تكوين الاسرة في الاسلام 212

2 ـ ادارة المنزل :


هذا الامر ليس واجبا عليها ، كما ان تركه لا يوجب العقاب عليها ، ولكن وعلى اساس سنة الاسلام فان المراة تتعهد اخلاقيا ان تتقبل ذلك .
وهذا ما اكده الرسول (صلى الله عليه واله) عند زواج علي وفاطمة (عليهما السلام) حيث نقل عن الامام الصادق عن ابيه (عليهما السلام) قال :
«تقاضى علي وفاطمة الى رسول الله (صلى الله عليه واله) في الخدمة ، فقضى على فاطمة (عليها السلام) بخدمتها ما دون الباب ، وقضى على علي (عليه السلام) بما خلفه» (1) .
وجاء في الروايات : «حق الرجل على المراة انارة السراج واصلاح الطعام وان تستقبله عند باب بيتها فترحب به وان تقدم له الطشت والمنديل وان توضئه وان لا تمنعه نفسها الا من علة» (2) .
ويوصي الاسلام ان لا تكره المراة على اداء اعمال المنزل اذا لم تكن راضية بادائها ، وكذلك الاعمال الزراعية او الادارية ، كما لا يضعها في مجال المحظورات الاخلاقية .
3 ـ التمكين الجنسي:


من حقوق الزوج الاخرى على الزوجة ، ان لا تمنعه نفسها من غير علة ، ولا تتخذ هذا الامر وسيلة للثار منه ، فان من واجب المراة ان تخلع

(1) وسائل الشيعة : 14 / 123 ح ا .
(2) مكارم الاخلاق : 214 .
تكوين الاسرة في الاسلام 213

ثوب الحياء مع زوجها وتتزين له ، ثم تعرض نفسها عليه ، الا في فترة الحيض او اذا كان شاربا للخمر او لاي سبب اخر فيمكنها ان تمنعه نفسها ، وكما ورد في كثير من الروايات الاسلامية فانه لا يحق للمراة ان تطيل صلاتها ـ عندما يريدها زوجها ، حتى يسأم ، او ان تتركه ينتظرها حتى تؤدي اعمالا مستحبة ، مثل الصلاة وتعقيباتها .
4 ـ عدم الخروج من البيت:


ومن حقوقه عليها ان لا تخرج من بيته بغير اذنه حتى وان كان لزيارة اهلها او غيرهم ، وكذلك ان لا تسافر بغير اذنه الا اذا كان السفر لاداء فريضة الحج ويفضل ان يكون راضيا بذلك ، فاذا لم يكن الرجل راضيا بخروجها حتى لاجل شراء شيء من السوق او للعمل فلا يحق لها الخروج وعليها اطاعته في ذلك .
في حديث عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) :
«لا تخرج من بيتها الا باذنه ؛ فان خرجت بغير اذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الارض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع الى بيتها ...» (1) .
5 ـ عدم اقامة علاقات مع الاجانب:


في الوقت الذي يعد فيه اقامة العلاقات مع رجال اجانب امر محرم ومخالف لاوامر الله فهو من جانب اخر خيانة للزواج فالمراة الطاهرة لا تعاشر الاجانب حتى وان كانوا اقاربها ، وانه لا يجوز لها ان تتحدث مع

(1) مكارم الاخلاق: 214 .
تكوين الاسرة في الاسلام 214

اشخاص يكره زوجها محادثتهم ، وان تكتفي على الاقل السلام والسؤال عن الحال بشكل بسيط .
هذا الامر يوثق العلاقة بين الرجل والمراة ويثبتها ويمنح اضطراب النظام العائلي .
6 ـ ان تحفظه في ماله وعرضه:


