معجم  أنصار الحسين  (النساء)     (الجزء الأول)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين (النساء) (الجزء الأول)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

يثبت بأن التي كانت في المدينة هي الصغرى إلا قوله «صغيرة» وهي لا تدل على أنها الصغرى، وقد وردت المفردة «صغيرة» وصفاً للتي حضرت معركة الطف، والتي اعتبرها الحائري أنها الكبرى.

       والحاصل: إن أفضل ما يمكن استنتاجه لدى جمع الأقوال من دون طرحها هو القول التالي:

       1- إن فاطمة الكبرى أمها قضاعية ولدت عام 40هـ والتي بقيت في المدينة.

       2- إن فاطمة الصغرى أمها أم إسحاق التيمية ولدت عام 51هـ، والتي حضرت كربلاء.

       3- إن الحسن المثنى كان قد خطب الصغرى دون الكبرى، وحضر معها كربلاء.

       وليس في هذا الجمع ما يقدح فيه إلا أمران:

       1- إن الصغرى هي التي خطبت الناس في الكوفة وهي ابنة إحدى عشرة سنة.

       2- إننا خالفنا رأي صاحب معالي السبطين الذي اختار أن الصغرى بقيت في المدينة والكبرى حضرت كربلاء، ولربما هو أول من حدد الكبرى بمن حضرت كربلاء والصغرى بمن بقيت في المدينة.

       ولكن ليس في هذين الأمرين ضير، أما الأول فقد سبق وقلنا إنهم من أهل بيت زقوا العلم زقاً، وأما الثاني فلأنه من المتأخرين وتحديده إحداهما بالكبرى والأخرى بالصغرى من دون دليل لا يمكن قبوله.

       ولا يخفى أن اختيارنا هذا يعتبر تصحيحاً هنا لما سبق في دواوين الشعر من القول عن فاطمة بنت أم إسحاق التيمية حينما كانت توصف بالصغرى المراد بأنها صغيرة وإلا فهي أكبر من تلك التي بقيت في المدينة، أو في الحقيقة هو تراجع عما سبق، وكان الذي أوقعنا في مثل هذا الأمر كتب المتأخرين الذين اعتمدوا على مثل معالي السبطين.

       وعلى أي حال فإن أم إسحاق تقرر أنها كانت زوجة للإمام

(145)

 

الحسن «عليه السلام» أولاً، ثم زوجة للإمام الحسين «عليه السلام»، وبما أنها أنجبت للإمام الحسن «عليه السلام» فلا بد من التوصل من خلاله إلى عمرها، وذلك لأنها أنجبت له حسب بعض المصادر: حسين الأثرم وفاطمة بنت الحسن، وطلحة بن الحسن(1) ولكن ما هو مسلم أنها أنجبت له طلحة ويلقب بالجواد(2)، وأما حسين الأثرم فقيل أمه أم ولد، وأما فاطمة الكبرى فأمها أمه الله بنت محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر، وأما الصغرى فأمها الرباب المازنية(3)، والظاهر أنها لم تنجب له غير طلحة على ما ذهب إليه معظم النسابة، ومن هنا يمكن الوقوف على عمرها ولو بنوع من التحديد، إذا ما قلنا أن طلحة هو الوحيد الذي أنجبته للإمام الحسن «عليه السلام»، وما يتقضي أن يكون أحد أمرين إذا ما كانت الأمور ماضية يشكل اعتيادي أو طبيعي، وهي أن تكون أم إسحاق صغيرة في السن، أو أن يكون زواجها متأخراً بحيث لم يكن هناك مجال للإنجاب، ولا يتنافى أن يؤخذ بعين الاعتبار الأمران ليكون زواجها وهو في سن من تحيض في نهايات حياة الإمام الحسن «عليه السلام»، أي في حدود النصف الثاني من العقد الخامس من التاريخ الهجري وعليه فتكون ولادتها في نهاية العقد الثالث الهجري أو بداية الرابع منه.

