أدب الطف ـ الجزء الثاني 115


قصائد من شعر الناشي الصغير كما في ديوانه المخطوط وهذه أوائلها :
‍‍‌‏‎1 ـ ألا يـــــا آل يـاســـيــن وأهــل الكـهـف والـرعـــد
‍‍‌‏‎2 ـ استـمع ما أتـى بـه جـبرئــيل أحـمد المصـطفى البشير الـنذيرا
‍‍‌‏‎3 ـ يـا آل يـاسين مَــن يـحبكــم بـغـير شـك لـنفسه نــصحـا
‍‍‌‏‎4 ـ ببـغـداد وإن مـلئـت قـصـورا قبـور غـشـّت الآفــاق نـورا
‍‍‌‏‎5 ـ اتـل آي الـكتاب للعلــم فــيه وتـأمـل بــه بفـكـر النـبيـه
‍‍‌‏‎6 ـ زيــنة الانـسـان عــقـــل بــضــيــاه يـــستـــدل
‍‍‌‏‎7 ـ ألا لا تـلمني فـي ولاي أبـا حسن فما تابع حقـاً يـلام علـى الزمـن
8 ـ روى لنا انس فيـما راى انـــس وكان يروي حـديثا في الهدى عجبا


أدب الطف ـ الجزء الثاني 116


الأمير محمد بن عبد الله السوسي

‍‍‌‏‎لهفي على الـسبط ومـا ناله قد مات عطشانا بكرب الظما
‍‍‌‏‎لهفي لمن نكـّس عن سـرجه ليـس من الناس له من حمى
‍‍‌‏‎لهفي على بدر الهـدى إذ علا فـي رمحه يحكيه بدر الدجى
‍‍‌‏‎لهفـي على النسوان إذ أبرزت تسـاق سوقا بالعـنا الـجفا
‍‍‌‏‎لهفـي على تلـك الوجوه التي أبرزت بعد الصون بين الملا
‍‍‌‏‎لهـفي عـلى ذاك العذار الذي علاه بالـطف تـراب العـدا
لهفي علــى ذاك القوام الذي أحناه بالـطف سيوف العدى(1)

وله :
كم دمـوع ممـزوجه بـدماء‌‏‎ سكبتها العيون في كـربلاء
‍‍‌‏‎لست أنساه في الطفوف غريبا مفردا بين صحبه بالعـراء
‍‍‌‏‎وكأنـي بـه وقد خرّ في التر ب صريعا مخضبا بالدمـاء
وكأني بـه وقـد لحظ النسـ وان يهتكن مثل هتك الإماء


(1) رواها ابن شهر اشوب في المناقب .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 117


وقوله في الحسين :
فيا بضعة من فؤاد النـبي‌‏‎ بالطف أضحت كثيبا مهيلا
قتلتَ فأبكيت عين الرسول وأبكيت من رحمة جبرئيلا

وقوله أيضا :
‍‍‌‏‎يا قمـرا حـين لاحــا أورثني فقتدك الـمناحـا
‍‍‌‏‎يا نوب الدهر لم يـدع لي صرفك من حادث سلاحا
‍‍‌‏‎أبعد يوم الحسين ويـحيى استعذب اللـهو والمزاحا
‍‍‌‏‎يا سادتي يا بـني علـيّ بكى الهـدى فقدكم وناحا
أوحشتم الحجر والمساعي آنستم القــفر والبطاحا

وله وهو وزن غريب :
جودي علـى الحسين يا عين بانغزار‌‏‎ جودي على الغريب اذ الجار لا يجار
‍‍‌‏‎جودي على النساء مع الصبية الصغار جودي على القتيل مطروحا في القفار
ألا يا بـني الرسول لقد قل الاصطيار الا يا بني الـرسول أخلت منكم الديار
الا يا نبي الرسول فلا قرّ لي قرار

وله :
‍‍‌‏‎لا عذر للشـيعي يرقأ دمعه ودم الحسيـن بـكربـلاء أريقا
‍‍‌‏‎يا يوم عاشـروا لقد خلّفتني ما عبشت في بحر الهموم غريقا
‍‍‌‏‎فيك استبيح حريم آل محمد وتـمزقت أسبابهـم تـمــزيقا
أأذوق ريّ الماء وابن محمد لم يـروَ حــتى للمنون أذيـقا

