تَارِيخُ المَراقِد  (الحُسَيْن وَأهْل بَيْته وَأنصَاره  (الجزْءُ الثّامِنْ)

اسم الکتاب : تَارِيخُ المَراقِد (الحُسَيْن وَأهْل بَيْته وَأنصَاره (الجزْءُ الثّامِنْ)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

ومن المعلوم أن القوسين اللذين يعلوان باب الصحن الرئيسي وباب الروضة الرئيسي هما أعلى منه بأكثر من مترين من إطار الصحن عامة، وقد كتب في جبهة قوس باب الصحن: قال الله تبارك وتعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ (1)، بينما كتب على قمة باب الروضة: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (2)، وفوقها توجد ساعة ثابتة على قمة جدار القوس فوق الكتيبة.
وأما داخل القوس فإنه من فوق الباب مكسو بالقاشاني ذي القاعدة الزرقاء والملونة بألوان مختلفة من الأبيض والأخضر والذهبي والأزرق وغيرها وهي الأخرى مُنحنية، وجاء في الجدار الشرقي منه كتيبة باللون الأزرق الداكن على أرضية بيضاء يوجد فيها: «اللهم لك الحمد والثناء وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين المكرمين» بينما جاء في الكتيبة التي فوق الباب مباشرة: «بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» كما جاء في الكتيبة الغربية ما يلي: «اللهم استجب دعائي واقبل ثنائي وأظهر كلمة الحق واجعلها العليا وادحض كلمة الباطل».
وهناك كتيبة قرآنية ترافق نهاية الاقواس جميعها باستثناء القوسين الكبيرين بدأت من شرق باب الصحن الرئيسي أي في الجهة الجنوبية أوّلها البسملة ثم سورة عبس التي تنتهي إلى قوله تعالى: ﴿فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ (۳) لتتابع في الجهة الشرقية وتنتهي بنهايتها، ثم تبدأ من الجهة الشمالية للصحن بسورة العصر مع البسملة لتنتهي إلى القوس الذي يعلو باب الروضة، ومن بعد القوس تبدأ الكتيبة بسورة البيّنة (4) مع البسملة لتنتهي قبيل الزاوية الجنوبية لتبدأ بعدهما بسورة الماعون (5) مع البسملة إلى آخرها وتنتهي بالتصديق ثم «وصدق وبلغ رسوله الامين» وبذلك تصل الكتيبة إلى القوس الذي يعلو باب الصحن الجنوبي والرئيسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الرعد، الآية: ۲4.
(2) سورة الأحزاب، الآية: ۳۳.
(3) سورة عبس، الآية: ۱۲.
(4) سورة البينة، آياتها: 5۸، تسلسلها: ۹۸.
(5) سورة الماعون، آياتها: ۷، تسلسلها: ۱۰۷.
(178)

هذا وقد سُقّف الصحن بصفائح معدنية وزجاجية قابلة للتحريك تفتح وتغلق حسب الحاجة حيث إن كثرة الزائرين أوجب استخدام الصحن كمكان لقراءة الزيارة والدعاء وإقامة الصلاة والراحة أيضاً.
ولا يخفى أن عدد الأعمدة الحاملة للأقواس من غير الزوايا بلغت أربعين عموداً رخامياً ثمانية في كل من الجهة الغربية والشرقية واثنا عشر عموداً في كل من الجهة الجنوبية والشمالية وللعلم فإن أعمدة هاتين الجهتين مزدوجة.
`وجاء أيضاً على الكتيبة الجدارية الوسطى سورة النبأ (۱) من أولها إلى آخرها، ولا يخفى أن هناك بعض الشبابيك الخشبية وضعت لأجل التنوير والتهوية.
كما وهناك باب آخر يقع إلى جهة الجنوب يرتفع عن الساحة الخارجية مقدار سلم واحد مقوس الشكل وكل أطرافه مكسوة بالرخام وهو منسحب إلى الداخل بمقدار نصف متر تقريباً.
كما وهناك باب آخر يقع إلى جهة الشمال بموازاة باب آخر مقوّس على كل من طرفيه شباكان، وأما هذا الباب فليس فيه أيّ قوس ولا يحيطه قاشاني أبداً.
هناك باب آخر يرتفع عن سطح الأرض مقدار ثلاثة سلالم وقد تأخر الباب نحو متر إلى الداخل وجاء على شكل مقوس.
هذا وقد أُكسيت أرض الصحن بالرخام الرمادي اللون، والإيوان المُسقَّف مرتفع عن أرض الصحن بمقدار درج واحد وسقوفه مزركشة بأشكال هندسية فاخرة باللون البني وتتدلّى منه قناديل كهربائية في كل جهة أكثر من أربعة.
وأما جدران الصحن فهي مكسوّة بالرخام الحمّصي اللون وعليه بين حين وآخر جداريات من القاشاني المكتوب عليها كتابات مختلفة نذكر منها التي إلى جهة الشمال ففيها:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النبأ، آياتھا: 40، تسلسلها: ۷۸.
(179)

