(1) سورة الزمر : 30 .
(2) سورة آل عمران : 185 ، سورة الأنبياء : 35 ، سورة العنكبوت : 57 .
(3) أمالي الصدوق : 505 ح 6 ، عنه البحار : 22 / 507 ح 9 .
وأورد قطعات منه في مناقب ابن شهراشوب : 1 / 234 ـ 235 ، عنه البحار : 22 / 472 . وانظر : الأحاديث الغيبيّة : 1 / 38 ح 12 .
(4) مسند أبي يعلى الموصلي : 12 / 364 ح 6934 ، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل : 2 / 286 ح 1171 .
(5) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 236 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
237
سلمة عليّاً عليه السلام فناجاه طويلاً(1). حتى إذا اشتدّ كربه ، وارتفع أنينه ، وعرق لهول الموت جبينه نادى لشدّة السياق : واكرباه .
فنادت فاطمة : واكرباه لكربك يا أبتاه .
فأجابها مسكّناً لحرقتها بين القوم : لا كرب على أبيك بعد اليوم .(2)
ثمّ سالت نفسه الشريفة صلى الله عليه وآله مختاراً ، فسالت لها العيون من شؤونها مدراراً ، وانقطع بموته الوحي والتنزيل ، وامتنع من الأرض جبرئيل ، وأظلمت المدينة بعد نورها وضيائها ، وارتفع الضجيج من قصورها وأرحابها .(3)
وروي أنه صلى الله عليه وآله لمّا دنا منه الأجل المحتوم جذب عليّاً إليه ، وغشّاه بثوبه الذي عليه ، ووضع فاه على فيه ، وجعل يناجيه .
فلمّا حضره الموت وقضى صلى الله عليه وآله استلّ أمير المؤمنين عليه السلام من تحت الثوب ، وتركه على رسول الله صلى الله عليه وآله ؛ فقيل لأمير المؤمنين : ما الذي ناجاك به رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فقال : علّمني ألف باب من العلم ، ينتج كلّ باب إلى ألف باب(4)، وأوصاني بما أنا به قائم إن شاء الله .
ومن طريق أهل البيت عليهم السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله جذب عليّاً تحت ثوبه ، وجعل يناجيه ، فلمّا حضره الموت قال : يا عليّ ، ضع
(1) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 236 ـ 237 ، عنه البحار : 22 / 521 ح 29 .
(2) كشف الغمّة : 1 / 16 ، عنه البحار : 22 / 531 .
(3) أرحاب : جمع رحبة ، وهي الصحراء .
(4) في المناقب : فُتح لي من كلّ باب ألف باب .
(1) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 237 ، عنه البحار : 22 / 521 ـ 522 .
(2) تنكص : تتراجع .
(3) النجدة : الشجاعة .
(4) الهينمة : الكلام الخفيّ لا يفهم .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
239
عدوّكم ، فو الذي لا إله إلا هو إنّي لعلى جادّة الحق ، وإنّهم لعلى مزلّة الباطل ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم !(1)
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام(2) قال : قال الناس : كيف كانت الصلاة
(1) نهجالبلاغة : 311 خطبة رقم 197 ، عنه البحار : 22 / 540 ح 49 من قوله «ولقد قبض» .
(2) في «ح» : عن أبي جعفر عليه السلام قال : لمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بات آل محمد عليهم السلام بأطول ليلة حتى ظنّوا أن لا سماء تظلّهم ، ولا أرض تقلّهم ، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وتر الأقربين والأبعدين في الله .
فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، إنّ في الله عزاء من كل مصيبة ، ونجاة من كلّ هلكة ، ودركاً لما فات : «كلّ نفس ذائقة الموت وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار واُدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور» ، [آل عمران : 185] ، إنّ الله اختاركم وفضّكلم وطهّركم وجعلكم أهل بيت نبيّه ، وساتودعكم علمه ، وأورثكم كتابه ، وجعلكم تابوت علمه وعصا عزّه ، وضرب لكم مثلاً من نوره ، وعصمكم من الزلل ، ,آمنكم من الفتن ، فتعزّوا بعزاء الله ، فإنّ الله لم ينزع منكم رحمته ، ولن يزيل عنكم نعمته ، فأنتم أهل الله عز وجل الذين بهم تمّت النعمة ، واجتمعت الفرقة ، وائتلفت الكلمة ، وأنتم أولياؤه ، فمن تولّاكم فاز ، ومن ظلم حقّكم زهق ، مودّتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ، ثمّ الله على نصركم إذا يشاء قدير ، فاصبروا لعواقب الامور ، فإنّها إلى الله تصير ، قد قبلكم الله من نبيّه وديعة ، واستودعكم أولياء المؤمنين في الأرض ، فمن أدّى أمانته أتاه الله صدقه ، وأنتم الأمانة المستودعة ، ولكم المودّة الواجبة ، والطاعة المفروضة ، وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أكمل لكم الدين ، وبيّن لكم سبيل المخرج ، فلم يترك لجاهل حجّة ، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه ، والله من وراء حوائجكم ، وأستودعكم الله ، والسلام عليكم .
فسألت أبا جعفر عليه السلام ممّن أتاهم للتعزية .
قال : من الله تعالى شأنه .
نقل من كتاب اُصول الكافي للكليني رحمه الله [ج 1 ص 445 ح 19 ، عنه البحار : 22 / 537 ح 39] .
(1) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 239 ـ 240 .
(2) في الديوان : أبكي .
(3) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 240 ، ديوان أمير المؤمنين عليه السلام : 57 (دار الكتاب العربي) وص 55 (دار ابن زيدون) .
(4) في الديوان : استهلّ .
(5) في الديوان : لمّا رأيتُ الذي أتى ... أغير رسول الله أصبحت .
(6) في المناقب : فخفق ما أشفقت .
(7) في الديوان : ولم يبل ... وكان خليلي عدّتي .
وهذا البيت غير مذكور في طبعة دار الكتاب .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
242
فو الـله مـا أنساك أحمد ما مَشَت(1)
بي العيس(2) في أرضٍ وجاوزتُ واديا
وكنـتُ متى أهبط من الأرض تلعةً(3)
أرى(4) أثـراً مـنه جديـداً وبـالـيا
شجـاع تشـطّ(5) الخيل عنه كأنّما
يَرَيـن بـه ليــثاً علـيهـنّ عـاديا(6)
[وله عليه السلام :](7)
ألا يا رسول الله كنتَ حمىً لنا(8)
وكنت بنا بـرّاً ولـم تـك جافيا
وكأن على قـلبي لذكر محـمد
وما جيب(9) من بعد النبي المكاويا
(1) في المناقب : مست .
(2) في الديوان : العيش .
(3) كذا في المناقب والديوان ، وفي الأصل : بلغة .
(4) في المناقب : أجد ، وفي الديوان : أجد أثراً منه جديراً وعافيا .
(5) كذا في المناقب ، وفي الأصل : يشطي ، وفي الديوان : جوادٌ تشظّي .
وتشط : أي تبعد .
(6) في الديوان : ضاريا .
مناقب ابن شهراشوب : 1 / 241 ، ديوان أمير المؤمنين عليه السلام : 126 (دار الكتاب العربي) وص 153 (دار ابن زيدون) ، أنساب الأشراف : 1 / 592 .
(7) من المناقب .
(8) في المناقب : رجائيا .
(9) في المناقب : وما جاء . والمكاوي : جمع المكواة .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
243
أفاطم صلى الله ربّ محـمّد
على جدث أمسى بـيثرب ثـاويا
فدى لرسول الله اُمّي وخالتي
وعمّي وزوجي(1) ثمّ نفسي وخاليا
فلو أنّ رب العشر أبقاك بيننا
سعدنا ولكن أمـره كـان ماضـيا
عليك من الله السلام تحيّـة
واُدخلتَ جنّات من العـدن راضيا(3)
وقالت الزهراء صلوات الله عليها :
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى
إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبّت عليّ مصائـب لو أنّها
صبّت على الأيّام عدن(3) لياليا
قد كنتُ ذات حمىً بظلّ محمد
لا أخش من ضـيم وكان جماليا
فاليـوم أخشـع للذليل وأتّقي
ضمي وأدفع ظـالمي بـردائيا
(1) كذا في المناقب ، وفي الأصل : وروحي .
(2) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 242 ، وأنساب الأشراف : 1 / 594 ، وفيه الأبيات منسوبة لصفيّة بنت عبد المطّلب .
(3) في المناقب : صرن .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
244
فإذا بـكت قـمريّة فــي ليلـها
شجناً على غصن بكيت صـباحيا
[فلأجعلنّ الحزن من بعدك مؤنسي](1)
ولأجعلنّ الدمـع فيك وشـاحيـا(2)
ماذا على من شـمّ تـربة أحـمد
الا يشمّ مدى الزمـان غـوالـيا(3)
ولها صلوات الله عليها :
كنتَ السواد لمقتـلي
يبكي عليك الناظر
من شاء بعدك فليمت
فعليك كنت اُحاذر(4)
وقالت اُمّ سلمة :
فجعنا(5) بالنبيّ وكان فينا
إمام كرامـة نعـم الإمـام
وكان قوامنا والرأس منّا
فنحن اليوم ليس لـنا قـوام
ننوح ونشتكي ما قد لقينا
ويشكو فقـدك البـلد الحرام
فلا تبعد فكلّ فتىً كريم
سيدركه وإن كره(6) الحمام(7)
(1) من المناقب .
(2) الوشاح : نسيج عريض يرصّع بالجوهر ، وتشدّه المرأة بين عاتقها وكشحَيها . «المعجم الوسيط : 2 / 1033 ـ وشح ـ» .
(3) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 242 .
والغوالي : جمع الغالية : أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر . «المعجم الوسيط : 2 / 660» .
(4) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 242 .
(5) كذا في المناقب ، وفي الاصل : فصُنّا .
(6) كذا في المناقب ، وفي الأصل : كرم .
(7) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 243 .
(1) صفيّة بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، عمّة النبي صلى الله عليه وآله ، اُمّ الزبير بن العوّام ، كانت من أشجع النساء في زمانها . انظر في ترجمتها : أعيان الشيعة : 7 / 390 ، الاصبة : 4 / 348 ، أعلام الزركلي : 3 / 206 .
(2) في المناقب : وبكّي .
(3) في المناقب : بكّي .
(4) كذا في المناقب ، وفي الأصل : الشجر .
(5) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 243 ، وأنساب الأشراف : 1 / 594 .
(6) في المناقب : ضمنت .
(7) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 244 .
يا من جمال جلاله منزّه عن التغيير والزوال ، ويا من دوام كماله مقدّس عن الحدوث والانتقال ، ويا من جلّ في ذاته وصفاته عن المعاني والأحوال . ويا من دلّ بافتقار مخلوقاته على انّه الكبير المتعال .
سبحانك من قاهر تردّى بالجبروت والكبرياء ، وتعاليت من قادر لا
(1) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 238 ـ وليس فيه «وقالت فاطمة» ، عنه البحار : 22 / 522 . ولم أجده في الكافي .
(2) في المناقب : فما تناولت عضواً الا كأنّما يقلبه معي ثلاثون رجلاً .
(3) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 239 ، عنه البحار : 22 / 524 .
(4) من المناقب .
(5) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 239 ، عنه البحار : 22 / 524 .