|
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
161 |
|
 |
الحسيني ويعرف بالإيوان الكبي الذي يتوسطه إيوان (صافي صفا) وعرف فيما
بعد بإيوان (ليلو) ثم إيوان الوزير(1).
وإثر تصدع ظهر في الإيوان الوسطي المعروف اليوم (بالإيوان
الناصري) نسبة الى بانيه ناصر الدين شاه القاجاري الذي لم يوفق لإكمال بنائه،
قام السلطان العثماني عبد الحميد بتجديد بنائه سنة 1309 هـ(1892م) ويعرف
ايضا بالايوان الحميدي(2).
ومنذ سنة 1354هـ(1935م )والى سنة 1367 هـ(1948)قامت
بلدية كربلاء على مراحل- على الرغم من معارضة العلماء واهالي المدينة-
بتهديم الكثير من المباني الدينية التراثية التي كانت ملحقة بصحن الروضة
الحسينية ومنها مئذنة العبد الشهيرة والصحن الصغير الملحق بها، وذلك بحجة
فتح شارع يحيط بالروضة. ويعتبر هذان البناءان من اجمل المعالم الاثرية
الاسلامية في المدينة- بالاضافة الى تهديم معالم اخرى مهمة وهي:
1- المدرسة الزينبية.
2-الجامع الناصري.
3-مدرسة صدر الاعظم النوري.
4-جامع رأس الحسين.
5-مدرسة السردار حسن خان.
6-مقابر السلاطين البويهيين، وغيرها من المعالم الاثرية الاخرى(3).
|
(1) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 55.
(2) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 52.
(3) تاريخ كربلاء وحائر الحسين، مصدر سابق، ص: 246، 269، 270.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
162 |
|
 |
وفي سنة 1356هـ (1937م) مالت احدى المئذنتين الموجودتين في
مقدمة الحرم الحسيني واللتين شيدتا في عهد السلطان أويس الجلائري وهي
المئذنة الغربية فأمر السلطان طاهر سيف الدين الاسماعيلي بهدمها وتشييد
مئذنة اخرى محلها من الطابوق الاجر والجص، اما المئذنة الشرقية فبقيت
على حالها حتى يومنا هذا.
وقام السطان طاهر سيف الدين ايضا في عام 1360هـ(1941م)
بطلاء المئذنتين بقشرة خفيفة من الذهب من مستوى ارضية سطح الحضرة الى
قمتها(1).
وفي سنة 1384 هـ(1964م) تبرع السيد قنبر رحيمي أحد التجار
الايرانيين بتقديم اعمدة رخامية للبهو الامامي للحضرة المعروف (بايوان
الذهب)، وفي سنة 1394هـ(1974م) تم تركيب الاعمدة الرخامية بدلا من
اعمدة الخشب القديمة التي تآكل قسم منها بسبب الرطوبة(2).
ونتيجة لهذا التغيير ،فقد ازيل جزء جميل واصيل من معالم الروضة
الحسينية التي كانت تتميز به. وفي سنة 1980هـ وانتهى العمل من ازالة جميع
الابنية الملاصقة من الخارج لصحن الروضة الحسينية وتشييد سور خارجي
يحيط بالصحن يبلغ ارتفاعه 11,30 متراً، وتتوزع فيه الابواب (المداخل) من
جميع الجهات.
وصف عمارة الروضة الحسينية حالياً
تحتل الروضة الحسينية مركز مدينة كربلاء المقدسة ، وتتصل بمحيطها شوارع
قديمة وحديثة أهمها الساحة الواسعة المكشوفة التي تتصل بالروضة العباسية
|
(1) مدينة الحسين، مصدر سابق، ص: 23، 43، 44. تاريخ كربلاء وحائر الحسين، مصدر سابق، ص: 266 - 267.
(2) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، مصدر سابق، ص: 173.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
163 |
|
 |
وكذلك بشارع باب القبلة او (شارع ابو الفهد) وشارع السدرة وشارع باب
السلطانية.
ان تخطيط وتصميم الروضة الحسينية يعتبر نموذجا عمرانيا للروضات
التي شيدت بعد ذلك. ففي هذه الروضة سمات ومظاهر قلما نجدها مجتمعة
في أبنية الآضرحة والمشاهد السابقة، فهي تعتبر نقلة نوعية في تخطيطها،
حيث جعل الضريح والمسجد وما يحيط بهما من اروقة في كتلة بنائية واحدة
وسط المساحة التي تشغلها أبنية الروضة(1).
واهم مايميز بناء الروضة الحسينية، سعتها وعظمة بنيانها وطرازها
المعماري الاسلامي. وتشغل ارضا مستطيلة الشكل طولها 125 م وعرضها
95م وتتكون من أبنية الحضرة التي يتوسطها الشريح الشريف. ويحيط
بالحضرة صحن واسع تطل عليه من جميع الجهات الاواوين التي تعلوها أقواس
مدببة الشكل، وكذلك المداخل (الابواب)(2).
ان بناء الروضة الحسينية متين ومشيد من الطابوق الاجر والجص
ومكسو بأروع التشكيلات الزخرفية المنفذة بالذهب والفضة والمرايا والقراميد
المزججة (القاشاني).
اما بناية الحضرة فتحتل القسم الوسطي من الروضة . وهي على شكل
مستطيل طوله 55 مترا وعرضه 45 مترا وارتفاع جدرانه الخارجية 12 مترا
يتوسط قبر الامام الحسين (ع) غرفة الضريح التي تعتبر بمثابة قلب الروضة.
ويغطي القبر الشريف صندوق فضي ذو سقف ذهبي طوله 5 امتار وعرضه
4 امتار وارتفاعه 3,5 متر اما غرفة الضريح فيبلغ طولها 14 مترا وعرضها
|
(1) طارق جواد الجنابي: حضارة العهراق، ج10/ ص:320، دار الحرية للطباعة - بغداد 1980م.
(2) د. رؤوف محمد علي الأنصاري: جريدة الحياة، العدد 12416/ ص: 21، لندن 1996/5/28م.