       ولما توفي عنها زوجها الأول الإمام الحسن «عليه السلام» في صفر عام 50هـ، وأنقضت عدتها في شهر جمادى الثانية، خطبها الإمام الحسين «عليه السلام»، فأنجبت له مولودان كان أولاهما أنثى سماها الإمام الحسين «عليه السلام» على اسم أمه فاطمة «عليه السلام»، وذلك حدود ربيع الثاني من عام 51هـ، ويذكر بأن المولود الثاني كان ذكراً سماه على اسم أبيه علي «عليه السلام»، وكانت ولادته في شهر رجب عام 60هـ، فوصف فاطمة بالصغرى، وعلي

____________
(1) معالي السبطين: 2/219، أعلام الورى: 1/416 ويظهر من تسلسلهم في الأعلام أن حسين الأثرم أكبرهم وطلحة ثانيهم وفاطمة ثالثهم، وعليه فإن أقل الأزمان لولادة هؤلاء الثلاثة نحو خمس سنوات، وعليه فإن زواجها من الإمام الحسن «عليه السلام» لا يعقل بعد عام 45هـ.

(2) المجدي: 19.

(3) لباب الأنساب: 1/343- 344.

(146)

 

بالأصغر، هذا على المختار، وإلا لا بد من اللجوء إلى غير المختار بكل ما فيه من اضطراب، ويمكن معرفة ذلك من خلال ترجمة كل من فاطمة الكبرى والصغرى، وعلي الأصغر وعبد الله.

       والغريب في الأمر أن الفترة الزمنية الفاصلة بين الولادتين كبيرة ألا وهي مدة عشر سنوات، ولكن ما يخفف الغرابة أن هناك بالفعل نساء لسن ولودات، تلدن كل خمس أو عشر سنوات، وإذا صدق هذا بحق أم إسحاق ورد الاحتمال في أن تكون ولادتها لطلحة بن الحسن «عليه السلام» عام 41هـ، هذا إذا ما ثبت بأن ولادة فاطمة الصغرى بنت الحسين «عليه السلام» كان عام 51هـ. ومع هذا فالاحتمال وارد، والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب.

       ثم إن أم إسحاق لا خلاف في حضورها كربلاء، ومن هنا فقد نسب بعضهم المولود يوم عاشوراء إليها، ولكن سبق وقلنا إنه من الخلط بين الطفلين على الأصغر ابن الحسين «عليه السلام» وعبد الله بن الحسين «عليه السلام».

       وأما عن تاريخ  وفاتها فهناك من ذكر بأنها كانت على قيد الحياة عام 93هـ حين جاء عبد الله بن عمرو بن عثمان وخطب ابنتها فاطمة بعد سنة من وفاة زوجها الحسن المثنى عام 92هـ حيث امتنعت من النكاح إلا أن أمها أم إسحاق ألحت عليها وحلفتها بذلك وجلست في حرارة الشمس وحلفت أن لا يظلها سقف لو لم تقبل ذلك، فرضيت بذلك(1).

       وقيل إن أم إسحاق تزوجت بعد مقتل الإمام الحسين «عليه السلام» بعبد الله ابن محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر بن أبي قحافة(2)، بل قيل سبقه إلى الزواج منها عبد الله بن محمد بن تمام بن العباس بن عبد المطلب(3).

       ومن ذكر ابن قتيبة لأولاد طلحة يتبين أن أم إسحاق كانت وحيدة من أمها(4) ولا شك أنها لم تكن على عقيدة أبيها في آل علي «عليه السلام» وإلا لما تزوجت الحسن «عليه السلام» ثم الحسين «عليه السلام»، وتحضر كربلاء.

____________
(1) معالي السبطين: 2/220 وغيره.

(2) المحبر: 66، المعارف لابن قتيبة: 233 وفيه أنجبت له أمية .

(3) المحبر: 442.

(4) المعارف: 233.

(147)

 

(2)

أمامة بنت أبي  العاص العبشمية

ن6ق.هـ - ن49هـ = ن616- ن669م

 

       هي أمامة بنت القاسم (أبي العاص) بن الربيع بن عبد العزى بن عبد الشمس القرشية(1) ، وقد مضت تفاصيل نسبها لدى ترجمتها في زوجات الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» فلا نعيدها.

       ضبط المفردة «أمامة» بضم الهمزة وفتح الميم الثانية على زنة أسامة (فعالة) وهو مصدر ما يسقط عن الفعل، وله وزن واحد كما في قلامة اسم لما يسقط من بري القلم(2) وهي أيضاً مصدر الماضي المضموم العين كما في نباهة وفصاحة(3) وهو من الجذر «الأم » ، وقال ابن منظور: وأميمة وأمامة اسم امرأة، قال أبو ذؤيب(4)  من الكامل:

قالت أميمة مال لجسمك شاجيا         مثلي ابتذلت ومثل مالك ينفع

       وروى الأصمعي(5) أمامة بالألف، فمن روى أمامة على الترخيم،

___________
(1) معالي السبطين: 2/228.

(2) ومنه كناسة، وقمامة، راجع معجم الأوزان الصرفية: 245.

