الحسين في طريقه الى الشهادة 190

فما بالنا أمس أسد العرين وما بالنا اليـوم شـاء النجف(10)
فما للعـراق وما للحجاز سوى اليوم يوم فصكوا الهدف(11)
فدبوا اليهم كبزل الجمال دوين الذميل وفـوق القطـف(12)
فاما تحلوا بشط الفرات ومنا ومنهـم عليـه الجيـف
واما تموتوا على طاعة تحلوا الجنان وتحبـوا الشرف
والا فانتـم عبيد العصا وعبد العصـا مستـذل نطف(13)

وأتى الاشعث عليا من ليلته . فقال : يا أمير المؤمنين . أيمنعنا القوم ماء الفرات وانت فينا ومعنا السيوف خل عنا وعن القوم . فوالله لا نرجع حتى نرده أو نموت . ومر الاشتر فليعل بخيله فيقف حيث تأمره . فقال (ع) ذاك اليكم . فرجع الاشعث فنادى بالناس . من كان يريد الماء أو الموت فميعاده الصبح فاني ناهض الى الماء . فاتاه من ليلته اثنا عشر الف رجل فقال شاعر أهل العراق :
الا يتقـون الله أن يمنعـوننا ا لفرات وقد يروى الفـرات الثعالب
وقد وعـدونا الاحمرين فلم نجد لهم أحـمـرا الاقـراع الكتـائـب
اذا خفقـت رايـاتنا طحنت لها رحى تطحن الارحاء والموت طالب
فنعطي اله الناس عهـدا نفي به لصهر رسول الله حتـى نضـارب

وكان الاشتر قد تعالى بخيله حيث أمره علي (ع) ونادى الاشعث . ويحك يابن العاص خل بيننا وبين الماء فوالله لئن لم تفعل لتأخذنا واياكم السيوف . فقال عمرو : والله لا نخلي عنه حتى تأخذنا السيوف واياكم فيعلم ربنا أينا اليوم اصبر . فترجل الاشعث والاشتر وذوو البصائر من اصحاب علي (ع) وترجل معهما اثنا عشر الفا فحملوا على عمرو ومن معه من أهل الشام فازالوهم عن الماء حتى

(10) النجف . يفتح النون والجيم . قال ابن الاعرابي . هو الحلب الجيد حتى ينفض الضرع ، أو أراد النجف الذي بظهر الكوفة .
(11) الصك الضرب .
(12) الذميل والقطف ضربان من السير .
(13) عبيد العصا يقال للقوم اذا استذلوا . قال امرؤ القيس .
قولا لدودان عبيد العصا ما غركم بالاسد الباسل
والنطف . المريب المعيب .
الحسين في طريقه الى الشهادة 191

غست خيل على سابكها في الماء . قال : فلما غلب علي على الماء فطرد عنه أهل الشام . فبعث الى معاوية انا لا نكافيك بصنعك هلم الى الماء فنحن وأنتم فيه سواء . فأخذ كل واحد منهما بالشريعة مما يليه . فهذا ما كان من معاوية حين سبق الى الفرات اذ منع عليا واصحابه منه وانظر الى فعل امير المؤمنين مع أهل الشام حين كشفهم عن المشرعة بأبطاله وذي النجده ثم بعث اليهم دونكم الماء فاشربوا منه . واقتدى به شبله الحسين (ع) حين سقى أعداءه الماء في تلك الصحراء وهم زهاء ألف فارس غير أنهم أبوا الا أن يفعلوا فعل الاراذل . اذ منعوه الماء واطفاله ، وكان هذا جزاء المصطفى جده أن يجفون عترته . عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله (ص) حين قدم المدينة واستحكم ا لاسلام . قالت الانصار . فيما بينها . نأتي رسول الله (ص) فنقول له . ان تعروك أمور فهذه اموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك . فأتوه في ذلك . فنزلت هذه الاية «قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى»(14) فقرأها عليهم وقال (ص) . تودون قرابتي من بعدي فخرجوا عنده مسلمين لقوله . فقال المنافقون : ان هذا لشيء افتراه في مجلسه . أراد بذلك أن يدللنا لقرابته من بعده فنزلت قوله تعالى «أم تقولون افترى على الله كذبا» فارسل اليهم . فتلاها عليهم . فبكوا واشتد عليهم . فانزل الله تعالى «وهو الذي يقبل التوبة عن عباده» الاية . فأرسل (ص) في أثرهم فبشرهم . وقال : «ويستجيب الذين آمنوا» وهم الذين سلموا لقوله (ص) ثم قال سبحانه «ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا» أي من فعل طاعة . نزد له في تلك الطاعة حسنا . بأن يوجب له الثواب . وذكر ابو حمزة عن السدي . قال : ان اقتراف الحسنة . المودة لآل محمد (ص) وصحخ عن الحسن بن علي (ع) أنه خطب الناس . وقال : في خطبته ـ أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال سبحانه «قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا» فاقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت وبحذف السند عن ابن عباس . قال : لما نزلت