مخطط الروضة الحسينية، عن وزارة التخطيط - دائرة التخطيط والهندسة - قسم تخطيط المدن، لسنة 1977/7/23م.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
164 |
|
 |
9,73 متر. وتقوم فوقها قبة شكلها نصف كروي مدبب الرأس مرتفعة، ترتكز
على أربع دعامات ضخمة ذات مقاطع مستطيلة طول كل منها 3,50 متر
وعرضها 2,50 متر، وترتفع قمة القبة حوالي 29,36 متر عن مستوى ارضية
الحضرة، تجلس على رقبة اسطوانية طويلة ارتفاعها 6 امتار ويبلغ قطرها
11,39 متر، تتخللها نوافذ ذات عقود مدببة عددها 12، عرض كل منها 1,30
متر وبين كل نافذة واخرى مسافة 1,25 متر. اما قطر قاعدة القبة من أوسع
قطر لها فيبلغ 12,22 متر وقد طليت القبة من الخارج بقشرة خفيفة من
الذهبن عدا نطاق من البلاط الكاشاني نقشت عليه الايات القرانية الكريمة يتوج
الرقبة مخطوط بلون ابيض على ارضية زرقاء داكنة. وتكسو القبة من الداخل
تشكيلات زخرفية رائعة مغطاة بالكريستال وقطع من المرايا الصغيرة.
ويحيط بغرفة الضريح أربعة اروقة كبيرة عرض كل منها 5 امتار وطول
ضلعيها الشمالي والجنوبي 40 مترا وطول ضلعيها الشرقي والغربي 45 مترا
تقريبا وارضيتها مبلطة بالرخام الابيض وقد كسيت جدرانها الى ارتفاع مترين
من الرخام نفسه، فيما كسيت بقية الجدران والسقوف بزخارف من الكريستال
وقطع من المرايا الصغيرة البديعة الصنع.
ويبلغ ارتفاع سقف الاروقة 12 مترا ويعرف الرواق الشمالي برواق
الشاه لوجود مقبرة سلاطين الدولة القاجارية في احدى جوانبه. وهذا الرواق على
هيئة مسجد تقام فيه الصلاة. ويعرف الرواق الغربي برواق السيد ابراهيم المجاب
وذلك لوجود قبره في الجهة الشمالية من هذا الرواق. ويعرف الرواق القبلي برواق
حبيب بن مظاهر الاسدي احد شهداء واقعة الطف، وذلك لوجود قبره في الجهة
الغربية من هذا الرواق. ولهذه الاروقة الاربعة ثمانية ابواب تؤدي كلها الى
صحن الروضة واهمها الباب الرئيسي الذي يقع في وسط الرواق القبلي ويعرف
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
165 |
|
 |
بباب الذهب. وتنفتح غرف هذا الرواق من الخارج على بهو واسع يتقدم هذا
القسم من الحضرة ويعرف ب(إيوان الذهب) يبلغ طوله 36 مترا وعرضه 10
أمتار.
ويرتفع سقف هذا الايوان بمستوى اعلى من بقية اجزاء هذا البناء عدا
القبة والمئذنتين ويبلغ ارتفاعه 15 مترا ويستند على اعمدة من الرخام تعلوها
اقواس مدببة. وقد كسيت جدران الايوان الامامية بقشرة خفيفة من الذهب
والفسيفساء والقاشاشاني.
وعلى جانبي إيوان الذهب والى مسافة قليلة من فتحته الخارجية، تقع
مئذنتا الحضرة الجميلتان المطليتان من الخارج بقشرة خفيفة من الذهب وهما
اسطوانيتا الشكل ويبلغ ارتفاع كل منهما عن مستوى ارضية الحضرة 33 مترا،
وعن مستوى سطح بناء الحضرة الى أعلاها 21 مترا وقطرها 4 أمتار عند
القاعدة.
ويخترق جسم كل مئذنة سلم حلزوني يتم الدخول اليه من الطابق
الارضي للحضرة ويؤدي الى شرفة الأذان المسقفة التي تقع في النصف العلوي
من المئذنة. وتستند الشرفة على ثلاثة صفوف من المقرنصات الجميلة
المتراكبة. اما القسم العلوي من المئذنة، والذي يعلو شرفة الاذان فهو اسطواني
الشكل ايضا ويتميز بطوله ومتانته، ولكنه اقل قطرا من جسم المئذنة، حيث
يبلغ قطره 2,15 متر، ومتوج بقبة صغيرة بصلية الشكل ذات حافة، مؤلفة من
الفصوص المقرنصة، وتعلوها سارية معدنية مطلية بالذهب(1).
|
(1) د. رؤوف محمد علي الأنصاري: جريدة الحياة، العدد 12416 / ص: 21، لندن 1996/5/28م.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
166 |
|
 |
وتحتضن الحضرة الحسينية ايضا ضريح الشهداء الذي يقع الى الشرق
من قبر الامام الحسين (ع) وهذا الضريح يضم رفاتهم جميعا، يوجد في واجهته
شباك ففضي مصنوع بدقة متناهية، طوله 2,60 متر وعرضه 1,40 متر.
زينت الجدران الخارجية للروضة الحسينية بتشكيلات زخرفية رائعة من
الطابوق الاجر والقاشاني. ويعلو الجدران شريط من القاشاني الازرق تتخلله
كتابات من الايات القرانية الكريمة باللون الابيض تعكس روعة الفن المعماري
الاسلامي، ويبلغ ارتفاع الجدران 11,30 متر.
وكانت تفتح على الصحن بسلسلة من الغرف عددها 65 غرفة، يتصدر
كل منها إيوان ذو عقد (قوس) مدبب وقد زينت جدران هذه الغرف من الداخل
والخارج بالفسيفساء. ومعظمها استخدم كمقبابر للعلماء والشخصيات الدينية.
وتقوم فوق هذه الغرف في الطابق الأول المخازن وسطح يشرف على
الصحن(1).
وفي سنة 1980م تم الانتهاء من غزالة الكثير من هذه المقابر من قبل
السلطات الحكومية وتحويل الغرف إلى قاعات ومخازن ومرافق(2).