1 ـ نقشة قاشانية في وسطها كتيبة داخل إطار هندسي جميل كتب فيها: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا علي عدوك عدوي وعدوي عدو الله» (1).
٢ ـ ومثلها في أخرى جاءت: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَبَّ علياً فقد سَبَّني ومن سَبَّني فقد سب الله» (2).
٣ ـ وفي أخرى جاءت تحت القوس: «السلام عليكٍ أيتها المظلومة».
4 ـ «السلام عليكِ يا بنت الحسين» ثم جاء الشعر من بحر الخفيف المثمن (۳) المخبون كالتالي:
آنكوْ دَرْ اينْ مَزارِ شَرىفْ آرَميدِهْ اَسْتْ
أُمُّ الْبُكا رُقَيِّه مِحْنَتْ كَشيدِهْ اَسْتْ (4)
اينْ قَبْرِ كُوچَكْ اَسْتْ اَزْ آنْ طِفْلِ خُرْدْ سالْ
كَزْ دَهْرِ سالخُوُرْدِهْ بَسي رَنْجْ ديدِهْ اَسْتْ
اينْجا زِتابِ غَمْ دِلِ زَيْنَبْ شَدِهْ اَسْتْ آبْ
بَسْ نالِه يَتيمِ بَرادَرْ شَنيدِهْ اًسْتْ (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ مدينة دمشق: 42 / ۲۹۲.
(۲) ينابيع المودة: ۲ / ۱۰۲.
(۳) للشاعر محمد حسن بن أسد الله المعروف بصغير الإصفهاني (۱۳۱۲ ـ ۱۳۹۰ هـ) ولد وتوفي في إصفهان، كان من كبار الشعراء الموالين لأهل البيت عليهم السلام وقد توارث الشعر أباً عن جد، جُمِعَ شِعرُهُ في ديوان عُرف بديوان صغير الإصفهاني.
(4) ترجمة الأبيات جاءت كالتالي:
أين التي تزار في مقامها ثاويهْ
رُقية ام المُصاب من حَمْلِهِ باكيهْ
أصغرُ لَحْدٍ لطفلةٍ غَضَّةِ العُمْر فتيهْ
هذي التي تحمَّلتْ في صِغَرها ألف بليّهْ
هنا عَظُمَ هَمُّ زينب فذابت بقلْب كميدِ
ممّا سَمعَتهُ مِنْ أنين يتيم ابن أخيها الشهيدِ
هنا تملّكها النعاسُ ولم تسطع وقوفاً قدماها
صبيّةٌ كان على شوك ام غيلان مَمْشاها
(5) بعد هذا البيت في ديوانه جاء مباشرة بيت آخر وهو:
(180)

اينْجا زِپا فِتادِه وَاُو را رُبُودِهْ خوابْ
طِفْلي كِهْ رُوىِ خارِ مُغيلانْ دَويدِهْ اَشسْتْ (۱)
5 ـ ثم جاءت قصيدة فارسية وضع كل شطر منها في سطر وهي تتمة الشعر السابق وجاءت كالتالي:
يا رَبْ بِجُزْ رُقَيِّه كُدامينْ يَتيمْ را
تَسْكينْ بِديدَنِ سَرِ أَزْ تَنْ بُريدِهْ اَسْتْ (2)
نازَمْ بِآنْكِه هَسْتي خُودْ دادْه وَزْ خُدايْ
رُوزِ أَزَلْ مَتاعِ شَفاعَتْ خَريده اَسْتْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اينجاز داغ نو گل گلزار شاه دين
از چشم اهل بيت نبي خون چكيده است
أم غيلان: الشوك الذي تقتاته الإبل.
(1) جاء بعد هذا البيت بيت آخر وهو:
اينجا ست كز رقيه دلخسته مرغ روح ج
بر شاخسار روضه رضوان پريده است
(۲) ترجمة الأبيات جاءت كالتالي:
ربّاهُ لَمْ أرَ يتيما سوى رقية بات فزعاً
وحتى يهدأ رَوْعُها أُهْدِيَتْ رأساً من بدن قُطِعا
حبّي لمن اهدى روحه قرباناً
حتّى تعطى شفاعة أُمَّته يوم الحساب الأمانا
لم يكن مأتم الحسين مخصوصاً بالارض مشهدا
حتّى الكونَ غدا متنهُ من حزنه راكعاً مكمَّدا
صغير يستحيل نفي المآتم في حقّه
فإن الذي أثبت ثوبه مليكُ عشقِه
وبعد هذا البيت جاء بيتان وهما:
گَر بِنگري بِديدِه دِل بَر مَزارِ او
رِيحانِ آرزو گُل حَسْرَتْ دَميدهِ استْ
گُشتند اهل بيتْ شهي خوارِ قُومِ دونْ
كَزْ كايِناتْ ذاتِ حَقَّشْ بَرگُزيدهِ استْ
(181)

