القرن الخامس عشر
(9/11/1980ـ 22/2/2008م)(1)

• وفي بدايات القرن الخامس عشر الهجري زرت المرقد ووجدته على الوصف التالي الذي وصفه الواصفون:

ش850
(7)

مرقد السيدة خولة من الخارج، التُقطت سنة 1404هـ

المرقد عبارة عن بناء حجري مربع بقياس 6×6= 36متراً مربعاً، تحوي الزاوية الشمالية الغربية منه ضريحاً خشبياً يقع على يمين الداخل أليه، والصندوق الخشبي المثبت على المرقد على المقاييس التالية:
العرض: متر واحد تقريباً.
الطول: نحو مترين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهاية التاريخ ليس للقرن الخامس عشر بل ليومنا الحاضر والذي يوافق 15/2/1429هـ.

(281)

الارتفاع: في حدود المترين أيضاً.
نوع الخشب: أظنه من الساج البني اللون، له قاعدة جميلة بارتفاع حوالى نصف متر، عليه نقوض نباتية جميلة بارزة، وما بينا لسقف والقاعدة مصنوع على شكل أميال خشبية مبرومة الشكل عددها من العرض ستة ومن الطول خمسة عشر بالإضافة إلى أركانها والتي هي أكثر سماكة من الأضلاع إلا أنها على شاكلتها مما زادها جمالاً ورونقاً ويعد من الأعمال اليدوية الناردة، وقد زخرفت قمته بآيات قرآنية لم نتمكن من قراءتها حيث جاء القسم العلوي مغطى بقماش أخضر بعرض حوالى نصف المتر طرز عليه بالخط الأصفر آية الكرسي ( الله لا إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا

ش851
(8)

الضريح من جهة العرض

(282)

ش852
(9)

الضريح من الزاوية الشمالية الشرقية

بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)(1) صدق الله العظيم.
والقماش مطرز من طرفيه الأعلى، والأسفل، وفي داخل هذا الشباك صندوق آخر مغطى بقماش أخضر.
وأما جدران المرقد فهي مبنية من الحجر المحلي وهي سميكة بالطبع، تحتوي على أربعة عقود حجرية مقوسة تعلوها قبة حجرية صغيرة دائرية الشكل مطلية بالجص والكلس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة: الآية: 255.

(283)

ش853
(10)

صورة القبة من الداخل
والى جهة القبة يوجد محراب صغير حجري داخل الجدار.

ش854
(11)

صورة المحراب القديم الذي كان في المرقد

(284)

ش855
(12)

صورة عن قبة مرقد السيدة خولة من الخارج

وتشير البلاطات الخارجية الى وجود مسجد صغير كان بإزاء المرقد الذي تظلله شجرة سرو(1) قديمة العهد المعروفة بنموها البطيء وباخضرارها الدائم، وقد قيل عنها إنها إحدى الشجيرات اليتيمات التي كانت ضمن الجنائن الرومانية الشهيرة التي كانت محيطة بالمعابد الرومانية في العصر الروماني (64ق. م- 330م)(2) وقيل أيضاً إنها زرعت للدلالة على ما يحتويه المكان، ويتردد على ألسنة الناس أن الإمام زين العابدين عليه السلام أمر

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في تاريخ بعلبك لحسن عباس نصر الله: 2/671« وفي الدار شجرة سرو قديمة محيط جذعها ثمانية أمتار»، ويقال إنها من جنس اللزاب.
(2) الموافق لـ 688ـ 302ق.هـ.

(285)

ش856
(13)

صورة عن شجرة السرو

بزرعها للاستدلال من خلالها على ضريح السيدة خولة(1) وكان الناس يقطفون من أوراقها للتبرك وشفاء المرضى، وتذكر عنها كرامات كثيرة وهي متداولة بين الناس(2) وقد تسبب ذلك الى الإضرار بالشجرة، وفي الفترة الأخيرة قام المسؤولون لدى تجديد المرقد بإحاطتها بقفص زجاجي كبير وعالٍ يمنع الأيدي من الاقتراب منها أو قطع أرواقها، وسيأتي الحديث عنها ضمن السياق.
وعلى أي حال فإن على الباب الخارجي توجد أشعار الشيخ محمد صادق زغيب، كما أن بركة ماء كانت ماثلة في صحن المرقد.
وأما الباب الخارجي الذي سيج به المرقد فهو من الحديد المصبوغ باللون الأخضر الغامق بعرض مترين وارتفاع مترين وربع، كتب عليه « السلام عليك يا بنت الحسين»، وأما السياج فهو مبني من الحجر بارتفاع متر وربع تقريباً.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب السيدة خولة بنت الإمام الحسين: 45.
(2) موقع وكالة أنباء براثا بتاريخ 23/1/2008م.