إن صحن الروضة الحسينية ينخفض مستوى أرضيته عن مستوى
أرضية الرصيف الخارجي ب2،30 متر. وهو مفتوح من عشرة أبواب كمداخل
إلى الروضة قسم منها قديم والقسم الآخر استحدث في السنوات الأخيرة،
واجهاتها تعلوها عقود (أقواس) مدببة ومزينة بأروع التشكيلات الزخرفية
القاشانية الجميلة.
وأهم الأبواب القديمة هي:
|
(1) مدينة الحسين، مصدر سابق، ص: 46، 58. كربلاء في الذاكرة، مصدر سابق، ص:14-17.
مخطط الروضة الحسينية، عن وزارة التخطيط- دائرة التخطيط والهندسة- قسم تخطيط المدن، لسنة 1977/7/23م.
(2) مخطط الروضة الحسينية، عن وزارة التخطيط- دائرة التخطيط والهندسة- قسم تخطيط المدن، لسنة 1980م.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
16 |
|
 |
باب القبلة: ويقع في جهة القبلة للروضة في منتصف الضلع الجنوبي.
ويبلغ عمق مدخله 18 مترا وعرضه 5،50 متر، وتتقدمه بوابة ارتفاعها 6
أمتار وعرضها 4 أمتار. وقد رفع هذا الباب في السنوات الأخيرة ونصب
محله باب جديد. ويعتبر هذا الباب أقدم الأبواب الأخرى في الروضة
الحسينية، وتعلوه ساعة كبيرة تجلس على برج ارتفاعه من أعلى الساعة إلى
مستوى أرضية الصحن 25 مترا.
باب الزينبية: ويقع في الجهة الغربية من باب القبلة. وقد سمي بهذا الاسم
لأنه يؤدي بالخارج من الصحن إلى (تل الزينبية) ويبلغ عمق مدخله 10 أمتار
وعرضه يتفاوت بين 2،50 و 3،50 متر، وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 أمتار
وعرضها 3 أمتار.
الباب السلطاني: ويقع في الجهة الغربية من الصحن. وقد سمي بهذا الاسم
نسبة إلى مشيدة أحد سلاطين الدولة العثمانية، ويبلغ عمق مدخله 15 مترا
وعرضه في بدايته 3 أمتار وفي نهايته 6 أمتار، وتتقدمه بوابة يبلغ ارتفاعها
4 أمتار وعرضها 3 أمتار.
باب السدرة: ويقع في زاويةالصحن من الجهة الشمالية الغربية. وقد سمي
بهذا الاسم تيمنا بشجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون على موضع
قبر الحسين، ويبلغ عمق مدخله 13 مترا وعرضه 3 أمتار، وتتقدمه بوابة
يبلغ ارتفاعها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار، وقد نقل إليه باب القبلة القديم
ونصب في مدخله.
باب الصحن الصغير (باب الشهداء): وكان يطلق عليه أيضا باب الصافي.
ويقع في الجهة الشرقية من الصحن المؤدي إلى مرقد العباس وهو من
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
168 |
|
 |
الأبواب القديمة. ويبلغ عمق مدخله 16 مترا وعرضه 6،50 متر، وتتقدمه
بوابة ارتفاعها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار.
باب قاضي الحاجات: ويعرف أيضا بباب المراد. ويقع في الجهة الشرقية
للصحن - مقابل سوق العرب - وهو من الأبواب القديمة أيضا. ويبلغ عمق
مدخله 16 مترا وعرضه 3،50 متر، تتقدمه بوابة ارتفاعها 4 أمتار وعرضها
3 أمتار.
أما الأبواب الحديثة فهي:
باب رأس الحسين: وعرف بهذا الاسم لأنه يقابل موضع رأس الحسين (ع)،
ويقع بين باب الزينبية والباب السلطاني في الجهة الغربية من الصحن. وقد
نفذ هذا الباب من الإيوان الناصري أو الحميدي، ويبلغ ارتفاع مبنى المدخل
حوالي 15 مترا وتعلوه ساعة كبيرة تعتبر تحفة معمارية رائعة. أما عمق
المدخل فيبلغ 10 أمتار وعرضه يتفاوت بين 4،50 متر في بدايته و6
أمتار في نهايته، وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار.
باب الكرامة: ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن مقابل سوق
الحسين الشهير الذي أزيل قسم منه سنة 1980م والقسم الآخر سنة
1991م. والمخل معقود ومزين بالقاشاني الجميل ويبلغ عمقه 12 مترا
وينحرف قليلا في نهايته وعرضه 3،50 متر، وتتقدمه بوابة ارتفاعها 4
أمتار وعرضها 3 أمتار.
باب الرجاء: ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من الصحن، مقابل خان
الباشا القديم الذي شيدت على أنقاضه الحسينية الطهرانية التي سميت بعد
ذلك بالحيدرية والتي أزيلت عمارتها عام 1991م من قبل الحكومة العراقية.
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
169 |
|
 |
ويبلغ عمق مدخله 16 مترا وينحرف قليلا عند نهايته أما عرضه فيبلغ أما عرضه فيبلغ
3,50 متر، تتقدمه بوابة ارتفاعها 5 أمتار وعرضها 3,50 متر(1).
باب الصالحين: يعتبر هذا المدخل من المداخل الجديدة التي فتحت سنة
1960م في الجهة الشمالية من الصحن، ويقع في إيوان الوزير، ويبلغ عمقه
10أمتار وعرضه 7 أمتار، تتقدمه بوابة يبلغ ارتفاعها 4 أمتار وعرضها
3 أمتار(2).
وبعد سقوط النظام البائد في 2003/4/9، والذي كانت إدارة العتبات
المقدسة في كربلاء والمدن الدينية الأخرى في العراق تحت إشرافه، تشكلت لجنة
من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف سميت بـ«اللجنة العليا لإدارة
العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة» وتألفت اللجنة من عضوية كل من السادة:
العلامة السيد محمد الطباطبائي والعلامة السيد أحمد الصافي والعلامة الشيخ
عبد المهدي الكربلائي. وكان الغرض من تشكيل هذه اللجنة هو الإشراف على
إدارة العتبات المقدسة وتقديم أفضل الخدمات لزائري الإمام الحسين وأخيه
العباس(ع).