ان المراة وبالاضافة لكونها سيدة المنزل فهي الامينة على مال زوجها وثورته الذي هو في الحقيقة مالها ومال ابنائها فعليها ان تكون امنية عليه ولاتتلفه باي شكل .
والمراة والرجل ـ بتعبير القران لباس لبعضهما ـ فعلى كل منهما حفظ شرف وشخصية الاخر والابتعاد عن كل ما يشين الاخر ويسيء الى شخصه ويلوث سمعته وشرفه .
7 ـ التزين له:


يحتاج الزوج الى زوجة محبة جميلة تجذبه اليها ، لذا يجب عليها التزين والتطيب وعمل كل ما يحببها اليه .
وفي الروايات توصيات للمراة بضرورة التطيب والخضاب وحتى تلوين الاظافر لتظهر امام زوجها دائما بشكل مرغوب وكذلك توصي زوجه الاعمى ان تتزين له بشكل يجعله يحس بذلك مثل ازالة الشعر الوجه والجسم وان تعطر جسمها ووجهها وشعرها له .
ان من اسباب الكثير من مفاسد الرجال واقامتهم علاقات مع نساء

تكوين الاسرة في الاسلام 215

اخريات وحتى المتعة وتعدد الزوجات هو ان الزوجة لا تشبع حاجة زوجها وتقنعه في هذا المجال لانها تتزين وتتطيب وتلبس احسن ثيابها عندما تريد الخروج للمجتمع بينما تهمل نفسها في البيت فتبدو بشكل منفر وغير ملائم ومرغوب فيه . هذا الامر يجعل الزوج يسعى خارج محيط منزله للحصول على رغبته وطلب ما يرضيه .
حقوق اخرى :


من الحقوق الاخرى للزوج على زوجته : ـ
ان لا تتصرف بماله باي شكل من صدقة او منحه اوهبة او نذر الا باذنه ورضاه .
ان لا تصوم صياما مستحبا ولا تصلي صلاة مستحبة بشكل تؤثر فيه على حقوقه .
لا يحق لها ان تترك فراشه وتنام في مكان اخر .
بشكل عام فان كل امر فيه سلب لحقوق الزوج او يترك اثرا عليه فعلى المراة ان تتجنبه .
على امراة ان تعلم ان اذاء الاعمال المستحبة لكسب الثواب بدون رضا الزوج لا يجوز بل ان الله يثيبها عن طريق ارضائها زوجها فلا داعي لا تفعل ذلك .

نتيجة التخلف عن اداء الحقوق :


لا شك ان تخلف المراة عن الداء واجباتها تجاه زوجها خاصة في

تكوين الاسرة في الاسلام 216

مجال تمكينه من نفسها يسبب النشوز وفي هذه الحالة تسلب منها حقوقها في النفقة والكسوة وكذلك بارتكابها الفحشاء او ان توطئ فراشه غيره او تخرج من البيت بدون اذنه ورضاه .
هذا الامر يشمل حتى مسالة عملها خارج المنزل ، فان له يكن الزوج راضيا فلا حق لها بالعمل خارجا خاصة اذا كان هذا الامر يؤثر على حق زوجها ولكن على الزوج ان يتعهد بتهيئة حاجاتها من نفقة وكسوة ومسكن وماكل والافعليه ان يجيز لها العمل خارجا ولكن بشرط مراعاة الاداب الاسلامية حتى تساهم معه في تهيئة ضروريات الحياة .
عند حدوث النشوز على الرجل ان يحكم شخصا من اهلها واخر من اهله لاصلاح الوضع واعادة المياه الى مجاريها وفي حالة عدم التراضي والتصالح تطرح مسالة الطلاق .

استقلال المرأة في اعمالها : ـ


لا شك ان المراة والرجل المسلمين يجب ان يحافظا على شخصية واستقلال كل منهما للتطور والتكامل . ولكن في نفس الوقت يجب ان لا ننسى ان المراة مستقلة في مجال اداء الفرائض فعليها ان تصلي ، وتصوم ، تحج سواء ارضي الزوج بذلك او لم يرضى ولكن في الاعمال المستحبة لا يجوز لها اداءها الا اذا كانت لا تؤثر على حق الزوج .
وبهذا فعلى المراة اداء الزكاة ورعاية صلة الرحم ، الاحسان الى الابناء ، اما اذا كان الزوج راغبا في محادثتها او مقاربتها تريد ان تصلي المستحبات فان هذا الامر لا يجوز لها .

