كربلاء الحضارة والتاريخ 186


ومن الملفت للنظر في بناء الروضة العباسية، وجود نفق على شكل مستطيل يحيط بالحضرة ويؤدي الى الموقع الذي دفن فيه رفات العباس (ع) وقد بني هذا النفق على شكل هندسين ويمكن النزول اليه من باب في احد اروقة الحضرة الخلفية(1). وقد زينت الجدران الداخلية للصحن بزخارف رائعة من الفسيفساء والقاشاني وهي من صنع قديم (2).
اما الجدران الخارجية للروضة العباسية فقد زينت بتشكيلات زخرفية من الطابوق (الاجر)والجص، يعلوها شريط من القاشاني باللون الازرق تتخلله كتابات من الايات القرانية الكريمة باللون الابيض، ويبلغ ارتفاعها 9,93 متر وتفتح على الصحن بسلسلة من الغرف يبلغ عددها (57)غرفة يتصدر كل منها ايوان ذو عقد (قوس) مدبب الشكل وزينت جدران هذه الغرف من الداخل والخارج بالفسيفساء (3).
ويمكن الدخول الى صحن الروضة العباسية عن طريق ثمانية ابواب كمداخل وتتفاوت ارتفاعاتها مابين 11-12 مترا وواجهاتها تعلوها عقود (اقواس) مدببة ومزينة بتشكيلات زخرفية رائعة من الطابوق الاجر والقاشاني، والابواب هي:
  • باب القبلة: ويقع في جهة القبلة للروضة في منتصف الضلع الجنوبي ويؤدي بالخارج من الروضة الى شارع العباس، وتعلوه ساعة كبيرة تجلس على برج ارتفاعه من اعلى الساعة الى مستوى ارضية الصحن 24,2 متر،

    (1) محمد حسن مصطفى ال كليدار: مدينة الحسين، ص:63-4. د. عبد الجواد الكليدار: تاريخ كربلاء وحائر الحسين، ص: 276.
    (2) حسن الامين: دائرة المعارف الشيعية، ج11/ ص:356.
    (3) د. رؤوف محمد علي الانصاري: جريدة الحياة، العدد12146/ص: 21. لندن-1996/5/28م. طارق جواد الجنابي: حضارة العراق،ج10/ ص: 322.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 187

    ويبلغ عمق مدخله 22,50 متر وعرضه 3,5 متر وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب الامام الحسين: وهو الباب المؤدي الى الساحة الواسعة المكشوفة حاليا التي تربط مرقد العباس (الروضة العباسية) بمرقد الامام الحسين (الروضة الحسينية) ويقع في الجهة الغربية من المرقد ويبلغ عمق مدخله 7,5 متر وعرضه 3,5 متر، وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب الامام الحسين: وهو ايضا يؤدي الى الساحة الواسعة المكشوفة التي تربط المرقدين ويقع بجوار باب الامام الحسن، ويبلغ عمق مدخله 12 مترا وعرضه 3,5 متر يتسع عند منتصفه وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب صاحب الزمان: وهو الباب المؤدي الى شارع صاحب الزمان ويقع في الجهة الغربية من المرقد ايضا وبجوار باب الامام الحسين، ويبلغ عمق مدخله 12 مترا وعرضه 3,5 متر وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب الامام موسى الكاظم: وهو الباب الذي يقع في الجهة الغربية من المرقد ايضا ويبلغ عمق مدخله 20 مترا وينحرف عند وصوله الى صحن الروضة اما عرضه فيبلغ 6 امتار ويقل عند وصوله الى الصحن وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب الامام محمد الجواد: ويقع في الجهة الشمالية من المرقد ويؤدي الى محلة باب بغداد، ويبلغ عمق مدخله 10,5 متر وعرضه 4 امتار يتسع

    كربلاء الحضارة والتاريخ 188

    عند منتصفه ليصبح 6 امتار وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب الامام علي الهادي: ويقع في الجهة الشمالية من المرقد ايضان ويؤدي الى محلة باب بغداد، ويبلغ عمق مدخله تقريبا 7 امتار وعرضه 3,5 متر وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب العلقمي: ويسمى ايضا بباب الامام علي بن موسى الرضا او باب الفرات وهو الباب المؤدي الى شارع العلقمي ويقع في الجهة الشرقية من المرقد ويبلغ عمق مدخله 10,5 متر وعرضه 4 امتار وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 امتار وعرضها 3,5 متر.
  • باب الامام امير المؤمنين: وهو الباب المؤدي الى سوق باب الخان ويقع في الجهة الشرقية من المرقد ايضا ويبلغ عمق مدخله 9 امتار وعرضه 3,5 متر.(1))
    ومن الاعمال التي تم انجازها- والقسم الاخر منها ينجز حاليا- في الروضة العباسية بعد سقوط النظام البائد في 2003/4/9م من قبل لجنة المشاريع والصيانة التابعة للجنة العليا لادارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة:
  • فتح باب جديد للحضرة يسمى (باب ام البنين) يؤدي الى الصحن من الجهة الخلفية (الشمالية) للحضرة وقد خصص هذه الباب للنساء فقط.