تَنْها زَمينْ نَگَشْتِهْ عَزا خانِه حُسَيْنْ
پُشْتِ فَلَكْ هَمْ اَزْ غَمِ آنْ شَهْ خمَيدِهْ اَسْتْ (۱)
بَرْ چيدَنَش مَحال بُوَدْ تا أَبَدْ صَغيرْ (۲)
سُلْطانِ عِشْقِ طَرْفِهْ بَساطي كِهْ چيدِهْ اَسْتْ (۳)
6 ـ ثم جاءت في الأخرى: «السلام عليكِ يا بنت فاطمة الزهراء» ثم أبياتاً فارسية من بحر الرمل المثمن المحذوف:
داشْتَمْ مَنْ بَسْتَري اَزْ خاگُ وباليني زِخِشتْ
هَمْچُو مُرْغي كُو بَسا مَحْرُومْ زِ آبُ ودانِه اَسْتْ (4)
تِكْيِهْ ميزَدْ اُو بِهْ تَخْتِ سَلْطَنَتْ با تِكَبُّرْ وَوَجدْ
اينْ تَكَبُّر ظالمانْ را عادَتِ رُوزانِه اَسْتْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) وجاء بعد هذا البيت بيتان وهما:
در اًمرٍ صَبْر طاقَتِ زَينبْ عَجيبْ نيستْ
حق صبر واَز طاقت وِي آفريده استْ
از جَدْ وبابْ ومامْ وبَرادَر غَمْ وبَلا
اِرث مُسَلِّمي است كه بَر او رسيده استْ
الباب: مخففة الأب «بابا» ومام: مخففة الأم (ماما).
(۲) صغير: هو تخلص الشاعر في شعره.
(3) جاء في الديوان: «شاه شهيد» بدل «سلطان عشق».
ديوان مصيبت نامه لصغىر اصفهاني: ۲۰4.
(4) جاءت ترجمة الأبيات كالتالي:
إفتَرشت أديم الارض وكانت غربتي لي وسادا
كطائر حرمته الغربة الماء ومن حبه زادا
على سرير العرش يتوسدُ هذا المتكبر
فالكبرياء في الجائرىن دبدنٌ يوميٌّ يتكررُ
هزل الجسم مني وغدا ثيابي التي اندرست كفنا
وفي الخربة ريش الطائر المرضوض أضحى سكنا
درست رسومه وانطمست معها آثاري
غير انْ هواني ومجدي بقيا خالدين مدى الاعصار
(182)

بَرْ تَن رَنْجُورِ مَنْ شُدْ كُهْنِه پىراهَنْ كَفَنْ
پَرْ شِكَسْتِه بُلبُلي را اينْ خَرابِه لانِهْ اَسْتْ
مَحْوْ شُدْ آثارِ اُو تابَنْدِهْ شُدْ آثارِ مَنْ
ذِلَّتِ او عِزَّتِ مَنْ هُرْ دُو جاويدانِهْ اَسْتْ (۱)

وأما الصحن الثاني والذي يقع إلى شرق الصحن الأول فهو أيضاً على شالة الصحن الأول تقريباً إلا أن أعمدته وجدرانه ليست رخامية بل إسمنتية ملونة باللون الأبيض، ولا يوجد فيها أعمدة مزدوجة كما لا يوجد قوس مرتفع كما هو الحال في الصحن الأول حيث كان للبابين الخارجي والنافذ إلى الروضة، بل أقواسها صغيرة وكبيرة لا تتعدى الكتيبة العلوية.
ففي الجهة الجنوبية والشمالية يوجد في كل جهة ثلاثة أقواس كبيرة وأربعة أقواس صغيرة، أي تبدأ بقوس صغير ثم كبير ثم صغير وهكذا، وأما الجهة الشرقية والغربية فيوجد في كل منها ثلاثة أقواس كبيرة وقوسان صغيران، أي تبدأ بقوس صغير وتنتهي بآخر مثله وما بينهما ثلاثة أقواس كبار وكل جهة يقابلها بمثلها، وأعداد الكبيرة تبلغ اثني عشر قوساً وأعداد الصغيرة تبلغ أيضاً اثني عشر قوساً، ومجموع عدد الأعمدة مع الأركان الأربعة ثمانية وعشرون عموداً، وقد كتب على قمّة كل قوس صغير كتيبة دائرية ذات أرضية قاشانية زرقاء كتابتها باللون الأبيض فيها أسماء المعصومين الأربعة عشر، تبدأ من الجهة الغربية، وقد جاءت كالتالي: «محمد رسول الله»، «علي ولي الله» ثم الجهة الجنوبية: «فاطمة الزهراء»، «الحسن والحسين»، «علي بن الحسين»، «محمد الباقر»، وفي الجهة الشرقية «جعفر الصادق»، «موسى الكاظم»، وفي الجهة الشمالية: «علي الرضا»، «الجواد والهادي»، «الحسن العسكري»، «محمد المهدي».
كما وتعلو الأقواس كتيبة دائرية كتبت فيها أحاديث شريفة في مناقب أهل البيت عليهم السلام وهي بالخط الأبيض على أرضية قاشانية زرقاء بدءاً من الجهة الغربية كالتالي: عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اللهم إني أقول كما قال أخي موسى اللهم اجعل لي وزيراً من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأبيات الشاعر غلام رضا سازگار المتخلص بـ «ميثم». (ولد في قم سنة 1360 هـ)
(183)