(3) راجع الأوزان: 13.

(4) أبو ذؤيب: هو خويلد بن خالد بن محرث الهذلي المتوفى نحو سنة 27هـ، كان من فحول الشعراء المخضرمين حيث أدرك الجاهلية والإسلام، ولما أسلم سكن المدينة، توفي في مصر، وكان إسلامه يوم وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث وفد عليه وهو مسجى.

(5) الأصمعي: هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي (122- 216هـ) من كبار الأدباء له مشاركات في علم اللغة، النحو، الحديث، الفقه، الأصول، ولد وتوفي في البصرة، من آثاره: نوادر الإعراب، الأجناس، وكتاب الخراج.

(148)

 

وأميمة على تصغير الترخيم، وأمامة: ثلاثمائة من الإبل قال الشاعر من الكامل:

أأبثره ما لي ويحتر رفده        تبين رويداً ما أمامة من هند

       أراد بأمامة ثلاثمائة إبل، وأراد بهذه هنيدة وهي المائة من الإبل(1).

       استخدمت المفردة منذ الجاهلية علماً للأنثى ومن تلكم: أمامة بنت الحارث الشيبانية، من فصحاء العرب في الجاهلية ونبلائهم تزوجت عوف ابن ملحم، الشيباني، ولما خطب الحارث بن عمرو الكندي ملك كندة ابنتها أم إياس بنت عوف أوصتها بوصية تعد من أفضل ما قيل في موضوعها(2)، وأمامة بنت كليب، والتي كانت شاعرة من شواعر العرب في الجاهلية(3)، وغيرهما، ومنهن أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب.

       واما بالنسبة إلى أمامة بنت أبي العاص العبشمية فقد سبق الحديث عنها وقلنا بأنها ولدت نحو عام 6 قبل الهجرة وتزوجها علي بن أبي طالب «عليه السلام» في 12/6/11هـ، وأنجبت له محمد الأوسط (12- 61هـ)،  عبد الرحمان (ن14- 61هـ)، وتوصلنا إلى أنها توفيت في حدود عام 49هـ، وقيل إنها توفيت عام 57هـ، ومعنى هذا أنها لم تكن على قيد الحياة حين معركة الطف، وما حدا بنا إلى ذكرها هنا أن المازندراني في معاليه عدها من زوجات علي «عليه السلام» اللاتي حضرن كربلاء وقال: «ومنهن أمامة بنت أبي العاص العبشمية»(4) وإذا صح حضورها فإنها صحبت ابنيها محمد الأوسط وعبد الرحمان إلى كربلاء حيث استشهدا مع أخيهما الإمام الحسين «عليه السلام»، ولكن المازندراني لم يوثق مقولته بدليل، ما لا يمكن الركون إليها، وبما أنه ثبت العكس وهو وفاتها قبل هذا التاريخ فلذلك لا نبسط الحديث عنها لأنها خارجة عن محل البحث.

____________
(1) لسان العرب: 1/221.

(2) الأعلام للزركلي: 2/11.

(3) أعلام النساء: 1/78.

(4) معالي السبطين: 2/228.

(149)

 

(3)

أم بشير بنت أبي مسعود الخزرجية

ن7- ب61هـ = 628- 680م

 

       هي: أم بشير فاطمة بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة الخزرجية.

       يحول إلى فاطمة بنت عقبة الخزرجية حيث حدد اسمها الداودي(1) في العمدة بفاطمة إذ يقول: «وأم زيد هي فاطمة بنت أبي مسعود بن عقبة ابن عمرو بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري»(2)، وأما ابن حجر(3) فقد حدد اسم أبيها بعقبة حيث قال: أبو مسعود الأنصاري البدري اسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة(4) وقد حضرت كربلاء مع أبنائها وبناتها(5).

       وأصل الكلمة «أم بشير » مضاف ومضاف إليه، فالمضاف قد سبق بيانه، وأما البشير فهو على زنة فعيل من البشر وهو بشاشة الوجه، وقد سبق بيانه في تجرمة بشر بن الحسن «عليه السلام» في معجم الأنصار الهاشميين فلا نكرر.

