تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

الفصل الاول

الاقوال التي ذكرت مدفن الراس في دمشق متعددة:
1- مقابر المسلمين
ذكر الاسفراييني(1): ان الراس الشريف بقي في خزانة يزيد بن معاوية الى ان مات يزيد – سنة 64هـ - وبعد موته وجده سليمان بن عبدالملك(2) عظما ابيض فكفنه ودفنه في مقابر المسلمين.
ويضيف قائلا. ان يزيد بعد ان ارسل عليا – زين العابدين (عليه السلام) – ومن معه امر بدفن الرؤوس الا راس الحسين فانه ارسله خارج دمشق ومعه خمسون فارسا يحرسونه ليلا ونهارا وذلك من كثرة خوفه وفزعه، فلما مات يزيد – اتى به الحراس ووضعوه في خزانته(3).
وجاء في جواهر المطالب: ان يزيد بعدما نصبه–اي راس الشريف– في دمشق ثلاث ايام وضعه بخزانة السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك فجيء به وقد بقي عظما ابيض فكفنه وطيبه وصلى عليه ودفنه في مقابر المسلمين(4).
ونقل ابن شهراشوب قائلا: وروي ان سليمان بن عبدالملك-
___________
(1) الاسفراييني: هو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم النيسابوري (نحو 247 – 316هـ) ولد في نيسابور وتوفي فيها من المحدثين الذين رحلوا الى الحواضر العلمية، من مؤلفاته: الصحيح المسند.
(2) سليمان بن عبد الملك: مرت ترجمته.
(3) نور العين في مشهد الحسين: 44.
(4) اعيان الشيعة: 1/627 عن جواهر المطالب، عن تاريخ مدينة دمشق.

(244)

الاموي-راى رسول الله- في المنام- يبش(1) معه، فسأل الحسن البصري(2) عن ذلك، فقال: لعلك فعلت الى اهل بيته معروفا؟
فقال: رايت راس الحسين في خزانة يزيد فلما عرض علي لففته في خمسة دبابيج وعطرته وصليت عليه ودفنته وبكيت كثيرا.
فقال الحسن –البصري-: قد رضي عنك رسول الله بهذا الفعل(3).
وفي رواية اخرى: «أن الرأس الشريف مكث في خزائن بني أمية حتى ولي سليمان بن عبد الملك فطلب فجيء به وهو عظم ابيض فجعله في سفطه وطيبه وجعل عليه ثوبا ودفنه في مقابر المسلمين بعدما صلي عليه، فلما ولي عمر بم العزيز الأموي(4)سأل عن موضعه فنبشه وأخذه والله أعلم ما صنع به»(5).
ويروى ايضا ان سليمان بن عبد الملك دفنه بعد أن بقي في خزائن الأمويين الى عهده، فلما تغلب المسودة(6) سألوا عن موضعه ونبشوه وأخرجوه(7) إلا أن الرواية لم تذكر إلى أين أخذوه وماذا صنعوا به.
وفي رواية اخرى أنه بقي مدفونا الى عهد تيمورلنك(8) فنبشوه واخذوه
___________
(1) البش: طلاقة الوجه.
(2) الحسن البصري: هو ابن يسار.... (21 – 110هـ) ولد في المدينة وانتقل إلى البصرة وفيها توفي، وكان من علمائها وعليه تتلمذ واصل بن عطاء المعتزلي والذي قاد المعتزلة وصاحب فكرة الاعتزال التي اخذها منه.
(3) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 4/63، وجاء مختصرا في لواعج الاشجان: 217.
(4) عمر بن عبدالعزيز الاموي: ثامن الامويين الذين حكموا البلاد الاسلامية خلف سليمان بن عبد الملك عام 599 ومات عام 101هـ فخلفه يزيد بن عبد الملك، مرت ترجمته.
(5) لواعج الاشجان: 217، وعنه اعيان الشيعة: 1/627.
(6) المسودة: كناية عن العباسيين حيث اتخذوا السواد شعارا لهم كانوا يلبسون السواد – راجع لغت نامه دهخدا: مادة «مسودة» وكانت غلبتهم على الامويين سنة 132هـ.
(7) سيرة الأئمة الإثني عشر: 2/87.
(8) تيمورلنك: تمت ترجمته.

(245)

إلى بلادهم ودفنوه فيها(1) ولم يذكر متراً المكان الذي دفن فيه والظاهر هو مرو(2) لوجود بعض الاقوال بدفن الرأس الشريف فيها، ومرو كانت من البلاد التي حكمها المغول.
أما بالنسبة الى رواية الاسفراييني فلا يعتمد عليها وعلى كتابه نور العين فيما تفرد به على تفصيل اوردناه في محله(3).
وأما الرواية بذاتها وبشكل عام فهي في الغالب منسوبة الى القيل ومن ناحية ثانية اختلفت نهاياتها على اقوال مما يستشهم عنها الوضع لصالح الأمويين.
وأما ما ورد بأن الرأس الشريف دفن في مقابر المسلمين فلا بد من الحديث عن مقابر دمشق والتي كانت آنذاك عددا من المقابر تقع على ابوابها الرئيسية والتي منها مقبرة الباب الصغير، ومقبرة باب كيسان، ومقبرة باب توما ومقبرة الفراديس. إلى مقابر أخرى على الجهة الغربية ولا يخفى أن مقبرة باب الصغير تقع إلى جهة الجنوب، بينما مقبرة باب الفراديس تقع إلى جهة الشمال وما بينهما إلى جهة الشرق تقع المقابر الثلاث الأخرى، وكان من عادة الدمشقيين سابقا وضع المقابر على ابواب المدينة من خارج السور.
ثم إن الظاهر من قولهم مقابر المسلمين هو مقبرة باب الصغير، لأن مقبرة الباب الشرقي قريبة إلى حي اليهود، ومقبرة باب توما قريبة الى حي النصارى – حيث اختصت بموتاهم. أما مقبرة باب الصغير فهي مدفن جمع كبير من الأصحاب والتابعين، وقد قام السويدي(4) بوضع كتابه «زيارات الشام» لتحديد مزارات اعيان المدينة واعلامها منذ ان دخلها الإسلام الى
_________________
(1) سيرة الأئمة الاثني عشر: 2/87
(2) مرو: مدينة تركمنستان ويقال لها اليوم ماري وقد فتحها المسلمون عام 651هـ، ومنها خرج أبو مسلم الخراساني.
(3) راجع معجم المصنفات الحسينية حرف النون من هذه الموسوعة.
(4) السويدي: هو عثمان بن أحمد بن محمد، نسبة إلى بلده السويداء، كان من أعلام عصره توفي بعد عام 1117هـ.

