تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

مقام الرأس في حماة

 

حماة: بلدة سورية معروفة تقع شمال دمشق وتبعد عنها نحو 185كيلو متراً ولا شك أن الركب الحسيني مر من حماة وأن الرأس الشريف كما الأسرى باتوا فيها، ويذكر المؤرخون أن أهل حماة أغلقوا أبواب المدينة في وجوه حملة الرأس الشريف وركبوا سور البلد وقالوا: والله لا تدخلون بلدنا ولو قتلنا عن آخرنا(1)، وكانوا قد وضعوا رأس الحسين عليه السلام على حجر خارج البلدة فبقي عله أثر الدم(2)، إذاً فتاريخ المشهد الحسيني في حماة جاءعلى الشكل التالي:
• في ليلة الثلاثاء 28/1/61هـ بات موكب الأسر والرأس الشريف خارج حماة ووضع الرأس الشريف على صخرة(3).
• في سنة 552هـ ضرب الزلزال حماة وشيرز(4) وأفامية(5) والمعرة فهدم الجناح الشرقي من جامع الحسين (الحسنين) فقام الأمير نور الدين الزنكي(6) بتجديدهن وقد ذكر ذلك في كتيبة من حجر الكلس مؤلفة من ستة

ـــــــــــــــــ
(1) وسيلة الدارين: 375.
(2) راجع باب السيرة أيضاً من هذه الموسوعة عن نفس المهموم: 389.
(3) تاريخ المراقد: 5/93، نفس المهموم: 389.
(4) شيزر: قرية تقع على نهر العاصي على بعد 30كم شمال غرب حماة وهي تتوسط حلب ودمشق وحمص.
(5) أفامية: مدينة تاريخية أثرية تقع في حوش نهر العاصي على مسافة 55كم شمال غرب مدينة حماة، يعود تأسيسها الى القرن الثالث قبل الميلاد، تضم قلعة تاريخية تسمى اليوم «قلعة المضيق».
(6) نور الدين الزنكي: هو محمود إبن عماد الدين زنكي بن آق سنقر السلجوقي (511ـ 569هـ) نشأ في حلب ومات بدمشق، تولى إمارة حلب بعد مقتل ابيه سنة 541هـ، وسع إمارته الشام ومصر وقادة حملة أسقاط الدولة الفاطمية في القاهرة.

(205)

أسطر وضعت على واجهة الجامع على جهة اليمين من الباب نصها كالتالي:
( بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بعمارة هذا المسجد المبارك بعد هدمه في الزلزلة سنة اثنين وخمسين وخمسمائة مولانا الملك العادل المجاهد نورا لدين أبو القاسم محمود بن زنكي).
وجاء في بعض المصادر(1): من آثار حماة جامع الحسين (الحسنين) الواقع تحت قلعة حماة من جهة الجنوب، وقد بني في القرن الخامس الهجري وعرف قديماً بجامع الحسين يقال أنه موضع رأس الحسين عليه السلام حينما مر به من كربلاء الى دمشق(2) ثم حرف من قبل العامة الى اسم الحسن والحسين ويتميز بقبتيه الأثريتين الرائعيتن، ويقع هذا الجامع تحت القلعة الى الجنوب منها مما يلي الخندق بالقرب من باب العدة ـ قديماً ـ بني محلتي المدينة(3) والباشورة حديثاً، يتألف الجامع من حرم مستطيل سقفه ذو قبتين كبيرتين(4) ومن جناح غربي معقود، والقبة الغربية منهم ذات حطة واحدة، وهي أقدم من الشرقية الأخرى ذات الحطتين، وقد تم تجديد القبة الشرقية المضلعة علىيد الأمير نور الدين الزنكي.
• في سنة 1005هـ قام بعض الأخيار بتعمير الغرفتين اللتين خصصنا للتدريس.

ـــــــــــــــــــــ
(1) انظر: جريدة الفداء السورية في حماة، صفحة أولى، بتاريخ، 4/3/2009م، من تقرير بعنوان: «لمحة تاريخية عن أربعة جوامع أثرية في حماة».
(2) راجع تاريخ حماة: 183 للشيخ أحمد الصابوني ويوؤكد وجود هذا المقام عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (1050ـ 1143هـ) في كتابه: «الحضرة الانسية في الرحلة القدسية»: حيث يقول:«وقد زرنا في الطريق مكاناً عليه قبة لطيفة في ارض هناك سهلة يقال إن تحت تلك القبة رأس الحسن والحسين فرزنا ذلك المكان وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى».
(3) المدينة: إسم حي من أحياء حماة.
(4) وجاء في بعض الصادر أن القبة الشرقية الكبرى تنسب الى النبي يونس عليه السلام والقبة الغربية الصغرى تنسب الى مقام رأس الامام الحسين عليه السلام، والظاهر أنهما أنشئتا كرمز لهما حيث إن المقام لا يقع تحتهما.

(206)

• في سنة 1023هـ قام أحمد آغا(1) بتجديد بناء المشهد الحسيني وقد قيد تأريخه في كتيبة كلسية ووضعت على الجانب الأيسر من الباب الرئيس، وجاءت العبارة التالية في سطرين:
«جدد المشهد الشهير برأس الحسين الشهير نزهة أبصار».
«أحمد آغا المعورف بابن الشرابدار منشئ الخي من سلالة أنصار»
«1023هـ»
• في سنة 1140هـ قام عبد الله بن الراشد(2) ببناء الغرفة التي فيها صندوق المشهد الحسيني حسبما ورد في الأيات الشعرية الميقدة في كتيبة كلسية موضوعة فوق باب مقام رأس الحسين عليه السلام، وهي من بحر الرمل:

قد بنا هذا الفنا من ماله أبتغاء مرضاة رحمة الواحد
سوف يأتيه الجزاء من يونس أعن ذا النون النبي الماجــد
إن تسلني من بناه أرخوا فهو عبد الله شع الراشــد(3)
• قبل عام 1305هـ نقل القزويني(4) عن بعض معاصريه أنه سافر إلى الحج فوصل إلى حماة ورأى بين البساتين مسجداً يسمى مسجد الحسين عليه السلام، فدخل المسجد ورأى في بعض عماراته ستراً مسلاً من جدار، فرفعه فرأى حجراً منصوباً في جدار وكان الحجر مؤربا(5) فيه

