في ظلال الصيحيفة السجادية 383

الدعاء الحادي والثلاثون

دعاؤه بالتوبة

أللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين ، ويا من لا يجاوزه رجاء الراجين ، ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين ، ويا من هو منتهى خوف العابدين ،ويا من هو غاية خشية المتقين . . .
هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب ، وقادته أزمة الخطايا ، واستحوذ عليه الشيطان ، فقصر عما أمرت به تفريطاً ، وتعاطي ما نهيت عنه تعزيزاً ، كالجاهل بقدرتك عليه ، أو كالمنكر فضل إحسانك إليه ، حتى إذا انفتح له بصر الهدى ، وتقشعت عنه سحائب العمى أحصى ما ظلم به نفسه ، وفكر فيما خالف به ربه ، فرأى كبير عصيانه كثيراً ، وجليل مخالفته جليلاً .
تقدم دعاء التوبة في دعاء مستقل (1) ، وشرحته بما فيه الكفاية ، لذا اقتصر هنا
(1) انظر ، الدعاء الثاني عشر .
في ظلال الصيحيفة السجادية 384

على ما يتناوله فهمي من ظاهر الكلمات مباشرةً ، بلا بحث ، وتتبع .
وإنما عاد الإمام عليه السلام إلى التوبة ؛ لأنها من أهم الواجبات ، وأقدسها ، وقد نزلت بها سورة خاصة (1) ، إضافة إلى العديد من آياتها في سور شتى تحث عليها بأروع الأساليب في التشويق ، والترغيب ، منها الآية : « ثم توبوا إليه يرسل السمآء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين » (2) ، والآية : « إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً » (3) أي قبولها عليه تعالى حتم بحكمة هو ، ومشيئته .
( أللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين ) إلا بأنه الواحد الذي ليس كمثله شيء وفي الحديث : « تكلموا في خلق الله ، ولا تتكلموا في ذات الله » (4) ( ويا من لا يجاوزه رجاء الراجين ) إذا منعك أي إنسان حاجة طلبتها منه تجاوزته ، وقصدت بها سواه ، أما إذا كان سبحانه هو الذي منعك ، وحرمك فإلى من تشكو ، وتسأل ، وترجو ؟ ( ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين ) لأنه تعالى أمرنا بالإحسان وقال : « وأحسنوا إن الله يحب المحسنين » (5) ومحال في حقه تعالى أن يحب منا ما يكرهه من نفسه ، لقد أمرنا بالعفو وعفا ، وبالوجود وجاد . . . ( ويا من هو منتهى خوف العابدين ) كل عارف بالله حقاً يخاف حسابه ، وعقابه وإن كان مطيعاً ، ويرجو
(1) انظر ، سورة التوبة : ( 1 ـ 129 ) : « براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين . . . . فإن تولوا فقل حسبي الله لآ إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم » .
(2) هود : 52 .
(3) النساء : 17 .
(4) انظر ، الكافي : 1 / 92 ح 4 ، شرح اصول الكافي : 3 / 147 ، وسائل الشيعة : 11 / 454 ، الهداية للصدوق : 14 .
(5) البقرة : 195 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 385

رحمته ، ومغفرته وإن يك عاصياً ( ويا من هو غاية خشية المتقين ) وقد حدد سبحانه المتقين بقوله : « وذكراً للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون » (1) أي يتركون ما حرم الله خوفاً منه ، وإن كانوا في أمن ، وأمان من لوم اللائمين ، وأعين الناس أجمعين .
( هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب . . . ) ليس هذا إعتذاراً ، وإقلاعاً عما فعل ـ كيف وهو الإمام المعصوم ـ بل استغفاراً ، وخضوعاً لذات الجلال ، والكمال . وتقدم مثله (2) . ( حتى إذا انفتح له بصر الهدى . . . ) انكشف له الواقع ، واتضع كضوء النهار ، وعرف أنه لا سبيل إلى النجاة إلا بطاعة الله ، فأقلع عن هواه ، وخطاياه ، واسلم وجهه إلى الله عن توبة خالصة ، ورغبة صادقة ( فرأى كبير عصيانه كثيراً . . . ) قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله : « من رأى إنه مسيء فهو محسن ، ومن رأى إنه محسن فهو مسيء » (3) والإمام يرى الهفوة الصغيرة من أكبر الكبائر ؛ لأنه أدرى الناس بعقبى الهفوات ، والزلات .
وبعد ، فكلما ازداد الإنسان علماً ، وتقى أتهم نفسه بالتقصير ، وتوقع منها الخطإ ، وكلما قل علمه ، ودينه ، وضاق تفكيره ، وقصر نظره ـ نزه نفسه من العيوب ، وبرأها من الذنوب ، وقال : من مثلي ! .
فأقبل نحوك مؤملا لك ، مستحيياً منك ، ووجه رغبته إليك ثقة بك ، فأمك بطمعه يقيناً ، وقصدك بخوفه إخلاصاُ .
(1) الأنبياء : 48 ـ 49 .
(2) انظر ، الدعاء السادس عشر ، وغيره .
(3) انظر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 317 ، الحكمة ( 641 ) .
في ظلال الصيحيفة السجادية 386


قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك ، وأفرخ روعه من كل محذور منه سواك ، فمثل بين يديك متضرعاً ، وغمض بصره إلى الأرض متخشعاً ، وطاطاً رأسه لعزتك متذللاً ، وأبثك من سره ما أنت أعلم به منه خضوعاً ، وعدد من ذنوبه ما أنت أحصى لها خشوعاً .
واستغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك ، وقبيح ما فضحه في حكمك من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت ، وأقامت تبعاتها فلزمت ، لا ينكر يا إلهي عدلك إن عاقبة ، ولا يستعظم عفوك إن عفوت عنه ، ورحمته ؛ لأنك الرب الكريم الذي لا يتعاظمه غفران الذنب العظيم .
( فأقبل نحوك مؤملاً لك ) من أقبل على الله أقبل الله عليه كما تشير الآية الكريمة : « فاذكروني أذكركم » (1) ، وفي الحديث : « من تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً » (2) .


الحياء من الله

( مستحييا منك ) الحياء من العائبة سنة الصالحين ، وأرفع درجاته ما كان من الله سبحانه . فإذا لم تكن تراه فإنه يراك . وقال الرسول الهادي صلى الله عليه وآله : « الاستحياء من الله ، حق الحياء أن تحفظ الرأس ، وما وعى ، والبطن وما حوى ، وأن تذكر الموت ، والبلى » (3) ، والمراد بالتحفظ عما وعى الرأس النهي عن اللصوصية ، والشيطنة التي
(1) البقرة : 152 .
(2) انظر ، مسند أحمد : 3 / 40 ، المعجم الكبير : 2 / 155 ، الإصابة : 2 / 487 ، تأريخ بغداد : 11 / 16 .
(3) انظر ، سنن الترمذي : 4 / 54 ، تحفة الاحوذي : 7 / 130 ، شرح نهج البلاغة للمعتزلي : =
في ظلال الصيحيفة السجادية 387

تدبر المؤمرات ، والإنقلابات الإستعمارية ، وتثير الحروب ، والفتن الأهلية ، وتنفث السموم في النشرات ، والدعايات ، وترفع الشعارات الكاذبة المضللة ، وتصنع الأسلحة الجهنمية ، وآلات التجسس ، والمواد السامة التي تأتي على اليابس والأخضر . . . إلى كل مكر ، وشر ، وسلب ، ونهب ، والمراد بالتحفظ عما حوى البطن النهي عن الشهوات ، والمحرمات ، أما ذكر الموت فهو عظة لمن أتعظ .


معنى الثقة بالله

( ووجه رغبته إليك ثقة بك ) ومعنى الثقة ، وحسن الظن بالله أن تسلم الأمر كله إليه ، وتقبل ظاهراً ، وباطناً جميع أقواله ، وأفعاله على أنها عين الحق ، والعدل ، والخير ، والحكمة بلا شك ، واعتراض ، ولا طلب للمبررات ، والتعليلات بآرائك ، أو آراء سواك ؛ لأن حكمته تعالى تماماً كذاته لا يدركها وهم ، أو يحيط بها فهم ، وبهذا نجد تفسير قوله تعالى : « لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون » (1) .
وفي حديث قدسي : « أنا عند حسن ظن العبد بي ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر » (2) وفي حديث نبوي : « ما أعطي عبد خير الدنيا ، والآخرة إلا بحسن ظنه بالله تعالى ، ورجائه له ، وكف الأذى عن الناس » (3) ومعنى هذا أن بين الله ، وعباده ارتباطاً وثيقاً ، أشبه ـ وإن بعد القياس ، والشبه ـ بارتباط الأب الرحيم بأولاده ، هم
= 1 / 129 ، الترغيب والترهيب للمنذري : 3 / 166 ، العهود المحمدية : 460 .
(1) الأنبياء : 23 .
(2) انظر ، مصباح الشريعة : 174 ، الكافي : 2 / 72 ، بحار الأنوار : 67 / 366 ، عوالي اللئالي : 1 / 25 .
(3) انظر ، فقه الرضا : 360 ، عدة الداعي : 135 ، الكافي : 2 / 72 ح 2 ، شرح اصول الكافي : 8 / 229 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 388

