أدب الطف ـ الجزء الثاني 234


المهيار الديلمي

قال يرثي الحسين عليه السلام في شهر المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة :
مَشين لنا بين ميـلٍ وهـيفِ فقـل في قـناةٍ وقل فـي نـزيف(1)
على كل غـصنٍ ثـمارُ الشبا بِ مـن مجتنـيه دواني القـطوفِ
ومن عجب الحسـنِ أن الثقيـ ـل منه يُدلّ بـحمـل الخـفيـف
خليليّ ما خُبـر مـا تبصـرا ن بيـن خلاخيلـهــا والشنـوف
سلاني بـه فالجـمال اسـمه ومعـناه مفـسـدةً للـعــفـيف
أمن «عربية» تحت الـظلام تـولّـجُ ذاك الـخيالِ المـطيـف ؟
سرى عـينها أو شبـيهاً فكا د يفضـح نومـي بـين الضيوف
نعم ودعـا ذكـرَ عهدِ الصبا سيلـقاه قلـبي بعـهدٍ ضـعـيف
«بآل عليّ» صروف الزمان بسطـنَ لسانـي لـذمّ الـصروف
مصابي عـلى بُعد داري بهم مصـابُ الأليـف بفـقد الألـيف
وليس صديقي غـيرَ الحزين ليـوم «الحسين» وغير الأسـوف
هو الغصن كان كـميناً فهبّ لدى «كربـلاء» بريح عـصوفِ
قتـيلٌ به ثـار غـلّ النفوس كما نغـر الـجرح حكّ القـروف
بكل يـدٍ أمـس قـد بايـعته وساقـت له الـيوم أيدي الـحتوف


(1) عن ديوان المهيار ، طبع مصر .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 235


نسوا جدّه عنــد عهد قـريبٍ وتالَـده مـع حـقّ طـريـف
فطـاروا له حامليـن الـنفاق بأجنحــة غِشّهـا في الحفيـف
يعـزّ علـيّ ارتقـاء المنـون الـى جبـلٍ منك عـال منـيف
ووجهـك ذاك الأعـزّ التريب يُشـهّر وهـو على الشمس موفي
علـى ألعـن امـره قد سعـى بـذاك الذمـيـل وذاك الوجـيفِ
وويل امّ مـأمـورهم لو أطاع لـقـد باع جنّـتـه بالطـفيـفِ
وأنت ـ وإن دافعوك ـ الإمام وكـان أبـوك برغـم الأنـوف
لمن آيةُ الـباب يـومَ اليـهود ومَن صاحبُ الجنّ يوم الخسيـف
ومَن جمع الدينَ في يوم «بدرٍ» «وأحدٍ» بتفـريق تلك الصـفوف
وهـدّم فـي الله أصنـامهـم بمرأى عـيونٍ علـيها عكـوف
أغيـر أبيـك إمـام الـهدى ضـياء النـديّ هزبـر العزيف
تفلـّل سـيفٌ بـه ضرّجوك لسوّدَ خـزياً وجـوهَ الـسـيوف
أمـرّ بفـيّ علـيك الـزلال وآلـم جلـدي وقـع الشـفـوف
أتحـملُ فـقدَك ذاك العـظيم جـوارح جـسـمي هذا الضعيف ؟
ولهفي عليك مـقالُ الخـبيـ ـر : أنـك تبـردُ حـرّ اللهـيف
أنشـرك ما حمـلَ الزائـرو ن أم المـسكُ خالط تُرب الطفوف ؟
كان ضريحك زهر الربـيـ ـع هبّـت عليه نسـيمُ الـخريف
أحبّـكم ما سعــى طائـفٌ وحنّت مطـّوقـة فـي الـهتوف
وإن كنت من«فارس»فالشريـ ـفُ معـتلـقٌ ودّه بـالشريـف
ركبت ـ على مـن يعاديـكم ويفسد تفـضيـلكـم بـالـوقوف ـ
سوابق من مدحـكم لـم أهَب صُعوبة ريّـضـهـا والقَطـوف(1)
تُقَطـّـر غـيرى أصلابهـا وتزلّـق أكفـالـها بالـرديــف(2)


(1) الطوف : الدابة التي تسيء السير وتبطئ .
(2) تقطر : تلقي الانسان على قطره وهو كاثبته وعجزه ، والكاثبة : اعلى الظهر .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 236


