تكوين الاسرة في الاسلام 24

السقوط والعذاب .
4-الهدوء النفسي والاطمئنان :


الزواج سر للبقاء من ناحية ومن ناحية اخرى سبب للاطمئنان والراحة النفسية ويمنح الشباب المضطرب الهدوؤ والاستقرار والامان ، وبالنتيجة يعطيه القدرة على التفكير وادراك الامور ويضع خطواته على طريق السعادة والامل .
وفي ظل الزواج المشروع يمكن ان يسيطر الانسان على طغيان غريزته وعلى الضطرابات وعدم الاستقرار والتمرد والنظر المحرم والرغبات اللامشروعة ويمسك زمامها وهذا هو مصداق الاية «لتسكنوا اليها» .
وعلى هذا الاساس فالزواج نعمة كبيرة من نعم الله تعالى ، وعامل للاتحاد في المجتع وسر الراحة والهدوء ، ودافع لاستمرار الحياة وضمانه للسعادة .
5:-القضاء على الفحشاء:


الزواج سبب للقضاء على الفحشاء وبيع النفسي وان اي مجتمع اذا لم يكن للزواج فيه قيمة او اعتبار شاعت فيه الفحشاء والتسع نطاقها ، وفي هذه الحالة سيصل دخانها ليس الى عيون الطرفين فقط بل لكل افراد المجتمع .
والفحشاء عمل يبدو سهلا وقليل الكلفة ، فالرجل يهرب من تحمل الواجبات والالتزام بمسوؤلية الاسرة والمراة تتحرر من قيود الزواج

تكوين الاسرة في الاسلام 25

وادارة الاسرة وتربية الابناء ، وهذا الامر ان كان ممكنا في ايام الشباب يحقق اللذة والهدوء النفسي الكاذب الا انه في ايام الكبر والشيخوخة مؤلم جدا وباعث على القلق ، علاوة على ان مثل هذا الامر سيوقع الجيل في خطر الفساد والضياع وفقدان الهدف في الحياة وعدم الالتزام والتشرد والاضطراب النفسي واضرار ذلك واضحة ومعروفة .
6:سر العفاف وتكميل الدين :


اذا حصل الزواج في المجتمع بشكل واسع ولكل شباب المجتمع في اول سنين البلوغ فهذا يؤدي الى سد باب نصف الفساد والانحرافات في المجتمع لان كثير من الجنايات والجرائم وشرارة الاعمال المناقية للعفة والفسوق منشؤها الجانب الجنسي واشباع الغريزة والعلاقات غير المشروعة بين الجنسين ولعل لهذا السبب يعتبر الاسلام الزواج نصف الدين كما جاء في الحديث النبوي الشريف«من تزوج فقد احرز نصف دينه فليتق الله في النصف الاخر» .
والزواج سبب آخر للعفة والطهارة وهو سد باب النظر المحرم وبالنتيجة صيانة الإنسان من الانحراف ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج فإنه اغض للبصر واحصن للفرج» .
الاسلام والزواج :


الاسلام ـ وبخلاف الكثير من المذاهب الدينية او الفلسفية التي

تكوين الاسرة في الاسلام 26

نظرت الى الزواج نظرة كراهة ـ يعتبر الزواج امرا مقدسا محبوسا وينظر اليه نظرة ايجابية يمكننا شرحها بما يلي :-
أ - احب بناء الى الله :


من الامور المحبوبة في الاسلام الزواج وتشكيل الاسرة وليس هناك بناء احب الى الله منه قال رسول الله صلى الله عليه واله «ما بني بناء في الاسلام احب الى الله عزوجل من التزويج» و «ما استفاد امرؤ فائدة بعد الاسلام افضل من زوجة مسلمة تسره اذا نظر اليها وتطيعه اذا امرها وتحفظه اذا غاب عنها في نفسها وماله» .
ب- سبب للطهارة وحسن الخلق


الزواج في نظر الاسلام وسيله للطهارة والعفاف قال رسول الله صلى الله عليه واله لزيد بن حارثة : «تزوج تستعف مع عفتك»
ولا شك ان المرء اذا تزوج ينجو من النظر المحرم ومتابعة هذه وتلك ، وبالمقابل فان الاخرين سوف لا ينظرون الى نسائه نظرا محرما وهذا بدوره يجب الجميع على حفظ العفة ورعاية المروءة شاءوا ذلك ام ابوا .
جـ - تاكيد الاسلام على الزواج:


يعتبر الاسلام العزوبة وترك الزواج سببا للانحرافات ، ولذلك يؤكد على ضرورته ويقدسه ويعتبر تركه شرا . هذا بخلاف ما يعتقده البعض في الرهبانية ويعتبرها امرا مقدسا .