    (1) دليل العتبات المقدسة في لواء كربلاء ص: 19-20، طباعة دار الجمهورية- بغداد 1967م. مدينة الحسين، مصدر سابق، ص:60-61. مخطط الروضة العباسية لسنة 1968م، ديوان الاوقاف- بغداد.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 189

  • فتح باب جديد يسمى (باب الامام الرضا) يؤدي الى الصحن من الجهة الشرقية للحضرة، وقد خصص هذه الباب ايضا للنساء فقط.
  • تجديد مضيف العباس، حيث يتكون من ثلاثة طوابق: طابق تحت الارضي يستعمل كمخزن للمواد الاولية للطبخ، اما الطابق الارضي فيستخدم كمطبخ، واما الطابق الاول فهو عبارة عن قاعة كبيرة للطعام بالاضافة الى الادارة.
  • تم اجراء الديكورات اللازمة لمكتبة الروضة العباسية.
  • تصليح وترميم بعض اقسام واجهات الروضة وخاصة تغيير البلاط القاشاني
  • بالاضافة الى العديد من المشاريع الاخرى المتوسطة والصغيرة.
  • وقد بدأت عملية تسقيف صحن الروضة العباسية بعد الانتهاء من تسقيف صحن الروضة الحسينية مباشرة، دون مراعاة الجوانب التي اشرنا اليها في عملية تسقيف صحن الروضة الحسينية، واهمها: انه كان يضفي للمقام المقدس بعد روحي وهيبة ووقار بالاضافة الى فقدان التكوين لاهم سمة خاصة به، وهو اعتباره كمصدر رئيسي للتهوية والاضاءة الطبيعيتين.
    ومن المشاريع التي تنفذ حاليا في العتبة العباسية هو: مشروع بناء الرواق المحيطة بالعتبة من الخارج وبعرض 12 متر، الذي وضع مخططاته المعمارية مؤلف الكتاب المعماري الدكتور رؤوف الانصاري سنة 2008م ضمن اعداد تصميم المشروع المقترح لتوسعة العتبتين (الروضتين) المقدستين وتطوير مركز مدينة كربلاء.
    ومن المشاريع الاخرى التي تم انجازها في العتبة العباسية المقدسة (الروضة العباسية )هو: مشروع تذهيب مئذنتي الروضة العباسية .

    كربلاء الحضارة والتاريخ 190


    الروضة العباسية المقدسة سنة 1975م
    الروضة العباسية المقدسة سنة 1975م

    تسقيف صحن الروضة العباسية المقدسة
    تسقيف صحن الروضة العباسية المقدسة


    كربلاء الحضارة والتاريخ 191

    مراقد المعارف في كربلاء


    تنتشر في مدينة كربلاء وضواحيها معالم عمرانية اسلامية شيدت على طرز معمارية مختلفة وهي مراقد تنسب الى اشخاص لهم منزلة دينية رفيعة عند الناس، كأبناء أئمة اهل البيت (ع) وأحفادهم وأصحاب الامام الحسين(ع). والبعض الاخر منها لاشخاص تبؤوا مراكز دينية واجتماعية وعلمية مهمة، كالعلماء والشخصيات الدينية.
    والعديد من هذه المباني لم يتم التركيز عليها واظهارها كبقية العمائر الاسلامية الاخرى. وذلك لانها ابنية بسيطة، ولكنها في الوقت نفسه تحمل دلالات دينية واجتماعية وتختلف حالة هذه المراقد في الكبر والصغر والاتقان باختلاف احوال منشئيها والعديد منها يؤمها الزوار عند زيارتهم لمدينة كربلاء ومراقدها المقدسة خصوصا في مواسم الزيارات الدينية ومن اهم هذه المراقد:
  • مرقد الحر بن يزيد الرياحي ..... القائد الذي خلده التاريخ
    يقع هذا المرقد على بعد 9 كيومترات الى الغرب من مدينة كربلاء بالقرب من المنطقة التي تعرف بالكمالية.
    والحر بن يزيد الرياحي كان في بداية امره احد قادة جيش يزيد بن معاوية، وقد ارسله عبيد الله بن زياد والي الكوفة على رأس جيش يتألف من ألف فارس لمحاصرة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب(ع)، والتقى بركب الامام(ع) في منطقة (شراف)، وكانت مهمة الحر مراقبة حركة الامام (ع) وعدم مفارقته حتى ياتي به الى الكوفة.

    كربلاء الحضارة والتاريخ 192

    ولما شعر الامام الحسين(ع) بما ينويه ضده وضد انصاره، امر اصحابه بالانصراف الى الحجاز، ولكن الحر منعهم من ذلك حتى استقر به المقام في ارض تسمى كربلاء وحينما راى الحر الرياحي ان القوم قد صمموا على قتال الامام الحسين (ع)، اقبل الى عمر بن سعد قائد الجيش الاموي فقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل؟
    قال: اي والله قتالا أيسره ان تسقط الرؤوس وتطيح الايدي، فقال الحر: فما بالكم فيما عرضه عليكم بالانصراف نحو الحجاز، قال عمر بن سعد: لو كان الامر الي لفعلت ولكن اميرك ابن زياد قد ابى.
    فأقبل الحر وأخذ يدنو من الامام الحسين (ع) قليلا قليلان فقال له المهاجر ابن آوس: ماتريد يا ابن يزيد الرياحي، أتريد ان تحمل؟ فلم يجبه الحر، وأخذته الرعدة وصار يرتجف، فقال له المهاجر: والله ان امرك لمريب، وما رأيت منك موقفا قط مثل هذا، ولو قيل لي من أشجع اهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الذي ارى منك ؟
    فقال الحر: اني والله اخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا اختار على الجنة شيئا لو قطعت واحرقت ثم ضرب فرسه قاصدا الامام الحسين(ع)، وقد قلب درعه كهيئة المستأمن المستسلم واضعاً يده على رأسه وهو يقول: اللهم اليك انيب فتب علي فقد ارعبت قلوب اوليائك وذرية نبيك محمد (ص) الى ان اصبح قريبا من الامام الحسين (ع) نادى: السلام عليك يا ابا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، فقال الامام الحسين(ع): وعليك السلام ارفع رأسك من أنت؟