وقد تم تشكيل لجنة المشاريع والصيانة لعمارة الروضتين الحسينية
والعباسية. ومن الأعمال التي تم إنجازها في الروضة الحسينية - والقسم الآخر
منها ينجز حاليا وتحت إشراف هذه اللجنة هي-:
مدرسة الإمام الحسين (ع) للعلوم الدينية.
مكتبة الروضة الحسينية.
قاعة للمؤتمرات.
|
(1) السيد هادي الصدر: مجلة رسالة الشرق، ص: 41 - 42، العدد2، مطبعة النجاح - بغداد، 1373هـ(1954م).
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، مصدر سابق، ص: 169. مخطط الروضة الحسينية لسنة 1980م، مصدر سابق.
(2) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، مصدر سابق، ص: 171. مخطط الروضة الحسينية لسنة 1980م، مصدر سابق.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
170 |
|
 |
قاعة الانترنيت والإعلام.
قاعة متحف الإمام الحسين(ع).
مضيف الإمام الحسين (ع).
مكاتب إدارية.
صحن مقام السيدة زينب الكبرى في تل الزينبية.
إضافة طابق ثان فوق الأواوين المطلة على الصحن خصوصا في الضلعين
الشرقي والشمالي، وقد روعي في التصميم والبناء أن تكون الأقواس والاكساء
بالبلاط القاشاني على غزار ماهو موجود في أواوينالطابق الأرضي.
صيانة وتركيب قطع المرايا الصغيرة والمرمر داخل الحضرة الشريفة.
إدارة وصيانة منظومة التبريد والتكييف المركزي الجديدة.
الإشراف على تركيب شباك موضع الاستشهاد المقدس.
الإشراف على المسقفات الحديثة التي تقع على جانبي الساحة الواسعة بين
الروضتين لغرض تهيئة أماكن مظللة لجلوس الزائرين.
الإشراف على مجاميع المرافق الصحية واستراحة الزائرين عند باب القبلة
لصحن الروضة الحسينية.
هذا بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى المتوسطة والصغيرة
كإنشاء الغرف والقاعات الجديدة والنافورات والأسبة (سقايات الماء) وورش
التصليح وغيرها.
وفي عام 2005 بدأت عملية تنفيذ مشروع تسقيف صحن جامع ومرقد
الامام الحسين (ع) (الروضة الحسينية) وتحويله إلى قاعات وسفقة كبيرة ملحقة
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
171 |
|
 |
بالحضرة وتكون جزء منها، وذلك بعد تنفيذ الطابق الثاني فوق الغرف والأواوين
المطلة على الصحن.
وقد أصارت عملية تنفيذ مشروع التسقيف ردود أفعال واسعة من قبل
الخبراء والمختصين في العمارة الاسلامية، منهم/ مؤلف الكتاب المعماري
الدكتوررؤوف محمد علي الانصاري - خبير في العمارية الاسلامية -
والمعماري العراقي الكبير والقدير الدكتور محمد مكية ... والاكاديمي والمعماري
الدكتور خالد السلطاني - أستاذ العمارية في جامعة بغداد سابقاً.
وقد وصف مؤلف الكتاب المعماري الدكتور رؤوف الانصاري عملية
تنفيذ مشروع تسقيف الصحن الحسيني الشريف، في هذه الرؤية المعمارية: "ان
الهيئة التكوينية لعمارة المسجد التي وضعها الرسول الكريم محمد (ص) عند
تشييده أول مسجدٍ في تاريخ الاسلام (مسجد قباء) بعد وصوله مهاجراً من مكة
المكرمة إلى المدينة المنورة سنة 622م، كانت تتضمن العناصر المعمارية الاساسية التالية:
الصحن (الفناء المكشوف) .. المصلى (الحرم) .. القبلة (المحراب) ..
والمنبر ..، وهذه العناصر المعمارية الاساسية لا يخلو منها أي مسجدٍ في
السالام سوى بعض المساجد الصغيرة. ولايمكن الاستغناء عن أي عنصر من
هذه العناصر أو تغيير وظيفته .
وإن ما حصل في تنفيذ مشروع تسقيف صحن جامع ومرقد الامام
الحسين (الروضة الحسينية) في كربلاء يُعد حالة استثنائية لم تحصل مع أي
مسجد في تاريخ الاسلام، ومن دون مراعاةلوظيفته الرئيسة كمصدر للاضاءة
واتهوية الطبيعتين، لاسيما التغيير الذي حصل في البيئة العمرانية لعمارة
الروضة وبالخصوص الجوانب الفنية والجمالية التي تميزت بها لقرونٍ عدة...
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
172 |
|
 |
بالاضافة إلى ما يضفي صحن الروضة المكشوف للمقام المقدس من بعد روحي
وهيبة ووقاراً.
ان الغرق من تسقيف صحن الروضة الحسينية، حسب ما صرح به
السادة القائمون على هذا المشروع، هو إيجاد مساحات مسقفة توفر مظلَة
للزائرين تقيهم من شدة حرارة شمس الصيف وأمطار وبرودة الشتاء بالاضافة
إلى إقامة الصولات اليومية جماعة وصلوات الجمعة فيه ... دون التفكير
بتوفير الإضاءة والتهوية الطبيعيتين للحضرة الشريفة ... وكان بالامكان توفير
كل ذلك من خلال بناء مصلى كبير يتسع لآلاف المصلين مع المرافق الملحقة
به يقع في المنطقة الواسعة المحصورة بين الروضتين الحسينية والعباسية التي
يبلغ طولها 350 متراً يتقدمه صحن واسع يربط الروضتين وتحيط به من الداخل
أروقة مسقفة من طابقين تشبه عي عمارتها الأواوين المحيطة بصحني الروضتين
المقدستين.
أما صحنا الروضتين فيمكن تسقيفهما بطرق عة دون أن تتأثر المعالم
البارزة للروضتين المقدستين، منها تسقيفهما بمظلات تُفتح وتغلق حسب
الظروف الجوية شبيهة بالمظلات الموجودة في صحن المسجد النبوي الشريف
في المدينة المنورة".