(14) سورة الشورى .
الحسين في طريقه الى الشهادة 192

«قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى» الاية قالوا : يا رسول الله (ص) من هؤلاء الذين أمرنا بمودتهم ؟ قال (ص) : علي وفاطمة وولدهما وفي شواهد التنزيل لقواعد التفضيل . مرفوعا الى ابي ثمامة الباهلي . قال : قال رسول الله (ص) ان الله تعالى خلق الانبياء من أشجار شتى . وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة . فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها . فمن تعلق بغضن من أغصانها نجا ومن زاغ(15) عنها هوى . ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي(16) ثم لم يدرك محبتنا اكبه الله على منخريه في النار . ثم تلا (ص) «قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى» . وروى زاذان عن علي (ع) قال فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن . ثم قرء هذه الآية . والى هذا أشار الكميت بن زيد الاسدي(17) بقوله :
وجدنا لكم في آل حم آية تأولها منا تقى ومعرب

(15) زاغ أي مال والزيغ الميل عن الحق .
(16) الشن الجلد اذا يبس وتشنج .
(17) هو الكميت بن زيد الاسدي ينتهي نسبه الى نصر بن نزار بن عدنان . من اشعر شعراء الكوفة المتقدمين في عصره عالم بلغات العرب خبير بايامها ومن شعراء القرن الاول من الهجرة . ولد سنة ستين هجـ وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلك . مدح السجاد زين العابدين (ع) والامام الباقر (ع) وابنه جعفر الصادق (ع) . قال ابو عبيدة لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم . وقال ابو عكرمة الضبي : لو لا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان ، وسئل ابو معاذ الهراء من أشعر الناس ؟ قال من الجاهليين ام من الاسلاميين ؟ قيل من الجميع قال : الفرزدق وجرير والاخطل والراعين . فقيل له : ما رايناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت قال : ذاك اشعر الاولين والاخرين . ويقال ما مع احد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت فمن صح الكميت نسبه صح ومن طعن فيه وهن ، وقيل كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر . كان خطيب بني اسد وفقيه الشيعة . وحافظ القرآن . كان حسن الخط نسابة فارسا شجاعا دينا سخيا راميا لم يكن في عشيرته ارمى منه . وكان جدليا وهو اول من ناظر في التشيع مجاهرا بذلك . قال : الحاحظ ما فتح للشيعة الحجاج الا الكميت بقوله :
فان هي لم تصلح لحى سواهم فان ذوي القربى احق وأوجب
يقولون لم يورث ولو لا تراثه لقد شركت فيها بكيل وأرحب
الحسين في طريقه الى الشهادة 193

وقال محي الدين بن عرب(18)
أرى حب آل البيت عندي فريضة على رغم أهل البعد يورثني القربى
فما اختـار خير الخلق منا جزاءه على هديـه الا المـودة في القربى

وللسيد مهدي آل بحر العلوم(19) :

هم آل بـيـت رسـول الله جدهم أجر الرسـالة عنـد الله ودهـم
هم الائمـة دان العـالمـون لهـم حتى أقـر لهم بالفضل ضدهم
سعت أعـاديهـم فـي حط قدرهم فـازداد شأنا ومنه ازداد حقدهم
كان قربهـم من جـدهـم سبـب للبعـد عنـه وان البعـد قربهم
لو أنهم امروا بالبغض ما صنعوا فـوق الذي صنعوا لوجد جدهم
أوصى النبـي بـرفد الآل امته فاستأصلوهم فبئس الرفد رفدهم

وكأن أجر النبي الاعظم من امته له أن استأصلوا عترته . وأوردوهم كؤس الحتوف عن الماء القراح . وللشريف الرضي رحمه الله قال :