(286)

ش857
(14)

صورة السياج والباب الخارجي

ويفد إلى المشهد جماعة المؤمنين من المدن والقرى والأرياف القريبة من المنطقة إلى جانت الواقدين من خارج البلاد من مختلف بلاد العالم الإسلامي آنذاك ويدمون النذورات إلى مرقدها، وهذا لا يختص بالمسلمين بل وغيرهم أيضاً.

ش858
(15)

المرقد قبل التجديد والتوسعة

(287)

ش859
(16)

بركة الماء المخصصة للوضوء
• في عام 1416هـ، تبنى السيد علي الخامنئي(1) إعادة بناء مرقد السيدة خولة من جديد بشكل فخم، وأمر الجهات المختصو بالقيام بواجبهم تجاه هذا
المعلم الأثري، وأوعز أمره إلى وكيله الشيخ محمد يزبك(2)،
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) علي الخامنئي: هو ابن جواد بن حسين، ولد في مدينة مشهد الإيرانية عام 1939م، نشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والتقوى، درس في مشهد والنجف وقم، تركت شخصية نواب صفوي أثرها النضالي في نفسه، عمل ضد نظام الشاه فاعتقل عدة مرات، ازداد نشاطه السياسي بعد الانتفاضة اليت قادها آية الله الخميني عام 1963م، تقلد عدة مناصب بعد انتصار الثورة الإسلامية كما أصبح رئيساً للجمهورية، فمرشداً للثورة الاسلامية بعد وفاة آيه الله الخميني عام 1409هـ.
(2) محمد يزبك : هو ابن حسن بن حسين، ولد في وادي البقاع سنة 1369هـ، ودرس في النجف على أعلامها، ولما عاد الى بلده باشر بالتدريس والعمل الاجتماعي، عمل مع حركة أمل ثم حزب الله، وأسس بعض المشاريع الدينية والثقافية ولازال يواصل نشاطه السياسي الديني والاجتماعي، عضو شورى حزب الله في لبنان.

(288)

وقد أشرف من رجال العلم على هذا المشروع عيسى الطبطبائي(1)، وقد تمت إضافة مساحة 750م2 إلى العقار رقم 2127الذي كان يحوي المرقد(2) وبرشر العمل بالمشروع على أرض مجمل مساحتها حوالى الألف وخمسمائة متر مربع، على التفصيل التالي:
1ـ المرقد.
2ـ المصلى.
3ـ الحسينية.
4ـ المرافق الصحية.
5ـ ديوان استقبال.
6ـ مرافق أخرى.
أولاً: نموذج عن البناء البدء بإنشائه.

ش860
(17)

نموذج عن البناء الحديث

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) عيسى الطباطبائي: هو ابن باقر الإصفهاني، ولد في حدود سنة 1364هـ، درس في النجف وقم، سكن بيروت ودمشق، شغل منصب ممثل الهلال الأحمر الإيراني في بنان تارة، ومندوباً للجمهورية الاسلامية في لبنان أيضاً، ويمت لنا بقرابة.
(2) كتاب السيدة خولة بنت الإمام الحسين: 47.

(289)

ش861
(18)

المخطط الأول لمرقد السيدة خولة وتظهر فيه المواقع بقياساتها

ش862
(19)

المخطط الثاني للمرقد وتظهر فيه الروضة والصحن والمنشئات

(290)

ش863
(20)

المخطط الثالث للمرقد وتظهر فيه المواقع والأواوين المحيطة بالمصلى

لقد أنشىء المرقد بشكل أساس من الإسمنت ثم أكسي بالحجر الطابوق القاشاني، ويمكن ملاحظة ذلك من الصور الملتقطة قبل الإكساء.

ش864
(21)

صورة المرقد من الخارج من الزاوية الجنوبية الشرقية قبل أكسائه

(291)

ش865
(22)

صورة المرقد من الزاوية الجنوبية الغربية قبل إكسائه

والبناء الجديد للمرقد يتكون من طابقين، الأول يحتوي على الصحن والمرقد ومنشآتهما، وأما الثاني فيضم المصلى وصحته.
وتوجد في الجهة الغربية ثمانية شبابيك في الجهة العليا ومثلها في الجهة السفلى، وقد شغلت واجهاتها بالقاشاني الأخضر المشبك (المشربات).
وأما جهة الجنوب والتي فيها المدخل الرئيسي فتحتوي على تسعة شبابيك، ثمانية من الجهة اليمنى وواحدة من الجهة اليسرى بالنسبة الى الداخل الى المرقد، وقد شغلت واجهاتها بالقاشاني المشبك (المشربات) أيضاً(1).