تكوين الاسرة في الاسلام 217


استقلالها الاقتصادي :


تصرح ايات القران باستقلالية المراة الاقتصادية ، فيمكنها ان تستثمر روؤس اموالها في اعمال مختلفة وتستفيد من ارباحها : «للرجال نصيب مما كسبوا وللنساء نصيب مما كسبن» (1) وبذلك فلاحق للرجل في مالها كما لا يجوز له ان يامرها بان تنفق من مالها على ما يحتاجه البيت او لنفسه .
وحتى في المعاملات الاقتصادية ليس للرجل قيمومة على المراة وليس من واجبها ان تعمل وتكسب من اجل الانفاق على الاسرة والبيت فهذا الامر مسؤولية الرجل يهيؤها على قدر امكانه .
هناك روايات تمنع تصدق المراة او تنذر نذرا بدون اذن زوجها ، وليس هناك دليل على ان هذا الامر محرما بل يريد الشارع من المراة ان تستفيد من تجربة الرجل في مجال الانفاق فلا تبذر ولا تتلف المال في غير محله . بعبارة اخرى ان هذا النوع من النهي نهي تنزية اي ان هذا العمل يكون مكروها وعلة كراهته هو قلة خبرة المراة وتجربتها بالامور لعدم مخالطتها للناس وعدم مشاركتها في الامور الاقتصادية فالعقل اذن يقضي بضرورته استشارة الزوج والاستفادة من ارائه في هذا المجال .

النتيجة الكلية :


على الزوج والزوجة معرفة حقوق وواجبات كل منهما فاذا لم يعرفا حق بعضهما لن يعرفا حق الله .

(1) النساء : 32 .
تكوين الاسرة في الاسلام 218

النقطة المهمة للحياة المشتركة بين الزوجين ان كل منهما يجب ان
يسعى الى مراعاة الاخر والابتعاد عن كل ما يسبب الكراهية بينهما ، فاذا كان الزوج رئيس في الاسرة فالمراة ايضا رئيسة في الاسرة . ولا شك ان الحياة لا تقوم فقط على الرئاسة والامر والنهي بل ان الامر الاساسي فيها هو التسامح والتفاهم .

تكوين الاسرة في الاسلام 219


الفصل السابع عشر

«التعامل الانساني للزوج مع زوجته»


الاسرة الطبيعية والكاملة :


من هي الاسرة الطبيعية والمستقرة ! الاجابة على هذا السؤال وتوضيحه امر مشكل الى حد ما ؛ لان الاستقرار من وجهة نظر المذاهب والفلسفات مختلف ومتفاوت ويرتبط بطبيعة الافكار والاهداف التي يتبناها كل مذهب في الحياة والتي على اساسها يحددون نظرتهم لها .
والبحث عن الاسرة الكاملة ، او هل هناك حقا اسرة كاملة ام لا ؟ امر صعب ، ولكن بشكل عام يمكن القول انه ليس هناك اسرة كاملة بالمعنى العلمي والفلسفي الا في حالات نادرة جدا .