وله :
وكّل جفني بالسهاد مذ غرس الحزن في فؤادي


أدب الطف ـ الجزء الثاني 118


‍‍‌‏‎ناع نعى بالـطفوف بدراً أكـرم بـه رائحـا وغــادي
‍‍‌‏‎نعى حسينا فـدته روحي لـما أحاطـت بـه الاعــادي
‍‍‌‏‎في فتية ساعـدوا وواسوا وجاهدوا أعـظـم الجـهــاد
‍‍‌‏‎حتى تفـانوا وظـلّ فردا ونــكّسـوه عــن الجــواد
‍‍‌‏‎وجاء شـمر اليـه حتى جـرّعه الموت وهـو صـادي
‍‍‌‏‎وركب الرأس فـي سنان كالبدر يجلـو دجــى السـواد
واحتملوا أهـله سـبايـا على مطــايـا بلا مــهـاد

وله :
أأنسى حسينا بالطفوف مجدلا‌‏‎ ومن حـوله الاطهار كالأنجم الزهر
‍‍‌‏‎أأنسى حسينا يوم سير برأسه على الرمح مثل البدر في ليلة البدر
أأنسى السبايا من بنات محمد يهتـكن مـن بـعد الصيانة والحذر


أدب الطف ـ الجزء الثاني 119

الأمير محمد السوسي



الأمير ابو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد السوسي توفي في حدود سنة 370 ودفن بحلب . كان فاضلا أديبا كاتبا بحلب وسافر الى فارس ثم عاد الى محله .
ذكره ابن شهر اشوب في معالم العلماء في شعراء اهل البيت المجاهرين ويطلق هذا اللقب على أحمد بن يحيى بن مالك الهمداني ذكره الشيخ القمي في (الكنى والألقاب) فقال : كان كوفي الأصل ، سكن سر من رأى وحدّث بها ، أخذ عن جماعة كثيرة من المحدثين وروى عنه جمع منهم أبو حاتم الرازي الذي كتب عنه وسئل عنه فقال : صدوق توفي سنة 263 . قال : وهو غير السوسي الذي مدح أهل البيت عليهم السلام ورثى الحسين ابن علي عليه السلام .
والسوسي نسبة الى السوس كورة باهواز فيها قبر دانيال عليه السلام ، معرب شوش ، وبلد بالمغرب ، وبلد آخر بالروم .
( انتهى)


أدب الطف ـ الجزء الثاني 120


سعيد بن هاشم الخالدي

وحمائم نبـهننـي‌‏‎ والليل داجـي الـمشرقين
‍‍‌‏‎شبهتهن وقد بكيـ ـن وما ذرفن دموع عين
بنسـاء آل محمد لما بكين علـى الـحسين(1)

رواها الأمين في أعيان الشيعة عن يتيمة الدهر للثعالبي .

(1) وفي مقال للدكتور مصطفى جواد كتبه في العدد التاسع من مجلة (البلاغ) الكاظمية السنة الأولى . ان هذه الأبيات والتي بعدها لأبي بكر محمد بن أحمد بن حمدان المعروف بـ (الخباز البلدي) نسبة الى بلد من بلدان الجزيرة التي فوق الموصل وتسمى ايضا (بلط) وتعرف اليوم باسم تركي هو (أسكي موصل) اي الموصل العتيقة . كان الخباز البلدي أمّيا إلا أنه حفظ القرآن الكريم ، ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر والعماد الاصفهاني في خريدة القصر وذكره نصر الله ابن الأثير في المثل السائر ، وكان من حسنات بلده ، وشعره كله مُلح وتحف وغرر ولا تخلو مقطوعة له من معنى حسن أو مثل سائره ذكره القفطي في كتابه المذكور غير مرة وقال :
وكان يتشيع ويتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله :
وحمائم نبهنّني الابيات . وقوله جحدت ولاء مولانا الوصي الأبيات .
أقول وروى له نتفا شعرية عذبة . وقال الشيخ القمي في الكنى والألقاب : محمد بن احمد بن الحسين البلدي الموصلي شيخ عالم فاضل اديب شاعر امامي كان من شعراء الصاحب بن عباد وقد ذكر شيخنا الحر العاملي رحمه الله في أمل الآمل بعض أشعاره .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 121


ابو عثمان سعيد بن هاشم بن وعلة البصري العبدي ابو عثمان الخالدي الاصغر :



توفي سنة 371 الخالدي نسبة الى الخالدية قرية من قرى الموصل ، والعبدي نسبة الى قبيلة عبد القيس المنتهى نسبه اليهم وكأنه ورث التشيع عنهم ، وفي معجم الأدباء اسماه سعد . والصحيح سعيد كان هو واخوه ابو بكر(1) اديبي البصرة وشاعريها في وقتها ، وكان بينهما وبين السري الرفاء الموصلي ما يكون بين المتعاصر من التغاير والتضاغن فكان يدعى عليهما بسرقة شعره وشعر غيره . في اليتيمة : كان يتشيع ويتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله :

‍‍‌‏‎انظر إلي بعين الصفح عن زللي لا تتركنّي من ذنبي على وجـل
‍‍‌‏‎موتي وهجرك مقرونان في قرن فكيف أهجر مَن في هجره أجلي
‍‍‌‏‎ولـيس لي أمـل إلا وصـالكم فكيف أقطع مَن في وصله أملي
هذا فـوادي لـم يمـلكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علـي

ومن شعره :
جـحدت ولاء مولانـا علـي‌‏‎ وقدّمت الدعي على الوصـي
‍‍‌‏‎متى ما قلّت إن السيف أمضى من اللحظات في قلب الشجي
لقد فعلت جفونك في البـرايا كفـعل يزيـد في آل الـنبي(2)


(1) ابو بكر اسمه محمد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن يزيد بن عبد الله منبّه بن يتربي بن عبد السلام بن خالد بن عبد منبّه من بني عبد القيس ، وتأتي ترجمته في هذا الجزء .
(2) اعيان الشيعة عن اليتيمة للتعالبي .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 122

وله :
‍‍‌‏‎أنا ان رمـت سُــلوّاً عنك يا قـرّة عـيني
‍‍‌‏‎كنت في الاثـم كمن شا رك في قتل الحـسين
‍‍‌‏‎لك صولات علـى قلـ ـبي بقدٍّ كالـردينـي
مـثل صـولات عـلي يوم بـدر وحـنـين(1)

وله :
أنا في قبضة الغرام رهين‌‏‎ بين سـيفين أرهفا ورديني
‍‍‌‏‎فكـأن الهوى فتى علويّ ظن أني وليت قتل الحسين
وكأنــي يزيد بين يديه فهو يختار أوجـع القتلتين

وله :
‍‍‌‏‎تظن بأنني أهوى حبيبا سواك على القطيعة والبعاد
جحدت اذاً موالاتي عليا وقلت بأنني مولـى زيـاد

وترجمه السيد الأمين في الأعيان وذكر له شعرا كثيرا وكله من النوع العالي وذكر له النويري في نهاية الأدب قوله :
يا هذه إن رحتُ فـي‌‏‎ خَلَق فما في ذاك عار
هذي المَدام هي الحيا ة قميصها خَرق وقار

ومن شعره ما رواه الحموي في معجم الأدباء :
هتف الصبح بالدجى فاسقنيها‍‍‌‏‎ قهوةً تترك الحلـيم سفيـها
لست تدري لرقـةٍ وصفـاءٍ هي في كاسها أم الكاس فيها

وقال :
أما ترى الغيم يا من قلـبه قاسيٍ‌‏‎ كأنه أنـا مقـياسـا بـمقيـاس
قطرُ كدمعي وبرقُ مثل نار جويً في القلب مني وريحُ مثل أنفاسي


(1) أعيان الشيعة عن اليتيمة للثعالبي .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 123


الأمير تميم بن الخليفة

الأمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين الله مسعد بن اسماعيل الفاطمي :



‍‍‌‏‎نأت بـعد ما بـان الـعزاء سـعادُ فحشو جفون الـمقلتي سهـادُ
‍‍‌‏‎فليت فـؤادي للـظعـائن مـربـع وليت دموعي للـخليط مـزاد
‍‍‌‏‎نأوا بعـدما القت مكائـدها الـنوى وقرّت بهـم دار وصـحّ وداد
‍‍‌‏‎وقد تؤمـن الأحداث من حيث تتقى ويبعد نجح الأمر حـسين يُراد
‍‍‌‏‎أعاذل لي عن فسحة الصـبر مذهب وللهو غيـري مألف ومـصاد
‍‍‌‏‎ثـوت لي أسـلاف كـرام بكربـلا همُ لثغـور الـمسلمين سِـداد
‍‍‌‏‎اصابتهـم مـن عبد شمـس عداوة وعاجلهـم بالنـاكثين حصـاد
‍‍‌‏‎فكيف يلذّ العيـش عفــوا وقد سطا وجـار علـى آل الـنبي زياد(1)
‍‍‌‏‎وقتلـهم بغــيا عُبَــيد وكـادهـم يزيد بأنـواع الشـقاق فـبادوا
‍‍‌‏‎بثـارات بـدر قاتـلوهـم ومــكةٍ وكادوهـم والـحق ليس يكـاد
‍‍‌‏‎فحـكمت الأسياف فيهم وسُـلّطـت عليهم رمـاح للنـفـاق حـداد
فكـم كـربةٍ فـي كربلاءَ شديــدة دهاهم بهــا للناكثيــن كـياد(2)


(1) يريد به زياد بن ابيه والد عبيد الله بن زياد الذي ارسل الجيوش لمحاربة الحسين عليه السلام .
(2) الكياد : المكايدة مصدر كايد .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 124


‍‍‌‏‎تحكّم فيهم كـل أنـوك جـاهــل ويُـغزون غـزواً ليس فيه محاد
‍‍‌‏‎كأنـهم ارتــدّوا ارتـداد امـيـة وحادوا كما حادت ثـمود وعـاد
‍‍‌‏‎ألـم تُـعظِموا يـا قوم رهط نبيكـم أما لكم يــوم النـشور مــعاد
‍‍‌‏‎تداس بأقدام الـعصاة جـسومهــم وتدرسهم جُــرد هـناك جيـاد(1)
‍‍‌‏‎تضيمهم بالــقـتل أمـة جـدهم سفاها وعن ماء الـفرات تــذاد
‍‍‌‏‎فماتوا عطاشى صابرين على الوغى ولم يجبـنوا بل جالـدوا فـأجادوا
‍‍‌‏‎ولـم يقـبلوا حـكم الدعي(2) لأنهم تساما وسادوا فـي الـمهود وقادوا
‍‍‌‏‎ولكنم مــاتوا كـرامــا أعـزة وعـاش بهم قبـل الـممات عباد
‍‍‌‏‎وكم بأعـالي كـربلا مـن حفـائر بها جُثـتُ الأبـرار ليـس تـعاد
‍‍‌‏‎بها من بني الزهراء كـل سَميـدعٍ جـواد اذا أعــيا الأنام جــواد
‍‍‌‏‎معفرة فـي ذلـك التــرب منهم وجـوه بها كـان النـجاح يـفـاد
‍‍‌‏‎فلهفي عـلى قـتل الحسين ومسلم وخـزي لـمن عاداهمـا وبــعاد
‍‍‌‏‎ولهفي على زيـد وبـَثّاً مــُرددا إذا حـان من بـثّ الكئيـب نفـاد
‍‍‌‏‎الاكبـد تفنى علـيهم صـبابــة فيقـطر حـزنا أو يـذوب فــؤاد
‍‍‌‏‎ألا مـُقلد تهمــي ألا أذن تعــي أكـل قلـوب الـعالمـين جـمـاد
‍‍‌‏‎تُقاد دمـاء الــمارقيـن ولا أرى دمـاءَ بني بـيت الـنبـي تُـقـاد
‍‍‌‏‎أليس هـم الهادون والعـترة التي بها انجاب شرك واضـمحل فـساد
‍‍‌‏‎تساق على الارغام قسراً نسـاؤهم سبايـا الـى ارض الـشام تــقاد
‍‍‌‏‎يُسقـَنَ الـى دار اللعيـن صوغرا كما سيق فـي عصـف الراح جراد
‍‍‌‏‎كأنهـم فـيء الـنصارى وإنـهـم لأكـرم مـــن قـد عـزّ منه قياد
‍‍‌‏‎يعز على الزهـراء ذلـّة زيـنـب وقــتلُ حســين والقـلوب شـداد
وقرع يزيد بـالـقضيب لــسنـّه لـقد مجـسـوا(3) أهل الشام وهادوا


(1) يعني بذلك رضّ جسد الحسين عليه السلام بحوافر الخيول .
(2) يعنى به ابن زياد الذي لا يعرف لابيه أب .
(3) مجسوا : دخلوا المجوسية . وهادوا : دخلوا اليهودية .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 125


‍‍‌‏‎قتلتم بني الإيمان والوحـي والهدى متى صح منكم فـي الإله مـراد
‍‍‌‏‎ولم تقتلوهم بل قتلــتم هـداكـم بهم ونقـصتم عـند ذاك وزادوا
‍‍‌‏‎أمية ما زلــتـم لأبناء هـاشـم عِدى فاملأوا طرق النفاق وعادوا
‍‍‌‏‎إلى كم وقد لاحت بـراهين فضلهم عليكـم نِفــار منهـم وعنـاد
‍‍‌‏‎متى قط أضحـى عبد شمس كهاشم لقـد قـل انصـاف وطال شِراد(1)
‍‍‌‏‎متى وُزنت صـمّ الـحجار بجوهر متى شارفت شم الجـبال هــاد
‍‍‌‏‎متى بعث الرحمـن منكـم كجدهم نبيا علـت للـحق مـنه زنـاد
‍‍‌‏‎متى كان يومـا صخـركم كعليهم إذا عـدّ إيــمـان وعدّ جـهاد
‍‍‌‏‎متى أصبحـت هند كفاطمة الرضى متى قيس بالصبح المنيـر سواد
‍‍‌‏‎أآل رسـول اللـه سؤتم وكـدتـم ستجـنى علـيكم ذلـة وكسـاد
‍‍‌‏‎أليس رسـول الـله فيهم خصيمكم إذا اشــتد إبـعاد وأرمل(2) زاد
‍‍‌‏‎بكم أم بهـم جاء الـقرآن مـبشرا بكم أم بهم ديــن الإله يــشاد
‍‍‌‏‎سأبكـيكـم يـا سادتـي بـمدامع غـزار وحزن ليـس عنـه رقاد
‍‍‌‏‎وإن لم أعـاد عبد شمس عـليـكم فلا اتـسعـت بـي ما حييتُ بلاد
‍‍‌‏‎وأطلبهم حتـى يروحــوا ومالهم على الأرض من طول القرار مهاد
سقى حُفـــرا وارتكم وحـوتكم من المستهلات الـعذاب عهــاد


(1) الشراد : النفور .
(2) أرمل : نفد .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 126


الأمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين الله معد بن اسماعيل الفاطمي :



قال السيد الأمين في الأعيان ج 14 ص 308 :
اديب شاعر من بيت الملك في ابان عزه ومجده ذكره صاحب اليتيمة ولم يذكر من أحواله شيئا سوى أشعار له أوردها وقالت مجلة الرسالة المصرية عدد 331 من السنة السابعة هو كما يعرف الأدباء امير شعراء مصر في العصر الفاطمي ويمكننا القول بان تميما هذا كان مبدأ حياة خصيبة عامرة نشأ في وقت واحد مع القاهرة وكان الشعر في مصر بما تعلمه من الضعف والقلة والندرة أقوى وروى له بعض أشعاره التي نظمها سنة 374 هـ وشعره الذي يمدح به اخاه الخليفة العزيز بالله الفاطمي اكثره بل جلّه في ديوانه المطبوع بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة قال ابن خلكان : وكانت وفاته في ذي القعدة سنة اربع وسبعين وثلثمائة بمصر رحمه الله تعالى ودفن بالحجرة التي فيها قبر ابيه المعز . وقال في الغزل :
‍‍‌‏‎لا والمضـرّج ثوبُه في كربـلاء من الـدماء
‍‍‌‏‎لا والوصي وزوجه وبنيه اصـحاب الكـساء
‍‍‌‏‎أولا فإنـي للعـُصا ة الغاصبــين الادعيـاء
‍‍‌‏‎ما حُلت ياذات اللَمى عما عهدتِ مـن الوفـاء
ها فانظريني سابحا في الدمع من طول البكاء


أدب الطف ـ الجزء الثاني 127


‍‍‌‏‎وضعي يديـك على فؤادٍ قـد تـهيأ لـلفنـاء
‍‍‌‏‎قالت : تلــطف شاعـر لسنٍ وخدعة ذي ذكاء
‍‍‌‏‎امسك عليك فقـد تقنّــع منـك وجهـي بالحياء
‍‍‌‏‎واعبث بما في العقد مني ، لا بــما تحت الردءا
إن الرجــال اذا شكـوا لعبوا باخـلاق النساء

ومن شعره :
اما والـذي لا يملك الامر غيره‌‏‎ ومن هو بالسر المكتم أعلم
‍‍‌‏‎لئن كان كتمـان المصائب مؤلما لأعلانها عندي اشـدّ وآلم
وبي كل ما يبــكي العيون أفلّه وإن كنت منه دائما اتبسـم

وقال معارضا قصيدة عبد الله بن المعتز التي أولها :
ألا مَن لنفسي وأوصابها ومن لدموعي وتسكابها

أقول وقصيدة شاعرنا المترجم له طويلة فمنها :
‍‍‌‏‎ألا قل لمن ضل من هاشم ورام اللـحوق بأربـابهـا
أأوساطها مـثل أطـرافها أأرؤسهـا مـثـل أذنـابها
‍‍‌‏‎أعـباسها كأبي حربــها علي وقـــاتل نـصّابها
‍‍‌‏‎وأولـها مـؤمـنا بـالإله وأول هــادم أنـصابهـا
‍‍‌‏‎بنـي هاشـم قد تعاميـتم فخلّوا المعالـي لأصحابـها
‍‍‌‏‎أعباسكم كـان سيف النبي إذا أبدت الحـرب عن نابها
‍‍‌‏‎أعباسـكم كان في بـَدره يذود الكتـائـب عن غابها
‍‍‌‏‎أعباسـكم قاتل المشركين جهارا ومـالك أسـلابهـا
‍‍‌‏‎أعباسكم كـوصيّ الـنبي ومُعطـى الرغاب لطلابها
‍‍‌‏‎أعباسكم شرح المشـكلات وفَـــتّح مُقـفَل أبوابها
عجبـتُ لمـرتكب بغيـه غـوىً المقالة كـذّابــها


أدب الطف ـ الجزء الثاني 128


‍‍‌‏‎يقـول فـينـظم زور الكلام ويحـكم تنمـيقَ إذهـابا
‍‍‌‏‎(لكم حـرمـة يا بنـي بنـته ولكن بنو العم أولى بهـا)
‍‍‌‏‎وكيف يـحـوز سهـامَ البنين بنو العمّ أُفٍّ لـغصّابـها
‍‍‌‏‎بذا أنزل الـلـه آي الـقرآن أتعمَون عن نص إسهابها
‍‍‌‏‎لقد جار فـي القول عبد الإله وقاس الـمطايا بركتابها
‍‍‌‏‎ونحن لبسـنا ثيـاب الـنبي وأنتم جذَبـتم بـهدّابـها
‍‍‌‏‎ونحـن بـنـوه ووُرّاثــه وأهل الوراثـة اولى بها
‍‍‌‏‎وفينا الامـامــة لا فيكـم ونحن أحـقّ بجلـبابـها
‍‍‌‏‎ومـن لكـم يا بنـي عمـّه بمثل البـتول وأنجـابها
‍‍‌‏‎وما لـكم كـوصـيّ النـبي أبٌ فتراموا بنـشّابــها
‍‍‌‏‎ألسـنا لـُباب بنـي هاشـم وساداتـكم عـند نُسّـابها
‍‍‌‏‎ألـسنا سبقنا لغــاياتـهـا ألسنا ذهبــنا بأحـسابها
‍‍‌‏‎بنا صُلتم وبـنا طـُلـلـتم وليس الـولاة كـكتـّابها
‍‍‌‏‎ولا تَسفَهوا أنفـساً بالـكذاب فـذاك أشد لإتـعابهــا
فأنتم كلحن قوافـــي الفَخار ونحـن غـدونا كإعرابها

وله قصيدة اخرى يردّ بها على ابن المعتز في تفضيله العباسيين على العلويين أولها :
جادك الغيث من محلّة دارِ وثوى فيكِ كل غادٍ وسارِ

ومنها :
‍‍‌‏‎يا بني هاشم ولسـنا ســواء في صغار من العلا أو كبار
‍‍‌‏‎ان نكن ننتــمي لجـدٍ فـإنا قد سبقـناكـم لكل فخـار
‍‍‌‏‎ليس عباســكم كمـثل عـلي هل تقاس النجـوم بالاقمار
مَن له قال انت مني كهـارون وموسى اكرم بـه من نجار


أدب الطف ـ الجزء الثاني 129


‍‍‌‏‎ثم يوم الغدير ما قـد علمتم خصّة دون سائـر الـحضّار
‍‍‌‏‎مَن له قال : لا فتى كـعلي لا ولا منصل سوى ذي الفقار
‍‍‌‏‎وبمن بـاهل النبي أأنتــم جُهلاء بـواضــح الاخـبار
‍‍‌‏‎يا بني عمـنا ظلمتم وطرتم عن سبيل الانصاف كل مطار
‍‍‌‏‎كيف تحوون بـالاكف مكانا لم تنـالوا رؤيـاه بـالابصار
‍‍‌‏‎مَن توطّا الفراش يخلف فيه احمداً وهو نحـوَ يـثرب سار
‍‍‌‏‎واسألوا يوم خـيبر واسألوا مكة عن كرّه علــى الـفجّار
‍‍‌‏‎واسألوا يوم بدرَ مَن فـارس الاسلام فيه وطالـبُ الاوتـار
اسألوا كل غـزوة لرسـول الله عمن أغـار كـل مـُغار


أدب الطف ـ الجزء الثاني 130


علي بن أحمد الجرجاني الجوهري

‍‍‌‏‎وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان تهــمي عليه ضلوعي قبل أجفاني
‍‍‌‏‎أرض اذا نفحت ريح العراق بها أتـت بشاشتـها أقــصى خراسان
‍‍‌‏‎ومن قتيل بأعلى كـربـلاء على جهــل الصدى فتراه غـير صديان
‍‍‌‏‎وذي صفائح يستسقـي البقيع به ريّ الجــوانـح من روحٍ ورضوان
‍‍‌‏‎هذا قسيـم رسـول الله مـن آدم قُدّا معــاً مثلما قـدّ الــشرا كـان
‍‍‌‏‎وذاك سبطا رسول الله جــدهما وجه الهــدى وهما في الوجه عينان
‍‍‌‏‎وآخجلتا من أبيـهم يـوم يشهدهم مضرجيــن نشـاوى مـن دم قـان
‍‍‌‏‎يقول يا أمة حف الضــلال بها فاستــبدلت للـعمى كفـراً بايمـان
‍‍‌‏‎ماذا جـنيت عــليكم إذ أتيتـكم بخير مـا جـاء مـن آي وفرقــان
‍‍‌‏‎ألم أجـركم وأنـتم في ضـلالتكم على شفا حــفرة مـن حـر نيـران
‍‍‌‏‎ألم أؤلف قــلوبـا منـكم فـرقا مثـارة بــين أحـقـاد وأضـغـان
‍‍‌‏‎أما تركت كــتاب الله بـينـكـم وآيـه الـغـر فـي جمع وقــرآن
‍‍‌‏‎ألم أكن فيـكم غـوثا لـمضطـهد ألـم أكـن فيـكــم مـاء لــظمآن
قتلتم ولدي صـبرا علــى ظمأ هذا وترجون عند الـحوض إحسـاني
سـبيتم ثكـــلتـكم أمـهاتكـم بني البتول وهم لحــمي وجثــماني


(1) ترجمه صاحب (رياض العلماء) ووصف فضله وشعره .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 131


‍‍‌‏‎يا رب خَذ لي منهم إذ هم ظلموا كرام رهطي وراموا هدم بنياني
‍‍‌‏‎ماذا تجيبون والزهراء خصمكم والحاكم الله للمظلوم والـرانـي
‍‍‌‏‎أهل الكساء صــلاة الله نازلة عليكم الدهر مـن مثنى ووحدان
‍‍‌‏‎أنتم نجوم بني حـواء ما طلعت شمس النهـار وما لاح السماكان
‍‍‌‏‎هذي حقائق لفظ كــلما برقت ردّت بلألائهــا أبصار عميان
‍‍‌‏‎هي الحُلى لبنى طـه وعترتهم هي الردى لبنى حرب ومروان
هي الجواهر جاء الجوهري بها محبة لكم مــن أرض جرجان(1)

وقال يرثي الحسين عليه السلام :
‍‍‌‏‎يا أهل عاشور يا لهفي على الدين خـذوا حـدادكــم يا آل ياسين
‍‍‌‏‎اليوم شقق جيـب الدين وانتهبت بنات أحمد نهب الـروم والصين
‍‍‌‏‎اليوم قام بأعلـى الطف نأدبـهم يقول مَـن ليتــيم أو لمسـكين
‍‍‌‏‎اليوم خضّب جيب المصطفى بدم أمـسى عبير نحور الحور والعين
‍‍‌‏‎اليوم خرّ نجوم الفخر من مصـر وطــاح بالخيل ساحات الميادين
‍‍‌‏‎اليـوم اطـفئ نور الله متـقـدا وبرقـعت عـزة الاسـلام بالهون
‍‍‌‏‎اليوم نال بنو حـرب طــوائلهم مما صلـوه ببـدر ثـم صفــين
‍‍‌‏‎يا أمة ولي الـشيطان رابــتـها ومكَن الـغي منــها كل تمـكين
‍‍‌‏‎ما المرتضى وبـنـوه من معوبة ولا الفواطـم من هــند وميسون
‍‍‌‏‎يا عيـن لا تدعي شيـئا لـغادية تهمي ولا تدعي دمـعا لمــحزون
‍‍‌‏‎قومي على جدث بالطف فانتقضي بكل لـؤلؤ دمـع فيك مـكنــون
يا آل أحمد إن الجوهـري لــكم سيف يقطّع عـنـكم كـل موصون

ذكرها الخوارزمي في مقتله ، وابن شهر اشوب في مناقبه ، والعلامة المجلسي في العاشر من البحار .

(1) عن أعيان الشيعة ج 41 ص 41 .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 132


أبو الحسن علي بن احمد الجرجاني المعروف بالجوهري :



توفي في حدود سنة 380 . عن رياض العلماء إنه كان شاعرا اديبا مشهورا ، وهو صاحب القصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم .
كان من صنايع الوزير الصاحب بن عباد وندمائه وشعرائه ، تعاطى صناعة الشعر في ريعان من عمره جزاه الله خير جزاء المحسنين .

أدب الطف ـ الجزء الثاني 133


الصاحب اسماعيل بن عباد

‍‍‌‏‎عين جودي علـى الشهيد القـتيل واتركي الخد كالمحل المحيـل
‍‍‌‏‎كيـف يشفي البـكاء في قتل مولا ي امـام التـنزيل والـتأويـل
‍‍‌‏‎ولـو انّ البحار صارت دموعـي ما كفـتنـي لمسلـم بن عقيل
‍‍‌‏‎قـاتـلـوا الله والنـبي ومــولا هـم عليا إذ قاتلوا ابن الرسول
‍‍‌‏‎صـرعواحولـه كواكب دجــن قتلوا حـولـه ضـراغمَ غيل
‍‍‌‏‎اخـوة كــل واحـد مـنهم ليـ ـث عرين وحدّ سيفٍ صقـيل
‍‍‌‏‎أو سمعوهـم طعنا وضربا ونحرا وانتـهـابا ياضلً متن سبـيل
‍‍‌‏‎والحسيـن المـمنوع شـربة ماء بين حرالـظبى وحـر الـغليل
‍‍‌‏‎مثـكل بابـنه وقد ضمـّه وهــ ـو غريق من الدمـاء الهـمول
‍‍‌‏‎فجمعـوه مـن بـعده برضـيـعٍ هـل سمعتم بـمرضعٍ مـقتول
‍‍‌‏‎ثم لم يشفـهم سوى قـتل نـفس هي نفـس التكـبيـر والتهليل
‍‍‌‏‎هي نفس الحسين نفس رسول الـ ـله نفس الوصي نـفس البتول
‍‍‌‏‎ذبحـوه ذبــحَ الأضاحي فيا قلـ ـب تصدّع عـلى العزيز الذليل
‍‍‌‏‎وطـأوا جسـمه وقـد قـطّـعوه ويلهــم من عقـاب يوم وبيل
أخـذوا رأسـه وقــد بضّعـوه إن سـميَ الكــفار في تضليل
نصبـوه عـلى الـقنا فـدمائـي لا دموعي تسـيل كـلّ مـسيل


السابق السابق الفهرس التالي التالي