يثقون بلطفه ، وعطفه ، وهو يعمل لخيرهم ، وسعادتهم ، وكان النبي صلى الله عليه وآله ينهى عن سوء الظن بأي كان ، ويقول : « إياكم والظن ، فإنه أكذب الحديث » (1) . وكره أن ينقل إليه ظن السوء وحديثه ، وقال : « لا تحدثوني عن أصحابي شيئاً ، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر » (2) ، وقد حرم الإسلام الصدق في إرشاد اللص إلى أموال الناس ، والظالم إلى المظلوم الهارب من الظلم ، وفي النميمة .
( فأمك بطمعه يقيناً ) قصدك واثقاً بفضلك ، وفي دعاء آخر : « إني برحمتك أوثق مني بعملي » (3) ( وقصدك بخوفه إخلاصاً ) خاف من عذابك ففر منه إلى رحمتك مخلصاً في رجائه ، وندائه ( قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك ) قطع الرجاء إلا منك . وقد تقدم (4) ( وأفرخ روعه من كل محذور منه سواك . . . ) أفرخ : انكشف ، وذهب ، والروع : الخوف ، والفزع ، والمعنى لا خوف من شيء إطلاقاً إلا من لقاء الله غداً ، والوقوف بين يديه لنقاش الحساب .
( وغمض بصره إلى الأرض . . . ) وقف على بابك خاشعاً مستجيراً ، ومعترفاً بكل ما تعلمه منه ، وتنكره عليه ، ولا يملك من شيء إلا التوسل بجودك ، ورحمتك . وقد تقدم (5) ( لا ينكر يا إلهي عدلك إن عاقبته . . . ) إن تعذب فبعدلك ، وإن تغفر فبفضلك ، وتقدم (6) ، وبكلمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : « أللهم أنا عبدك ، فإن كنت
(1) انظر ، المحلى : 1 / 71 ، مسند أحمد : 2 / 245 ، صحيح البخاري : 6 / 136 ، صحيح مسلم : 8 / 10 .
(2) انظر ، مكارم الأخلاق : 17 ، بحار الأنوار : 16 / 230 ، تفسير ابن كثير : 3 / 529 .
(3) انظر ، إقبال الأعمال : 1 / 319 ، بحار الأنوار : 98 / 126 ، التهذيب : 3 / 81 ، الكافي : 5 / 46 .
(4) انظر ، الدعاء الحادي والعشرون ، وغيره .
(5) انظر ، الدعاء الثاني عشر .
(6) انظر ، الدعاء العاشر .
في ظلال الصيحيفة السجادية 389

مطيعاً فاكرمني وإن كنت عاصياً فارحمني » (1) .
أللهم فها أنا ذا قد جئتك مطيعاً لأمرك فيما أمرت به من الدعاء متنجزاً وعدك فيما وعدت به من الإجابة ، إذ تقول : ( ادعوني أستجب لكم ) (2) .
أللهم فصل على محمد وآله ، وألقني بمغفرتك كما لقيتك بإقراري ؛ وارفعني عن مصارع الذنوب كما وضعت لك نفسي ، واسترني بسترك كما تأنيتني عن الإنتقام مني .
أللهم ، وثبت في طاعتك نيتي ، وأحكم في عبادتك بصيرتي ، ووفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عني ، وتوفني على ملتك ، وملة نبيك : محمد عليه السلام إذا توفيتني .
( أللهم فها أنا ذا قد جئتك . . . ) فتحت باب الدعاء لكل من دعاك ، وضمنت له الإجابة ، وقد دعوتك ، وسمعت دعائي ، فانجز لي ما وعدت ، يا من وعده أصدق الوعد ( وألقني بمغفرتك كما لقيتك بإقراري ) أتيتك مقراً بالذنب ، فاستقبلني بعفوك ، ولا تحرمني من رحمتك ( وارفعني عن مصارع الذنوب ) نجني من عذاب الأمكنة التي تعاقب به االمجرمين ( كما وضعت لك نفسي ) ذللتها لعظمتك ( واسترني بسترك ) ولا تفضحني بسوء فعلي بين يديك ، وأمام عبادك يوم ألقاك ( كما تأنيتني عن الإنتقام مني ) أمهلتني بحلمك ، ولم تعاجلني بالعقوبة حين أذنبت فأتمم لي إنعامك بالستر ، والعفو ، إنك خير المنعمين . وفي الأمثال : « خير الإنعام
(1) انظر ، الكافي : 2 / 75 ح 6 ، شرح اصول الكافي : 8 / 241 ، وسائل الشيعة : 15 / 234 .
(2) غافر : 60 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 390