    كربلاء الحضارة والتاريخ 193


    قال الحر: سيدي انا صاحبك الذي جعجعت بك الى هذا المكان، لا والله يا سيدي ما كنت أظن ان الامر يبلغ الى ما ترى، وانا الان تائب هل تقبلني ؟
    فقال الامام الحسين (ع) ان تبت تاب الله عليك ويغفر لك انزل من على ظهر جوادك، فقال الحر: سيدي ان قبلت توبتي فدعني اكون اول قتيل بين يديك كما كنت اول خارج عليك، ثم اقبل الحر الرياحي نحو ميدان المعركة بعد ان ودعه الامام الحسين (ع) فقاتل قتال الابطال الى ان سقط على وجه الارض، وهو يقول سيدي ابا عبد الله ادركني، فجاءه الامام الحسين (ع) مسرعا جلس عنده يمسح الدم والتراب عنه وهو يقول: انت حر كما سمتك امك، انت حر في الدنيا وسعيد في الاخرة، وكان اول من استشهد من اصحاب الحسين (ع) في واقعة الطف بكربلاء عام 61هـ (680م).
    واول بناء اقيم على قبر الحر كان من قبل الشاه اسماعيل الصفوي عند زيارته الى العراق سنة 914هـ(1508م) الذي شيد فوق القبر بناء تعلوه قبة من الطابوق الاجر والجص، وجعل له صحنا (الفناء المكشوف) تحيط به الاواوين التي تعلوها الاقواس المدببة.
    وفي عام 1330هـ(1912م) قام اغا حسين خان شجاع السلطان الهمداني بإعادة تعمير قبة الحر، واكسائها من الخارج بالبلاط القاشاني (1). وجرى تحسين المرقد وإصلاحه وترميمه مرات عدة وفي فترات زمنية مختلفة وخاصة البهو الامامي (الإيوان).

    (1) ابراهيم الموسوي الزنجاني: جولة في الاماكن المقدسة، ص:88-89. د.حسين علي محفوظ: موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي، قسم كربلاء، ص:156. احمد سوسة: الدليل الجغرافي، ص: 60، بغداد 1379هـ(1960م).
    كربلاء الحضارة والتاريخ 194


    وبعد سقوط النظام المباد عام 2003م، تم تهديم مرقد الحر الرياحي لغرض اعادة تعميره من جديد وفق مخططات معمارية تلبي احتياجات الاعداد الكبيرة من الزائرين.
    وقامت دائرة الشؤون الهندسية في ديوان الوقف الشيعي باعداد التصاميم المعمارية الجديدةن وبعد المباشرة بتنفيذ العمل واكمال الهيكل الخرساني وجدوا ان هناك اخطاء هندسية جسيمة في التصاميم المعمارية، منها كثرة الاعمدة الكونكريتية الموزعة داخل اروقة المرقد المحيطة بالضريح، فتم هدم البناء بالكامل بعد ان صرفت عليه مبالغ طائلة.
    وقد تم تكليف المؤلف (المعماري الدكتور رؤوف محمد علي الانصاري) باعداد التصاميم المعمارية الجديدة لمرقد الحر الرياحي بكتاب رسمي صادر عن الامانة العامة للمزارات الشيعية التابعة لديوان الوقف الشيعي، تحت رقم (4/7/3) بتاريخ 2008/9/20م.
    واستجابة لطلبهم قام المؤلف باعداد التصاميم المعمارية المطلوبة ومن ثم عرضها على الجهة التي طلبتها وعلى رئيس ديوان الوقف الشيعي، واعقب ذلك إحالة التصاميم المعمارية الى دائرة الشؤون الهندسية في ديوان الوقف الشيعي لدراستها وتقديم توصيتها، مقارنة لها بتصاميم معمارية اخرى لنفس المشروع كانت قدمت لرئاسة ديوان الوقف الشيعي من قبل جهة اخرى واجهتها الدائرة الهندسية في جامعة الكوفة.
    وبتاريخ 2008/12/3م اوصت دائرة الشؤون الهندسية بديوان الوقف الشيعي باعتماد التصاميم المعمارية التي قدمت من قبل المؤلف(المعماري الدكتور رؤوف محمد علي الانصاري)، وثبت ذلك بكتابها المرقم(هـ/5784) الموقع من قبل السيد مدير عام الدائرة الهندسية والموجه الى دائرة العتبات