توفي رحمه الله سنة ست وعشرين ومائة في ايام مروان بن محمد . ولم يدرك الدولة العباسية . روى عن المستهل بن الكميت انه قال : حضرت ابي عندا لموت وهو يجود بنفسه ثم افاق ففتح عينيه ثم قال : اللهم آل محمد . اللهم آل محمد . اللهم آل محمد . ثلاثا رحمه الله تعالى .
(18* هو ابو عبد الله محمد بن علي بن محمد المغربي الاندلسي المكي الشامي المشهور بمحي الدين . صاحب الفتوحات المكية والفصوص توفي ابن العربي سنة 638 هجـ وقبره مشيد بالشام زرته هذه السنة . قال الشعر اني كما في العبقات . وقد بنى عليه بقعة عظيمة وتكية شريفة بالشام فيها طعام وخيرات الخ .
(19) هو المغفور له السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم جد الاسرة آل بحر العلوم . كانت ولادته في كربلا سنة 1155 هجـ صاحب الكرامات المدونة في الكتب والمؤلفات القيمة . اليه انتهت الزعامة الدينية . وكان رحمه الله ذا همة قعساء له الاثار الخالدة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة زاد الله شرفها وتعظيمها . وهو الذي بنى مأذنة مسجد الكوفة وملئ المسجد وعلاه بعد ان كان الناس ينزلون اليه في سلم كما ويصعدون الى قبر مسلم بن عقيل بسلم أيضا . وتصرفاته بالمسجدين مقبولة سجلها له التاريخ بيراع الشكر توفى سنة 1212 هجـ ودفن بالنجف في مقبرته المجاورة لقبر الشيخ الطوسي رحمهما الله .
الحسين في طريقه الى الشهادة 194

ليـس هذا لرسـول الله يـا امة الطغيان والبغي جزا
غارس لم يأل في الغرس لهم فاذا قـوا أهله مرّ الجنا

ولعبد الباقي العمري(20) قوله يخاطب الفرات :
بعدا لشطك يـا فرات فمـرّ لا تحلو فماؤك لا هنى ولا مرى
أيسوغ لي منك الورود وعنك قد صدر الامام سليل ساقي الكوثر
اية بني صخر بن حرب كم لكم من نار حرب لم تكن نار قرى
تصلـى بهـا مهجـة طه وفؤا د حيـدر وقـلـب ام النجبـا
جزرتم السادة فـي مهمـهـة وسقتم نسـاءهـم سوق الاما

ايه . اسم فعل يأتي للتوجع والتفجع من حديث أو فعل . وبنو صخر بن حرب هم بنو امية وصخر هو ابو سفيان صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصي . وكم تأتي أولا استفهامية عددية نحوكم درهم لك . ثانيا تأتي خبرية بمعى كثير نحوكم عبد أو كم عبيد ملكت أي كثير . والمراد هنا الثانية . القرى الضيافة ونار القرى نار الضيافة كناية عن الكرم والجود . ونيران الحروب التي أججتها بنوا امية في بدأ الاسلام كثيرة حاربت محمدا وأصحابه وحزبت قريشا واليهود مناضلة عن أصنامها وأربابها . وفي وقايعهم مع آل النبي الاعظم قال الشاعر :
آل صخر بكم أضرمت نار حرب لبني هاشم لظاها يزيد
فابن حرب للمصطـفى وابن هند لعلي وللحسين يـزيد

(20) هو عبد الباقي بن سليمان بن احمد العمري الفاروقي الموصلي شاعر مؤرخ ولد بالموصل سنة 1204 هجـ . انتقل الى بغداد . حقا انه كان شاعر العراق الفحل اتصل بجماعة من ادباء النجف والحلة وثمة توجد بعض المساجلات الشعرية والنثرية بينهم في عدة مجاميع اطلعت عليها . له مؤلفات قيمة في التاريخ والادب ورجالات الموصل وديوان شعره يزين المكتبات توفي رحمه الله سنة 1278 هجـ وقد زرت مرقده وموقعه خلف مرقد الشيخ عبد القادر وبالقرب من قبره دفن عبد المحسن السعدون أحد أربابي الفخامة .
الحسين في طريقه الى الشهادة 195