بالإكمال » (1)، ( وثبت في طاعتك نيتي ) أدم طاعتي لك حتى تقبضني إليك على هداك ، ورضاك ( وأحكم في عبادتك بصيرتي ) اجعل عبادتي عن معرفة ، وإخلاص لتكون مقبولة لديك ومرضية .


الموازنة بين الحسنات ، والسيئات

( ووفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عني ) قال سبحانه : « فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره » (2) . وعلى هذا الأساس فمن أساء ، وأحسن ، وهو مؤمن بالله يوازن بين حسناته ، وسيئاته ، فإن كانت الإساءة أكثر كان كمن لم يحسن ، وإن يك الإحسان أكثر كان كمن لم يسيء ، إذ الأكثر يغلب الإقل ، وإن تساويا كان كمن لم يصدر عنه شيء ، والإمام عليه السلام يسأل الله أن يجعله من النوع الثاني .
( وتوفني . . . ) « مسلماً وألحقني بالصالحين » (3) ، وفي دعاء آخر : « لا تميتني على غضبك » (4) .
أللهم إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي ، وصغائرها ، وبواطن سيئآتي ، وظواهرها ، وسوالف زلاتي ، وحوادثها ، توبة من لا يحدث نفسه بمعصية ، ولا يضمر أن يعود في خطيئة .
(1) انظر ، مجمع الأمثال للميداني : 2 / 251 ، طبعة مصر .
(2) الزلزلة : 7 ـ 8 .
(3) يوسف : 101 .
(4) انظر ، البحار : 95 / 220 ، كلمات الإمام الحسين ، للقرشي : 797 ، حياة الإمام الحسين ، للقرشي : 1 / 173 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 391


وقد قلت يا إلهي في محكم كتابك إنك تقبل التوبة عن عبادك ، وتعفو عن السيئات ، وتحب التوابين ، فاقبل توبتي كما وعدت ، وأعف عن سيئاتي كما ضمنت ، وأوجب لي محبتك كما شرطت .
ولك يا رب شرطي ألا أعود في مكروهك ، وضماني ألا أرجع في مذمومك ، وعهدي أن أهجر جميع معاصيك .


كبار الذنوب ، وصغارها

( أللهم إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي ، وصغائرها ) معصية الله هفوة ، وخلة ذميمة من حيث هي ، لا يرتضيها مؤمن من نفسه ، ولكن بعض الشر أهون من بعض . . . وما من شك أن الإنسان ـ غير المعصوم ـ يصعب عليه الإجتناب عن كل المحقرات خفيفها ، وثقيلها ، وإلى هذا أشار الهادي الشفيع بقوله (1) :
إن تغفر أللهم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما

ومن هنا جاء تقسيم الذنوب إلى كبار ، وصغار كتاباً ، وسنة ، وإجماعاً ، وعقلاً ، فمن الكتاب : « الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم » (2) والمراد باللمم هنا الصغائر من الذنوب . ومن السنة : « لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الإستغفار » (3) ، وعليه الإجماع قديماً ، وحديثاً ، ونعرف حكم العقل في ذلك من
(1) انظر ، السنن الكبرى : 10 / 185 ،تفسير الثعالبي : 5 / 525 ، مستدرك الحاكم : 1 / 55 و : 2 / 469 و : 4 / 245 ، كنز العمال : 2 / 190 ح 3696 ، الدر المنثور : 6 / 127 و 349 ، اسد الغابة : 5 / 516 ، الشرح الكبير : 12 / 38 .
(2) النجم : 32 .
(3) انظر ، كشف القناع : 6 / 533 ، الكافي : 2 / 288 ح 1 ، وسائل الشيعة : 11 / 268 ح 3 ، بدائع =
في ظلال الصيحيفة السجادية 392

