أدب الطف ـ الجزء الثاني 45


كشاجم

ابو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الرملي المعروف بكشاجم . نسبة الى الرملة من أرض فلسطين . وإنما لقب بكشاجم اشارة بكل حرف منها الى علم : فبالكاف الى انه كاتب ، وبالشين الى انه شاعر ، وبالالف الى انه اديب ، وبالجيم الى انه منجم ، وبالميم الى انه متكلم . فكان كاتبا شاعرا اديبا جامعا منجما ، وكان مؤلفا صنف في افانين العلوم . ذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين وله قصائد في مدح آل محمد (ع) ، وجمع ديوانه ابو بكر محمد بن عبد الله الحمدوني مرتبا على الحروف والحق به بعد ما تم جمعه زيادات اخذها عن ابي الفرج بن كشاجم سماه (الثغر الباسم من شعر كشاجم) مطبوع .
ذكر صاحب شذرات الذهب انه توفي سنة 360 .
اما الزركلي في الاعلام فيقول : انه توفي سنة 350 .
قال الشيخ القمي في الكنى أقول : كانت عمة والد كشاجم اخت السندي من المحبين لاهل البيت (ع) وكانت تلي خدمة موسى بن جعفر (ع) لما كان في محبس السندي . قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد اخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي حدثني عمار بن ابان قال : حبس ابو الحسن

أدب الطف ـ الجزء الثاني 46


موسى بن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه وكانت تتدين ـ ففعل ، فكانت في خدمته ، فحكى لنا انها قالت : كان اذا صلى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه فلم يزل كذلك حتى يزول الليل فاذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ثم يذكر قليلا حتى تطلع الشمس ثم يقعد الى ارتفاع الضحى ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد الى قبل الزوال ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة . فكان هذا دأبه ، فكانت اخت السندي اذا نظرت اليه قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل وكان عبدا صالحا .

(انتهى)

أدب الطف ـ الجزء الثاني 47


طلحة بن عبيد الله العَوني المصري

ابو محمد العوني المصري يرثي الحسين عليه السلام :
فيا بضعـة من فواد النبي‏‎ بالطف أضحت كثيبا مهيلا
‍‍‌‏‎ويا كبدا مـن فواد البتول بالطف شُلّت فأضحت أكيلا
قتلت فابكيت عين الرسول وأبكيت من رحمة جبرئيلا

وقال :
لم انس يوما للحسين وقد ثوى‏‎ بالطف مسلــوب الرداء خليعا
‍‍‌‏‎ظمآن من ماء الفرات معطّشا ريّان من غصص الحتوف نقيعا
يرنو الى مـاء الفرات بطرفه فيراه عنه مــحرما ممــنوعا

وقال :
غصن رسول الله أحكم غرسه‏‎ فعلا الغصون نضارة وتمامـا
‍‍‌‏‎والله ألبســه المهابة والحجى وربا به أن يعبـد الاصنامـا
ما زال يـغذوه بديـن محـمد كهلا وطفلا ناشـئا وغلامـا

وقال :
يا قمرا غـاب حين لاحا‍‍‏‎ أورثني فـقدك الــمناحا
‍‍‌‏‎يا نوب الدهر لم يدع لي صرفك من حادث صلاحا
أبعد يوم الحسين ويحيى أستعذب اللهو والمـزاحـا ؟!


أدب الطف ـ الجزء الثاني 48


‍‍‌‏‎كربت كي تهتدي البـرايا به وتلقـى بـه الـنجاحـا
‍‍‌‏‎فالدين قد لــفّ بـردتيه والشرك القى لــهاجنـاحا
‍‍‌‏‎فصار ذاك الـصباح ليلا وصار ذاك الـدجـى صباحا
‍‍‌‏‎فجـاء إذا جاءهم تنحّـوا لكي يريها الهدى الصـراحـا
‍‍‌‏‎حتـى إذا جـاءهم تنحّوا لا بل نحو قتله اجــتيـاحا
‍‍‌‏‎وأنبتوا البـيد بالعوالـي والقضب واستعـجلوا الكفاحا
‍‍‌‏‎فدافعـت عـنه أولــياه وعانقوا البيـض والرمـاحـا
‍‍‌‏‎سبـعون في مـثلهم ألوفا فـاثخـنوا بينـهم جـراحـا
‍‍‌‏‎ثم قـضوا جملة فلاقـوا هـناك سـهم الـقضا المتّاحا
‍‍‌‏‎فشد فــيهم أبـو علـي وصافحت نفــسه الصفـاحا
‍‍‌‏‎يا غيــرة الله لا تغيثـي منهـم صياحـا ولا ضـباحا
‍‍‌‏‎ثم انثـنى ظـامئـا وحيدا كـما غـدا فيـهـم وراحـا
‍‍‌‏‎ولم يزل يــرتقي الى ان دعاه داعي اللقـا فصاحــا
‍‍‌‏‎دونكـم مهجــتي فـاني دُعيت أن أرتـقي الـضراحا
‍‍‌‏‎فكلكلـوا فـوقـه ، فـهذا يقـطع رأسا وذا جـناحــا
‍‍‌‏‎يا بأبي أنفـســا ظـماء ماتـت ولم تـشرب المـباحا
‍‍‌‏‎يا بـأبـي أجسـما تعرّت ثم اكتست بالدمـها وُشـاحـا
‍‍‌‏‎يا سادتـي بـا بـني عليّ بـكى الهـدى فقـدكم وناحـا
‍‍‌‏‎أو حشتم الحِجر والـمساعي آنـستم الـقـفـر والبـِطاحا
‍‍‌‏‎أو حشتـم الذكر والمـثاني والسور الـطوال الفصـاحـا
‍‍‌‏‎لا سامـح الله مَن قَلاكــم وزاد أشيــاعكم ســماحـا