المهيار الديلمي


المتوفي سنة 428

هو أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي في الرعيل الأول من ناشري لغة الضاد دل على ذلك شعره العالي وأدبه الجزل وديوانه الفخم وكما كان عربياً في أدبه فهو علويُ في مذهبه مسلم في دينه يعتز ويفتخر باسلامه ويتمدح بآبائه الا كاسرة ملوك الشرق وجمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم . أسلم على يد السيد الشريف الرضي سنة 394 وتخرج عليه في الأدب والشعر وتوفي ليلة الأحد لخمس خلون من جمادي الثانية سنة 428 وجاهد بلسانه عن أهل البيت ومدح عليا وعدد مناقبه بشعر بديع ودافع عن حقوقه في الخلافة دفاعاً حاراً مؤثرا .
قال بعض العلماء : خيار مهيار خير من خيار الرضي وليس للرضي رديّ أصلا . قال ابن خلكان : كان جزل القول مقدماً على أهل وقته وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد واثنى عليه وذكره ابو الحسن الباخرزي في دمية القصر فقال :
هو شاعر له في مناسك الفضل مشاعر وكاتب تجلى كل كلمه من كلماته كاعب وما في قصيدة من قصائده بيت يتحكم عليه يلو وليت فهي مصبوبة بقوالب القلوب وبمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب ويتوب ، وللسيد جمال

أدب الطف ـ الجزء الثاني 237


الدين أحمد بن طاوس قدس سره شرح على لامية مهيار أسماه (كتاب الازهار في شرح لامية مهيار) .
من أشهر الشعراء الذين برزوا في النصف الاخير من القرن الرابع والنصف الاول من القرن الخامس الهجري ولعله كان أشهرهم على الاطلاق بعد استاذه الشريف الرضي ، اشتهر بالكتابة والأدب والفلسفة كما اشتهر بالشعر ، كان ثائر النفس عالي الهمة قوي الشخصية معتزاً بأدبه ونسبه وهذا الذي دفعه لأن يقول :
أُعجـبت بي بين نادى قومها أمّ سعد فمضـت تسألُ بي
سرّها ما علمت مـن خلـقي فارادت علمهـا مـا حسبي
لا تخـالي نسبـاً يخفضنـي انا من يرضيك عند النسب
قومي استولوا على الدهر فتى ومشوا فوق رؤس الحقـب
عممـوا بالشـمس هامـاتهم وبنوا أبياتهــم بـالشهـب
وأبي كــسرى على أيـوانه أين في النـاس ابٌ مثل أبي
سورة المـلك الـقدامى وعلى شرف الاسـلام لي والأدب
قد قبستُ المجـد من خير أبٍ وقبست الديـن من خير نبي
وضممتُ الفخـر من أطرافـه سودد الفرس وديـنَ العرب

فهو كما نراه يعتز بنسبه كما يعتز بدينه وعقيدته وأي انسان لا يعتز بقوميته ولا يفخر بنسبه ، اما ان المهيار يوصم بالشعوبية لانه فخر بآبائه فذلك فما لا يقرّه الوجدان . لقد سئل الامام زين العابدين علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن العصبية فقال : العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شراراً قومه خيراً من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم ، انك لتقرأ في شعر مهيار من الاعتزاز بالاسلام اكثر من اعتزازه بابائه فأسمه يقول في قصيدته بعد أن أنعم الله عليه بنعمة الاسلام ثم يعيب على

أدب الطف ـ الجزء الثاني 238


قومه حيث لم يهتدوا الى رشدهم ويرجعوا عن سفههم ويعيب عبادة النار .
دواعي الهوى لك أن لا تجيبا هجـرنا تُقى ما وصلنا ذنـوبا
قَفَـونا غـرورك حتى انجلت أمـورٌ أريـنَ العيون العـيوبا
نصبـنا لهـم أو بلغـنا بهـا نُهىً لم تـدع لـك فيـنا نصيبا
وهبنا الزمـان لـهـا مـقبلا وغصن الشبـيبة غضـاً قشيبا
فقل لمخـوّفـنا أن يـحـول صِباً هَرماً وشبـاب مشــيبا
وددنا لعـفـّتـنـا أنــنـا وُلدنا اذا كُـره الشيـب شـيبا
وبلّغ اخا صحبـتي عن اخيك عشـيرته نائـياً أو قـريــبا
تبـدلتُ مـن ناركـم ربّـها وخبثِ مواقـدها الـخلدَ طـيبا
حبـستُ عنـاني مسـتبصراً بـأيّــة يـستـبقون الذنـوبا
نصحتكم لو وجدتُ المـصيخ(1) وناديتـكم لـو دعـوتُ المجيبا
أفيئـوا فقـد وعـد الله فـي ضـلالـة مثـلكـم أن يتـوبا
وإلا هـلمـوا أبـاهـيـكـم فمن قام والفخر ، قـام المصيبا
أمـثل مـحـمد المصـطفـى اذا الـحـكـمُ ولّيتـموه لبيـبا
بعـدلٍ مكـانَ يــكون القسيم وفصلٍ مكـان يكـون الخطيبا
أبـان لنـا الله نـهج السبـيل بـبعـثتــه وأرانا الغـيوبـا
لئن كنتُ مـنكم فـان الهـجين يُخـرج فـي الفـلتات النجيـبا