أما المعماري الكبير الدكتور محمد مكية فقد وصف عملية تنفيذ مشروع
تسقيف الصحن الحسيني الشريف في هذه الرؤية المعمارية: "هل رأيتم صحن
مسجد أو ضريح أو دير يُحجب عن السماء ... وما مصير القبة ومنارتيهما،
وهي تبدو بعد التسقيف جسماً مكوراً ملقى على السطح. كان يدلف الزائر من
فضاء الصحن المفتوح إلى السماء مملوءاً بالطمأنينة التي يبعثنا المكان، بينما
أخذ يدلف إلى مبنى مغلق، لا إلى روضة ضوؤها الشمس وهواؤها الفضاء.
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
173 |
|
 |
تأتيها الطيور المحرمة على الصياد من ألف عام ويزيد. أما فكًرَ المُسقف بإلفتها
للمكان، وهي الحمائم التي جعلها المخيال الشعبي تطوف حول مذبح الامام
الحسين (ع)".
أما المعماري الدكتور خالد السلطاني فقد وصف عملية تنفيذ مشروع
تسقيف الصحن الحسيني الشريف في رؤيته المعمارية التالية: "تمتاز عمارة
الروضة الحسينية بسمات تصميمية خاصة، وجدت انعكاساً لها في عمائر
مشاهد عديدة شيدت في مدن العراق وفي غيره من البلدان الاسلامية. وهذه
السمات نشأت وتبلورت باضافات مهنية مختلفة، اكتسبت في النتيجة هيئتها
التكوينية المحددة، وهي تتضمن ثلاثة عناصر معمارية اساسية مع ملحقاتها:
"الجدار الخارجي" - الذي يعزل مكونات الروضة عن النسيج البنائي المديني،
ويحدد في نفس الوقت ابعادها وشكلها الخارجي. وعادةً ما يكون هذا الجدار
متضمنا سلسلة من ايوانات تظل على الصحن - الذي يعتبر العنصر الثاني،
هو الذي يفصل الجدار ومكوناته عن مركز التكوين، وعنصره الثالث، المتملثل
بفضاء مركزي مسقف يحوي الضريح مع ملحقاته من فضاءات صلاة واستراحة
وما شابه. ويعلو وسط هذه الفضاء قبة مركزية، تحف بها عادة مآذن عديدة،
وهي هنا في الروضة الحسينية اثنتان، والصحن هو العنصر التكويني الفضائي
الوحيد المفتوح، ويتعبر وجوده في هذه الصيغة كعنصر متمم ومكافئ تكوينيا،
إلى الكتل الفضائية الاخرى المسقفة .
كما انه بصيغته تلك يعزز بصريا من حضور المفردات التزينية
المتواجدة في اجزاء من واجهات المبنى ويجعل منها عناصر مرئية بوضوح من
جميع الجهات، فضلاً على اعتباره كمصدر رئيسي للاضاءة والتهوية
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
174 |
|
 |
الطبيعتين، هذا عدا ان صيغته المكشوفة تحمل دلالات رومزية تتيح لزواره
امكانية التطلع نحو الاعلى باتجاه السماء وهم في حضرة المكان.
ان فعل تسقيف صحن الروضة الحسينية غير جذريا ويدل من تراتبية
وسياقية عناصر المنظومة التكوينية التي اعتمد عليها تصميم الروضة. فالقبة
الشامخة، وهي مركز التكوين، لا ترى الآن رغم ارتفاعها العالي، فهي محجوبة
بصريا عن بقية مفردات التصميم، كما ان قيمتها التصميمية قد فقدت كثيرا من
أهميتها بجوار سطوح التسقيف الهائلة التي ظهرت فجأة بجوارها، والتي أساءت
ايضا إلى تراتبية واتساق الكتل الاخرى المجاورة لها، وحال المأذنتين لا يختلف
ايضا عن مصير القبة ومجاوراتها، فهما ايضا لا تشاهدا من قبل زوار المكان.
لكن الاسوء في الامر هو فقدان التكوين لأهم سمة خاصة به، وهي
«الظل والضوء» التي اشتغل عليها مصممو عمارة الروضة سنين عديدة لتصل
إلى حلها الامثل في توزيع اشكال الايوانات والمداخل وبقية التفاصيل الاخرى
المثرية للحل التصميمي، والتي يتعين ان ترى بوجود عنصر الظل والضوء.
كما ان التفريط بتأثير عمل هذا العنصر على السطوح الملونة (القاشانية) ذي
البريق المعدني، ما سلبها قيمتها الجماليةالتي امتازت بها سطوح وواجهات
الروضة. ويتساءل المرء بحسرة الآن: ماذا بقي من عمارة الروضة الحسينية؟
_ لا شيء. نقولها بأسف وألم عميقين.
لقد عملت اجراءات التسقيف غير المبررة، على طمس كل ما هو جميل
ومتقن وكل ما ميز هذه العمارة وجعل منها صرحا تصميميا، واضاع كثيرا من
قيمتها الرمزية والروحية وتعامل بفظاظة مع تاريخ المبنى وهيئته المحفوظة،
مقدما لنا حلا هندسيا مشوبا بالعيوب والاخطاء التصميمية، معتمدا على طرق
وأساليب مفرطة في ماضويتها وسذاجتها الهندسية، وبعيدة جدا عن المستوى
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
175 |
|
 |
المرموق الذي احرزه العلم الانشائي المعاصر، فضلاً عمَا اكتنف التصميم
المنفذ من فقدان الاشتراطات البيئية الواجب توفرها في مثل هذه الامكنة.
يحيلنا التساؤل الآخر عن أهلية المكتب الاستشاري الذي تجرأ وقدم
مثل هذا التصميم إلى التذكير أيضا بأن الروضة الحسينية تستحق ان يُولى بها
اهتمام وعناية خيرة العقول المعمارية والهندسية، وان يكون العمل التصميمي
الخاص بها مشغولا من قبل اختصاصيين مشهود لهم بالخبرة المهنية الواسعة
والسمعة الدولية الرصينة في مجال اختصاصهم، كما يمتلكون التجرية التنفيذية
المميزة.
