تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

• في سنة 1323هـ قام الوزير أمين السلطان(1) ببناء هذا المشهد الشريف كما وبنى موقد السيدة رقية(2).
• وعن سنة 1349هـ يقول السيد هبة الدين(3): سافرت في حزيران (محرم) من هذه السنة إلى دمشق الشام وزرت جامعها الشهير، وفي زاويته عند باب الفراديس مشهد جليل الشأن به مدفن الرأس الشريف(4) لسيدنا الحسين وجدت فيه روحانية انشرح بها صدري وتأثر من ذكرياته المحزنة ضميري(5).
• قبل سنة 1359هـ جدد الوالي العثماني سليمان باشا(6) المشهد وفتح بعدما أغلق من قبل العثمانيين(7).
___________
(1) أمين السلطان: هو علي اصغر ابراهيم اتاباك (1274-1325هـ) أصبح وزيرا للسلطان ناصر الدين القاجاري سنة 1310هـ حتى عام 1321هـ، وأخيرا عينه السلطان محمد علي سنة 1325هـ إلا أنه اغتيل في شهر رجب، وله مشاريع عمرانية في مشاهد أخرى.
(2) أعيان الشيعة: 8/167.
(3) هبة الدين: هو محمد علي بن حسين بن محسن الشهرستاني الحائري (1300-1380هـ) ولد في كربلاء وتوفي في بغداد، من علماء الإمامية، تولى وزارة المعارف، وكان من المشاركين في ثورة العشرين، من آثاره: نهضة الحسين، سيرتنا وسنتنا، والدلائل والمسائل.
(4) يرى السيد هبة الشهرستاني بأن الرأس دفن في الجامع الأموي في دمشق ويستدل بما يلي: «وخطر لي أن دخول الرأس الشريف في الشام أمر قطعي لا ريب فيه واما خروج الرأس من الشام فأمر لم يقم عليه دليل ولا ذكر في خبر مقطوع بثبوته ولا ينقض اليقين إلا بيقين مثله» ولكن استدلاله بالاستصحاب وهو هنا مثبت وفي حجيته إشكال أولا، وقد ثبت انتقاله برواية فاطمة بنت علي (عليه السلام) السابقة ثانيا.
(5) باب الفراديس: 14 (مخطوط).
(6) سليمان باشا: هو ابن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي (1287-1359هـ) ولد في كابار من طرابلس من طرابلس الغرب وتوفي في بومباي، زعيم سياسي، انتقد السياسة العثمانية فابعد من طرابلس، فسكن مصر إلى أن أعلن الدستور العثماني سنة 1908م فاختير نائبا عن طرابلس في مجلس المبعوثين بالاستانة، عاد إلى طرابلس ليقاوم الايطاليين وقاتلهم، وكان اباضي المذهب فجعله سلطان مسقط مستشارا له سنة 1935م.
(7) الجامع الأموي للطنطاوي: 59 وعن دمشق القديمة وأهل البيت: 73.

(267)

• قبل سنة 1362هـ وصف المشهد بالتالي: في رواق الجهة الشرقية من الجامع الأموي قرب باب الفراديس قبة (غرفة) طولها (14) قدما في عرض (7) اقدام فيها شباك من النحاس الأصفر بديع الصنع داخله قبر يزعم الدمشقيون أنه مدفن رأس الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)(1).
• في سنة 1389هـ جدد تجصيص القبة من الداخل وكتابتها ونقوشها وألوانها فجائت ألوانها زاهية وكتب عليها «شغل عبد رسولي 1389هـ«(2).
• قبل سنة 1414هـ كان الضريح المقام في المشهد الحسيني مصنوعا من الخشب وعليه نقوش بارزة وصورته جميلة وفيه شبابيك من الزجاج وفي داخله شارة ترمز إلى الرأس الشريف(3)، وكنت قد زرت هذا المقام الشريف لأول مرة سنة 1388هـ حيث كنت بصحبة والدي قدس الله ثراه ثم بعدما سكنا بيروت سنة 1393هـ.
• في سنة 1414هـ قدم الاسماعيليون البهرة قفصا فضيا مذهبا لهذا المشهد ووضع على المكان الذي وضع فيه الرأس الشريف بعدما كان الضريح القديم مصنوعا من الخشب(4).

____________
(1) راجع الرحلة المحسنية: 41.
(2) عبد رسولي: خطاط ونقاش سوري معاصر من سكان دمشق لم نتمكن من الحصول على ترجمته.
(3) وقد زودنا بهذه الصورة من قبل الأخ الفاضل الدكتور لبيب بن وجيه بن داود بيضون المولود في دمشق سنة 1357هـ، يصل نسبة إلى ابي ر الغفاري، عضو في عدد من الهيئات العلمية، له عدد من المؤلفات منها: ركب الإباء، والموسوعة الحسينية وغيرهما، وقد اقتنيت نسخة من هذه الصورة أيام هجرتنا إلى لبنان وسوريا.
(4) دمشق القديمة وأهل البيت: 106.

(268)

ش1073
(137)137

صندوق الضريح الخشبي

ش1074
(138)

موقع الرأس مغطى بالقماش الأخضر

(269)

مقاييس الضريح الفضي جاءت كالتالي:
العرض: 1متر. من جهة الشرق.
الطول: 1,5متر. من جهة الغرب.
الارتفاع: 2متر. وفي زواياه الثلاث شبه أعمدة جاءت كجزء من الضريح ترتفع عن سطح الضريح نححو ربع المتر وهي على شكل مئذنة مصغرة من الطراز الهندي، وهو مرتفع عن سطح الأرض بنحو 40سم من الرخام الرمادي اللون ذي النقوش البارزة، والضريح بشكل عام واقع في الزاوية الشمالية الشرقية للمقام فله واجهتان شرقية وجنوبية وفي الأولى يوجد مشبك واحد، واما من الجهة الجنوبية فله ثلاثة شبابيك وفي الجهة الشرقية يقع باب الضريح.
كتب على الجهة الشرقية في السطر الأول منها : «بسم الله الرحمن الرحيم: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل واعناب)(1) وتتمها تأتي في الجانب الجنوبي.
وجاءتحتها في وسط الجهة: «وقد وضع في إطار مستطيل الشكل في ثلاثة اسطر واربعة مقاطع لكل سطر منه الدعاء الذي دعا به الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء حينما اقبلت الخيل عليه فرفع يده للدعاء:
1- «اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت(2) رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف منه(3).
2- الفؤاد وتقل فيه الحيلة(3)، ويشمت به العدو، انزلته بك، وشكوته إليك، رغبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة، الآية: 266.
(2) أنت: غير موجود على الضريح، وهي موجودة في الصحيفة الحسينية.
(3) جاء في الصحيفة الحسينية «فيه» وفي نسخة «عنه».
(4) في الصحيفة الحسينية إضافة «ويخذل فيه الصديق» ثم «ويشمت به العدو».

