الحسين في طريقه الى الشهادة 176

كانوا يستعذبون ماءهم . ولو لا ذلك ما انتفعوا بالعيش ومضغوطة بالبحر الاخضر من أسفلها . ونحن قللناهم على وجه المعزاء . وبعثنا اليهم من جندنا ما كان منه قوامهم . وانما أهل البصرة بمنزلة الرسل لنا . ومحل الكوفة محل اللهوات واللسان من الجسد وموضعها على صدور الارضين . ينتهي اليها الماء ببرده وعذوبته . ويتفرق في بلادنا . ويجوز بالعذبة الزكية الفرات ودجلة . والبصرة من العراق بمنزلة المثانة من الجسد . قال ابو بكر : أنتم معما وصفت اكثر أنبياء وما لنا الا نبي واحد وهو محمد صلى الله عليه . وعامة انبيائكم الحاكة فضحك ابو العباس حتى كاد يسقط عن السرير . ثم قال له : لله درك . يا ابا بكر . فقال ابو بكر . وما رأيت الانبياء مصلوبين الا ببلاد الكوفة . فقال ابن عياش : عيرت أهل الكوفة بثلثة مجانين من السفلة ادعوا النبوة بالجنون . فصلبهم الله بالكوفة . فمن يعير به اهل البصرة من المدعين للعقول والشرف . والروايات للحديث كثير كلهم يزعم انه يهدي نفسه ويضلها . والمتنبئ بالجنون أيسر خطبا من ادعاء الصحيح هدى نفسه وضلالها فلقد ادعوا الربوبية في قول بعضهم . فقال ابو العباس : هذه بتلك او أشد . يا ابا بكر ، فاعترض عليهم بعض العلوية وهو الحسن بن زيد . فقال : يا ابا بكر اما قتلتم عليا يوم الجمل . فقال بلى قاتله شرذمة وكف الله عز وجل ايدينا وسلاحنا عن قتله نظرا منه لنا . ثم رجع الى الكوفة فقتلوه وولده وولد ولده وبني عمه . واخرجوا الحسين بن علي بعد بيعتهم له حتى هرب منهم . فقال ابن عياش بل قصر الله ايديكم بطول ايدي الكوفة وبنصرتهم عليكم . وكيف تعيرنا بباطل رجل واحد منا يبلغ بباطله ما عجز عنه عامتكم . ولقد حدثني أشياخ من النخع ان اهل الكوفة . كانوا يوم الجمل تسعة الاف رجل مع امير المؤمنين (ع) وكان عليه ثلاثون الفا . مع طلحة والزبير وعائشة . فلما التقوا لم يكن أهل البصرة الا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف . فقال ابو بكر : ومتى كان اهل البصرة ثلاثين الفا . يقاتلون امير المؤمنين (ع) وقد اعتزلهم الاحنف بن قيس في سعد والرباب . وقد دخلنا بعد ذلك الكوفة . فذبحنا بها ستة الاف رجل من اصحاب نبيهم المختار كما يذبح

الحسين في طريقه الى الشهادة 177

الحملان سوى من هرب بعد ان جاء أسماء بن خارجة الفزاري . ومحمد بن الاشعث الكندي . وشبث بن ربعي التميمي . واستعانوا بأهل البصرة وشكا اليهم المختار وأصحابه . وما قتل من رجالهم واستباح من حريمهم . فخرجنا مع مصعب ابن الزبير . حتى قتلنا نبيهم المختار . ومن قدرنا عليه من أصحابه واعتقناهم من الرق . فلنا الفضل على أهل الكوفة ولنا المنة عليهم وعلى أعقابهم لو كانوا يشكرون . قال ابن عياش . أتاكم اهل الكوفة يوم الجمل مع علي فقتلوكم فأرى أهل الكوفة غالبين ومغلوبين على الحق وارى اهل البصرة غالبين ومغلوبين على الباطل . فقال ابو العباس . يا ابا بكر دونك . فاني أرى ابن عياش مفوها جدلا . قال ابو بكر ما لهم بنا طاقة . قال ابن عياش لسنا في حرب فيرى مغالبنا وانما نحن في كلام فاحسن الكلام أوضحه حجة . فقال الحسن بن زيد يا ابا بكر لا تغالب أهل الكوفة ولا تفاخرهم فانهم اكثر فقهاء واشرافا منكم . فقال ابو بكر معاذ الله انى يكون هذا وما كان فيهم شريف الا وفينا أشرف منه . وما كان في تميم الكوفة . مثل الاحنف في تميم البصرة . ولا في عبد القيس الكوفة . مثل الحكم بن الجارود في عبد القيس البصرة . ولا كان في بكر الكوفة مثل مالك بن مسمع في بكر البصرة . ولا كان في قيس الكوفة . من قتيبة بن مسلم في قيس البصرة . قال ابن عياش زدنا يا ابا بكر ان وجدت مزيدا . فعندنا أضعاف ما ذكرت ومن انت ذاكره ان شاء الله قال ابو بكر : كفى بهذا فخرا وعزا وشرفا . فقال ابن عياش : قطع بك يا ابا بكر . انما اهل البصرة مثل نظام البعر المستوي واسطته درة فهي فيهم مشهورة . واهل الكوفة مثل نظيم الدر فواسطته منه لها اشباه كثيرة . ذكرت الاحنف في تميم البصرة وفي تميم الكوفة محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس رهن قوسه عن جميع العرب . والنعمان بن مقرن صاحب النبي (ص) المقدم على جميع جيوش المسلمين ايام عمر بن الخطاب . وحسان بن المنذر بن ضرار من بيت ضبة وسيدها عتاب بن ورقاء جواد العرب . وشبث بن ربعي التميمي قائد أهل البصرة وسائقهم مع

الحسين في طريقه الى الشهادة 178

مصعب بن الزبير . وعكرمة بن ربعي التميمي الذي قيل فيه ـ وعكرمة الفياض رب الفضائل ـ فهؤلاء سادة تميم الكوفة . والعجب لفخرك بمالك بن مسمع في بكر بن وائل على مصقلة بن هبيرة . وقد أقر بين يدي علي بن ابي طالب بشرفه وفضله . ومنهم خالد بن معمر وشقيق بن نثور السدوسي . وسويد بن منجوف وحريث بن جابر . والحضين بن منذر . ومحدوج المخزومي . ويزيد بن رويم الشيباني . والقعقاع بن شور الذهلي . واما فخرك بقتيبة بن مسلم فما أنت وذاك . انما هو رجل من باهلة صنعه الحجاج . والشرف من قيس في عامر بن صعصعة من بني لبيد بن ربيعة الشاعر جاهليا واسلاميا . وانما فخرت بواحد من ماءة . ألا اني اجمل لك . اميرنا علي بن ابي طالب ومؤذننا عبد الله بن مسعود وقاضينا شريح . فهات في أهل البصرة واحدا من هؤلاء الثلاثة . قال ابو بكر اميرنا عبد الله بن عباس . قال ابن عياش . نحن بطانة عبد الله وظهارته وانصاره وجنده عليكم . ونحن أحق به منكم . فقال ابو بكر . فان كان مؤذنكم عبد الله بن مسعود . فمنا أنس بن مالك خادم النبي (ص) فقال ابن عياش . واين انس من ابن مسعود فتقيسه به . ولقد نزل الكوفة سوى من سميت لك سبعون رجلا من اصحاب رسول الله (ص) فنقيم لك واحدا بأنس . ثم نفتخر عليك بتسعة وستين باقين . فقال ابو بكر . فان كان شريح قاضيكم . ففينا الحسن البصري سيد التابعين وابن سيرين في فضلهما وفقههما فقال ابن عياش ان عددت هذين وباهيت بهما عددنا لك . اويسا القرني الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر وربيع بن خيثم . والاسود بن يزيد وعلقمة . ومسروقا . وهبيرة بن يريم . وابا ميسرة . وسعيد بن جبير . والحارث الاعور صاحب علي بن ابي طالب وراويته . واين انت عمن لم تر عينك مثله في زمانه من اصحاب النبي (ص) ولا احفظ لما سمع ولا افقه في الدين ولا اصدق في الحديث ولا اعرف بمغازي النبي (ص) وايام العرب وحدود الاسلام والفرائض والغريب والشعر ولا أوصف لكل أمر من عامر بن شراحيل الشعبي . فقال كل من حضر لقد كان كذلك . وبالكوفة بيوتات العرب الاربعة .

