(1) سورة آل عمران : 106 .
(2) مناقب ابن شهراشوب ك 3 / 186 ـ 187 ، عنه البحار : 33 / 326 ـ 327 ح 573 .
وانظر : العمدة لابن البطريق : 461 ح 967 .
(3) انظر : الأحاديث الغيبيّة : 1 / 281 ـ 307 ح 164 ـ 177 .
(4) هو حرقوص بن زهير رئيس الخوارج .
(5) كذا في المناقب ، وفي الأصل : وصيّه .
(6) سورة التوبة : 58 .
(7) في المناقب : مسند أبي يعلى الموصلي وإبانة ا بن بطّة العكبري وعقد ابن عبد ربّه الأندلسي وحلية أبي نعيم الاصفهاني وزينة أبي حاتم الرازي وكتاب أبي بكر الشيرازي انّه ذُكر بين يدي ..
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
461
بكثرة العبادة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لا أعرفه ، فإذا هو قد طلع .
فقالوا : هو هذا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّي لأرى بين عينيه سفعة(1) من الشيطان ، فلمّا رآه قال : هل حدّثتك نفسك إذ طلعت علينا إنّه ليس في القوم مثلك ؟
قال : نعم ، ثمّ دخل المسجد فوقف يصلّي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا رجل يقتله ؟ فجرّد(2) أبو بكر عن ذراعيه وصمد نحوه فرآه راكعاً ، فقال : أقتل رجلاً يركع ويقول : لا إله إلا الله !
فقال صلى الله عليه وآله : لستَ بصاحبه .
ثم قال : ألا رجل يقتله ؟ فقام عمر فرآه ساجداً ، فقال : أقتل رجلاً يسجد ويقول : لا إله إلا الله !
فقال النبي صلى الله عليه وآله : اجلس فلستَ بصاحبه ، قم يا عليّ ، فإنّك أنت قاتله ، فمضى وانصرف ، فقال : ما رأيته .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما إنّه لو قتل لكان أوّل فتنة وآخرها .
وفي رواية : هذا أوّل قرن يطلع في اُمّتي لو قتلتموه ما اختلف بعدي اثنان .
وقال ابن عبّاس : أنزل الله فيه «ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل الله في
(1) سورة الحج : 9 .
(2) في المناقب : قصّتك .
(3) سورة النحل : 91 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
463
عليه وآله عام الحديبيّة عن قتال أهل مكّة ، ففارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا : لا حكم الا لله ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وكانوا اثني عشر ألف رجل من أهل الكوفة والبصرة وغيرهما ، ونادى مناديهم أنّ أمير القتال شبث بن ربعي ، وأمير الصلاة عبد الله بن الكوّاء ، والأمر شورى بعد الفتح ، والبيعة لله على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وخرجوا من الكوفة إلى المدائن ، ثمّ إلى النهروان ، واستعرضوا الناس ، وقتلوا عبد الله بن خبّاب بن الارت ، وكان عامل أمير المؤمنين عليه السلام على النهروان .
فقصدهم أمير الؤمنين عليه السلام وأرسل إليهم ابن عبّاس ، وقال : امض إلى هؤلاء القوم فانظر ما هم عليه ، ولماذا اجتمعوا ؟ فلمّا وصل إليهم قالوا : ويلك يا ابن عبّاس أكفرت كما كفر صاحبك علي بن أبي طالب ؟!
وخرج خطيبهم عتّاب بن الأعور الثعلبي ، فقال ابن عبّاس : من بنى الاسلام ؟ قال : الله ورسوله .
قال : فالنبي أحكم اُموره وبيّن حدوده أم لا ؟
قال : بلى .
قال : فالنبي بقي في دار الاسلام أم ارتحل ؟
قال : بل ارتحل .
قال : فاُمور الشرع ارتحلت معه أم بقيت بعده ؟
قال : بل بقيت .
قال : فهل أحد قالم بعمارة ما بناه ؟
قال : نعم .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
464
قال : من هو ؟
قال : الذرّيّة والصحابة .
قال : فعمّروها أم خرّبوها ؟
قال : بل عمّروها .
قال : فالآن هي معمورة أم خراب ؟
قال : بل خراب .
قال : خرّبها ذرّيّته أم اُمّته ؟
قال : بل اُمّته .
قال : أنت من الذرّيّة أم من الاُمّة ؟
قال : من الاُمّة .
قال : أنت من الاُمّة وخرّبت دار الاسلام ، فكيف ترجو الجنّة ؟ ـ وجرى بينهما كلام كثير ـ ثمّ حضر أمير المؤمنين عليه السلام بمائة رجل ، فلمّا قابلهم خرج إليه ابن الكوّاء في مائة رجل ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أنشدكم بالله هل تعلمون حيث رفعوا المصاحف فقلتم : نجيبهم إلى كتاب الله ، فقلت لكم : إنّي أعلم بالقوم منكم ـ وذكر مقاله إلى أن قال ـ فلمّا أبيتم إلى الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحييها ما أحيا القرآن ، وأن ميتا ما أمات القرآن ، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكمه ، وإن أبيا فنحن منه(1) براء .
(1) كذا في المناقب ، وفي الأصل : منهم .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
465
قالوا : أخبرنا أتراه عدلاً تحكيم الرجال في الدماء(1)؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : نحن ليس الرجال حكّمنا ، وإنّما حكّمنا القرآن ، والقرآن إنّما هو خطّ مسطور بين دفّتين لا ينطق ، وإنّما يتلكّم به الرجال .
قالوا : فأخبرنا عن الأجل لم جعلته فيما بينك وبينهم ؟
قال : ليعلم الجاهل ، ويثبت العالم ، ولعلّ الله يصلح في هذه المدّة هذه الاُمّة ، وجرت بينهم مخاطبات وجعل بعضهم يرجع ، فأعطى أمير المؤمنين عليه السلام راية أمان مع أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه . فنادى أبو أيّوب : من جاء إلى هذه الراية ، وفارق الجماعة فهو آمن ، فرجع منهم ثمانية آلاف رجل فأمرهم أمير المؤمنين عليه السلام أن يتميّزوا منهم ، وأقام الباقون على الخلاف .
وروي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام استنفر الناس فلم يجيبوه ، فقال :
(1) كذا في المناقب ، وفي الأصل : الدنيا .
(2) في المناقب : يدي .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
466
الناس خيرهم لنفسه ، وشرّ الناس شرّهم لنفسه ، وليس بين الله وبين أحد قرابة ، و«كلّ نفس بما كسبت رهينة»(1).
فلمّا وصل إليهم أمير المؤمنين عليه السلام استعطفهم فأبوا الا قتاله ، وتنادوا أن دعوا مخاطبة عليّ وأصحابه وبادروا إلى الجنّة ، وصاحوا : الرواح الرواح إلى الجنّة ، وأمير المؤمنين يعبّئ أصحابه ونهاهم أن يتقدّم إليهم أحد .
فكان أوّل من تقدّم من الخوارج أخنس بن العيزر(2) الطائي ، وجعل يقول :
ثمانون من حيي جديلة قـتّـلوا
على النهر كانوا يخضبون العواليا
ينـادون لا لا حكم إلا لـربّنـا
حنـانـيك فاغفر حوبنا والمساويا
هم فارقوا من جار في الله حكمه
فكلّ إلـى(3) الرحمن أصبح ثاويا
فقتله أمير المؤمنين عليه السلام .
وخرج عبد الله بن وهب الراسبي ، وقال :
أنا ابن وهب الراسبي الشاري
أضرب في القوم لأخذ الثار
حتـى تـزولـه دولة الأشرار
ويرجـع الحقّ إلى الأخيار
فقُتل .
وخرج مالك بن الوضّاح قائلاً :
إنّي لبائع ما يفنى بباقية
ولا اُريد لدى الهيجاء تربيضا
(1) سورة المدّثر : 38 .
(2) في المناقب : العيزار ، وفي البحار : العزير .
(3) في المناقب : على .
(1) انظر : سنن أبي داود : 4 / 245 ، صحيح مسلم : 749 ذح 156 .
(2) من المناقب .
(3) قريطق : تصغير قرطق ، وهو قباء . ومُخدَجُ اليد : ناقصها .
(4) اليَربوعُ : حيوان صغير على هيئة الجُرَذ الصغير ، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشعر ، وهو قصير اليدين طويل الرجلين . «المعجم الوسيط : 1 / 325» .
(5) من المناقب .
(1) في المناق : بها .
(2) في المناقب : أكبرهم .
(3) الرَدهة : النُقرة في الجبل قد يجتمع فيها الماء ، وشيطان الرَدهة : ذو الثَدِيّة وُجِد مقتولاً في ردهة .
(4) نهج البلاغة :؛ 299 ـ 300 خطبة رقم 192 .
(5) الصَعقة : الغشيّة تصيب الانسان من الهول . ووجبة القلب : اضطرابه وخفقانه . ورجّة الصدر : اهتزازه وارتعاده .
(1) نهج البلاغة : 185 خطبة رقم 127 .
(2) الشِعار : علامة القوم في الحرب والسفر ، وهو ما يتنادون به ليعرف بعضهم بعضاً .
(3) البُجر : الشرّ والأمر العظيم . وختلتكم : خدعتكم . والتلبيس : خلط الأمر وتشبيهه حتى لا يعرف . وفي الأصل : لأ أبا لكم بجواب ، لا قلبّنكم عن أمركم ، ولا لبسنّه عليكم . وما أثبتناه في المتن وفقاً للنهج .
(4) كذا في النهج ، وفي الأصل : أخذتما .