تكوين الاسرة في الاسلام 96

ويجب ان لا تقدم الفتاة المسلمة عليه تحت اي عذر .
يجب علينا ان نسعى لان يكون سلوكنا اسلامي وديني ، والا فحياة بدون تبعية لقانون وضوابط دينية ليست طريقا للخبر والسعادة .
ملاحظة مهمة :


لا شك ان تلك الخصائص والصفات التي ذكرناها في الرجل لا يمكن ان تجتمع لشخص ما سوى المعصوم فهي صفات مثالية ، ولكن علينا ان نسعى الى اختيار شخص من بين من يتقدمون لخطبة الفتاة ، يتوفر فيه اكثر عدد من صفات الكمال والخصائص الانسانية .
في نفس الوقت يجب الاخذ بنظر الاعتبار عدم السعي دائما وراء غذاء جاهز وناضج ، فالفتاة التي تربت تربية جيدة ، ونضجت بشكل جيد يكون من واجبها ـ في بعض الاحيان ـ حين تتقبل زوجا فاقدا لبعض تلك الصفات ، ولكن عنده الاستعداد لقبولها ان تسعى لايجادها فيه وتتوافق وتنسجم معه .
هذا الامر في صالحها وصالح المجتمع ، وسببا للسعادة الاسرية .

تكوين الاسرة في الاسلام 97


الفصل السابع


الشروط الخاصة في المراة

مقدمة :


الروايات والتوصيات في شروط اختيار المراة اكثر من التوصيات في اختيار الرجل ، ولعل مرد هذا الامر ان دور المراة في ادارة الاسرة وتسكين الغريزة وتربية النسل اكثر واهم من دور الرجل .
فالمراة مخلوق لطيف ويستطيع ان ينجب الابناء الصالحين والسالمين ، وحتى تستطيع في بعض الاحيان ان تعوض عن الاب في حالة عدم وجوده .
في النظام الاسري والتروبي الاسلامي تعد المراة طفلها جزءا لا يتجزا منها ، وترعاه دائما فالطفل مع امه اكثر الوقت ، اكثر مما هو مع الاب وحسب راي علماء الاجتماع فالزواج عبور من القدرة الابوية والوصول الى القدرة الامومية .
وعلى كل حال فالاسلام في مجال اختيار المراة المناسبة يضع ارشادات وصفات وخصائص يشترطها فيها ، ونحن هنا سنذكر المسائل التي يجب مراعاتها عند اختيارها .

شروط الاسلام في المراة :


كما سبق وذكرنا ان هناك شروطا خاصة في الرجل يجب مراعاتها

تكوين الاسرة في الاسلام 98

عند اختياره ، فان في المراة شروطا يجب مراعاتها ايضا .
وعلى كل حال فالشباب يجب ان يراعي مسالة ، وهي من بين الفتيات العديدات يجب ان يختار من هي جامعة للشروط والصفات والخصائص العالية اكثر من غيرها .
1 ـ من ناحية الاسرة:


وفي هذا المجال عندنا توصيات وروايات كثيرة نذكر بعضا منها للاختصار اذ لا يسعنا ذكرها هاهنا ، ومن جملتها التحذير من الزواج من فتاة تربت في اسرة فاسدة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «اياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ، قال : المراة الحسناء في منبت السوء» (1) .
كما اوصى بالزواج من اسر معروفة بالقوة والقدرة لكي ينشا منها نسل قوي ورشيد ، فالامام علي (عليه السلام) قال لاخية عقيل وهو عارف بانساب العرب ، حيث ندبه وكان عارفا ان يخطب له امراة :
انظر الى امراة ولدتها الفحول من العرب لا تزوجها فتلد لي غلاما فارسا يكون عونا لولدي الحسين (عليه السلام) في كربلاء .
فقال له : تزوج ام البنين الكلابية فانه ليس في العرب اشجع من ابائها ولا افرس (2) .