    كربلاء الحضارة والتاريخ 195

    المقدسة والمزارات الشريفة في ديوان الوقف الشيعي، وجاء مضمون كتابها كالاتي:
    ان المخططات المعمارية المعدة من قبل المهندس الاستشاري الدكتور رؤوف الانصاري اقرب محاكاة تصاميم الاضرحة في العراق، وان اسلوب معالجتها لواجهات المراقد المستخدمة اكثر انسجاما مع نمط عمارة المراقط في العراق وكذلك تفاصيل القباب والمآذن.
    وقد فوجئ مؤلف الكتاب المعماري الدكتور الانصاري بعد مضي اكثر من شهرين من تاريخ التوصية بإحالة المشروع الى الجهة الاخرى غير الفائزة التي تقف وراءها الدائرة الهندسية في جامعة الكوفة، وعندما استفسر حول هذا الامر، اخبر من قبل رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري بأن هناك تعليمات صدرت من جهات عليا اقضي بإحالة المشروع الى الجهة الاخرى غير الفائزة، متجاوزين بذلك كل القيم والاعراف والاصول والمفاهيم القانونية. ومن المستغرب ان الجهة التي احيل اليها المشروع قامت باعتماد فكرة تصميم المشروع الذي قدم من قبل المؤلف الدكتور رؤوف الانصاري والذي تم تنفيذه.
    وصف مبنى المرقد حاليا: تشغل أبنية مرقد الحر ارضا مربعة الشكل طول ضلعها 70 مترا. وتتالف من بناية الضريح التي تحتل القسم الوسطي من المرقد، وهي مضلعة الشكل تتوسطها غرفة الضريح. ويتوسط ضريح الحر فناء هذه الغرفة وهو مغطى بصندوق فضي مشبك. وتعلو غرفة الضريح قبة كسيت من الخارج بالبلاط القاشاني. ويحيط بغرفة الضريح رواق من جهاتها الثلاث ارتفاع سقفه 5 امتار.

    كربلاء الحضارة والتاريخ 196


    اما الجهة الامامية لمبنى الضريح فيتقدمه بهو (ايوان) واسعن تتصدره واجهة تتكون من عقود (اقواس) مدببة، القوس الاوسط فيها اكثر اتساعا من الاقواس الاخرى. وتجلس الاقواس على اعمدة ذات مقطع دائري، وقد زينت من الخارج بالبلاط القاشاني. ويحيط ببناية الضريح صحن واسع تحيط به من جهاته الاربعة غرف تتقدمها اواوين صغيرة تعلو واجهاتها عقود (اقواس) مدببة، وتستخدم هذه الغرف والاواوين لاستراحة الزائرين. ويمكن الدخول الى صحن مرقد الحر عن طريق مدخلين احدهما في السور الامامي والثاني في السور الايسر للمرقد.
  • مرقد عون بن عبد الله
    يقع هذا المرقد الى الشمال الشرقي من مدينة كربلاء بنحو 12 كلم وعلى طريق بغداد -كربلاء الجديد. وعون هو عون بن عبد الله بن جعفر الذي ينتهي نسبه الى الامام الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) (1).
    وتذكر بعض المصادر التاريخية ان هذا المرقد هو مرقد عون بن عبد الله بن جعفر الطيار بن ابي طالب (2).
    وصف مبنى المرقد حاليا: يشغل بناء مرقد عون بن عبد الله ارضا مستطيلة الشكل تقريبا طولها 55 مترا وعرضها 50 مترا يتقدمه بهو (رواق) طويل طوله 55 مترا وعرضه 2,5 متر ويقع المدخل الرئيسي في منتصف هذا الرواق والذي يؤدي الى بناية الضريح اما واجهة هذا الرواق فهي عبارة عن فتحات تعلوها اقواس مدببة ومغلفة بالسيراميك المشبك ذي اللون الازرق، وواجهة الرواق مزينة بالطابوق الاجر والبلاط القاشاني.

    (1) محمد حرز الدين: مراقد المعارف، ص:141-142 /ج2، مطبعة الاداب في النجف 1391هـ(1971م).
    (2) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة، ص:166.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 197


    اما بناية الحضرة التي تحتل القسم الوسطي من المرقد، فهي مربعة الشكل طول ضلعها 10,5 متر، تتوسطها غرفة الضريح المربعة التي يبلغ طول ضلعها 5,5 متر، ويتوسط ضريح عون بن عبد الله فناء هذه الغرفة. وهو مغطى بصندوق خشبي وله 2,5 متر وعرضه متران ولونه بني ويحتوي على مشبك بلون ذهبي.
    وتعلو غرفة الضريح قبة بصلية الشكل قطرها 5,5 متر وارتفاعها عن مستوى ارضية غرفة الضريح حوالي 7 امتار، كسيت من الخارج بالبلاط القاشاني تتخللها كتابات من الايات القرانية الكريمة ويعلو نهاية القبة هلال معدني مذهب. تتوسط جدران غرفة الضريح اربعة فتحات عرض كل منها متران وارتفاعها 2,5 متر تؤدي بدورها الى اروقة مفتوحة بعضها على بعض، عرض كل رواق 2,5 متر ويحيط ببناية الضريح الصحن(الفناء المكشوف) وتحيط به من الجانبين، الايمن والايسر، غرف ملاصقة لسور المرقد ويوجد مدخلان اخران واحد في منتصف السور الايمن للمرقد والاخر عند نهاية السور الايسر.
  • مرقد احمد بن فهد الحلي
    هو الشيخ العالم العارف الفاضل جمال الدين ابو العباس احمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الاسدي المولود سنة 756هـ(1355م)في مدينة الحلة ونشأ فيها. وقد بقي فترة مدرسا في المدرسة الزينبية في الحلة (السيفية) ثم انتقل الى مدينة كربلاء وبقي فيها وأسس حوزتها العلمية. وازدهرت بانتقاله الحركة العلمية في كربلاء واصبحت احدى المراكز العلمية المهمة كالنجف والحلة وبغداد (1).