من المشاريع التي انجزت مؤخرا في العتبة الحسينية المقدسة، مشروع
بناء الرواص المحيط بالعتبة من الخارج ويتألف من طابيعن بعرض 12 مترا،
والذي وضع مخططاته المعمارية المؤلف المعماري الدكتور رؤوفمحمد علي
الانصاري سنة 2008 م ضمن اعداد تصميم المشروع المقترح لتوسعة العتبتين
المقدستين وتطوير مركز مدينة كربلاء.
وفي شهر أيلول (سبتمبر) عام 2015 م باشرت الملاكات الهندسية
والفنية في العتبة الحسينية المقدسة تنفيذ بناء قبة خارجية تغطي القبة الاصلية
القديمة لمرقد الامام الحسين (ع) يكون هيكلها من الحديد لتحقيق زيادة في
ارتفاع القبة الاصلية القديمة نتيجة اختفاء جزء منها بسبب تسقيف صحن
الروضة الحسينية الشريفة.
وسبق ان حذر (المؤلف) المعماري الدكتور رؤوف محمد علي
الانصاري الجهات المعنية من خطورة المساس بالمعالم الرئيسة لعمارتي العتبتين
(الروضتين) الحسينية والعباسية المقدستين في مدينة كربلاء والمناطق التاريخية
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
176 |
|
 |
المحيطة بهما، دون استشارة الخبراء والمختصين في العمارة الاسلامية ولكن
من المؤسف ان تحذيراته لم تجد لها آذانا صاغية من حينه.
يحدث ذلك في غياب تالم من قبل الجهات المعنية في الحكومات العراقية
التي تلت سقوط النظام عام 2003 م ، بسبب عجزها عن متابعة ما يحصل
كونها بعيدة عن مستويات ادراك واستيعاب وفهم حركة التطور الحاصلة في
بلدان العالم ، وتفتقر الى عقلية قديرة وارادة حقيقية تنسجم مع الحاجة الملحة
للبلاد والى حركة العمرات والتطوير، الى جانب الاهتمام والحفاظ على الموروث
العمراني وحمايته لاسيما في المدن الدينية المقدسة.
ان الشروع بوضع المخطط النهائي والبدء بتنفيذمشروع رفع قبة مرقد
الامام الحسين (ع) لاكثر من سيعة امتار جاء نتيجة تسقيف الصحن الحسيني
وصعود بعض القبب الصغيرة الموجودة فيه والتي جعلت شكل العتبة المطهرة
يتغير عن شكلها الاصلي القديم واختفاء جزء من جسم القبة الاصلية ... مما
استعدى الحاجة الى تخطيط جديد للقبة من اجل زيادة في ارتفاعها، لما لهما من
تأثيرات بصرية وروحانية مهمة لزائري الامام الحسين (ع).
ومن خلال دراسة ابرز معالم الموروث العمراني لعمارة العتبة الحسينية
المقدسة المتمثلة بالقبة والمئذنتين وبقية العناصر والمفردات المعمارية المتميزة
فيها ... نورد بعض الملاحظات المهمة التي تبين التأثيرات السلبية في حالة
تنفيذ مشروع زيادة ارتفاع قبة مرقد الامام الحسين (ع) بالشكل الذي تم عرضه.
اولا: قبل الشروع بتنفيذ مشروع تسقيف الصحن الحسيني الشريف ابدى
العديد من الخبراء والمختصين في العمارة الاسلامية آرائهم حول تداعيات هذا
المشروع وتأثيره على تغيير الطابع المعماري الفريد الذي تميزت به عمارة العتبة
الحسينية المقدسة لقرون عدة.
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
177 |
|
 |
ثانيا: ان زيادة ارتفاع قبة مرقد الامام الحسين (ع) من خلال بناء قبة
خارجية تغطي القبة الاصلية سيؤدي حتما الى عدم تناسق ارتفاع القبة الجديدة
مع ارتفاع المئذنتين اللتين تقعان على جانبيها ، مما يستدعي ايضا الحاجة الى
زيادة في ارتفاع المئذنتين.
ثالثا: ان زيادة ارتفاع قبة ومئذنتي مرقد الامام الحسين (ع) ، يستدعي
زيارة في ارتفاع قبة ومئذنتي مرقد العباس (ع) ايضا، لان المشكلة نفسها في
رأس القائمين على هذه المشاريع (غير المدروسة) ، موجودة ايضا في عمارة
العتبة (الروضة) العباسية المقدسة نتيجة تسقيف صحنها المطهر.
رابعا: ان الزيادات المرتقبة في ارتقاع قبتي ومآذن مرقدي الامام الحسين
واخيه العباس (ع) والتغيير الذي حصل لعناصر المنظومة التكوينية لعمارتي
العتبتين (الروضتين) المقدستين نتيجة تسقيف صحنيهما ... سينجم عنه تغيير
في معالم الصروح الدينية الخالدة في تاريخ الحضارة الاسلامية وتحويلها الى
اشكال عمراني لا تمت بصلة الى شكلها الاصلي القديم ... لا تنتمي للمكان ،
ولا تنسجم مع الموروث العمراني الذي تميزت به مدينة كربلاء المقدسة لقرون
عدة.
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
178 |
|
 |
الروضة الحسينية سنة 2004م
الروضتان الحسينية والعباسية سنة 2012م
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
179 |
|
 |
المشروع المقترح لرفع قبة الروضة الحسينية المقدسة
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
180 |
|
 |
الروضة العباسية
يعد جامع ومرقد العباس (الروضة) العباسية المقدسة ثاني اهم
المعالم المعمارية الاسلامية في مدينة كربلاء المقدسة. وبضم رفات سيدنا
العابس (ع) الذي استشهد مع اخيه الامام الحسين (ع) في واقعة الطف عام
61 هـ (680) م(1).
وكان بناء مرقد العباس منذ تشييده ، يولى من الاهتمام والعناية ما كان
يولى مرقد اخيه الامام الحسين (ع) خلال المراحل التاريخية التي مرت بها
مدينةكربلاء(2) . واول بناء اقيم على قبر العباس كان سنة 372 هـ (983) م في
عهد عضد الدولة البويهي الذي شيد في هذه الفترة بناء فوق القبر تعلوه قبة
عالية من الطابوق (الآجر) والجص (3).
وفي سنة 1032 هـ. (1623 م) خلال عهد الشاه الصفوي عباس الاول
حفيد الشاه طهماسب تم تزيين قبة مرقد العباس بالبلاط القاشاني الملون ووضع
صندوق مشبك على القبر ونظم الرواق وكذلك الصحن المحيط بالحضرة كما
شيد البهو الامامي للحضرة ايضا (4).
وفي سنة 1153 هـ (1740) م اهدى نادر شاه الافشاري الى مرقد
العباس تحفا كثيرة وزين بعض مباني المرقد (5).
|
(1) د. رؤوف محمد علي الانصاري: جريدة الحياة، ص: 28021/ 28/5/1996 م، العدد 12146 - لندن.
(2) د. عبد الجواد الكليندار: تاريخ كربلاء وحائر الحسين، ص
(3) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 62، عن تاريخ وجغرافياتي كربلاء معلى، عماد الدين الاصفهاني، ص: 182.
(4) عبد الرزاق المقرم: العباس، ص: 387، دار الفردوس، بيروت - لبنان، 1408هـ (1988م).
(5) عبد الرزاق المقرم: قمر بني هاشم، ص: 126 - 127، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، 1369 هـ (1949م).
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
181 |
|
 |
وفي سنة 182 هـ(1768م) تبرع النواب (بهراء) بتجديد سقف ضريح
العباس بالخشب الصاج والزان، وكان المشرف على تجديده الميرزا محمد باقر
الراجه الحائري، وقام بزخرفته النجار باشي اسطه اسماعيل (1),
وفي سنة 1183 هـ (1769م) امر وزير نادر شاه الافشاري ميرزا
حسين شاه زادة باعادة بناء الرواق الامامي للحضرة وصنع صندوق مشبك جديد
للضريح (2).
وبعد حادثة الوهابيين سنة 1216هـ (1801م) امر فتح علي شاه
القاجاري بتجديد قبة مرقد العباس وتعميرها واكسائها من الخارج بالبلاط المزجج
(القاشاني) الملون (3).
وفي سنة 1221 هـ (1806)م تم اكساء مئذنتي الروضة العباسية من
الخارج بالبلاط القاشاني من قبل محمدحسين صدر الاعظم الاصفهاني (4).
وفي سنة 1236 هـ. (1821م) امر محمد شاه بن عباس ميرزا بن فتح
علي شاه القاجاري بصنع صندوق جديد مشبك فضي لضريح العباس (ع)،
وفي سنة 1246 هـ (1831) م تم الانتهاء من صنع الصندوق وتركيبه فوق
القبر (5).
وفي سنة 1259 هـ (1843م) قام سلطان مملكة اودة في الهند محمد
علي شاه بن السلطان ماجد علي شاه، باكساء قبة العباس والبهو الامامي
|
(1) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص:56.
(2) محمد باقر مدرس: شهر حسين، ص: 342.
(3) عبد الرزاق المقرم: العباس، ص: 388، دار الفردوس- بيروت / لبنان 1408هـ (1988)م.
(4) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 64.
(5) المصدر السابق، ص: 65.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
182 |
|
 |
للحضرة بالقاشاني وكذلك تجديد عمارة مبنى الرواق والصندوق المشبك فوق
الضريح(1).
وفي سنة 1266 هـ(1850م) تم إعادة بناء وتعمير مرقد العباس من
جديد من قبل السلطان العثماني عبد المجيد الاول بن السلطان محمود الثاني
الذي تولى الخلافة سنة 1256 هـ(1840م) وتوفي سنة 1277 هـ(1861م)(2).
وفي سنة 1283 هـ(1866م) تولى الشيخ عبد الحسين الطهراني
الملقب ب(شيخ العراقيين) بأمر من ناصر الدين شاه القاجاري تشييد الجهة
الغربية وقسم من الجهة الشمالية للصحن. أما الجهة الشرقية والقسم الباقي من
الجهة الشمالية للصحن فتولى تشييدها محمد صادق الشوشتري الشهير
بالأصفهاني سنة 1304 هـ(1887م) وقام ايضا بإعادة إكساء قبة المرقد من
الخارج بالبلاط القاشاني(3).
وفي سنة 1306هـ(1889م) أمر السلطان العثماني عبد الحميد بإعادة
تسقيف البهو الأمامي للحضرة بالخشب الصاج والزان(4).
وفي سنة 1309هـ(1892م) قامت السيدة احترام الدولة زوجة ناصر
الدين شاه القاجاري بإكساء البهو الأمامي لحضرة العباس بالذهب. وقد أكمل
آصف محمد علي شاه (اللكناهوري) بإكساء البقية الباقية من الجدار الامامي
لهذا البهو بالذهب ايضا(5).
|
(1) عبد الواحد المظفر: بطل العلقمي ، ص318 / الجزء الثالث: قم -ايران.
(2) الحاج محمد علي آل كمونة: ديوان ابن كمونة، ص:103، مطبعة دار النشر والتاليف، النجف 1367 هـ(1948م).
(3) محمد حسن مصطفى آل كليدار: مدينة الحسين ص: 62.
(4) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 64 .
(5) محمد حسن مصطفى آل كليدار، مدينة الحسين ، ص: 64 .
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
183 |
|
 |
وفي سنة 1311 هـ(1894م) نصبت ساعة كبيرة فوق باب القبلة
لصحن مرقد سيدنا العباس(ع) من قبل الحاج امين السلطان وما تزال قائمة
حاليا، واشرف على نصبها السيد علي قطب(1).
وفي سنة 1367 هـ(1948م) تبرع احد التجار الايرانيين الحاج حسين
حجار باشي بتبليط ارضية الروضة العباسية بالرخام الذي جلب من ايران(2).
وفي سنة 1371 هـ(1951م) تم اكساء الواجهات الامامية للصحن
بالقاشاني المعرق الذي جلب من ايران، كما تم تزيين جدران وسقف الحضرة
من الداخل بالكريستال وقطع من المرايا الصغيرة وبزخارف فنية رائعة(3).
وفي سنة 1375 هـ(1955م) تم طلاء قبة مرقد العباس بقشرة خفيفة
من الذهب لاول مرة(4).
وفي سنة 1385هـ (1965م) وضع صندوق جديد مشبك مصنوع من
الفضة والذهب ومطعم بالميناء والأحجار الكريمة على قبر العباس بأمر من
المرجع الكبير السيد محسن الحكيم (5).
وفي نفس السنة تم استملاك قطعة ارض مجاورة لصحن مرقد العباس،
وشيد عليها مبنى خصص ليكون مضيفا لسيدنا العباس (ع) (6).
وفي سنة 1400هـ(1980م) انتهى العمل من إزالة جميع الابنية
الملاصقة من الخارج لصحن مرقد العباس وتشييد سور خارجي يحيط بالصحن
يبلغ ارتفاعه 9,93 متر وتتوزع فيه الابواب(المداخل) من جميع الجهات (7).
|
(1) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء: 64.
(2) المصدر السابق، ص:65.
(3) المصدر السابق، ص:70.
(4) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء،ص: 68.
(5) حسن الامين: دائرة المعارف الشيعية، ج11 /ص:356.
(6) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء،ص: 71 .
(7) د. رؤوف محمد علي الانصاري: مجلة النور، العدد 61/ ص:6، لندن 1417هـ(1996م).
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
184 |
|
 |
وصف عمارة الروضة العباسية حاليا
تبعد الروضة العباسية حوالي 300 مترا الى الجهة الشمالية الشرقية من
الروضة الحسينية. وتتصل بمحيطها شوارع قديمة وحديثة واهمها الساحة الواقعة
المكشوفة التي تتصل بالروضة الحسينية وكذلك بشارع العباس وشارع العلقمي
وشارع صاحب الزمان وشارع بغداد.
تشغل أبنية الروضة العباسية أرضا مستطيلة الشكل طولها 118,50
متر وعرضها 93,60 متر. وتتألف من بناية الحضرة، التي تحتل القسم
الوسطي من الروضة، ويبلغ طولها 48 متراً وعرضها 39 مترا، تتوسطها غرفة
الضريح الواسعة نسبيا، وصحن واسع يحيط بالحضرة من جميع الجهاتن وسور
يفصل الحضرة وصحنها عن الشارع المحيط بها (1).
إن تخطيط الروضة العباسية، لا يختلف عن تخطيط الروضة الحسينية
من حيث السعة والضخامة وعظمة البنيان وطرازها المعماري الاسلامي (2) الا
في حجم الاروقة التي تحيط بغرفة الضريح التي تعتبر بمثابة قلب الروضة.
وهي على شكل مربع تقريبا، واسعة نسبيا يبلغ طول ضلعها 19 مترا من الخارج.
وتتسم بضخامة جدرانها وارتفاعها. ويتوسط ضريح العباس (ع) فناء هذه الغرفة،
وهو مغطى بصندوق فضي مشبك غاية في الدقة والجمال. وتعلو غرفة الضريح
قبة مرتفعة، يبلغ قطرها 16 مترا من اوسع قطر لها، وارتفاعها عن سطح
ارضية الحضرة الى اعلى السارية المعدنية التي تعلوها 32,7 متر، وشكلها
نصف كروي مدبب الراس وذات رقبة اسطوانية طويلة قطرها 15,3 متر،
تتخللها نوافذ ذات عقود (اقواس) مدببة من جميع الجهات، وقد كسيت من
|
(1) د.رؤوف محمد علي الانصاري: جريدة الحياة، العدد 12146 /ص: 21، لندن -1996/5/28
(2) حسين علي محفوظ: موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي، ص:158.
طابربق جواد الجنابي : حضارة العراق، ج10/ ص: 321.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
185 |
|
 |
الداخل بتشكيلات زخرفية رائعة على شكل مقرنصات مغطاة بالكريستال وقطع
من المرايا الصغيرة.
اما من الخارج فقد طليت بقشرة خفيفة من الذهب. تتوسط جدران غرفة
الضريح اربعة مداخل تؤدي بدورها الى اربعة اروقة مفتوحة بعضها على بعض،
عرض كل منها خمسة امتار تحيط بها غرف وتفتح هذه الاروقة على صحن
الروضة بواسطة ستة ابواب اهمها الباب القبلي للحضرة الذي يفتح على بهو
مستطيل واسع، طوله 30,90 متر وعرضه 6,90 متر يعرف ب(إيوان الذهب
كسي جداره الامامي من السقف حتى ارتفاع مترين من مستوى ارضية الايوان
ببلاطات نحاسية مطلية بقشرة خفيفة من الذهب.
وترتفع عند جانبي ايوان الذهب مئذنتان اسطوانيتا الشكل، ملاصقتان
لجدار الحضرة ارتفاع كل منهما 39 مترا عن مستوى ارضية الحضرة، وقطرها
3,65 متر عند القاعدة، غطي قسمهما العلوي والشرفة بقشرة خفيفة من الذهب.
اما قسمهما السفلي فقد كسي بتشكيلات زخرفية رائعة من البلاط المزجج
(القاشاني) وكتبت في وسطهما آيات قرآنية كريمة بالخط الكوفي الجميل.
ويخترق جسم كل مئذنة سلم حلزوني، يتم الدخول اليه من الطابق الارضي
للحضرة ويؤدي الى شرفة الاذان المسقفة التي تقع في النصف العلوي من
المئذنة وتستند الشرفة على صفين من المقرنصات الجميلة المتراكبة.
اما القسم العلوي الذي يعلو شرفة الاذان، فهو اسطواني الشكل ايضا
ويتميز بطوله ومتانته ولكنه اقل قطرا من جسم المئذنة حيث يبلغ قطره 2,7
متر، ومتوج بقبة صغيرة بصلية الشكل ذات حافة ومؤلفة من الفصوص تعلوها
سارية مكونة من كرات نحاسية متفاوتة الاحجام (1).
|
(1) د.رؤوف محمد علي الانصاري: جريدة الحياة، العدد 12146/ص: 21 ، لندن-1996/5/28م.
|
|
|