(1) مكارم الاخلاق : 203 .
(2) تنقيح المقال : 2 / 128 .
تكوين الاسرة في الاسلام 99

كما يوصي بالزواج من الهاشمية لانها من نسل النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) كما انها عطوف على زوجها ، وارحم بابنائها واحفظ لنفسها مع غير زوجها ، واكثر طاعة ، كما ان من جملتها اكثار نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) «خير نسائكم نساء قريش ؛ الطفهن بازواجهن ، وارحمهن باولادهن ، المجون لزوجها ، الحصان على غيره» (1) .
بالإضافة الى الجانب الأخلاقي والاجتماعي فالجانب السياسي في ذلك الوقت ، وفي عصرنا يحسب له حساباً خاصاً وأقل فائدة من هذه الرابطة هي ارتباط الدم مع نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكسب الشرف بالزواج من نسله (صلى الله عليه وآله) .
«خير نسائكم نساء قريش الطفهم بازواجهن ، وارحمهم باولادهم المجون لزوجها الحصان على غيره» (2)
3 ـ من ناحية الايمان والعقيدة :


المسلم يتزوج بامراة مسلمة دائما كان الزواج او مؤقتا ، والزواج الدائم من الكتابية غير جائز في نظر الاسلام ، اما ان كانت مشركة فلا يجوز الزواج بها دائما كان الزواج او مؤقتا .
كما يوصي الاسلام بعدم الزواج من الناصبية (اعداء اهل البيت عليهم السلام) .
تزوج الامام الباقر (عليه السلام) بامراة ثم طلقها بعد مدة ، فلما شئل عن سبب ذلك ، قال : انها كانت ناصبية .
ومن جانب ايمان الزوجة فيجب ان يكون ايمانها عميقا واصيلا ،

(1) وسائل الشيعة : 14 / 20 ح 3 .
(2) وسائل الشيعة : 14 / 20 ح 2 .
تكوين الاسرة في الاسلام 100

وان تراعي الله تعالى في كل حال ، وان تعلم انه يراها وهو شاهد عليها ، وان تؤمن بالبعث والحساب ، وتعلم الحق والباطل ، وان يكون ايمانها قد تجاوز مرحلة القلب واللسان ، وان ياخذ الطابع العملي .
4 ـ الناحية الاخلاقية:


توصي الروايات الاسلامية بعدم الزواج من المراة السيئة الخق والمنحرفة ؛ لان الهدف من الزواج هو ايجاد الراحة والسكون والطمانينة ، ومثل هكذا زواج لا يحقق ذلك .
فسوء اخلاق المراة لايقل اهمية عن قبح وجهها ، فمثلما يدقق الرجل في صفاتها الظاهرية كوجهها وعيونها وفمها وشعرها ، عليه ان يدقق في خلقها لأنها شريكة حياة المستقبل ، ورفيقة الدرب ، فاذا كانت اخلاقها غير سليمة ، كان تكون فاحشة وسيئة الخلق فانها تحول الحياة الى جهنم حارقة .
ويوصى كذلك بعدم الزواج ممن كانت اخلاقها الجنسية فاسدة ، كان تكون لها علاقات غير مشروعة مع اخرين ؛ لان الحياة الزوجية تحتاج للاخلاص والصفاء ، واهذا امر نادرا ما يوجد عند مثل تلك الفتيات .
كما يؤكد على عدم الزواج من الزانية الا اذا تابت توبة نصوحا ، وما دامت هناك في المجتمع امراة طاهرة عفيفة ، او ان يكون من وراء الزواج بها (الزانية) هدف اجتماعي كبير .
وفي كل حال يجب اختيار المراة الصالحة الطاهرة العفيفة ، البعيدة عن الاثام الاخلاقية ، وذات خلق كريم ، محبة للفضائل الانسانية .

تكوين الاسرة في الاسلام 101

5 ـ من الناحية الفكرية:


يجب ان يسعى الرجل لاختيار امراة من نفس مستواه وتماثله في الجانب الفكري ، حيث يجب ان يكون تفكيرها راق وفوق مستوى الماديات والكماليات ، فالتي لا يرتقي تفكيرها الى غير المظاهر البراقة والملابس والزينة ، مثل هذه لا يمكنها ان تكون شريكة حياة ، ولا تؤمن الراحة والامان الفكري للاسرة والابناء .
لا شك ان التفكير بالماديات وحب اقتنائها مطلوب الى حد ما ، وذلك لغرض تنظيم حياة الاسرة ، ولكن لا يكون الشغل الشاغل في كل وقت ، ويتحكم بتفكير الاشخاص ، فهو وسيلة وليس هدف .
فالهدف الوصول الى مراتب اكثر اصالة ، فالماء والخبز وسيلة للعيش وتحقيق الهدف .
6 ـ من الناحية العقلية:


المراة التي تختار للزوج يجب ان لا تكون ضعيفة العقل ، او ناقصة او بلهاء او حمقاء ، لان هذه الصفات سوف تنتقل الى ابنائها ، وفي نفس الوقت ستواجه حياتهم مشاكل النقص وعدم البلوغ وتربية مثل هكذا ابناء من قبل والدين بتلك الصفات مخاطرة كبيرة .
فالطفل يقضي معظم وقته وبالخصوص سني عمره الاولى قبل المدرسة في احضان امه ، وهذه الفترة من العمر حساسة جدا ، يبنى على اساسها مستقبل الطفل ، حيث ياخذ جميع معلوماته وتتكون شخصيته عن طريق امه ، فاي عواقب وخيمة في انتظار النسل من مثل هكذا ام .

تكوين الاسرة في الاسلام 102

وفي الروايات عن المعصومين (عليهم السلام) : «اياكم وتزويج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع» (1) .
وكذلك عدم الزواج من ذات الصرع والمجنونة ، واذا تزوج منها فلا يطلب الولد .
وفي الفقه الاسلامي اذا ما علم الشخص بعد الزواج ان المراة مجنونة فيجوز له فسخ العقد ، اما اذا ما حدث الجنون للرجل قبل الزواج او بعده فيجوز للمراة الفسخ .
7 ـ من الناحية الجسمية:


يوصي الاسلام بعدم الزواج من طويلة القامة جدا ولا القصيرة القامة جدا ، بل اختيار متوسطة القامة ، وان لا تكون عجوزا مسنة وان تكون المراة المراد التزويج بها قوية مربوعة ، جميلة العينين ، وان امكن زرقاء ، حوراء شديدة سواد العينين مع شدة بياضها .
وفي الروايات الاسلامية توصيات بالسؤال عن شعرها ؟ لانه احد الجمالين ، وان تكون نضرة الوجه ، وان تكون باكرا لانها اكثر استعدادا للتلاؤم مع الرجل .
كما يوصي والى حد ما ان لا يكون فيها نقص جسماني ، او عاجزة ، او عمياء او مقعدة ، او مبتلاة بمرض مزمن ، وان تتمتع بصحة جيدة .

(1) وسائل الشيعة : 14 / 56 ح 1 .
تكوين الاسرة في الاسلام 103

8 ـ من ناحية السن:


كما سبق وان ذكرنا ان السن امر لا يمكن ان يترك او لا يؤخذ بنظر الاعتبار ، فالزواج من فتاة صغيرة السن افضل للرجل ، الا انه من الناحية الاخلاقية ليس صالحا ، فان اقدام الرجل على ذلك نفع له الا انه ضرر للمراة .
ان زواج الرجال من كبار السن (40 سنة فما فوق) من فتيات صغيرات السن (20 سنة فما دون) ، ليس صالحا من جميع النواحي ؛ لانها سوف تكون في سورة شبابها وتحتاج الى رجل ذي احساس وقابلية كبيرة ونحن نعلم ان الرجل في حدود (40 سنة فما فوق) يفقد طاقاته ويضعف .
فالتناسب في كل الامور امر حسن ، وكذلك في مسالة السن في الزواج وتشكيل الاسرة ؛ لان عدم التناسب يفسح مجالا واسعا للفساد الاخلاقي للمراة ، وفي هذه الحالة عار لايمحى .
9 ـ التاكيد على المراة الباكر :


في حديث للنبي (صلى الله عليه وآله) في التاكيد على الزواج بالباكر :
«النساء ثلاث ؛ فامراة بكر ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه واخرته ولاتعين الدهر عليه ، وامراة عقيم لاذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير ، وامراة صخابة ولاجة همازة تستقل الكثير ولا تقبل باليسير» (1) .
وفي بعض الروايات التحذير من الزواج بالعجائز والمسنات ، واكثر

(1) مكارم الاخلاق : 199 .
تكوين الاسرة في الاسلام 104

التوصيات تؤكد على الزواج بالبكر ، حتى وان كانت كبيرة السن ، وان تكون متوسطة القامة ، مربوعة ، سمراء حنطية ، نضرة الوجه ، واسعة العينين عجزاء .
10 ـ التاكيد على المراة الولود :