فمن النيران التي أضرمتها بنو امية نار واقعة بدر الكبرى . وأحد . والاحزاب . اذ ان قريش تحزبت مع اليهود وقاد ابو سفيان الجيوش حتى وافى المدينة فكانت واقعة الاحزاب . وبعدها الجمل وصفين وواقعة الحرة وواقعة ام القرى(1) وواقعة الطف والحروب التي كانت بعد واقعة الطف والتي سجلها التاريخ كواقعة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب بالكوفة(2) الى غير ذلك من الوقائع ولكن لا كواقعة الطف : التي راحت تصلي بشواظها مهجة سيد البشر «الحسين بن علي» وفؤاد سيد الوصيين حيدرة الكرار . وقلب بضعة الرسول الاعظم فاطمة الزهراء ام النجباء الائمة الاطهار (ع) وسبعة عشر بطلا من آل ابي طالب واثنين وسبعين من اصحابه صفوة ا لخليقة وقتئذ فجزروا تلكم السادة في الطف وساقوا عقائل الرسول ومخدرات بني هاشم اسارى كسوق الاماء . من الكوفة الى الشام في أسر الذلة . وحملوا رؤس الشهداة على أطراف الاعواد : قال الشريف الرضي (ره) :
وضـيـوف بفـلاة قـفـرة نزلوا فيها على غير قـوى
لم يذوقوا الماء حتـى اجتمعوا بحدا السيف على ورد الردى
يا رسـول الله لو عـاينتـهم وهم ما بيـن قتـيـل وسبا
من رميـض يمنع الظل ومن عاطش يسقى أنابيـب القنا
متعب يشكوا أذى السير على نقب المنسـم مهزول المطا
لرأت عيناك منهـم منظـرا للحشى شجـوا وللعين قذى

ذكر السبط بن الجوزي(3) قال : ذكر الواقدي وهشام وابن اسحاق وغيرهم .

(1) واقعة ابن الزبير كان من جرائها ان سالت الدماء في بيت الله الحرام واحرقت استار الكعبة .
(2) هو زيد بن علي السجاد قتل في ايام هشام بن عبد الملك بالكوفة وصلب على جذع نخلة اربع سنوات وبعدها انزل واحرق بالنار وسحنت عظامه بالهواوين وذرى باليم والفضاء .
(3) انظر سبط ابن الجوزي ـ تذكرة الخواص ـ ص 155 طبع ايران .
الحسين في طريقه الى الشهادة 196

انه لما قتل الحسين (ع) بعث عبد الله بن الزبير الى عبد الله بن عباس ليابيعه . وقال : أنا اولى من يزيد الفاسق الفاجر وقد علمت سيرتي وسيرته . وسوابق ابي الزبير مع رسول الله (ص) وسوابق معاوية . فامتنع ابن عباس . وقال : الفتنة قائمة وباب الدماء مفتوح ومالي ولهذا . انما انا رجل من المسلمين . فبلغ ذلك يزيد بن معاوية . فكتب الى ابن عباس . سلام عليك : اما بعد . فقد بلغني . أن الملحد في حرم الله دعاك لتابيعه فأبيت عليه . وفاء منك لنا . فانظر من بحضرتك من أهل البيت ومن يرد عليك من البلاد . فأعلمهم حسن رأيك فينا وفي ابن الزبير . وان ابن الزبير . انما دعاك لطاعته والدخول في بيعته لتكون له على الباطل ظهيرا . وفي المآثم شريكا . وقد اعتصمت في بيعتنا طاعة منك لنا . ولما تعرف من حقنا . فجزاك الله من رحم خير ما جازى به الواصلين أرحامهم . الموفين بعهودهم . فما أنس من الاشياء . ما أنا بناس برك وتعجيل صلتك بالذي أنت أهله . فانظر من يطلع عليك من الافاق فحذرهم زخارف ابن الزبير . وجنبهم لقلقة لسانه . فانهم منك أسمع ولك أطوع والسلام . فكتب اليه ابن عباس . بلغني كتابك . تذكر اني تركت بيعة ابن الزبير وفاء مني لك ولعمري ما اردت حمدك ولا ودك . تراني كنت ناسيا قتلك حسينا وفتيان بني عبد المطلب مضرجين بالدماء مسلوبين بالعراء . تسفى عليهم الرياح وتنتابهم الضباع . حتى أتاح الله لهم قوما واروهم . فما أنس لا أنس طردك حسينا من حرم الله وحرم رسوله . وكتابك الى ابن مرجانة تأمره بقتله . واني لارجو من الله أن يأخذك عاجلا . حيث قتلت عترة نبيه محمد (ص) ورضيت بذلك . وأما قولك . أنك غير ناس برى . فاحبس ايها الانسان برك عني وصلتك . فاني حابس عنك ودي . ولعمري أنك ما تؤتينا مما لنا من في قبلك الا اليسير . وانك لتحبس عنا منه العرض الطويل . ثم انك سألتني أن أحث الناس على طاعتك وان أخذ لهم عن ابن الزبير . فلا مرحبا ولا كرامة . تسألني نصرتك ومودتك . وقد قتلت ابن عمي وأهل بيت رسول الله (ص) مصابيح الهدى