وقال يرثي أهل البيت عليهم السلام ويذكر بيان البركة بولائهم فيما صار اليه :
في الظِباء الغادين أمس غزالُ قال عنه مـا لا يقول الخيال
طارق يزعــم الفراقَ عتابا ويـرينـا أن المـلالَ دلالُ
لم يزل يخدع البصـيرة حتى سرّنا ما يقول هـو محـالُ
لا عدمتُ الأحلامَ كـم نوّلتني من منيعٍ صعبٍ عـليه النوال


(1) المصيخ : المصغي .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 239


لـم تنـغّص وعداً بمطل ولو يو جب لـه مـِنّةً عـليّ الـوصال
فلليلـي الطويل شكري ودينُ الـ ـعشق أن تُكـره الليالـي الطوال
لمـن الظـُّعُن غاصبتنـا جمالا ؟ حبذا ما مشـت بـه الأجـمـالُ !
كانـفاتٍ بيـضاءَ دلّ عـليـها أنهـا الشـمس أنهـا لا تــنالُ
جـمـع الشـوق بالخليـع فأهلاً بحلـيـمٍ لـه السلــوّ عـقـال
كنـتُ مـنه أيـامَ مـرتـعُ لذّا تي خصيبٌ ومـاء عيشـي زلال
حيث ضلعي مع الشباب وسمعي غَـرضٌ لا تـصيـبه الـعـُذّال
يا نـديمـيّ كنـتما فافـترقـنا فاسـلوانـي ، لكل شـيء زوال
ليَ في الشيب صارف ومن الحز ن علـى «آل أحـمد» إشـغـال
معشر الرشد والهدى حَكَـم البغـ ـي عليهم ـ سفاهةً ـ والضلال
ودعـاة الله استجابـت رجـالُ لهم ثـم بـُدّلـوا فاستـحـالـوا
حملـوها يوم «السقـيفة» أوزا را تـخـفّ الجبال وهي ثقـال
ثـم جـاؤا من بعـدها يستـقيلو ن وهيـهات عـثـرةٌ لا تـُقال
يا لهـا سـوءة إذا «أحمـد» قا م غـداً بينهـم فقـال وقـالـوا
ربـع هـميّ عليهـم طلـَلٌ با ق وتـبلـى الهـموم والأطـلال
يا لقـومٍ إذ يقـتلـون «عليـاً» وهـو للمحـل فـيـهـم قـتّال
وتحـالُ الأخـبار والله يـدري كيف كانت يوم «الغـدير» الحال
ولسـبطيـن تابعَـيه فمـسـمو مٌ عليه ثــرى «البقيع» يُـهال
درسـوا قـبره ليخـفى عن الز وّارِ هيهات ! كيف يخفى الهلال !
وشهـيدٍ «بالطف» أبكى السموا تِ وكـادت له تـزول الـجبال
يا غليلي لـه وقـد حُرّم الـما ء عليـه وهو الشـراب الحلال
قطعت وصلة «النبي» بأن تقـ ـطع من آل بيتـه الأوصـال
لم تنجّ الكهولَ سنّ ولا الـشـ ـبان زهـد ولا نجـا الأطفال
لهفَ نفسي يا آل «طه» عليكم لهفةً كسـبـها جـوىً وخَـبال
وقلـيل لكـم ضلـوعي تهتـ ـزّ مع الوجـد أو دموعي تذال


أدب الطف ـ الجزء الثاني 240


كان هذا كـذا وودّي لـكم حسـ ـب ومالي في الدين بعدُ اتصال
وطروسـي سـود فكيف بي الآ ن ومنكـم بياضـها والصّـقال
حبكم كان فكّ أسـرى مـن الشر ك وفـي منكبـي لـه أغـلال
كـم تزمـّلـتُ بالمذلـة حتـى قُمت فـي ثـوب عـزّكم أختالُ
بركات لـكـم محت من فؤادي مـا مَـلّ الـضلالَ عمّ وخـال
ولقـد كـنـت عـالمـاً أن إقبا لـي بمـدحـي عليـكم إقـبال
لكم مـن ثنـايَ ما ساعَدَ العمـ ـرُ فمـنه الإبطـاء والاعجـال
وعليكم في الحشر رجحانُ ميزا ني بخـيرٍ لو يُـحصَر المثقـال
ويقيني أن سـوف تصـدُق آما لي بكـم يـومَ تـكذب الآمـال(1)

