعينات الهجرية من القرن الماضي فتح باب آخر من جهة الجنوب لكثرة الزائرين، وفي عام 1400هـ قد كسيت أطرافه من الخارج بالقاشاني، كما وتعلوه كتيبة احتوت على آيات قرآنية تناسب المقام(1).

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كان سطح الأواوين الواقعة في الجهة الجنوبية عامراً ويرقى إليه من سلم يقع في الزاوية الجنوبية الغربية، ولا أنسى ذاكرة الطفولة عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام الأهلية، حيث تبرع أحد التجار الإيرانيين بنفقات السفرة المدرسية لطلاب المدرسة مع الأعضاء والمؤسسين في أحد أيام الربيع الى مرقد الحر، وهناك نحرت الذبائح مدت الموائد على هذا السطح، وكان الطباخون قد أعدوا الرز مع الفول واللحم، وشارك بعض الشعراء في إنشاد بعض الأشعار الدينية لذلك.

(226)

ش814
(36)

الجدار الجنوبي للصحن ويمكن أن ترى الزاوية
الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية للجدار

ش815
(37)

الباب الجنوبي للصحن ويمكن رؤية المدخل مكسياً بالقاشاني

(227)

ش816
(38)

الباب الجنوبي للصحن

(228)

الزخارف

إن الزخرفة المستخدمة في مرقد الحر الرياحي دخلت مؤخراً إلى المرقد بشكل عام بدءاً بالضريح ثم بالقبة ثم المدخل الرئيسي للصحن (الباب الشرقي) ثم الإيوان الرئيسي (الشرقي) وذلك في اتجاهات أربعة:
1- القاشاني: حيث أكسيت القبة في بادىء الأمر بالجص الأبيض ثم بالقاشاني الأزرق ثم بالقاشاني الملون والمزين بالكتيبة والأشكال الهندسية والنباتية، وكذلك فعلوا بالنسبة إلى المدخل والممر الرئيسين للصحن ثم بجدارن الإيوان الرئيسي الشرقي.
2- التخاريم الخشبية والتي على باب الروضة وباب الصحن الشرقي والتي احتوت على حفريات في الخشب على أشكال هندسية بديعة.
3ـ المرايا والتي زين بها داخل القبة وسقف الإيوان الشرقي وبعض مقاطع الروضة وهي المساحات التي تخللت الأقواس وفصلت بين العمودين.
4ـ النحاس البرونز الذي صنع منه الضريح.
إن هذه الزخارف الفقيرة والقليلة ومع الأسف فقد قضي عليها في عامل التجديد والتوسعة حديثاً، وقد أهمل هذا المرقد من قبل السلطات الحاكمة في العراق حيث كانت على خلاف مذهبي مع كل ما يمت إلى أئمة أهل البيت وأصحابهم وإحياء آثارهم وذكراهم(1).
يمكن عرض نماذج منها في الصورة التي بحوزتنا وهي كالتالي:

ــــــــــــــــــــــ
(1) في الواقع إن الظالم يخاف حتى من جثة المظلوم المنتفض ومن الشهيد واسمه لأنه يعلم بأن هذا الأثر وهذا المرقد له دور في تجييش الشعوب وتأليبهم ضد الحاكم الظالم الجاثم على صدور الأمة.

(229)

ش817
(39)

الجانب الأيمن من واجهة باب الصحن من الخارج

ش 818
(40)

واجهة باب الصحن من الخارج فوق الكتيبة السفلية

(330)

ش819
(41)

باب الصحن الشرقي

ش820
(42)

الجدار الملاصق لباب الصحن من الخارج

(231)

ش821
(43)232

الجدار الملاصق لباب الصحن من الخارج أيضا

ش822
(44)232 1

الجدار الملاصق لحافة باب الصحن من الداخل

(232)

ش823
(45)

جدار الممر المؤدي إلى الصحن من الباب الشرقي من الخارج

ش824
(46)

المحور من سقف الممر المؤدي الى الصحن من الخارج

(233)

ش825
(47)

سقف الممر المؤدي إلى الصحن من الباب الشرقي من الخارج

ش826
(48)

الكتيبة السفلى لباب الصحن(الجهة الشرقية) من الخارج

(234)

ولا يخفى أن مرقد الحُر بن يزيد الرياحي لم يعهد أن أنشئت له مئذنة، ولكن استخدمت بعض المنصات لأجل وضع مكبرات الصوت لأجل إقامة الأذان في أوقاته.

(235)

(236)