تكوين الاسرة في الاسلام 27

قال رسول الله صلى الله عليه واله «من احب فطرتي فليستن بسنتي ، ومن سنتي النكاح» .
والفرار من الزواج تخلف عن سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن موازين الاسلام .
قال (صلى الله عليه وآله) «من كان له ما يتزوج ولم يتزوج فليس منا» .
د :- التشجيع عليه :


هناك روايات كثيرة في الزواج تؤكد تاييد الاسلام وتشجيعه عليه وعلى سبيل المثال نورد عدد منها : ـ
1ـ «لركعتان يصليهما المتزوج افضل من سبعين ركعة يصليها اعزب افضل من رجل اعزب يقوم ليله ويصوم نهاره» (1) .
2ـ «ركعتان يصليهما متزوج افضل من سبعين ركعة يصليها اعزب» (2) .
3ـ «من تزوج فقد احرز نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي» (3) .

الشفاعة في امر الزواج :


بناء على النظرة الايجابية للزواج في الاسلام والترغيب فيه ، فقد شجع كذلك على التوسط فيما بين الطرفين وايجاد الرابط بينهما .
جاء في الحديث الشريف «افضل الشفاعات ان تشفع بين اثنين في نكاح

(1) مكارم الاخلاق : 197 .
(2) المصدر السابق : 197 .
(3) المصدر السابق : 196 .
تكوين الاسرة في الاسلام 28

حتى يجمع الله بينهما» (1) .
لان الزواج امر مهم ينظم الحياة ، والابتعاد عنه وتكه يجعل الخطر ويهدد المجتمع .

سن الزواج :


لا يمكن القول ان هناك سنا معينة للزواج بمعنى ايجاد العلاقة الزوجية ، فهو يبدا عادة من سن البلوغ وحتى احيانا قبل البلوغ بمراعاة امرين اولهما . النمو والرشد ، وثانيهما : المصلحة .
فمن ناحية النمو والرشد فهو مسالة ضرورية وبدون اخذها بنظر الاعتبار فمسالة وجود امراة ضمن مسؤولية رجل غير راشد خطر يهدد حياتهما ، وهناك روايات في كراهية تزويج الصغار .
اما من ناحية المصلحة فلا بد من القول ان الزواج غير الناضج اي قبل البلوغ العقلي يشكل خطرا على الاسرة وينتج جيلا عليلاً في المجتمع جيلا جاء نتيجة خطا الاباء .
وبغض النظر عن ذلك فاذا زوج الطرفين قبل مرحلة النضج العقلي فربما لا يحصل التوافق بينهما مستقبلا ، قال الامام علي (عليه السلام) : «اذا زوجوا وهم صغار لم يكادوا ان ياتلفوا» (2) .

(1) مكارم الاخلاق : 196 .
(2) وسائل الشيعة : 14 / 72 ح 1 .
تكوين الاسرة في الاسلام 29

الحث على الزواج المبكر:


ان الاشخاص الذين يتزوجون في سن متاخر يحرمون من كثير من النعم ويدفعون ثمن ذلك التاخير من صحتهم الجسمية والنفسية ، علاوة على ذلك فان الزواج المبكر سبب في دفع خطر الفجائع في المجتمع وتقليل نسبة الامراض ويقضي على الوحدة وعلى كثير من الاضطرابات .
والواقع ان الاسلام يجيب الزواج في فترة الشباب وقبل ذهاب شوق الشباب ورغبته ، كما انه يترك اثرا على قوة النسل الجديد ان لم يحقق للشباب اللذة .
هناك روايات كثيرة تشير الى هذا المعنى منها : ـ
1ـ«من سعادة المرئ ان لا تطمث ابنته في بيته» (1) .
2ـ «ان الابكار بمنزلة الثمر على شجر اذا ادرك ثمارها فلم تجن افسدته الشمس ونثرته الرياح» (2) .
3ـ «الابكار اذا ادركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء الا البعولة والا لم يؤمن عليهن الفساد لانهن بشر» (3) .