أهلي أخي علياً أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً».
وجاء في الجهة الجنوبية ما يلي: ضم النبي صلى الله عليه وآله وسلم علياً إلى صدره وقال بأعلى صوته: «معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، هذا مفرج الكروب عنّي هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه، على مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء وأنا منه بريء» (1).
وأما في الجهة الشرقية فجاءت الكتيبة كالتالي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أراد أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة ربّي، جنة عدن غرسها ربي فليتولَّ عليّاً وليُعادِ عدوّه وليأتمَّ بالأوصياء من بعده فإنه أئمة الهدى من بعده أعطاهم الله فهمي وعلمي وهم عترتي من لحمي ودمي» (۲).
وجاء في الجهة الشمالية ما يلي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خلق الناس من أشجار شتى وخُلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة، فما قولكم في شجرة أنا أصلها وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمارها وشيعتنا أوراقها، فمَن تعلّق بغُصن من أغصانها ساقته إلى الجنة ومَن تركها هوى في النار» (3)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أهل بيتي منار الهدى» (4).
هذا وقد أكسيت جدران الأواوين والأروقة المحيطة بالصحن بالرخام الحمّصي وأُبرز فيها أقواس صغيرة وكبيرة، ففي الجهة الجنوبية جاء قوس كبير ثم صغير ثم كبير ثم صغيرين ثم كبير ثم صغيرين، وقد أودع في كل من الأقواس الكبيرة شبّاكان، وفي الأقواس الصغيرة شباك واحد ليكون عدد الشبابيك أربعة عشر شباكاً تنتهى بلوحة قاشانية جاء فيها: قال النبي: «ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعليٌّ نظيري» (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) ذخائر العقبى: ۹۲ عن شرف النبوة، الغدير: 3 / ۱5۹.
(۲) ورد الحديث باختلاف يسير في بصائر الدرجات: ۱5.
(۳) بشارة المصطفى: 41، شرح الأخبار: 3 / 97، مقتل الخوارزمي: 1 / 108، كفاية الطالب: 425.
(4) الاحتجاج: ۱/ ۱55، وتتمة الحديث: «والدّالون على الله».
(5) الرياض النضرة: 3 / ۱5۳.
(184)

وأما الجهة الشرقية ففيها بعض الغرف، ولكن في الزاوية الجنوبية الغربية يوجد جداريتان من القاشاني كتب في التي هي أقرب إلى الزاوية ما يلي: « . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . » وجاء في الثانية في أعلاها: «يا ثار الله» ثم أسفل منها أربعة أبيات من بحر المضارع المثمن الأخرب المكفوف المحذوف في ثمانية أسطر:
مَنْ آنْ مُجاهد نستُوه خُرْدْ سالِ أسيرَمْ
كِهْ شَمْعِ مَحْفِلِ آزادِگي اَسْتْ رُويِ مُنيرَمْ
پَيامِ خُونِ خُدا خيزَدْ اَزْ زَبانِ خَموُشَمْ
كِه سيِّدُ الشُّهَدا را بِه شَهْرِ شام سَفيرَمْ
پَناهِ هَفْتْ سِپِهْرَمْ كِهْ گُفْته دُخْتِ يَتيمَمْ
شَفيعه دُو سَرايَمْ كِهْ خوانْدِهْ طِفْلِ صَغيرَمْ
عَزيزِ فاطِمهِ هَسْتَمْ زِعِزَتّمْ نَشَوَدْ كَمْ
اَگَرْ چِهْ دَرْ دِلِ شَبْ گُوشِه خَرابِهْ بِميرَمْ (1)