الحسين في طريقه الى الشهادة 179

فحاجب بن زرارة بيت تميم . وآل زيد بيت قيس . وآل ذي الجدين بيت ربيعة . وآل قيس بن معدي كرب الزبيدي بيت اليمن . وبالكوفة فرسان العرب الاربعة في الجاهلية والاسلام . عمرو بن معدي كرب . والعباس بن مرداس السلمي . وطليحة بن خويلد الاسدي . وابو محجن الثقفي . وأهل الكوفة جند سعد . ابن ابي وقاص يوم القادسية واصحاب الجمل وصفين وخانقين وجلولاء ونهاوند وفرسانهم المعدودون في الاسلام . مالك بن الحارث الاشتر النخعي . وسعد بن قيس الهمداني وعروة بن زيد الطائي . صاحب وقعة الديلم . وعبد الرحمن بن محمد بن الاشعث الكندي . فقال ابو بكر هذا الذي سلب الحسين بن علي قطيفته . فسماه أهل الكوفة . عبد الرحمن قطيفة . فقد كان ينبغي أن لا تذكره . فضحك ابو العباس من قول ابي بكر . فقال ابن عياش . والذي سار تحت لوائه اهل الكوفة والبصرة وجماعة أهل العراق وبالكوفة من احياء العرب بأسرهم ما ليس بالبصرة منهم الا أهل بيت واحد وهم الذين يقول فيهم . علي بن ابي طالب . لو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلي بسلام . فقال ابو بكر : فهل فيمن سميت أحد الا قاتل الحسين بن علي واهل بيته أو خذلهم او سلبهم واوطأ الخيل صدورهم . فقال ابن عياش : تركت الفخر واقبلت على التعبير . انتم قتلتم اباه علي بن ابي طالب . فاما أهل الكوفة . فكان منهم مع الحسين يوم قتل أربعون رجلا . وانما كان معه سبعون رجلا فماتوا كلهم دونه . وقتل كل واحد منهم عدوه قبل أن يقتل . فقال ابو بكر : ان أهل الكوفة . قطعوا الرحم . ووصلوا المثانة . كتبوا الى الحسين بن علي . انا معك مائة الف وغروه حتى اذا جاء خرجوا اليه فقتلوه وأهل بيته صغيرهم وكبيرهم ثم ذهبوا يطلبون دمه فهل سمع السامعون بمثل هذا . فقال ابن عياش . ومن اهل الكوفة ابو عبد الله الجدلي . الذي صار ناصرا لبني هاشم حين حصرهم ابن الزبير . وكتب ابن الحنفية يستنصرهم . فسار في عدة ممن كان مع ابن الزبير . حتى صير الله بني هاشم حيث احبوا . فهل كان فيهم بصري . فنهض ابو العباس . وهو يقول : الكوفة

الحسين في طريقه الى الشهادة 180

بلاد الادب ووجه العراق . ومبزغ أهلة . وعليها الجحاش . وهي غاية الطالب ومنزل خيار الصحابة واهل الشرق . وان أهل البصرة لاشبه الناس بهم . ثم قام .
«ذكر ما جاء في مسجد الكوفة(12)»

قال امير المؤمنين (ع) : لقد صلى في هذا البيت يعني مسجد الكوفة . تسعون نبيا . والف وصي وفيه فار التنور وخرجت منه السفينة . وفيه عصا موسى وخاتم سليمان بن داوود والبركة منه على اثنى عشر ميلا . وهو أحد المساجد الاربعة التي تعظم ولان اصلي فيه ركعتين احب الي من أن أصلي عشرا في غيره . الا في المسجد الحرام ومسجد الرسول . وقال ليث بن ابي سليم . بلغني ان المكتوبة في مسجد الكوفة تعدل حجة والتطوع يعدل عمرة . ويقال ان امير المؤمنين (ع) قال : ان بالكوفة اربع بقاع فدس مقدسة . فيها اربع مساجد . قيل سمها يا امير المؤمنين . قال : احدها مسجد ظفر وهو مسجد السهلة . ان أطنابها من الارض لعلى ياقوته خضراء . ما بعث الله نبيا الا صورة وجهه فيها . والثاني مسجد جعفي لا تذهب الايام والليالي حتى تنبع منه عين . والثالث مسجد غنى لا تذهب الليالي والايام . حتى تنبع منه عين . وحوله جنينة . والرابع مسجد الحمراء وهو في موضع بستان . لا تذهب الليالي والايام حتى تنبع منه عين تنطف ماء حواليه . وفيه قبر أخي يونس بن متى . ويقال ان مسجد السهلة مناخ الخضر . وما أتاه مغموم الا فرج الله عنه . قال : ونحن نسمي مسجد السهلة مسجد القرى .
وقد نظم ثلاثة من الافاضل ـ الولائية هذه القصيدة . عنوانها . «من وحي مسجد الكوفة :»
هنا تنشـق النفـس ايمـانها فخل الحياة واشجانها
هنا يعذب الشعر والعاطفات تردد بـالافق ألحانها

(12) انظر ابن الفقيه ـ البلدان ـ ص 173 طبع ليدن .
الحسين في طريقه الى الشهادة 181

هنا يستـشـف الاديـب البـيـان من الخلـد ينـشد تحنانها
هنا الـروح تلهـبـهـا الذكريات فتطلق بالشجـو بـركانها
هنا دكـة الحـق فيـهـا القضاء توقع بالـعـدل تبـيـانها(13)
هنـا منـبـر الله فـيـه الـولاء علـي يـرتـل قـرآنـها
هنـا حيـدر يرشـد العـالميـن فكان مع الحـق عنـوانها
هنا ـ صادق القول ـ في علمه يخرج بالدرس ـ نعمـانها ـ(14 ، 15)
هنا يـرتقـي منـبـرا للحديث يقـرر للخـلـق عرفـانها
هنا مضجـع للسفـيـر الشهيد (ونفـس الابـى وما زانها)(16)

(13) دكة القضاء . يريد بها الدكة التي كان امير المؤمنين (ع) يجلس عليها ويقضي بين الناس ويحكم فيهم بحكم الله . وموقعها في وسط مسجد الكوفة للجدار الشرقي أقرب حيث شباك قبر هاني بن عروة رحمه الله . وتحتها سرداب الذي جدد بناؤه قبل بضعة اعوام .
(14) هو جعفر بن محمد الصادق (ع) ولد صلوات الله عليه في السابع والعشرين من ربيع الاول سنة ثمانين من الهجرة وقيل قبل الثمانين . وقد عاصر الحكومتين الاموية والعباسية . حتى اغتاله عامل المنصور بالمدينة فدس اليه الاسم قيل بالعنب بأمر المنصور الدوانيقي . وتوفي في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 154 هجـ وقد جاور السبعين سنة . ودفن بجنب والده الامام الباقر وجده السجاد زين العابدين وعمه الحسن السبط في بقيع الغرقد .
(15) هو ابو حنيفة . النعمان بن ثابت بن زوطي . كان من الموالي وأصله من بلدة كابل ـ أفغانستان ـ ولد بالكوفة ونشأ ودرس بها . ثم انتقل الى دار السلام ـ بغداد ـ احد المذاهب الاربعة . ولقد أخذ العلم عن جعفر بن محمد الصادق (ع) كما صرح بذلك أرباب التاريخ والسير . كابن الصباغ في ـ الفصول ـ وابن تيمية في ـ الصواعق ـ والشبلنجي في ـ نور الابصار ـ والشيخ سليمان الحنفي في ـ ينابيع المودة ـ وقد ذكر الالوسي في ـ مختصر التحفة الاثنى عشرية ص 8 . قال : وهذا أبو حنيفة وهو بين أهل السنة كان يفتخر ويقول بافصح لسان : (لو لا السنتان لهلك النعمان) يريد السنتين اللتين صحب فيهما لاخذ العلم من الامام الجعفر الصادق (ع) توفي (ره) في بغداد سنة 150 هجـ وقبره شمالي الرصافة بالاعظمية . وعلى باب المسجد قد كتب بالقاشاني المشجر .
«سلوه تضرعا وادعوه خيفه وبعد استرحموا لابي حنيفة»
(16) سفير الحسين الى اهل الكوفة هو ابن عمه مسلم بن عقيل ذكرناه آنفا .
الحسين في طريقه الى الشهادة 182

هنا سـاعـد للحسيـن القتـيـل أبـاد الطغـاة وفـرسـانها
هنا مسـلـم بـاعـث المكرمات يحطـم بالسـيـف أوثـانها
هنا ـ هـانئ ـ ذو الفداء الذي اخاف العـداة وسلطـانـها(17)
هنا ـ ميثـم ـ ينشـد العالمين على منبر الشتق فـرقـانها(18)
هنا كوفة الجنـد فيهـا الطغاة أطاعت على البغي شيطانها
هنا حلقت انفـس الطـاهرين فأعلـت بـذلك برهـانـها
هنا تغمر الروح نفس الاديب فتـلهـب بالشعـر ايمـانها
هنا رفرفت اكبـد المـؤمنين لتـظـهـر للآل أحـزانها

لقد أفاضت الاخبار في فضل الكوفة ومسجدها . وفي البحار . عن الرضا (ع) عن آبائه . قال : ذكر علي الكوفة . فقال : يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي (ص) وعن ابن نباتة . قال : بينا نحن ذات يوم حول امير المؤمنين (ع) في مسجد الكوفة اذ قال : يا اهل الكوفة . لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به احدا . ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت ادريس ومصلى ابراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي . وان مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لاهلها . وكأني به يوم القيامة في ثوبين ابيضين شبيه بالمحرم يشفع لاهله ولمن صلى فيه فلا ترد شفاعته . ولا تذهب الايام حتى ينصب الحجر الاسود فيه(19) وليأتين زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل

(17) هو هاني بن عروة زعيم مذحج مرت ترجمته .
(18) كان ميثم التمار من اصحاب امير المؤمنين (ع) وكان أولا عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه امير المؤمنين (ع) واعتقه . وهو من خلص اصحابه الذين علمهم علم المنايا والبلايا ، وقد اخبره (ع) بكيفية قتله وانه يصلب عاشر عشرة واراه النخلة التي يصلب على جذعها وحدثه كيفية الجامه بلجام من حديد وطعنه بالحربة ووفاته ، وقد طلبه ابن زياد وسجنه ثم اخرجه وصلبه كما ذكر امير المؤمنين (ع) له من قبل ، وكان قتله قبل قدوم الحسين (ع) العراق بعشرة أيام سنة 60 هجـ .
(19) هذه من مغيباته التي ذكرها (ع) قبل وقوعها . ويشير بكلامه هذا . الى القرامطة ورئيسهم ابو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي . فانه اظهر امره
الحسين في طريقه الى الشهادة 183

مؤمن ولا يبقى مؤمن الا كان به أو حن قلبه اليه . فلا تهجروه وتقربوا الى الله عز وجل بالصلوة فيه وارغبوا اليه في قضاء حوائجكم . فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لاتوه من اقطار الارض ولو حبوا على الثلج ، ومن أبيات نظمتها في فضل مسجد الكوفة وهي :
كوفـان ما اسما واعلا مسجدا بك من اتاه مؤمـلا لا يـحـرم
لله مـن بـيـت تعـالى رفعة فلـه علـى سمك الضـراح تقدم
بـيـت أتـاه آدم مـن غابرا لازمان حيث بفضلـه هـو أعلم
بيت له الروح الاميـن واحمد وجميـع رسـل الله قـدما يمموا
وأتاه شيخ المـرسليـن مصليا فــيـه وكـل للاله يـعـظـم
ولكم به كان الامـام المرتضى يقضـي بحـكـم الله لما يحكـم
فكانـه فلك لرفعـة شـأنـه وكأنما هذي المـحـارب أنجـم
وكـأن جـل الانبياء برحبه قاموا الى فرض الصلوة واحرموا
وعلـي فـي محرابه متقدم ان الامام الـى الصلـوة يـقـدم

وروي بحذف السند عن اسامة . عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال سمعته يقول الكوفة روضة من رياض الجنة . وجاء اليه رجل . قال له سيدي : اني قد ضربت على كل شيء لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت انزل مكة . فقال (ع) لا تفعل فان اهل مكة يكفرون بالله جهرة . قال : انزل بالمدينة . قال هم شر منهم . قال : فأين انزل ؟ قال (ع) عليك بالعراق الكوفة . فان البركة منها على اثنى عشر ميلا هكذا وهكذا . والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط الا وكشف الله كربته

بالبحرين سنة 258 هجـ وجاء باصحابه القرامطة الى مكة فدخلوها يوم الاثنين لسبع خلون من ذي الحجة سنة 307 هجـ وهم سبعماية رجل . فخرج اليه والي مكة في جماعة من الاشراف فقتلهم القرامطة جميعا ودخلوا المسجد بخيولهم وسلاحهم ووضعوا السيف في الطائفين والمصلين والمحرمين الى ان قتلوا في المسجد وشعاب مكة زهاء ثلاثين الف انسان . وركض ابو طاهر بفرسه في المسجد وسيفه مشهور بيده وامر بالقتلى فرموهم في بئر زمزم وبقية الابار واقام بمكة احد عشر يوما ينهب ويقتل . ثم اقتلع الحجر واخذه معه وجاء به الى الكوفة كما اخبر امير المؤمنين (ع) من قبل الخ ...
الحسين في طريقه الى الشهادة 184