(246)

عصره، وقد قسم كتابه إلى ستة فصول ذكر في كل منها مدافن الأعيان والأعلام ولكنه توقف كثيرا في الفصل الثالث عند مقبرة باب الصغير ليعدد مدفن العديد من الصحابة والتابعين واعلام المسلمين(1) ما يفهم منه أنه المراد بقولهم مقابر المسلمين.
وممن يذكر مدفنه هناك هو معاوية بن ابي سفيان الأموي، وهو يوحد ما ورد في بعض الروايات بأن يزيد دفن الرأس الشريف عند قبر أبيه، وسيأتي الحديث عنه، وأما قبر معاوية الذي هو على مقربة من الجامع الأموي أو بالأحرى هو ما بين الجامع تقريبا ومرقد السيدة رقية (عليها السلام) فهو قبر معاوية الثاني ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان(2).
ونرى بأن خلطا حصل بين الرأس الشريف ورؤوس الشهداء الآخرين من أهل بيت الحسين (عليه السلام) فلذلك نتحمل أن الرواية ان صح ما فيها صح فالمراد أنهم دفنوا رؤوس شهداء كربلاء في مقبرة باب الصغير، وليس رأس الحسين (عليه السلام)، فلو كان الرأس الشريف دفن فيها لكان له هناك مشهد معروف ولا يعقل أن تذكر رؤوس الشهداء ولا يذكر رأس الحسين (عليه السلام)، بل هناك من يتم رواية كونه كان في خزائن يزيد: إنهم وجدوه في خزانة ليزيد بن معاوية فكفنوه ودفنوه في دمشق عند باب الفراديس(3).
2- عند قبر معاوية
هناك قول ذهب إلى أن يزيد بن معاوية لما شاهد الاضطراب وقع بين الناس حين أحضر الرأس الشريف والسبايا الى دمشق، عجل في ترجيل الاسرى ودفن الرأس الشريف عند قبر أبيه معاوية بن أبي سفيان(4).
إن هذا القول لم يشفع بدليل، وإن صح فهو متحد مع القول بأنه دفن في مقابر المسلمين حيث إن قبر معاوية واقع في مقبرة باب الصغير.
__________
(1)حيث أخذ منه حيزا كبيرا وذلك ما بين الصفحات 43-85.
(2) راجع زيارات الشام: 49.
(3) راجع سيرة الأئمة الإثني عشر: 2/84 عن أبي الدنيا.
(4) راجع الحسين بن علي لعلي جلال الحسيني: 139، سيرة الائمة الاثني عشر: 2/86.

(247)

3- سور البلد
روي أن الرأس الشريف دفن في سور البلد(1).
لم يذكر المصدر الذي نقلنا عنه مصدر هذه الرواية ولا دليلا عليها ومن هنا عزاه إلى القيل، وإن صح فلعله أراد عند سور الجامع وهو المقام الذي لا زال قائما عند باب جيرون، وعليه فليس قولا برأسه.
ولا يخفى أن لدمشق ثلاثة أسوار تحيط بها أكبرها هو أحدثها وهو السور الروماني(2) واصغرها هو أحدثها وهو السور العموري الكنعاني(3) فكانت تضم المعبد وابوابه الخارجية الأربعة، باب جيرون شرقا وباب الفراديس شمالا، وباب البريد غربا، والباب الجنوبي الذي كان يمتد منه طريق مباشر إلى قصر الملك الذي كان يقع جنوب المعبد عند الشارع المستقيم (مدحت باشا)(4) إذا فالمقصور من سور البلد الذي وضع فيه رأس الإمام الحسين (عليه السلام) هو سور المسجد (المعبد) وهذا يطابق مع ما هو معروف الآن بمشهد الإمام الحسين حيث يوازي باب جيرون.

_____________
(1) سيرة الأئمة الاثني عشر: 2/86
(2) والسور المتوسط بينهما هو السور الآرامي والذي كان يمتد إلى الشرق إلى طريق القصاع الواقع بين القشلة وباب توما، بينما يمتد إلى الغرب إلى حدود القلعة الحالية، أما من الشمال فيبتعد قليلا عن السور القديم إلى زقاق السبع الطوال، واما من الجنوب فيمتد إلى آخر شارع الأمين وحتى الفيجة وحدوده شارع الاصلاح في الشاغور.
(3) السور العموري: هو السور الأول للمدينة وكان عبارة عن مستطيل شاقولي يحده من الشكال نهر بردى، ويمتد إلى الجنوب إلى تلة السماكة فهي تضم المعبد (المسجد) شمالا والقصر الملكي جنوبا، وبينهما اسواق البيع ومنها سوق البزورية، فهو من أقدم معالم دمشق.
(4) راجع دمشق القديمة واهل البيت: 10.

(248)

4- عند باب توما
روى الذهبي(1): عن ابي كرب(2) أنه قال: كنت فيمن توثب على الوليد ابن يزيد في دمشق فأخذت سفطاً وقلت: فيه غنائي، فركبت فرسي وخرجت به من باب توما، ففتحته فإذا فيه رأس مكتوب عليه هذت رأس الحسين بن علي، فحفرت له بسيفي فدفنته(3). إنه لم يحدد مكان دفنه ولكنهم استظهروا أنه دفنه عند باب توما وبما أنه هناك مقبرة ماثلة فقيل بأنه دفن هناك.
في هذا المضمون روى ابن نما(4) عن منصور بن جمهور(5): إنه دخل خزانة يزيد بن معاوية لما فتحت وجد به، فقال لغلامه سليم: احتفظ بهذه الجونة فانها كنز من كنوز بني أمية، فلما فتحها إذا فيها رأس الحسين (عليه السلام) وهو مخضوب بالسواد، فقال لغلامه: آتني بثوب فأتاه به فلفه ثم دفنه في دمشق عند باب الفراديس عند البرج الثالث مما يلي المشرق»(6).
ونحتمل والله العالم أن القصتين واحدة وان أبا كرب هو كنية منصور ابن جمهور ويؤيد ذلك ما ورد في أحوال منصور بأنه في عام 126هـ خرج
________________
(1) الذهبي: هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبدالله التركماني (673- 748هـ) أصله من ميافارقين توفي في دمشق، من كبار المؤرخين، من آثاره: التلويحات في علم القراءات، المستدرك على مستدرك الحاكم، ومسألة خبر الواحد.
(2) أبو كرب: هناك خالد بن معدان بن أبي كرب المكنى بابي عبدالله الكلاعي الحمصي والمتوفى سنة 103هـ، والذي له شعر في الامام الحسين (عليه السلام) راجع ديوان القرن الثاني: 141، ولكن الموجود هو أبو كرب لا ابن أبي كرب.
(3) سيرة اعلام النبلاء: 3/316 وتاريخ الاسلام له ايضا: 5/20 ونقل عن الأخير سيرة الأئمة الاثني عشر: 2/87 ولا يخفى أنه ذكر الراوي بكنيته «أبو كرب».
(4) ابن نما: هو جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما المتوفى سنة 680هـ، سبقت ترجمته.
(5) منصور بن جمهور: هو حفيد حصن بن عمرو الكلبي توفي سنة 133هـ، كان من الفرسان في العصر الأموي، فلما استولى السفاح العباسي على الأمر سنة 132هـ وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فهزم المنصور وهرب إلى المفازة فمات فيها.
(6) مثير الاحزان: 106 وعنه نقل لواعج الاشجان: 217 واعيان الشيعة: 1/627 وكلاهما ذكروه منصور بن جهور وهو تصحيف.