تقسيم الجريمة في الشرائع الوضعية إلى جنحة ، وجناية (1) .
واختلفت الأقوال ، والآراء ، وتضاربت في تحديد الجريمة الكبيرة ، والصغيرة . وبالإجمال فإن الذنوب ، والآثام تتفاوت قوةً ، وضعفاً تبعاً لما لها من آثار سيئة في حياة الفرد ، أو المجتمع ، فمن حرب الإبادة بالملايين ، واستعمار الشعوب ، ونهب أقواتها إلى كلمة قارصة ، والأكل ، والشرب في آنية الذهب ، والفضة . والتفصيل في كتب الفقه ، والشرائع .
( توبة من لا يحدث نفسه بمعصية ) علماً بأن حديث النفس بالمعصية ليس بمعصية توجب الحساب ، والعقاب إلا تجاوز النفس إلى قول ، أو فعل ( ولا يضمر أن يعود في خطيئة ) معنى التوبة من الذنب الرجوع إلى طاعة الله بعد الإنصراف عنها ، ولا يتم هذا الرجوع حقاً ، وواقعاً إلا أن يعزم التائب على البقاء مع الله ، وطاعته ، ويضمر عدم الرجوع إلى معصيته . ويأتي المزيد من التوضيح بعد لحظة ( وقد قلت يا إلهي في محكم كتابك . . . ) : « وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات » (2) . . . « إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين » (3) . ( فاقبل توبتي كما وعدت . . . ) واضح ، وتقدم قبل قليل في قوله : « متنجزاً وعدك فيما وعدت به من الإجابة » ( ولك يا رب شرطي ألا أعود . . . ) هذا الشرط أصل أصيل في كل تائب ؛ لأن التوبة إقلاع عن الذنب ، ولا إقلاع مع الرجوع ، والعودة . وفي بعض الروايات : « المقيم على الذنب وهو منه مستغفر كالمستهزيء » (4) .
= الصنائع : 6 / 270 .
(1) انظر ، معجم ألفاظ الفقه الجعفري : 143 ، المعجم القانوني : 2 / 498 .
(2) الشورى : 25 .
(3) البقرة : 222 .
(4) انظر ، الكافي : 2 / 435 ح 10 ، بحار الأنوار : 6 / 36 ح 54 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 393

أللهم إنك أعلم بما عملت فاغفر لي ما علمت ، واصرفني بقدرتك إلى ما أحببت . أللهم وعلي تبعات قد حفظتهن ، وتبعات قد نسيتهن ، وكلهن بعينك التي لا تنام ، وعلمك الذي لا ينسى ؛ فعوض منها أهلها ، واحطط عني وزرها ، وخفف عني ثقلها ، واعصمني من أن أقارف مثلها .
أللهم ، وإنه لا وفاء لي بالتوبة إلا بعصمتك ، ولا استمساك بي عن الخطايا إلا عن قوتك ، فقوني بقوة كافية ، وتولني بعصمة مانعة .
( أللهم إنك أعلم بما عملت . . . ) أنت أعلم مني بنفسي ، فاغفر لي كل تقصير علمته أنت مني ، جهلته أنا ، أو عرفته ، ذكرته ، أو نسيته ( واصرفني بقدرتك إلى ما أحببت ) سهل علي الطريق إلى ما يرضيك ( وعلي تبعات ) : واجبات للناس ، ومسؤوليات ، قصرت في تأديتها ، وتهاونت ( وكلهن بعينك ) : بعلمك ( فعوض منها أهلها ) من تاب من الذنب كمن لا ذنب له إلا فيما يعود إلى حق الناس ، فإنه لا يسقط إلا بالوفاء ، أو العفو من له الحق (1) . والإمام يسأل الله بفضله أن يقضي عنه يوم الحساب كل ما عليه للناس من حق . وتقدم مع الشرح (2) ، ( واعصمني من أن اقارف مثلها ) اقترف الذنب : فعله ، والمعنى بعد التوبة إلى عدم العودة لمثل ما فعلت قبلها .


كل شيء بيد الله

( وإنه لا وفاء لي بالتوبة إلا بعصمتك . . . ) كل شيء بيد الله ، وقبضته ؛ لأنه
(1) انظر ، الوسائل : 11 / 358 ، مستند الشيعة : 14 / 156 ، الكافي : 2 / 435 ح 10 ، الإقناع : 2 / 198 ، البحار : 93 / 281 .
(2) انظر ، الدعاء الثاني والعشرون .
في ظلال الصيحيفة السجادية 394