وقال يمدح أهل البيت عليهم السلام :
سـلا مَن سلا : مَن بنا استبدلا وكيــف محـا الآخر الأولا
وأي هـوىً حادث الـعهد أمـ ـس أنساه ذاك الهوى المُحولا ؟
وأين المـواثيـق والعـاذلات يـضيـق عليـهنّ أن تـعذلا ؟
أكانت أضاليـل وعـدِ الزما ن أم حـلم الـليل ثـم انـجلى ؟
وممّا جـرى الدمع فيـه سؤا ل مَن تـاه بالحسـن أن يسألا
أقول «برامـة» : يا صاحبي مَعاجاً ـ وإن فعـلا ـ : أجملا
قـفا لعلـيل فـإن الوقـوف وإن هــو لم يـشفـه عـلّلا
بغـربي «وجـرةَ» ينشـدنه وإن زادنــا صـلـةً مـنزلا
وحسناء لو أنصـفت حسنهـا لكـان من القبـح أن تبـخـلا
رأت هجرها مرخصا من دمي علـى النأى علقـاً قديمـاً غلا
ورُبّــت واشٍ بها منـبضٍ(2) أسـابـقه الـردّ أن يـُنــبلا
رأى ودّهـا طـللا مـمحـلا فلفـّق ما شـاء أن يَـمـحـَلا


(1) عن الديوان .
(2) المنبض : الذي يشد وتر القوس .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 241


وألـسنـة كأعالـي الـرمـاح رددتُ وقـد شـرعـت ذيـلا
ويأبـى «لحسنـاءَ» إن أقبـلت تــعرّضهـا قمـراً مقـبـلا
سـقى الله «ليلاتنـا بالـغويـ ـر» فيـما أعـلّ ومـا أنهلا
حيـاً كـلـما أسبلـت مـقلـة ـ حنيـنا له ـ عـبرة أسـبلا
وخـصّ وإن لـم تـعد ليـلةً خلت فالكرى بعـدها مـا حلا
وفي الطيـف فيـها بميعـاده وكـان تـعـوّد أن يـمـطلا
فما كــان أقصر لـيلي بـه ومـا كان لـو لم يـزر أطولا
مساحـبُ قصّر عني ا لمشيـ ـبُ ما كان منها الصّبا ذيـّلا
ستـصـرفني نـزوات الهمو م بالأرَب الـجِدّ أن أهــزلا
وتنـحتُ من طـرفي زفـرة مبـاردهـا تأكـل المـنصلا
وأغـرى بتـأبيـن آل النبـ ـيّ إن نسّب الشعر أو غـزّلا
بنفسي نـجومهـم المخـمَداتِ ويأبى الهدى غـير أن تشعـَلا
وأجسام نور لهم في الصعيـ ـدِ تـملؤه فيـضـيء الـملا
ببطن الثرى حملُ ما لم تطق على ظهرها الأرض ان تحملا
تفيض فكـانت ندىً أبحـرا وتهوي فكانت عُـلاً أجبــلا
سل المتحـدي بهـم في الفخا ر ، أين سمـت شرفات العلا :
بمـن بـاهـل الله أعـداءه فـكان الرسول بـهم أبهـلا ؟
وهـذا الكتـاب وإعـجـازه على مَن ؟وفي بيت مَن ؟ نزّلا
«وبدر» و «بدر» به الدين تـ ـمّ مَن كان فيـه جمـيلَ البلا ؟
ومَن نـام قوم سـواه وقـام ؟ ومَن كـان أفقــّه أو أعـدلا
بمن فصل الحكم يوم «الحنين» فـطبـق في ذلك الـمفصـلا ؟
مسـاعٍ أطيـل بتـفصيـلها كفى معجـزاً ذكـرها مجـملا
يمينا لقـد سلّـط الملحـدون على الحق أو كاد أن يبــطلا
فلولا ضـمان لنا في الطهور قضى جَدلُ القـول أن نخجـلا
أألله يا قوم يقـضي «النبـي» مطاعاً فيعـصـى وما غسـّلا !


