تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1324

ورسولِهِ ، فشجّ رأسه ، فخاصمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال له في ذلك ، فقال : إنّه كفر في قراءته .
فقال صلوات الله عليه : إنّه لم يتعمّد ذلك .
وروي أنّ أبا الأسود كان في بصره سوء وله بنيّة تقوده إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقالت : يا أبتاه ما أشدّ حرّ الرمضاء ! تريد التعجّب ، فنهاها عن مقالتها ، وأخبر أمير المؤمنين عليه السلام بذلك فأسّس النحو .
وروي أنّ أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة ، فقال قائل : من المتوفّي ؟
فقال أبو الأسود : الله ، ثمّ إنّه أخبر عليّا عليه السلام بذلك فأسّس النحو ودفعه(1) إلى أبي الأسود ، وقال : ما أحسن هذا النحو ، فسمّي نحواً .
قال ابن سلّام : كانت الرقعة : الكلام ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف جاء لمعنى .
فالإسم : ما أنبأ عن المسمّى .
والفعل : ما أنبأ عن حركة المسمّى .
والحرف : ما أوجد معنى في غيره .
وكتب صلوات الله : وكتبه عليّ بن أبو طالب ، فعجزوا عن ذلك ، فقالوا : أبو طالب : اسمه لا كنيته(2)، وقالوا : هذا تركيب مثل [درّاحناو](3) حضرموت وبعل بك .
(1) في المناقب ، فأسّس النحو ، فعلى أي وجه كان وقّعه .
(2) كذا الصحيح ، وفي الأصل والمناقب : اسمه كنيته .
(3) من المناقب .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1325

وقال الزمخشري في الفائق(1): تُرِك في حال الجرّ على لفظه في حال الرفع ، لأنّه اشتهر بذلك وعُرف ، فجَرى مجرى المثل الذي لا يغيّر .(2)
وأمّا إخلاصه وسبقه بالجهاد والأعمال الصالة التي لم يقصد بها الا وجه الله فقد شهد الله له بها في كتابه ، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله .
روي أنّه لمّا اُسر العبّاس بن عبد المطّلب [يوم بدر](3) أقبل المسلمون يعيّرونه بكفره بالله وقطيعة الرحم ، وأغلظ له أمير المؤمنين عليه السلام القول ، فقال العبّاس : ما لكم تذكرون مساوئنا ولا تذكرون محاسننا ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ألكم محاسن ؟
فقال : نعم ، إنّا لنعمّر المسجد الحرام [، ونحجب الكعبة ، ونسقي الحاجّ ، ونفكّ العاني(4)، فأنزل الله تعالى ـ ردّاً على العباس ووفاقاً لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ـ](5): «ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله»(6) الآية ، ثمّ قال : «إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»(7) الآية ، ثم قال : «أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر»(8) الآية .(9)
وروى إسماعيل بن خالد ، عن عامر . وابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس . ومقاتل ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، والسدّي ، عن أبي صالح . وابن
(1) الفائق في غريب الحديث : 1 / 14 .
(2) مناقب ابن شهراشوب ك2 / 46 ـ 17 ، عنه البحار : 40 / 161 ـ 162 .
(3 و5) من المناقب .
(4) العاني : الأسير .
(6 ـ 8) سورة التوبة : 17 ـ 19 .
(9) أسباب النزول للواحدي : 163 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1326

أبي خالد وزكريّا(1) عن الشعبي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ عليه السلام .
[الثعلبي والقشيريّ والجبّائي والفلكيّ في تفاسيرهم ، والواحديّ في أسباب نزول القرآن(2) عن الحسن البصري وعامر الشعبي ومحمد بن كعب القرظي . وروينا عن عثمان بن أبي شيبة ووكيع بن الجرّاح وشريك القاضي ومحمد بن سيرين ومقاتل بن سليمان والسدّي وأبي مالك](3) ومرّة الهمداني وابن عبّاس أنّه افتخر العبّاس بن عبد المطّلب ، فقال : أنا عمّ محمد ، وأنا صاحب سقاية الحجيج ، فأنا أفضل من عليّ بن أبي طالب .
فقال شيبة بن عثمان أو طلحة أو عثمان : وأنا اثعمّر بيت الله الحرام ، وصاحب حجابته ، فأنا أفضل .
وكان أمير المؤمنين عليه السلام حاضراً ، فقال : أنا أفضل منكما ، لقد صلّيت قبلكما بستّ سنين ، وأنا اُجاهد في سبيل الله .
وفي رواية الحاكم أبي القاسم الحسكاني(4) بإسناده عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بينا شيبة والعبّاس يتفاخران إذ مرّ بهما علي بن أبي طالب ، فقال : بماذا تتفاخران ؟
فقال العبّاس : لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد سقاية الحاجّ . وقال شيبة : اوتيت عمارة المسجد الحرام .
فقال أمير المؤمنين : لقد استحييت لكما فقد اوتيت على صغري ما لم
(1) كذا في المناقب ، وفي ا لأصل : وروي عن ابن عبّاس وعطاء وابن جريح ومقاتل ، عن الضحّاك والسدّي ، عن أبي صالح وزكريا .
(2) أسباب النزول : 164 .
(3) من المناقب ، وفي الأصل : وروى السدّي وأبو مالك .
(4) شواد التنزيل : 1 / 329 ح 338 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1327

تؤتيا .
فقالا : وما اوتيت يا علي ؟
قال : ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله .
فقالم العبّاس مغضباً يجرّ ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : أما ترى ما استقبلني به علي ؟
فقال صلى الله عليه وآله : ادعوا لي عليّاً ، فدعي له ، فقال : ما حملك على ما استقبلت به عمّك ؟
فقال : يا رسول الله صلى الله عليك وآلك ، صدمته بالحق ، فمن شاء فليغضب ، ومن شاء فليرض ، فنزل جبرائيل وقال : يا محمد ، إنّ ربّك يقئك السلام ويقول لك : اتل عليهم «أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام»(1) الآيات .
فقال العبّاس : أنا قد رضيت ـ ثلاث مرّات ـ .(2)
في كتاب أبي بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل ، [عن مجاهد ،](3) عن ابن عبّاس في قوله تعالى : «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ـ إلى قوله ـ بغير حساب»(4) قال : والله هو أمير المؤمنين .
ثمّ قال بعد كلام : [وذلك](5) أنّ النبي صلى الله عليه وآله أعطى عليّاً
(1) سورة التوبة : 19 .
(2) مناقب ابن شهراشوب : 2 / 68 ـ 69 ، عنه البحار : 41 / 63 ـ 64 .
(3 و5) من المناقب .
(4) سورة النور : 37 و38 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1328

[يوماً](1) ثلاثمائة دينارٍ اُهديت إليه ، قال علي : فأخذتها قلت : والله لأتصدّقنّ في هذه الليلة بصدقة يقبلها الله منّي من هذه الدنانير ، فلمّا صلّيت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله أخذت منها مائة دينار وخرجت من المسجد ، فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير ، فأصبح الناس بالغد يقولون تصدّق عليّ في هذه الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة ، فاغتممت غمّاً شديداً .
فلمّا صلّيت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار وخرجت من المسجد ، وقلت : والله لأتصدّقنّ في هذه الليلة بصدقة يقبلها الله منّي ، فلقيت رجلاً فتصدّقت عليه بالدنانير ، فأصبح الناس(2) يقولون : إنّ عليّا في هذه الليلة تصدّق بمائة دينار على رجل سارق ، فاغتممت لذلك غمّاً شديداً ، وقلت : والله لأتصدّقنّ في هذه الليلة بصدقة يقبلها الله منّي ، فصلّيت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجت من المسجد ومعي المائة دينار الباقية ، فلقيت رجلاً فأعطيته إيّاها ، فأصبح الناس يقولون : إنّ عليّاً تصدّق البارحة على رجل غنيّ ، فاغتممت لذلك غمّاً شديداّ ، وأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته .
فقال : يا عليّ ، [هذا جبرئيل يقول لك : إنّ الله عز وجل قد قبل صدقاتك ، وزكّى عملك ،](3) إنّ المائة دينار الاولى التي تصدّقت بها وقعت في يد امرأة فاسدة فرجعت إلى منزلها وتابت إلى الله تعالى من الفساد ، وجعلت تلك الدنانير رأس مال لها(4) ، وهي في طلب بعل تتزوّج
(1 و3) من المناقب .
(2) في المناقب : أهل المدينة . وكذا في الموضع الآتي .
(4) في المناقب : رأس مالها .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1329

[به](1)، وإنّ الصدقة الثانية وقعت في يد سارق فرجع إلى منزله وتاب إلى الله من سرقته ، وجعل الدنانير رأس ماله يتّجر بها ، وإنّ الصدقة الثالثة وقعت في يد غني لم يزكّ ماله منذ سنين ، فرجع إلى منزله ووبّخ نفسه وقال : شحّاً عليك يا نفس ، هذا علي بن أبي طالب تصدّق عليَّ بمائة دينار ولا مال له ، وأنا قد أوجب الله عليَّ في مالي الزكاة أعواماً كثيرة لم أزكّه ، فحسب ماله وكّاه وأخرج زكاة ماله كذا وكذا ديناراً ، وأنزل الله سبحانه فيك : «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله»(2) الآية .
أبو الطفيل : رأيت عليّاً عليه السلام يدعو اليتامى فيطعمهم العسل حتى قال بعض أصحابه : لوددت انّي كنت يتيماً .(3)
محمد بن الصمّة ، عن أبيه ، [عن عمّه ،](4) قال : رأيت في المدينة رجلاً على كتفه(5) قربة وفي يده صحفة يسقي ويطعم الفقراء ويقول : اللهم وليّ المؤمنين ، وإله المؤمنين ، وجار المؤمنين ، اقبل قرباتي [الليلة](6) ، فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي وغير ما في قربتي(7)، فإنّك تعلم أنّي منعته نفسي من شدّة سغبي لطلب القربة إليك .(8)
اللهم فلا تخلق وجهي ، ولا تردّ دعوتي . فأتيته وتأمّلته(9)، فإذا هو أمير
(1 و4 و6) من المناقب .
(2) سورة النور : 37 .
(3) مناقب ابن شهراشوب : 2 / 74 ـ 75 ، عنه البحار : 41 / 28 ـ 29 .
(5) كذا في المناقب ، وفي الاصل : في المدينة عليّاً وعلى كتفه .
(7) في المناقب : وغير ما يواريني .
(8) في المناقب : مع شدّة سغبي في طلب القربة إليك غنماً .
والسغب : الجوع .
(9) في المناقب : فأتيته حتى عرفته .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1330

المؤمنين عليه السلام [فأتى رجلاً فأطعمه](1).(2)
روت الخاصّة والعامّة [منهم : ابن شاهين المروزيّ ، وابن شيرويه الديلمي ، عن الخدري وأبي هريرة](3) أنّ عليّاً عليه السلام أصبح ساغباً ، فسأل فاطمة طعاماً ، فقالت : ما كان الا ما أطعمتك منذ يومين ، آثرتك به على نفسي وعلى الحسن والحسين .
فقال : ألا أعلمتني فآتيكم بشيء ؟
فقالت : يا أبا الحسن ، إنّي لأستحيي من الله أن اُكلّفك ما لا تقدر عليه ، فخرج واستقرض [من النبي صلى الله عليه وآله](4) ديناراً ، وخرج يشتري به شيئاً ، فلقيه المقداد قائلاً : ما شاء الله ، فناوله عليّ عليه السلام الدينار ، ثمّ دخل المسجد ووضع رأسه ونام ، فخرج النبي صلى الله عليه وآله فغذا هو به ، فحرّكه ، وقال : ما صنعت ؟ فأخبره ، فقام وصلّى معه ، فلمّا قضى النبي صلاته قال : يا أبا الحسن ، هل عندك شيء نفطر عليه فنميل معك ؟ فأطرق لا يجد جواباً حياء منه ، وكان الله قد أوحى [إليه](5) أن يتعشّى تلك الليلة عند عليّ ، فانطلقا حتى دخلا على فاطمة وهي في مصلّاها وخلفها جفنة تفور دخاناً ، فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما ، فسألها علي عليه السلام : أنّى لك هذا ؟
قالت : هو من عند الله(6) إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب(7).
قال : فوضع النبي صلى الله عليه وآله كفّه المبارك بين كتفي عليّ ، وقال :
(1 و3 ـ 5) من المناقب .
(2) مناقب ابن شهراشوب : 2 / 76 ، عنه البحار : 41 / 29 ـ 30 .
(6) في المناقب : من فضل الله ورزقه .
(7) إشارة إلى الآية : 37 من سورة آل عمران .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1331

هذا بدل دينارك ، ثم استعبر النبي [باكياً](1) وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت في ابنتي ما رأى زكريّا لمريم .(2)
وأمّا شجاعته فهي أشهر من أن تشهر ، حتى انّ النبي صلى الله عليه وآله كان يهدّد به قريشاً .
روي(3) عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال لأهل الطائف : والذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ، ولتؤتنّ الزكاة ، أو لأرسلنّ [إليكم](4) رجلاً منّي ـ أو كنفسي ـ فليضربنّ أعناق مقاتليكم ، وليسبينّ ذراريكم ، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال : هذا(5).
وروي عن الرضا عليه السلام أنّه قال : قوله سبحانه : «والذين معه أشدّاء على الكفّار»(6) أنّ عليّاً منهم .(7)
فواعجباً لمن يقايس من لم يصب محجمة [من](8) دم في جاهليّته ولا إسلام مع من علم أنّه قتل في يوم بدر خمساً وثلاثين رجلاً مبارزاً دون الجرحى ، وكانوا من أماثل قريش وابطالها وشجعانها والمشهورين بالنجدة والبأس ، حتى سمّى الله سبحانه واقعة بدر بالبطشة الكبرى ، وما ذاك الا لهلاك من هلك فيها ، فإنّه حصل بقتلهم هظيمة عظيمة في الشرك وأهله ، وكانت
(1 و8) من المناقب .
(2) مناقب ابن شهراشوب : 2 / 76 ـ 77 ، عنه البحار : 41 / 30 .
(3) في المناقب : تاريخ النسوي : قال عبد الرحمان بن عوف : قال النبي ...
(4) من المناقب . وفيه «لأبعثنّ» بدل «لأرسلنّ» .
(5) في المناقب : قال : فرأى الناس انّه عنى أبا بكر وعمر ! فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : هذا .
(6) سورة الفتح : 29 .
(7) مناقب ابن شهراشوب : 2 / 85 ، عنه البحار : 41 / 68 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1332

القتلى سبعين من سادات قريش وأعيانهم ، قتل عليّ منهم خمساً وثلاثين رجلاً ، وقتلت الملائكة وباقي الناس تمام العدد .
وأسماء الذين قتلهم أمير المؤمنين عليه السلام : الوليد بن عتبة ، والعاص بن سعيد بن العاص ، وطعمة(1) بن عديّ بن نوفل ، وحنظلة بن أبي سفيان ، ونوفل بن خويلد ، وزمعة(2) بن الأسود ، والحارث بن زمعة ، والنضر بن الحارث بن عبد الدار ، وعمير بن عثمان بن كعب عمّ طلحة ، وعثمان ومالك أخوا طلحة(3)، ومسعود بن أبي اُميّة بن المغيرة ، وقيس بن الفاكهة بن المغيرة ، وأبو القيس بن الوليد بن المغيرة ، وعمرو بن مخزوم ، والمنذر بن أبي رفاعة ، ومنبّه بن الحجّاج السهمي ، والعاص بن منبّه ، وعلقمة بن كلدة ن وأبو العاص بن قيس بن عديّ ، ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص ، ولوذان بن ربيعة ، وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة ، ومسعود بن اُميّة بن المغيرة ، [والحاجب بن السائب بن عويمر ، وأوس بن المغيرة](4) بن لوذان ، زيد بن مليص ، وعاصم بن أبي قوف ، سعيد بن وهب ، ومعاوية بن عامر بن عبد القيس ، وعبد الله بن جميل بن زهير ، والسائب بن سعيد(5) بن مالك ، وأبو الحكم بن الأخنس ، وهشام بن [أبي](6) اميّة ؛ وقيل : إنّه قتل بضعة وأربعين رجلاً .
وقتل عليه السلام يوم اُحجد كبش الكتيبة طلحة بن [أبي](7) طلحة ، وابنه
(1) في المناقب : ومطعم .
(2) كذا في المناقب ، وفي الأصل : ربيعة . وكذا في المورد التالي .
(3) كذا في المناقب ، وفي الأصل : وعثمان أخو طلحة .
(4 و6) من المناقب .
(5) كذا في المناقب ، وفي الأصل : ومعاذ بن عامر .... سعد .
(7) من المناقب ، واسم أبي طلحة هو : عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، وإليه ينتسب آل
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1333

أبا سعيد ، وإخوته خالداً ومخلّداً وكلدة والمخالس(1)، وعبد الرحمان بن حميد بن زهرة ، والحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي ، والوليد بن أرطاة ، واُميّة بن أبي حذيفة ، وأرطاة بن شرحبيل ، وهشام بن اُميّة ، ومسافع ، وعمرو بن عبد الله الجمحيّ ، بشر بن مالك المغافري ، وصؤاب مولى عبد الدار ، وأبا حذيفة بن المغيرة ، [وقاسط بن شريح العبدي ، والمغيرة بن المغيرة](2) سوى من قتلهم بعد ما هزمهمه . ولا إشكال في هزيمة عمر وعثمان ، وإنّما الإشكال في هزيمة أبي بكر ، هل ثبت إلى قوت الفرج أو انهزم ؟(3)
قال الشيخ أبو علي الطبرسي في كتابه مجمع البيان : ذكر أبو القاسم البلخي انّه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله [يوم اُحد](4) الا ثلاثة عشر نفساً ؛ خمسة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار .
فأمّا المهاجرون فعليّ عليه السلام وأبو بكر وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقّاص ، وقد اختلف في الجميع الا في عليّ عليه السلام وطلحة .
وقد روي عن عمر بن الخطاب [أنّه](5) قا : رأيتني أصعد في الجبل كأنّي أروى ولم يرجع عثمان [من](6) الهزيمة الا بعد ثلاثة أيّام ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : لقد ذهبت فيها عريضة .(7)
= الشيبي الذي لا يزال مفتاح الكعبة في أيديهم حتى اليوم .
(1) في المناقب : والمحالس . وفي بعض المصادر : الجُلاس .
(2) من المناقب .
(3) مناقب ابن شهراشوب : 2 / 82 ـ 83 ، عنه البحار : 41 / 65 ـ 66 .
(4 ـ 6) من المجمع .
(7) مجمع البيان : 1 / 524 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1334

وقتل عليه السلام يوم الأحزاب عمرو بن عبد ودّ .
قال الشيخ أبو علي الطبرسي رضي الله عنه في تفسيره : كان عمرو بن عبد ودّ فارس قريش ، وكان قد قاتل يوم بدر حتى ارتثّ(1) وأثبته الجراح فلم يشهد اُحداً ، فلمّا كان يوم الخندق خرج مُعلماً ليرى مشهده ، وكان يعدّ بألف فارس ، وكان يسمّى فارس يليل ، لأنّه أقبل في ركب من قريش حتى إذا هو بيليل ـ وهو واد قريب من بدر ـ عرض لهم بنو بكر بن وائل في عدد ، فقال لأصحابه ، امضوا ، [فمضوا ،](2) فقام في وجوه بني بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه ، فعرف بذلك ، وكان الموضع الذي حفر فيه الخندق يقال له المداد ، وكان أوّل من طفره عمرو وأصحابه ، فقيل في ذلك :
عمرو بن عبد كان أوّل فارس جزع المداد وكان فارس يليل

وذكر ابن إسحاق أنّ عمرو بن عبد ودّ كان ينادي : هل من مبارز ؟
فقام علي عليه السلام وهو مقنّع بالحديد ، فقال : أنا له يا نبي الله .
فقال : إنّه عمرو ، اجلس .
ونادى عمرو : ألا رجل ـ وهو يؤنّبهم ويقول : أين جنّتكم التي تزعمون أنّ من قتل منكم دخلها ـ ؟
فقام علي عليه السلام وقال : أنا له يا رسول الله .
ثم نادى الثالثة وقال :
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
(1) أي حُمل من المعركة .
(2) من المجمع .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1335

ووقفت إذ جبن المشجّع موقف البـطل المـناجـز
إنّ السمـاحة والشـجا عة في الفتى نعم(1) الغرائز

فقام أمير المؤمنين وقال : أنا له يا رسول الله .
فقال : إنّه عمرو .
فقال أمير المؤمنين : وإن كان عمراً ، ثمّ استأذن رسول الله صلى الله عليه وآله فأذن له .
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني(2) بالإسناد عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن جدّه(3)، عن حذيفة ، قال فألبسه رسول الله صلى الله عليه وآله درعه ذات الفضول ، وأعطاه سيفه ذا الفقار ، وعمّمه بعمامته السحاب ، على رأسه تسعة أكوار ، فقال له : تقدّم .
فمضى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا ولّى(4): اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ومن فوق رأسه ، ومن تحت قدميه .
قال ابن إسحاق : فمشى أمير المؤمنين وهو يقول :
لا تعلجـنّ فقـد أتا ك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّـةٍ وبصـيرة والصدق منجـي كــلّ فائز
إنّي لأرجو أن اُقيـ ـم علـيك نائحـة الجنـائز
(1) في المجمع : خير .
(2) شواهد التنزيل : 2 / 10 ح 634 .
(3) قيل : «عن جدّه» زائدة .
(4) كذا في المجمع ، وفي الأصل : دنا .

السابق السابق الفهرس التالي التالي