ــــــــــــــــــــــ
(1) يظهر من كلمة «شرابدار» التركية أنه من أسرة كانت تنولى إدارة السقاية في المدينة، كما يظهر من كلمة «أنصار» أنه من أصول عربية ترجع إلى المدينة المنورة.
(2) عبد الله بن الراشد: الظاهر أنه من أعيان المدينة وتجارها، ومن وجهاء عشيرة الراشد العربية الهاشمية الأصل التي تسكن حماة وبعض المدن السورية ولها امتدادات في الموصل في العراق وديار بكر في تركيا.
(3) الشع: الشعاع وأراد به على الظاهرشعاع الراشد أي نجله، والعجز يعادل بالحروف الأبجدية: 91+76+ 67+370+ 536= 1140 وهو سنة البناء بالهجرة النبوية.
(4) القزويني: هو حسن الشعبان الكردي القزويني المتوفى قبيل سنة 1305هـ، من مؤلفاته: رياض الأحزان، حاشية على اللمعة الدمشقية، كان يسكن طهران.
(5) حجر مؤرب: متساقط.
(207)

موضع عنق رأس أثرفيه، وكان عليه دم متجمد، فسأل من بعض خدام المسجد عن هذا الحجر والأثر والدم؟ فقال: هذا الحجر موضع رأس الحسين عليه السلام فوضعه القوم الذين يسيرون به إلى دمشق عليه(1).
• في سنة 1349هـ قام ثلة خيرة بتجديد الباب الرئيس للمسجد والمقام حيث أثبتت تأريخها على إسكافية الباب ونصها كالتالي:«جدد هذا الباب سنة 1349هـ».
• في سنة 1428هـ تولى الشيخ صالح الولي(1) سدانة المقام والمسجد، وقام بترميمهما.
• سنة 1427هـ ذكر بأن في حماة مشهد رأس الحسين عليه السلام في مسجد يقع بين حي الباشورة والمدينة جنوبي القلعة مما يلي الخندق(3).
• في سنة 1431هـ وضع السادن قطعة من القماش الأخضر على الصندوق.

وجاء في بعض المصادر الأخرى بالوصف التالي(4): ويتألف الجامع بشكل عام من صحن مركزي ورواقين من الشرق والشمال وحرم في الجنوب، يقوم الحرم على استطالته مؤلفاً ثلاث بلاطات تعلو اثنين منهما قبتان كبيرتان حجماً ومختلفتان شكلاً وفي الجانب الغربي قبوان منه

ــــــــــــــــــــ
(1) نفس المهموم: 389 عن رياض الأحزان: 83.
(2) صالح الولي: هو إبن مصطفى بن صالح بن أحمد، ولد في مدينة حماة في 5/9/1394هـ (22/9/1974م)، إمام مسجد الحسنين ورئيس اللجنة المشرفة على المسجد وقمام رأس الحسين عليه السلام بحماة، أنهى في مسقط راسه الثانوية الشرعية سنة 1413هـ، وأنهى سنة 1419هـ المعهد الشرعي في الحسكة، وتخرج من معهد الفتح الإسلامي في دمشق قسم التخصص سنة 1431هـ، يقدم في شهر رمضان المبارك من كل عام دروساً في مسائل الشريعة.
(3) دليل الأماكن المقدسة سورية: 113.
(4) انظر: جريدة الفداء السورية الصادرة في حماة، صفحة مجتمع، بتاريخ 12/3/2010م، من دراسة بعنوان:«من تراثنا المعماري.. جامع الحسنين» للكاتب محمد مخلص حمشو.

(208)

معقودان، والقبة الشرقية منهما مغلقة ارتكزت على قاعدة مربعة ارتفاعهما أربعة أمتار، وكسيت من فوقها بالبناء وسقفت من الاعلى بالقرميد، أما القبة الغربية أمام المحراب فترتكز على قاعدة مربعة ذات أكتاف بالجانبيين على شكل قوسين، وتتصل القاعدة برقبة القبة المستديرة الشكل وتحيط بها مقرنصات مقوَسة وهندسية، ويوجد ف واجهة الحرم الشمالية باب واحد الجانب الغربي من الحرم فإنه مسقف على شكل قوسين متقاطعين.
وبشكل عام تبلغ مساحة المسجد والمقام من ثلاثين متراً في سبعة عشر متراً تقريباً ومن الداخل 28,20متراً في 16متراً، وهذا يعني أن سماكة الحائط الحجري بشكل عام في حدود نصف المتر تقريباً.
والمسجد مقسم في العرض إلى ثلاث مساحات رئيسية: الرواق الجنوبي والذي مساحته 4×22=88متراً مربعاً، والرواق الشمالي بمساحة 15×4=60متراً،وكلاهما مسقفان وبينهما مساحة مكشوفة بمساحة 8×25=200متراً، وعلى امتداد الحرم الشمالي هناك بيت سكن مؤلف من غرفتين وبابه إلى جهة الشمال، ومما يليله على الشرق يوجد غرفتان صغيرتان بمساحة 5×3,20=16 متراً تقريبا استخدمتا للإدارة واستقبال الناس وبابهما الى جهة الغرب المطل على المساحة المكشوفة، وبمصافه الى جهة الشرق ايضا يقع مقام رأس الامام الحسين والذي مساحته 3,20×3,20=10,24 متراً وبابه الى الغرب مطل على المساحة المكشوفة، وفي وسط المقام صندوق خشبي بارتفاع متر وعرض متر وطول متر ونصف سطحه مقبب على شكل هرم بارتفاع نصف متر تقريبا، وقد القي قماش اخضر اللون على الصندوق بشكل عام وفوق المقام قبة صغيرة غير مرئية من الخارج.
ويقال ان هناك مدفن النبي يونس (1)بن متى عليه السلام كما يفهم في الكتيبة
ــــــــــــــــــــ
(1) يونس بن متى: ويقال له عند اهل الكتاب يونان بن امتاي وهو من انبياء بني اسرائيل وهو صاحب الحوت والذي يقال ان الحوت القاه على شط الفرات بالكوفه والذي له مقام فيها، وقد عاصر النبي داود وسليمان «عليهم السلام» حيث ولد سنة 864 ق.ه وبعث بعد=

(209)