أدب الطف ـ الجزء الثاني 242


ويوصي فنخرُص دعوى عليـ ـه فـي تـركه دينَه مـهمـَلا !
وتجتـمعـون عـلى زعمهـم وينـبـيك «سعـدٌ» بما أشكـلا !
فيعقب إجمـاعهـم أن يـبيـ ـت مفـضـولهم يـقدُم الأفضلا
وأن ينـزع الأمـر من أهلـه لأنّ «عــلـيـاً» لـه أُهـّـلا
وسـاروا يحطّـون فـي آلـه بظلمـهـم كـلـكـلا كـلكــلا
تـدّب عقـارب مـن كيـدهم فـتـفــنــيــهـم أوّلاً أوّلا
أضاليل ساقت صاب (الحسين) وما قـبل ذاك ومـا قـد تــلا
«أميـّة» لابسـة عـارَهــا وإن خفـى الـثأر أو حُصّــلا
فيوم «السقيـفة» يابن الـنبـ ـيّ طـرّق يـومك في «كربلا»
وغصبُ أبيـك عـلى حـقّه وأمـّك حَـســّنَ أن تُـقـتـَلا
أيا راكبـاً ظـهر مـجدولـةٍ تُـخـالُ اذا انـبسـطت أجـدلا
شأت أربع الـريح فـي أربعٍ اذا مـا انتـشرن طـوين الـفلا
اذا وكلـت طرفهـا بالسمـا ء خـيل بـادراكـهـا وكــّلا
فـعزّت غـزالتـهـا غـُرةً وطـالت غـزال الفـلا أيـطلا(1)
كطيتـك فـي منتهـى واحد ـ لـتدركَ يثربَ ـ أو مـرقلا
فصل ناجيـا وعلـيّ الأمانُ لمن كـان فـي حـاجة موصلا
تحمّل رسالـة صـبٍ حملت فنادِ بـها «أحـمدَ» الـمرسـلا
وحيّ وقـل : يا نبي الـهدى تأشـَب نـهجـُك واسـتـوغلا
قضيتَ فـأرمضنا ما قضيت وشـرعـك قد تمّ واستـكمـلا
فرام ابن عمـّك فيمـا سننـ ـتَ أن يتـقـبّل أو يـَمـثـُلا
فخانك فـيه مـن الغـادريـ ـن مَن غـيّر الـحق أو بـدّلا
الـى أن تحلّت بـها «تيمها» وأضحت «بنـو هاشـم» عُطّلا
ولـما سرى امـرُ «تيمٍ» أطا ل بـيتُ عـديٍّ لـها الأحـبلا


(1) الأيطل : الخاصرة .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 243


ومـدّت «أميـةُ» أعنـاقـها وقد هـوّن الخطبُ واستسهـلا
فنال «ابن عفّان» ما لـم يكن يظـنّ ومـا نـال بـل نُـوّلا
فقـرّ وأنـعـم عيـش يـكو ن مـن قـبله خشـناً قلـقـلا
وقلّـبهــا «أرد شيـريـةً» فحـرّق فيهـا بمـا أشـعـلا
وسـاروا فساقـوه أو أوردوه حيـاض الردّى مـنهلاً منهلا
ولما امتـطاهـا «عليّ» أخو ك ردّ الـى الـحق فـاستُثقلا
وجاؤا يـسومونه القـاتـلين وهـم قـد ولـوا ذلك المقتلا
وكانت هَنـاةٌ وأنـت الخصيم غداً والمـعاجَـلُ من أُمهِـلا
لكم آل «ياسين» مدحي صفا وودي حلا وفـؤادي خــلا
وعـندي لأعـدائـكم نافـذا تُ قولي [ما] صاحبَ المقولا
اذا ضاق بالسير ذرع الرفيق ملأتُ بهـنّ فـروجَ الـملا
فواقـرُ من كـل سهـمٍ تكون لـه كـلّ جارحـةٍ مـقـتلا
وهلا ونـهج طريق النجـاة بكم لاح لـي بعد مـا أشكلا ؟
ركبتُ لكم لقمـي فاستنـنتُ وكـنتُ أخـابطـه مجـهلا(1)
وفُكّ من الشرك أسري وكا ن غلاً عـلى منـكبي مقـفَلا
أواليكـم ما جـرت مزنـةٌ وما اصـطخب الرعد أوجلجلا
وأبــرأُ مـمن يـعاديكـم فإن الـبـراءة اصـل الـولا
ومولاكـم لا يخاف العقاب فكـونـوا له فـي غدٍ موئـلا

وقال يرثي أمير المؤمنين علياً وولده الحسين عليهما السلام ويذكر مناقبهما في المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة :
يزور عن «حَسناء» زورة خائفِ تعرّضُ طيفِ آخرَ الليل طائف(2)
فـأشبههـا لم تـغدُ مسـكاً لناشقٍ كما عوّدت ولا رحيقاً لراشـفِ


(1) استننت : ذهبت في واضح الطريق . والمجهل : القفر .
(2) عن الديوان .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 244


قصـيةُ دارٍ قـرّبَ النـومُ شخصـها ومانعـة أهـدت سـلام مـساعــف
أليـنُ وتـغـري بالإنـاء كأنمــا تبرّ بـهجـرانـي أليــه حـالــفِ
و«بالغـور» للـناسين عهـدي منزل حنانـيك من شاتِ لــديـه وصـائفِ
أغـالـط فـيه سـائلاً لا جهـالـة فأسـال عـنـه وهـو بادي المـعارف
ويعذلني فـي الـدار صحـبي كأنني علـى عَرَصـات الـحـب أولُ واقـفِ
خليليّ إن حالت ـ ولم أرض ـ بيننا طـوالُ الفيـافي أو عـِراض الـتنائفِ
فلا زرّ ذاك السـجـفُ إلا لكاشـفٍ ولا تــمّ ذاك الـبـدر إلا لـكاسـف
فـإن خفـتما شوقـي فقـد تأمنـانِه بخاتلـةٍ بــين الـقـنا والمـخـاوف
بصـفراء لو حلـت قديمـاً لشـارب لصنّت فمــا حلـّت فتـاةً لـقاطـف
يطوف بها من آل «كسرى» مقرطق يحدّث عـنها مـن ملـوك الــطوائف
سقى الـحسن حمـراء الـسلافة خدّه فأنبع نبتـاً أخضـراً فـي السـوائـف
وأحلف أنـى شُـعـشعت لـي بكفّه سلـوتُ ســوى هـمٍّ لقـلبي محالفِ
عصيت علـى الأيـام أن ينـتزعنه بنهـي عـذولٍ أو خـداعِ ملاطــفِ
جوى كلـما استـخفى ليخـمد هاجه سنا بارقٍ من أرض «كوفان» خاطف
يذكّرنـي مثـوى «علـيّ» كأنـني سمـعت بـذاك الرزء صيحة هاتـف
ركبت القوافـي ردف شـوقي مطيّةً تخبّ بـجاري دمعـي الـمتــرادف
الى غايـةٍ مـن مـدحـه إن بلغتها هزأتُ بأذيـال الــرياح الـعواصف
وما أنا من تـلك المفــازة مدرك بـنـفسي ولو عرّضـتها للمـتالـف
ولكن تــؤدّي الـشهد إصبـع ذائقٍ وتعـلقُ ريـح المـسك راحـةُ دائف(1)
بنفسي مـَن كانت مـع الـله نفـسه اذا قلّ يـوم الـحق مـَن لم يجـازف
إذا مــا عـزوا ديـناً فآخـر عابدٍ وإن قـسـموا دنياً فـأول عـائـفِ
كفى «يوم بـدر» شاهـد «وهوازن» لمسـتأخـرين عنـها ومـزاحــف
«وخيبر» ذات الـباب وهي ثقيلة الـ ـمرام على أيـدي الخطوب الخـفائف


(1) الدائف : الخالط الذي يخلط المسك بغيره من الطيب .


أدب الطف ـ الجزء الثاني 245


أبا «حسنٍ» إن أنكروا الحق [واضحاً] علــى أنـه والله إنكـارُ عـارف
فإلا سـعـى للبـين أخـمص بـازلٍ وإلا سمت للنعـل إصبـع خاصـف
وإلا كـما كنـتَ ابـنَ عـمٍّ ووالـياً وصهراً وصفوا كان مَـن لم يقـارف
أخصّك بـالتـفضـيل إلا لـعلـمـه بعجزهم عن بعض تـلك الـمواقـف
نوى الغدر أقـوام فخـانـوك بعـده وما آنـف فـي الـغدر إلا كـسالف
وهبهم سفاها صحـحوا فـيك قـوله فهل دفعوا ما عـنده في الـمصاحف
سلام علـى الاسـلام بعـدك إنـهم يـسومونـه بالـجور خطة خاسـف
وجدّدها «بالطـف» بابنك عصبـة أباحوا لذاك الـقرف حكــّة قارف
يعزّ على «محمـد» بابـن بـنـته صبيب دمٍ مـن بـين جنبيك واكـفِ
أجازَوك حـقاً في الخـلافة غادروا جوامع مـنه في رقـاب الخـلائـف
أيا عاطشـاً في مصـرعٍ لو شهدتُه سقيتك فـيه مـن دموعـي الذوارف
سقى غلّتي بحر بقـبـرك إنــني على غيـر إلمـامٍ بـه غير آسـف
وأهدى الــيه الـزائرون تحـيّتي لأشرف إن عيني لـه لـم تشـارف
وعادوا فـذرّوا بـين جنـبيّ تربةً شفائي مـما استحـقبوا في المخاوف
أُسـرّ لمـن والاك حـب موافـق وأبدي لـمن عاداك سـبّ مخـالف
دعيّ سعى سعي الأسود وقـد مشى سواه اليـها أمـس مشـيَ الخوائف(1)
وأغرى بك الحسـاد أنك لم تكـن علـى صـنم فيما روَوه بـعاكـف
وكنت حصان الجيب من يد غامرٍ كذاك حصان الـعرض من فم قاذف
وما نســب ما بين جنبـيّ تالدٌ بغـالـب ودٍّ بين جـنبيّ طـارف
وكم حاسد لي ودّ لو لم يعش ولم أنابله(2) في تأبيـنكـم وأسـايـف
تصرّفت فـي مدحيـكم فـتركته يعضّ عليّ الكفّ عـضّ الصوارف
هواكـم هـو الـدنيا وأعلم أنـه يبيّضُ يومَ الحشر سـودَ الصحائف


(1) الخوالف : النساء .
(2) انابله : أراميه بالنبل . أسايف : أجالده بالسيف .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 246