ومن بعدها توجد ثلاثة أبواب للمكاتب والمرافق وقد كتب على قمة الباب بلون بنّي داكن على أرضية بُنّية إلا أنها ليست داكنة، وهي مصنوعة من الخشب المرصّع، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف منهم غرق» (2) بينما كتب على الخشب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الابيات لغلام رضا سازگار، وترجمتها بالعربية جاءت كالتالي:
مُجاهِدٌ أنا ذلك الصَّغيرُ المُوثَقُ اعْتَراني اللُّغوبُ
ذاك الذي على الأرضِ مَنارُ مُجْتَمَعِ الحُرِّيَّةِ فَجْرُها خَصيبُ
مِنْ لِساني السَّاكِتِ عَلا مِنْ دَمِ النّحْرِ الخِطابُ
بالشَّامِ سَفيرُ سَيِّدِ الشُّهداءِ أَنا لا أرْتابُ
طِفْلَةُ اليُتْمِ عَنِّي قالتْ: بي تلوَذُ السَّبْعُ السَّمواتُ
صَغيرَةٌ أَنا مِنْ أهْلِ بَيْتٍ هُمْ لِلخَلْق شَفاعَةٌ وَدَعَواتُ
عَزيزُ فاطِمةْ أنا عِزَّتي مُصانَةٌ لا تَنْقُصُ أو تُخْدَشُ
وَإنْ هَلَكْتُ في وَسَطِ الليلِ، واحْتَواني الخَرابُ المُوحِشُ
(۲) ينابيع المودة: ۲ / ۱۳۳.
(185)

الفاصل بين المصراعين وفي قمتهما كتب «يا مقلب القلوب» والباب مزخرف بأشكال هندسية جميلة.
وكتب على الباب الثاني، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها» (1) بينما كتب على الخشب الفاصل أيضاً «يا مقلب القلوب».
وكتب على الباب الثالث: «اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي» (۲)، بينما كتب على الخشبة الفاصلة بين المصراعين «يا مقلب القلوب».
ومن بعدها تأتي لوحة قاشانية جاء في قمتها تحت القوس: «يا حجة الله» ثم أربعة أبيات تتمة لما سبق جاءت في ثمانية أسطر:
مَرا بِهْ شامْ نَبينيدْ دَرْ لِباسِ اِسارَتْ
كِهْ تا خُداسْتْ خُدا بَرْ تمَامِ خَلْقْ أميرَمْ
عَدُوِ بِچَشْمِ حِقارَتْ نِظارِهْ كَرْدْ بِحالَمْ
خَبَرْ نَداشْتْ كِهْ حَتّى فِرِشْتِهْ نيسْتْ نَظيرَمْ
يَزيدْ دادْ مَرا جا بِهْ رُويِ خاگِ خَرابِهْ
بِه رَغمِ آنْكِهْ شُمارَدْ ميانِ خَلْقْ حَقيرَمْ
كُجاسْتْ تا نَگَرَدْ دَرْ هَمينْ خَرابِهْ زِعِزَّتْ
پَناهِ طِفْلِ صَغيرُ ومَطافِ شِيْخِ كَبيرَمْ؟ (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ورد في زيارة (دعاء) النُّدبة، المدينة والحكمة مجتمعة، وجاء في أحاديث متعددة في بعضها المدينة وفي أخرى الحكمة، فالأول كما في فتح الملك العلي: 22، وأما الثاني فقد ورد في المصدر نفسه: ۲4.
(۲) بحار الأنوار: ۸4 / 66 و87 / ۱۹.
(۳) والتي ترجمتها جاءت كالتالي:
في الشَّامِ لا تُحدِّقْ فيَّ وَأنا في ثَوْبِ الأُسَرا
فَما دامَ الرَّبُّ على النَّاسِ رَبّاً فأنا أميرَةُ الأُمَرا =
(186)

وجاء في الجهة الغربية في البداية لوحة قاشانية فيها: «. . . . . . . . . .».
ثم جاءت ثلاثة شبابيك بعرض متر وارتفاع متر ونصف خشبية مزركشة بالحفريات الهندسية. وفي النهاية توجد لوحة قاشانية جاء فيها: «. . . . . . . . . . . . .».
وجاء في كتيبة الصحن الثاني في الأواوين المحيطة بالصحن ما يلي:
1 ـ «يا صفوة الله» ثم أبيات من الشعر بالفارسية من الرمل المثمن المحذوف (۱):
اينْجا مُحيطِ سُوزُ وأَشْگُ وآهُ ونالِهْ اَسْتْ
اينْجا زيارَتگاهِ زَهْراىِ سِه سالِهْ اَسْتْ (۲)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الخَصْمُ يَرى حالتي بِعَيْنِ احْتِقارِ
وَلا يَدْري أنْ لا نَظيرَ لي في المَلائِكِ الأبْرارِ
اخْتارَ لي على ثرى الخَرابِ سَكَناً جَهْلُ يَزيدِ
حتَّى يَراني مَقْهورَةً مِنْ أَرْخَصِ العَبيدِ
أَيْناهُ حَتَّى يَنْظُرَ إلى عِزَّتي في أخْرِبَةِ الهَجيرِ
يَلْجَأُ الطِّفْلُ إلي وبي يَطوفُ وَقارُ الشَّيْخِ الكبيرِ
(۱) الأشعار لغلام رضا سازگار المتخلص بـ «ميثم»، وستأتي أربعة أبيات أخرى تابعة له والقصيدة طويلة اختير قسم منها.
(۲) جاءت ترجمة الأبيات كالتالي:
موضع الوجد هنا والأَنّات والعبراتْ
يا مقاما تزارُ فيه بنتُ الزهرا ذي الثلاث سنواتْ
طفلة في سر الليل ووحشته مغتربةٌ مفجوعهْ
منحت قبلَةً من شرايين لم تَزَلْ مخصوصبةً مقطوعهْ
في ركن الخربة ابصرت وردة تتفتَّحْ
وفي عش البوم ماذا جرى للبلبل فلا يَصْدحْ
الورد جارُ البُلبلِ وهو على الارض مطروحْ
كذلك وَصْلُ محبوبٍ لحبّه بعونِهِ يبوحُ
(187)