يوصي الاسلام باختيار زوجة من اسرة منجبة .
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : «سوداء ولود خير من حسناء جميلة عقيمة» .
وقال (صلى الله عليه وآله) : «تزوج باكرا ولودا ولا تتزوج عقيمة جميلة ، فاني اباهي بكم الامم يوم القيامة» .
وقال (صلى الله عليه وآله) : «الا اخبركم بخير نسائكم ؟ قالوا بلى ، قال : ان خير نسائكم الولود الودود الستيرة العفيفة ، العزيزة في اهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها الحصان عن غيره ، التي تسمع قوله وتطيع امره ، واذا خلا بها بذلت له ما اراد منها ولم تتبذل له تتبذل الرجل» (1) .
11 ـ صفات الاخرى:


من ضمن الصفات المحمودة في المراة ، الوفاء ، التدبير ، الحياء ، الحرية ، الجمال ، العطف ، العزيزة في اسرتها ، المتبرجة مع زوجها ، الجادة ، الوقورة العفيفة قليلة المهر ، ذات نسب محترم ، ان لا تكون من الاقارب حتى لا يكون الابناء ضعفاء . بالاضافة الى ذلك ان :

(1) مكارم الاخلاق : 200 .
تكوين الاسرة في الاسلام 105

تكون متكبرة الى حد لا تسلم نفسها الى غير زوجها .
ان تكون بخيلة الى حد تحافظ على مال زوجها .
ان تكون جبانة الى حد تحافظ فيه على نفسها .

الركائز الاساسية في اختيار الزوجة


عند اختيار الزوجة يؤكد الاسلام على الركائز الاساسية لذلك وهي الدين والصلاح ، حب الله ، عبادة الله ، محبة لصلة الرحم ، وغيرها حيث ذكرناها في صفات المراة ، ولا شك ان الرجل يسعى للحصول على زوجة تتوفر فيها اكثر الشروط الحسنة والفضائل الجميلة ، ويفضلها على غيرها .

المراة التي يحذر الاسلام الزواج منها


توصي الروايات الاسلامية بالابتعاد عن بعض النساء وعدم الزواج بهن ، مثلا المراة المعلنة بالزنا والتي تدعو الاخرين الى نفسها ، المعروفة بسوء السمعة ، التي تتزوج وتطلق كيفما شاءت ، غير المتورعة عن الرذيلة ، التي تتزين خارج منزلها وفي غياب زوجها ولا تتزين له ، التي لا تطيع امر زوجها ، واذا خلا بها فهي كالجمل الجموح ، المتكبرة عليه ، العقيمة ، التي تضمر الحقد ، العجوز المسنة التي فقدت جمالها ـ لان الزواج منها يسبب الضعف واحيانا الموت وكذلك الفتاة والمتعلقة بوالديها المدللة .

تكوين الاسرة في الاسلام 106


تحذير الشباب :

الزواج أمر جدي ززاقعي وليس مزاحا ولعبا ، فعليك أيها الشاب مقاومة من تظهر لك الحب والود في الشارع أو السيارة أو طريق المدرسة. فمن أين لك أن تعرف أنها لم تفعل ذلك مع غيرك ؟ ويجب أن لا تطمئن لكل من تبدي لك الحب أو تتجاوب معها ، فلا بد لك من التحقق والسؤال عنها.
وفي الخطبة يجب الصدق في تعريف النفس للشخص الوسيط في الزواج ، وقول الحقيقة دائما فيما يخص ألأخلاق ، والحالة المادية ، الشهادة ، المقام ، الوضع المعاشي ، طريقة الحياة ، نوعية التفكير ، وبيان كل شيء ، فألإحتيال على الفتاة وخديعتها أمر مخالف للمروءة والرجولة ، كما أن الحيلة والخديعة لا يستمران إلى ألأبد ، فلابد أن تكتشف فيما بعد، وإذا إكتشفت سترى ماذا سيحدث ؟ . فليس سوى أن تتبدل الحياة إلى جحيم حارقة.
وألأفضل أن تخبرها بكل شيء حتى عن عادات المدينة التي يتعيش بها وعاداتك وأمراضك المزمنة ، حتى يكون على بينة من أمرها، وتقدم على الزواج منك بعين مفتوحة.