الحسين في طريقه الى الشهادة 197

ونجوم الدجى . غادرتهم جنودك بأمرك صرعى في صعيد واحد قتلى . أنسيت انفاذ اعوانك الى حرم الله لتقتل الحسين (ع) فما زلت وراءه تخيفه حتى اشخصته الى العراق . عداوة منك لله ولرسوله ولاهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(4) فنحن اولائك لا آباؤك الجفاة الطغاة الكفرة الفجرة . اكباد الابل والحمير الاجلاف اعداء الله وأعداء رسوله . الذين قاتلوا رسول الله (ص) في كل موطن . وجدك وأبوك هم الذين ظاهروا على الله وعلى رسوله . ولكن ان سبقتني قبل ان أخذ منك ثاري في الدنيا . فقد قتل النبيون قبلي . وكفى بالله ناصرا «ولتعلمن نبأه بعد حين»(5) ثم انك تطلب مودتي . وقد علمت . لما بايعتك ما فعلت ذلك الا وأنا أعلم . ان ولدا ابي وعمي أولى بهذا الامر منك ومن أبيك . ولكنكم معتدين مدعين . أخذ تم ما ليس لكم بحق . وتعديتم الى من له الحق . واني على يقين من الله أن يعذبكم كما عذب قوم عاد وثمود وقم لوط وأصحاب مدين . يا يزيد . وان أعظم الشماتة . حملك بنات رسول الله (ص) وأطفاله وحرمه من العراق الى الشام . اسارى مجلوبين . ترى الناس قدرتك علينا . وانك قد قهرتنا واستوليت على آل رسول الله (ص) وفي ظنك انك أخذت بثار أهلك الكفر الفجرة . يوم بدر . واظهرت الانتقام . الذي كنت تخفيه . والاضعان الذي تكمن في قلبك كمون النار في الزناد . وجعلت أنت وأبوك دم عثمان وسيلة الى اظهارها . فالويل لكما من ديان يوم الدين . ووالله لئن اصبحت آمنا من جراحة يدي فما أنت بآمن من جراحة لساني . بفيك الكثكث(6) وانت المفند المثبور . ولك الاثلب(7) وأنت المذموم . ولا يغرنك ان ظفرت بنا اليوم . فوالله لئن لم نظفر بك اليوم لتظفرن غدا بين يدي الحاكم العدل . الذي لا يجور

(4) سورة الاحزاب .
(5) سورة ـ ص ـ .
(6) الكثكث . بكسر الكاف . فتاة الحجارة والتراب .
(7) الاثلب . التراب ايضا .
الحسين في طريقه الى الشهادة 198

في حكمه . وسوف يأخذك الله سريعا اليما . ويخرجك من الدنيا مذموما مدحورا أثيما . فعش لا أبا لك ما استطعت . فقد ازداد عند الله ما اقترفت . والسلام على من اتبع الهدى . قال الواقدي : فلما قرأ يزيد كتابه . أخذته العزة بالاثم . وهم بقتل ابن عباس . فشغله عنه امر ابن الزبير . ثم أخذه الله بعد ذلك بيسير أخذا عزيزا . هذا يزيد وهذه أعماله مع العترة . وقد نسج على منواله آل مروان وعتاة بني امية ، هاك واقرأ ما كتبه ابو بكر الخوارزمي الى الشيعة بنيسابور(8) وقد اقتطفت نبذا من كتابه قوله :
اعلموا رحمكم الله ان بني امية الشجرة الملعونة في القرآن . واتباع الطاغوت والشيطان . جهدوا في دفن محاسن الوصي . واستأجروا من كذب في الاحاديث على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وحولوا الجوار الى بيت المقدس عن المدينة . والخلافة زعموا الى دمشق عن الكوفة . وبذلوا في طمس هذا الامر الاموال . وقلدوا عليه الاعمال . واصطنعوا فيه الرجال . فما قدروا على دفن حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله ولا على تحريف آية من كتاب الله تعالى . ولا على دس احد من اعداء الله في اولياء الله ولقد كان ينادي على رؤسهم بفضائل العترة ويبكت بعضهم بعضا بالدليل والحجة لا تنفع في ذلك هيبة . ولا يمنع منه رغبة ولا رهبة . والحق عزير وان استذل أهله . وكثير وان قل حزبه . والباطل ذليل وان رصع بالشبهة وقبيح وان غطى وجهه بكل مليح . قال الكميت بن زيد وهو جار خالد بن عبد الله القسري .
فقل لبني امية حيث حلوا وان خفت المهند والقطيعا
اجـاع الله من اشبعتموه واشبع من بجوركم اجيعا

داس عثمان بن عفان بطن عمار بن ياسر بالمدينة . ونفي ابا ذر الغفاري الى الربذة واشخص عامر بن عبد قيس التميمي . وغرب الاشتر النخعي وعدي بن

(8) انظر الخوارزمي . رسائل ابي بكر الخوارزمي ص 130 طبع الجوائب . قسطنطنية .
الحسين في طريقه الى الشهادة 199

حاتم الطائي . وسير عمر بن زرارة الى الشام . ونفى كميل بن زياد الى العراق . رجفا ابي بن كعب وأقصاه . وعادى محمد بن حذيفة وناواه . وعمل في دم محمد بن سالم ما عمل . وفعل مع كعب ذي الخطبة ما فعل . واتبعه في سيرته بنو امية . يقتلون من حاربهم . ويغدرون بمن سالمهم . لا يحلفون المهاجري . ولا يصونون الانصاري . ولا يخافون الله ولا يحتشمون الناس . قد اتخذوا عباد الله خولا . وما الله دولا . يهدمون الكعبة ويستعبدون الصحابة . ويعطلون الصلوة الموقوتة ويختمون أعناق الاحرار ويسيرون في حرم المسلمين سيرتهم في حرم الكفار . واذا فسق الاموي فلم ياأت بالضلالة عن كلالة . قتل معاوية حجر بن عدي الكندي . وعمرو بن الحمق الخزاعي بعد الايمان المؤكدة والمواثيق المغلظة . وقتل زياد بن سمية الالوف من شيعة الكوفة وشيعة البصرة صبرا وأوسعهم حبسا وأسرا . حتى قبض الله معاوية على أسوأ أعماله . وختم عمره بشر احواله . فاتبعه ابنه . يجهز على جرحاه ويقتل أبناء قتلاه . الى أن قتل هاني بن عروة المرادي ومسلم بن عقيل الهاشمي أولا . وعقب بالحر بن يزيد الرياحي وبأبي موسى عمرو بن قرظة الانصاري . وحبيب بن مظهر الاسدي . وسعيد بن عبد الله الحنفي . ونافع بن هلال الجملي . وحنظلة بن اسعد الشامي . وعابس بن شبيب الشاكري . في نيف وسبعين من جماعة شيعة . وأمر بالحسين (ع) يوم كربلا ثانيا . ثم سلط عليهم الدعي بن الدعي عبيد الله بن زياد . يصلبهم على جذوع النخل . ويقتلهم الوان القتل . حتى اجتث الله دابره ثقيل الظهر بدمائهم التي سفك . عظيم التبعة بحريمهم الذي انتهك . فانتبهت لنصرة أهل البيت طائفة اراد الله أن يخرجهم من عهدة ما صنعوا ويغسل عنهم وضرما اجترحوا . فصمدوا صمد الفئة الباغية . وطلبوا بدم الشهيد الدين ابن الزانية . لا يزيد هم قلة عددهم . وانقطاع مددهم . وكثرة سواد أهل الكوفة بازائهم الا اقداما على القتل والقتال . وسخاء بالنفوس والاموال . حتى قتل سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة الفزاري وعبد الله بن وال التيمي في رجال من خيار المؤمنين وعلية التابعين ومصابيح الانام وفرسان الاسلام . ولما خلت البلاد لآل مروان