(249)

مع يزيد بن الوليد الأموي على ابن عمه الوليد بن يزيد الأموي فاسقط الوليد وبويع ليزيد(1).
ولعل الخطأ في الروايتين يكمن في تسمية الباب وهو من الخلط بين الأبواب، أو لعل خروجه كان من باب توما ولكنه عاد ودفنه في باب الفراديس.
5- اماكن اخرى في دمشق
منها في خزانة يزيد، الحائط، دار الإمارة، كلها صفات وليس فيها تحديد الموقع لأن جميعها يمكن أن يجمع في مكان واحد فإذا كانت خزانة يزيد في الحائط في دار الإمارة، أو كان في حائط عند باب الفراديس أو غيره صدق الأمر إذا فهو مزيد توضيح دون أن يراد بأنه دفن في موقع آخر دون هذا.
وقد نقل سبط ابن الجوزي(2) عن ابن أبي الدنيا(3) أن الرأس الشريف وجد في خزانة يزيد في دمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس(4). وأما البلاذري(5) فقد ذكر بأنه في دمشق في دار الامارة(6)، وأيده الواقدي(7) أيضا(8).
___________
(1) الأعلام للزركلي: 7/298
(2) سبط ابن الجوزي: هو يوسف بن فرغلي بن عبدالله البغدادي (581-654هـ) ولد في بغداد وتوفي في دمشق، كان حنبلي المذهب وبعدما تفقه اصبح حنفيا، وكان فقيها واعظاً، له من المؤلفات: ايثار الانصاف، الايضاح لقوانين الاصطلاح، ومرآة الزمان.
(3) ابن أبي الدنيا: هو عبد الله بن محمد بن عبيد الله القرشي البغدادي (208 – 281هـ) ولد وتوفي في بغداد. كان من المؤدبين لابناء سلاطين العباسيين، وكان كثير التأليف، ومن آثاره: مكارم الاخلاق، الفرج بعد الشدة، وقرى الضيف.
(4) تذكرة الخواص: 266.
(5) البلاذري: هو أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي (...- 279هـ) مؤرخ، ونسابة، وشاعر توفي في بغداد، وكان يجيد الفارسية وقد ترجم عنها بعض الكتب، من مؤلفاته: فتوح البلدان، وأنساب الأشرف.
(6) تذكرة الخواص: 266.
(7) الواقدي: هو محمد بن عمر بن واقد المدني البغدادي (130 – 207هـ) ولد في المدينة وتوفي في بغداد حيث انتقل إليها سنة 180هـ، مؤرخ محدث، له: أخبار مكة، وكتاب صفين، وفتوح الشام.
(8) تذكرة الخواص: 226.

(250)

وأخيرا قال سبط ابن الجوزي: ففي أي مكان رأسه ـ الشريف- أو جسده – المبارك - فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الأسرار والخواطر(1)، -وقد انشده أبو بكر الألوسي(2) في هذا المعنى قائلا من مجزوء الكامل:

لا تـطـلـبـوا الـمـولـى حـسـيـن بـارض شــرق أو بـغــرب
ودعــوا الـجـمـيــع وعــرجــوا نـحوي فمشهده بـقـلبي(3)
6- المسجد الأموي
حينما يذكر عند باب الفراديس بالطبع يقصد أنه مدفون في المسجد عند باب الفراديس وهذه الباب هو الباب الواقع إلى جهة الشمال من المسجد الجامع، وللايضاح نشير إلى ما قد سبق وبيناه أن المسجد بشكل له أربعة أبواب باب إلى جهة القبلة ويقال له باب الزيارة، والواقع إلى جهة الغرب يسمى باب البريد، والواقع إلى جهة الشرق يقال له باب جيرون، واما الواقع إلى جهة الشمال فيقال له باب الفراديس، ومن المعلوم أن باب الزيارة الواقع قبلي المسجد يقع في القسم المسقف من المسجد وهذا الباب في الأساس كان يقع في منتصف المسجد إلا أنه نقل إلى الثلث الأخير من المسجد (نحو الغرب) واغلق الباب الذي كان قائما في الوسط وأبدل إلى محراب. وأما بقية الأبواب فكلها واقعة في ساحة المسجد غير المسقف فمن يدخل من باب الفراديس فإنه يجد على يساره مشهد الامام علي (عليه السلام) والإمام السجاد (عليه السلام) ومشهد الرأس الشريف، ومن يدخل اليوم من باب جيرون المغلق فإن المشاهد الثلاثة تقع على يمينه، وبذلك يصح القول
______________
(1) تذكرة الخواص: 226.
(2) أبو بكر الألوسي: هو عطاف بن محمد بن علي الألوسي (494- 557هـ) ولد في دجيل، ولما هجا المقتفي العباسي سجن وعمي في السجن وأفرج عنه أيام المستنجد فسافر إلى الموصل وتوفي فيها، له ديوان شعر.
(3) تذكرة الخواص: 226.

(251)

بأن مشهد الحسين (عليه السلام) عند باب الفراديس، أو عند باب جيرون، وفي وضعه الحالي فإن المشاهد ومدخله يعد الأقرب توجها إلى باب الفراديس بغض النظر عن غلق باب جيرون.
إذن فالقول بأنه مدفون في المسجد وانه مدفون عند باب الفراديس متحدان، وإذا قلنا بإمكان الجمع بين هذا وبين كونه في حائط من خزانة يزيد في دار الإمارة أصبحت الاقوال الخمسة واحدة، بل إذا قيل إنه مدفون في سور بلد، وقلنا بأن المراد به السور العموري الكنعاني (أي السور القديم) اتحدت الأقوال الستة.
ومن جهة أخرى إذا توصلنا أن القول الذي ذهب إلى أنه مدفون عند قبر معاوية الأول، والقول بأنه مدفون في مقابر المسلمين، اصبح لدينا موضعان للرأس الشريف مقبرة باب الصغير، وفي المسجد الأموي، والجمع بينهما ربما يكون على اعتماد القول المرجح عندنا بأن هذه المشاهد للرأس الشريف كلها مقامات وليست مدافن له.
وعليه فإنه وضعه فترة هنا ثم نقله عند قبر أبيه، والعلة المذكورة في نقله إلى مقابر المسلمين ذكرت بأنه خاف غضب الناس حينما بان له اضطرابهم.
وعليه فيكون مقام الرأس أولا في المسجد وثانيا في مقبرة باب الصغير ثم سلمه إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) على المختار.
وعلى القول بأن هذه المشاهد مدافن فإن الأقوال كلها ترى في النتيجة أن الرأس الشريف دفن عند باب الفراديس أي المكان الموجود إلى يومنا هذا0 إذا فالاقوال كلها واحدة والتركيز يجب أن يكون على هذا المشهد القائم إلى يومنا الحاضر في المسجد الأموي.