وقال يفتخر بابائه ويذكر سبقهم بالملك والسياسة ثم يذكر أهل البيت عليهم السلام وهي أول قوله في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة :
أتـعلمـين يـا بـنـة الأعـاجـمِ كم لأخيـكِ في الـهوى مـن لائمِ
يهـبّ يـلحاه بـوجـهٍ طـلــقٍ ينطق عـن قلـبٍ حسـودٍ راغـم
وهو مع المـجد علـى سبـيلــه ماض مضاء المـشرفـيّ الصارم
ممـتثــلا مـا سـنـّه آبــاؤه إن الشبـول شـبـه الـضراغـم
من أيكـةٍ مذ غرسـتها «فـارس» ما لان غمزاً فرعهـا لعـاجــم
لمن على الارض ـ وكانت غيضة ـ أبـنـيةُ لا تـُبتـــغـى لهـادم ؟
مَن فـرس الـباطـل بالحق ومَن أرغم للمـظلوم أنـف الـظـالـم
إلا «بنــو ساسان» أو جـدودهم طِـر بخـوافيـهـم وبـالقـوادم
أيهم أبـكـى دمـا فكــلـّهــم يجـلّ عن دمـوعي الـسواجـم
كم جـذبـت ذكـراهم من جلدي جـذب الفريق من فــؤاد الهائم
لا غرو والـدنيا بهـم طـابت اذا لم تحل يـوماً بـعدهم لـطاعـم
[ما] اختـصـمتني فيـهـم قبيلـة إلا وكنت غـصـّة الـمخاصـم
ولا نشــرت في يـدي فضلهـم إلا نـثرتُ مـلء عـقد الـناظم
إن يجـحد الـناس عـلاهـم فبما أنـكـر روض نعـم الغـمائـم !!
أو قلـّـد الصـارم غـير ربـه فليــس غـير كــفـه للقائم
أحـق بـالأرض اذا أنصـفتـم عــامـرها بـشرف الـعزائم
ياناحـلى مـجدهـم أنفـسهـم هُبوا فلـلأضغـاث عينُ الحالم
شتان رأس يفخـر التـاج بـه وأرؤسُ تـفـخـر بـالعـمائم
كم قصّرت [سيوفهم] عن جارهم خطى الزمـان قايمـاً بـقائـم
ودفعـت حماتـهم عــن نوبٍ عظــائمٍ تكشـف بالعـظائـم
وخوّلوا من [نعمةٍ] واغتـنمـوا جُلّ السـماح عـن يمـين غارم
مناقب تفتق مـا رقّــعـتـم من بأس «عمرو» وسماح «حاتم»


أدب الطف ـ الجزء الثاني 247


مـا برحت مظــلمـةَ ديـناكم حتى أضـاء كـوكب في «هاشم»
بنتم به وكـنتــم مــن قبلـه سراً يمـوت في ضلـوع كاتـم
حلــلتـم بهـديـه ويــمنـه بعد الوهاد فـي ذرى العـواصم
وعاد ، هل مــن مالكٍ مسامحٍ تدعـون هل من مالـكٍ مقـاوم ؟
تخفق رايـاتكــم منصـورة إذا ادرعـتم باسمـه في جاحـم(1)
عُمّر منكم فـي أذى تفضـحكم أخـبـاره فـي سـير الـملاحم
بين قــتيل مـنكـم مـحاربٍ يكـفُر أو مـنـافـقٍ مسـالـم
ثم قـضـى مسلـّما من ريـبةٍ فلـم يكن من غـدركـم بسـالم
نقضتـم عهــوده فـي أهـله وحلـتم عـن سـنن المـراسـم
وقد شـهدتــم مقتـل ابن عمّه خير مصـلٍّ بـعده وصــائـم
وما استحل بـاغـياً إمـامكـم «يزيد» «بالطف» من «ابن قاطم»
وها إلى اليــوم الظبا خاضبةُ مـن دمـه منـاسر الـقشـاعـم
«والفرس» لمـا عـلقوا بدينه لـم تنـل الـعُروة كـفّ فاصـم
فـمن إذاً أجــدر أن يـملكها موقـوفـةً عـلى الـنعيم الـدائم ؟
لا بـدّ يـوماً أن تقـال عثرة من سـابـقٍ أو هـفوةُ من حازم
لو هبّت الـريح نسيـما أبـدا لم يتـعـوذ مـن أذى الـسمـائم
أو أمنت حـسناء طول عمرها ـ عيناً لما احـتاجـت الى التـمائم
خذ يا حسودي بين جنبيك جوىً يرمـى الى قلـبك بـالضرائـم
واقنع فـقد فتّـك غيـر خاملٍ بالصغر أن تقـرعَ سـنّ نــادم
لا زلت منحـوس الجـزاء قلقاً بــوادعٍ وسـِهـراً لـنـائــم


(1) الجاحم : الحرب وشدة القتل فيها .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 248