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) بشكل عام فإن هذا المرقد له مدخل رئيسي واحد لا يقع في منتصف الجهة الجنوبية وبإزاء ذلك فتحت بعض الأبواب الصغيرة في هذه الجهة أيضاً، ومن جهة أخرى فإن الصحن يحيط به من ثلاث جهات على خلاف سائر المراقد التي تعظمها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

(292)

ش866
(23)

الواجهة الغربية للمرقد وتظهر فيها الشبابيك

ش867
(24)

الواجهة الجنوبية للمرقد وتظهر فيها الشبابيك

(293)

ش 868
(25)

تتمة الواجهة الجنوبية للمرقد ويظهر الباب الرئيس والشبابيك

ومن الجدير ذكره أن المرقد يمن جهة الشرق منخفض عن أرض الشارع ولكن المصلى مرتفع بعشرة سلالم، حيث إن الأرض التي أقيم عليها المرقد جبلية، وتحتوي على ستة شبابيك ثلاثة من على يمين المصلى وثلاثة من على يساره.

(294)

ش869
(26)

الواجهة الشرقية للمرقد وتظهر السلالم المؤدية الى صحن المصلى

ش870
(27)

الواجهة الشمالية للمرقد وتظهر فيها معظم الشبابيك العلوية والسفلية

(295)

وأما من جهة الشمال فإنها تحتوي على عدد من الشبابيك، وسنأتي على تحديدها إن شاء الله تعالى.
وأما الحديث عن معالم المرقد فيرتكز على التالي:
الطابق الأول (السفلي)، والطابق الثاني (العلوي)، فالأول تعبر عنه بالمرقد والثاني بالمصلى، وسيأتي الحديث عنهما تحت عناوين فرعية لكل من المرقد والمصلى.

(296)

صحن المرقد

وبشكل عام فان جدار الروضة يرتفع نحو تسعة أمتار، وهو مبني من الإسمنت ومكسي بالطابوق الأصفر المزركش بالقاشاني الأزرق، تارة بلون فاتح وأخرى بلون أزرق داكن، وتدور في أعلاه كتيبة أودعت فيها سورة يس(1) مع البسملة والتصديقة بالخط الأبيض على قاعدة زرقاء من الكاشاني بدءاً من منتصف الجهة الشرقية من عند المدخل الرئيس لصحن المصلى باتجاه الجنوب ثم الغرب للشمال لينتهي عند منتصف الجهة الشرقية عند باب صحن المصلى.
فالجهة الجنوبية لهذا الجدار تحتوى على تسع مشربيات في الأعلى ومثلها في الأسفل ويتوسطها زخارف وكتابات سنذكرها بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
ومساحة الصحن الذي لم يسيج لحد الآن فإن عرضه من الناحية الجنوبية حوالى عشرة أمتار، ومن الناحية الغربية في حدود اثني عشر متراً ثم تأتي مساحة أخرى بامتداد اثني عشر متراً أيضاً للمرافق الصحية الرجالية والنسائية التي قد تم إنشاؤها ولكنها ستكون في الطابق السفلي والى جانبها بعض المنشآت الأخرى التي لم تنجز بعد ليكون فوقها حسينية كبيرة على ما ورد في مخطط المرقد.
وأما من الناحية الشمالية فعرضها في حدود ستة أمتار حاليا، وأما من الناحية الشرقية والمطلة على الشارع العام فلم يسيج بعد لتظهر معالمها ولكن لا يبدو لنا أن تكون أكثر من أربعة ولعلها تترك هكذا ليكون جدارصحن المصلى هو الجدار الفاصل بين المرقد والرصيف.
الجهة الغربية: إن جدار الروضة مرتفع عن الأرض نحو تسعة أمتار بطابقيه ويحتوي على ثمانية أعمدة بما فيها الزوايا، والمسافات التي تفصل

ــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يس: هي السورة السادسة والثلاثون وآياتها 83آية.

(298)

بين الأعمدة مختلفة، فالأولى والثالثة والخامسة والسابعة تقدر بنصف المسافة الثانية والرابعة والسادسة، ولذلك فأن المسافات العريضة احتوت على شباكين بينما المسافة القصيرة احتوت على شباك واحد سواء في الطابق الأول أو الثاني، وأما الأ‘مدة غير الزاويتين فقد كتب عليها أسماء الله الحسنى(1) وهي ستة أعمدة كل واحدة منها تحمل خمسة أسماء وهي: يا معين، يا رشيد، يا مجيد، يا قاهر، يا آمر ، يا ضامن، يا سامع، يا جامع، يا شافع، يا واسع، يا موسع، يا علي، يا وفي، يا غني، يا ملي، يا حفي، يا رضي، يا زكي، يا بدي، يا قوي، يا ولي، يا مصور، يا مقدر، يا مدبر، يا مطهر.

