ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 59


وأضرمهـا لعنـان السمــاء حمـراء تلفــح أعنانـها
ركين وللأرض تحت الكمـات رجيـف يزلـزل ثهلانـها
أقر على ألأرض من ظهرهـا إذا ململ الـرعب أقرانـها
تزيـد الطلاقــة في وجهـه إذا غيـر الخـوف ألوانـها
و لمـا قضـى للعلـى حقهـا وشيــد بالسيف بنيانهــا
ترجـل للمـوت عـن سابـق لـه أخلت الخيـل ميدانـها
ثـوى زائـد البشر في صرعة لـه حبب العـز لقيانــها
كـأن المنيـة كـانت لديــه فتــاة تواصـل خلصانها
جلتها لـه البيض في موقـف بـه أثكـل السمر خرصانها
فبـات بهـا تحت ليـل الكفاح طـروب النقيبـة جذلانـها
و أصبح مشتجـراً للرمــاح تحلي الدمـاء منـه مرانـها
عفيـرا متـى عايَنتهُ الكمـاة يختطف الـرعب ألوانــها
فما أجلت الحـرب عـن مثله صريعــا يجبن شجعانـها
تريب المُحيّـا تظن السمــاء بأن علـى الأرض كيوانـها
غريبـا أرى يا غريبا الطفوف توسـد خديــك(1)كثبانـها
وقتلك صبـراً بأيـدي أبـوك ثنــاها وكسر أوثـانــها
أ تقضي فـداك حشى العالمين خميص الحشـاشة ظمآنـها
ألست زعيــم بني غــالب ومطعـام فهـر ومطعانـها
فلِم أغفلت بـك أوتـارهــا و ليست تعـاجل أمكانــها


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 60


وهـذي ألأسنـة والبارقــات أطالت يد المطل هجرانـها
وتـلك المطهمـة المقربــات تجرعلى ألأرض أرسانـها
أَجُبناً عن الحرب يا من غـدوا على أول الدهـر أخذانـها
أترضـى أراقمكـم أن تُعــدَّ بني الوزغ اليـوم أقرانـها
وتنصب أعنــاقهـا مثلهــا بحيث تطــاولُ ثعبانهـا
يمينــا لئـن سوفت قطعـها فلا وصل السيف أيمانهـا
و إن هي نـامت على وترهـا فلا خـالط النوم أجفانهـا
تنــام وبالطف عليـاؤهــا أُميــة تنقض أركانهــا
وتلك على ألأرض من أُخدمت ورب السمـاوات سكانهـا
ثلاثــا قـد أنتبذت بالـعراء لهـا تنسج الريح أكفانهـا
مصـاب أطـاش عقول ألأنام جميعـا و حيـر أذهانهـا
عليكم بني الوحي صلى ألإلـه ما هـزت الريـح أفنانهـا


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 61


أضمير غيب ألله

إن ضـاع وترك يبن حامي الدين لا قـال سيفك للمنايـا كوني
أولم تنـاهض آل حـرب هـاشم لا بشـرت عـلويــة بجنين
أم علل البـيض الرقـاق بنهضـة في يوم حرب بالردى مشحون
كـم ذا تهـزك للكريهـة حنــة من كل مشجية الصهيل صفون
طـال إنتظـار السمر طعنتك التي تلـد المنون بنفس كل طعيـن
عجبـا لسيفك كيف يـألف غمـده وشبـاه كافل وتـره المضمون
لله قلبـك وهــو أغضب للـهدى ما كـان أصبره لهتـك الديـن
فيمـا إعتذارك للنهـوض و فيكـم للضيم وسـم فـوق كـل جبين
أيمينكم فقـدت قـوائـم بيضهــا أم خيلكم أضحت بغيـر متـون
لا إستك سمع الـدهر سيفك صارخا في الهـام فاصل حـده المسنون
إن لـم تقدهـا في القتـام طوالعـا فكـأنها قطع السحـاب الجـون
ما إن سطت بحمـاة ثغـر تهـامة إلا ذعرن حمــاة ثغـر الصين
يحملن منـك إلى ألأعـادي مخدرا(1)ً يرمي المنـون لقــاؤه بمنـون
غضبان إن لبس الضواحي مصحراً نزعـت لـه ألأسـاد كل عرين