7- عند باب الفراديس
سبق وحددنا باب الفراديس بأنه الباب الشمالي للمسجد الأموي الواقع في وسط ساحة المسجد المكشوفة وقد سمي على اسم باب المدينة أو بالعكس وتعني الروضات أو الجنان ومفردها الفردوس وهي رومية

(252)

دخيلة(1) وقد ذكر المؤرخون بأن الرأس الشريف دفن أو وضع على مقربة من باب الفراديس، وكل منهم عبر بشكل من الأشكال عن ذلك ونحن الأن نسرد اقوالهم ونصوصهم لمعرفة الحال لننتقل بعدها إلى عمارة المشهد:
يقول ابن شداد(2): «فيه – أي باب الفراديس- قناة يقال بأن رأس الحسين (عليه السلام) وضع فيها حين أتي به إلى دمشق»(3) ، والقناة كما في اللغة بما يناسب المقام: الحفرة التي تحفر ليجرى فيها الماء، والمعنى الأنسب في القناة في الحائط: الجانب الذي يفيء عليه الفيء.
وينقل صاحب ثمار المقاصد عن ابن شداد لدى سرده لمساجد دمشق: «مسجد عند باب المسجد الجامع يعرف بمشهد الرأس، في قناة يقال: أن فيه رأس الحسين عليه السلام وضع فيه حين أتى به الى دمشق»(4) وظاهر العبارة توحي أن هذا الموضع هو مكان مكث الرأس الشريف فيه حينما أوصلوه إلى دمشق مع الأسرى، وليس فيه ما يدل على الدفن، كما هو ظاهر من كلام ابن شداد أيضا.
وقال ابن أبي الدنيا: «وجدوا في خزانة ليزيد بن معاوية رأس الحسين (عليه السلام) فكفنوه ودفنوه في دمشق عند باب الفراديس»(5).
وجاء في المجاني الحديثة لدى ذكره للجامع الأموي: وفي وجه
_________
(1) دائرة المعارف الشيعية العامة: 14/93 عن المصباح للفيومي: 2/35 ومعجم البلدان: 6/349، وقد وردت المفردة في القرآن في سورة (المؤمنون)، الآية: 11 (الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) أي الجنة.
(2) ابن شداد: هو محمد بن علي بن ابراهيم بن شداد الانصاري (613-684هـ) مكن المؤرخين، ولد في حلب وتوفي في القاهرة في شهر صفر، له «سيرة الملك الظاهر».
(3) المساجد الشريفة: 114 عن الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة: لابن شداد.
(4) ثمار المقاصد في ذكر المساجد: 86.
(5) سيرة الأئمة الإثني عشر: 2/84 عن تاريخ ابن أبي الدنيا، أعيان الشيعة: 1/626 عن جواهر المطالب: وفيه أنه بعدما مات يزيد.

(253)

اليسار منه مشهد كبير حفيل كان فيه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما ثم نقل إلى القاهرة»(1).
جاء في هامش حوادث دمشق اليومية: هناك ذكر خاص يسمى المحيا يقام في مشهد الحسين بالمسجد الأموي في دمشق في شهر رمضان كل عام وله وقف خاص تتوارثه أسرة معينة(2).
وفي كتاب العدل الشاهد: والدليل على ذلك – أي كون أن الرأس دفن في دمشق- ان بعض العلماء عمد إلى مكان قديم قريب من باب الفراديس، وشرع في هدمه ليجعله خزانة لحفظ الكتب فعثر على طاق في الجدار محكم السد بحجر كبير مكتوب عليه بالنقش في الحجر، ما فهموا منه: «إن هذا مشهد رأس الحسين السبط» فرفعوا ذلك إلى والي الشام فذهب ورأى بنفسه وأمرهم أن لا يحدثوا في المكان شيئا، ثم رفع الأمر إلى السلطان عبد المجيد خان ابن السلطان محمود خان(3)، فأمر بكشف ذلك المكان بحضور جمهور من العلماء والأمراء ووجوه الناس وكشفوا الحجر الذي عليه الكتابة فوجدوا فجوة خالية ليس فيها شيء وبعد أن رآها الحاضرون أمر بسدها كما كانت، ورفع ذلك إلى سلطان عبدالمجيد فأمر بصنع طوق من الفضة حول الحجر.
وكنت أعلم مقدار وزنه وأظنه سبعة آلاف درهم، وأن هذه الإمارة تدل على أن هذا الرأس دفن في دمشق وبعدها بنحو مائة عام ظهر مشهد عسقلان وانتقل من عسقلان إلى القاهرة بواسطة الملك الصالح الطلائع(4) في نصف القرن السادس(5).
¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬__________
(1) المجاني الحديثة: 5/170 وربما نقل ذلك عن رحلة ابن جبير: 242.
(2) حوادث دمشق اليومية بين 1154 – 1175هـ: 180 وفيه أن الشيخ محمد بن أحمد بن سوار اشتهر بشيخ المحيا لأجل ذلك. وقد توفي ليلة الخميس التاسع عشر من شهر صفر عام 1267هـ.
(3) السلطان عبدالمجيد العثماني الأول ابن محمود العثماني الثاني الخليفة الواحد والثلاثون من الدولة العثمانية حكم من عام 1256هـ وحتى عام 1277هـ.
(4) الطلائع بن رزيك: الأرمني (495-556هـ) يلقب بالملك الصالح ويكنى بأبي الغارات من اعلام الامامية، تولى الوزارة في القاهرة في عهد الفائز الفاطمي سنة 549هـ، قتل غيلة. له من المؤلفات: ديوان شعره، الاعتماد في الرد على اهل العناد.
(5) راجع سيرة الائمة الاثني عشر: 2/86 عن العدل الشاهد في تحقيق المشاهد.