ويقال ايضا هو قبر ذو النون المصري(1) ولكنه غير صحيح حيث كانت وفاته في مصر، ولم نجد المؤرخين من ذكر ان النبي يونس (عليه السلام) دفن في حماة، بل المعروف ان راس الامام الحسين (عليه السلام) وضع في موقع في حماة وعرف المسجد باسمه الشريف فنحتمل والله العالم ان الحديث عن انه قبر النبي يونس (عليه السلام) يكون من باب التمويه على السلطات التي كانت تحكم تلك الديار والتي كانت على نقيض مع اتباع مدرسة اهل البيت (عليه السلام) واما نسبته الى المصري فانه جاء من الخلط بين النبي يونس الذي عرف بذي النون(2) ولقب المصري.
وعلى اي حال فان الرواق الجنوبي فيه قبتان: القبه الكبرى المضلعة تقع على جهة الشرق بينما تقع القبة الصغرى الى جهة الغرب من القبة الاولى ويلي بعدها الى جهة المحراب المئذنة.
وباب المشهد يقع في الجهة الجنوبية الشرقية وهو الباب الوحيد للمشهد ومدخله عبارة عن باحة مربعة الشكل 3,80×3 امتار شبه مكشوفة،
ــــــــــــــــــــ
= وفاة النبي سليمان (عليه السلام) سنة 831 ق.هـ وله من العمر 33 سنة، ابتلى بالحوت سنة 798 ق.هـ وله من العمر 66 سنة، ولم نحصل على عمر النبي يونس (عليه السلام) لكي نحدد سنة وفاته وكذلك لم نحصل على ما يؤكد على مكان مرقده، وهناك من ذكر بانه مدفوون في مدينة حلحول التابعة لمحافظة الخليل بفلسطين وله مقام في مسجد النبي يونس، وهناك من ذكر بانه مدفون في مدينة الموصل بالعراق وعرف بمسجد يونس او مسجد التوبة والظاهر انه مقامه وليس مرقده وذلك حينما كان مبعوثا الى اهلها، وقيل مؤخرا ان قبره في بلدة كفرا بلبنان، ولم نجد من ذكر بانه دفن بحماة.
(1)ذو النون المصري: هو ثوبان بن الفيض بن ابراهيم النوبي المكنى بابي الفيض، من فقهاء المحدثين ولد اخميم بمصر سنة 180 هـ وتوفي في الجيزة بمصر سنة 245 هـ، وكان من اقطاب الصوفية وعليه فلا يمكن نسبة هذا المرقد اليه وان كان قد سافر الى سوريا في حياته وربما سكن عند مشهد راس الحسين (عليه السلام) لفترة واستقطب مريديه، ومن عادات المتصوفين انهم يلجؤون الى المقامات الدينية.
(2) قال تعالى: (وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)[الانبياء: 87-88]

(210)

وعلى طرفي الباب نصبت الكتيبات الكلسية الاثرية الثلاث التي من خلالها يمكن تحديد تاريخ عمارة المقام والمسجد.
ووصف بعض المصادر «المشهد الحسيني» بالشكال التالي: ان جامع الحسين يحتوي على مئذنة مربعة الاضلاع صخرية البناء وهي عامرة الي يومنا هذا، ويوجد في الجانب الشرقي من هذا الرواق بناء مؤلف من باحة مكشوفة وغرفتين متبقيتين تعرف بالمدرسة الفرنجية وتنسب الى زين الدين فرج(1)، وهذه المدرسة ورد ذكرها في سجلات المحكمة الشرعية في سنة 965 هـ ولها اوقاف يعود تاريخها الى سنة 969 و988هـ ووردت اسماء بعض مدرسيها في سنة 993هـ و1033هـ واجريت بعض الاصلاحات فيها سنة 1005هـ(2).
هذا وقد حصلنا على الكثير من المعلومات الواردة من سماحة الاخ الفاضل الشيخ شوقي الحداد(3) بمؤازرة سادن الجامع والمقام وامام الجمعة والجماعة فيه(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زين الدين فرج: هو وزير ملك حماة المنصور الاول محمد ابن المظفر الاول عمر الايوبي المتوفي سنة 617هـ، ووزير المظفر الثاني محمود ابن المنصور محمد الايوبي المتوفى سنة 642هـ.
(2) انظر: ملتقى تراث حماة الثقافي (جمعية العاديات)، من مقالة لعبد القادر العلواني بعنوان: «جامع الحسين» الحسنين ((في حماة)) بتاريخ 11/7/2008 م.
(3) شوقي الحداد: هو ابن امين بن صافي، ولد في اللاذقية بسوريا سنة 1382 هـ (28/4/1963م)، ترك كلية الاداب بجامعة دمشق في السنةو الاخيرة ومارس التدريس في الثانويات العامة لسنتين ثم التحق بالحوزة العلمية بمنطقة السيدة ولبس العمة سنة 1416هـ حيث واصل الدراسة فيها في الفترة (1987- 1997م)ومارس التدريس فيها، تولى امامة جماعة مسجد الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في حمص في الفترة (2004- 2009م) وبعدها انتقل الى قرية قصرايا بقضاء مصياف ولازال يمارس اقامة الصلاة وسائر مسؤولياته الدينية من خلال مسجد الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، مؤسس ورئيس تحرير مجلة «الرسول الاعظم» الفصلية التي صدر عددها الاول سنة 2004 هـ ولازالت مستمرة، له مؤلفات عدة منها: حوار مع الموسوعة الوهابية، العقائد الاسلامية الجعفرية عند الشيعة العلوية، والفقه الجعفري العلوي بين اصوله وفروعه وحلاله وحرامه.
(4) استحصلنا على معلومات حديثة من قبل الشيخ صالح الولي مباشرة عبر اتصال هاتفي جرى يومي الخميس 6/11/1431هـ (14/10/2010م) والثلاثاء 11/11/1431هـ(19/10/2010م).

(211)

ش 1035
(99)99

تخطيط تقريبي للمشهد الحسيني في حماة

ش 1036
(100)

المشهد الحسيني في حماة

(212)

ش 1037
(101)

المئذنة والقبة المضلعة لجامع الحسنين

ش1038
(102)

واجهة جامع الحسنين

(213)

ش 1039
(103)103

مئذنة جامع الحسنين

ش 1040

مقصورة مئذنة
جامع الحسنين

(214)

ش 1041
(105)105

باب جامع الحسنين

ش 1042
(106)

معالم قوس باب المشهد الحسيني

(215)

ش 1043
(107)107

المحلان الخارجان من المشهد الحسيني من الجهة الشرقية

ش 1044
(108)

الشباكان النافذان على الرواق الشرقي

(216)

ش 1045
(109)109

الطريق المؤدي الى المشهد الحسيني

ش 1046
(110)

زاوية المشهد الحسيني المبني من الحجر المحلي

(217)

ش 1047
(111)111

الكتيبة الكلسية (اليمين) لتجديد البناء في سنة 552 هـ من طرف نور الدين الزنكي

ش1048
(112)

الكتيبة الكلسية (اليسار) لتجديد الجامع سنة 1023هـ.