(270)

3- مني إليك عمن سواك، ففرجته(1) وكشفته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل (2).«رغبة
ثم يأتي تحته قوس بارز من الفضة تملأ اعلاه نقوش هندسية مركبة من دوائر خمس أهل الكساء «محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين» (عليه السلام)، وجاء في الزاوية الشمالية والجنوبية من هذه الدائرة الصغيرة دائرتان كبيرتان كتبت في الشمالية «سيد الشهداء» وفي الجنوبية «سيدنا الحسين» «ص ع» أي صلى الله عليه، أو الصلوات الله عليه.
واما تحت القوس فقد كتب في وسطه واعلاه «بسم الله الرحمن الرحيم» وكتب تحته في وسطه (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)(3) وملئ جانبا الكتيبة بالنقوش الهندسية.
وجاء تحته في سطر ونصف السطر:
1- الحمد الله الذي بتوفيقه تقرب إلى الله رب العالمين بعمل ضريح رأس الإمام الحسين (عليه السلام) بجامع دمشق الشام الداعي إلى أهل البيت الفاطمي:
2- أبو القائد جوهر بن محمد برهان الدين(4) سنة 1414هجرية.
ثم تحته مباشرة باب الضريح والذي هو على شكل مستطيل، وهو ذو مصراعين وهو مشبك كسائر الأضرحة المتعارفة.
واما الجهة الجنوبية للضريح والتي تحتوي على ثلاثة مشبكات أعلاها مقوس وهي بالطبع ثابتة، فتمتد أعلاها الآية السابقة والتي تبدأ بقوله تعالى: (تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت كلذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تفتكرون)(5).
______________
(1) في الصحيفة أضاف «عني».
(2) راجع الصحيفة الحسينية: 2/169.
(3) سورة الاسراء، الآية: 33.
(4) ابو القائد: هو جوهر بن محمد برهان الدين بن طاهر سيف الدين، ولد سنة 1333هـ، نولى زعامة طائفة البهرة (الاسماعلية الداودية) سنة 1384هـ بعد وفاة أبيه.
(5) سورة البقرة، الآية: 266.

(271)

ثم جاء تحته في إطار مستطيل على الشباك الأول من جهة الشرق الأبيات التالية من مجزوء الكامل(1) وهي لجوهر بن محمد في أربعة أسطر:
آه غــــــريــب مـحـــمــد فــــــي كـربــلا مـسـتـشـهـد
حـريـــمه بـعد تـضــــــهد تــســاق فــي كــل فــدفــد(2)
فـــي زمــــر الاعــــــداء والــهـفـتـا يــا حـسـيـنـا(3)
يـا سـيـد الـشـهـداء
وجاء على الشباك الثاني وفي نفس المستوى:
يـا بــأبــي شــبـح نــور قــد كــان لــب الـــدهـــور
وبــــيـــت رب الــظــهــور خــــــيـــول قــــوم بــــور
وطــئــتــه بــاعـــــتــداء والـهـــتــا يـا حــسـيــنـا(4)
يـا سـيـد الـشـهـداء
وعلى الشباك الثالث بالتوازي معه جاء ما يلي:
هــل مـــؤمـــن يـتـســلــى أهــل كــهــــذي جــلـــى
رأس الــحــســيــن مـعـلــى عـــلـى الـسـنـان تـجـلـى
لألاؤه كــــــــــذكــــــــاء والـهـفـتـا يا حـسـيـنـا(5)
يـا سـيـد الـشـهـداء
¬¬¬¬¬¬_______________
(1) الظاهر أنه أراد على هذا البحر.
(2) إذا اريد ضبط العروض لا بد وأن يقول في أقل تغيير:
«حـريـمـه مـسـتـظـهـر تـنـسـاق بـيـن الـفـدفـد»
(3) ومن المفروض أن يقول:
«فـي زمــرة لـــلاعــدا والــهـفـتـاه حـسيـنـا»
(4) وإذا اريد أن يستقيم الوزن لا بد وأن يقول:
«يـأبـي يـا شـبـح الـنـور قـد كـان لـب لـلـدهور»
«وبــيـوت رب لـلـظــهــو ر خــيــول قــوم بــور»
«وطـئـتـه فــي شـر اعـتدا والـهـفـتـاه حـسـيـنا»
(5) ولتصحيح العروض لا بد من القول:
«هـل مـؤمــن يـتــــسـلــى هـلا كـــهــذي جـلـــى»
«رأس الـحـسـيــن مـعــلــى رخــيــول قــوم بــور»
«لألاؤه كـــــذكــــائـــــه والـهـفـتـاه حـسـيـنا»

(272)

ش 1075
(139)139

جانب من الجهة الشرقية للضريح

ش 1076
(140)

جانب من الجهة الجنوبية للضريح

(273)

وجاء تحته تلك النجمة في أعلى كل قوس من أقواس المشبكات الثلاثة أما على يمين المشبك الأوسط جاء في الدائرة المتوازية مع قبلها«ابو عبد الله» وعلى شمالها: «الإمام الحسين» مع «صع» اي صلوات الله عليه.
وأما داخل الضريح فوضعت عمامة خضراء وضعت على عمود مغطاة بقماش أخضر وفي جهة الغرب توجد لوحة كتب فيها: «السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين».

ش 1077
(141)

كامل الجهة الجنوبية للضريح

(274)

ش 1078
(142)142

كامل الجهة الشرقية للضريح

(275)

ش 1079
(143)143

صورة عن داخل الضريح

ش 1080
(144)

الضريح من زاويته الجنوبية الشرقية

(276)

وقد ورد وصف المشهد الحسيني ومقاساته بالشكل التالي:
يقع المشهد الحسين بالنسبة إلى الداخل من باب جيرون على يمينه على جهة الشرق من صحن الجامع الأموي والجهة الشرقية يوجد فيها ثلاثة مشاهد ما بين باب جيرون وإلى قرب الزاوية الشمالية الشرقية:
من الجنوب إلى الشمال: مشهد الحسين، مشهد زين العابدين، مشهد علي (عليه السلام) ولكن بابها الخارج المطل على صحن الدار واحدة ويقع في مشهد علي (عليه السلام) الواقع إلى جهة الشمال من المشهدين بحيث يدخل الزائر إلى مشهد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو عبارة عن غرفة طويلة وسقفها عال،وفي صدرها كان محراب لطيف وفيها قفص (مشبك) حديدي معلق بالسقف على شكل ثريا ثم أزيل.
ثم يدخل الزائر منه إلى مشهد الإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو عبارة عن غرفة اصغر من الغرفة الأولى (مشهد علي) ولها محراب خاص يقابل من الخارج الباب المغلق. ويجد الزائر في الجدار الشرقي لهذه الغرفة المكان الذي كان يصلي فيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) أيام إقامته في دمشق عندما جلب إلى هناك (2/2/61-11/2/61هـ) وذلك بعدما قربه يزيد ونقله مع السبايا من الخربة إلى قصره، خوفا من نقمة الناس عليه، ليوهم الجمهعور أنه يحب أهل البيت (عليهم السلام) وأنه بريء من قتل الحسين (عليه السلام)، وهو عبارة عن قفص زجاجي فيه محراب وعلى جداره لواحات قرآنية.
وبجوار هذا القفص في الحائط كوة عميقة بمقدار الرأس كسيت بالفضة وعطرت بالمسك والعنبر وكانت قد كسيت بالقاشاني من ذي قبل تؤدي إلى الموضع الذي تشرف بوضع الرأس المطهر فيه.
ثم يدخل الزائر إلى الغرفة الثالثة شبه المربعة حيث يقع على يسار الداخل إليها القفص (المشبك) الخاص برأس الحسين (عليه السلام) ويعرف بمشهد الحسين (عليه السلام) وقد وضعت في القفص (المشبك) وفي جانبه الأيسر منه كرة

(277)

مغطاة بثوب أخضر مطرز بنقوش هندسية. للدلالة على مكان وضع الرأس الشريف وإلى اليمين منه صندوق مجلل يقال إن فيه شعرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وقد كسيت جدران هذه بالرخام الأبيض، ونقشت عليها أسماء الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام)(1) وقد قسم جدار المشهد بأعمدة من جهة الشمال والجنوب، كل طرف عمودان وجاء ما بين العمودين على رخام الجدار خطوط سوداء شكلت مربعا وداخلها مربع آخر بخطوط ذهبية وضعت فيه أسماء الأئمة الاثني عشر في شكل هندسي كالدمعة واطار ذهبي جميل:
يبدأ من جهة اليمين بالنسبة إلى الداخل على الجدار الجنوبي قبل المحراب:
1-الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2-الإمام أبو محمد الحسن رضي الله عنه.
كل منهما جاء في إطار منفصل ولكن متلاصقان ليكون في أولى مربعات الجدار ثم يأتي بعد ذلك المحراب والذي كتب فوقه باللون الذهبي: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام)(2) والمحراب فيه نقوش شامية جميلة ملونة باللون البني المنقوش على الرخام، ثم بعد المحراب(3) يأتي المربع الآخر وفيه:
__________________
(1) راجع دمشق القديمة وأهل البيت بتصرف: 104
(2) سورة البقرة، الآية: 149.
(3) في المساحة التي تتضمن مشهد الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومشهد سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ومشهد سيد السجادين الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) يوجد ثلاثة محاريب الأول محراب خاص بمشهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وآخر بمشهد الإمام زين العابدين (عليه السلام) وآخر بمشهد الإمام الحسين (عليه السلام) والذي اوردنا صورته، بالنسبة إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) يذكر أنه في موكب الأسر كان يجلس عند الكوة ويتعبد. وأما بالنسبة إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلم أجد في التاريخ من ذكر بأنه وصل إلى دمشق رغم أن ابن عساكر أورد ترجمته في تاريخ دمشق وهلا يورد ترجمة أحد إلا إذا وصل دمشق، ولكن قد نجد في كتابه هذا أنه ترجم من وصل إلى الشام الكبرى ولعل ترجمته للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت لأنه حضر صفين.

(278)

3- الإمام أبو عبد الله الحسين رضي الله عنه.
4- الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه.
وكل منها في إطاره الخاص ولكن متلاصقان ويجمعهما المربع الذي فيها ما يلي :
5- الإمام محمد بن علي الباقر رضي الله عنه.
6- الإمام جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه.
7- الإمام موسى بن جعفر الكاظم رضي الله عنه.
وأما الجهة الشمالية فيوجد فيها مربعان جداريان وهما كما يلي:
8- الإمام محمد بن علي الجواد رضي الله عنه.
9- الإمام علي بن موسى الرضا رضي الله عنه.
وهذان كل منهما في إطاره الخاص ولكن يحتويها مربع جداري واحد.
10- الإمام علي بن محمد الهادي رضي الله عنه.
11- الإمام الحسن بن علي العسكري رضي الله عنه.
12- الإمام محمد بن الحسن العسكري رضي الله عنه.
كل واحد منها في إطاره الخاص إلا أن ثلاثتها تقع في مربع جداري واحد وهي قريبة من الضريح.
كما يوجد في هذا المشهد كتيبة فيها أحاديث في فضائل الإمام الحسين (عليه السلام) بخط ذهبي محفور على الرخام وتحيط من تحت القبة على جدار المشهد من جهاته الأربع، ومما جاء فيها على الجهة الجنوبية بعد المحراب:
(منقوش)، فجاء الحسن بن علي فادخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جائت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فادخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم)

(279)

ش 1081
(145)

محراب مشهد الحسين في دمشق

(280)

ش 1082
(146)

الجهة الجنوبية لمشهد الحسين

ش 1083
(147)146

الجهة الشرقية لمشهد الحسين

(281)

ش 1084
(148)148

الجهة الجنوبية لمشهد الحسين

ش 1085
(149)

الجهة الغربية لمشهد الحسين

(282)

ش 1086
(150)150

الجدارية الأولى (الجنوب)

ش 1087
(151)

الجدارية الثانية (الجنوب)مع الجدارية الثالثة (الشرق)

(283)

ش 1088
(152)152

الجدارية الرابعة (الشرق)

ش 1089
(153)

الجدارية الخامسة (الشرق)

(284)

ش 1090
(154)154

الجدارية السادسة (الشمال)

ش 1091
(155)

الجدارية السابعة (الجنوب)

(285)

الجهة الشرقية: (الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(1) وعن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وعن أبيه قال: لما نزلت : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهريا)، دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسناً وحسيناَ، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي»(2).
الجهة الشمالية: «قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة(3)، وفي الترمذي».
«إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا(4)، وعن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ذان ليلة».
«في بعض الحاجة، فخرج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهو مشتمل على شيء لا ادري ما هو؟ فلما فرغت حاجتي فقلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟» الجهة الغربية: «قال: فكشفه فإذا حسن والحسين على وركيه فقال: هذان إبناي وابنا بنتي الللهم أحبهما وأحب من يحبهما(5)،قال: «على قوس المدخل: «جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده في عنقه فضمه إلى بطنه (صلى الله عليه واله وسلم)، ثم جاء الآحر فجعل يده الأخرى في رقبته، ثم ضمه إلى بطنه (صلى الله عليه واله وسلم)».
«وقبل هذا ثم قال إني أحبهما فاحبوهما أيها الناس صدق رسول الله»(6).
الجهة الجنوبية قبل المحراب: «عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم فقال (صلى الله عليه واله وسلم): «علي وفاطمة وابناهما» وخرج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) غداوة وعليه مرط مرجل من شعر أسود موشى».
ثم تأتي الكتيبة ما بعد المحراب: والمشهد يعلوه قبلة خضراء اللون
__________________
(1) سورة الاحزاب، الآية: 33. ر اجع صحيح مسلم: 7/130، راجع أيضا يبنابيع المودة: 197.
(2) السنن الكبرى للنسائي: 5/107.
(3) مسند أحمد حنبل 3/3، وسنن الترمذي حديث رقم 3781.
(4) سنن الترمذي: 4/339.
(5) راجع مضمون ذلك في ريحانة الرسول المستل من تاريخ دمشق القديمة: 97.
(6) راجع مضمون ذلك في ريحانة الرسول المستل من تاريخ دمشق القديمة: 139.

(286)

في قمته الدائرية كتبت سورة التوحيد من أولها إلى آخرها بشكل هندسي جميل بحيث امتدت ألفاته إلى النقطة الوسطى للقبة. فتح منها ثمانية شبابيك للتهوية والاستنارة تخللها من الداخل الاسماء التالية، الله، محمد، أبو بكر، عمر، عثمان، علي، حسن، حسين، وتحت كل شباك من الداخل قوس جميل زاده روعة وقد نقش بنقوش هندسية رائعة وبألوان زاهية غلب عليها اللون الأخضر الغامق والفاتح والبني وغيرها.
وقد كتب في دائرة صغيرة ما يلي: «شغل عبد رسولي 1389هـ»

ش 1092
(156)156

صورة القبة من الداخل

(287)

ش 1093
(157)157

المدخل إلى المشهد الحسيني النافذ من مشهد زين العابدين (عليه السلام)

ش 1094
(158)

المدخل القديم وكان له بوابة حديدة

(288)

ش 1095
(159)159

الكوة التي خلف الضريح والتي وضع الرأس الشريف وتقع في مشهد زين العابدين

(289)

ومن الجدير بالذكر أن المشاهد الثلاثة لها باب كتب عليه «مقام رأس سيدنا الحسين» في لوحة سوداء، ولعل هذه اللوحة جاءت لتصحيح ما ورد من الكتيبة التي تعلو الباب والمحفورة في الرخام الرمادي اللون والمخططة باللون الذهبي: «هذا مشهد فيه مرقد رأس سيدنا الإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله عنه».
وهذا وقد كتب على الباب المقابل لمدخل المشهد الحسيني: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم الخير لعلكم تفلحون)(1).

ش 1096
(160)160

المدخل الموازي لمدخل المشهد

أما ابعاد مشهد الحسين فهي كالتالي: 4×3=12 متراً مربعا عرضه إلى جهة الشرق والغرب وطوله من الشمال والجنوب والذي في وسطه المحراب، وعليه قبة صغيرة كتب من داخلها أسماء الأئمة الأطهار”عليه السلام».
_______________
(1) سورة الحج، الآية: 77.

(290)

ش 1097
(161)161

المدخل الرئيسي لمشهد رأس الحسين الذي يدخل إليه من الصحن

(291)

أما الضريح الذي وضع عند موضع الرأس فجاءت أبعاده كالتالي: 1,5×1 متر(1) طوله إلى جهة الشمال والجنوب وعرضه إلى الشرق الغرب وبارتفاع مترين تقريبا.
أما الكوة السابقة الذكر فهي موجودة في مشهد الإمام زين العابدين (عليه السلام) بجنب مقامه وبالتحديد على جنوبه وخلف الضريح المقام في مشهد الحسين (عليه السلام) وهي مرتفعة عن الأرض بمقدار متر تقريبا وهي مؤطرة باطار فضي ابعاده في حدود 30سم × 75سم واما الكوة نفسها فهي بقياس 10سم × 10 سم تقريبا، واطرافها نقوش نباتية فضية بارزة، وفوقها دائرة كتب فيها: في سطرين: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)(2).
وما فوق الاطار فيوجد نقشة تشبه التاج كتب في أسفلها بخط بارز فضي «سيدنا الحسين ع ص»(3).
وللمشهد الحسيني باب حديدي مشبك باشكال هندسية بعرض 2,5 متر تقريبا وارتفاع ثلاثة أمتار تقريبا، إلا أنه أزيل فيما بعد لكثرة الزائرين وأكسي القوس الذي كان يحيط بالباب بالرخام الرمادي اللون من جنس الرخام المستخدم في المشهد بشكل عام.

_________
(1) راجع تاريخ واماكن سياحتي وزيارتي سورية: 101.
(2) سورة الإسراء، الآية: 33.
(3) الحرفان يعنيان «عليه الصلاة والسلام»..

(292)

مدفن الرأس في كربلاء

اشتهر بين الإمامية مؤرخين وعلماء أن الرأس الشريف أرسل إلى العراق ولكنهم اختلفوا في أنه دفن في النجف عند أبيه أم أنه دفن في كربلاء عند جسده، والأكثر على أنه التحق بجسده الشريف، وسيأتي تفصل الكلام حول دفنه في النجف والاستظهار بأن المواد من تلك الروايات هو العراق أي بلد أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسوف نتحدث هناك عن محطات اخرى ألا وهي: حمص، حماة، بالس، والرقة، وقلنا إنها محطات موضع الرأس الشريف لدى رجعة موكب الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى العراق ومن ثم إلى المدينة بالاضافة إلى محطات أخرى قيلال إن الرأس الشريف دفن فيها وهي: المدينة، مرو، عسقلان، والقاهرة، وقد ذهبنا إلى أن فيها من الخلط ما يسقط اعتبارها.
ولا يخفى أن هناك قولا بأن عمر بن عبد العزيز الأموي هو الذي أرسلة إلى كربلاء ليدفن عند جسده الشريف، وقد سبق واشرنا إلى هذا القول، كما وهناك من ذكر أن الرأس الشريف لم يرد مع الإمام زين العابدين (عليه السلام) بل طيف به في البلاد(1) ثم ألق بالجسد المبارك وسنشير إلى ذلك.
ورغم أننا لم نحصل على نص من القدامى يصرح بأن يزيد سلم إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) الرأس عندما رجع من الشام إلى كربلاء ومن ثم إلى المدينة، كما لم نجد في كتب المؤرخين تفاصيل دفن الرأس في كربلاء أكان مع الجسد أي بحيث نبش القبر، أم أنه دفن بالقرب منه، وما وجدنا رواية تدل على زيارة خاصة بالرأس في كربلاء رغم وجود مثلها في
_______________
(1) بحار الأنوار: 45/144.

(293)

النجف، مع تصريح بدفنه هناك، ومن تلك: ما رواه عبد الله بن طلحة النهدي(1) قال: دخلت على أبي عبدالله –الصادق- حتى انتهينا إلى الغري، قال: فأتى موضعا فصلى، ثم قال لإسماعيل: قم فصل عند رأس أبيك الحسين (عليه السلام)، قلت: أليس قد ذهب برأسه إلى الشام؟ قال: بلى ولكن فلان مولانا سرقه فجاء به فدفنه ههنا(2).
وفي رواية اخرى عن يزيد بن عمر طلحة(3)، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) وهو بالحيرة أما تريد ما وعدتك؟ قلت: بلى –يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)- قال: ركب فركب إسماعيل وركبت معهما حتى إذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل اسماعيل، ونزلت معمها فصلى وصلى إسماعيل وصليت فقال لإسماعيل: قم فسلم على جدك الحسين (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك أليس الحسين (عليه السلام) في كربلاء؟ فقال: نعم، ولكن لما حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين (عليه السلام)(4).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطبا أحد مواليه إنك إذا أتيت الغري رأيت قبرين قبرا كبيرا وقبرا صغيرا، فأما الكبير فقبر أمير المؤمنين (عليه السلام)وأما الصغير فرأس الحسين (عليه السلام)(5).
ولا يخفى أنه لم يحدد مسألة رأس الحسين (عليه السلام) بأنه دفن ولعله
_______________
(1) عبد الله بم طلحة النهدي: جاء في مستدركات علكم رجال الحديث: 5/40 كان من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) المتوفى سنة 148هـ، وله كتاب يرويه عن علي بن اسماعيل الميثمي.
(2) تهذيب الأحكام: 6/35 وعنه وسائل الشعية: 14/399، وفرحة الغري: 65.
(3) يزيد بن عمر بن طلحة: جاء في مستدركات علم رجال الحديث: 8/257 أنه من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) المتوفى سنة 148هـ، وهناك من ذكره يزيد بن عمرو ابن طلحة.
(4) الكافي: 4/571، كامل الزيارات: 34، وعنه وسائل الشيعة: 14/400.
(5) كامل الزيارات: 43، وعنه وسائل الشيعة: 14/402.

(294)

يكون موضع الرأس اولا، ومن جهة اخرى توجد في المقام العلوي الشريف حجرة تنسب إلى الرأس الشريف سنأتي على تفاصيلها.
وروى يونس بن ظبيان(1) عن أبي عبد الله –الصادق (عليه السلام) – في حديث- أنه ركب وركبت معه حتى نزل عند الذكوات الحمر، وتوضا ثم دنا إلى أكمة فصلى عندما وبكى، ثم مال إلى أكمة دونها ففعل مثل ذلك، ثم قال: الموضع الذي صليت عنده أولا موضع أمير المؤمنين، والآخر موضع رأس الحسين (عليه السلام)، وإن ابن زياد لما بعث برأس الحسين بن علي (عليه السلام) إلى الشام رد إلى الكوفة فقال: أخرجوه عنها لا يفتن به أهلها، فصيره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس(2) ويفهم من نص هذه العبارة مع المقارنة مع النصوص التاريخية أولا: إنه أراد بالكوفة العراق وكانت الكوفة هي مركز الاقليم وكربلاء تابعة لها،ـ ولذلك مجد عندما يتحدث عن كربلاء وغيرها يقال على مقربة من الكوفة أو بظهر الكوفة وربما قالوا الكوفة، وأما قوله «أخرجوه عنها لا يفتن به أهلها» هذا بالنسبة إلى الشام كما ورد ذلك في كتب التاريخ من أن يزيد خاف على ملكه باضطراب الناس من حوله فجعل بابعاد الرأس من قصره وقد سبق وتدثتنا عن ذلك، واما قوله «فصيره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) أراد به والله العالم أنه أخذ أولا إلى النجف عبر ذلك الموالي الذي أشار إاليه الإمام الصادق (عليه السلام) لابنه اسماعيل حيث قال «ولكن فلان مولانا سرقه فجابه فدفنه ههنا».
وجاء الإمام (عليه السلام) ليؤكد أن الرأس بعد ذلك رجع إلى الجسد فقال: «فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس» أما كيف فهو مسكوت عنه(3)
_________________________
(1) يونس بن ظبيان الكوفي: من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) والذي مات في حياته (عليه السلام) ولا يخفى أن الإمام الصادق (عليه السلام) توفي 148هـ، وهو من المحدثين الرواة –راجع مستدركات علم رجال الحديث: 8/301.
(2) كامل الزيارات: 36.
(3) وقد استظهر المجلسي في بحار الانوار: 45/148 أن الرأس ألحق بالجسد في كربلاء بعدما دفن هناك ظاهرا وجاء في البحار: 97/244، «وإنما يزار ويصلى ههنا لكونه محلا للرأس المقدس وقتا ما» وكذلك جاء في عوالم العلوم (حياة الامام الحسين (عليه السلام)): 451.

(295)

ولعله حدث مثلما حدث في دفن الجسد حيث قام به الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وربما كان الذهاب به إلى النجف للتمويه.
وهذه الرواية رواها الحر العاملي عن كامل الزيارة بزيادة إذ جاءت روايته كالتالي: «فصيره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فدفن الرأس الشريف مع الجسد والجسد مع الرأس» وبما أنه نقل كامل الزيارة فلعل من الخطأ في النسخ، أو وجود سنخة عنده، وربما كان تصحيفا في النص ليكون كالتالي: «فصيره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فدفن الرأس مع الجسد والجسد مع الرأس» أو أنه أراد بيان الدفن بغض النظر من تحديد مكانه وقد وضحه بعد ذلك بأن الدفن كان في كربلاء ولكن بالنص التالي: «فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس» ليكون بيان لمكان الدفن.
ويعلق الحر العاملي على هذه الرواية في مسألة قائلا: «ورى السيد ابن طاوس في كتاب الملهوف وغيره أن رأس الحسين (عليه السلام) أعيد فدفن مع بدنه في كربلاء، وذكر أن عمل العصابة على ذلك، ولا منافاة بينهما» وربما أراد ولا منافاة بين القولين لأنه دفن أو وضع هنا مؤقتا ثم نقل إلى كربلا فدفن فيها إلى الأبد، والصلاة والزيارة تكون لأجل مكث الرأس هنا وهذا ما حصل في مسجد الحنانة بل يمكن الذهاب إلى أكثر من ذلك: إن الكثير كان يصل الكوفة بسهولة ويمكنه من هناك الذهاب إلى النجف لقربها، وأما الذهاب إلى كربلاء فكانت صعبة لما عرفت أن زيارته في العهد الأموي وفي فترات من العهد العباسي صعبة للغاية فكانوا يزورون الإمام الحسين (عليه السلام) من عند رأس الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وبهذا الشكل زار سيف بن عميرة(1) حيث يقول: خرجت مع صفوان بن مهران الجمال(2)إلى الغري مع جماعة من أصحابنا بعدما ورد أبو عبد
_________________
(1) سيف بن عميرة: النخعي الكوفي (القرن 1-2هـ) كان من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) كان من الثقاف.
(2) صفوان بن مهران الجمال: الأسدي الكاهلي (القرن 1-2هـ) كان من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) ومن الثقاف الأجلاء.

(296)

الله –الصادق- (عليه السلام) فزرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) وقال: نزور الحسين بن علي (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال صفوان: وزرت مع سيدي أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وفعل مثل هذا.. »(1) مما يدل على أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان يزار من عند رأس الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولعل هناك خلطا بين قوله من عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) مع قول بعضهم عند رأس الحسين (عليه السلام)
وعلى أي حال فإن علماء الإمامية ذهبوا إلى قول بأن الرأس الشريف ألحق بالجسد المبارك في كربلاء، واما سبيل الوصول إلى ذلك فقد ترك الائمة الافصاح عنه حيث قالوا: «فصيره الله» خوفا من نقله أو خوف التكذيب أو ما شابه ذلك، وذكر بأن عمر بن عبد العزيز أرسله وألحقه بجسده في كربلاء، وذكر ايضا أنه بعدما طيف ارسل إلى كربلاء ودفن هناك وربما تم حمل الرأس الشريف على هذين القولين من قبل ولاة الأمويين، والقول الآخر أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) هو الذي حمله من الشام عند رحوعه إلى المدينة، وربما سبب مروره في كربلاء كان دفن الرأس الشريف، ورغم أن يزيد في الوهلة الأولى امتنع نت أن يرى السجاد (عليه السلام) وجه أبية، ولكنه في الأخير ربما رضخ للأمر الواقع بعد أن انتق الناس بوجهه، وهنا سنذكر بعض المصادر المؤيدة للالتحاق.
قال: ابن الفتال النيسابوري: «خرج علي بن الحسين (عليه السلام) بالنسوة ورد رأس الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء»(2) وقال ابن نما: والذي عليه المعول من الأقوال إنه أعيد إلى الجسد بعد أن أطيف به في البلاد ودفن معه(3) وقال ابن طاوس: «وأما رأس الحسين (عليه السلام) روي أنه أعيد فدفن في كربلاء مع جسده الشريف صلوات الله عليه، وكان عمل الطائفة على هذا المعنى
____________
(1) فرحة الغري: 80، وعن وسائل الشيعة: 14/401.
(2) روضة الواعظين: 192.
(3) مثير الأحزان: 107.

(297)

المشار إليه(1) ونقل الطبرسي: إن رأس الحسين بن علي (عليه السلام) رد إلى بدنه في كربلاء من الشام وضم إليه والله أعلم»(2) وقال البحراني: «والمشهور بين علمائنا الإمامية أنه دفن رأسه مع جسده، رده علي بن الحسين (عليه السلام)(3). ونقل ابن شهرآشوب: أن رأس الحسين (عليه السلام) رد إلى بدنه في كربلاء من الشام وضم إليه»(4) وقال المجلسي: والذي عليه المعول من الأقوال إنه أعيد غلى الجسد بعد أن طيف به في البلاد ودفن معه(5) والمشهور بين علمائنا أنه دفن رأسه مع جسده رده علي بن الحسين (عليه السلام)(6) وقال الشريف المرتضى: «إن رأس الحسين بن علي (عليه السلام) رد إلى بدنه في كربلاء وضم إليه»(7)، وقال القزويني: «في العشرين من صفر رد رأس الحسين جثته»(8) ونقل الشبراوي: «اعيد رأس الحسين بعد أربعين يوما من قتله»(9)، وقال ابن حجر الهيثمي: «قيل إن يزيد ارسل برأس الحسين وثقله ومن بقي من أهل المدينة فكفن رأسه ودفن عند قبر أمه بقبة الحسن، وقيل أعيد إلى الجثة في كربلاء بعد أربعين يوما من قتله»(10) ومن المعلوم أن ثقل الحسين (عليه السلام) مر في كربلاء، ومن المستبعد أن لا يدفن الرأس في كربلاء مع الجسد وينقل إلى المدينة، أشهرها أنه رده إلى المدينة مع السبايا، ثم رد إلى الجسد في كربلاء فدفن معه»(11) وقال المناوي: «وذهب الإمامية
__________________
(1) الملهوف على قتلى الطفوف: .225
(2) إعلام الورى: 1/477.
(3) عوالم العلوم (حياة الإمام الحسين): 453.
(4) مناقب آل أبي طالب: 4/77 نقلا عن السيد المرتضى والشيخ الطوسي.
(5) بحار الأنوار: 45/145.
(6) بحار الأنوار: 45/145.
(7) رسائل الشريف المرتضى: 3/130.
(8) عجائب المخلوقات: 67.
(9) الاتحاف بحب الأشراف: 70.
(10) المنح المكية في شرح همزية البوصيري لابن حجر:
(11) تذكرة الخواص 65، وفيه قاله هشام وغيره.

(298)

إلى أنه أعيد الجثة ودفن في كربلاء بعد اربعين يوما من المقتل، واضاف قائلا: وذكر لي بعض أهل الكشف والشهود أنه حصل له اطلاع على أنه دفن الرأس مع الجثة في كربلاء»(1)، وقال القرطبي وقال الإمامية أن الرأس أعيد إلى الجثة بعد أربعين يوما، وأضاف قائلا: من ذكر بأنه في عسقلان في مشهد أوفي القاهرة باطل لا أصل له»(2)، وقال أبو الريحان البيروني: «في العشرين من صفر رد رأس الحسين إلى جثته حتى دفن مع جثته»(3) وقال الطوسي: «رج الرأس إلى كربلاء، ومنه زيارة الأربعين»(4) وقال سديد الدين الخلي لدى حديثه عن زيارة الأربعين: «ومنه زيارة الأربعين»(5).
وقال القمي: «والذي اشتهر بين علمائنا الإمامية أنه إما دفن مع جسده الشريف رده علي بن الحسين (عليه السلام)، وأنه دفن عند أمير المؤمنين (عليه السلام) »(6)، وقال غياث الدين: إن يزيد بن معاوية سلم رؤوس الشهداء إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فألحقها بالأبدان الطاهرة يوم العشرين من صفر ثم توجه إلى المدينة الطيبة، وأضاف: هذا أصح الروايات الواردة من مدفن الرأس المكرم(7). وإليه مال الشعبان(8).
وقال الصدوق: «خرج علي بن الحسين (عليه السلام) بالنسوة ورد رأس الحسين إلى كربلاء»(9) وهذا أقدم نص يتحدث عن ارجاع الرأس الشريف مع الإمام
____________
(1) الكواكب الدرية في مناقب الصوفية للمناوي: 1/104.
(2) التذكرة بأحوال الموتى وامور الآخرة للقرطبي: 147 ونقل عنه الشعراني عبد الوهاب في مختصر تذكرة التذكرة.
(3) الاثاء الباقية عن القرون الخالية لابن الريحان البيروني: 1/331. التذكرة للقرطبي: 147.
(4) مناقب آل أبي طالب: 4/77 وبحار الأنوار: 44/199 عن أمالي الطوسي.
(5) بحار الأنوار: 44/199 عن العدد القوية لرضي الدين الحلي.
(6) نفس المهموم للقمي: 2/60.
(7) حبيب السير لغياث الدين: 2/60.
(8) رياض الأحزان للشعبان: 155.
(9) الأمالي للصدوق: 124.

(299)

زين العابدين (عليه السلام) إلى كربلاء ودفنه وهو من اكثر النصوص اعتمادا عليه المعول، وقد رواه نصر بن مزاحم(1) عن لوط بن يحيى(2) عن الحرث بن كعب(3)، عن فاطمة بنت علي (عليها السلام)، وقال الكاشفي: والإمام زين العابدين (عليه السلام) استلم رأس أبيه ا لطاهر مع سائر الرؤوس وأعادها إلى كربلاء في العشرين من صفر وألحقه بجسده الطاهر، كما ألحق بقية الرؤوس بأجسادهم»(4).
وأخيرا يكفينا ما رواه الصدوق بأن الإمام زين العابدين (عليه السلام) حمل رأس ابيه مع الأسرى إلى كربلاء ودفنه فيها، أما التفاصيل فلا نعلم عنها شيثا وإن كان المتيقن أنه لم ينبش قبر أبيه وربما دفنه في الجهة الغربية من الرأس أي في الجهة التي يجب أن يكول لو لم يكن قد حز من بدنه دون أن يلصقه به ولعله على بعد ذراع حيث لا يمسه بدنه، وربما من هنا تشير الروايات والزيارات إلى التوجه نحو الرأس، وقصدوا بذلك الرأس لا جهته والله العالم بحقائق الأمور، ولكن أينما كان فإنه لا يخرج عن قبل المؤمن وهو يضمه ليل نهار يحتمي به ويستلهم منه وهذا شعوري ونهم مال قال أبو بكر الألوسي(5) عندما سئل عن موضع الرأس الشريف من مجزوء الكامل:
__________
(1) نصر بن مزاحم: هو حفيد سيار المنقري التميمي الكوفي العطار (ن120 – 212هـ) كان من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، كان في الكوفة عطارا ثم سكن بغداد، وكان من المؤرخين، من آثاره: الغارات، صفين، والجمل، وكان ثقة صدوقا.
(2) لوط بن يحيى: هو حفيد سعيد الازدي الغامدي، عرف بالكنية أبو مخنف ( - 157هـ) كان من أصحاب الأئمة علي والحسن والحسين والسجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، كان محدثا ومؤرخا ثقة جليلا من آثاره: فتوح العراق، مقتل الحسين ، واخبار المختار، وهو من أهل الكوفة.
(3) الحرث بن كعب: هو الحارث بن كعب الأزدي الكوفي، وجاء في بعض نسخ الفهرست للطوسي: 37 «الخر» وهو من أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام).
(4) روضة الشهداء للكاشفي: 485.
(5) أبو بكر الألوسي: هو عطاف بن محمد الألوسي المعروف بابي بكر وقد سبقت ترجمته.

(300)

لا تـطـلبوا رأس الحـسين(1) بــشــرق أرض أو بــغــرب
ودعـوا الجمـيع وعـــرجـوا نـحـوي فمـشهـده بـقلبي(2)

وقال الشاعر الفلوجي(3) مباريا الألوسي من الكامل:

لا تطـبـوا رأس الحسين فإنه لا فـي حــمـى ثاوٍ ولا فـي واد
لكنما صفو الولاء يدلــــكم في أنه المقبور وسط فؤادي(4)

وقلت في مطلع قصيدة مجزوء البسيط المخبون:

إن رمـت رأس الحـسين عاشقا فاقصـد فؤادي تجده بارقـا
لا تـبـحثوا عنه منذ فارقــــــــا طافوا بقلـبي فـظل عــالقـا

• حز الرأس الشريف في 10/1/61هـ وحمل إلى الكوفة ثم الشام ثم أرجع.
• في 20/2/61هـ أعاد الإمام زين العابدين (عليه السلام) الرأس إلى كربلاء ودفنه عند جسده الطاهر إلى جهة الغرب.
*كل ما جرة من تطورات للعتبة الحسينية يشمل مدفن الرأس أيضا.
وفي الختام والذي هو المسك لا بأس بالاشارة إلى ما نظم في المفارقة بين قبور من حاربوا الإمام الحسين (عليه السلام) وبين مراقد الحسين (عليه السلام) وآله حيث يقول الشاعر(5) من الخفيف:
إن تـرد شمـسا قـد توارت قديمـا ستـجد من قبر الـحسين دلــيلا
اين ذكر الظغاة بين الورى والـ ليل يخفي وجـوهــهم تـضـلـيـلا
________________________
(1) وفي نسخة التذكرة: «لا تطلبوا المولى حسين».
(2) البابليات: 4/128، وتذكرة الخواص: 226.
(3) الفلوجي: هو مهدي بن عمران بن سعيد الحلي (1282 – 1357هـ) كان من شعراء الحلة المبرزين ولد في الحلة وتوفي في الكاظمية (بغداد) ودفن في الحلة.
(4)البابليات: 4/128
(5) الشاعر: هو الدكتور عبد العزيز بن مختار شبين المولود سنة 1389هـ في الجزائر، وهو شاعر أديب وعروضي قدير له دواوين متعددة منها: صبي الرمل، اغنية في مواسم الفجر، والف عام من نفخ الكلام، ورباعيات شبين.

(301)

نـسـمـة في مـراقــد الآل سـكـرى هلـلت من عـبـيرهم تـهـلـيـلا
عـرف الدهـر في الحـسـيـن منارا تٍ وعـفـى يـزيـده المـجـهـولا
قد تـهاوى كـرسـيـه تـحـت ريــح صـرصـر هـوج زلـزلـت مـخـذولا
وذرتـــه الـعـصــوف كــف رمــاد وأيـادي الإمـام تـكـرم سولا(1)

_____________________
نهاية قصيدة بعنوان «اخلع النعل للحسين احتراما» ديوان: لكربلاء كل القصائد.

(302)

ملاحظات لا بد منها

إن الكثير لا يستحق إلحاق فهارس وجداول الأخطاء مع الكتاب لأن القارئ سيصطدم بوجود الأخطاء الواردة في الكتاب، وبخاصة إذا كانت كثيرة، ولعله لا يرغب في إقتناء الكتاب، ولكننا نرى العكس هو الصحيح لأن مثل هذه الجداول مريحة للقارئ، واذا كان تواقا للثقافة ستزيد من ثقته بالكتاب.
إضافة الى ذلك فإن علمنا يصنف في خانة التحقيق، وعلي المحقق أن يحرص على أن لا يوقع القارئ فيما هو خطأ، مضافا الى ذلك فإن في هذه الجداول ما هو ليس بخطأ بل اضافات واستدراكات أو تغيير في الرأي ينبغي الإشارة إليها توخيا من عدم إيقاع القارئ والباحث في الخطا وتجنبا من إغرائه بالجهل.

(303)