ألأمور التي لا يجب مراعاتها :

عند إختيار المرأة للزواج فلا يجب التركيز على أموالها ومنزلها، أو لكسب منزلة من خلالها ، هذه ألأمور مذمومة في ألإسلام ، قال رسول ألله (صلى ألله عليه وآله) : «من تزوج إمرأة لجمالها أو مالها ، سلطها ألله عليه ، وإذا

تكوين الاسرة في الاسلام 107


تزوجها لدينها أعطاه الله جمالها ومالها ».(1)

ومن ألأمور التي لا يجب مراعاتها هي المستوى التعليمي العالي للمرأة ، والوظيفة الرفيعة ، فما فائدة زوجة متعلمة ولا تحسن شيئا من أمور المنزل ، أو صاحبة وظيفة رفيعة لكنها تستعملها كالحربة لتركيع زوجها.
إن وجود مثل هذه ألأمور ــ المستوى العالي والظيفة ــ عند المرأة أمر جيد ولكن مع وجود الشروط ألأساسية وهي : ألإيمان ، ألأخلاق الرفيعة ، حسن التبعل ، والنضج الفكري ، وإلا فالحياة توأم المشاكل والتصادم والتجادل.

التحقيق والبحث عن أي طريق يكون

كما ذكرنا في الفصل السابق أن هناك طرقا متعددة للتحقيق والبحث في إختيار الزوج كذلك بالنسبة للزوجة وهي :
1 ـ عن طريق البحث والتحري:


للبحث والسؤال والمشورة في أمر الزواج دور كبير في إختيار ومعرفة الزوجة ، فالسؤال من أشخاص يعرفون أسرتها ، وأخذ المعلومات الكافية عنها ، وأن يصدقوه القول في التعريف بها ويقولوا الحقيقة.
إن إستشارة ألأم وألأب وألأقارب وغيرهم ممن يريد الخير وأخذ رأيهم خطوة مهمة جدا في الوصول إلى ذلك الهدف. كذلك السؤال من أسرة الزوجة ، فإن كانوا مسلمين أطهارا حقا

(1) مكارم ألأخلاق : 203 .
تكوين الاسرة في الاسلام 108

ويريدون خير وسعادة الطرفين ، وقبلوا بالزواج فإنهم سيراعون ألإيمان والتقوى في بيان الحقائق.
2 ـ عن طريق المحادثة النظر:


لابد لمن يريد الزواج من إمرأة أن يعرفها وأن يسأل عنها بصورة مبائرة أو غير مبائرة ، ويأخذ المعلومات الكافية عنها.
قال ألإمام الصادق (عليه السلام) لرجل يريد الزواج : سأله عن النظر إلى وجه المرأة وشعرها قال : لا بأس بذلك إن لم يكن متلذذا(1)وحتى تشم رائحتها بشرط حتى أن بعض الروايات تجيز للمرأة ترقق الثياب فينظر لها الخاطب.
هذا فيما يخص الصفات الظاهرية ، أما ما يخص الجانب الباطني ، فيسأل عنه النساء موضع الثقة مثل أم أو أخت أو خالة الرجل.
3 ـ الزواج المؤقت :


هذا هو الطريق الثالث ، حيث يتم بعلم المرأو وهي التي تعقده ، ومن خلال مدة العقد يستطيع الرجل معرفة الكثير من عاداتها وخصوصياتها يطلع على أمور منها ناحية المعاشرة ، المعرفة ، الثقافة ، ألأخلاق ، ويمكنه ذلك من خلال معلوماتها ، وطريقة تفكيرها وكلامها.

(1) وسائل الشيعة : 14 / 59 ح 5 .
تكوين الاسرة في الاسلام 109


ملاحظة مهمة :

كما ذكرنا في فصل سابق أن ألأسلوب الشائع بين الشباب والفتيان للتعارف فيما بينهم وبدون إرتباط لا يقره ألإسلام ، فإنه يأتي بنتائج وخيمة ، يعلم كل من له أدنى معرفة قليلة أو كثيرة ما هو سبب تحريم ألإسلام لها ، وعدم تأييده لمثل تلك العلاقات.