اينْجا دِلِ شَبْ كُودَكي هِجْرانْ كَشيدِهْ
گُلْ بُوسِهِ بِگِرِفْتِهْ زِرَگْهايِ بُريدِهْ (1)
دَرْ گُوشِه ويرانِه باغُ گُلْ كِهْ ديدِهْ
دَرْ خوابْگاهِ جُغْدْها بُلْبُلْ كهْ ديدِهْ (2)
بُلْبُلْ بِخاگْ اُفْتادِه وُگُلْ دَرْ كِنارَشْ
يار اينچِنين بايَدْ رِسَدْ بَرْ وَصلْ يارَشْ (۳)
۲ ـ «يا امين الله» ومن بعده جاءت الأبيات الفارسية وهي تتمة لما قبلها:
اينْجا زيارَتْگاهِ جَبْريلِ اَمينْ اَسْتْ
اينْجا عبادَتْگاهِ زَيْنُ العابِدينْ اًسْتْ (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء قبل هذا البيت البيت التالي:
اينجا دمشقي ها گلي پژمرده دارند
در زير گل مهمان سيلي خورده دارند
(۲) ما بين هذا البيت والبيت الذي قبله هناك ثمانية أبيات، وما بين هذا البيت وما بعده هناك أربعة أبيات.
(3) جاء في الموقع: «بروها لش» بدل «بر وصل يارش».
(4) جاءت ترجمة الأبيات كالتالي:
هذا المكان الذي يأتيه جبرائيل الأمين زائراً
المقام الذي تبتل فيه السجادُ عابداً صابرا
فيه تسلسل ماءُ الوردِ من عيني زينب
هناك صلَّت ليْلهْا في جلوسِ المُعَذَّبِ
في كل شبر من أرضها للحزن لحْدٌ وذكر فاجعهْ
والصبية ذات الثلاث سنين يغشاها الكرى بليلها جائعهْ
بها لرقيّةُ لم يصفْ طرفٌ جافاهُ السباتْ
حيث الحسين أتى ليلقى ذي الثلاث سنواتْ
(188)

اينْجا زِ چَشْمِ خُودْ گُلابْ اَفْشانيدهْ زَيْنَبْ
اينْجا نَمازِ شَبْ نِشَسْتِهْ خوانْدِهْ زِيْنَبْ
اينْجا بِه خاكَشْ هَرْ وَجَبْ دَرْدي نُهُفْتهْ
اينْجا سِه سالِه دُخْتَري بي شامْ خُفْتهْ (۱)
اينْجا نَخُفْتِه چَشْمِ بيدارِ رُقَيّهْ
اينْجا حُسَيْنْ آمَدْ بِه ديدارِ رُقَيّهْ (۲)

3 ـ وهناك لوحة كتب فيها: قال النبي: «مَن سَبَّ علياً فقد سَبَّني ومَن سَبّني فقد سَبَّ الله» (۳).
«السلام عليكِ يا بنت رسول الله» ثم جاءت الأبيات من بحر الرمل المثمن:
زائِرينِ قَبْرِ مَنْ اينْ شامْ عِبْرَتْ خانِهْ اَسْتْ
مَدْفَنَمْ آبادُ وقَصْرِ دُشْمَنَمْ ويرانِهْ اَسْتْ (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في الموقع «در شام» بدل «بي شام» وبالطبع المعنى يتغير ليكون في الشام مدفونة لا أنها جائعة نائمة.
(۲) الأبيات جاءت غير مرتبة حسبما وردت في الموقع.
(3) ينابيع المودة: ۲ / ۱۰۲.
(4) وهذه الأبيات من قصيدة أخرى للشاعر غلام رضا سازگار، وترجمتها جاءت كالتالي:
يا عائذاً جدثي بالشام ما أسنى مقامَهُ عبرا
عامرٌ حيثُ قُبِرْتُ وصرحُ العدى بها قد هُجرا
طفلةً كنتُ في ربيعها الثالثِ يتيمة مأسورهْ
وطائراً في قَفصٍ مثواهُ بلا أجنحةٍ مكسورهْ
جائراً ذا سطوةٍ كان السلطان يزيدُ
وذا فخر ثملاً من كأس يديه يستزيدُ
ملك مجلساً وعرشاً ممرّداً وقصراً معمورا
لكنّه مخبولاً بملكه كان، وامْرِءاً مغرورا
(189)

دُخْتَري بُودَمْ سِه سالِهْ، دَستگيرُ وبي پِدَرْ
مُرْغِ بي بالُ وپَري را اين قَفَسْ كاشانِهْ اَسْتْ
بُودْ سُلْطاني سِتَمْگَرْ صاحِبِ قُدْرَتْ يَزيدْ
فَخْرْ ميكَرْدْ آُو كِهْ مَسْتَمْ دَرْ كَفَمْ پِيْمانِهْ اَسْتْ
داشْتْ اُو كاخى مُجَلَّلْ، دَسْتْگاهي با شُكُوهْ
خُودْ چِهْ مَرْدي كَزْ غُرُورِ سَلْطَنَتْ ديوانِهْ اَسْتْ (1)
وجاء في جداريات الممر بين الصَّحْنَين:
قال النبي: «أساس الإسلام حُبّي وحُبّ أهل بيتي» (۲).
قال النبي: «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب» (۳).
قال النبي: «ما من نبيّ إلا وله نظيرٌ في أُمّته وعليٌّ نظيري» (4).
قال النبي: «اشتد غضب الله على مَن آذاني في عترتي» (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) هذه الأبيات التالية من قصيدة أخرى.
(۲) كنز العمال: 12 / 105، والدر المنثور: 6 / ۷.
(۳) كنز العمال: 11 / 614.
(4) ذخائر العقبى: ۷۱4، المناقب للخوارزمي: ۱4۱.
(5) إحقاق الحق: ۳۳ / ۸۲، كنز العمال: 12 / ۹۳.
(190)

ش 1374
(108)108

كتيبة شعرية في الصحن
ش 1375
(109)109

كتيبة حديث مع نقوش نباتية
(191)

ش 1376
(110)

كتيبة اخرى مع نقوش أخرى
ش 1377
(111)

كتيبة أخرى مع زخارف مختلفة
(192)

ش 1378
(112)

نقوش جدارية في الصحن
وأم أرض الصحن فمكسوّة بالرخام الرمادي كما هو الحال في الأواوين والأروقة، وأما سقف الأواوين فإنّها مزخرفة بالجص النافر ومزركشة بأشكال هندسية.
(193)

ش 1379
(113)

الصحن لأول لمرقد السيدة رقية
ش 1380
(114)

الصحن الثاني لمرقد السيدة رقية
(194)

ش 1381
(115)

سقف الباب الرئيسي للصحن وكتيباته
ش 1382
(116)

المدخل المُسقَّف المؤدي الى الصحن
(195)

ش 1383
(117)

المدخل الرئيسي للصحن
ش 1384
(118)

المدخل الرئيسي للروضة من الصحن الأول وتظهر فيه النافورة
(196)

ش 1385
(119)

أحد أروقة الصحن الأول
ش 1386
(120)

أحد أروقة الصحن الثاني
(197)

ش 1387
(121)

أحد شبابيك الصحن المُطلّة الى الخارج
ش 1388
(122)

إحدى الجدران من الداخل
(198)

ش 1389
(123)

أحد سقوف رواق الصحن الثاني
ش 1390
(124)

سقف أحد أبواب الصحن
(199)

ش 1391
(125)

جدار صحن الطابق العلوي للصحن الثاني
ش 1392
(126)

جدار الصحن من الخارج
(200)

ش 1393
(127)

أحد مرافق الطابق الثاني للصحن الثاني
ش 1394
(128)

الكتيبة الداخلية للصحن
(201)

ش 1395
(129)129

الكتيبة العليا للجدار الخارجي
(202)

 

أبواب الروضة

 

للروضة من الجهة الجنوبية ثلاثة أبواب مصنوعة من الخشب الساج المغلف بألواح ذهبية ومزينة بالمينا.
الباب الأول الواقع في نهاية الصحن الجنوبي إلى جهة الغرب، وعلى جهة الغرب من الباب الذي في الصحن يوجد مخلع.
والباب الثاني الواقع في وسط الصحن الجنوبي، يُعد الباب الرئيسي للروضة.
والباب الثالث الواقع في الصحن الثاني الواقع إلى جهة الشرق من الصحن السابق الذكر.
أما تفاصيل الأبواب فقد جاء الباب الرئيسي كالتالي:
صنع من الذهب وعليه نقوش نباتية وهندسية نافرة وجاء في الطرة العليا من المصراع الأيمن، قال النبي: «الحق مع علي وعلي مع الحق» (1)، وفي الطرة الوسطى قال النبي: «مثَلُ أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» (۲)، وجاء في الطرة السفلى قال النبي: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» (۳)، وجاء في الطرة الصغيرة السفلى: «هدية حاج آقا أحمد نجفي» (4)، وكل مصراع محاط بعدد من الأطر الهندسية وفيه أبيات من الشعر من بحر الطويل:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في تاريخ مدينة دمشق: 20 / ۳6۱ «أنت مع الحق والحق معك»، حيث خاطب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام.
(2) في ينابيع المودة: 2 / ۱۰۱ «مثل سفينة» بدل «كسفينة».
(3) المعجم الأوسط، باب الألف.
(4) أحمد نجفي: نحتمل أنه أحمد النجفي الآملي المتقدم.
(203)