الجهة الشمالية: وهي لا تختلف كثيراً عن الجهة الغربية إلا في بعض الخصوصيات، فقد جاءت جدرانها المكسية بالطابوق الأصفر مطعمة بالقاشاني، مما شكل في صفحاتها (الله) أربع مرات ثم في الأخرى (محمد) مكررا أربع مرات، وفي صفحة أخرى من صفحات الجدار جاء (علي) مكرراً أربع مرات كل اثنين منها بشكل عادي واثنين مقلوبا وذلك كفن من فنون النقش الجدراني، وجاء في بعض الفراغات«السلام عل وارث النبيين والحاكم يوم الدين» وهي في صورة التكميل.
وهذه الجهة مقسمة الى سبعة أقسام: الأول فيه مشربية علوية مقوسة وأخرى سفلية مربعة ثم عمود أثبت فيه ستة من أسماء الله الحسنى: يا سديد، يا شهيد، يا جليل، يا جميل، يا كفيل، يا وكيل، والقسم الثاني فيه ثلاث مشربيات فوقانية مقوسة وسفلية مربعة وبينهما جاء اسم الجلاة ثم الرسول ص ثم الأمير عليه السلام. ومن بعدها القسم الثالث، وهو كالأول وجاء في عمودها الفاصل أسماءالله الحسنى: يا مقيل، يا منيل، يا قبيل، يا دليل، يا محيل، يا مديل، ثم القسم الرابع فهو أعرض من القسم الثالث وليست فيه كتابات، وجاء على عمودها أيضا ستة من أسماء الله الحسنى: يا جابر، يا كاسر، يا قاهر، يا قادر، يا غافر، يا ظاهر، ثم تأتي بعدها

ــــــــــــــــــــ
(1) الأسماء الحسنى: عددها مائة، ومجملها ورد في دعاء الجوشن الكبير.

(298)

كما قبلها بالنسق السابق، ولكن كل واحدة من المفردات التالية: (فاطمة)، (الحسن)، (الحسين) أربع مرات، وأما أسماء الله الحسنى فهي: يا مؤمن، يا مهيمن، يا مكون، يا ملقن، يا مبين، يا مهون، يا مزين، يا مُعلن، يا مقسم، يا مُلهم، يا مُكرم، يا عاصم، يا قائم، يا دائم، يا راحم، يا سالم، يا عالم.
الجهة الشرقية: والتي تطل على الشارع العام، فليس فيها إلا المدخل الرئيس لصحن المصلى والذي يقع في الطابق العلوي، وعلى كل من جناحية ثلاثة شبابيك علوية طويلة، وفي أسفل كا جناح أربعة شبابيك عرضية طويلة.

ش871
(28)
الواجهة الشرقية للمرقد المطلة على الشارع العام

الجهة الجنوبية: فهي مقسمة الى أربعة أقسام رئيسة.
القسم الأول يشكل المسافة ما بين عمود الزاوية الجنوبية الشرقية الى

(299)

العمود الثاني، ولا توجد فيه كتيبة بل مكسي بالطابوق الأصفر المزركش بالقاشاني الإيراني.
وأما الأقسام الثلاثة بعدها والذي يفصل بين كل هذه الأقسام الأعمدة التي زينت بالقاشاني وأودع فيها خمسة من أسماء الله الحسنى، فإن المسافة بين هذه الأعمدة تحتوي على مشربيتين مقوستين في الأعلى واللتين تطلان على أواوين صحن المصلى، ومشربيتين مربعتين في الأسفل، وما بينهما نقوشات جدرانية من الطابوق المزركش بالقاشاني أو مكسي بالقاشاني بشكل عام وفيه بعض الكتابات والتي هي بالترتيب من اليمين الى الشمال على الشكل التالي:

القسم الأول
أـ جاء على القاشاني ثلاثة أبيات من بحر البسيط للشاعر حسين بن عبد الصمد العاملي(1) .

من لم يكن ببني الزهراء مقتديا فلا نصيب له قي دين جــــــــــــــــدهم
أولاد طه ونون والصحى وكذا في هل أتى قد أتى مخصوص مدحهم
هم الولاة وهم سفن النجاة وكذا لنا الهداة الى الجنـــــــــــــــان والنعم(2)

ب- وجاء على الطابوق الأصفر المزركش بالقاشاني ما يلي في أربعة أسطر:
(علي الله علي)،(علي محمد علي)، (علي الله علي)، (علي محمد علي)، وتخللتها نقوشات هندسية مزركشة بالقاشاني، ثم جاء على العامود الفاصل بين القسمين: خمسة من أسماء الله الحسنى: يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا حق.
والقسم الثاني والثالث وجاءا على شاكلة القسم الأول.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسين بن عبد الصمد العاملي: هو حفيد محمد الجبعي الحارثي الهمداني(918ـ 984هـ)، ولد في جبع (جباع) اللبنانية وتوفي في البحرين، وكان من أعلام الأمة وهو والد الشيخ البهائي المشهور بعلومه المتنوعة وتفوقه العلمي، له رحلات مختلفة الى إيران وأفغانستان والخليج وسوريا، له مؤلفات جمة بلغت 27مؤلفاً منها: ديوان شعره، وشرح القواعد، والدراية.
(2) الكشكول الكامل للبهائي: 1/322.