(218)

ش 1049
(113)113

الكتيبة الكلسية لبناء المشهد الحسيني سنة 1140هـ من قبل عبدالله الراشد والموضوعة فوق الباب

ش 1050
(114)

الصندوق الخشبي لمقام راس الحسين (عليه السلام) في حماة

(219)

ش 1051
(115)115

المصلى وله اربعة مداخل مطلة على الساحة المفتوحة خصص احدها للنساء

ش 1052
(116)

الرواق الشمالي لجامع الحسنين

(220)

ش 1053
(117)117

منبر جامع الحسنين ومحرابه

ش 1054
(118)

احدى عقود المصلى من الداخل

(221)

119ش 1055

من اليمين: الشيخ صالح بن احمد اولي والشيخ شوقي بن امين الحداد

1056
(120)

مكتب سادن المسجد والمشهد الحسيني

(222)

مقام الراس في حمص

 

حمص: مدينة سورية تبعد عن العاصمة دمشق 145 كيلو متراً شمالا، وصل الراس الشريف الى مدينة حمص فزين واليها خالد بن نشيط الطرقات والاسواق الا ان الاهالي رموا حملة الراس الشريف والعسكر الذي يرافقه بالحجارة استنكارا على فعلتهم وسقط بعض القتلى والجرحى واغلقوا الباب عليهم وخاطبوهم: يا قوم اكفر بعد ايمان وضلال بعد هدى فخرجوا ووقفوا عند كنيسة قسيس فتحالفوا ان يقتلوا الخولي وياخذوا منه الراس ليكون ذخراً لهم يوم القيامة، فبلغهم ذلك فرحلوا خائفين(1).
• يوم الثلاثاء 28/1/61هـ وصل الراس الشريف مدينة حمص ولم يتمكنوا من الدخول فلجاوا الى كنيسة كانت هناك خارج السور.
• قبل سنة 558هـ يقول ابن شهراشوب: ومن مناقب الحسين (عليه السلام) ما ظهر من المشاهد(2) التي يقال لها مشهد الراس من كربلاء الى عسقلان وما بينهما الموصل ونصيبين وحماة وحمص ودمشق وغير ذلك(3)ويعلق القمي(4) على ذلك: يظهر من هذه العبارة ان للراس المعظم المقدس في هذه الاماكن مشهدا معروفا(5) الا انه اضاف قائلا: واما مشهد الراس في حمص فما ظفرت به(6).

___________________
(1) راجع اسرا الشهادة: 3/296 مقتل الحسين لابي مخنف 188.
(2) المشاهد: المراد بها اماكن بنيت اماكن بنيت بهذا الاسم، وربما اراد بها الكرامات ولكن الاول هو المتبادر كما فهم ذلك القمي في سفينة البحار.
(3) سفينة البحار: 3/236 عن مناقب ال ابي طالب لابن شهراشوب.
(4) القمي: هو عباس بن محمد رضا،مضت ترجمته.
(5) نفس المهموم: 388.
(6) نفس المهموم: 389.

(223)

 

مقام الراس في بعلبك

بعلبك: تقع في لبنان محافظة البقاع، تبعد عن بيروت 85 كيلو متراً، يذكر المؤرخون بأن موكب الراس الشريف والاسرى من اهل بيت الامام الحسين «عليه السلام» بعدما تركوا حمص وصلوا بعلبك في طريقهم الى دمشق وقد وصلوها يوم الاربعاء 29/1/16هـ، وكانوا قد كتبوا الى واليها ان معنا راس الحسين (عليه السلام) فامر بالجواري ان يضربن الدفوف ونشرت الاعلام ونفخت الابواق واخذوا الخلوق، ووزعوا السويق والسكر، وباتوا ثملين – من الشرب – فلما علمت ام كلثوم بذلك سألت قائلة: ما يقال لهذا البلد؟ فقالوا بعلبك، فقالت: اباد الله تعالى خضراءهم، ولا اعذب الله شرابهم، ولا رفع الظلم عنهم.
ويذكر: لو ان الدنيا حملت عدلا وقسطا لما نالهم الا ظلما وجوراً(1).
ويذكر بان السيدة زينب (عليها السلام) عرفت اهالي بعلبك بانهم ال الرسول (صلى الله عليه واله) فانقلب اهالي بعلبك ضد حملة الراس وهاجموهم يريدون اخذ الراس ودفنه(2).
ويذكر ايضا بان خولة بنت الامام الحسين «عليه السلام» هنا ماتت، وقد وضع الراس على مقربة من العين التي كانت على اطراف قلعتها التاريخية واتخذ من المكان الذي وضع فيه الراس مشهدا ومصلى، وما وصلنا عنه نضعه ضمن النقاط التالية:
*في 29/1/61هـ يوم الاربعاء حط الراس الشريف على مقربة من سور بعلبك وباتوا ليلتهم هناك.
________________
(1)اسرار الشهادة 3/296 وعنه وسيله الدارين: 375.
(2)تاريخ بعلبك: 2/633 عن مناقب ابن شهراشوب

(224)