الحسين في طريقه الى الشهادة 200

سلطوا الحجاج على الحجازيين ثم على العراقيين . فتلعب بالهاشميين واخاف الفاطميين . وقتل شيعة علي (ع) محا آثار بيت النبي وجرى منه ما جرى على كميل بن زياد النخعي (ره) واتصال البلاء مدة م لك المروانية الى ايام العباسية حتى اذا اراد الله أن يختم مدتهم باكثر آثامهم . ويجعل أعظم ذنوبهم في آخر أيامهم . بعث على بقية الحق المهمل . والدين المعطل . زيد بن علي (ع) فخذله منافقوا اهل العراق وقتله احزاب أهل الشام . وقتل معه من شيعته نصر بن خزيمة الاسدي . ومعاوية بن اسحاق الانصاري . وجماعة من شايعه وبايعه . وحتى من زوجه وادناه . وحتى من كلمه وما شاه . فلما انتهكوا ذلك الحريم . واقترفوا ذلك الاثم العظيم . غضب الله عليهم وانتزع الملك منهم . ولقد كانت في بني امية مخازي تذكر . ومعايب تؤثر . كان معاوية قاتل الصحابة والتابعين وامه آكلة الاكباد الشهداء الطاهرين . وابنه يزيد القرود . مربي الفهود . وهادم الكعبة ومنهب المدينة . وقاتل العترة . وصاحب يوم الحرة . وكان مروان الوزغ ابن الوزغ لعن النبي صلى عليه وعلى آله أباه وهو في صلبه فلحقته لعنة الله ربه . وكان عبد الملك صاحب الخطيئة التي طبقت الارض وشملت . وهي توليته الحجاج بن يوسف الثقفي فاتك العباد . وقاتل العباد . ومبيد الاوتاد . ومخرب البلاد . وخبيث امة محمد الذي جاء به النذر وورد فيه الاثر . وكان الوليد جبار بني امية . وولي الحجاج على المشرق . وقرة بن شريك على المغرب . وكان سليمان صاحب البطن الذي قتله بطنه كظه . ومات سمنا وتخمة . وكان يزيد صاحب سلامة وحبابة . الذي نسخ الجهاد بالخمر . وقصر ايام خلافته على العود والزمر واول من أغلى سعر المغنيات . وأعلن بالفاحشات . وماذا اقول بمن أعرق في مروان من جانب . ويزيد بن معاوية من جانب . فهو ملعون بين ملعونين . وعريق بالكفر بين كافرين . وكان هشام قاتل زيد بن علي . مولى يوسف بن عمرو الثقفي . وكان الوليد بن يزيد خليع بني مروان . الكافر بالرحمن الممزق بالسهام القرآن . واول من قال الشعر في نفي الايمان . وجاهر بالفسوق

الحسين في طريقه الى الشهادة 201

والعصيان . والذي غشى امهات اولاد ابيه . وقذف بغشيان أخيه . وهذه المثالب مع عظمهاوكثرتها . ومع قبحها وشنعتها . صغيرة وقليلة في جنب مثالب بني العباس . الذين بنوا مدينة الجبارين . وفرقوا في الملاهي والمعاصي أموال المسلمين . هؤلاء ارشدكم الله الائمة المهديون الراشدون . الذين قضوا بالحق وبه يعدلون . بذلك يقف خطيب جمعتهم . وبذلك تقوم صلاة جماعتهم الخ .
لعن الله من يسب عليا وحسينا من سوقه وامام

وقال آخر :
لعن الله اعظمـا حمـلـوها لديار البلى على الخشبات
أعظما تكره النبي واهل الـ ـبيت والطيبين والطيبات

وللمرحوم السيد حيدر الحلي (ره) :
امية غـوري في الخمـول وانجدي فمالك فـي العلـيـاء فوزة مشهد
هبوطا الـى احسابكـم وانخفاضها فلا نسـب زاك ولا طيـب مـولد
تطاولتم لا عن عـلا فـتراجعـوا الى حيث أنتم واقعـدوا شـر مقعد
قديمكـم مـا قـد علمـتـم ومثله حديثكـم فـي خـزية المتـجـدد
فماذا الـذي أحـسـابكم شرفت به فأصعدكم فـي الملك أشرف مصعد
صلابة أعـلاك الذي بلل الـحـيا به جف أم مـن ليـن أسفلك الندي
بني عبـد شمس لا سقى الله حفرة تضمك والفحشـاء فـي شر ملحد
ألما تـكـونـي في فجورك دائما بمشغلة عن غصب أبنـاء «أحمد»
وراءك عـنهـا لا ابـا لك انمـا تقدمتهـا لا عـن تـقـدم سـؤدد
عجبت لمـن فـي ذلة النعل رأسه به يتـراءى عـاقـدا تـاج سيـد
دعوا هاشـمـا والفخر يعقد تاجه على الجبهات المستنيرات في الندي
ودونكمـوا والعار ضموا غشاءه اليكـم الـى وجـه من العار اسود
يرشح لكـن لا لشيء سوى الخنا وليدكـم فيمـا يـروح ويغـتـدي
وتترف لكـن للبغـاء فتـاتكـم فيدنس منهـا فـي الدجا كل مرقد
ويسقى بماء حرثكـم غير واحد فكيف لكـم تـرجـى طهارة مولد
ذهبتم بها شنعاء أبقت وصومها بأحسابكم خزيـا لـدى كـل مشهد

الحسين في طريقه الى الشهادة 202

فسل «عبد شمس» هل يرى جرم هاشم اليه سوى ما كان اسداه مـن يد
وقـل «لابي سفيـان» ما انـت نـاقم آامنك يـوم الفتـح ذنب «محمد»
فكيف جـزيتـم «احمـدا» عن صنيعه بسفك دم الاطهار من آل «احمد»