(300)

ش872
(29)

بدايات الواجهة الجنوبية

القسم الثاني:
أ- فقد جاء على القاشاني بيتان للناشئ الصغير(1) من بحر الوافرـ

ـــــــــــــــــــــ
(1) الناشئ الصغير: هو علي بن عبدالله بن وصيف (271ـ366هـ) ولد وتوفي في بغداد، كان أديباً شاعراً، له قصائد كثيرة في أهل البيت عليه السلام حيث كان إمامياً، أملى ديوان شعره في مسجد الكوفة فكان المتنبي ممن حضر مجلسه.

(301)

ش873
(30)

بعض كتابات الجهة الجنوبية

وضع كل شطر منها في إطار هندسي جميل كالتالي:
بآل محمد عرف الصواب وفي أبياتهم نزل الكتاب
وهم سفن النجاة وفلك نوح بهم وبجدهم لا يستراب(1)
وجاء في نهايتها: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد)(2).
ب- وجاء على الطابوق الأصفر المزركش بالقاشاني الأزرق الفاتح والداكن ضمن نقوش جميلة في ثلاثة أسطر:
محمد، حسن، حسين، وقد كتب في الأعلى وفي الأسفل بنقشة مميزة علي، بينما كتب بالعرض كلمة «يا الله» باللون الأزرق الداكن بحيث فصلت حروفه بين أسطر ثلاثة مما شكلت معا نقشة فنية بديعة.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) القصائد الخالدات: 36، وقد جاء الصدر من البيت الثاني هكذا «وهم حجج الله على البرايا».
(2) سورة هود، الآية: 73.

(302)

وجاء على العامود الفاصل بين القسمين: يا تواب، يا صادق يا رزاق، يا داعي، يا معافي.
القسم الثالث:
أـ فقد جاءت الكتيبة على القاشاني وتحتوي على بيتين للشافعي(1) من بحر البسيط، وهي كالتالي:

ش874
(31)

تتمة كتابات الجهة الجنوبية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشافعي: هو محمد بن إدريس بن العباس القرشي، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبت الشافعية، ولد في غزة في فلسطين عام 150هـ، حُمل إلى مكة وهو ابن سنتين، زار بغداد، قصد مصر وتوفي فيها عام 204هـ، كان شاعراً ولغوياً، شديد الولاء لأهل البيت عليهم السلام من مصنفاته: المسند، أحكام القرآن، وأصول الفقه.

(303)

يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم(1) من لم يصل عليكم لا صلاة له(2)

وجاء في نهايتها................(3)
ب- وعلى الطابوق الأصفر جاء ما يلي بالقاشاني ذي اللون الأزرق الفاتح في ثلاثة أسطر: لا إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، وقد حف بالنقوش الهندسية.

ش875
(32)

كتابات الجهة الجنوبية
ـــــــــــــــــــ
(1) في الديوان:«يكفيكُمُ».
(2) ديوان الشافعي: 72.
(3) لم نتمكن من قراءة الكتيبة لارتفاع المظلة المانعة من رؤيتها.

(304)

وقد جاء على العامود الفاصل: يا شفيق، يا رفيق، يا حفيظ، يا مميت، يا مقيت، ثم يأتي بعده القسم الذي بعده ويوجد في وسطه شباكان أحدهما في الأعلى وآخر في الوسط، وفي نهايته كتب على القاشاني:« السلام على صالح المؤمنين»، بينما جاء ما يقابله في أعلى القسم نقوش هندسية مقوسة استخدم فيها القاشاني الأزرق الفاتح.
ثم ياتي بعده القسم الأخير قبل باب الروضة تحت المشربيتين الطوليتين: «السلام على أبي الأئمة وخليل النبوة».