أدب الطف ـ الجزء الثاني 49


أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن محمد بن أبي عون الغساني(1)
المعروف بالعوني المصري

توفي حوالي سنة 350 بمصر .
عدّه ابن شهر اشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين قال وقد نظم أكثر المناقب ويسمونه بالغلو قال السيد الأمين في الاعيان : قلت ذكروا في احوال أحمد بن منير الاطرابلسي انه كان في اول أمره ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس .
وعن العمدة لأبن رشيق هو أول من نظم الشعر المسمى بالقواديسي وأورد له في المناقب قوله من أبيات :
ولولا حجة في كـــل وقت‏‎ لاضحى الدين مجهول الرسوم
وحار الناس في طـخياء منها نجونا بـالأهلـة والـنجـوم
وله :
يا صاحبيّ رحلتما وتركتما‍‍‌‏‎ قلبي رهين تصبر وتصابي
أبكـي وفاءكما وأندبه كما يبكي المحب معاهد الأحباب
أخذهما المتنبي منه ـ كما عن العميدي في الابانة عن سرقات المتنبي فأشكل

(1) غسان : ماء باليمن تنسب اليه قبائل . وما بالشلل قريب من الجحفة :
أدب الطف ـ الجزء الثاني 50


معنا هما بقوله :
وفاؤكمـا كالربع اشجاء طاسمه بأن تسعدا والدمع أسقاه ساجمه
حتى ان الناظر لا يفهم معنى هذا البيت الا بعد سماعهما .
وله في الائمة عليهم السلام أكثر من عشرة آلاف بيت .
قال الشيخ الأميني سلمه الله : وشعره في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا مبثوت في (المناقب) لابن شهر اشوب و (روضة الواعظين) لشيخنا الفتال و (الصراط المستقيم) لشيخنا البياضي .
وقد جمعنا من شعره ما يربو على ثلثمائة وخمسين بيتا ، وجمعه ورتّبه العلامة السماوي في ديوان ، ومما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهبة توجد في (مناقب ابن شهر اشوب) ناقصة الأطراف . انتهى .

أدب الطف ـ الجزء الثاني 51


ابو القاسم الزاهي الشاعر

رواها ابن شهر اشوب في المناقب :
‍‍‌‏‎اعاتب نفسـي اذا قـصّـرت وأفنى دموعي اذا ما جـرت
‍‍‌‏‎لذكراكم يا بـني المــصطفى دموعي على الخد قد سُطّرت
‍‍‌‏‎لكم وعليكم جفـت غمـضـها جفوني عن النوم واستشعرت
‍‍‌‏‎أمثل اجسـامكـم بالعــراق وفيها الأسنـة قد كسّــرت
‍‍‌‏‎أمثلكـم في عـراص الطفوف بدورا تكسـّف إذ أقــمرت
‍‍‌‏‎غدت ارض يثرب من جمعكم كخط الصحيـفة إذ أقــفرت
‍‍‌‏‎واضحى بكم كربلاء مغـربـا لزهر النجـوم اذا غــورت
‍‍‌‏‎كأني بزينب حول الحـسيـن ومنها الـذوائب قد نــشرت
‍‍‌‏‎تمرّغ فـي نـحـره شـعرها وتبدي من الوجد ما أضمـرت
‍‍‌‏‎وفاطـمة عقـلهـا طـائــر اذا الـسوط في جنبها أبصرت
‍‍‌‏‎وللـسبط فوق الثـرى شـيبة بفيض دم الـنحر قد عـفرت
ورأس الحسيــن امام الرماح كغُـرّة صـبح اذا أســفرت
وله يرثيه عليه السلام :
لست أنسى الحسين في كربلاء‏‎ وحسين ظام فريـد وحيد
‍‍‌‏‎ساجد يـلثم الـثرى وعلــيه قضب الهند ركع وسـجود
يطلب الماء والــفرات قريب ويرى الماء وهو عنه بعيد
أدب الطف ـ الجزء الثاني 52


وقال :
‍‍‌‏‎يا آل احمـد مـاذا كان جـرمـكم فكل أرواحـكـم بالـسيف تنتزع
‍‍‌‏‎تلفى جموعـكـم شتّى مـُفرّقــة بين العباد وشـمـل الناس مجتمع
‍‍‌‏‎وتـستـباحون أقـمـارا منكّـسة تهوى وأرؤسها بالـسمر تقـترع
‍‍‌‏‎ألسـتم خيـر من قام الـرشاد بكم وقوّضت سنن الـتضليل والبـدع ؟!
‍‍‌‏‎ووُحّد الصـمد الاعلـى بهـديكـم إذ كنتم عـلما للرشـد يـتـّبـع ؟
‍‍‌‏‎ما للحوادث لا تـجري بظـالمـكم ؟ ما للمصائب عنكم ليـس ترتـدع
‍‍‌‏‎منكم طريد ومـقتول علـى ظـمأ ومنكم دنف بالسمر مُنـــصرع
‍‍‌‏‎وهارب في أقاصي الغرب مغترب ودارع بـدم الــلـبات منـدرع
‍‍‌‏‎ومقصد من جـدار ظـل منـكدرا وآخر تحــت ردم فوقه يـقـع
‍‍‌‏‎ومن محرّق جـسم لا يُـزار لـه قبر ولا مـشهد يـأتـيه مـرتدع
‍‍‌‏‎وإن نسيت فلا أنسى الحسين وقـد مالت إلـيه جنـود الشرك تقترع
فجسمه لحوامي الخـيل مطــرّد ورأسـه لسنـان السـمر مرتـفع

وله في رثائهم سلام الله عليهم قوله :
بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة‏‎ ويسلمني طيف الهجوع فأهجع ؟
‍‍‌‏‎ظلمتم وذُبّحتـم وقسـّم فــيثـكم وجار عليكم من لكم كان يخضع
فما بقعة في الأرض شرقا ومـغربا وإلا لكم فيه قتـيل ومصــرع

وقال :
إبكي يا عين ابـكي آل رسول‎ الله حتـى تخد منك الخدود
‍‍‌‏‎وتقلّب يا قلب في ضَرم الحزن فما في الشــجا لهم تفنيد
‍‍‌‏‎فهم النخل باسقـات كما قـال سوام لـهن طلـع نضـيد
وهم في كتاب زيتـونة النـور وفيها لكـل نــار وقـود


أدب الطف ـ الجزء الثاني 53


‍‍‌‏‎وبأسمـائـهـم إذا ذكـر الله بأسمـائـه اقتـران أكــيـد
‍‍‌‏‎غادرتهم حوادث الدهر صرعى كل شـهم بالنفس منـه يـجود
‍‍‌‏‎لست أنسى الحسين في كربلاء وهو ظام بين الأعادي وحيــد
‍‍‌‏‎ساجد يلـثم الـثرا وعـلـيه قضـب الهـند رُكـّع وسجـود
‍‍‌‏‎يطلب الماء والفـرات قـريب ويرى المـاء وهـو عـنه بعيد
يا بني الغدر مَن قتلتم ؟ لعمري قد قتلتم مَن قــام فيه الـوجود


أدب الطف ـ الجزء الثاني 54


عليّ بن اسحاق الزاهي الشاعر :



ابو القاسم علي بن اسحاق بن خلف البغدادي المعروف بالزاهي الشاعرالمشهور . ولد يوم الاثنين لعشر بقين من صفر سنة 318 وتوفي يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادي الآخرة سنة 352 ببغداد ودفن في مقابر قريش .
والزاهي نسبة الى قرية (زاه) من قرى نيسابور وبعضهم قال إنما لقب الزاهي لأنه أول من زها في شعره(1) وذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين فقال : ابو القاسم الزاهي الشامي وصاف ، وذكره عميد الدولة ابو سعيد بن عبد الرحيم في طبقات الشعراء قال : وشعره في أربعة اجزاء واكثر شعره في أهل البيت ومدح سيف الدولة والوزير المهلبي وغيرهما من رؤساء وقته وذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان فقال : كان وصّافا محسنا كثير الملح ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأشار الى انه كان قطانا وروى له السيد الأمين في الأعيان بعض اشعاره في الغزل والوصف .
فمن شعره قوله :
فوجهك نزهة الابصار حسنا‏‎ وصوتـك متعة الاسماع طيبا
رنا ظبيا وغـنّى عـندليـبا ولاح شقائقـا ومـشى قضيبا


(1) وهو الاصوب لأنه بغدادي ، وقرية الزاه بنيشابور ، فأين هو منها .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 55


وقوله :
ارى الليل يمضي والنجوم كأنها‍‍‌‏‎ عيون الندامى حين مالت الى الغمض
وقد لاح فجر يغمر الجو نـوره كما انفرجت بالماء عين على الارض

ومن شعر الزاهي في مدح امير المؤمنين :
‍‍‌‏‎دع الـشناعات ايهـا الخـدعـة واركـن الى الحق واغد متّبعه
‍‍‌‏‎مَـن وحّــد الـله أولا وأبـى إلا النـبي الامــيّ وأتـّبـعه
‍‍‌‏‎مَن قال فيه النبي : كان من الـ ـحق عليّ والحق كـان مـعه
‍‍‌‏‎مَـن سلّ سيــف الإله بينـهم سيفا من النور ذو العلـى طبعه
‍‍‌‏‎مَن هزم الجيـش يـوم خيبرهم وهزّ باب القموص فاقتـلعــه
‍‍‌‏‎مَن فرض المصطفى ولاه عـلى الخـلق بيوم «الغدير» إذ رفعه
أشـهد أن الـذي نقـول بــه يعلم بطلانـه الـذي سمعــه

وقال يمدحه :
‍‍‌‏‎أُقـيم نـجم لـلخـلافـة حـيدر ومن قبل قال الطهر ما ليس ينكر
‍‍‌‏‎غداة دعـاه المصطفى وهو مزمع لقصد تبوك وهو للسـير مضـمر
‍‍‌‏‎فقال : أقــم عنّى بطيبة واعلمن بأنك للـفجـّار بالـحق تـــهر
‍‍‌‏‎ولمّا مضى الطهر النبيّ تظاهرت عليه رجال بالمـقال وأجـهـروا
‍‍‌‏‎فقالوا : عليّ قـد قـلاه مــحمد وذاك مـن الأعـداء إفك ومنكـر
‍‍‌‏‎فأتبـعه دون الـمعرس فـانثنـى وقالوا : عـليّ قـد أتى فتأخـروا
‍‍‌‏‎ولمّا أبـان الـقول عـمّن يـقوله وأبدى له ما كان يبـدي ويضمـر
‍‍‌‏‎فقـال : أما ترضى تكون خليفتي كهارون من مـوسى ؟ وشأنك أكبر
‍‍‌‏‎وعلاه خـير الـخلق قدرا وقدرة وذاك مــن الله الـعليّ مـقـدّر
وقال رسـول الله : هـذا إمامكم لـه الله نـاجـى أيـها الـمـتحيّر


أدب الطف ـ الجزء الثاني 56


ومن شعر الزاهي في الامام امير المؤمنين عليه السلام رواها الأميني في الغدير :
‍‍‌‏‎لا يهتدي الى الرشـاد مـن فحص إلا إذا والـى عليّا وخـلـص
‍‍‌‏‎ولا يـذوق شـربة من حوضـه من غمس الولا عليـه وغمص
‍‍‌‏‎ولا يشــم الـرَوح من جـنـانه مَن قال فيه مَن عداه وانتـقص
‍‍‌‏‎نفس النبي المصطفى والصنو والـ ـخليفة الـوارث لـلعلم بنص
‍‍‌‏‎مَن قد أجـاب سابقـا دعـوتـه وهو غـلام والى الله شـخص
‍‍‌‏‎ما عرف اللات ولا العــزّى ولا انثنى اليهما ولا حـب ونـص
‍‍‌‏‎مَن ارتقى مـتن الـنبي صاعـدا وكسّر الأوثان في أولى الفرص
‍‍‌‏‎وطهّر الكعبة مـن رجـس بـها ثمّ هـو للأرض عنها وقـمص
‍‍‌‏‎مَن قد فدا بــنفسـه محــمدا ولم يكن بنفـسه عـنه حرص
‍‍‌‏‎وبات من فــوق الـفراش دونه وجاد فيما قد غلا وما رخـص
‍‍‌‏‎مَن كان في بـدر ويـوم أحــد قطّ من الأعناق ما شاء وقـص
‍‍‌‏‎فقال جـبريـل ونـادى : لا فتى إلا عليّ عمّ في الـقول وخص
‍‍‌‏‎مَن قدّ عمــرو العامـريّ سيفه فخرّ كالـفيل هوى ومـا قحص
‍‍‌‏‎وراءهـا صـاح : ألا مـبـارز فالتوت الأعناق تشكو من وقص(1)
‍‍‌‏‎مَن أعطى الرايـة يـوم خيـبر من بعد ما بها أخو الدعوى نكص
‍‍‌‏‎وراح فيها مـبصرا مستبـصرا وكان أرمدا بعيـنيه الرمــص
‍‍‌‏‎فاقـتلع الــباب ونـال فتحـه ودكّ طود مرحـب لــمّا قعص
‍‍‌‏‎من كـسح البــرة من ناكثـها وقصّ رجل عسكر بـمـا رقص
‍‍‌‏‎وفرق الــمال وقـال : خمسة لواحد . فساوت الجنـد الحصص
‍‍‌‏‎وقال في ذي اليـوم يـأتي مدد وعـدّه فلـم يـزد وما نـقـص
ومّن بصفّـيـن نـضا حسامـه ففلق الهـام وفـرّق الـقصـص(2)


(1) الوقص : الكسر .
(2) عظام الصدر .
أدب الطف ـ الجزء الثاني 57


‍‍‌‏‎وصدّ بن عمـرو وبـسر كرمـا إذ لقيا بالسوأتيـن مـن شـخص
‍‍‌‏‎ومن أسـال (النهـروان) بـالدما وقطّع الـعرق الذي بـها رهـص
‍‍‌‏‎وكـذّب القـائل أن قــد عبروا وعدّ مَن يـحصد مـنهم ويحـص
‍‍‌‏‎ذاك الـذي قـد جـمع القرآن في أحكامه الواجـبات والـرُخــص
‍‍‌‏‎ذاك الذي آثـر فـي طعـامــه على صيامـه وجـاد بالقــُرص
‍‍‌‏‎فأنـزل الله تـعالى هـل اتــى وذكر الجــزاء في ذاك وقـص
‍‍‌‏‎ذاك الـذي أسـتوحش منـه أنس أن يشهد الحــق فشـاهد البرص
‍‍‌‏‎إذ قال : مَن يشـهد بالغديـر لي فبادَر الـسامع وهـو قـد نـكص
‍‍‌‏‎فقال : أنسـيت . فقـال : كاذب سـوف ترى مالا تواريه القـمص
‍‍‌‏‎يا بن أبي طـالب يـا من هو من خاتم الانبــياء في الحكـمة فص
‍‍‌‏‎فضلـك لا ينـكـر لـكن الـولا قد ساغه بعض وبـعض فيه غص
‍‍‌‏‎فذكـره عـنـد مـواليـك شـفا وذكره عند معــاديك غُــصص
كالطير بعض في رياض أزهرت وابتسم الورد وبـعض في قـفص

وله في مدح أهل البيت عليهم السلام قوله : رواها الأميني في الغدير :
‍‍‌‏‎يا لائـمي في الولا هل أنت تعتبر بـمن يـوالـي رسـول الله أو يذر ؟
‍‍‌‏‎قوم لو أن البـحار تـنـزف بالأ قلام مـشقا وأقــلام الدنـا شـجر
‍‍‌‏‎والإنس والجــن كتّاب لـفضلهم والصحف ما احتوت لآصـال والبكر
‍‍‌‏‎لم يكتبوا العـشر بل لم يعد جهدهم في ذلك الفـضل إلا وهـو محـتقر
‍‍‌‏‎أهل الفخار وأقطـاب المـدار ومن أضحت لأمـرهـم الايـام تـأتمـر
‍‍‌‏‎هم آل أحمد والصيد الجحاجحة الز هر الغـطارفة الــعلـويّة الـغرر
‍‍‌‏‎والبيض من هاشم والأكرمون أولوا الفضل الجليل ومن سادت بهم مضر
‍‍‌‏‎فافطن بعقلك هل في القدر غيرهم قوم يكـاد إليــهم يرجـع الـقدر
‍‍‌‏‎اعطوا الصفا نهلا أعطوا البنوة من قبل الـمزاج فـلم يلحق بـهم كـدر
وتوجوا شرفــا ما مثـله شـرف وقلّـدوا خـطرا مـا مثـله خـطر


أدب الطف ـ الجزء الثاني 58


حسبي بهم حجـجا لله واضـحة‍‍‌‏‎ يجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
هم دوحة المجد والأوراق شيعتهم والمصطفى الاصل والذريّة الثمر

وقوله :
‍‍‌‏‎يا سـادتـي ياآل يـاسيــن فقط علـيكم الوحي مـن الله هـبط
‍‍‌‏‎لولاكـم لـم يقــبل الـفرض ولا رحـنا لبحر العفو من أكرم شط
‍‍‌‏‎أنتم ولاة الـعهد فـي الذر ومــن هـواهم الله عـلينا قــد شرط
‍‍‌‏‎ما أحد قايــسكـم بغـــيـركم ومازج السلسـل بالشرب اللمط
إلا كمن ضاهى الجبـال بـالحصا أو قايس الأبحـر جهـلا بالنقط
* * *
صنو النبيّ المصطفى والكاشف الـ‏‎ ـغمّاء عنه والحسام المخترط
أوّل من صـام وصـلّى ســـابقا إلى المعالي وعلى السبق غبط
* * *
‍‍‌‏‎وكلّم الشمـس ومـَن رُدّت له ببابل والغرب مـنهـا قد قـبط
‍‍‌‏‎وراكض الأرض ومن أنبع لله سكر ماء العين في الوادي للقحط
‍‍‌‏‎بحر لديه كـل بحـر جـدول يـغرف من تيـّاره إذا اغـتمط
‍‍‌‏‎وليث غاب كل ليـث عنـده ينـظره العـقـل صغيرا إذ قلط
‍‍‌‏‎باسط علم الله في الأض ومَن بحبّه الرحـمـن للرزق بســط
‍‍‌‏‎سيف لو أن الطفل يلقى سيفه بكفّه فـي يـوم حـرب لشـمط
يخطو إلى الحرب به مدرّعا فكم به قـد قـدّ مـن رجس وقط

وللزاهى :
توليت خيرالخلق بدء وآخرا والقيت رحلي في حماهم مجاورا


أدب الطف ـ الجزء الثاني 59


‍‍‌‏‎هم الآل آل الله والقـطـب الـذي بهم فلك الـتوحـيد اصـبـح دائرا
‍‍‌‏‎أئمة حق خـاتم الرسـل جدهـم ووالدهم من كـان للحق نـاصـرا
‍‍‌‏‎علي امير الـمؤمنين الذي اغتدى الى قرنه بالســيف لا زال بـاترا
‍‍‌‏‎وأمـهم الـزهـراء أكـرم بـرّة غدا قلبها مضنى على الوجد صابرا
‍‍‌‏‎فمنهـم قتـيل السـم ظلما ومنهم امام له جــبريل يــكدح زائـرا
‍‍‌‏‎قتيل بأرض الطـف أروت دماؤه رماح الأعـادي والسـيوف البواترا
‍‍‌‏‎ومنهم أخو الـمحراب سجاد لـيله وباقــربـطن الـعلم افديـه باقرا
‍‍‌‏‎وسـادسهم ياقـوته العـلم جعفـر إمـام هـدى تـلقاه بالـعدل آمـرا
‍‍‌‏‎وسابعهم موسى ابـو العلم الرضا ومن لم يزل بالفـضل للخلق غامرا
‍‍‌‏‎وثامنـهم مرسي خراسان مَن بـه طفقت حزينـا للهمـوم مســاورا
‍‍‌‏‎وتاسـعهم زيـن الانـام مـحمد أبو علم للـقوم اصـبـح عاشــرا
‍‍‌‏‎ومــنهم امام سر من را محـلّه اقام لــحادي العـشر منهم مجاورا
‍‍‌‏‎وآخـرهـم مـهدي آل مـحـمد فكان لـعقـد الـفاطمـيـن آخـرا
‍‍‌‏‎علـيهم سـلام الله لا زال ممسيا يواصل اجـداثـا لـهم ومبـاكـرا
‍‍‌‏‎ولا زالت الاكبـاد منــا اليـهم تحن حنيــن الفـاقـدات زوافـرا
‍‍‌‏‎وأعيننا تــجري دموعا عـليهم لما كابدوا تلـك الـملوك الـجبابرا
‍‍‌‏‎وسوف يـديـل الله من كل ظالم بقائم عدل يـعلن الحـق ظـاهـرا
وانا لنرجو الله بالحـزن والبـكا لهم ان يحط السيئـات الكـبائــرا
ويرزقنا فيهم شفاعـة جـدهـم فانا اتخــذناهـا لتـلك ذخائــرا

قال السيد الامين في الاعيان : وله في امير المؤمنين عليه السلام :
ما زلت بعد رسول الله منفردا‏‎ بحرا يفيض على الوراد زاخره
أمواجه العلم والبرهان لـجّته والحلم شطاه والتقوى جواهـره


أدب الطف ـ الجزء الثاني 60


وله في مدح الإمام عليه السلام :
‍‍‌‏‎وآل عليا واستضيء مـقـباسـه تدخل جنانـا ولتسقى كـأسه
‍‍‌‏‎فمن تولاه نجــا ومـَن عــَدا ما عرف الـديـن ولا أساسه
‍‍‌‏‎أول مـن قد وحّـد الله ومـــا ثنى إلى الأوثـان يوما رأسـه
‍‍‌‏‎فدى النبي المصـطفـى بنفسـه إذ ضيقـت أعـداؤه أنفـاسه
‍‍‌‏‎بات علـى فـرش النــبي آمنا والليل قد طافت بـه أحـراسه
‍‍‌‏‎حتى إذا مـا هجم القـوم علــى مستيقظ بـنصله أشـمــاسه
‍‍‌‏‎ثــار إلـيهـم فتولـّوا فـرقـا يمنعهم عن قربه حمـاســه
‍‍‌‏‎مكسّـر الأصـنام في البيت الذي ازيح عن وجه الهدى غمـاسه
‍‍‌‏‎رقى على الكاهل من خير الورى والدين مقرون بـه أنـبـاسه
‍‍‌‏‎ونكّس الـلات والـقى هَـــبَلا مهشما يقلــبه انتكــاسـه
وقام مولاي علـى الـبيـت وقـد طهّره إذ قد رمـى أرجاسـه


وفي ديوان ابي القاسم علي بن اسحاق ابن خلف الزاهي البغدادي المخطوط :



قصائد هذه أوائلها وكلها في اهل البيت عليهم السلام .
1 ـ قد تركتني مصـائبي حِرضا‏‎ ما سغت ريقا بها ولا جرضا
‍‍‌‏‎2 ـ ســاقـهـا شـوق الى طو س ومـَن تـحميـه طـوس
‍‍‌‏‎3 ـ يا ابـا السبطين وجدي عليكم في مسائي مضرم وابـتكاري
4 ـ ايا صاحبي قد قطعنا الطريقا وانت تحـاول مـا لـن يليقا
ونتف تتألف من خمسة أبيات واقل وأكثر قد جمعها المرحوم الشيخ محمد السماوي ونضدّها بخطه :

أدب الطف ـ الجزء الثاني 61


الأمير أبو فراس الحمداني

‍‍‌‏‎يوم بـسـفـح الـديـر لا أنـساه أرعى لـه دهري الذي أولاه
‍‍‌‏‎يوم عمـرت العـمر فيه بـفتـية من نورهـم أخذ الزمان بهاه
‍‍‌‏‎فكــأن عزّتـهم ضــياء نهاره وكأن أوجههم نجـوم دجـاه
‍‍‌‏‎ومهفهف للـغصـن حـسن قوامه والظبي منه إذا رنا عــيناه
‍‍‌‏‎نازعــته كأسـا كأن ضيـاءهـا لما تبدّت فـي الـظلام ضياه
‍‍‌‏‎في ليـلة حـسنت بـود وصالـه فـكـأنـها من حـسنه إيـاه
‍‍‌‏‎فكأنمـا فـيه الــثريـا إذ بـدت كـف يشير الـى الذي يهـواه
‍‍‌‏‎والبدر منـتصف الضــياء كـأنه متبسم بالكـف يـستـر فـاه
‍‍‌‏‎ظبـي لـو أن الفــكر مـرّ بخده من دون لحـظة ناظر أدمـاه
‍‍‌‏‎فحرمت قرب الوصل منه مـثل ما حرم الحسيـن الماء وهو يراه
‍‍‌‏‎واحتز رأسـا طــالما من حـجره أدنــته كفــا جـده ويـداه
‍‍‌‏‎يوم بـعـيـن الله كـان وانـمـا يملـي لظلم الـظالمــين الله
‍‍‌‏‎يوم عـليه تـغيرت شمس الضحى وبكت دما مـما رأتـه سـماه
‍‍‌‏‎لا عذر فيه لـمهجة لـم تـنفـطر أو ذي بـكـاء لـم تفض عيناه
‍‍‌‏‎تباً لـقـوم تـابعـوا أهـواءهـم فيما يــسوءهم غـدا عـقبـاه
اتراهم لـم يسـمعــوا ما خصه فيه النبـي مـن الـمقــال اباه


أدب الطف ـ الجزء الثاني 62


‍‍‌‏‎اذ قال يـوم غديــر خـم مـعلـنا من كـنت مـولاه فذا مولاه
‍‍‌‏‎هذي وصـيته الـيـه فـافهــموا يا من يـقول بأن ما أوصاه
‍‍‌‏‎واقروا مــن الـقرآن ما في فضله وتأملوه واعرفـوا فحــواه
‍‍‌‏‎لو لم تـنزّل فــيه إلا (هـل أتى) من دون كل مــنزّل لكـفاه
‍‍‌‏‎مَن كان أول مَـن حوى القرآن من لفظ النبي ونـطـقـه وتـلاه
‍‍‌‏‎مَن كان صاحب فتح خيبر من رمى بالكف منــه بابه ودحــاه
‍‍‌‏‎مَن عاضد المختـار من دون الورى مَن آزر المـختـار من آخاه
‍‍‌‏‎مَن خصه جبريل مـن رب الـعلا بتحـية مــن ربـه وحـباه
‍‍‌‏‎أظـننـتــم أن تـقـتـلوا أولاده ويظلكــم يـوم المعاد لـواه
‍‍‌‏‎أو تشربوا من حـوضـه بيـمـينه كأسا وقد شـرب الحسين دماه
‍‍‌‏‎أنسـيتـم يوم الــكـســاء وانه ممن حواه مـع النـبي كـساه
‍‍‌‏‎يـا رب انـي مـهـتد بهـداهـم لا اهتدي يوم الـهدى بـسواه
‍‍‌‏‎اهـوى الـذي يـهـوى النبي وآله أبـدا واشنأ كل مَـن يشنــاه
مذ قال قبــلي فـي قـريض قائل ويـل لمى شفعاؤه خــصماه


أدب الطف ـ الجزء الثاني 63


الأمير ابو فراس الحارث بن سعيد الحمداني العدوي التغلبي .



وابو فراس بكسر الفاء وتخفيف الراء من أسماء الأسد .
ولد بمنبج سنة 320 وقتل يوم الاربعاء لثمان خلون من ربيع الآخر في حرب كانت بينه وبين غلام سيف الدولة سنة 357 ومقتضى تاريخ ولادته ووفاته ان يكون عمره 37 سنة ، نشأ ابو فراس في عشيرة عربية صميمة تقلب أفرادها في الملك والامارة قرونا عديدة وكانت لهم أحسن سير ة مملؤة بمحاسن الأفعال وجميل الصفات من كرم وسخاء وعز وإباء وصولة وشجاعة وفصاحة وبراعة . وسيف الدولة المتقدم في الرياسة والامارة والشجاعة والكرم وأبو فراس الفائق بشعره فيهم والمتميز بشجاعته وفروسيته وهو أمير جليل وقائد عظيم أكبر قواد سيف الدولة وشجاع مدره وشاعر مفلق وعربي صميم تجلت فيه الاخلاق والشيم العربية وهو امير السيف والقلم ومن حقه إذ يقول :
واني لـنزّال بـكل مخوفـة‏‎ كثير إلى نزالها النظر الشزر
‍‍‌‏‎واني لجـرار لكـل كتيـبة معودة أن لا يخل بها النصر
سيذكرني قومي اذا جدّ جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

وكل شعره يعطيك صورة عن عظمة شخصيته . اما ولاؤه لأهل البيت عليهم السلام فيكفي شاهدا عليه قصيدته العالية المسماة بالشافية وكلها في أهل البيت وظلم بني العباس لهم . وأولها :

أدب الطف ـ الجزء الثاني 64


‍‍‌‏‎الـحق مهتـضم والدين مـخـترم وفـيء آل رسـول الله مقتـسم
‍‍‌‏‎والناس عندك لانـاس فيحـفظهم(1) سوم الـرعـاة ولا شـاء ولا نعم
‍‍‌‏‎إنـي أبيـت قليل النـوم أدقــني قلب تصـارع فــيه الهم والهمم
‍‍‌‏‎وعـزمه لا يـنـام الـليل صاحبها إلا عـلى ظـفر في طـيّـه كرم
‍‍‌‏‎يُصـان مـهري لأمر لا أبـوح به والدرع والرمح والصمصامة الحذم(2)
‍‍‌‏‎وكـل مائـرة الـضبعين مسرحها رمـث الجزيرة والخذراف والعتم(3)
‍‍‌‏‎وفتـية قلـبهم قــلب إذا ركبـوا وليـس رأيـهم رأيا اذا عـزمـوا
‍‍‌‏‎يا للـرجــال أما لله مـنـتصر من الطغـاة ؟ أمـا لله مـنتقم
‍‍‌‏‎بنو عـلـيّ رعايـا فــي ديـارهـم والأمر تـملـكه النسـوان والخدم
‍‍‌‏‎محلّئـون فأصفى شـربـهم وشل عند الورود وأوافـى ودّهـم لـمم
‍‍‌‏‎فالأرض إلا عــلى مـلاكها سعة والمــال إلا على أربـابه ديــم
‍‍‌‏‎فما السـعيد بهـا إلا الذي ظـلموا وما الشـقي بهـا إلا الـذي ظلموا
‍‍‌‏‎للمتقين مــن الدنـيـا عـواقبها وإن تعجّل منها الــظالـم الاثـم
‍‍‌‏‎أتفخرون عـلـيهـم لا أبـا لكـم حتى كـأن رسول الـله جدّكــم
‍‍‌‏‎ولا تـوازن فـيما بيــنكم شرف ولا تساوت لكم فـي مـوطن قـدم
‍‍‌‏‎ولا لكم مثلهـم في المجد مـتصل ولا لجـدّكـم معـشـار جدّهــم
‍‍‌‏‎ولا لعرقكـم مـن عرقـهم شـَبَه ولا نتثـيلتــكم من أمـهـم أمـم(4)
‍‍‌‏‎قـام النبي بهـا «يوم الغدير» لهم والله يــشهد والأمـلاك والأمــم
‍‍‌‏‎حتى إذا أصبحت في غير صاحبها باتت تنـازعهـا الــذؤبان والرخم
وصيّروا أمرهـم شورى كــأنهم لا يـعرفون ولاة الحــق أيـــّهم


(1) احفظه : اغضبه فغضب .
(2) الحذم من السيوف بالحاء المهملة : القاطع .
(3) مار : تحرك الضيع والعضد كناية عن السمن . الرمث بكسر الميم المهملة : القاطع خشب يضم بعضه الى بعض ويسمى الطرف . الحذراف بكسر الخاء : نبات .
(4) نثيلة هي أم العباس بن عبد المطلب . الامم : القرب .

السابق السابق الفهرس التالي التالي