خالق الأشياء كلها مباشرة ، أو بالواسطة حتى التوبة ، والعزم على الطاعة ، وغيره من الأسباب الموجبة للقرب منه أو البعد عنه ، والإمام عليه السلام يطلب من الله سبحانه أن يمده بعونه ، ويهيء له أسباب الطاعة ، وأجوائها كالتربية المؤمنة الصالحة ، والأستاذ العالم الناصح ، والغنى عن الناس ، ونحو ذلك ، ومثل هذا الدعاء دعاء فتية الكهف حيث قالوا : «ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداَ» (1) ، ومثله أيضاً ما جاء في دعاء يوم عرفة لسيد الشهداء والد السجاد عليه السلام : «إلهي كيف أعزم وأنت القاهر ، وكيف لا أعزم ، وأنت الآمر . . . فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك» (2) ، أي هيء لي أسباب العزم على طاعتك ، والعمل بخدمتك كي أكون قريباً منك لا بعيداً عنك ، وقال سبحانه لنبيه الأكرم : «ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداًً إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداَ» (3) ، وتقدم في الدعاء السابع : «وتسببت بلطفك الأسباب» .
أللهم أيما عبد تاب إليك ، وهو في علم الغيب عندك فاسخ لتوبته ، وعائد في ذنبه ، وخطيئته ؛ فإني أعوذ بك أن أكون كذلك ، فاجعل توبتي هذه توبة لا أحتاج بعدها إلى توبة ، توبة موجبةً لمحو ما سلف ، والسلامة فيما بقي .
أللهم إني أعتذر إليك من جهلي ، وأستوهبك سوء فعلي ، فاضممني إلى كنف رحمتك تطولاً ، واسترني بستر عافيتك تفضلاً .
(1) الكهف : 10 .
(2) انظر ، إقبال الأعمال : 348 ، صحيفة الإمام الحسين عليه السلام : 214 ، كلمات الإمام الحسين عليه السلام : 804 ، بحار الأنوار : 95 / 225 .
(3) الكهف : 23 ـ 24 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 395

(أللهم أيما عبد تاب . . .) أبرأ إليك ممن فسخ التوبة ، وعاد إلى الحوبة (أعوذ بك أن أكون كذلك . . .) أخلصت لك يا إلهي في توبة ، راسخة ، دائمة ، وخالصة ، مخلصة لوجهك الكريم ، تمحو كل ذنب مضى ، وتوجب السلامة من كل خطيئة فيما بقي من العمر (أللهم إني أعتذر إليك من جهلي) كل من أساء إلى نفسه بمعصية الله فهو سفيه ، أو جاحد بالله ، أو جاهل بعظمته ، وكل من لم يعمل بعلمه فهو أسوأ حالاً ، وعاقبة من السفيه ، والجاهل ، وأضل سبيلاً ، وفي الحديث : «إن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه (1)» (وأستوهبك سوء فعلي) أستغفرك مما قصرت ، وفرطت (فاضممني إلى كنف رحمتك تطولاً) الكنف : الحمى ، والظل ، والتطول : التفضل ، والمعنى اجعلني برحمتك ، وفضلك في حرز حارز ، وحصن حافظ من كل سوء (واسترني بستر عافيتك تفضلاً) لا تكشف عيوبي على رؤوس الأشهاد يوم تبلو أخبار العباد . وقد تقدم مثله (2) .
أللهم وإني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك ، أو زال عن محبتك من خطرات قلبي ، ولحظات عيني ، وحكايات لساني ، توبة تسلم بها كل جارحة على حيالها من تبعاتك ، وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك .
أللهم فارحم وحدتي بين يديك ، ووجيب قلبي من خشيتك ، واضطرب أركاني من هيبتك ، فقد أقامتني يا رب ذنوبي مقام الخزي بفنائك ، فإن سكت لم ينطق عني أحد ، وإن شفعت فلست
(1) انظر ، الكافي : 1 / 44 ح 1 ، إرشاد الأذهان : 1 / 15 ، الخصال : 51 ، شرح اصول الكافي : 2 / 139 .
(2) انظر ، الدعاء ، الحادي عشر ، وغيره .
في ظلال الصيحيفة السجادية 396