ولا ملهوف الا وفرج الله عنه وهو قبر امير المؤمنين (ع) . وقال (ع) : حرمت النار على قدم تغبرت في زيارة جدي امير المؤمنين (ع) الخ .
قلت : ولاوعت . أي ما حفظت ولا تدبرت وكأن ما سمعت بما جاء بمدحه في الذكر الحكيم في قوله تعالى .« يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا » . «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» . «انما نطعمكم لوجه الله لا نريد جزاء ولا شكورا»(20) . ذكر الفخر الرازي(21) والزمخشري(22) والطبـرسي(23) ان هذه الايات . نزلت في علي (ع) والرواية عن ابن عباس . ومجاهد وأبي صالح . ان الحسن والحسين عليهما السلام مرضا فعادهما رسول الله (ص) في ناس معه . فقالوا يا ابا الحسن : لو نذرت على ولديك نذرا فنذر عني وفاطمة وفضة جارية لهما . ان برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام . فشفيا وما معهم شيء . فاستقرض علي (ع) من شمعون الخيبري اليهودي . ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا . واختبزت خمسة أقراص على عددهم . فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل . فقال : أطعمكم الله من موائد الجنة . فآثروه وباتوا لم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صياما فلما امسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فاثروه ووقف عليهم أسير في الثالثة . ففعلوا مثل ذلك . فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله عنه بيد الحسن والحسين (ع) وأقبلوا الى رسول الله (ص) فلما أبصرهم وهم يرتعضون كالفراخ من شدة الجوع . قال (ص) ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم . وقام فانطلق معهم . فرأى فاطمة في محرابها . قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها . فساءه ذلك . فنزل جبرئيل وقال خذ يا محمد (ص) هناك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة . وليعد الباقي العمري في ذلك :

(20) سورة الانسان .
(21) انظر تفسير الفخر الرازي ج 8 ص 295 .
(22) انظر تفسير ـ الكشاف ـ للزمخشري ج 2 ص 511 .
(23) انظر الطبرسي ـ مجمع البيان ـ ج 5 ص 404 .
الحسين في طريقه الى الشهادة 185

وسائـل هل أتى نص بحق علي أجبتـه «هل أتى» نـص بحق علـي
فظننـي مذ غدا مني الجواب له عين السؤال صدى من صحفة الجبل
وما درى لا درى جدا ولا هزلا انـي اريـد بذاك الجـد لا الهـزل

وقال من قصيدة اخرى :
ومن أتى في حقه «هل اتى» نعم وفي أولاده «قل لا»

وفي هذا البيت اكتفاء . وهو من أنواع البديع . ومثله قولي : في فتى قد ربط يده الى عنقه .
رؤياك للسادة تغني عن فدك فاسمح لنا اليوم «ولا تجعل يدك»

أراد المغفور له ـ العمري ـ قوله تعالى «قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى»(24) وأردت قوله تعالى «ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط»(25) فأهل الكوفة ما رعت حرمة للحسين سبط نبيهم (ص) ولا وعت بما جاء في حقه بالذكر الحكيم .
قال الشاعر :
اذا الله أثنى بالـذي هو أهله عليه فما مقدار ما تمدح الورى
وكان أجر المصطفى في آله أن يمنعوه ورد مـاء قـد طما

أجر . أجرا . الرجل على كذا . كافأه وأثابه عليه . وطما الماء أي كثر . قال : ارباب السير . منع أهل الكوفة الحيسن وصبيانه من الماء ثلاثة أيام . وذكر سبط ابن الجوزي(1) عند ذكره للجيش الكوفي . قال : فنزلوا مقابلهم ومنعوهم الماء ثلاثة ايام . فناداه عبد الله ابن حصير الازدي . يا حسين الا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء ووالله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا . فقال الحسين : اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له ابدا فكا بعد ذلك يشرب الماء ولا يروى حتى مات عطشا . وناداه عمرو بن الحجاج يا حسين هذا الماء تلغ فيه

(24) سورة الشورى .
(25) سورة
(1) انظر سبط ابن الجوزي ـ التذكرة ص 141 .
الحسين في طريقه الى الشهادة 186

الكلاب وتشرب منه خنازير أهل السواد والحمر والذءآب . ولن تذوق منه والله قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم . فكان سماع هذا الكلام على الحسين (ع) أشد من منعهم اياه الماء . وهذا جزاؤه منهم اذ سقاهم الماء في تلك الصحراء القاحلة وكانوا قد اشرفوا على الهلاك يوم أن جاؤا مع الحر بن يزيد الرياحي وعددهم الف فارس وقدما قيل ـ لا ينكر المعروف الا اللئيـم ـ ذكـر ابـن خلكان(2) . قال نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن . وكان من ثقات أهل السنة . رأيت في المنام علي بن ابي طالب عليه الصلوة والسلام . فقلت له يا أمير المؤمنين (ع) تفتحون مكة فتقولون من دخل دار ابي سفيان فهو آمن(3) ثم يتم على ولدك الحسين (ع) يوم الطف ما تم ؟ فقال لي : أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا . فقلت لا . فقال : اسمعها مني . ثم استيقضت فبادرت الى دار ـ حيص بيص ـ فخرج اليّ . فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله . ان كانت خرجت من فمه أو خطى الى أحد . وان كنت نظمتها الا في ليلتي هذه ثم انشدني :
ملكنا وكان العفو منا سجية ولما ملكتـم سـال بالـدم أبطح
وحللتم قتل الاسارى وطالما غدونا عن الاسرى نعف ونصفح
فحسبكـم هذا التفاوت بيننا وكل انـاء بـالذي فيـه ينضح

فالحسين (ع) سقى أهل الكوفة الماء وهم منعوه شرب الماء يوم الطف . الماء الذي هو عنصر حيوي لجميع الخليقة وكافة الموجودات على الكرة الارضية . ولن يستغني عنه أي أحد وكل شيء . قال عز ذكره« وجعلنا من الماء كل شيء حي» فهو في الحقيقة أصل لكل الموجودات . وبه حياة كل دابة وبه قوامها واستدامتها . وقد جعله الله مباحا لكل وارد اليه . ولا يجوز صد ايا كان عنه ولذا قال (ص) : «الناس شرع سواء في الماء والكلا» فلا يمنع من ورده أحد سواء من البشر أو الحيوانات وجاء في الحديث أيضا ثلاثة لا ملكية فيها . الماء

(2) انظر ابن خلكان . ج 1 ص 220 .
(3) يشير هنا الى يوم الفتح . واليد التي اسداها رسول الله على ابي سفيان خاصة .
الحسين في طريقه الى الشهادة 187

والنار والكلا . ولم يذكر التاريخ أحدا منع الماء من أبناء جنسه الا أهل الشام في واقعة صفين وأهل الكوفة يوم الطف ، فأهل الشام منعوا أهل العراق الماء بأمر من معاوية ولكن فرسان أهل العراق ساموه الفشل وأصحابه الزعانف فكشفوهم عن الفرات ، قال نصر بن مزاحم(4) . عندما غلب معاوية على الماء وحال بين أهل العراق وبينه . وأقبل علي (ع) حتى اذا اراد المعسكر . اذا القوم قد حالوا بينه وبين الماء . قال : وذهب شباب من الناس وغلمانهم يستقون فمنعهم أهل الشام . قال ففزعنا الى امير المؤمنين (ع) فأخبرناه بذلك . فدعا ـ صعصعة بن صوحان ـ فقال : ائت معاوية فقل انا سرنا مسيرنا هذا وانا اكره قتالكم قبل الا عذار اليكم . وانك قد قدمت بخيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك . وبدأتنا بالقتال ونحن من رأينا الكف حتى ندعوك ونحتج عليك . وهذه أخرى قد فعلتموها حتى حلتم بين الناس وبين الماء فخل بينهم وبينه حتى ننظر فيما بيننا وبينكم . وفيما قدمنا له وقدمتم . وان كان أحب اليك أن ندع ما جئنا له . وندع الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب فعلنا . فقال معاوية لاصحابه ما ترون ؟ قال الوليد بن عقبة : امنعهم الماء كما منعوه ابن عفان : حصروه أربعين يوما يمنعونه برد الماء ولين الطعام . اقتلهم عطشا قتلهم الله(5) قال عمرو : خل بين القوم وبين الماء . لن يعطشوا وانت ريان . ولكن لغير الماء فيما بينك وبينهم . فأعاد الوليد مقالته . وقال عبد الله بن ابي سرح : وهو اخو عثمان من الرضاعة امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة . فقال صعصعة بن صوحان : انما يمنع الله يوم القيامة الفجرة شربة الخمر ضربك وضرب هذا الفاسق ـ يعني الوليد ـ فتواثبوا يشتمونه ويتهددونه . فقال معاوية : كفوا عن الرجل فانه رسول . قال : وبقى اصحاب علي يوما وليلة ـ يوم الفرات ـ بلا ماء . هذا وخاطب رجل من السكون من اهل الشام يقال له ـ سليل بن عمرو ـ معاوية قائلا :

(4) انظر نصر بن مزاحم المنقري ـ وقعة صفين ـ ج 3 ص 175 طبع مصر .
(5) كذب اللعين . فان امير المؤمنين (ع) أمر ولديه حسن وحسين بحمل الماء والطعام يوم حاصره المسلمون وهذا شيء لا ينكر ذكره أرباب التاريخ .
الحسين في طريقه الى الشهادة 188

اسمـع اليـوم ما يقول السليل ان قولـي قـول لـه تـأويـل
امنع المـاء من صحاب علي أن يـذوقـوه والـذليـل ذليـل
واقتل القوم مثل ما قتل الشـ ـيخ ظما والقصاص أمر جميل
فوحق الـذي يسـاق له البد ن هدايا لنحـرهـا تـأجـيـل
لو علي وصحبه وردوا الما ء لما ذقتـمـوه حتـى تقـولوا
قد رضينا بما حكمتـم علينا بعـد ذاك الرضـا جـلاد ثقيل
فامنع القوم ماءكم ليس للقو م بقاء وانـا يـكـن فقـليـل

فقال معاوية الرأي ما تقول : ولا عمرو لا يدعني . قال عمرو خل بينهم وبين الماء . فعلي (ع) لم يكن ليظمأ وأنت ريان وفي يده أعنة الخيل وهو ينظر الى الفرات حتى يشرب أو يموت . وأنت تعلم انه الشجاع المطرق . ومعه أهل العراق . وأهل الحجاز . وقد سمعته أنا وأنت وهو يقول . لو استمكنت من أربعين رجلا . فذكر أمرا . يعني لو ان معي اربعين رجلا يوم فتش البيت ـ يعني بيت فاطمة ـ .
وذكروا انه لما غلب أهل الشام على الفرات فرحوا بالغلبة . فقال معاوية : يا أهل الشام هذا والله أول الظفر . لا سقاني الله ولا سقى أبا سفيان ان شربوا منه ابدا حتى يقتلوا بأجمعهم عليه(6) وتباشر أهل الشام . فقام الى معاوية رجل من أهل الشام «همداني ناسك» يقال له : ـ المعري بن الاقبل ـ . وكان ناسكا . وكان له ـ فيما يذكر همدان ـ لسان . وكان صديقا ومواخيا لعمرو ابن العاص . فقال يا معاوية . سبحان الله الان سبقتم القوم الى الفرات فغلبتموهم عليه تمنعونهم عنه . اما والله لو سبقوكم اليه لسقوكم منه . أليس أعظم ما تنالون من القوم أن تمنعوهم الفرات فينزلون على فرضة أخرى فيجازوكم بما صنعتم . اما تعلمون . ان فيهم العبد والامة والاجير والضعيف ومن لا ذنب له . هذا والله أول الجور . لقد شجعت الجبان . وبصرت المرتاب . وحملت من لا يريد

(6) انظر نصر بن مزاحم ـ وقعة صفين ـ ص 182 طبع مصر .
الحسين في طريقه الى الشهادة 189

قتالك على كتفيك . فاغلظ له معاوية . وقال لعمرو : اكفني صديقك . فاتاه عمرو فأغلظ له . فقال الهمداني في ذلك :
لعمرو ابي معـاوية بن حرب وعـمـرو ما لدائهمـا دواء
سوى طعن يحـار القعل فيه وضرب حيـن يختلط الدماء
فلست بتـابـع دين ابن هند طوال الدهر ما أرسى حراء
لقد ذهب العتـاب فلا عتاب وقد ذهـب الولاء فلا ولاء
وقولي في حـوادث كل أمر على عمرو وصاحبه العفاء
الا لله درك يـابـن هـنـد لقد بـرح الخفاء فلا خفاء
أتحمون الفرات على رجال وفـي أيديهم الاسل الظماء
وفي الاعنـاق أسياف حداد كأن القـوم عنـدهـم نساء
فترجو أن يجـاوركم علي بلا ماء وللاحـزاب مـاء
دعاهم دعوة فأجـاب قوم كجرب الابل خالطها الهناء

قال نصر : ثم سار الهمداني في سواد الليل فلحق بعلي (ع) . قال : ومكث اصحاب علي يوما وليلة بغير ماء . واغتم علي بما فيه أهل العراق من العطش . واذا برجل قبل رايات مذحج ينادي :
أيمنعنا القـوم مـاء الفرات وفينا الرماح وفينا الحجف(7)
وفينا الشوازب مثل الوشيج وفينا السيوف وفينا الزغف(8)
وفيـنـا علـي له سـورة اذا خوفوه الـردى لم يخف
فنحـن الذيـن غداة الزبير وطلحة خضنا غمار التلف(9)

(7) الحجف : جمع حجفة . وهي الترس من جلود الابل . يطارق بعضها ببعض .
(8) الشوازب . الخيل الضامرة . والوشيج اراد به الرماح . واصل الوشيج شجر الرماح . وشبه الخيل بالرماح في دقتها وضمرها . والزغف جمع زغفة . وهي الدرع الطويلة الواسعة . والغين تحرك في الجمع والمفرد .
(9) يشير الى وقعة الجمل بالبصرة .

السابق السابق الفهرس التالي التالي