• في سنة 61هـ قام اهالي بعلبك باتخاذ الموقع الذي وضع فيه الراس الشريف مسجدا، واسموه مسجد الحسين «عليه السلام» وظل البناء متواضعا الى ان جدد في عام 676هـ(1).
• في سنة 676هـ امر الظاهر بيبرس البندقداري(2)بعمارة المسجد وتوسيعه فتم ذلك على يد بلبان الرومي(3) وقد بقي هذا الاثر ال يومنا هذا حيث توجد كتيبة على صخرة من اربعة اسطر على باب المسجد ورد فيها ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم: رمم هذا المسجد المبارك العبد الفقير الى الله سبحانه وتعالى بلبان الرومي الدوادار الظاهري السعيدي ابتغاء رضوان الله تعالى والقربة اليه، ليكتسب الاجر والثواب وهو ذخر له عند الله سبحانه وتعالى: وكمل ذلك في شهور سنة ست وسبعين وستمائة بمباشرة العبد الفقير الى الله ابن حسن محمدالملكي الظاهري السعيدي ونظر العبد الفقير عباس« (4).
ولان الظاهر بيبرس جدد بناء المسجد عرف باسمه وهو مسجل في سجلات مديرية الاثار اللبنانية كمعلم اثري باسم مسجد الظاهر بيبرس(5)، وقد كتب على كتيبة الحزامية على المدخل الرئيسي بدءا من اليمين قوله تعالى: (انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين)(6)صدق الله العظيم
¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬________________
(1) راجع تاريخ بعلبك: 2/633
(2) الظاهر بيبرس البندقداري: هو بيبرس الاول الملقب بالملك الظاهر الصالحي العلائي (625 -676هـ) وهو رابع سلاطين المماليك البحرية حكم سنة 658هـ، كثرت في عهده الفتوحات، مرت ترجمته.
(3) بلبان الرومي: هو الدوادار الظاهري السعيدي: هو سيف الدين كوندك كان قد تامر على الملك المنصور من المماليك البحرية قلاوون الالفي العلائي الصالحي (620 – 689هـ) فلما وجده قبض عليه فسجنه سنة 680هـ.
(4) تاريخ بعلبك: 2/633.
(5) مجلة نور الاسلام البيروتية: 81 – 82/53.
(6) سورة التوبة، الاية: 18.

(225)

ش 1057
(121)121

الصخرة ذات الكتيبة

ش 1058
(122)

الباب الرئيسي للمشهد

(226)

ش 1059
(123)123

لوحة عند الباب الرئيسي

ش 1060
(124)

الباب الرئيسي من الداخل

(227)

وهناك صورة تشير الى ان هناك صخرة حفر عليها اسم علي (عليه السلام) بشكل فني من ثلاث جهات.

ش 1061
(125)125

كلمة علي المحفورة على شبه باب ينفذ الى جهة الجنوب من المصلى

ش1062
(126)

صورة اخرى

(228)

• قبل سنة 778هـ كان المسجد عامرا بتدريس الشيخ محمد بن علي اليونيني(1)انذاك(2).
• قبل سنة 791هـ كان المسجد عامرا بخطب الشيخ محمد بن عبد القادر(3)ودروسه التي كان يلقيها فيه(4).
• وفي 8/1/908هـ صدر مرسوم في عهد امارة الحرافشة(5) في بعلبك يمنع الاعتداء على الوقف، ونقش المرسوم على بلاطة وضعت عن يمين باب المسجد(6).
• قبل سنة 916هـ كان المسجد عامرا بدروس الشيخ حسن البعلي(7) والتي كان ملتزما بها(8).
• في سنة 908هـ ارخ كتابة هذه اللوحة الموجودة على يمين مدخل المسجد.
________________
(1) محمد بن علي اليونيني: هو حفيد محمد البعلبكي (714 – 778هـ) كان من العلماء. له من المؤلفات: كتاب في الفقه باسم «السر» وله تعليقات كثيرة في الفقه، وقد جلس في جامع راس العين في بعلبك يجيب على اسئلة الناس الى ان توفى في ربيع الاول.
(2) تاريخ بعلبك: 2/641.
(3) محمد بن عبد القادر بن علي بن سبع البعلي (715 -791هـ) كان مدرس الاجنبية عرف بالفقاهة والافتاء تولى قضاء بعلبك وطرابلس، ولد وتوفي في بعلبك، وربما ايضا تولى التدريس بها بعد وفاة الشيخ اليونيني سنة 778هـ.
(4) تاريخ بعلبك: 2/641
(5) الحرافشة: ينتهي نسبهم الى حرفوش الخزاعي القحطاني الذين سكنوا العراق، وقد سار مع سرايا الفتح واستقر في غوطة دمشق ولما توجه ابو عبيدة الجراح الى بعلبك سنة 14هـ عقد لحرفوش الخزاعي راية بقيادة خرقة، وعرف بيت حرفوش بالتشيع لاهل البيت (عليهم السلام) وتخرج منهم علماء، وتؤكد المصادر على ان ابن حرفوش كان على نيابة بعلبك سنة 903هـ ـ راجع تاريخ بعلبك:1/226، هامش السيدة خولة: 49
(6) تاريخ بعلبك: 2/634.
(7) حسن البعلي: هو ابن علي، كان يلقب ببدر الدين توفي يوم الثلاثاء 12/5/916هـ، وكان اماماً للجامع الكبير في بعلبك.
(8) تاريخ بعلبك: 2/641.

(229)

ش 1063
(127)127

كتابة عند مدخل المسجد مؤرخة سنة908هـ

• في القرن العاشر الهجري زار الامير حسن الخالدي(1) هذا المسجد وقال فيه واصفا من الطويل:

لكعبة رأس العين حجبوا تشاهدوا مقاما به اهل الصفاء صفوف
بـــمــرجـــتـهــا لله بيت معلق حوالـيه يسعى ماؤها ويطوف

وقال ايضا وربما في زيارة اخرى من مجزوء الرجز:
مثل أرم وجلق(2) في الأرض ليس يخلق

_______________
(1) حسن الخالدي: لم نتمكن من الحصول على معلومات عنه الا ما اوردناه في المتن.
(2) بما ان البحر من مجزوء الرجز المحذوف المقطوع فالتفعيلة جاءت مفتعلن فعلولن، وللضرورة سكنت الميم من ارم، ولو قال: «كارم وجلق» لكان افضل.

(230)

الا كـــــراس عــــــيـــــن والــمــسـجـد الـمـعـلـق(1)

• في القرن العاشر، قيل كان تكية للصوفية المولوية(2).
• في سنة 1100هـ كان المسجد قائما حيث زاره عبد الغني النابلسي(3)وذكر بام موقعه عند تلك العين ووصفه بالمسجد المعلق(4).