بأهل الشفاعة .
أللهم صل على محمد وآله ، وشفع في خطاياي كرمك ، وعد على سيئاتي بعفوك ، ولا تجزني جزآئي من عقوبتك ، وابسط علي طولك ، وجللني بسترك ، وافعل بي فعل عزيز تضرع إليه عبد ذليل فرحمه ، أو غني تعرض له عبد فقير فنعشه .
(أللهم وإني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك) تكرار لقوله آنفاً في هذا الدعاء بالذات : أتوب إليك من كبار ذنوبي ، وصغارها . . . (أو زال عن محبتك من خطرات قلبي) لا حساب ، ولا عقاب على خطرات السوء ، ووسوسته إلا إذا تجاوزت القلب إلى قول ، أو فعل حيث لا حول ولا قوة للإنسان في دفعها ، ومقاومتها ، وعليه تكون التوبة منها مجرد سؤال ، ودعاء في أن لا تؤثر أثرها ، وتعمل عملها ( ولحظات عيني) المحرمة كالإشارة بالطرف إلى شخص بقصد الهزء به ، قال سبحانه : «إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون وإذا مروا به ميتغامزون» (1) ، وكالنظرة الخبيثة المريبة إلى امرأة أجنبية (وحكايات لساني) كالثرثرة في الكفر ، والفجور ، والشتم ، والبذاءة ، والغيبة ، والنميمة .
(كل جارحة على حيالها من تبعاتك) الجارحة : العضو ، وعلى حيالها : على انفرادها ، وتبعاته تعالى : أعمالنا ، وأقوالنا التي تستوجب العقاب ، والمعنى نزه أللهم كل عضو مني عما يقبح ، ويشين (وتأمن . . .) كل جوارحي من العذاب (فارحم وحدتي بين يديك) ارحم ضعفي ، وقلة حيلتي يوم ألقاك (ووجيب قلبي . . .) خفقانه خوفاً من غضبك (واضطراب أركاني) : أعضائي (فقد أقامتني يا رب
(1) المطففين : 29 ـ 30 .
في ظلال الصيحيفة السجادية 397

ذنوبي . . .) بباب عزك مقام الذليل المستسلم (فإن سكت . . .) فلا دافع ، ولا شافع إلا فضلك ، وكرمك ، ومعنى قوله : (فلست بأهل الشفاعة) لا شيء من أفعالي يشفع بي .
(وعد على سيئاتي بعفوك) تفضل بالعفو ، والمغفرة ، واجترحت (ولا تجزني جزآئي من عقوبتك) أنا أستحق العقاب ، والنقمة ، وأنت أهل الصفح ، والرحمة ، فعاملني بما أنت أهله ، ولا تعاملني بما أنا أهله (وابسط علي طولك) : فضلك (وجللني) يقال : جلل المطر الأرض أي عمها ، وطمها .


لو خلقتموه ، لرحمتموه

(وافعل بي فعل عزيز . . .) الله سبحانه لا يرحم من لا يرحم ، ولا يجود على من لا يجود . ومعنى هذا ببديهة العقل ، ومنطق الواقع أنه تعالى كريم رحيم ، لا يخيب رجاء من لاذ به ، ولجأ إليه . وجاء في الحديث ما معناه أن كل الكائنات تقول لله في كل لحظة : ائذن لنا بهلاك ابن ءادم ، فإنه أكل خيرك ، وعبد غيرك . فيقول لها : «أهل طاعتي في ضيافتي ، وأهل شكري في زيادتي ، وأهل ذكري في نعمتي ، وأهل معصيتي لا ائيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن دعوا فأنا مجيبهم ، وإن مرضوا فأنا طبيبهم اداويهم بالمحن ، والمصائب ، ولأطهرهم من الذنوب ، والمعايب» (1) ، عظمت كلمته : «لو خلقتموه ، لرحمتموه ، دعوني ، وعبادي ، إن تابوا إلي فأنا جبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم» (2) .
(1) انظر ، عدة الداعي : 238 ، أعلام الدين : 279 ، الجواهر السنية : 363 ، بحار الأنوار : 74 / 42 .
(2) لم أعثر على هذا المروي .
في ظلال الصيحيفة السجادية 398