تكوين الاسرة في الاسلام 110




تكوين الاسرة في الاسلام 111

الفصل الثامن

«موانع الزواج»



مقدمة :

الزواج في ألإسلام عمل محبوب ومقدس وكا ذكرنا ، فد أوصى به النبي ألأكرم وألأئمة ألأطهار (صلوات ألله عليهم ) ومثل هكذا أمر مع سعة أبعاده في المجتمع يجب أن يخضع لأصول ونظم لكي لا ينشر الفساد في المجتمع ، وألإسلام بصفته خاتم ألأديان السماوية وأكملها وضع له أسسا وضوابط مثلما وضع لغيره من ألأمور.
ففي نظر ألإسلام لا يستطيع أي رجل وأي أمرأة مع كل الشروط ، الدين والدم ، والقرابة الزواج وتشكيل أسرة فهناك موانع أشرنا إلى بعض منها ، وسنشير هنا إلى البعض ألآخر منها.
هذه الموانع ليست من نوع المسائل المعروفة مثل القومية ، الوطن ، منزلة ألأسرة ، القبح والجمال وغيرها ، هذه أمور يتنفر ألإسلام منها ، كما انه ليس في ألإسلام نظام المناقصات الحكومية حتى يتزوج ألأفراد من طبقتهم ومستواهم ، شرط الكفاءة في ألإسلام ألإيمان والعقيدة ، وتحت ظله يستطيع أن يتزوج المرء من أي طبقة إقتصادية ، وفي أي وطن شاء أو من أي قومية بشرط رضا الطرف ألآخر.
أغلب الموانع التي يضعها ألإسلام من أجل مقاومة الفساد ورعاية الحرمات وهي ما سنبحثها فيما يلي :

تكوين الاسرة في الاسلام 112


موانع الزواج :

يمكن تقسيم موانع الزواج في ألإسلام إلى ثلاث مجموعات هي : من ناحية عقيدة الشريك ، من ناحية المحارم ، ومن جوانب أخرى.

أ ـ من ناحية عقيدة الشريك :


في نظر ألإسلام لا يستطيع المسلم الزواج ممن يحمل عقيدة غير ألإسلام (رجلا كان أو إمرأة) حيث لا يجوز له الزواج من كافر أو مشرك ، دائما كان الزواج أو مؤقتا. قال تعالى : «فلا ترجعوهنّ إلى الكفار لا هنّ حلٌ لهم ولا هم يحلون لهن».(1)
كما لا يجوز ألإسلام الزواج من الكتابة (يهودية أو نصارنية) إلا في حالة ألإضطرار أي في حالة عدم وجود إمرأة مسلمة ، وفي حالة ضغط الغريزة الجنسية يمكن للرجل المسلم أن يتزوج منها زواجا مؤقتا مع التشديد أن يكون ذلك في حالة ألإضطرار ، إلا أن المرأة المسلمة لا يمكنها الزواج من غير المسلم لأنه وحسب القاعدة أنها تقع تحت نفوذ الزوج.

ب ـ من ناحية المحارم :


في هذا المجال لا بد أن نوضح أولا ما معنى المحارم بصورة مختصرة ، ثم نقسمهم ونبحث الموضوع.

(1) الممتحنة : 10.
تكوين الاسرة في الاسلام 113


المقصود بالمحارم :

هم ألأشخاص الذين يرتبطون مع الفرد برابطة قرابة أو صلة تمنع إقامة علاقات الزوجية ، وتوضيح ذلك أنه توجد بين أعضاء ألأسرة علاقات رفيعة وأصيلة ، أو يجب أن تتواجد علاقات أرفع من الجانب الجنسي ، وإقامة علاقات زوجية في الحياة ألأسرية يتضح أحيانا أنه موجي للخلافات وعدم ألإستقرار ، فإذا كانت العلاقات أبعد وأرفع من تلك الحدود فمن الممكن أن تكون مقبولة إلى حد ما .
ومسألة المحارم ليست خاصة بألإسلام والمجتمع ألإسلامي فقط بل هي موجودة في بقيةألأديان وحتى عند القبائل البدوية التي تتبع النظام القبلي لا الدين حيث نرى مثل هذا الشيء موجود وعندهم.
وحسب بحوث علماء السكان وجدوا أنه كانت هناك بعض المجتمعات تتزاوج من محارمها لحفظ المنزلة ، وحصر العز والشرف في ألأسرة ، وعدم ذهاب الثروة والميراث للآخرين ، ومع ذلك فهي بصورة نادرة أما ألآن فتكاد تكون غير موجودة تقريبا.

أنواع المحارم :

المحارم في نظر الإسلام يقسمون إلى ثلاثةأقسام :
1 ـ محارم النسب :


والمقصود بهم ألأقارب الذين يرتبطون بصلات عائلية وهم :
ــ ألأم ، ألأب ، الجدة ، ألأجداد ,إن علوا.

السابق السابق الفهرس التالي التالي