       هذا ولا ضرورة أن يعرف الشخص بكنيته بل لا تلازم بين التكنية

____________
(1) الداودي: ستأتي ترجمته.

(2) عمدة الطالب: 69.

(3) ابن حجر: هو أحمد بن علي بن محمد العسقلاني (773- 852هـ) ولد في مصر ونشا وتوفي فيها، من علماء الشافعية محدث ومؤرخ، وأديب شاعر، كثير التأليفات، منها: فتح الباري، الإصابة، والدرر الكامنة.

(4) تهذيب التهذيب: 6/457.

(5) معالي السبطين: 2/235.

(150)

 

ووجود من يكنى به، بمعنى أنه لا يعني أن هذه الشخصية «أم بشير» لها ابن باسم بشير لتكنى به، بل إن وضع الكنية للمولود سنة شرعية أولاً، وعادة مألوفة عند العرب ثانياً.

(151)

 

(4)

أم حبيب بنت عباد الثعلبية

ن3ق.هـ- ن61هـ = ن620- 680م

       هي: أم حبيب الصهباء بنت عباد بن ربيعة بن يحيى بن العبد بن علقمة الثعلبية.

       يحول إلى الصهباء بنت عباد التغلبية، حيث حدد اسمها بالصهباء كما ورد في بعض المصادر(1) إن لم نقل بأن الصهباء وصف لها.

       وأما ضبط المفردة «حبيب » فهو على زنة فعيل بمعنى المفعول أي محبوب، وقد تقدم الكلام عنها في معجم الأنصار غير الهاشميين في ترجمة حبيب بن مظاهر الأسدي، فلا نكرر.

__________
(1) راجع ترجمتها في معجم الأنصار قسم الهاشميين (المقدمة التمهيدية).

(152)

 

(5)

أم الحسن بنت الحسن الهاشمية

ن48- 61هـ = ن668- 680م

 

       هي: أم الحسن بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم القرشية.

       وأمها: أم بشير فاطمة بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية.

       من ذكر أم الحسن بنت الإمام الحسن «عليه السلام» ذكر بأنها كانت في معركة الطف صغيرة، وأقل ما يمكن أن يتصور في حقها وفي حق شقيقتها التي هي أصغر منها أنها ولدت عام 49هـ أي قبيل وفاة أبيها، ولكن بما أن أم الحسين أصغر منها بحسب الترتيب السردي والتسموي فلا بد من القول بأنها ولدت عام 48هـ، وشقيقتها ولدت عام 49هـ، وعليه فإنها يوم معركة الطف يفترض أن تكون ابنة اثنتي عشرة سنة.

       جاء في وسيلة الدارين: وفي بعض المقاتل أن أحمد بن الحسن المجتبى «عليه السلام» قتل مع الحسين وكان له من العمر ست عشرة سنة، وله أختان من أمه: أم الحسن وأم الحسين سحقتا يوم الطف بعد شهادة الحسين لما هجم القوم على المخيم للسلب، أمهم أم بشر بن مسعود الأنصاري الخزرجي جاءت معهم حتى أتت كربلاء.

       ذكره الذهبي في كتاب التجريد(1) والظاهر أن الضمير في «وذكره» يعود إلى أحمد بن الحسن «عليه السلام».

_________
(1) وسيلة الدارين: 345.

(153)

 

       وأما عن جذر الكلمة «الحسن» فقد سبق بيانه في ترجمة الحسن المثنى فلا نعيد. ومن المعلوم أن اسمها كنيتها، ولا مجال لاحتمال غير ذلك كونها أنجبت ابناً فكنيت به لأنها كانت في مقتبل عمرها حين معركة كربلاء، ولم يعترض أحد ممن ذكرها إلى أن لها إسماً آخر.

       والظاهر أن دفنهما- أم الحسن وأم الحسين- قد تم مع دفن سائر الشهداء في الموضع الذي خصص لهم جميعاً عند رجلي أبي عبد الله الحسين «عليه السلام».