    (1) السيد محمد عبد الرزاق: تراثنا، رقم 16/العدد 13، ص:646-648، عن مؤسسة ال البيت لاحياء التراث، 1409 هـ(1989م).
    كربلاء الحضارة والتاريخ 198


    توفي الشيخ احمد بن فهد الحلي سنة 841 هـ(1438م) ودفن في داره في شارع قبلة الامام الحسين(ع) ويسمى ايضا شارع ابو الفهد. والمرقد حاليا حديث البناء شيد من قبل سامحة المرجع الديني السيد محسن الحكيم (1).
    وصف مبنى المرقد حاليا: مخطط المرقد عبارة عن مضلع الشكل مساحته 22,66 مترا مربعا، تعلوه قبة بصلية الشكل تجلس على رقبة مضلعة الشكل تتوزع فيها الشبابيك. ويبلغ قطر القبة حوالي 4 امتار اما ارتفاعها عن سطح الارض فيبلغ حوالي 9 امتار. وقد كسيت القبة من الخارج بالبلاط القاشاني الملون المزخرف ويحيط بالمرقد صحن (الفناء المكشوف) يستعمل مأوى لزائري مرقد الامام الحسين في مواسم الزيارات.
    ويحيط بالصحن مبنى يتالف من طابقين، يحتوي على غرف وعدة لتكون مدرسة لطلاب العلوم الدينية تسمى مدرسة الشيخ احمد بن فهد الحلي . يضم الطابق الارضي خمس غرف، مع مجاز وايوان ومسجد اما الطابق الاول فيحتوي على عشر غرف. ويستغل مبنى المدرسة حاليا من قبل الحوزة العلمية. للمرجع الديني السيد محمد صادق الشيرازي (2).
  • مرقد السيد احمد ابو هاشم
    يقع هذا المرقد في بادية كربلاء الى الشمال الغربي من مدينة شثاثا (عين التمر) بحوالي 25 كلم، وبالقرب من ناحية الرحالية، وفي المنطقة التي تعرف بمقاطعة راس العين قرب وادي الاسود، والى الغرب من مدينة كربلاء بنحو 75كلم(3).

    (1) محمد حرز الدين: مراقد المعارف، ج1/ص:76.
    (2) سلمان هادي طعمة: كربلاء في الذاكرة، ص: 392. محمد حرز الدين: مراقد المعارف ، ج1/ص:77 _78.
    (3) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء ، ص:117. محمد حرز الدين: مراقد المعارف، ج1/ ص: 85_86.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 199


    والسيد احمد ابو هاشم (الذي يعرف محليا باحمد ابن هاشم) هو السيد شرف الدين بن هاشم احمد ابن ابي الفائز الذي ينتهي نسبه الى الامام موسى بن جعفر (ع) توفي سنة 745هـ(1345م) (1).
    وصف مبنى المرقد حاليا: مخطط مبنى مرقد احمد بن هاشم مستطيل الشكل طوله 84,5 متر وعرضه 45 مترا. والبناء يتالف من بناية الضريح والصحن والاواوين . وبناية الضريح تحتل القسم الوسطي من المرقد وهي مستطيلة الشكل طولها 22,5 متر وعرضها 14,5 متر وارتفاعها 6 امتار، تتوسطها غرفة الضريح التي تعلوها قبة بصلية الشكل تحملها ثمانية اعمدة ذات مقاطع مربعة الشكل، طول ضلع كل مقطع 65 سم. وقطر القبة حوالي 7 امتار وارتفاعها 10 امتار عن مستوى ارضية بناية الضريح الى قمتها ، تتخللها ثمانية نوافذ موزعة على رقبتها من جميع الجهات، عرض كل نافذة منها متر واحد وارتفاعها متر ايضا. والقبة مزينة من الخارج بالبلاط القاشاني الجميل، وتعلو نهايتها سارية معدنية هي عبارة عن كرات متفاوتة الاحجام. ويتقدم بناية الضريح بهو (ايوان) تتصدره واجهة تتكون من ثلاثة اقواس ذات رؤوس مدببة، الاوسط اكثرها ارتفاعا ، وقد زينت من الخارج بالقاشاني. ويعلو الواجهات الخارجية لمبنى الضريح شريط من البلاط القاشاني كتبت عليه الايات الكريمة.
    ويحيط ببناية الضريح صحن واسع تحيط به من جهاته الاربع عواميد مسقفة تعلو واجهاتها اقواس مدببة، وتستخدم هذه الاواوين لاستراحة الزائرين (2).

    (1) محمد حرز الدين: مراقد المعارف، ج1/ ص:85_86.
    (2) د. رؤوف محمد علي الانصاري: جريدة الحياة ، العدد12008/ص:21، لندن : 1996م.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 200

  • مرقد الأخرس بن الكاظم
    الأخرس بن الكاظم هو محمد بن أبي الفتح الذي ينتهي إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع). يقع هذا المرقد بضواحي مدينة كربلاء المقدسة في المنطقة المعروفة بـ(الأبيتر) وهي إحدى المناطق التابعة للغاضريات وسط طريق زراعي وتبعد عن مركز كربلاء بحوالي 12كلم (1).
    وصف مبنى المرقد حاليا: بناء المرقد بسيط، شيد من قبل الساكنين في المنطقة المحيطة بالمرقد. مخطط المبنى عبارة عن مستطيل الشكل طوله 8,50 متر وعرضه 7 أمتار، أما ارتفاعه فهو 4 أمتار، وتتوسط غرفة الضريح مبنى المرقد وهي مستطيلة الشكل طولها 6,50 متر وعرضها 4 أمتار، ويتوسطها قبر الأخرس بن الكاظم، وهو مغطى بصندوق حديدي مشبك طلي باللون الأخضر، طوله 3 أمتار وعرضه 1,65 متر وارتفاعه متران.
    تعلو مبنى المرقد مئذنتان قصيرتان يبلغ ارتفاع كل منهما عن أرضية سطح المبنى 1,50 متر. أما قاعدة المئذنة فهي مربعة الشكل طول ضلعها نصف متر، يعلوها جسم اسطواني قطره 40 سم وينتهي بقبة صغيرة مخروطية الشكل.
  • مرقدإمام نوح
    إمام نوح هو أبو أيوب نوح بن دراج النخعي الكوفي المتوفى سنة 182هـ (798م) واشتهر بإمام نوح. وفي (تاريخ الكوفة) طبعة النجف، صفحة 215: «أن نوحا كان قاضي الجانب الشرقي من الكوفة».

    (1) محمد حرز الدين: مراقد المعارف، الجزء الأول/ ص: 131.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 201


    وفي (سفينة البحار) الجزء الثاني، صفحة 615: «كان قاضيا من قبل الخليفة العباسي هارون الرشيد على الكوفة والبصرة، وكان يقضي بقضاء الإمام علي بن أبي طالب (ع)»(1).
    يقع مرقد إمام نوح بضواحي مدينة كربلاء، عند قبيلة المسعود على أحد فروع نهر الحسينية في منطقة الأبيتر، ويبعد عن مرقد الأخرس بن الكاظم بحوالي كيلومتر واحد.
    وصف مبنى المرقد حاليا: بناء المرقد بسيط، شيد من قبل أحد أهالي المنطقة وهو السيد مهدي نشمي المسعودي. مخطط المبنى عبارة عن مربع الشكل طول ضلعه 17 مترا تقريبا وارتفاعه 3,60 متر، ويحتوي على صحن داخلي مكشوف، والدخول إلى المرقد يتم عبر بوابة على شكل قوس بارتفاع 2,40 متر وعرض 1,40 متر. ويؤدي المدخل إلى غرفة دائرية قطرها 4 أمتار يتوسطها ضريح إمام نوح. ويعلو الغرفة قبة يبلغ قطرها 5,50 متر، أما ارتفاعها عن ارضية الضريح فيبلغ 6 أمتار. وتعلو المدخل مئذنتان صغيرتان اسطوانيتا الشكل يبلغ ارتفاع كل منهما عن أرضية سطح المبنى 1,25 متر وقطر كل منهما 50 سم.
  • مرقد إبن الحمزة
    هو محمد علي ابن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن الإمام علي بن أبي طاللب (ع)، كما هو مثبت في اللوحة التذكارية المعلقة على قبره(2).

    (1) السيد حسين بن أحمد البراقي: تاريخ الكوفة، ص: 215، المطبعة الحيدرية، النجف 1356هـ (1937م). محمد حرز الدين: مراقد المعارف، الجزء الثاني/ ص: 350 - 352.
    (2) محمد حرز الدين: مراقد المعارف، الجزء الأول/ ص: 55 - 56.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 202


    وهناك رواية أخرى تقول بأنه الشيخ محمد علي بن حمزة الطوسي، كان عالما فقيها من أعلام القرن الخامس الهجري، وهو من تلامذة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي(1).
    يقع مرقد ابن الحمزة على الطريق المؤدي إلى مدينة الهندية (طويريج)، وقد شيد سنة 1330هـ (1912م).
    وصف مبنى المرقد حاليا: المرقد عبارة عن بناء مستطيل الشكل طوله 7,58 متر وعرضه 6,60 متر تعلوه قبة يبلغ قطرها حوالي مترين وارتفاعها عن سطح البناء متران أيضا، كسيت من الخارج باللون الأخضر. وتتقدم مبنى المرقد طارمة (إيوان صغير) مسقفة مستطيلة الشكل طولها 9,25 متر وعرضها 3,50 متر، وتعلو واجهتها كتابات من الآيات القرآنية الكريمة باللون الأبيض على أرضية زرقاء من البلاط القاشاني.
    ويحيط بالبناء صحن (الفناء المكشوف)، أضلاعه غير منتظمة، وبجانبه دار واسعة تابعة للمرقد. وفي السنوات الاخيرة تم تطوير وتحسين عمارة المرقد.