(1) المخدر : ألأسد.
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 62


فمتى أراك وأنـت في أعقابهـا بالرمح تطعن صلب كل ركين
حيث الطريـد أمام رمحك دمعه كغروب هاضبة القطـار هتون
لـم يمسحن جفـونــه إلا رأى شوك القنـا ألأهداب رأي يقين
ومن الجسوم تزاحم ألأرض السما ما بين مضروب إلى مطعـون
والموت يسأم قبض أرواح العدى تعبـاً لقطعك حبـل كل وتيـن
فتمهـد الدنيــا بإمـرة عـادل وبنهـي عَـلاّمٍ وقسط أميــن
ومضـاء منصلتٍ وعزم مجرب وأنـات مقتدر وبـطش مكيـن
أتُشيـم سيفك عـن جماجم معشر وتروكـم بالذحـل في صفيـن
وحنين بيضهم الرقـاق بهـامكم ملأَ الزمـــان برنـة و حنين
وكميـن حقـد الجـاهلية فيـهم أنّـا طلعتـم غـالكـم بكميـن
غصبوكم بشبـا الصـوارم أنفساً قـام الوجـود بسرهـا المكنون
كـم موقف حلبوا رقـابكمُ دمـا فيـه وأعينكـم نجيـع شـؤون(1)
لا مثل يـومكم بعرصة كـربلا في سالفـات الـدهر يوم شجون
قـد أرهفوا فيـه لجـدك أنصلا تركـت وجوهكـم بـلا عرنين
يـوم أبي الضيم صـابر محنـة غضب ألإلـه لوقعهـا في الدين
سلبتـه أطـراف ألأسنـة مهجة تفـدى بجملة عــالم التكويـن
فثوى بضاحيـة الهجير ضريبةً تحت السيوف لحدهــا المسنون
وقفت لـه ألأفـلاك حين هويه و تبدلـت حركـاتهــا بسكون
وبهـا نعـاه الروح يهتف منشدا عن قلب والـهة بصوت حزيـن


(1) الشؤون : الدموع.
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 63


أضميـر غيـب ألله كيـف لك القنـا نفـذت وراء حجابـه المخزون
وتصــك جبهتـك السيـوف وإنـها لـولا يمينـك لـم تكـن ليمين
ما كنت حين صرعت مضعوف القوى فأقـول لـم ترفـد بنصر معين
وأمـا وشيبتـك الخضيبــة إنهــا لأبــرُّ كــل إليّــة ويميـن
لو كنت تستـام الحيـاة لأرخصـت منهـا لـك ألأقدار كــل ثمين
أو شئت محـو عـداك حتى لا يرى منهم على الغبـراء شخص قطين
لأخـذت آفــاق البــلاد عليـهم وشحنت قطريهــا بجيش منون
حتى بهـا لم تبـق نـافخ ضرمـة منهم بكـل مفــاوز و حصون
لكـن دعتـك لبـذل نفسك عصبة حـان إنتشار ظلالهـا المدفـون
فرأيـت أن لقــاء ربـك بـاذلاً للنفس أفضل من بقـاء ضنيـن
فصبرت نفسك حيـث تلتهب الضبا ضربـاً يذيب فــؤاد كل رزين
والـحرب تطحن شوسها برحاتهـا والـرعب يلهم حلم كـل رصين
والسمر كألأضـلاع فـوقك تنحني والبيض تنطبق إنطبـاق جفـون
وقضيت نحبـك بيـن أظهر معشر حملـوا بأخبث أظهـر وبطـون
و أجل يـوم بعـد يـومك حلّ في ألإسلام منـه يشيب كـل جنيـن
يـوم سرت أسرى كما شاء العدى فيـه الفـواطم من بنـي يـاسين
أُبـرزن مـن حـرم النبي و أنـه حـرم ألإلــه بواضـح التبييـن
من كـل محصنة هنـاك برغمهـا أضحت بـلا خـدر و لا تحصين