        ولا بأس بالإشارة إلى أن ابن فندق ذكر شخصيتين من بنات الإمام الحسن «عليه السلام» باسم أم الحسن وذكر فيما ذكره اسم أم الأولى نرجس، وهي من سبي الروم، والثانية اسم أمها مليكة (ملكة)(1) بنت الأحنف بن قيس(2) وليس هناك ذكر لأم الحسن ولأم الحسين اللتين هما ابنتا أم بشير، وبما أن كتاب اللباب فيه العديد من الأغلاط والخلط، اعتمدنا في كون أم الحسن وأم الحسين ابنتي أبي مسعود عقب الخزرجي على الأعلام للطبرسي(3) والإرشاد للمفيد(4) والعمري في المجدي(5) والدوادي في العمدة(6)، ولكن العمري يذكر بأن والدة أم الحسن هي خزرجية، وبضم نصوص أخرى يتعين أن تكون أم بشير فاطمة بنت أبي مسعود عقبة الخزرجي، ثم يأتي العمري ليقول: إن والدة أم الحسن كانت أم ولد تزوجها عبد الله بن الزبير، والظاهر أن النصين متنافران إذ لم يقل أحد بأن ابنة أبي مسعود الخزرجي كانت من أسرى الحرب، وربما كان للإمام الحسن «عليه السلام» ابنتان باسم «أم الحسن» إحداهما ابنة أبي مسعود الخزرجي والأخرى أمها أم ولد، فالأولى سحقت في كربلاء وماتت، والثانية شبت فتزوجها عبد الله بن الزبير، وهذا يؤيد ما ذهب إليه ابن فندق الذي أورد

___________
(1) ملكة: كما في نسخة.

(2) لباب الأنساب: 1/344.

(3) إعلام الورى: 1/416.

(4) الإرشاد للمفيد: 2/20.

(5) المجدي: 19.

(6) عمدة الطالب: 68.

(154)

 

في جدول بنات الحسن «عليه السلام» ابنتين باسم أم الحسن، وذكر بأن الأولى أمها أم ولد اسمها نرجس من سبي الروم، بينما ذكر بأن اسم أم الثانية هي مليكة بنت الاحنف بن قيس(1).

       ولكنه لم يشر إلى أن أمهما أم بشير فاطمة بنت عقبة الخزرجي، فلم يحل لنا هذا التناقض بين المصادر، اللهم إلا إذا قيل: بأنهن ثلاثة أم الحسن بنت نرجس، وأم الحسن بنت مليكة، وأم الحسن بنت فاطمة الخزرجية، نعم يحتمل أن تكون نرجس هي ابنة مليكة أو أن نرجس بنت فاطمة بن عقبة، وعليه فتكون لدينا شخصيتان باسم أم الحسن، ولكن تصريحه بأن نرجس أمها أم ولد يسد الباب أمام مثل هذه الاحتمالات.

       وعلى أي حال فإن المشهور  المؤرخين أن أم الحسن أمها أم بشير فاطمة بنت عقبة الخزرجي(2)، وأما غيرها فهو محل خلاف.

       وسنأتي على بعض التفاصيل عن سيرتها ضمن السيرة الحسينية فلا نكرر.

_____________
(1) راجع لباب الأنساب: 1/344.

والأحنف: هو ابن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي المكنى بأبي بحر البصري، قيل إن الأحنف لقب واسمه الضحاك وقيل صخر وقيل الحارث، كان من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي «عليه السلام» وابناه الحسن والحسين «عليهما السلام»، شهد مع علي «عليه السلام» مشاهده، له مواقف مع أهل البيت «عليهم السلام» تنبىء عن رفعة مقامه، وهو الذي كتب إليه الإمام الحسين «عليه السلام» وهو بالبصرة، توفي عام 67هـ.

(2) راجع معالي السبطين: 2/235.

(155)

 

(6)

أم الحسين بنت الحسن الهاشمية

ن49- 61هـ = ن669- 680م

 

       هي أم الحسين بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم القرشية.

       وأمها: أم بشير فاطمة بنت أبي مسعود بن عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية(1).

       وأما ضبط المفردة «الحسين» فهو بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه مصغر الحسن وقد سبق شرحه بشيء من التفصيل، وأول من سمي به هو الإمام الحسين «عليه السلام».

       والظاهر أن اسمها كنيتها، إذ لم يذكر أحد بأن إسماً آخر غيره، كما هو الحال في شقيقتها أم الحسن.

       وليس لدينا أكثر مما ذكرناه في شقيقتها أم الحسن إلا أنها كانت أصغر منها ولكنت كانت من أترابها فاحتملنا أن تكون ولادتها بعد عام من ولادة شقيقتها، وأن استشهادهما تم في عصر يوم عاشوراء بفعل عساكر الجور والظلم التي سحقت أجسامهما ظلماً وهما على قيد الحياة(2).