ألم تر للايام ما جَرَّ جورها على الناس من نقصٍ وطول شتاتِ
ومن دول المستهترين، ومن غدا بهم طالبا للنور في الظلماتِ
فكيف ومن اتى يطالب زُلفة إلى الله بعد الصوم والصلوتِ
سوى حب ابناء النبي ورهطه وبغض بني الزرقاء والعبلاتِ
ثم جاء في الأعلى:
وهندٍ وما أدَّت سُميّةُ وابنها أُولو الكفر في الإسلام والفجراتِ
وجاء في الجانب الأيسر منه:
همُ نقضوا عهد الكتاب وفرضه ومحكمه بالزور والشبهاتِ
ولو قَلّدوا الموصى اليه زمامها لَزُمَّتْ بمأمون من العثراتِ
أخا خاتم الرسل المصفّى من القذى ومفترس الابطال في الغمراتِ
مدارس آيات خلت من تلاوةٍ ومنزل وحي مقفر العرصاتِ
وجاء في المصرع الأيسر ما يلي:
في الطُرّة العليا قال النبي: «إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة» (۱)، وفي الطُرّة الوسطى جاء، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (۲)، كما جاء في الطُرّة السفلى قال النبي: «لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار» (3).
وأما على أطراف المصرع فقد جاءت أبيات من بحر الطويل هي تتمة لما ورد في المصراع الأيمن للداخل إلى الروضة والمُصلّى:

ديارٌ عفاها جور كل منابذ ولم تعفُ للايّام والسنواتِ
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا وهم خيرُ ساداتٍ وخير حماةِ
إذا لم نُناج الله في صلواتنا باسمائهم لم تُقبل الصلواتِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) عيون أخبار الرضا: 1 / 62.
(۲) سورة الاحزاب، الآية: ۳۳.
(3) جاء في البداية والنهاية: 7 / 250 «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي».
(204)

افاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فراتِ

وجاء في الأعلى:

إذاً للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجناتِ

وجاء في الجهة اليسرى من المصرع:

أفاطمُ قومي يا ابْنةَ الخير وانْدُبي نجوم سماواتٍ بأرضِ فلاةِ
تُوفّوا عُطاشا بالفرات فليتني توفيتُ فيهم قبل حين وفاتي
رزايا أرتنا خضرة الأُفق حُمْرةً وردَّتْ أجاجاً طعم كل فرات
بنفسي أنتم من كهول وفتية لفك عناةٍ أو لحمل دياتِ (1)

ولا يوجد على إطار الباب كتيبة.
أما باب المصلى ويقال له باب النساء لوقوعه في الجانب المُخصَّص للنساء، فقد جاءت قمّته مقوّسة وهي ذهبية، وقد جاء القوس على شكل شبك بدوائر هندسية وفي وسطه طُرّة هندسية مُقرنَصة، كتب على أرضية زرقاء من المينا مزركشة بالورود ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ (۲).
هذا وقد كتب في أعلى المصراع الأيمن للداخل في إطار هندسي جميل «يا شافع» وفي طُرّة أكبر تحتها كُتب «قال رسول الله» وفي الطُرّة الكبيرة في الوسط: قال رسول الله: «حسين مني وأنا من حسين» (۳) وجاء في طُرّة أصغر منها تحتها: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾(4) وفي الطُرّة الصغيرة في آخرها «المتبرع الحاج».
وأما في المصراع الأيسر جاء من الأعلى إلى الأسفل بموازاة تلك ما يلي: «يا خالق»، «أنا مدينة العلم وعلي بابها» (5)، «إن الحسين مصباح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه مختارات من شعر دعبل الخزاعي المعروفة، راجع ديوان دعبل القصيدة التائية الخالدة من ۱۲4 ـ 146 وديوان القرن الثالث من دائرة المعارف الحسينية: 4۸.
(2) سورة الحجر، الآية: 46.
(3) صحيح الترمذي، الحديث رقم: ۲۹۷۰، مقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 146.
(4) سورة الفتح، الآية: 1.
(5) الجامع الصغير: ۱5.
(205)