وقال يمدح أهل البيت عليهم السلام :
بكى النار ستـراً علـى الموقـد وغار يـغالط فـي المُنجــد
أحبّ وصـان فـورّى هـوىً أضلّ وخـاف فـلـم ينشـد ؟
بعيد الإصـاخة عـن عــاذلٍ غنى التفـرّد عـن مًـسعـد
حمول على القلب وهو الضعيف صبور عن الماء وهو الصّدي
وقورٌ وما الخـرقُ من حـازمٍ مـتى ما يـَرح شيبه يغتـدي
ويا قلـب إن قـادك الغانـيات فكـم رسـنٍ فيـك لـم ينـقد
أفـق فـكأني بهـا قـد أُمـِرّ بأفواهها الـعذب من مـوردي
وسُوّد ما ابيـضّ مـن ودهـا بما بيّض الـدهـر من أسودي
وما الشـيب أول غـدر الزمان بــلى مـن عوائـده الـعوّد
لحا الله حـظي كمـا لا يـجود بمـا اسـتحق وكـم أجتـدي
وكم أتعـلل عيـش الـسقـيم أذمّم يـومي وأرجـو غـدي
لئن نـام دهـري دون الـمنى وأصبح عـن نَـيلها مُـقعدي
ولـم أك أحــمـد أفعـالـه فلي أسـوة ببنـي «أحـمد»
بخير الورى وبـني خيـرهم اذا وَلَـد الخيـر لـم يـولد
وأكـرم حيّ على الأرض قام وميتٍ توسّـد فـي ملحــد
وبـيتٍ تقـاصر عنـه البيوت وطـال علـيّاً علـى الفرقد
تحوم المــلائك مـن حولـه ويصبـح للـوحى دار الندي
ألا سَل «قريشـاً» ولـُم منهم مَن اسـتوجب اللـوم أو فنّد
وقل : مالكم بعد طـول الضلا ل لم تشكـروا نعمة المرشد ؟
أتـاكـم على فتـرةٍ فـاستقام بكم جائريـن عن المقصـد
وولـّى حمـيداً الـى ربــّه ومن سَـنّ مـا سنّه يُحـمَد
وقد جـعل الأمـر من بعـده «لحيدر» بالـخبر الـمسـند
وسمّاه مـولىً بإقـرار مـَن لو اتـبع الـحق لـم يجـحد


أدب الطف ـ الجزء الثاني 249


فملتم بها ـ حسد الفضل ـ عنه ومن يكُ خيـر الورى يُحسـدِ
وقلـتم : بـذاك قضى الاجتماع ألا إنمـا الـحـق للـمـفـرد
يعـزّ على «هاشـم» و «النبي» تـلاعبُ «تيمٍ» بها أو «عَدي»
وإرثُ «عـــلــيِّ» لأولاده اذا آيـةُ الإرث لـم تـفســد
فمـن قـاعــدٍ منهـم خائـف ومِـن ثـائر قـام لم يـُسعـد
تسلّـط بـغـيـاً أكـفُ النـفا ق منـهم عـلى ســيّدٍ سـيّد
وما صرفوا عـن مقام الصلاة ولا عُنـّفوا فـي بُنى المسـجد
أبوهـم وأمهـم من عـلـمـ ـتَ فـانقص مفاخرهم أو زِد
أرى الدين من بعد يوم «الحسين» عليلاً له الـموتُ بالـمرصـد
ومـا الشـرك لله مـن قـبـله اذا انـت قـســتَ بمستـبعد
وما آل «حـربٍ» جـنوا إنـما أعادوا الضلال على من بـُدي
سيعلـم مَن «فاطـم» خصمُـه بـأيّ نـكالٍ غـداً يرتـدي
ومَن سـاء «أحـمد» يا سبطه فـباء بقتــلك مـاذا يـدي ؟
فداؤك نفسـي ومَن لـي بـدا ك لو أن مـولىً بـعبدٍ فـُدي
وليتَ دمي ما سقى الأرض منك يقوت الـرّدى وأكـون الرّدي
وليت سبقـتُ فـكنتُ الشهـيد أمـامك يا صـاحـب المشهد
عسى الدهر يشفى غداً من عِدا ك قـلب مغـيظٍ بهـم مكمـد
عسى سطوة الحق تعلو المحال عسـى يغلبُ الـنقص بالسؤدد
وقـد فـعل الـلـه لكـننـي أرى كـبدي بعـدُ لـم تبـرد
بسمـعي لقـائمـكـم دعـوة يلـبـي لـها كـل مسـتنجـد
أنا الـعـبد وآلاكـم عُـقـده اذا القــول بالـقلب لم يعـقد
وفـيكـم ودادي وديني مـعاً وإن كان في «فارس» مـولدي
خصمت ضلالي بكم فاهتديت ولـولاكـم لـم أكـن اهـتدي
وجردتمـوني وقد كنـت في يد الشرك كالصـارم المـغـمد
ولا زال شـعري مـن نائحٍ ينـقّـل فــيكم الى مـنشــد


السابق السابق الفهرس التالي التالي