       ونضيف هنا بأن هناك من ذكر أم الحسين بكنية أم الخير وذكر اسمها رملة، ووحد بين أمهات زيد وأم الحسن وأم الخير بأنها خزرجية مما لا مجال للقول بعدم اتحاد أم الخير مع أم الحسين(3) وأضاف: بأن والدة أم

___________
(1) راجع معالي السبطين: 2/235.

(2) راجع وسيلة الدارين: 345.

(3) راجع المجدي: 19.

(156)

 

الحسن أم ولد، وقد خرجت إلى عبد الله بن الزبير.

       لكن هذا ينافي التصريح بأن أمها خزرجية وهي شقيقة زيد لأن من الواضح أن المراد بالخزرجية هي أم بشير فاطمة بنت أبي مسعود عقبة الخزرجي، وهي لم تكن أم ولد، بل تزوجها بعقد النكاح، وقد تحدثنا عنها في حرف الفاء تحت عنوان فاطمة بنت عقبة الخزرجية فراجع.

       وأما في العمدة فقد جعل «أم الخير» نسخة بديلة من «أم الحسين»(1)، وصرح بأن اسمها رملة.

       أما بالنسبة إلى إمكانية وقوع التصحيف بين أم الحسين وأم الخير فهو ممكن في ظل تنقيط الحروف فيكف فيما إذا لم يكن هناك تنقيط ذلك بتأخير نقطة الخاء إلى الحرف الأخير ووجود مد بين الخاء والياء ليشكل سيناً، وكتابة الراء إلى ما يشبه القوس، ولكن إثبات أكثر المصادر للمفردة برسم الحسين يرجح كون الخير تصحيفاً للحسين إن لم يكن مغايراً له.

       وأما بالنسبة إلى أن أم الحسين «أو أم الخير » كنية لـ « رملة » فهذا ممكن لأن العادة تقتضي أن يكون لكل شخص اسم علم، وصيغة الكنية لا تكون علماً إلا بدليل، هذا إن قلنا باتحاد أم الخير وأم الحسين.

____________
(1) راجع عمدة الطالب: 68.

(157)

 

(7)

أم خديجة (بنت علي)

ق25- ب61هـ = ق646- ب680م

 

       هي أم (خديجة بنت علي بن أبي طالب).

       ضبط المفردة «خديجة» فهي على زنة فعيلة من خدجت المرأة ولدها وأخرجته إذا ألقته وقد استبان خلقه، أو ألقته قبل أن ينبت شعره فهو خديج وهي خديجة، فالصيغة جاءت للمفعول أي ولدت وقد استبان خلقها، واستخدمت هذه الصيغة اسم علم في الذكور «خديج» واسم علم في الإناث «خديجة» ومن الأول: خديج بن سلامة البلوي الذي شهد العقبة ولم يشهد بدراً وكذلك والد رافع الصحابي المشهور(1)، ومن الثاني: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية (68- 3ق.هـ) أولى زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشرفهن، ومن هنا يظهر أنه اسم جاهلي سواء في الذكور أو الإناث.

       ولنعد إلى شخصية أم خديجة التي تحدثنا عنها لدى ترجمة زوجات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» في المقدمة التمهيدية من معجم الأنصار الهاشميين، وقلنا بأنها ولدت في المدينة أو الكوفة على الظاهر قبل عام 25هـ، ودخلت بيت علي «عليه السلام» بملك اليمين ما بين عام 31هـ وعام 39هـ، وكانت على قيد الحياة حين استشهد الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» عام 40هـ، وكانت قد أنجبت للإمام خديجة قبل عام 39هـ، وليس لدينا أكثر من ذلك، وسنأتي على المزيد من التفاصيل في ترجمة ابنتها خديجة التي هي الأخرى حضرت كربلاء. وقد ذكر المازندراني أنها

___________
(1) تاج العروس: 5/507.

(158)

 

حضرت كربلاء مع ابنتها خديجة وزوجها عبد الرحمان الأكبر ابن عقيل (37- 61هـ) الذي استشهد في كربلاء، وليس هناك ما ينافي بقاءها على قيد الحياة حتى معركة كربلاء، ومن تصريح المازندراني أنها حضرت كربلاء لا بد من القول بأنها توفيت بعد عام 61هـ، وليس لدينا عنها أية معلومة أخرى(1).

       ومن المناسب هنا- ونحن نتحدث ولأول مرة عن إحدى بنات علي «عليه السلام»- أن نثبت هنا ما أورده ابن حبيب(2) عن أصهار الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» وهم كالتالي:

       1- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، كان عنده زينب بنت علي.