أللهم لا خفير لي منك فليخفرني عزك ، ولا شفيع لي إليك فليشفع لي فضلك ، وقد أوجلتني خطاياي فليؤمني عفوك ؛ فما كل ما نطقت به عن جهل مني بسوء اثري ، ولا نسيان لما سبق من ذميم فعلي ؛ ولكن لتسمع سماؤك ، ومن فيها ، وأرضك ومن عليها ما أظهرت لك من الندم ، ولجأت إليك فيه من التوبة ؛ فلعل بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي ، أو تدركه الرقة علي لسوء حالي ، فينالني منه بدعوة أسمع لديك من دعائي ، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي تكون بها نجاتي من غضبك ، وفوزتي برضاك .
(أللهم لا خفير لي منك . . .) الخفير : المجير ، والمعنى لا يجيرني من غضبك مجير ، ولا يمنع عذابك عني أي مانع ، فاجرني بعزك الذي لا يضام ، وامنع عني بإنعامك وغفرانك كل سوء (ولا شفيع لي إليك فليشفع لي فضلك) لا شفيع غداً إلا العمل الصالح ، ومهمة النبي ، أو الولي الشفيع لديه تعالى إعلان هذا العمل ، والشهادة به ، وطلب العفو من الله على أساسه ؛ لأن الشفاعة بلا سبب جهل ، ولذا قال سبحانه : «ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون» (1) . والإمام عليه السلام يعترف بأنه لا يملك أي شيء من أسباب الشفاعة إلا الإيمان بكرم الله ، وفضله . ومثله قول أبيه سيد الشهداء عليه السلام : «إلهي إنك تعلم وإن لم تدم الطاعة مني فعلاً جزماً فقد دامت محبة ، وعزماً» (2) . وتقدم في الدعاء العاشر (وقد أوجلتني خطاياي فليؤمني عفوك) أوجلتني : روعتني ، وقد تقدم (3) .
(1) الأنبياء : 28 .
(2) انظر ، بحار الأنوار : 95 / 225 ، صحيفة الإمام الحسين عليه السلام : 214 .
(3) انظر ، الدعاء السادس عشر .
في ظلال الصيحيفة السجادية 399


(فما كل ما نطقت به) من كثرة الذنوب وعدم المجير ، والشفيع ، والتوبة ، والندم (عن جهل مني بسوء أثري ، ولا نسيان لما سبق من ذميم فعلي) سوء الأثر : سوء الفعل ، ومثله ذميم الفعل ، والمعنى أنا عالم ، وذاكر أن أعمالي غير صالحة ، وما أعلنتها تصنعاً ، أو تواضعاً ، بل (لتسمع سماؤك ومن فيها ، وأرضك ومن عليها ما أظهرت لك من الندم . . .) أعلنت على الدنيا توبتي ، وانقطاعي إلى الله ليسمعني عبد من عباد الله الصالحين مستجاب الدعوة لديه تعالى ، فيتأثر ، وتأخذه الرأفة ، والرحمة ، فيدعو ذا الجلال ، والإكرام بفضله ، ومنه أن يرفق بي ، وعندها يستجيب له سبحانه ، وأفوز بالغفران ، والرضوان .
أللهم إن يكن الندم توبة إليك . . . فأنا أندم ألنادمين ، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين ، وإن يكن الاستغفار حطة للذنوب فإني لك من المستغفرين .
أللهم فكما أمرت بالتوبة ، وضمنت القبول ، وحثثت على الدعآء ، ووعدت الإجابة ، فصل على محمد وآله ، واقبل توبتي ، ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك إنك أنت التواب على المذنبين والرحيم للخاطئين المنيبين .
أللهم صل على محمد وآله . . . كما هديتنا به ، وصل على محمد وآله . . . كما استنقذتنا به ، وصل على محمد وآله صلاةً تشفع لنا يوم القيامة ، ويوم الفاقة إليك ، إنك على كل شيء قدير ، وهو عليك يسير .
هل التوبة ندم على ما كان ، أو ترك المعصية إلى غير رجعة ، أو مجرد الإستغفار ، أو كل ذلك مطلوب حتماً ، وجزماً ؟ وأياً كان معنى التوبة فإني تارك ،

في ظلال الصيحيفة السجادية 400

ونادم ، ومستغفر ، وعازم ، وأنت يا إلهي قلت : وقولك الحق ، ووعدك الصدق : «أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم» (1) وقد تبنا بكل معنى تنصرف كلمة التوبة إليه ، وتدل عليه ، فتقبلها ، ولا تردنا خائبين بمحمد وآله الطاهرين ، صلواتك عليهم أجمعين . وتقدم كل ذلك مفصلاً ، ومطولاً (2) .
وبعد ، فهذا هو النهر ، والمنهل العذب أرشدنا إليه الإمام السجاد ، وزين العباد عليه السلام فهل من وارد ؟ . أللهم لا شيء إلا منك . ولا قوة لما إلا بك ، فأيدنا بتوفيقك ، وسددنا بعونك على طاعتك بمحمد وآل محمد عليه ، وعليهم أزكى التحيات ، وأفضل الصلوات .
(1) المائدة : 74 .
(2) انظر ، الدعاء الثاني عشر ، والسادس عشر .

السابق السابق الفهرس التالي التالي