(254)

يستخلص من النص امور وهي:
1- إن الرأس الشريف كان هنا ثم أخذ من هذا المكان.
2- إن مشهد عسقلان ظهر بعد مائة عام من دفنه.
3- إنه من هنا انتقل الرأس الشريف إلى عسقلان.
4- من عسقلان انتقل إلى القاهرة بواسطة طلائع بن زريك وبالتحديد في منتصف القرن السادس –الهجري-.
5- إنهم اكتشفوا عدم وجود الرأس في الجامع الأموي في عهد السلطان عبدالمجيد بن محمود العثماني.
إن النص يؤكد الرأس غير موجود الأن في مشهد الحسين ِ”عليه السلام» في الجامع الأموي، وانما هو مكان وضع فيه مؤقتا، ولكننا أن نوافقه بأنه وضع في هذا المكان أيام مكوث الرأس، ولكننا لا نوافقه على بقائه مدفونا بل محفوظا خوفا من السرقة واضطراب الناس وخوف يزيد على حكمه.
ومما يرد على هذا النص أنه لم يحدد تاريخ الدفن حتى يحدد عام انتقاله إلى عسقلان، فإن أراد بأن الدفن وقع في عام 61هـ فهذا يعني في 161هـ نقل الى عسقلان ولكن لا دليل له على ذلك، وهذا يعني ايضا بأن النقل حدث في عهد العباسيين أيام المهدي العباسي(1) وهو ينافي ما قيل من أن الفاطميين هم الذين نقلوه إلى عسقلان حيث إن الفاطميون حكموا سنة 297هـ، كما هو مخالف للأقوال الأخرى التي ذكرت نقله إلى عسقلان والذي سنأتي على ذلك فيما بعد من هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
كما ينافي ما قيل تيمورلنك حين غلب على سوريا سنة 805هـ وتوفي سنة 808هـ، نقله من دمشق إلى بلاده، ولكنه لا ينافي مع ما قيل بأن
________________
(1) المهدي العباسي: هو محمد بن عبد الله (المنصور) الذي حكم ما بين (158 و169هـ) حكم بعد ابيه المنصور عبد الله بن محمد وحكم بعده ابنه العادي موسى، وكان المهدي ثالث سلاطين العباسيين.

(255)

الحكام الأمويين اخرجوه ودفنوه في هذا المكان أو بعثوه إلى كربلاء(1) كما سيأتي الحديث عن ذلك.
إن نقله من المسجد الأموي إلى عسقلان ينافي عددا من الأقوال الأخرى التي سبق وذكرناها إلا القول الذي ذهب إلى أن الفاطميين هم الذين نقلوه إلى عسقلان أيام حكمهم(2) ولكنه يتناقض مع تجديده بمائة عام إلا إذا قيل بأن المائة عام من يوم اخرجه ملوك بني أمية منهم سليمان بن عبد الملك الأموي (96-99) أو عمر بن عبد العزيز (99-101هـ)(3) أو اخرج سفوط الوليد بن يزيد 126هـ، فيكون بعد مائة عام حوالي عام 196هـ أو 226هـ. والفاطميون بدأ حكمهم عام 297هـ وكام وصولهم إلى مصر عام 361هـ ونقلهم للرأس الشريف من عسقلان في 491هـ.
وأما قوله بأنه نقل من عسقلان إلى مصر في عهد طلائع فإنه تولى الوزارة في عهد الفائز بنصر الله الفاطمي(4) عام 549هـ والاقوال في نقل الرأس الشريف إلى مصر مختلفة فمنها سنة 491هـ ومنها سنة 548هـ ومنها 549هـ، وسنأتي على ذكر التفاصيل وبيان ما يمكن الجمع بين روايات نقل من عسقلان إلى القاهرة.
والكشف عن خلو المكان من الرأس الشريف في عهد السلطان عبد المجيد الأول ابن محمود الثاني الذي حكم ما بين (1256-1277هـ) أمر غريب بعدما لاحظت من الأقوال في نقل الرأس سواه في مسألة الدفن أو المكوث، فإن قيل إن تلك الأقوال اكتشفت فيما بعد مما
_______________
(1) لقد ورد في لواعج اللأشجان: 217 أن عمر بن عبد العزيز الأموي بعثه إلى كربلاء فدفن عند الرأس.
(2) راجع تاريخ الخلفاء الفاطميين بالغرب: 739، عن خصائص الأئمة للواقدي.
(3) راجع البلاغة العلوية: 30 عن تاريخ البلاذري وتاريخ الواقدي.
(4) الفائز بنصر الله الفاطمي: هو عيسى بن اسماعيل (الظافر بأمر الله) بنت عبدالمجيد (الحافظ لدين الله) الثالث عشر من سلاطين الفاطميين تولى الحكم بعد ابيه سنة 549هـ وتولى بعده العاضد لدين الله عبد الله بن يوسف ابن الحافظ لدين الله عبد المجيد.

(256)

يؤثر في مصداقيتها أو ان الولاة وأهل الشام كانوا غافلين عن ذلك وهذا أيضا يوجب الضعف في مثل هذه الأقوال جميعها، ولعل كشف الذي حدث في عهد العثمانيين يؤكد على خلو المكان من الرأس، وربما أن هنا كان مكان الكمث فقط وإنما احتفظ به تكريما أو غفلة.
إذا جل الأقوال السابقة تؤول إلى قول بأن هذا الموضع القائم اليوم كان فيه الرأس الشريف ومن أكثرها تحديدا ما رواه ابن نما عن منصور بن جهور الكلبي المتوفى سنة 133هـ حيث يذكر بأنه دفنه «عند باب الفراديس عند البرج الثالث مما يلي الشرق» أي في القوس الثالث بعد باب الفراديس شرقاً وهو يطابق المكان المعروف اليوم، ومن هنا علق السيد الأمين(1) على رواية ابن نما قائلا: وكأنه الموضع المعروف الآن بمسجد أو مقام أو مشهد رأس الحسين (عليه السلام) بجانب المشهد الاموي في دمشق وهو مشهد مشيد معظم(2).
ولكن السيد معروف الحسني(3) يعلق بشكل آخر بعد سرده للاقوال:
أما خروجه من الشام إلى عسقلان أو الرقة أو المدينة أو القاهرة، أو أنه بقي خزائن بني أمية وغير ذلك فليس فيما بأيدينا من المصادر ما يوجب الاطمئنان إلى شيء من ذلك، ومن الجائز القريب أن يكون يزيد بن معاوية قد دفنه في الشام إما إلى جانب المسجد أو مقبرتها، لأنه قد أحس بالنقمة العارمة عليه وعلى البيت الأموي بصورة عامة، لذلك فقد كان يحاول تلافي أخطار جريمته التي لم يسجل التاريخ لها مثيلا ويتملق إلى الإمام زين العابدين وإلى سبايا ويتنصل من ابن زياد ويلعنه في المجتمعات ويقول: لقد حملني ابن مرجانة ما لا أطيق.
¬_________________
(1) السيد الأمين: هو محسن بن عبد الكريم العاملي سبقت ترجتمه.
(2) إعيان الشيعة: 1/627.
(3) السيد معروف الحسني: هو هاشم بن معروف الحسني الحسيني (1333-1400هـ) ولد في جناتا وتوفي في بيروت، من علماء الإمامية، له مؤلفات جمة منها: تاريخ الفقه الجعفري، من وحي الثورة الحسينية، وسيرة المصطفى.

(257)

ومن البعيد في مثل هذا الجو المشحون بالقلق والاضطراب أن يترك رأس الحيسن (عليه السلام) بين يديه أو في خزانه في حين أن بقاءه يثير الأحزان ويعيد إلى الأذهان صوراً لتلك المأساة التي احس المسلمون بمرارتها وأحس هو وأسرته بأخطارها، ويترك آثارا سية لا يمكن تلافي نتائجها، لذلك فاني ارجح أن يكون دفنه تم خلال الأيام الأولى من دخوله إلى الشام، أما باب الفراديس أو مقبرتها أو في مكان ما، أما نقله بعد ذلك الى عسقلان ومنها إلى القاهرة أو الى مكان آخر فليس محال، ولكن ثبوته يحتاج إلى دليل وما ذكروه لا يصلح أن يكون دليلا(1).
ولم تنزل لنا التعليقتان شيئا من الغموض، وكان علينا نقلهما لمزيد الاطلاع بل أن ثاني المعلقين أراد كتابه أن يجعل دفن الرأس الشريف في المسجد الأموي قولاً برأسه في قبال دفنه عند باب الفراديس، وهذا ما لم يقله أحد بل يطلق المسجد على كل من المصلى والساحة في العرف العام(2).
ولكن مما يؤكد أن الموضع الذي في الجامع الاموي والماثل إلى يومنا هذا هو المكان الذي وضع فيه الرأس الشريف ما رواه الصفار(3) عن محمد بن حسان، عن علي بن خالد قال: كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا(4)، وقالوا: إنه تنبأ. قال: فأتيت البا وداريت البوابين حتى وصلت إليه، فإذا رجل له فهم وعلق، فقلت له: يا هذا ما قصتك؟ فقال: إني كنت رجلا بالشام ِأعبد الله في الموضع الذي يقال إنه نصب في رأس الحسين (عليه السلام)، فينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله تعالى، إذ رأيت شخصا بين يدي
ــــــــــــــــ
(1) سيرة الأئمة الاثني: 2/88.
(2) سيرة الأئمة الاثني: 2/86
(3) الصفار: هو محمد بن الحسن بن فروخ المتوفى سنة 290هـ كان من أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) (232-260هـ) من أجلة علماء الإمامية ومن الثقات، ومن مؤلفاته: كتاب الصلاة، وكتاب المواريث، وكتاب فضل القرآن.
(4) المكبول: المقيد بالسلاسل.

(258)

فنظرت إليه فقال لي: «قُمْ»، فقمت معه فمشي بي قليلاً فإذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: «أتعرف هذا المسجد؟» فقلت: نعم هذا مسجد الكوفة، قال: فصلى فصليت معه ثم انصرف وانصرفت معه، فمشى قليلا فإذا نحن بمسجد الرسول (عليه السلام) فسلم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وصلى وصليت معه، ثم خرج وخرجت فنشى قليلا فإذا أنا بمكة، فطاف بالبيت وطفت معه، ثم خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله تعالي فيه بالشام، وغاب الشخص عن عيني، فبقيت متعجبا حولا مما رأيت.
فلما كان العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به، ودعاني فأجبت، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلما أراد مفارقتي بالشام قلت له: سألتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا اخبرتني من انت؟ فقال: «أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر».
فحدثت من كان يصير إلي بخبره، فرقي ذلك إلى محمد بم عبد الملك الزيات، فبعث إلي وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى، وادعي علي المحال.
فقلت له : فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبد الملك الزيات.
فقال: افعل
فكتبت عنه قصة شرحت أمره ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك الزيات، فوقع في ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردك من مكة إلى الشام، أن يخرجك من حبسك هذا.
قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزونا عليه. فلما كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وأصحاب السجن وخلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت عن حالهم فقيل لي: المحمول من الشام

(259)

المتنبىء افتقد البارحة من الحبس، فلا يدرى أخسفت به الأرض أو اختطفه الطير!
وكان هذا الرجل – أعني علي بن خالد- زيدياً، فقال بالإمامة لما رأى ذلك وحسن اعتقاده(1).
كما ونستظهر من الروايات التاريخية التي ذكرت في المقاتل أن الرأس الشريف علق ثلاثة أيام عند باب قصر يزيد بن معاوية وأنهم أوقفوا الركب ثلاث ساعات على درج المسجد اي درج باب جيرون(2) الذي على مقربة من هذا المشهد كما يمكن ملاحظته من الخريطة، سلالم باب جيرون أولاً وبعده بقليل إلى جهة الشمال موقع الرأس، ثم بعده بقليل شمالاً دار يزيد كل ذلك يكشف لنا أن هذا المكان المنسوب إلى رأس الإمام الحسين (عليه السلام) يمكن أن يكون صحيحاً وهو موضع صلبه هنا(3).
__________
(1) بصائر الدرجات للصافر (290هـ): 422، والكافي للكليني (329هـ): 1/492، ودلائل الإمامة للطبري (القرن 4هـ): 214، والارشاد للمفيد (413هـ): 1/289، والاختصاص للمفيد: 320، واعلام الورى للطبرسي (548هـ): 2/96، والخرائج والجرائح للراوندي (573هـ): 1/380، ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب (588هـ) وكشف الغمة للاربلي (693هـ): 3/210، والفصول المهمة لابن الصباغ (855هـ): 271، وبحار الأنوار للمجلسي (1111هـ): 5/38، وقد رواه المجلسي بنصين أورد الآخر في الهامش ولا يختلفان كثيراً، ومن موارد الاختلاف «في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين».
(2) باب جيرون: من الجدير بالذكر أن هناك بابين يسميان بباب جيرون أحدهما خاص بسور مدينة دمشق والآخر خاص بمسجد الأموي، وكلاهما باتجاه واحد، وهناك من يقول: إن توقفهم كان عند باب سور المدينة، ويمكن ملاحظته فيما تقدم وأوردناه عن مسجد السقط.
(3) راجع اسرار الشهادوة: 3/440 حيث يقول: صلب رأسه في دمشق ثلاثة ايام، ويشير إلى اعتراض هند زوجة يزيد بن صلب الرأس الشريف على فناء بابها، وفيه 3/343، واقبلوا بالرأس إلى باب الساعات، عند دخولهم لأول مرة – وأوقفوه هنا ثلاث ساعات، ثم أمر بحط الرأس عن الرمح وأن يوضع في طشت ذهب إلى آخر كلامه، ويتسلسل في الأحداث والذي يظهر أنهم بعد ذلك صلبوا الرأس ثلاثة أيام على باب قصره، وجاء في وسيلة الدارين: 384، أن السبايا اقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا.

(260)

ش1072
(136)136

درج المسجد الأموي للباب الشرقي

ويفهم من نص أورده بعض المعاصرين نقلاً عن الفرضي(1) لدى ذكره للمزارات المشهورة للصحابة في دمشق ونواحيها: «والمشهور منهم بتربة باب الفراديس المسماة بمرج أبي الدحداح(2) الآن سمي مسجد الرأس داخل باب الفراديس في أصل جدار المحراب لهذا المسجد رأس الملك(3) الكامل(4) وقد أورد صاحب الثمرات هذا المقطع للقول بأن رأس الإمام
____________________
(1) الفرضي: هو ياسين بن المصطفى الدمشقي الماتريدي الحنفي المتوفى سنة 1095هـ كان من الفقهاء المشاركين في عدد من العلوم، ومن آثاره: اسنى المقاصد، نصرة المغتربين، والدرة السنية.
(2) أبو الدحداح: هو أحمد بن محمد بن اسماعيل التيمي الدمشقي ( - 328هـ). محدث، عرف بمحدث دمشق، واشتهر بلقب الصحابي في بعض المصادر إلا أنه خطأ، له كتاب: المنتقى.
(3) الملك كامل: هو محمد بن غازي ابن الملك العادل ابي بكر بن محمد بن أيوب (...-658هـ) حاكم ميافارقين حارب التتار إلى أن حاصروه سنة ونصف إلى أن فني أهل البلد كلهم، فلنا دخل التتار وجدوه مع من بقي معه موتى أو مرضى فقطعوا رأسه وحملوه إلى البلاد وطافوا به في دمشق وعلق رأسه على باب الفراديس، ثم دفن الرأس.
(4) ثمرات الأعواد: 2/59، عن النبذة اللطيفة في المزارات الشريفة للفرضي.

(261)

الحسين (عليه السلام) دفن في دمشق، حيث قال لدى سرده الأقوال في مدفن الرأس الشريف ما نصه .«وممن قال في دمشق ياسين بن مصطفى الفرضي».
ولكن العبارة لا تساعده، حيث إن الظاهر العبارة توحي أن المقصود هو مسجد الرأس نسبة إلى الملك كامل، كما أن المراد بباب الفراديس هو باب المدينة لا باب المسجد والذي عنده يكون مقبرة باب الفراديس التي عبر عنها بتربة باب الفراديس واكد ذلك بأنها المسماة بمرج أبي الدحداح، حيث ذكر صاحب الاشارات(1) والتي هي في الواقع قسم من مقبرة باب الفراديس الواقع في الجهة الشمالية من دمشق والتي عند باب دمشق (باب الفراديس) إذ يقول: «فيها مقبرة أبي الدحداح(2)، وفيها قبر أبي الدحداح الصحابي... وغيره»(3).
ومن هنا يمكن فهم ما يلي: الخلط بين باب الفراديس الذي هو باب مدينة دمشق وبين باب الفراديس الذي هو باب للمسجد، فالأول دفن عنده رأس الملك كامل، وعند الثاني وضع رأس الحسين (عليه السلام)، وربما والله العالم هناك الكثير من الخلط سواء في الرأس والدفن وما إلى ذلك وباب الفراديس جاء من الخلط بين الرأسين، وبين موقع البابين لأن المصدر يذكر بأن رأس الملك الكامل دفن في جدار باب المحراب للمسجد الذي في مقبرة باب الفراديس (باب دمشق) وعرفت المسجد بمسجد الرأس فتأمل ذلك.
وجاء في رحلة ابن بطوطة لدى حديثه عن أبواب الجامع الأموي وباب شرقي وهو اعظم ابواب المسجد ويسمى بباب جيرون، وله دهليز عظيم يخرج منه إلى البلاط عظيم طويل، أمامه خمسة أبواب. لها ستة اعمدة طوال، وفي جهة اليسار منه مشهد عظيم كان فيه رأس الحسين رض الله عنه»(4).
_______________
(1) صاحب الاشارات إلى الاماكن والزيارات المسمى بزيارات الشام هو عثمان بن أحمد السويدي الدمشقي المتوفى بعد عام 1117هـ.
(2) جاء في هامش الاشارات: ويقال لمقبرة أبي الدحداح مقبرة باب الفراديس.
(3) الاشارات إلى اماكن الزيارات: 93.
(4) رحلة ابن بطوطة: 110.

(262)

الفصل الثاني

بعدما أوردناه في الفصل الأول وما تقدمه من عرض عام وما سيلحق فيما بعد لدى حديثنا عن محط الرأس الشريف في كربلاء، وما سنتطرق إليه من محطمات قيل هي مدافن أو مقامات يتبين للقارىء ما نرجحه أن ما هو ماثل في دمشق في الجهة الشرقية من الجامع الاموي القسم المكشوف منه أنه مقام للرأس الشريف وذلك من حين وصوله إلى كربلاء وحتى انتقاله منها مع ركب الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ومن المحتمل أن يزيد أودعه في الكوة هذه وأحكم مدخلها تجبنا للسرقة أو خوف اضطراب الناس، ومن المرجح أنه لم يخبر بمكانه، واما احتمال أن هذا المشهد هو الموضع الذي وضعه فيه أمامه ونكث به أو ما شابه ذلك دليل عليه ولا شاهد يؤيده لأنه ليس في مجلس يزيد ولا في المكان المناسب، إلا إذا قيل نصبه في هذا المقام لكي يري الناس هيبته وأنه قتل الحسين (عليه السلام) ولكن هذا يتنافى مع اكثر النصوص بأن يزيد تزلزل ملكه بعد مقتل الحسين (عليه السلام) وأراد التخلص من الأسرى ومن الرأس لكبح جماح الناس وتهدئة النفوس، وعلى اي حال فإن لهذا المشهد تاريخاً من الإعمار نحاول أن نلقي عليه الضوء الكاشف لتتضح معالمه وسنسجله حسب السنين الهجرية إن شاء الله تعالى.
• في 2/2/61هـ وصل الرأس الشريف إلى دمشق ولعله وضع في هذا المكان ليشاهده الناس.
• في 2/2/61هـ وضع يزيد الرأس الشريف وسائر الرؤوس على صفة صغيرة واخذ يستطلع كل رأس ويستفسر عن حاله(1) وربما كانت هنا.
____________
(1) روضة الشهداء: 472.

(263)

• قبل 11/2/61هـ زار الإمام السجاد (عليه السلام) رأس ابيه وهو في طشت من ذهب مغطى بمنديل وضع في حجرة! - لعلها كانت هنا- وقال: السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته(1).
• في 11/12/61هـ رحل الرأس الشريف من دمشق إلى العراق بطلب من الإمام زين العابدين (عليه السلام) ولعله من هنا انطلق.
• بعد سنة 357هـ اعتنى الفاطميون بهذا المشهد اعتناء خاصاً حين حكموا دمشق ما بين سنة (357-467هـ)(2).
• وفي سنة 668هـ جدد الملك الظاهر(3) مشهد زين العابدين (مشهد الحسين) بعدما استولى عليه الخراب، وطرد من كانوا يتخذونه ملجأ إلا واحد منهم رأى فيه الصلاح والعبادة(4).
• في ربيع الثاني من سنة 669هـ دخل التتار دمشق واحرق تيمورلنك المسجد الأموي(5) وربما احترق معه مشهد الحسين (عليه السلام) ايضاً.
• إلى سنة 725هـ كان الفقيه عفيف الدين(6) يؤم الناس جماعة في مشهد الرأس(7) ثم أم بعده نجله شهاب الدين(8) الصقلي(9).
• إلى سنة 742هـ كان ابن الفويرة(10) يؤم الناس جماعة في المشهد
_____________
(1) معالي السبطين: 2/188 عن محرق القلوب للنراقي:
(2) دمشق القديمة وأهل البيت: 107.
(3) الملك الظاهر: هو بيبرس الأول المتوفى سنة 676هـ مضت ترجمته.
(4) الجامع الأموي للطنطاوي: 59 وعنه دمشق القديمة وأهل البيت: 73.
(5) دمشق القديمة وأهل البيت: 95.
(6) عفيف الدين: هو محمد بن عمر بن عثمان بن عمرالصقلي المتوفى سنة 725هـ في شهر صفر في دمشق وهو من أساتذة ابن كثير صاحب البداية والنهاية.
(7) البداية والنهاية: 14/96.
(8) شهاب الدين: هو أحمد بن محمد بن عمر (706-785هـ) كان من سكنة الصالحية، ومن الفقهاء.
(9) نقلاً عن الاعلام بفصائل الشام للمنيني، والعبر في خبر من غبر: 4/72.
(10) ابن الفويرة: هو يحيى بن محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلي الدمشقي (666-742هـ) توفي في مستهل شهر جمادى الأولى في دمشق. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: 4/427، وفيه أنه تولى نظر الأسرى وشهادة الخزانة، وذلك سنة 731هـ كما في العبر في خبر من غبر: 4/72.

(264)

الحسيني(1) وربما هو الذي ورد عنه في رحلة ابن بطوطة الذي وصل دمشق في سنة 726هـ « إذا سلم الشافعية من صلاته، أقام الصلاة اما مشهد علي، ثم أمام مشهد الحسين، ثم أمام مسجد الكلاسة»(2).
• قبل سنة 771هـ أقام محمد المرادي(3) وراء تلك الكوة ـ التي يقال إن رأس الحسين (عليه السلام)كان فيها- من داخل المسجد ضريحاً لاحترام مكان الرأس كي لا يوطأ بالأقدام قرباً منه(4) - إلى الله تعالى-.
• في سنة 771هـ وبالتحديد في الخامس من شهر ربيع الثاني جدد الأمير برقوق العثماني(5) المشهد الحسيني الشريف(6)
• في حدود 870هـ جدد الامير بك الظاهري(7) هذا المشهد الشريف(8).
• قبل عام 1117هـ وصف المشهد بالتالي: مشهد الحسين (مسجد
______________
(1) نقلا عن الاعلام بفضائل الشام للمنيني.
(2) رحلة ابن بطوطة: 111.
(3) محمد المرادي: ينتسب إلى قبيلة بني مراد المشهورة.
(4) نقلا عن الاعلام بفصائل الشام.
(5) برقوق: هو ابن أنص الملك الظاهر (738-801هـ) وهو أول الشراكسة الذين حكموا مصر وصل إلى مصر ثم ذهب إلى الشام فخدم نائب السلطنة وعاد إلى مصر، وأخيراً انقادت له مصر وسوريا، وقام باعمال من الاصلاح منها بناؤه للمدرسة البرقوقية بمصر وجسر الشريعة بالطور، وقناة العروب بالقدس. خلع عام 791هـ ثم تمكن من السيطرة على دمشق ثم عاد فامتلك مصر فمات فيها.
(6) نقلا عن الاعلام بفضائل الشام.
(7) الأمير بك الظاهري: هو خليل بن شاهين (813-873هـ) نسبة إلى الظاهر برقوق ويعرف بابن شاهين ويلقب بفرس الدين، أمير من المماليك، ولد في بيت المقدس وتوفي في طرابلس- لبنان- اشتهر في مصر، كان نائب الاسكندرية سنة 837هـ ثم الوزارة في القاهرة ثم أميرا للحج سنة 840هـ عن مصر، ثم ولي إمره الحاج من دمشق مرتين، له مؤلفات تبلغ 30 مصنفا منها: ديوان شعر، والمواهب، والاشارات.
(8) اعلام الورى بمن ولي نائبا عن الاتراك في دمشق الشام الكبرى لابن طولون: 64.

(265)

الرأس) هو مشهد حافل عليه جلالة وهيبة وله وقف على مصالحه، ويقصد الناس للزيارة والدعاء والتبرك والتماس الحوائج، وهو في غاية القبول(1).
• وقبل عام 1172هـ وصف المشهد بالعبارة التالية: في ظاهر الجدارة كوة غير نافذة يقال إن الرأس الشريف وراء تلك الكوة(2).
• في سنة 1273هـ وقع الحائط الشرقي للجامع الأموي وهدمت الدار الملاصقة للمشهد الحسيني، وكانت للمفتي طاهر الآمدي(3) فبعث والي الشام السلطان العثماني(4) بالاستانة يعلمه بذلك، فأمر باعطاء المفتي مبلغ خمسين ألف قرش(5) لشراء دار له، فاشترى دارا وسيعة(6) ووهب بيته المهدوم لمسجد رأس الإمام الحسين (عليه السلام) وجعل الموضع المنسوب إلى الرأس على هيئة قبر، وجعل قسماً منها زاوية يدرس فيها العلم، وقسما آخر ضمه لمشهد رأس الحسين، حيث حائط مربع الضيوف ملاصقاً للمشهد فوسع المشهد(7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوصف جاء من قبل مؤلف كتاب الاشارارت إلى اماكن الزيارات للشيخ عثمان بن أحمد السويدي الدمشقي المتوفى بعد عام 1117هـ.
(2) نقلا عن الاعلام بفصائل الشام لأحمد بن علي بن عمر بن صالح المنيني (1089-1172هـ).
(3) طاهر الآمدي: هو طاهر بن عمر بن مصطفى عرفي زاده الحسني الآمدي الحنفي الدمشقي (1215-1301هـ) ولد في آمد وتوفي في دمشق، تولى القضاء والافتاء في عدد من المدن منها في خريوط – معمورة العزيزة- في تركيا وحماة وطرابلس ودمشق في سوريا، دفن في مقابر باب الصغير عند مقام بلال الحبشي.
(4) السلطان العثماني بهذا التاريخ كان عبد المجيد الأول ابن محمود الثاني العثماني، الحادي والثلاثون من حكام العثمانيين والذي حكم بعد أبيه وحكم أخوه عبد العزيز (1256-1277هـ).
(5) خمسون ألف قرش: يعادل اليوم اكثر من عشرة ملايين ليرة سورية ما يعادل اليوم (200,000 دولار).
(6) الدار كانت في محلة الشاغور ولذلك امكننا تحديد المعادلة الشرائية للقرش.
(7) موقع بلدة القلمون، دراسة من قبل حفيدة المفتي السيدة هناء أحمد معائ الله المفتي بتاريخ 29/2/1429هـ.

(266)