ش 1064
(128)128

الجانب الغربي للمشهد والمتهدم حائطه

___________
(1) تاريخ بعلبك: 2/641
(2) تاريخ بعلبك: 2/634
(3) عبد الغني النابلسي: هو ابن اسماعيل بن عبد الغني (1050 – 1143) ولد وتوفي في دمشق كان عالما شاعرا متصوفا كثير التأليف من مؤلفاته: الحضرة الانسية، ذخائر المواريث، وعلم الفلاحة.
(4) تاريخ بعلبك: 3/634

(231)

ش 1065
(129)129

قاعة المصلى (المسجد)المسقف ويظهر المحراب

ش 1066
(130)

صورة اخرى من الجهة الجنوبية للمصلى

(232)

ش 1067
(131)131

محراب المسجد المسقف

ش 1068
(132)

الجنوب الشرقي للمصلى ويرى الباب المؤدي الى جهة الجنوب وعليه كلمة علي. والى جانبه المسجد الموقت اليوم

(233)

ش 1069
(133)133

داخل المسجد الموقت الذي سقف بصفائح الزنك

ش 1070
(134)

المصلى ومداخله واقواسه الرئيسية كما تظهر على اليمين اسس الاعمدة للجناج الايمن ويظهر المحراب ايضا

(234)

• اما ما بقي اثاره الى يوم فان ابعاده كما وصفت جاءت كالتالي:
طوله خمسون متراً وعرضه ثمانية وثلاثون متراً، في داخله اثنان وعشرون عموداً، لم توزع على صفوف انما اقيمت بموازاة الجدران الاربعة، وعلى بعد خمسة امتار، وبذلك بتنا نجد ثلاثة مساجد في مسجد واحد تتوسطها فسحة دار مربعة طول ضلعها اربعة وعشرون متراً، تخترقها ساقية من نبع راس العين المجاور، فالمسجد الرئيسي هو الامامي فصل محراب ضخم وبجانبه منبر من الصخر، وله ست بوابات حجارتها منحوتة ومزينة بخطوط هندسية كتب عليها «علي»، والمسجدان الباقيان هما صفتان، عن يمين المدار وشمالها بعرض خمسة امتار وطول 24 متراً، ولكل صفة المحراب، ماخوذ من صخرة طولها متراًن وعرضها ذراع واحد، وعلى جانبها الايمن كتابة مهمشة دارسة(1).
• وفي سنة 1428هـ زرت المسجد فوجدته في حالة يرثى لها وقد بعثرت الاعمدة والصخور في ساحة المسجد. ويتصدر الجهة الجنوبية (القبلية) مسجد يتضح انه كان مسقفا على مساحة الجهة الجنوبية وهو مرتفع عن ساحة المسجد بمقدار نصف متر تقريبا وقد قمت بمسح الساحة فكان بشكل تقديري كالتالي:
الواجهة الشمالية الذي فيها المدخل الى ساحة المكشوفة 33 متراً.
الواجهة الشرقية وكذلك الواجهة الغربية: 46 متراً.
المسجد: 16×33 متراً (القسم المسقف) = 528 متراً مربعاً.
الباحة: 30×30 متراً (القسم المكشوف) = 990 متراً مربعاً(2).
وفي المسجد مقام لامام زين العابدين (عليه السلام)، كما واستخدم الجانب
________________
(1) تاريخ بعلبك: 2/634.
(2) وجاء في مجلة نور الاسلام: 81 – 82/52 ان المساحة الاجمالية هي 1570م2 بما فيها بيت الصلاة الذي هو 400م2.

(235)

الشرقي منه بعرض ثلاثة امتار تقريبا كمسجد ومصلى بشكل مؤقت وقد سقف بقماش الخيمة وهو عامر بالمصلين(1).
جاء في مجلة نور الاسلام: تبلغ مساحة المسجد الاجمالية (1570م2) بما فيها بيت الصلاة الذي يبلع (400م2) والرواق المحيط بالجهات الثلاث والمفتوح على بيت الصلاة، ثم الصحن الذي تخترقه قناة ماء، كانت تستعمل للوضوء، ويوجد داخل المسجد اثار منبر حجري الى جانب المحراب الذي ما يزال قائما(2).

________________
(1) سفرتي الى بعلبك شتاء عام 2008م.
(2) ومما تجدر الاشارة اليه ان صديقنا العزيز سماحة الشيخ يوسف بن اسعد بن خضر عبد الساتر قد قدم لنا المساعدة جليلة عن بعض المعلومات والصور فجزاه الله عن الاسلام خير جزاء المحسنين، وهو من مواليد سنة 1361هـ في بلدة ايعات ومن المتخرجين من النجف وعاد الى بلده ليقوم بمهامه الدينية في بلدته وفي بيروت.

(236)

مسجد السقط

ومما يناسب ذكره هنا انه كان عند باب جيرون الخارجية(1) – على الجهة اليمنى للداخل الى ساحة المسجد الاموي – مسجد يقال له مسجد السقط(2) وتقول الرواية: ان الراس الشريف لما اريد ادخاله الى الساحة المسجد الاموي ادخل من الباب الكبير(3) ومن شدة الزحام سقط الراس الشريف وذلك عندما وقف حامله الى جانب المدخل الايمن الصغير، وتكريما لمكان سقوطه اقيم مسجد فيما بعد عرف بمسجد السقط، وكان يدخل اليه من باب جيرون الصغير الشمالي، وكان محبوا اهل البيت (عليهم السلام) دابوا على الحفاظ على هذا الاثر، كان هم المعادين لاهل البيت (عليهم السلام) من النواصب هدمه وجعله طريقا للمارة وحصل بين الموالين والنواصب صراع على ذلك واشتد الخلاف بعدما حكم الفاطميون دمشق (357 – 467هـ) حيث كانوا يهتمون بكل ما له صلة باهل البيت (عليهم السلام) كمسجد السقط ومشهد الحسين (عليه السلام) ومرقد السيدة رقية وغيرها(4) ولم توجد في المصادر التي بحوزتنا سقوط الراس الشريف.
__________
(1) باب جيرون الخارجي: هو باب السور (المدينة) في قبال باب جيرون للمسجد.
(2) راجع دمشق القديمة واهل البيت: 95.
(3) كانت الابواب تحتوي على ثلاثة مداخل في الوسط مدخل كبير ومرتفع وعلى جانبيه مدخلان واصغر منه.
(4) وربما اريد بباب جيرون باب المدينة لا باب المسجد وقد جاء التعبير عنه في كتاب دمشق القديمة واهل البيت: 94.بباب جيرون الداخلي، ويظهر من عبارته في صفحة 96: ان المراد به باب السور حيث يقول : اما مسجد السقط الذي يقع الى يمين الداخل من الباب الكبير باتجاه المسجد الجامع فقد كان موجوداً الى مدة قريبة 1367هـ (1948م) وعندما ارادت البلدية الاعتناء بالابواب، ازالت المسجد وحولته الى حديقة فيها محول كهرباء.