       2- عمر بن الخطاب، كانت عند أم كلثوم بنت علي.

       3- عون بن جعفر بن أبي طالب، كانت عنده أم كلثوم بنت علي خلف عليها بعد عمر.

       4- محمد بن جعفر بن أبي طالب، كانت عند أم كلثوم بنت علي وذلك بعد أخيه عون.

       5- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، كانت عنده أن كلثم بنت علي، وذلك بعد أخيه محمد.

       6- مسلم بن عقيل بن أبي طالب، كانت عنده رقية بنت علي.

       7- جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، كانت عنده أم الحسن بنت علي.

       8- جعفر بن عقيل بن أبي طالب، كانت عنده أم الحسن بنت علي، خلف عليها بعد جعدة.

__________
(1) معالي السبطين: 2/228.

(2) ابن حبيب: هو محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي بالولاء (ن175- 245هـ) ولد في بغداد، وتوفي في سامراء، كان عالماً في الأنساب والأخبار واللغة والشعر، كان من موالي العباسيين، له من المؤلفات: المغتالين من الأشراف، مختلف القبائل ومؤتفلها، وكتاب من نسب إلى أمه من الشعراء.

(159)

 

       9- عبد الله بن الزبير بن العوام، كانت عنده أم الحسن بنت علي، خلف عليها بعد جعفر بن عقيل.

       10- أبو الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، كانت عنده رملة بنت علي.

       11- عبد الله بن عقيل بن أبي طالب، كانت عنده أم هانئ بنت علي.

       12- عبد الله بن عقيل بن أبي طالب، أيضاً تزوج ميمونة بنت علي- بعد أم هانئ.

       13- تمام بن العباس بن عبد المطلب، خلف على ميمونة بنت علي بعد عبد الله بن عقيل.

       14- فراس بن جعدة بن هبيرة، كانت عنده زينب الصغرى بنت علي.
       15- مسلم بن عقيل تزوج مرة أخرى رقية الصغرى بنت علي، بعد أختها رقية- الكبرى-.

       16- محمد بن عقيل خلف على رقية الصغرى بنت علي.

       17- كثير بن العباس بن عبد المطلب، كانت عنده زينب الكبرى بنت علي.

       18- كثير بن العباس بن عبد المطلب، تزوج أيضاً أختها أم كلثوم الصغرى بنت علي- بعدها-.

       19- محمد بن أبي سعيد بن عقيل، كانت عنده فاطمة بنت علي.

       20- سعيد بن الأسود ابن أبي البختري، كانت عنده فاطمة بنت علي، وذلك بعد محمد بن أبي سعيد.

       21- المنذر بن عبيد الله بن الزبير بن العوام خلف على فاطمة بنت علي بعد سعيد بن الأسود.

(160)

 

       22- الصلت بن عبد الله بن نوفل، كانت عنده أمامة بنت علي.

       23- عبد الرحمان بن عقيل، كانت عنده خديجة بنت علي.

       24- أبو السنابل عبد الله بن عامر بن كريز، خلف على خديجة بنت على هذه(1).

       وفي كل ذلك مناقشة، ربما نتمكن من استعراض كل واحد منهم في محله.

__________
(1) المحبر: 56- 57.

(161)

 

(8)

أم رافع سلمة القبطية

ن10ق.هـ - ب61هـ = 612- 680م

 

       هي: أم رافع سلمة(1).

       ضبط المفردة «رافع » على زنة فاعل من رفع يرفع فهو رافع، وهو ضد وضع، ويقال للشرطي: الرافع لأنه يرفع الأخبار إلى صاحب الشرطة(2)، واستخدم كعلم منذ الجاهلية، وممن سمي بذلك رافع بن خديج بن رافع الأنصاري المولود عام 12ق.هـ، والمتوفى عام 74هـ، وكان جده يسمى برافع أيضاً، وهو من أبناء القرنين الثاني والأول قبل الهجرة(3).

       ولنعد بالحديث عن أم رافع فقد ابن حجر(4) في ترجمتها أنها تسمى سلمى(5)، وبما أنها تسمى سلمى فتقع ترجمتها في حرف السين، ولكن لإتمام البحث لا بأس بتوضيح بعض الأمور المتعلقة بزوجها أبو رافع، فقد قال ابن حجر: «أبو رافع القبطي مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قيل اسمه إبراهيم، وقيل أسلم، وقيل ثابت، وهرمز، ويقال إنه كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأعتقه لما بشره بإسلام العباس،

_________
(1) معالي السبطين: 2/230.

(2) المنجد في اللغة: 272.