    (1) سلمان هادي طعمة: كربلاء في الذاكرة، ص:167.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 203


    مرقد الحر الرياحي سنة 1890م
    مرقد الحر الرياحي سنة 1890م

    مرقد الحر الرياحي سنة 1975م
    مرقد الحر الرياحي سنة 1975م


    كربلاء الحضارة والتاريخ 204


    تطوير مرقد الرياحي- تصميم المعماري الدكتور رؤوف محمد علي الانصاري
    تطوير مرقد الرياحي- تصميم المعماري الدكتور رؤوف محمد علي الانصاري

    قبة مرقد عون بن عبدالله في كربلاء
    قبة مرقد عون بن عبدالله في كربلاء


    كربلاء الحضارة والتاريخ 205

    المقامات


    أصل المقام في اللغة: اسم لموضع القيام، وورود في «المنجد» أن المقام (بالفتح) وهو موضع القدمين وجمعها مقامات (1)، والمقام (بالضم): الإقامة وموضعها وزمانها، والمقام (بالفتح) أيضا جمعها مقامات هي المنزلة(2).
    وقد ورد في القرأن الكريم بمعنى موضع القيام في قوله سبحانه وتعالى: « «فيه آيات بينات مقام إبراهيم...» »(3) يريد موضع قدميه في الصخرة التي كان يقوم عليها لبناء البيت الحرام في مكة المكرمة. ويأتي معنى المقام على المكان الذي كان يتعبد فيه الشخص المنسوب إليه المقام(4).
    ومن هنا جاءت التسمية على أماكن تواجد «الأنبياء والأئمة والأولياء والصحابة فيها بالمقام ولو كان فترة بقائهم لأجل أداء ركعتين من الصلاة»، وإن كثيرا من المسلمين يحرصون على أداء صلاتهم داخل «المقام» التماسا للبركة والتيمن بهذا المكان.
    ولقد اصطلح بعض الناس على إطلاق اسم «المقام» على المكان الذي فيه ضريح لأحد الأنبياء أو الأولياء من أهل الصلاح والتقوى، وهو وإن لم يكن خطأ بالمعنى العام فإنه غير متعارف عليه.
    وتنتشر في مدينة كربلاء مقامات عديدة يجدها الزائر في الأزقة والشوارع، ليست بمثابة المقامات المذكورة في الشهرة والإجلال(5).

    (1) المنجد في اللغة والأعلام، ص: 663، الطبعة 34، دار المشرق - بيروت.
    (2) المصدر السابق، ص: 664.
    (3) آل عمران، 97.
    (4) الشيخ طه الولي: المساجد في الإسلام، ص: 108.
    (5) الشيخ فرج العمران القطيفي: الازهار الأرجية في الأثار الفرجية، ج7/ ص: 64، 1383هـ (1964م).
    كربلاء الحضارة والتاريخ 206


    وعمارة المقامات هي عبارة عن مبان بسيطة تختلف في مساحاتها وأحجامها، البعض منها مستقل البناء كمقامي المهدي وتل الزينبية. والبعض الآخر منها يشغل جزء من بناء أو ملتصق به - أي عبارة عن شباك صغير يرمز إلى المقام - كمقامي كف العباس وعلي الأكبر وغيرهما. ومعظم أبنية المقامات شيدت من الطابوق (الآجر) والجص وكسي البعض منها من الخارج بزخارف آجرية وقاشانية جميلة.
    ويبلغ عدد المقامات في مدينة كربلاء 14 مقاما. ونتيجة لفتح شوارع جديدة، وبسبب عدم ترميم بعض هذه المباني وصيانتها، فقد أزيل قسم منها. أما البعض الآخر فمهمل، سوى إعادة بناء مقامي المهدي وتل الزينبية من قبل الأهالي في السنوات الماضية. اما أهم هذه المقامات فهي: مقام الإمام جعفر الصادق (ع)، مقام الإمام علي (ع)، مقام الإمام موسى بن جعفر (ع)، مقام رأس الحسين، مقام أم البنين، مقام علي الأكبر الأول، مقام علي الأكبر الثاني، مقام نخل مريم، مقام الحسين وابن سعد، مقام الكف الأيمن للعباس ومقام الكف الأيسر للعباس. ويعتبر مقاما الإمام المهدي (ع) وتل الزينبية من أبرز المقامات في مدينة كربلاء.
    1- مقام الإمام المهدي (ع)
    يقع هذا المقام على الضفة اليسرى من نهر الحسينية الحالي عند مدخل مدينة كربلاء من طرف بغداد، على الطريق المؤدية إلى مقام الإمام جعفر الصادق (ع)، وهو مزار معروف. وقد سمي هذا المقام تيمنا باسم الإمام المهدي المنتظر (ع) حيث يروى أن الإمام المهدي (ع) قد صلى في هذا المكان وانصرف(1).