ش876
(33)

من كتابات الجهة الجنوبية

(305)

ثم يأتي باب الروضة الرئيس، ومن ثم ما يشابه ما قبل الباب وفي نهايته كتب:«السلام على يعسوب الدين والإيمان».
هذا وقد تصدرت البابين الصغيرين اللذين خصصا للنساء مظلة بارتفاع مترين ونصف وبعرض وطول مماثل اعتمدت على عمودين حديدين كسيت سماكتها من الجهات الثلاث بكتيبة قرآنية على القاشاني الأزرق جاءت فيها سورة «الضحى» مع البسملة والتصديقة.
وأما الباب الرئيس فانه يرتفع عن سطح الأرض بسلمين، وهو متقدم عن جدار الصحن نحو متر واحد، ومرتفع عنه نحو متر أيضاً، كما ان الجدار الذي قبله قد ارتفع عما قبله بمقدار مترين، وارتفاع واجهة المدخل هذ يقدر بعشرة أمتار، ويتراجع الباب نحو متر ونصف عن المدخل ليكون مساحة بعرض متر تقريبا فقد شكل جهتين شرقية وغربية على يمن الباب ويساره.
جاء على الجانب الأيمن: اللهم بلغ مولانا الامام الهادي المهدي القائم بأمرك صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين عن المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، سهلها وجبلها، برها وبحرها، وعني وعن والدي من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته وما أحصاه علمه، وأحاط به كتابه(1).
وجاء في الجانب الأيسر منها: اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل ناظري بنظرة مني إليه وعجل فرجه وسهل مخرجه وأوسع منهجه واسلك بي محجته وأنفذ أمره واشدد أزره واعمر اللهم به بلادك واحي به عبادك في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ـ من دعاء العهد.
بينما جاءت الكتيبة القوسية على الباب مباشرة( وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) مصباح الكفعمي:551، من دعاء العهد.

(306)

نصيرا)(1) وقد أحيط بها بشكل قوسي اسم الجلالة وأسماء المعصومين عليهم السلام حيث وضع كل اسم في إطار هندسي جميل وجاء نصها كالتالي:«الله» في قمة القوس، وعلى يمينه«محمد المصطفى»، وعلى شماله «علي المرتضى»، وهكذا: «فاطمة الزهراء»، ويعادله «حسن المجتبى»، ثم «الحسين الشهيد»، «علي السجاد»، ثم«محمد الباقر»،«جعفر الصادق»، ثم «ثم موسى الكاظم»، «علي الرضا»، ثم «محمد الجواد»، «علي الهادي»، ثم «حسن العسكري»،«حجة ابن الحسن».

ش877
(34)

المدخل الرئيسي للمرقد

ــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الإسراء، الآية: 80.

(307)

وأما خارج المدخل وفي أطرافه فقد أودعيت كتيبة على القاشاني الأزرق احتوت على سور الضحى والانشراح والكوثر بدأت بالبسملة وانتهت بالتصديقة بحيث أحاطت بالمدخل من جوانبه الثلاثة.
وجاء على قوس المدخل كتيبة أخرى أودع فيها سطران بعد ان توسط فوقها شعار الجمهورية الاسلامية الإيرانية (لا اله إلا الله)(1) «بمباركة ولي أمر المسلمين آية الله العظم الإمام علي الحسيني الخامنئي ورعاية وكيله الشرعي ـ من قبل الامام ـ سماحة العلامة الشيخ محمد يزبك قام تجديد وتوسيع المقام في 1416هـ وذلك عربون وفاء لشهداء المقاومة الاسلامية وعوائلهم الأبرار»، وجاءت هذه الكتيبة بالخط الفارسي(نستعليق).
بينما جاء على الجانب الأيمن للقوس في إطار هندسي صغير: «السلام على محيي المؤمنين»، وعلى الجانب الأيسر: «السلام على مبير الكافرين».
كما وضعت لوحة رخامية سوداء على كل من جانبي المدخل أورد فيها نص زيارة للمرقد، عنونت بـ ( إذن الدخول)، وهي كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بإذن الله وإذن رسوله وأنبيائه المرسلين والأئمة المعصومين وبإذن صاحبة هذا المقام الشريف أدخل هذه الروضة المباركة وأدعو الله بفنون الدعوات واعترف لله بالعبودية وللنبي ص والأئمة المعصومين عليهم السلام بالطاعة.
يم يمشي- الزائرـ ويقول: «رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا» بسم الله وبالله وعلى سبيل الله وعلى ملة رسول الله ص(2).
تقدمة عن روح المرحوم الحاج عبد الرحيم المطاوع. الفاتحة.
وأما بعد القسم الأخير من الجدار والذي يقع بعد المدخل فقد جاء

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشعار في النظرة الأولى يوحي الى أنه اسم الجلالة فقط، ولكنه من الناحية الفنية هي كلمة التوحيد (لا أله إلا الله).
(2) لايخفى بأنه لا توجد زيارة خاصة للسيدة خولة وإنما هي كلمات عامة تجدها في الزيارات الأخرى والتي تنطبق على المقام.

(308)

مشابها لما قبله وفي نهايته جاءت الكتيبة كالتالي: « السلام على يعسوب الدين والإيمان».