(237)

• في 2/261هـ سقط راس الامام الحسين (عليه السلام) من على الرمح عند باب جيرون الداخلي عند الباب الصغير الواقع شمالاً من الباب الكبير(1) والذي يبعد عن باب جيرون المسجد نحو مائة متر شرقاً(2).

ش 1071
(135)135

مكان سقوط الراس على ما يقال

• بعد سنة 357هـ اعتنى الفاطميون بمسجد السقط(3)وبعدها حصل صراع بين الموالين لاهل البيت (عليهم السلام) والنواصب(4).
• في ربيع الثاني من سنة 669هـ دخل التتار دمشق وقد احرق
______________
(1) كانت الابواب دمشق وابواب المسجد الاموي كبيرة ولكل باب ثلاثة ابواب احدها في الوسط كبيرة ولها جناحان باب على اليمين وباب على الشمال.
(2) دمشق القديمة واهل البيت:
(3) دمشق القديمة واهل البيت: 94.
(4) جاء في دمشق القديمة: 94 «ان ابا شامة عبدالرحمن اسماعيل المقدسة (1202 – 1266هـ) ذكر جانبا من هذه الصراعات، ويقول احمد غسان سبانو في كتابه مكتشفات مثيرة حول دمشق القديمة: 263 ان الباب الشمالي الصغير اغلق واتخذوه مسجداً».

(238)

تيمورلنك معالم دمشق والتي منها الجامع الاموي فاحترق معه مسجد السقط الذي كان باب جيرون الداخلي(1).
• بعد سنة 830هـ عمد شخص من خواص الامير كمشبغا طولو(2) الى مكان مسجد السقط فاعاد بناءه ولكن جعله مخزناً للاخشاب وغيرها(3).
• في سنة 892هـ امر الملك الاشراف قايتباي(4) بفتح الباب الصغير الشمالي من باب جيرون الداخلي، وحول مسجد النقطة الى طريق للمارة(5).
• في القرن العاشر الهجري بني لهذا الباب الصغير الشمالي حائط واستخدم لتخزين الحطب للقرن الذي قريب منه(6).
• وفي سنة 1365هـ ظهرت عتبة الباب الصغير من ابواب جيرون الذي كان يؤدي الى مسجد السقط عند التعميرات التي اجريت للمسجد الاموي بشكل عام، وظهر على عتبته نص مرسوم من قبل قايتباي بفتح الباب(7).
• وفي سنة 1367 هـ كان المسجد قائما حيث حول في هذه السنة الى حديقة ووضع فيها محول كهرباء(8) وجاء في المصدر: «ان البناء عندما جدد في هذا التاريخ (1367هـ) وجدت الارض الرومانية لباب جيرون الكبير على عمق (430) سم، وهذا يعني ان الارض خلال تلك الفترة التاريخية قد ارتفعت حوالى اربعة امتار ونصف المتر.

____________
(1) دمشق القديمة واهل اليبت:95.
(2) كمشبغا طولو: ولا يخفى ان مفردة «كمشبغا» معربة«جمشبغا» التركية والمركبة من ثلاثة مفردات «چم + شبا + بغا» وتعني رئيس فرقة الهراوة، وعلى اي حال فانه كان نائب قلعة دمشق.
(3) دمشق القديمة واهل البيت: 95.
(4) قايتباي: هو الاشرف قايتباي المحمودي الاشرقي الظاهري ابو النصر سيف الدين (815 – 901هـ) من ملوك الشراكسة في مصر، وقد انفق على الجيش زهاء 7,650 مليون دينار عدا ما ينفقه على الامراء والجند، حيث كان يحب الفتوحات.
(5) دمشق القديمة واهل البيت: 95.
(6) دمشق القديمة واهل البيت: 95.
(7) دمشق القديمة واهل البيت: 95.
(8) راجع دمشق القديمة واهل البيت: 96 سبق الحديث عن ذلك فيما تقدم من احتمال ان يكون موضعه عند باب جيرون المرتبط بالسور لا بالجامع الاموي، والله العالم بحقائق الامور.

(239)

مقام الراس في دمشق

دمشق: عاصمة سوريا، والتي كانت عاصمة الدولة الاموية انذاك، وفي عام 61 هـ وقعت المصيبة العظمى وقتل سبط الرسول (ص) الحسين بن علي (عليه السلام) بامر طاغية زمانه يزيد بن معاوية الاموي في معركة غير متكافئة من حيت العدة والعديد فاستشهد الامام ومن معه من خيرة اهل بيته الاطهار وثله من خيرة انصاره الكرام الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الله جل وعلا على يد جلاوزة الباطل، وقد استخدموا في هذه المعركة ابشع الوان العذاب والتنكيل فمن قطع الرؤوس وسحق الاجسام، وحمل النساء والاطفال اسرى الى ولي الكوفة عبيدالله بن زياد الاموي، والى طاغية دمشق يزيد بن معاوية الاموي، وقد شاهد الراس الشريف واسرى ال محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من كربلاء وحتى دمشق احداثاً اوردناها في باب السيرة، وكذا الحال عند ورود الراس الشريف وحتى رحيله منها، ولا شك ان الراس كانت له اماكن وضع فيها خلال الفترة ما بين 2/2/61هـ و11/2/61هـ، ونحن هنا لسنا بصدد البحث عنها الا ما بقى لها اثر عرف به.
ولا يخفى ان الحيدث عن دمشق طويل، ومتشعب ومن ذلك التشعب ان المؤرخين اختلفوا في ارمين: الاول في مسألة دفن الراس الشريف فيها او وضع الراس فيها، والثاني في مسالة مكان الدفن، وعبارات المؤرخين شتى ننقلها ثم نتحدث عنها.
فقالوا: انه مدفون قرب باب الفراديس في الجامع الاموي وعليه ابن ابي الدنيا(1) والبلاذري(2) والواقدي(3) وغيرهم، وقيل انه مدفون عند باب
____________________
(1) اعيان الشيعة: 226 عن تذكرة الخواص، وجواهر المطالب.
(2) اعيان الشيعة: 1/226 عن تاريخ البلاذري.
(3) اعيان الشيعة: 1/226 عن تاريخ الواقدي.