    (1) سلمان هادي طعمة: كربلاء في الذاكرة، ص: 160.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 207


    وصف مبنى المقام حاليا: يشغل المبنى أرضا مستطيلة الشكل مساحتها 400 متر مربع، ويتم الدخول إليه بواسطة بوابة تقع في الواجهة الأمامية للبناء. يتألف المبنى من مصلى للرجال يقع على يمين المدخل. وهو على شكل مربع طول ضلعه 7 أمتار وارتفاعه 6,50 متر. عن مستوى أرضية البناء، تعلوه قبة بصلية الشكل قطرها 4 أمتار تقريبا وارتفاعها 17,50 متر عن مستوى أرضية البناء. وعلى يسار المدخل يقع مصلى النساء. وهو على شكل مستطيل طوله 18 مترا وعرضه 7 أمتار وارتفاعه 6,50 متر. وبجانب مصلى النساء توجد غرفة المؤذن والمسؤول عن المقام، وهي على شكل مستطيل طوله خمسة أمتار وعرضه4 أمتار ومرفق بها حمام وسلم (درج).
    وإلى جانب غرفة المؤذن توجد طارمة مسقفة تطل على الصحن (الفناء المكشوف) الذي تفتح عليه بوابة من الخارج. وإلى جانب الصحن يوجد مبنى صغير عبارة عن غرفة طعام كبيرة ملحق بها مطبخ.
    وتتوزع الشبابيك على واجهة جدران المبنى الخارجية التي كسيت بالحجر الحلان الأبيض. ويعلو الجدران شريط من البلاط القاشاني الملون تتخلله كتابات من الآيات القرآنية الكريمة.
    وفي السنوات الاخيرة قام قسم المشاريع الهندسية في العتبة (الروضة) العباسية المقدسة بأعمال الصيانة والترميم لمبنى مقام الامام المهدي (ع)، شملت تحسين القبة واكسائها من الخارج بالبلاط القاشاني الملون الجميل، وكذلك تزيين سقوف مبنى المقام من الداخل بالنقوش والزخارف الاسلامية الرائعة.

    كربلاء الحضارة والتاريخ 208

    2- مقام تل الزينبية
    يقع في الجهة الغربية من الروضة الحسينية، بالقرب من باب الزينبية، على المرتفع المعروف بـ(تل الزينبية). ويقال أن هذا التل كان يشرف على مصارع القتلى في واقعة الطف، حيث كانت السيدة زينب الكبرى (ع) تتفقد حال أخيها الإمام الحسين (ع)، وتيمنا بها سمي الموضع باسمها(1).
    وصف مبنى المقام حاليا: المبنى يرتفع عن الشارع العام بحوالي 1,25 متر ويتم الصعود إليه بواسطة سلالم (درجات).
    مخطط المبنى مستطيل الشكل طوله - وهو الواجهة الأمامية للمبنى - يبلغ 6,50 متر وعرضه 4 أمتار وارتفاعه حوالي 4 أمتار.
    ويتألف مبنى مقام تل الزينبية من قسمين: القسم الأمامي يوجد فيه موقع وقوف السيدة زينب (ع). أما القسم الخلفي فيستعمل كمصلى. وتعلو البناء قبة قطرها 4 أمتار وترتفع عن مستوى سطح البناء حوالي 4 أمتار أيضا، وقد كسيت من الخارج بالبلاط المزجج (القاشاني). غطيت جدران البناء من الداخل إلى ارتفاع 1,50 متر بالمرمر أما القسم العلوي منها فقد كسي بالجبص تتخلله زخارف من قطع المرايا الصغيرة الرائعة.
    أما من الخارج فقد غطيت الجدران، وخاصة الواجهة الأمامية، إلى ارتفاع 1,50 متر عن مستوى الأرضية بالمرمر، والقسم العلوي كسي بالبلاط القاشاني الجميل. ويتم الدخول إلى البناء بواسطة بوابة خشبية عرضها متران وارتفاعها متران أيضا وتقع في مقدمة البناء.

    (1) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة، ص: 162.
    كربلاء الحضارة والتاريخ 209


    مقام تل الزينبية
    مقام تل الزينبية

    قبة مقام الإمام المهدي
    قبة مقام الإمام المهدي


    كربلاء الحضارة والتاريخ 210

    مبنى المخيم


    يعتبر هذا المبنى أحد المعالم العمرانية والتاريخية البارزة في مدينة كربلاء. ويقع في أطراف المدينة القديمة، وإلى الجنوب الغربي من الروضة الحسينية بحوالي 400 متر. ويدل مكان المبنى على الموقع الذي خيم فيه الإمام الحسين (ع) مع أهله عند وصوله كربلاء(1).
    والمخيم يقع في منطقة كانت تعرف باسم محلة آل عيسى. وفي أواخر سنة 1272هـ (1886م) عرفت المحلة باسم المخيم. وتذكر بعض المصادر التاريخية إن موقع المخيم الحالي كان يعرف باسم مقام الإمام زين العابدين حتى سنة 1217هـ (1802م)(2).
    وأشار الرحالة أبو طالب خان عند زيارته لكربلاء سنة 1217هـ (1802م) إلى المخيم قائلا: وعلى بعد ربع ميل خارج المدينة قرية المخيم ومقام الإمام زين العابدين (ع) شيدت عليه زوجة آصف الدولة عمارة لائقة وأقامت\ قربه رباط لم يتم بناؤه بسب وقاة آصف الدولة(3).
    وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن مبنى المخيم الحالي شيده الوالي العثماني في بغداد مدحت باشا عند زيارته إلى مدينة كربلاء سنة 1285هـ (1868م) من أجل ضيافة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري وحاشيته وعساكره(4).

    (1) Iraq and the Persian Gulf. Naval Intelligence Division. Page: 537.
    (2) محمد باقر مدرس: شهر حسين، ص: 333.
    (3) ميرزا أبو طالب خان بن محمد الاصفهاني: مسير طالبي، ص: 283، طبع في الهند، 1227هـ(1812م).
    (4) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 112.

    السابق السابق الفهرس التالي التالي