امية هم أئمة الكفر الذين نزل فيهم قوله تعالى «قاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم» . لان ابا سفيان كان
امام الكفر وقائد المشركين في وقعة بدر واحد والاحزاب ومعه اولاده ورهطه . وفيهم نزل قوله تعالى «ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا» . قال الرازي : فيمن يعني بالذين كفروا بعد كلام له . وقيل هم مشركوا قريش عامة . وقيل بل هم ابو سفيان ورهطه خاصة . ووجهوه بما نقل من انفاقه المال الكثير على المشركين يوم بدر واحد . وهم ايضا الشجرة الملعونة في القرآن . قال تعالى «وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا» . قال الفخر الرازي : في تفسيره عن سعيد بن المسيب . انه قال : ان النبي (ص) رأى في منامه ان بني امية ينزون على منبره كما تنز القردة فساءه ذلك . وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء . وفيه عن ابن عباس ان الشجرة الملعونة هم بنوا امية يعني الحكم بن ابي العاص واولاده . ومثله قال النيسابوري : في تفسيره ونظير ذلك في البيضاوي . الا انه زاد ان النبي (ص) قال بعد ذلك هذا حظهم في الدنيا يعطونه جزاء عن اسلامهم . وكأنه كناية عن انه لاحظ لهم في الاخرة وقريب من ذلك في الكشاف . واشار الى ذلك المعتضد العباسي من منشوره حيث قال : ولا خلاف في ان الشجرة الملعونة هم بنوا امية ، ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة لمروان . لعن الله اباك وانت في صلبه فانت بعض من لعنه الله ، وعن صاحب ـ كتاب الهاوية ـ عن ابن مسعود انه قال : لكل لشيء آفة وآفة هذا الدين بنوا امية حارب ابو سفيان النبي وحرض عليه اليهود والمشركين . حتى اسلم عام الفتح كرها . وبقي يكيد للاسلام سرا وجهرا الى ان انتهى الامر الى عثمان . فقال : تلقفوها يا بني امية تلقف الكرة

الحسين في طريقه الى الشهادة 203

فانه لا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب . روى البيهقي والزمخشري وكثير من الرواة . ان ابا سفيان كان راكبا حمارا وابنه معاوية يقوده ويزيد يسوقه . فلما نظر اليهم النبي (ص) قال : لعن الله الراكب والقائد والسائق ، كان ابو سفيان رأس بني امية في الجاهلية وقائد المشركين ورأس الاحزاب فقال حسان يعرض بنسبه ابنه زياد على ادعاء معاوية :
عضضت باير من ابيك وخاله وعضت بنوا النجار بالسكر والرطب
فلسـت بخيـر من ابيه وخاله ولست بخيـر من معـاظلـة الكلـب
ولست بذي دين ولا ذي امانة ولسـت بخيـر من لـوى ولا كلـب
ولكن هجيـن ذودناة لمغرف مجاجة ملح غير صاف ولا عـذب

وقال ايضا :
ولست من المعشر الاكرمين ولا عبد شمـس ولا نـوفل
وليس ابوك بساقي الحجيـج فاقع علـى الحسـب الارذل
ولكن هجيـن منـوط بهـم كما نوطـت حلقـة المحمل
تجيـش مـن اللوم احسابكم كجيش المشاشة في المرجل

تشير هذه الابيات الى ان ابا سفيان ابن زنى كما جاء في كتب التاريخ . اذ ان امه صفية بنت مزن الهلالية كانت معروفة بالزنى وكانت ولدته سرا بعشر سنين قبل عام الفيل . قال الجاحظ في رسالة ـ مفاخرة بني هاشم وبني امية ـ .
فأمية ظلمت العباد واكثرت الفساد . واخربت البلاد واتبعت الشهوات وانتهكت الحرمات اذاعت الخمور وهتكت الستور وارتكبت الفجور وجرت على خلاف ما أمر به الاسلام . وعادت العلم وعطلت الاحكام . فعمد معاوية الى هدم اساس الدين باستلحاقه زيادا . والرد بذلك على القرآن وعلى النبي . وبجعله الخلافة ارثا . وتقتله المسلمين من الصحابة وابطال العراق في صفين حربا . وعلى يد زياد وسمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة صبرا الى غير ذلك من أعماله ، وخلفه يزيد نغله قتل الذرية الطاهرة وفي طليعتها سيد شباب اهل الجنة الحسين ابن علي ريحانة رسول الله وكانت أعماله لطخة سوداء في جبين التاريخ يشرب

السابق السابق الفهرس التالي التالي