ش878
(35)

بعض معالم الباب الرئيس للمرقد

ومما تجدر الإشارة اليه فان المسافة التي تشكل عرض الجهة الجنوبية للصحن فإنها تتصدر الى جهة الشارع(الشرق) بثلاثة بوابات حديدية حيث يعلوها ثلاثة أقواس أنشيء في قمة الوسطى برج للساعة بطول ستة أمتار، ليكون مع ارتفاع القوس هذا اثني عشر مترا، وقد أكسي الجدار والبرج من الداخل والخارج والممرات بالقاشاني الإيراني المزركش بالنقوش النباتية والأشكال الهندسية وفيها كتابات قرآنية سنأتي على ذكرها إن شاءالله تعالى.
وقد خصص اثنان من هذه الأبواب للوافدين مشياً حيث يتمكن الزائر من استخدام السلالم العشرة للنزول الى صحن المرقد حيث إن الأرض مرتفعة عند الشارع ثم ينحدر نحو الغرب، بينما خصص.

(309)

الباب الثالث الواقع الى أقصى الحنوب للعربات التي تنقل العجزة والمقعدين.
وقد كتب على عمود برج الساعة من جوانبه الأربعة «يا حسين يا شهيد»(1)، كما كتب على قمة الأبواب.
الباب الأول الأبعد من جدار الروضة:
فقد جاء على عموده الأيمن: يا سامع، يا جامع، يا شافع، يا مانع، بينما جاء على القمة:( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال* رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع)(2). وهي امتداد لما قد ورد في الكتيبة من جهة الخارج حيث بدئت بالتالي: (بسم الله الرحمن الرحيم، الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم)(3).

وجاء على يمين القوس: «يا نعم الحسيب»، وعلى يساره: «يا نعم الطبيب».
الباب الثاني «الأوسط»:
فقد جاء على عمودة الأيمن: يا منيل، يا مقيل، يا محيل، يا مؤمن.
وعلى القمة تتمة الآية السابقة: ( عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار)(4) وقوله سبحانه.

ـــــــــــــــــــــ
(1) راجع دعاء الجوشن الكبير والذي فيه أسماء الله الحسنى.
(2) سورة النور، الآيتان: 36ـ37.
(3) سورة النور، الآية: 35.
(4) سورة النور، الآية:37.

(310)

الباب الثالث«الملاصق لجدار الروضة».
فقد جاء على عموده الأيمن: يا ممكن، يا مزين، يا معلن، يا مؤمن.
وجاء في قمته: «( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم)(1) 1427هـ إصفهان موسوي زادة»(2).
وجاء على جانبي القوسين من الداخل والخارج وفي الممرات مقاطع من دعاء الجوشن الكبير والتي منها: « يا خير الناظرين، يا أسرع الحاسبين، يا خير المشكورين، يا خير المسؤولين، يا خير الغافرين، يا خير الفاتحين، يا خير الناصرين، يا خير الحاكمين، يا خير الرازقين، يا خير الوارثين، يا خير الحامدين، يا خيرالذاكرين، يا خير المنزلين، يا خير المقصودين، يا خير المذكورين، يا خير المحبوبين، يا خير المدعوين، يا خير المستأنسين، يا أنيس الذاكرين، يا منجي الصادقين، يا أقدر القادرين، يا أعلم العالمين»(3)، حيث إن الأقواس الثلاثة ولكل منها جانبان، فالحاصل ستة أقواس ولها واجهات نحو الداخل وأخرى على الخارج، فالحاصل اثنا عشر، ومثلها من داخل الممرات، فالمجموع أربعة وعشرين نداءً للساحة القدسية الإلهية.

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الحشر، الآية: 22.
(2) موسوي زاده: هو السيد حسين موسوي زادة والذي كان من أساتذة فن صناعة القاشاني في عهد استاذه عيسى البهادري، وكانت ولادته سنة 1330هـ(1290ش) وفاته سنة 1387هـ (1346ش)، ولد ونشأ وتوفي في إصفهان، وقد أنشأ مصنعا للقاشاني في إصفهان حمل إسم« كاشي سازي موسوي زادة»، وقد زود الكثير من المراقد المشرفة بالقاشاني واليت منها مرقد الإمام الحسين عليه السلام الى جانب بعض المساجد والمراقد في إيران وبعض المباني في دول الخليج وغيرها. ترك من الأبناء ستة ورثوا جميعهم هذه المهنة من أبيهم، ولازالوا يديرون المصنع، وهم حسب سني عمرهم: رضا، محمد علي، مصطفى، المرحوم مرتضى، مهدي، وعباس، وكلهم يحلمون لقب موسوي زادة، حيث ينتمون الى الإمام موسى الكاظم عليه السلام. وقد زودتنا إدارة المصنع بهذه المعلومات.
(3) مفاتيح الجنان: 202.