صعوبة البحث :


صعوبة البحث في هذا الموضوع تتأتى من ناحية ان كلا من الزوج والزوجة مسؤلان عن بناء الاسرة وانجاب الاطفال فهما اللذان ينجبان ويربيان وهما ـ في نفس الوقت ـ في حالة تغيير وتحول مائة بالمائة في كل المسائل الاسرية المختلفة ويسعيان لتحقيق اهداف مختلفة .
كما ان امكانية التوافق تماما في كل المسائل الاسرية المختلفة قليلا ما يكون ميسورا ، من جانب اخر فالاسرة لا تقوم فقط بوجود الرجل

تكوين الاسرة في الاسلام 220

والمراة بل تتاثر بعوامل اخرى كالمحيط الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي وغيرها .
فكل ذلك يؤثر عليها ويجذبها الى احد القطبين سالب او موجب ، وبذلك فلا يوجد وضع ثاب ودائم للاسرة حتى يمكننا الحكم عليها ان كانت كاملة ام لا .

عوامل بناء الاسرة :


تتكون الاسرة من الزوج والزوجة والابناء ، واحيانا الجد والجدة ، العم والعمة ، الخال والخالة ، لا شك مع قابالياتهم على التاثر بالعوامل الانسانية المختلفة من اقتصاد وسياسة ودين . ولا شك ان من بين العوامل المؤثرة بشكل كبير والذي قد يلغي تاثير بقية العوامل هو الزوج والزوجة .
بعبارة اخرى اذا كان الزوجان متوافقين منسجمين متفاهمين على كل الامور فيمكنهما السيطرة على بقية العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية ولكن عادة مثل هكذا توافق وتفاهم قليل جدا .
وفي نفس الوقت اذا اردنا انشاء اسرة مستقرة فاننا نحتاج الى توافق بين الزوجين . فاذا كانت المراة مستقلة في حياتها ، والزوج ايضا مستقل بحياته فاي وضع مؤسف سيكون للطرفين واي مجتمع سوف ينشا يبرز هذا الامر خاصة بالنسبة للمراة الشيء تحتاج في فترات معينة من حياتها ـ كايام الحيض والحمل والنفاس ـ الى حماية الرجل ومساعدته اكثر من غيرها .

تكوين الاسرة في الاسلام 221


صفات الزوجين السعيدين :


الزوجان السعيدان هما اللذان يخرجان ـ في طل الزواج ـ من حالة الوحدة والفردية الى حالة الثنائية والزوجية ، ففي هذا الثنائي تندمج كل العيوب والنواقص والكمالات والجمالات معا وتؤثر فيهما .
والزوجان حين يسعيان للوصول الى الهدف الانساني وهو تكميل وتكامل بعضهما ، ويجب عليهما التعامل باحترام متقابل ومراعاة حقوق وواجبات كل منهما تجاه الاخر وحتى اذا لم يراع احد الطرفين الحقوق فعلى الطرف الاخر التجاوز وعدم الانتقام واخذ الثار من صاحبه وان لا ينسى انسانيته ، فالتسامح والتساهل امرا محمودان في كل الامور ولا سيما في الحياة الزوجية التي يكون فيها الزوجان شريكين في خيرهما وشرهما .

علاقة الزوج بزوجته :


المحبة بين الزوجين والعلاقة بينهما اذا كانت قائمة على اساس ايماني تكون تواما للراحة والرفاهية والطمانينة ، فالمودة متبادلة والامن والصفاء يحل في جو الاسرة ويكون البيت جنة حقيقة وتاتي الامور الاخرى كالطعام واللباس والزينة بالدرجة الثانية من الاهمية فاساس الحياة يستند على الحب والمودة ولعل لهذا السبب يقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) «خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي» (1) .
اما اهم الجوانب التي يجب مراعاتها لتحقيق ذلك فهي : ـ

(1) وسائل الشيعة : 14 / 122 ح 8 .
تكوين الاسرة في الاسلام 222

1 ـ المودة والمحبة للزوجة:


على الرجل ان يحب زوجته ويعطف عليها وهذه سنة لرسول الله (صلى الله عليه واله) «حبب الي من دنياكم ثلاث النساء ، والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة» .
وقال الامام الصادق (عليه السلام): «من اخلاق الانبياء حب النساء» (1) . و «ما اظن رجل يزداد في الإيمان خيراً إلا ازداد حبا للنساء» . (2)
ولا ننسى ان السلام يراعي الاعتدال في كل الامور حتى في التهجد والعبادة والقيام والعمل والكسب كذلك الامر في المحبة والعطف ، ولا شك ان كل امر يتجاوز مرحلة الاعتدال يعد مكروها واحيانا حراما .
وفي كتاب وسائل الشيعة الجزء الرابع عشر باب خاص في كراهية الافراط في حب النساء وردت فيه روايات كثيرة بهذا الشان .
2 ـ اظهار الحب لها:


الحب والمودة القلبية وحدهما ليسا كافيين فلا بد من اظهاره على اللسان ، قال رسول الله (صلى الله عليه وله وسلم) : «قول الرجل للمراة اني احبك لايذهب من قلبها ابدا» (3) فمن واجب الزوج اولا ان يحبها وثانيا ان يظهر لها هذا الحب باللسان والفعل .
ليس ضروريا ان يظهر الزوجان مشاعرهما دائما باللسان او كما

(1) مكارم الاخلاق : 197 .
(2) وسائل الشيعة : 14 / 9 ح1 .
(3) وسائل الشيعة : 14 / 10 ح 9 .
تكوين الاسرة في الاسلام 223

يسمى احيانا تملقا بل يمكن ان يترجم بشكل اخر مثل رعايتها اثناء المرض وغيرها .
3 ـ حمايتها:


في عالم الحيوانات الراقية نرى ان الذكر يحمي الانثى . وهذا الامر في الانسان اكثر واهم من جهة ان المراة مشغولة برعاية شؤون البيت وتنظيم الاسرة وتربية الابناء فاذا لم تكن تتمتع بمثل هذه الحماية فلن تكون قادرة على اداء واجباتها .
من جانب اخر هناك ايام وفترات تتعرض فيها المراة الى ابتلاءات فاذا لم تكن محمية من قبل الزوج ستكون متعبة ومرهقة وضعيفة ولا يمكنها ادامة امور حياتها العادية ، ولذلك جاءت روايات كثيرة عن المعصومين (عليهم السلام) في ضرورة حفظها وحمايتها (ينظر مجموعة ورام) وهناك روايات اخرى تامر بحماية المراة (يراجع مكارم الاخلاق) .
ولا شك ان هذه الحماية يجب ان تكون ضمن الحد الطبيعي ، حتى يطمئن خاطرها وتعطيها راحة البال وتوفر لها الرفاهية نسبيا .
4 ـ ايجاد الاطمئنان:


تمر المراة في مراحل حياتها باضطرابات وازمات وتنظر فيها الى المستقبل نظرة شك وتردد والاطمئنان هنا بالنسبة لها امر مهم وحياتي فمثلا في فترة الحمل خاصة الحمل الاول تداهم المراة افكار كثيرة صحيحة او غير صحيحة مثلا تتفكر في تغير شكلها ، جسمها ، في امر

تكوين الاسرة في الاسلام 224

الولادة ، في احتمالات الخطر المتوقع ، كيفية تحملها للمشكلات المتعلقة بالجهل .
ففي مثل هذه الامور على الزوج ان يطمئنها ويثبت لها ان تغيير شكلها وجسمها امر لا يبعث على القلق وعليه كذلك ان يهتم بها ويراقب وضعها طيلة فترة الحمل ويطمئنها انه سيكون معها عن الولادة وسيضع كافة امكاناته وقدراته ويبذل وسعه لتخفيف المشقة عنها .
كذلك فان شراء هدية لها في فترات مختلفة وتقديمها لها يبعث في نفسها الاطمئنان والسرور والامل ، وقد وردت في كتب الفقة روايات تحث على التوسعة على العيال وشراء الهدايا لهم . وحتى ان هناك روايات اخرى تهدد الزوج بان عدم مراعاة هذا الامر موجب لسلب نعم الله منه .
5 ـ حسن العاشرة:


في حديث عن الائمة المعصومين: «ان المراة ريحانة وليست قهرمانة» (1) .
فالمراة مخلوق جدير بالاحترام خاصة وان احاديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يؤكد على ذلك لانها الزوجة ، وام الابناء والقران يوصي ايضا بالمعاشرة بالمعروف (وعاشروهن بالمعروف) (2) .
فمن الضروري مجالستها في البيت ، محادثتها ، مشاورتها واخذ رايها في ما يخص امور حياتهمها والتعامل معها بشكل حسن حتى يتمكنا من التغلب على مشكلات الحياة .

(1) نهج البلاغة : الكتاب 31 ، 405 .
(2) النساء : 19 .
تكوين الاسرة في الاسلام 225

فالبيت الذي فيه امراة يحيطها زوجها بعطفه ورعايته لا يدخله السام والملل كما يجب ان لا يسخر منها لانه لا يوجد دليل على ان الرجل افضل من المراة عند الله يوصي كذلك بالتجاوز عن اخطائها قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : «ايضرب احدكم المراة ثم يظل معانقها» (1) .
6 ـ المساواة في كل الامور:


من الضروري وجود المساواة بين الرجل والمرءة في الحياة الزوجية ، فعلى الرجل ان يطعمها مما يكل فلا يملا بطنه من اطايب الطعام في المطاعم والفنادق الفاخرة بينما تاكل المراة في البيت طعاما بسيطا فهذا الامر بعيد عن الانسانية والمودة وحتى اذا دعي الى وليمة او حفل فمن الضروري ان يطلع على طعام الزوجة والابناء قبل ذهابه .
اما من ناحية المسلي فيجب امارعاتها ايضا فلا يلبس الثياب الغالية الثمن بينما يلبسها ثيابا زهيدة الثمن كما يوصي ان يراعى هذا الجانب في المراة اكثر لان مسالة التباهي والتفاخر والمنافسة بين النساء في هذه الامور اكثر . وعلى كل حال يجب ان يسعى الزوج لتهيئة كل الامكانات لها على الاقل ـ لحفظ كرامتها وعزتها .
7 ـ في المقاربة:


ان عقد الزواج يعد من جانب عهدا للوفاء والصدق والصفاء وحسن الخلق والتسامح ، التضحية ومن جانب اخر عهدا للحب والمودة والعلاقة

(1) وسائل الشيعة : 14/ 119 ح 1 .
تكوين الاسرة في الاسلام 226

الجنسية دليل اكيد على رغبة الرجل بالمراة ووسيلة لاكمال هذه المحبة .
فالمقاربة حق من حقوق المراة وقد ذكرنا ذلك في فصل سابق ويضاف هنا انه لا يجوز له ترك مقاربتها مثلما لا يجوز له ان تمنعه نفسها حتى حين الايلاء فمن واجبه اما ان يكفر عن يمينه او ان يطلقها كما صرح بذلك القران الكريم (امساك بمعروف او تسريح باحسان) (1) .
كما يجب عليه قبل الجماع الاستعداد والتهيئة لها وملاعبتها وممازحتها وهذا الامر مستحب في الاسلام . وان يمتنع عن العزل فلا يحق له ذلك الا اذا كانت هي راضية لان رضاها شرط اساسي لدخول النطفة الى رحمها لان هذا امر يتعلق بسلامتها وصحتها النفسية والجسمية كما اثبته الطب الحديث اليوم .
الا ان هناك موارد يجوز للرجل فيها ان يعزل عن زوجته وهي : اذا تاكد انها لا تحمل ، اذا كانت سيئة الخلق ، او اذا لم تكن ترضع طفلها وفي العقد المؤقت وغيرها .
8 ـ تخصيص جزءا من وقته لها:


العمل وكسب الرزق امر ضروري ولازم للرجل ، ولكنه في الوقت نفسه يجب ان لا يستغرق فيه فيجب ان يخصص ساعات لزوجته وابنائه فمثلا في غير ساعات اليوم والليلة التي يجب عليه ان يخصصها لهم ، ايام العطل الرسمية ، والعطلة السنوية ، فلا ينسى ان ياخذهم في سفرات للترويح عن انفسهم ورفع التعب ، فقضاء وقت معين مع الزوجة والاطفال

(1) البقرة : 229 .
تكوين الاسرة في الاسلام 227

يؤدي الى ان يسيطر الزوج على امور اسرته بذلك .
ان كثيرا من الاسر تملك زوجا الاسم فقط ودوره لا يتجاوز تهيئة الطعام واللباس لاهل بيته وكثيرا من الاسر ايضا انحرفت وضاعت نتيجة لاهمال وعدم مراعاتها من قبل الزوج ، فاذا كان الزوج قد خصص جزءا من وقته لهم لم يكن ليحدث مثل ذلك الوضع .
9 ـ عفة الزواج وطهارته:


مثلما يريد الزوج زوجة عفيفة طاهرة فهي كذلك ايضا تريد زوجا عفيفا وطاهرا ، وان لايقيم علاقات ـ خاصة مع النساء اللواتي تتحسس الزوجة منهن ـ وعليه ان يمتنع عن النظر الحرام وعدم الجري وراء رغباته واتباع هوى نفسه .
على الزوج كذلك ان لا يذكر جمال الاخريات امام زوجته قال الامام علي (عليه السلام) : «عفوا تعف نساؤكم» .
وأحد طرق العفة للنساء ان يتزين الزوج لها فيلبس ثيابا حسنة ويظهر لها بمظهر لائق ، طيب الرائحة ، وان يكون حسن الخلق والتصرف معها فكما يجب ان تتزين وتتجمل له وتسعى الى ذلك بنشاط فعليه مقابلتها بالمثل لانها تريد منه ما يريد منها .
10 ـ مداراتها والصبر على سوء خلقها:


توصي الروايات الرجل ان يتجاوز عن خطئها عن الامام علي (عليه السلام) : «فبروهن على كل حال واحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال» (1) .

(1) مكارم الاخلاق : 231 .
تكوين الاسرة في الاسلام 228

كما ان ضرب المراة ثم مقاربتها امر عجيب في نظر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «ايضرب احدكم المراة ثم يظل معانقها» (1) .
وفي التشجيع على مداراتها قال (صلى الله عليه واله وسلم) : «من صبر على سوء خلق امراته اعطاه الله من الاجر ما اعطى ايوب على بلائه» (2) .
وقال «اوصاني جبريل بالمراة حتى ظننت انه لا ينبغي طلاقها الا من فاحشة مبينة» (3) .
وعن ابن عباس : «كان رسول الله في لحظاته الاخيرة يوصي بالصلاة والنساء والمملوكين» .
وقال امير المؤمنين (عليه السلام) : «داروهن على كل حال واحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال» (4) .
وكذلك هناك روايات كثيرة في هذا المضمون وردت عن الائمة المعصومين (عليهم السلام) لعل سبب كل هذه التوصيات مردها وكما يقول علماء النفس ان المراة لا تعد الرجل زوجا فقط بل تعده ابا وتامل ان تجد فيه لطف الابوة ، كما ان الزوج يريد ان يجد في المراة لطف الامومة وصفاتها .
فالتجاوز والتسامح قد يبدو امرا بسيطا انه احيانا يؤدي الى تغييرات كبيرة والى انقاذ الطفل الذي هو اول ضحية للاخطاء واكثر من يقع عليه الظلم .

S
(1) وسائل الشيعة : 14/ 119 ح 1 .
(2) مكارم الاخلاق : 213 .
(3) وسائل الشيعة : 14 / 121 ح1 .
(4) مكارم الاخلاق : 213 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي