تكوين الاسرة في الاسلام 114

ـ البنت ,أبناؤها وأحفادها وإن نزلوا.
ـ ألإبن وأبناؤه وأحفاده وإن نزلوا.
ـ ألأخت وأبناؤها وأحفادها وإن نزلوا.
ـ ألأخ وأبناؤه ,احفاده وإن نزلوا.
العم والعمة والخالة ، الخال فقط (اما أبنائهم فيجوز الزواج منهم) .
ـ عم ألأم وعمتها وخالتها وخالها.
ـ عم ألأب وعمته وخالته وخاله.
2 ـ المحارم من الرضاعة :


والمقصود منهم هم الذين أصبحوا محارم برضاعتهم حليبا واحدا فيحرمون على بعضهم مثلما يحرم من النسب ، قال رسول ألله (صلى ألله عليه وآله) :
«يحرم من الرضاغ ما يحرم من النسب».(1)
وهناك شروط للرضاع تجد شرحها في كتب الرسائل العملية ، منها : أن يكون الرضاع يوما وليلة كاملين ـ أو خمس عشرة رضعة متوالية مشبعة ، أي لا يرضع الطفل من إمرأة ثانية بين الك الرضعات.
أما شرط الحليب الذي ينشر الحرمة:
1 ـ أن يكون ناتج عن زواج ، وأن يكون الطفل في سن الرضاعة ، فالحليب الذي يعطى من فتاة باكر لا ينشر الحرمة.

(1) وسائل الشيعة : 14 / 280 ح 1 .
تكوين الاسرة في الاسلام 115

2 ـ أن يكون ناتج عن زواج شرعي ، فحليب الزانية لا ينشر الحرمة.
3 ـ أن يكون عددها (15) رضعة متوالية مشبعة ، فإذا حدث فواصل بينها لا تنشر الحرمة.
4 ـ أن يرضع عن طريق الثدي مباشرة لا عن طريق القنينة أو شيء آخر.
5 ـ يجب أن لا كون عمر الطفل أكثر من سنتين ، أي في سن الرضاع.
6 ـ يجب أن يكون حليب المرأة من يجل معين ، فإذا ارضع الطفل من حليب زوج أرضع طفل آخر من حليب رجل آخر فلا ينشر الحرمة.
3 ـ محارم النسب :


هذه المجموعة من المحارم هم الأشخاص الذين يرتبط بهم بعلاقةمصاهرة ، فيحرمون عن الشخص (رجلا أو إمرأة) وهم :
1 ـ أم الزوجة وأبو الزوج.
2 ـ إبنة الزوجة وإبن الزوج.
3 ـ زوجة ألإب وزوج ألأم.
4 ـ زوجة ألإبن وزوج البنت.
5 ـ أخت الزوجة ما دامت أختها في عقد الزوجية (ويجوز بعد فسخ الزواج أن يتزوج الرجل من أخت زوجته).
6 ـ زوج ألأخت ما دامت ألأخت في عقد الزوجية(يجوز بعد فسخ الطلاق).

تكوين الاسرة في الاسلام 116

جـ ـ موانع أخرى:


هناك عدة موانع تقع في طريق عقد الزواج مثلا :
1 ـ الزواج المشروط بإجازة:


الزواج من فتاة باكر لا يجوز إلا بإجازة والدها ، هذه ألإجازة لأجل رفع المشكلات التي تتأتى من عدم التجربة للفتاة ـ طبعا الفتاة في النظام ألأسري ألإسلامي التي تربت تربية صحيحة ـ وشدة رقة قلبها في مواجهة المشاكل المتعلقة بالمعاشرة ، حيث يمكن لهذه المشاكل أن تمنع إدامة الحياةبين الزوجين في الكيان ألأسري.

توضيح أهمية ألإجازة :

في الحياة الإسلاميةغالبا ما تكون الفتاة في محيط ألأسرة ، حيث تتلقى فيه واجبات ألأمومة والزوجية وإدارة المنزل ، وليس لها تجربة مع الرجال خارج محيط المنزل ، فعند إختيار الزوج يتعين عليها إستشارة شخص مخلص ، حتى يتمكن ألأب من السيطرة على عواطف إبنته ويمنعها من تسليم نفسها لأي أحد وبدون حساب.
ونعلم أن ألأب له معرفة بالمحيط الخارجي ، ولديه تجارب في كل ألأمور ومنها الزواج ، فهو يبحث دوما عن مصلحة إبنائه.
هذا من جانب ومن جانب آخر ، فإن رقة قلب وقوة عاطفة الفتاة تجعلها تقبل أي خاطب يتقدم لها وبدون تفكير وتظنه صادقا ، في حين يمكن أن يكون هذا الخاطب سيء النية أو فاسق ويستغل طيبتها وصدقها ،

تكوين الاسرة في الاسلام 117

ويؤدي ذلك إلى إخلالها وإغوائها.
لذلك فالنظر في مثل تلك ألأمور يقوم على أساس العقل لا العاطفة ،ومن أجل حفظ الفتاة من الوقوع في شباك الخطر.

شروط إجازة ألأب :

إجازة ألب في زواج إبنته يجب أن تكون بدافع البحث عن مصلحتها لا للإستبداد ، كما يجب ألأخذ بنظر ألإعتبار مصلحةالفتاة لا مصالح ألأب الشخصية ، وإلا فلا إجازة له ويسلب منه حق الولاية عليها . وفي كل ألأحوال فإن رضا الفتاة شرط أساسي في عقد الزواج ، وبعبارة أخرى إن ألأب لا يملك الحق في إجبار إبنته على الزواج من شخص لا ترتضيه وإذا حصل ذلك فالعقد باطل.
جاءت فتاةتشكو للنبي (صلى الله عليه وآله ) أباها أنه يريد تزويجها من إبن عمها بدون رضاها ، فقال (صلى الله عليه وآله) : «يؤامرها فإن سكتت فهو إقرارها وإن أبت فلا يزوجها».(1)
من جانب آخر فإجازة ألأب دليل على إحترامه ، فهو يحب الخير لأبنائه ويبحث عن مصلحتهم من أجل خيرهم وصلاحهم.

موارد أخرى للزواج المشروط :

من الموارد التي تشترط فيها ألإجازة هي موافقة الزوجةعلى زواج

(1) وسائل الشيعة : 14 / 205 ح 4 .
تكوين الاسرة في الاسلام 118

زوجها من إبنة أخيها إوإبنة أختها بعنوان زوجة ثانية ، وبعبارة أخرى إذا أراد الرجل أن يتزوج إبنة أخ زوجته أو إبنة أختها فعليه إستحصال موافقة زوجته ورضاها.
2 ـ موانع بسبب الزنا :


في هذا القسم مسائل متعددة منها :
1 ـ من زنا بخالته أو عمته فلا يجوز له الزواج من إبنتها.
2 ـ الزواج من مطلقة في أيام عدتها ، فالزواج بالطل وتحرم عليه للأبد.
3 ـ من لاط برجل او صبي تحرم عليه أمه وأخته وإبنته.
4 ـ الزواج من الزانية التي لا تتوب.
3 ـ موانع ناشئة عن طريق إختلاف الدين والمذهب:


1 ـ لا يجوز للمسلم الشيعي (رجلا أو إمرأة) أن يتزوج من ناصبية ن حيث طلق ألإمام علي بن الحسين (عليه السلام ) إمرأة عنده كانت ناصبية.
2 ـ يكره الزواج من إمرأة مسلمة ظاهرا ، ولكنها غير ملتزمة بأحكام ألإسلام.
3 ـ المرأة المسلمة لا يجوز أنتتزوج من كتابي أوكافر أو مشرك ن وكذلك الرجل المسلم لا يجوز له التزوج من الكتابية بعقد دائم ، ولا يحق له الزوج من مشركة بصورة مطلقة.

تكوين الاسرة في الاسلام 119


4 ـ موانع ناشئة عن طريق الطلاق :


إذا طلق الرجل زوجته ثلاث مرات فليس له الحق في الزواج منها في الرابعة إلا إذا تزوجت شخصا آخر وحدث أن طلقت منه فيجوز له حينئذ الزواج منها مرة أخرى.
وإذا ما طلقت المرأة من زوجها (9) مرات (في الحقيقة 11 مرة تتزوج) لأنها طلقت ثلاث مرات من زوجها ، ثم تزوجت رجلا آخر للمرة الرابعة ، ثمطلقت منه وتزوجت للمرة الخامسة والسادسة والسابعة من زوجها ألأول ،ثم طلقت ثم تزوجت من آخر للمرة الثامنة ، ثم عادت فتزوجت زوجها ألأول للمرة التاسعة والعاشرة والحادية عشر ، ثم طلقت فتحرم في هذه الحالة على زوجها ألأول مؤبدا (إن وجود مثل هذا الأمر ؟ مستحيل).
وهناك موارد أخرى لمنع الزواج مثل : زواج الرجل من أربع نساء زواجا دائميا ، ولا يحق له الزواج بخامسة ، ولأجل عدم ألإطالة والتفصيل في الكلام نحيل القارئ للإطلاع على الرسائل العملية وكتب الفقه.

تكوين الاسرة في الاسلام 120




تكوين الاسرة في الاسلام 121


الباب الثالث


تكوين الاسرة في الاسلام 122




تكوين الاسرة في الاسلام 123

عقد الزواج


مقدمة :

الزواج ـ كما قلنا سابقا ـ أمر غريزي وطبيعي ، والرجل والمرأة يكونان أسرة في ظله ويربيان جيلا جديدا . في المرحلة ألأولى ، فإنعقاد هذا الرباط على اساس المراسيم والسنن يبدأ بالخطبة ، وهي عادة تكون من جانب الرجل لأجل حفظ شخصية المرأة ورعاية الجانب العاطفي لها .
والخاطب يمكن أن يواجه بالقبول أو الرد ، ففي الحالة ألأولى يجب وضع برنامج يتعلق بالزواج كتعيين المهر ، ونحن في هذا القسم سنتناول مسألة الخطبة ، المهر وأهميته ، ماهية المهر ، واجبات الرجل في أداء المهر.
ثم ندخل في بحث الزواج فنبحث معنى العقد، شروط الزوجين عند العقد ، صيغةالعقد ، شروطه ، ثم نتناول الحقوق في ظل الزوج.

تكوين الاسرة في الاسلام 124




تكوين الاسرة في الاسلام 125

الفصل التاسع

(الخطبة)



ما هي الخطبة :

الخطبة الرسمية أمر قديم وفيها يتقدم الرجل لطلب يد المرأة ، وفي ألإسلام فإن طلب الزواج أو ما يسمى بـ (ألإيجاب) يكون من جانب المرأة ، و (القبول) من جهة الرجل ، ولأجل إحترام المرأة وحفظ الجانب العاطفي لها ، وأهمية مقامها وشرفها وغير ذلك من ألأمور التي يراعى فيها الجانب النفسي لها يتقدم الرجل لخطبتها.
والخطبة في الواقع للمحافظة على منزلة المرأة ، لأجل أنه حين الزواج وحين تتقدم بصيغة ألإيجاب لا تواجه بالرفض ، وفي الخطبة تتأكد مسألة أن المرأة مرغوبة والرجل هو الراغب ، فإن رغبت المرأة بالزواج قبلت بالرجل ، وإن لم ترغب ترده.

لماذا يتقدم الرجل للخطبة :

كما قلنا سابقا أن الخطبة تكون من قبل الررجل لحفظ مكانة المرأة ووضعها العاطفي ، وعلة عدم تقدم المرأة لخطبة الرجل خشية أن تقابل بالرفض فتنصدم عاطفيا ، وهذا سيترك أثرا سيئا في تشكيل ألأسرة وإدارتها وتربية ألأبناء.

تكوين الاسرة في الاسلام 126

والخطبة من قبل المرأة جائزة مع ضمان عدم سماعها لجواب منفي ولا يمس شرفها ومكانتها وكرامتها ، ويكون الجواب بألإثبات والقبول ، ومثل هذا ألأمر لا يمكن أن يضمن دائما.
في النظام ألإسلامي لا يعطى الحق للمرأة في الخطبة في المرحلة ألأولى ، حتى لا تصير في كل لحظة تخطب رجلا لكي لا تفقد بذلك الحالة الطبيعية في أن تكون هي المخطوبة ، لأنها في مثل تلك الحالة لا يضمن أن تكون في وضع مأمون ومطمئن ويمكنها أن تحافظ على كيان ألأسرة وتربي أبنائها بشكل صحيح.
فالفتاة التي تسعى لخطبة الرجل تفقد الرجل القدرة على تقدير جمالها والثقة بنفسها ويقول وليم جيمس :
إذا فقد الرجل القدرة على تخيل جمالها فلعل المرأة ليست جميلة . وهذه القدرة هي التي تجعلها المرأة جميلة في نظره.

ممن تخطب ؟

المسألة التي تطرح هاهنا كيف يتقدم الرجل لخطبة المرأة ؟ وما الذي يجب أن يفعله؟
قبل كل شيء نذكر أن طريقة الخطبة عن طريق المراسلة في الصحف والمجلات غي صحيح ، ويسبب إهانة لشخصية المرأة لا إحترامها.
والشخص الذي يقرر الزواج هنا بناءً على ألأوهام لا الحقائق ، كما أن إيجادكيان أسري على أساس الحب الذي يأتي من اللقاءات في السيارة أو

تكوين الاسرة في الاسلام 127

القطار أو في طريق المدرسة أو في المجالسة وألإجتماعات ، أو عن طريق تبادل الرسائل والصور وإبداء الرأي لا يمكنه أن يحقق السعادة وألإستقرار.
الخطبة يجب أن تتم عن طريق أسرة الفتاة وأبيها أوأمها ، لأن هذه الطريقة تحفظ كرامة المرأة وعزتها ويمكنهم السؤال والتحري فيما يتعلق بألأمر ، حتى إذا تمت خطبة الفتاة من نفسها فمن الضروري إرجاع ألأمر إلى أمها وأبيها حتىتحفظ شخصيتها ، ولأجل التحقيق وإبداء ألأب لرأيه في الموضوع.

لماذا يؤخذ رأي ألأب ؟

ذكرنا في الفصل السابق بصورة موجزة ، ونحن هنا نفصل الحديث فيها ، أساس البحث هنا أن ألإسلام وفي نفس الوقت الذي يؤكد فيه على الرأي الشخصي للفتاة في مسألة الزواج ، فإنه يؤكد أيضا على مسألة مراعاة رأي ألأب ، وإحترام رأي الأم ، وأخذ نظراتهم في الموضوع.
وهذا ألأمر عند فقهاء المسلمين أمر واجب ، أما لماذا يؤخذ رأي ألأب ؟ فإن للجواب على هذا السؤال نورد النقاط التالية :
1 ـ ألإعتراف بحق ألأب :


إن أخذ رأي ألأب نوع من ألإحترام والتقدير وهو أمر لازم ، لأن الفتاة عاشت عمرا في كنف والدها وهو الذي رباها ، وحينما تقدم على تشكيل أسرة تنفصل على والديها وتدخل حياة جديدة ،فيجب عليها أن تأخذ نظر

تكوين الاسرة في الاسلام 128

أبيها وأمها في ذلك ،وهذا ألأمر واجب بالنسبة للشاب أيضا ، وعليه أن يتقبل ذلك فألأخلاق ألإسلامية وألإنسانية تحكم به .
2 ـ ألإستفادة من تجارب ألأب :


إن أخذ رأي ألأب وحتى ألأم من أجل ألإستفادة من تجاربهما لتحقيق سعادة ألأبناء ، وخاصة الفتاة التي تضع نصب عينيها أن تحيا حياة إسلامية.
وتوضيح المسألة : حسب النظام ألإجتماعي ألإسلامي فإن الفتاة أقل حضورا في المجتمعات من الشاب ولا تختلط بالرجال ،ولا تواجه المسائل ألإجتماعية المختلفة ، ولا تلتقي بالمحتالين والغشاشين والمخادعين وذوي النوايا السيئة ، وفاقدي المروءة.
فألإسلام يحفظ المرأة بعيدا عن مثل تلك ألأوساط ، ويضعها في محيط آمن وهاديء وسالم ، لتهيء بدورها محيطا آمنا وسالما ، وتربي أبناءها تربية صالحة.
ومهما كانت المرأة عاقلة وواعية ، ففي هذا المجال ليست ذات تجربة حتى تستطيع أن تحدد طريق حياتها ، فلذلك تحتاج إلى شخص مجرب مخلص يهديها إلى الصواب ويرشدها إلى حياة سعيدة ، وهذا الشخص المجرب المخلص الذي خبر الحياة ظهرها وبطنها وصاحب نية سليمة محب للخير ، فمن يكون أفضل من ألأب ؟
إن مسالة إختيار الشريك وتشكيل ألأسرة أهم من مسألة إلتقاء شابين قليلي التجربة ولم يصلا إلى حد يستطيعان معه أن يتخذا قرارا صائبا يتعلق بحياتهما ومستقبلهما ، بدون إستشارة وأخذ رأي أولياءهم

تكوين الاسرة في الاسلام 129

المجربين .
3 ـ امتزاج العقل بالعاطفة :


نعلم انه بناء على وظيفة المراة ان عاطفتها واحاسيسها اقوى مما في الرجل ، والمراة ارق قلبا واكثر عطفا وحنانا ، وتظمئن وتثق بسرعة في الرجل .
ووجود هذه الناحية فيها لاجل حفظ الكيان الاسرى ولتربية ابناء متوازنين نفسيا ، على ان الاطمئنان والسكون للرجل امر ضروري ودليل على كماله ، الا ان البعض يستغل هذا الجانب فيها ، كجياع الشهوة للتمهيد للايقاع بالفتاة ، فتتغلب عاطفتها عليها ولا تستطيع ان تتخذ قرارا فتاتي العاقبة وخيمة .
الخطاب دائما لا ياتون بالصدق والاخلاص ، وكثيرا ما يتصنعون ويتظاهرون ، فنرى البعض يستغل جانب عاطفتها فيحتال عليها ، فتقضي بقية عمرها وزهرة شبابها بالندم والاسف ، لذلك يجب ان تكون حصة العقل في اختيار الشريك اكبر من حصة العاطفة والاحاسيس ، ويجب ان يكون تحت نظر شخص عاقل مجرب .
لذلك يجب ان يكون الاب الى جانب ابنته ، فهو بعقله يستطيع ان يرشدها الى طريق الصواب .
4 ـ مراعاة للاحترام :


المراة كالجواهرة الثمينة ، ويقول راسل : (من الناحية الفنية وللاسف يحصل عليها بسهولة) .

تكوين الاسرة في الاسلام 130

ولاجل ان تبقى محترمة ومحفوظة الكرامة ، ولاجل توفير راحة البال لها وهدوء الخاطر ، فمن الافضل ان يكون الوصول اليها صعبا الى حد ما ، ويدون جعله فير ممكن .
والرجل يجب ان يسعى للحصول عليها ، ولكن يجب ان لا يكون هذا السعي بدون واسطة احد ما ، لانها وفي هذه الحالة يمكن ان تقع تحت تاثير عاطفتها وتسلم نفسها بسرعة ، ان وجود الوسيط كالاب ضروري جدا لمراقبة الذهاب والاياب والرغبات ، حتى في موضوع الزواج ، فان ملاحظة تلك الشروط ومواجهتها ، ومراعاة جميع الجوانب ثم حينذاك يوافق على الزواج .
ان حفظ جانب الاحترام منزلة للمراة وكرامة لها ، وبعبارة اخرى المراة ليست سلعة سهلة البيع والحصول عليها امر سهل ؛ لان السلعة التي يحصل عليها بسهولة لا قيمة لها وذليلة ووجود الاب يمنع الى حد ما سهولة الوصول الى الفتاة .

نتيجة البحث :


اسباب اشتراط اجازة الاب في زواج البنت :
ليس قلة عقلها حتى ياتي شخص عاقل يتثبت من الامر ولاياخذها بنظر الاعتبار .
ليس لاميتها وجهلها حتى يستفاد من الشهادة في ذلك .
بل لاجل انها قليلة التجربة ، وبسبب نظام الحياة ، ولطغيان الجانب العاطفي فيها .

تكوين الاسرة في الاسلام 131

فالمراة حين بلوغها يعطيها الاسلام الاستقلال الاقتصادي والحرية في المعاملات ، ولكن في امر الزواج يشترط قبول الاب حتى وان كان عمرها (20 او 30) عاما ، فلا تعطى حق الاستقلال في عقدها ؛ لانه في المعاملات الاقتصادية اذا حدث خلل او خطا فان الضرر سيكون ماليا وماديا فقط .
اما اذا حدث مثل ذلك الخطا في مسالة الزواج ، فان الصدمة ستدمر حياتها ونفسيتها ووضها الاجتماعي ، ويفسح المجال لفساد المجتمع والنسل والمثل الفرنسي المعروف يقول : (ما أحسن أن يعلم الشاب ويقدر الشيخ) مصداق لما قلنا .

اجازة الاب للباكر


يجب ان لاننسى في الوقت نفسه ان اجازة الاب للفتاة الباكر فقط ؛ اي التي لم تتزوج من قبل وليس للثيب حتى وان كان ابوها حيا .
فعدم اشتراط رضا الاب في زواج الثيب ويرجع لانها وبعد طلاقها أو موت زوجها الاول او خلعها ، تكون قد حصلت على تجربة تفيدها في مجال اختيار الزوج الثاني ، هذا مع وضع مسالة احترام الاب موضع الاعتبار .
وكذلك لابد ان نذكر هنا ان البنت الباكر موضع خلاف بين المتاخرين من الفقها ، ومسالة رضا الاب واجازته لها بالزواج في حالة خلاف بينهم ، فمنهم من يقول اذا كانت الفتاة بمستوى فكري جيد ولها تجربة كافية فلا موجب لاجازة الاب (يراجع كل فرد في هذه المسالة الى فتاوى مرجع تقليده) .

تكوين الاسرة في الاسلام 132


شروط اجازة الاب واختياره :


كما اشرنا وفي فصل سابق الى ان مسالة اجازة الاب لانه يسعى الى تامين مصلحة وخير ابنائه ، اما اذا كان الاب يفكر في مصلحتة ومنافعه الشخصية ، ووافق او رفض الخاطب بناء على تحقيق تلك المصالح ، ففي هذه الحالة ينتفي الشرط في اجازته ، وياخذ الزواج شكلا اخر (وهذا الامر نادرا ما يقع فلا يمكن ان يوجد اب يفكر بمصالح ابنته ان يجعلها وسيلة لتحقيق منافعه الشخصية) .

واجب الاب الرد على الخاطب


وبهذا الحال ومع وجود كل الشرائط التي سبق وان ذكرناها ، فالاب وقبل الرد على الخاطب ـ قبولا او رفضا ـ يجب ان ياخذ نظر ابنائه ويشاورهم ويحصل على رضاهم .
ونريد القول ان ليس للاب مطلق الحرية في اختيار شريك حياة لابنته ويزوجها ممن يشاء او لا يزوجها لمن لا يشاء ، فرضا الفتاة ايضا ليس شرطا بل اصلا في المسالة ، وبدونه لايكون الزواج شرعيا .
حيمنا جاء الامام علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه واله) خاطبا للزهراء (عليها السلام) لم يجبه فورا ، بل قال :
يا علي انه قد ذكرها رجال قبلك ، فذكرت ذلك لها فرايت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى اخرج اليك ... (1) .

(1) وسائل الشيعة : 14 / 206 ح 3 .
تكوين الاسرة في الاسلام 133

وهذا الامر يشير الى ان المراة لها مطلق الحرية والاستقلال في اختيار زوج المستقبل ، وان لم تكن راغبة في الزواج من رجل فال يحق للاب ان يكرهها .
ومن جانب اخر فاجازة الاب بالنسبة للابن ليست شرطا ، وانما من جانب مراعاة الابن لاحترام الاب .
جاء رجل للامام الصادق (عليه السلام) فقال:
اني اردت الزواج من امراة واب اختار لي امراة اخرى ؟ فقال الامام (عليه السلام) : تزوج ممن اخترت واترك ما اختار لك ابوك .
وعلى كل حال فرعاية احترام الوالدين واجب اخلاقي .

لاي شخص يجب ان نزوج ؟ :


على اي خاطب توافق الفتاة او ولي امرها ؟
للجواب على هذا السؤال يجب اولا ان نكرر ما قلناه في الفصول السابقة من القيود التي يضعها الاسلام من الايمان والعقيدة و الكفاءة ، اما المسائل الاخرى مثل الاصل والطبقة الاجتماعية فلا ، بل ان الروايات الاسلامية تؤكد بالاضافة الى الامور المذكورة على الجانب الاخلاقي وتوصي به .
قال الامام الصادق (عليه السلام): «اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، ان لا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفسادا كبيرا».
وسال احدهم الامام الباقر (عليه السلام) في مسالة تزويج ابنته فقال (عليه السلام) .

تكوين الاسرة في الاسلام 134

»من خطب اليكم فرضيتم دينه وامانته كائنا من كان فزوجوه ، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير« (1) .

النقاط الرئيسية في الموضوع :


يمكن جمع المسائل المهمة في امر الخطبة والموافقة على الخاطب وبصورة مختصرة في النقاط التالية :
حرية المراة في الاختيار مع مراعاة رضا الاب او ولي الامر بالنسبة للباكر .
عدم الاكراه والاجبار على اختيار الزوج ؛ لان الزواج في هذه الحالة سيكون غير شرعي وباطلا .
مراعاة التوافق الفكري والخلاقي ، والتناسب الاجتماعي والنفسي للطرفين .

نموذج من الزواج بالاكفاء :


كما سبق وذكرنا ان من بين الخصائص التي يضها الاسلام لاختيار الشريك هو الايمان الذي تبنى عليه علاقات الرجل بالمراة ، والقصة التي سنوردها هنا تطبيق عملي للحديث الشريف : «المؤمن كفء المؤمنة» .
ان رجلا من اهل اليمامة يقال له جويبر ، اتى رسول الله (صلى الله عليه واله) منتجعا للاسلام فاسلم وحسن اسلامه ، وكان رجلا قصيرا

(1) مكارم الاخلاق : 204.

السابق السابق الفهرس التالي التالي