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 64


سلبت و قد حجب النواظر نورها عن حر وجه بالعفاف مصون
قـذفت بهن يـد الخطوب بقفرة هيمـاء صالية الهجير شطون(1)
فغدت بهـاجرة الظهيرة بعدمـا كانت بفيحـاء الظلال حصين
حرى متى إلتهبت حشاشتها ضماً طفقت تـروِّح قلبهــا بأنين
وحدت بها ألأعداء فوق مصاعب ترمي السهول من الفلا بحزون
لا طاب ظلك يا زمان ولا جرت أنهـار مـاءك للـورى بمعين
ما كـان أوكسها لكـفك صفقـةً فيهـا ربحت نـدامة المغبـون
فلقد جمعت قـواك في يـوم بـه ألقحت أُم الحادثــات الجـون
وبـه مذ أُبتِكرَت مَصيبة كربـلا عَقُمَتْ فمـا لنتاجها من حيـن
أحمـاة ثغر الديـن حيث سيوفكم شرعت محجة نهجـه المسنون
صلـى ألإلـه عليكـم ما منكـم هتف الصوامع بإسم خير أمين


(1) شطون : بعيد.
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 65


مقام العز

تـروم مقـام الـعز والـذل نـازل ولم يك في الغبراء منك زلازل
وتـرجو عـلا من دونها قدر القضا وعزمك عن قرع المقادير ناكل
إذا كنت ممن يـأنف الضيم فاعتصم بعزم لـه قلب الحـوادث ذاهل
وليس يزيـل الضيــم إلا أبــاته ويرحض عار الذل إلا المناضل(1)
رم العز في الخضراء بين نجومهـا وكن ثاقبـا فيهـا وهن أوافـل
وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت أنيس المواضي فهي منك أواهل
أما لـك في شـم العرانيـن إسـوة فتسلك ما سنّته منهـا ألأفاضل
بيوت علاهم في الحـوادث إن دهت قنـاً وضبـا مشحوذة وقنـابل
هم قـابلوا في نصر مدرة(2) هاشم أُميـة لمــا آزرتـها القبائـل
وأجـروا بـأرض الغاضرية أبحراً من الـدم لم تبصر لهن سواحل
بيـوم كيـوم الحشر و الحشر دونه أواخـره مرهوبـة و ألأوائـل
منـاجيب غلب من ذؤابـة هـاشم وآسـاد حـرب غابهن الذوابل
إذا صارخ الهيجـا دهـاهم تلملمت لهم فـوق آفاق السما ء جحافل


(1) يرحض : يغسل.
(2) مدرة الرجل: بيته.
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 66