(3) الأعلام للزركلي: 3/102.

(4) ابن حجر: هو أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني (773- 852هـ) من أئمة التاريخ والرجال، أصله من عسقلان في فلسطين، ولكنه ولد وتوفي في القاهرة- مصر- له مؤلفات جمة منها: لسان الميزان، الدرر الكامنة، وديوان شعر.

(5) تهذيب التهذيب: 6/598.

(162)

 

وكان إسلامه في بدر- عام 2هـ- وشهد أحداً- عام3هـ- وما بعدها روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن ابن مسعود، وروى عنه أولاده: الحسن، ورافع، وعبيد الله، والمعتمر، ويقال أيضاً: المغيرة وسلمى(1) وأحفاده: الحسن وصالح وعبيد الله أولاد علي بن أبي رافع، وعلي بن الحسين بن علي «عليه السلام» وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وعطاء بن يسار، وأبو غطفان بن طريف المري، وعمرو بن الشريد بن سويد الثقفي، وحصين والد داود، وسعيد بن أبي سعيد مولى ابن حزم، وشرحبيل بن سعد وغيرهم، مات أبو رافع في المدينة في خلافة علي «عليه السلام» (36- 40هـ)(2)، وقيل كان أبو رافع عبداً لأبي أحيحة سعيد بن العاص فأعتق بنوه نصيبهم، منهم خالد بن سعيد فوهب نصيبه لرسول الله  (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعتقه، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما ولي عمر بن سعيد بن العاص المدينة ضرب ابن أبي رافع ليقول له: إني مولاكم، فأبى، إلا أن يقول: أنا مولى رسول الله «عليه السلام» حتى ضربه خمسمائة سوط حتى قال له: أنا مولاكم(3).

       ويتبين أن التكنية بأم رافع أو أبي رافع لم تكن عبثاً بل إن سلمى أنجبت لابي رافع إبراهيم فكني به، ويقول المازندراني(4): إن أم رافع اسمها سلمة مشهورة باسمها وبكنيتها(5) وذكر بأنها حضرت كربلاء، ولنتحول إلى ترجمتها في «سلمى».

____________
(1) والظاهر أن المراد بسلمى زوجته أم رافع والتي تسمى سلمى.

(2) وقال غيره مات بعد مقتل عثمان، والجمع بين المقولتين يوحي أنه توفي عام 36هـ.

(3) تهذيب التهذيب: 6/352.

(4) المازندراني: هو محمد مهدي الحائري مضت ترجمته.

(5) معالي السبطين: 2/230.

(163)

 

(9)

أم سعيد بنت عروة الثقفية

ق5- ن35هـ = 617- 656م

 

       هي: أم سعيد بن عروة بن مسعود بن صعب بن مالك بن كعب بن عمرو الثقفية. مضى نسبها في المقدمة التمهيدية لمعجم الأنصار الهاشميين لدى ترجمة زوجات علي «عليه السلام», وأما ضبط المفردة «سعيد» فقد مضى في ترجمة سعيد بن عقيل الهاشمي (40- 61هـ). وبالإجمال فإن أم سعيد ولدت في الطائف قبل عام 5 للهجرة، وتزوجها الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» في حدود عام 20هـ في المدينة، وأنجبت له أم الحسن (21- ب61هـ)، ورملة الكبرى (22- ب61هـ)، وعمر الأوسط (23- 38هـ)، وأم كلثوم الصغرى (24- ق40هـ). يذكر المازندراني في جملة من حضر في كربلاء من زوجات علي «عليه السلام»: «أم مسعود بنت عروة جاءت مع بينتها رملة»(1)، من الجدير ذكره أن «مسعود هذا تصحيف لسعيد، ولعله جاء من الخلط بين اسمعا وكنية أبيها عروة حيث يكنى بأبي مسعود، وقد نقدم الحديث عن هذا محله.

       وبما أن تحقيقاتنا توصلت إلى أن أم سعيد الثقفية توفيت في حدود عام 35هـ فلا يمكن الاعتماد على ما ذكره المازندراني من دون توثيق لمقولته، وعليه فهي خارجة عن موضوعنا.

________________

(1) معالي السبطين: 2/228.

(164)

 

(10)