(311)

ش879
(36)

المداخل الثلاثة للصحن من جهة الشرق من الخارج

ش880
(37)

المداخل الثلاثة من داخل الصحن

(312)

القبة

فهي دائرية الشكل قطرها بحدود خمسة أمتار، ونصف، قاعدتها مثمنة الشكل، كل ضلع منها يقدر بمترين ونصف المتر تقريبا ويحتوي على ثلاثة

ش881
(38)

صورة المرقد من الجهة الشرقية وترى القُبة وكتاباتها

(313)

شبابيك، ليكون مجموعها 24شباكا، وقد توشحت باللون الأرزق، وكتب فوق قاعدتها المدورة بارتفاع متر واحد تقريباً« لا إله الله محمد رسول الله علي ولي الله» بخط شبيه بالكوفي والمتداخل من حيث الكتابة واللون، حيث جاءت الشهادتان على قاعدة التهليلة إحداها في الأعلى والثانية في الأسفل، إذ إن الألوان المستخدمة فيها هي الأزرق الغامق والذهبي الغامق، فالتهليلة بالأزرق الغامق والشهادتان باللون الذهبي الغامق، وقد كررت الكتابة عشر مرات بفواصل قليلة بينها تقدر بأقل من نصف متر، وأما عرض الكتابات فتقدر بأكثر من متر، ويوجد على القُبة سلالم حديدية ظاهرة على الجهة الشمالية الغربية، وذلك لأجل تغيير الرُمانة والضوء وهي مصنوعة من قشرة واحدة.
هذا وقد لا حظنا أن القبة متصدعة وعندما سألنا عن ذلك، فقيل لنا بأنها من أثر القصف الإسرائيلي للمنطقة في حرب تموز عام 2006م.

(314)

المئذنة
إن للمرقد مئذنتين يتوسطهما باب صحن المصلى الوحيد والذي يقع الى جهة الشرق على الشارع العام، وترتفع المئذنة عن سطح أرض الشارع مقدار 16متراً ومن سطح صحن المرقد نحو 30متراً، وقطرها في العموم يقدر بمتر واحد، وهي بشكل عام سداسية الأضلاع، قاعدتها من سطح جدار صحن المصلى مربعة الشكل بارتفاع متر ونصف تقريباً، مكسية بالحجر المحلي، ثم ينحسر قطرها قليلاً لتكون مسدسة الأضلاع وذلك بارتفاع مترين، كتب في كل ضلع «الله أكبر» بالخط الكوفي، وقد جاءت أرضية زرقاء مكسية بالقاشاني ومحاطة بالزخارف الهندسية، وتمتد المضلعات بارتفاع مترو احد تقريباً، كتب عليها باللون الأبيض آية الكرسي (الآيات الثلاث) هلة أرضية زرقاء داكنة وذلك من اليمين الى اليسار، وفوقها توجد كتيبة أخرى صغيرة الحجم بعرض حوالى 20سم كتبت باللون البرتقالي أودع فيها هذه الآية المباركة:( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون)(1).
ثم إن المئذنة أخذت من فوقها تنحو بمنحى آخر حيث أصبحت مضلعة مسدسة يفصلها رخام حمصي اللون بارز، وكتب في خمس مقاطع من كل ضلع منها كتيبة بالخط الكوفي الهندسي ما يلي:
أولها من الأسفل:« حسن حسن حسين حسين» بشكل معاكس.
ثانيها: «علي فاطمة» بشكل معاكس.
ثالثها: «علي» أربع مرات متداخلة.
رابعها:«محمد» أربع مرات متداخلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الحشرة، الآية: 23.

(315)

خامسها: «الله» أربع مرات متداخلة.
وفوقها أكسي بالقاشاني الملون والمزخرف بالأشكال الهندسية مقدار ثلاثة أرباع المتر، ومن بعدها تتوسع مساحة المئذنة بمقدار نصف متر دائرياً ليكون قطرها نحو مترين، وبذلك تتكون المقصورة التي كانت تخصص للمؤذن، والتي تطل على الخارج إثني عشر نافذة مفتوحة، وحجرت قاعدتها بالقاشاني الأزرق النافذ، وكتب في أعلى كل نافذة منها أسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام. وفوقها يأتي السوجق وعليه الرمانة وفي قمتها وضع الهلال المعهود، وكلاهما مصنوعان منا لنحاس الأصفر، ويرقى الى كل واحدة من المئذنتين من الإيوان الكائن في صحن الصلى سلالم ملاصقة للمدخل، والذي منه يرتقى الى سطح المصلى ثم تستمر السلالم للارتقاء الى قمة المئذنة.

ش882
(39)

صورة عن إحدى المئذنتين

(316)

ش883
(40)

صورة المئذنتين والقبة

(317)

(318)