وإن غيمت بالنقـع شمت بوارقــاً لهم غربها بالموت و الدم هاطل
و للضاربـات الساغبـات برزقـها قنـاهم بمستن النـزال كـوافل
وفي أكبد ألأبطـال تغـرس سمرهم ومن دمهـا خرصـانهن نواهل
لهـم ثمـرات العـز من مثمراتهـا فعـزهم بيـن السماكين نـازل
و لم ير يـوم الطف أصبـر منـهم غداة بهـا للموت طافت جحافل
و ما برحت تلقى القنـا بصدورهـا إلى أن تروت من دماها العواسل
بنفسي بدورا من سمـا مجـد غالب هوت أُفّلاً بالطعن وهي كـوامل
و من بعدهم يعسوب هـاشم قد غدا فريـدا عن الدين الحنيف يقاتـل
على سـابـح لـم تعتلق بغبــاره إذا ما جرى يـوم الرهام ألأجادل
عجبت لمن لم تستطع فـوق ظهرها على حمله الغبرا له المهر حـامل
همـام له عـزم به الشم في الوغى تعـود أعـاليهن وهـي أسافـل
نضى لقـراع الشوس عضبا مهندا تميـل المنـايا أينمـا هو مائـل
وغـادرهم في غربـه جُثمَّا علـى الثرى وبهم شغل من الموت شاغل
وما زال يرديهم إلى أن قضى على ضمـاً والمواضي من دماه نواهل
قضي بعدمـا أعطى المهنـد حقه ولا جسـم إلا و هو للروح ثـاكل
وخلف عدنـانا كـأفراخ طـائـر تحـوم عليـها كـل حين أجـادل
وبالطـف من عليــا نزار عقائلاً أُسارى و من أجفانها الدمـع هامل
بلا كافل تطوي المهامهَ في السرى وأنّـا لهـا بعـد ابن أحمد كـافل
أُمية هبي من كرى الشرك وأنظري فهـل أُسرت لـلأنبياء عقائــل


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 67


فما للنسـاء المحصنـات وللسرى تجـوب بهـا البيداء عيس هوازل
ومـا لبُنيّـات الرسـول وللظمـا بقفـرٍ بـه للحـر تغلي مراجـل
فتحسب رقـراق السحـاب بموره نطافاً ومنها الماء في ألأرض سائل
فتجهش مـن حـر الضماء بركبكم ولم يك في استجهاشها الركب طائل
ألا يا لحـاك ألله فارتقبـي وغـىً يثور بهـا من غالب الغلب باسـل
هو القائـم المهدي يدرك ما مضى من الثـأر فليهمل لك الثـأر هامل
طلـوب فلو في مهجة الموت وتره لشق إليهـا الصدر والموت ناكـل
ينـال بحـد السيف ما هو طـالب و يمضي ولـو أن المنيـة حائـل
شروب بماضي الشفرتين دم العدى وأجســامهم بالسمهريـة آكــل
أملتهـم الكونيـن فـي فـم عزمه حنانيك ما في ذمنـا الدهر طائـل
متى يا رعـاك ألله طـال إنتظارنا تقيم عمـاد الديـن إذ هـو مائـل
وتجتـاح قـوماً منهم كل شـارق تغـولكم شرقـا و غربـا غوائـل
وتصبح فيكـم روضة الدين غضة و تزهـر منكـم للأنـام الخمائـل
بني الوحي أهـدى حيدر مدحة لكم يدين لهـا قـس بمـا هـو قائـل
فعـذراً فإني بـاقل أن أقـل بكـم مديحـا لـه قـس الفصاحة باقـل
وصلى عليكم خالق الخلق ما جرت على رزيّتكم سحب الدموع الهواطل


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 68


يا حشى الدين

عثر الـدهر ويرجوأن يقـالا تربت كـفك مـن راج محـالا
أي عـذر لـك في عـاصفة نسفت من لك قـد كانوا ألجبالا
فتراجــع فتنصـل ندمــا أو تخادع واطلب المكـر احتيالا
أنزوعـاً بعدمـا جئت بهــا تنزع ألأكبـاد بالوجــد إشتعالا
قتلت عــذرك إذ أنزلتــها بالذرى من هـاشم تدعـو نزالا
فـرغ الكف فـلا أدري لمن في جفيـر الغـدر تستبقي النبالا
نلت ما نلت فـدع كل الورى عنك أو فاذهب بمن شئت إغتيالا
إنمـا أطلقت غربـا من ردى فيـه ألحقـت بيمنـاك الشمـالا
قـد تراجعت وعنـدي شرع شيمــا تلبسهـا حــالا فحالا
وتجملت ولكـــن هــذه سلبت وجهك لو تـدري الجمالا
لا أقـالتني المقـــادير إذا كـنت ممن لـك يا دهـر أقالا
أ زلال العفـو تبغـي وعلى أهل حـوض الله حرمت الزلالا
المطاعيـن إذا شبَّت وغـىً والمطـاعيم إذا هبــت شمالا
والمحاميـن على أحسابـهم جهد ما تحمي المغاوير الحجالا


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 69


أسـرة الهيجـاء أتـراب الضبـا حلفـاء السمر سحبـا وإعتقالا
فهم ألأطـواد حلمــا و حجـىً والضبـا وألأُسد غربا وصيالا
ولهـم كـل طمـوح لا يــرى خـد جبـار الوغـى إلا نعالا
إن دعوا خفوا إلى داعـي الوغى و إذا النادي إحتبى كـانوا ثقالا
أهـزل ألأعمـار منهم قــولهم كلما جـد الوغى زيـدي هزالا
كـل وطـاء على شـوك القنـا إثر مشـاء على الجمـر إختيالا
وقفـوا والمـوت في قــارعة لـو بهـا أرسي ثهـلان لمـالا
فأبـو إلا إتصالا بالضبــــا و عن الضيم من الروح انفصالا
أرخصوهـا للعوالــي مهجـاً قـد شراهـا منـهم ألله فغـالا
نسيت نفسـي جسمي أو فــلا ذكـرت إلا عن الدنيـا إرتحالا
حين تنسى أوجهــاً من هاشم ضمهــا التـرب هلالاً فهلالا
أفتديــهم وبمـن ذا أفتــدي أمن لهّلاك الـورى كانوا الثمالا
عجبـا من رجلهـا مـا قطعت في طريـق المجد من نعل قبالا
و ترت مَن كَم على جمر الوغى ألفـت ألأخمص رجلاها صِيالا
عترة الوحـي غـدت في قتلها حرمـات ألله في الطـف حلالا
قتلت صبـرا علـى مشـرعة وجدت فيها الردى أصفى سجالا
يـوم آلـت آل حرب لا شفت حقـدهــا إن تركــت لله آلا
يا حشى الديـن ويا قلب الهدى كـابدا مـا عشتمـا داء عضالا
تلك أبنـــاء عليٍ غـودرت بدماهـا القـوم تستشفي ضلالا


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 70


نسيت أبنـاء فهـر وترهــا أم علـى مـاذا أحـالته إتكـالا
فمن الحـــامل عني آيــة لهـم لو هـزت الطـود لـزالا
ايهـا الـراغب فـي تغليسـة بأمـون قـط لم تشكو الكـلالا(1)
إقتعدهـا وأقـم من صدرهـا حيث وفد البيت يلقون الرحـالا
و احتقبهـا من لسانـي نفثـة ضرمـاً حوَّلهـا الغيض مقـالا
وإذا أنديـــة الحـي بـدت تشعر الهيبـة حشـدا و إحتفـالا
قف على البطحاء وأهتف ببني شيبة الحمد وقـل قوموا عجـالا
كم رضـاع الضيم لا شب لكم ناشيء أو تجعلوا المـوت فصالا
كم وقـوف الخيل لا كم نسيّت علكـها اللجم ومجراهـا رعـالا
كم قـرار البيض في الغمد أما آن أن تهتـزَّ للضـرب إنسـلالا
كـم تمنـون العوالـي بالطلا أَقتـلُ ألأدواء مــا زاد مطـالا
فهلمـوا بالمذاكـي شزبـــا و الضبـا بيضاً وبالسمر طـوالا
حـل ما لا تبـرك ألإبل على مثله يـوما و لـو زيـدت عقالا
طحنت أبنـاء حـرب هامكم برحـى حـرب لهـا كانوا الثفالا(2)
وطئـوا آنافكـم في كـربلا وطأةً دكـت علـى السهل الجبالا
قـوّموهـا أسـلا خطيــة كقـدود الغيـد لينـــا وإعتدالا
وأخطبوا طعنا بها عن ألسن طالمـا أنشأت المـوت إرتجـالا
وانتضوهـا قضبـا هنديـة بسوى الهامات لا ترضى الصقالا
ومكـان الحـد منهـا ركبوا عزمكـم إن خفتموا منهـا الكلالا


(1) التغليس : السير في ظلمة الليل.
أمون : الناقة : المأمونة العثار.
الكلال: التعب.
(2) الثفال: بضم الثاء ، حجر الرحى ألأسفل، وبالكسر : جلد يبسط تحت الرحى.
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 71


وإعقـدوه عارضـاً من عثيـر بالدم المهراق منحل العزالـى(1)
وإبعثوهـا مثـل ذؤبـان الغضا لا ترى إلا على الهـام مجالا
وإلى الطـف بهـا حـرّى فـلا بردً أو تنسف هاتيـك التلالا
بطـراد تلـدم الطـف بـــه للأولى منكم قضـوا فيه قتالا
وطعـان يمطـر السمـر دمـاً فوقها حيث دم ألأشراف سالا
كـم لكـم من صبية مـا أُبدلت ثمَّ من حـاضنة إلا رمــالا
سل بحجر الحرب ماذا رضعت فثديُّ الحـرب قـد كن نصالا
رضعت من دمهـا الموت فيـا لرضـاعٍ عاد بالـرغم فصالا
و نـواع بـرزت من خدرهـا تلزم ألأيـديَ أكبـاداً وجـالا
كـم علـى النعي لهـا من حنّةٍ كحنين النيب فـارقن الفصالا
كبنات الـدوح تبكـي شجوهـا و غـوادي الدمع تنهل انهلالا


(1) العزلاء :صب الماء من القربة.
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 72


يا قتيلا

أحسينٌ مذ الحفاظ إنتضاكا كسر الموت جفنه عن شباكا
مستميتاً رآك فارتاع حتى ود رعبــاً بـأنـه ما رآكا
يـا قتيلا ولا مرنّـةُ نبع بشباهــا وليُّ ثـأر نعـاكا
و إلى ألآن ما بكاك حميم بحسـام دمـاً فروى صداكا
أكل اللوم هاشما بعد يوم فيه سمر القنـا شربن دماكا


في المديح

إذا لـم أُعـوّد منك غيـر التفضل فهل كيف لا أرجوك في كل معضل
وإيـاك في عتبـي أطيـل جرائـة لأنـك فـي كـل ألأمـور مؤملـي
وأنـك بعـد ألله لا المرتجى الـذي عليـه إتكـالي بـل عليـه معولـي
و مـا أحـد إلا ويقبــر ميتــا وهـا أنـا ذا حـي قبـرت بمنـزل
على أن هـذا الدهـر طبّـق سيفه الجـوارح مني مفصـل بعـد مفصل
وحملنــي أعبائـــه فكأننــي علـى كـاهلي منهـا أنـوء بأجبـل
ومذ سد أبـواب الرجا دون مقصد قرعت بعتبـي منـك بـاب التفضل
أ أصدر ظمآنـا وقـد جئت موردا رجائـي من جـدواك أعـذب منهل
وتسلمنـي للـدهر بعـد تيقنــي بأنـك مهمـا راعني الـدهر معقـل
فهب سوء فعلي من صلاتك مانعي فحسن رجائـي نحو جودك موصلي


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 73


هما لي حرزٌ

حبست رجائـي عن الباخلين وأنزلت في إبني علي رجائي
هما لي حـرز من النائبـات بل حـرم من جميع البلائـي
فبـي عائـلان بـدار الفنـا ولي شافعـان بـدار البقـاء
أشبلي علي ومن إن دعـوت في كل خطب أجابـا دعائي
أرى الدهر من حيث لا أتقي رمانـي ويعلم أنتـم و قائي


السابق السابق الفهرس التالي التالي