(240)

توما(1) وقبل انه مدفون في المسجد وعليه صاحب مسالك الابصار(2)، وقيل انه مدفون عند قبر معاوية بن ابي سفيان(3)، وقيل: انه مدفون في سور البلد(4)، وقيل: انه مدفون في خزائن الامويين ثم دفنه سليمان بن عبد الملك الاموي(5) وقيل: انه مدفون في دار الامارة في دمشق(6). هذا ما ورد عن الراس الشريف في محطه بالشام، وفي هذا المجال نقل التجيبي(7) وقرات بخط المحدث المفيد ابي اسحاق البلفيقي(8) قال: قال ابو القاسم(9) له: وكان ابو الخطاب(10) يقول في راس الحسين: ما اكذب الناس، والله ما دخل راس الحسين قط الى مصر بل حمل الى الشام(11)، وذكر بعضهم ما يلي؛ وقيل: انه دفن في دمشق على اختلاف بين القائلين
¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬_____________
(1) سيرة الائمة الاثني عشر: 2/86.
(2) مقتل الحسين لبحر العلوم: 471 عن اخبار الدول: 109 عن مسالك الابصار: ، المساجد في الاسلام: 114.
(3) سيرة الائمة الاثني عشر: 2/286.
(4) سيرة الائمة الاثني عشر: 2/286.
(5) سيرة الائمة الاثني عشر: 2/286.
(6) سيرة الائمة الاثني عشر: 2/286.
(7) التجيبي: هو القاسم بن محمد بن علي السبتي (666 – 730هـ) رحالة مغربي ولد في تجيب في المغرب، وبدا رحلته سنة 696هـ حيث توجه الى بيت الله الحرام ثم الى غيرها، وكتب رحلته المسماة المستفاد.
(8) ابو اسحاق البلفيقي: هو ابن ابراهيم توفي سن 610هـ في مراكش، وكانت ولادته في بلفيقه في الاندلس، دعم الحركة الصوفية في العهد الموحدي، ويعرف بالولي الصالح وله مزار معروف.
(9) ابو القاسم: يبدو انه كان احد اعلام القرنين السادس والسابع ومحدثيهما.
(10) ابو الخطاب: هو عمر بم الحسن بن علي بن محمد المعروف بـ(ابن دحية الكلبي) السيتي (544 – 633هـ) ولد في سبتة في الاندلس وتوفي في القاهرة، ولي قضاء دانية، من مؤلفاته: المطرب من اشعار اهل المغرب، الايات البينات، ونهاية السؤول.
(11) مستفاد الرحلة والاغتراب لقاسم التجيبي: 8، راجع ايضا راس الحسين لابن تيمية: 210.

(241)

بهذا القول: انه في حائط، او في دار الامارة، او خزانة يزيد، او في المقبرة العامة، او في داخل باب الفراديس في جامع دمشق(1).

• ومما ورد ذكره في كتب التاريخ والمقتل والسيرة ان الراس الشريف احضر مرارا وربما كل يوم مرة امام الطاغية يزيد، كما وذكر بانه علق على باب قصر يزيد او باب المسجد الاموي، الى ما قيل بانه دفن في دمشق حيث اشتهر بين علماء الامامية بان الامام زين العابدين (عليه السلام) نقله معه الى كربلاء والحق براسه الشريف، وسياتي الحديث عن تفاصيل ذلك لدى البحث عن الراس الشريف في كربلاء، ولذلك لا نكرر البحث والمناقشة هنا، وما ورد من مشاهد ومقامات غير كربلاء فهي من مكث الراس فيها لفترة قصيرة ا وصولية ولكن من دون ان يدفن فيها، وان قيل بدفنها فترة بقاء موكب الاسر في الشام لم يستبعد ولكن لم يدلعلى ذلك دليل وربما يتضح ذلك من خلال سرد التاريخي للراس الشريف في الشام.
وبغض النظر عن البحث في مسألة الموقع الذي وضع الراس الشريف فيه فانه لم يبق من كل ما حدث في دمشق بالنسبة الى الراس الشريف اثر الا موقع واحد وهو الماثل الىا يومنا هذا والواقع على الجهة الشرقية من ساحة الجامع الاموي المكشوف ضمن مقام يقع بجانب مقام الامام زين العابدين (عليه السلام) على مقربة من باب المسجد الشرقي المسمى باسم باب (سويقة) جيرون الذي ينطلق منه الى باب جيرون لخارج سور دمشق(2).
_________________
(1) مقتل الحسين لبحر العلوم:471.
(2) جاء في كتاب دمشق القديمة واهل البيت: 45 «ان هناك بابين باسم باب جيرون الاول باب المعبد (الجامع) والثاني باب السور» ولذلك سمي باب المسجد بباب جيرون الداخلي، ويقول صلاح المنجد في كتابه خطط دمشق:109 «ومن باب جيرون الى الباب الذي يحاذيه من سور المعبد (المسجد) سمي سوق جيرون، ثم اطلق باب جيرون على باب الجامع الشرقي» ويسمى باب جيرون وهليزه بسويقة جيرون وطولها 120 متراً، ولذلك قال ابن جبير الاندلسي في رحلته: 241 «وللباب الشرقي والغربي والشمالي ايضا من الابواب دهاليز متسعة يفضي كل دهليز منها الى باب عظيم، كانت كلها مداخل للكنيسة فبقيت على حالها واعظمها=

(242)


فالحديث هنا يقع من حيث تاريخ العمران على هذا المشهد دون امر اخرى، واما عن الاقوال في مواقع دفن الرأس والمقامات المحتملة الاخرى والتي لا اثر باق لها سنقدم الحديث عنها على الحديث عن هذا المشهد القائم الى يومنا هذا ليكون الفصل الثاني بينما الفصل الاول يحتوي على البحث عن تلك الاقوال فقط.

__________
= منظرا الدهليز المتصل بباب جيرون، يخرج من هذا الباب الى بلاط طويل عريض، وقد قامت امامه خمسة ابواب مقدسة لها ست اعمدة طوال، ومن جهة اليسار منه مشهد كبير حفيل، كان فيه راس الحسين بن علي (عليه السلام) راجع دمشق القديمة: 47. ويؤكد الامير شكيب ارسلان في كتابه الحلل السندسية: 3/171 ان البال الشرقي للجامع يقال له باب جيرون.

(243)