(1) وسائل الشيعة : 14/ 39 ح1 .
(2) وسائل الشيعة : 14/ 39 ح2.
(3) وسائل الشيعة : 14 / 39 ح2.
تكوين الاسرة في الاسلام 30




تكوين الاسرة في الاسلام 31

الفصل الثاني

ضرورة الزواج

مقدمة في نمو الغرائز


من بين غرائز الانسان القوية الغريزة الجنسية وهي السبب في اقامة العلاقة الزوجية وتشكيل الاسرة والانجاب وبقاء النسل ، واهميتها في الانسان بشكل انها يمكن ان تكون سببا في الانحرافات الاجتماعية والفوضى وعدم النظام في المجتمع ، او ان تكون سببا ودافعا لكمال الانسان وتكميله ، وايجاد التوازن والتكامل والمودة والمواساة .
هذه الغريزة ـ حسب راي علماء النفس ـ موجودة في الانسان منذ ولادته وتنمو مع النمو الجسمي والنفسي له وتظهر تدريجيا ، وعند وصول الانسان الى مرحلة البلوغ تظهر اثارها عليه فتبدا بذلك مرحلة جديدة في حياته .
واثارها تظهر بشكل علامات ظاهرية وجسمية مختلفة في كل من البنت والصبي ترافقها احاسيس خفية ومشكوكة عن العلاقة بالجنس الاخر تدفعه للتحرك باتجاهه ، فالجاذبية الكلامية والجسمانية له تخلق عنده رغبة قوية للارتباط به . والغريزة الجنسية قضية طبيعية ومضطربة في الانسان يريد ان يشبعها ويرضيها ، وبديهي ان لم تلبى هذه الحاجة سيتعرض الشخص

تكوين الاسرة في الاسلام 32

لازمات نفسية وجسمانية حتى في بعض الاحيان يكون طريق الحل امامه مسدودا .

الانسان في مقابل الغريزة :


السؤال التي يطرح هو : ما الذي يمكن ان يفعله الانسان امام مثل هذه الغريزة القوية ؟ او ما الذي يجب ان يفعله ؟
بعد التامل والدقة في البحث اتضح ان هناك ثلاث طول لارضاء الغريزة واشباعها وهي : (أ) كبتها (ب) إشباعها بحرية مطلقة(جـ) ارضاؤها بالطريق العقلاني .
أ- كبت الغريزة


يعتمد هذا الاسلوب على كبت الغريزة وقمعها واسكاتها بطرق ثلاث وهي : ـ
1ـ عن طريق الوعظ والارشاد :


وذلك من خلال نصح وارشاد ووعظ الشباب بضرورة عض البصر واشغال النفس بالرياضة وتحمل الغريزة ، وهذا الاسلوب غير مقبول لان الغريزة تضغط على الانسان وتدفعه للاختلاط بالجنس الاخر ، ومن الجانب العملي لا يمكنه الصبر على ذلك وحتى وان قدر عليه فليس ذلك في صالحه لان عدم ارضاء الغريزة وكبتها وقمعها يسبب عوارض جسمية ونفسية .

تكوين الاسرة في الاسلام 33

2ـ عن طريق التهديد والارهاب :


وهو ان يوضع الشاب تحت الضغط والتقليد وتهديده بان يغض النظر عن رغابته وهذا الاسلوب ليس عمليا بل انه يدفع في كثير من الاحيان الشخص لارضاء غريزته مع نفسه (الاستمناء) ومعلوم ان اثر هذا الامر اسوا عاقبة من سابقه ، ومن جانب اخر فان الشخص يعود الى طبيعته بمجرد زوال الضغط والتهديد .
3ـ عن طريق الادوية والتعقيم :


وذلك من خلال اعطاء الشباب بعض الادوية التي تلغي اثر الغريزة وتسلبها منه ذكرا كان ام انثى او عن طريق تعقيم الشخص للتخلص من ضغطها والتحرر منها . واضرار هذا الاسلوب اكثر من الاسلوبين السابقين لان وجود الغريزة يدفع الانسان للسعي والنشاط والتحرك والكسب وتحقيق الامال وبتعقيمه تصبح الحياة نفسها عقيمة والشخص يانسا منها ومتسائما وحياته بلا حيوية ولامعنى .
ب:- اشباع الغريزة بحرية مطلقة


وهذا اسلوب اخر يبيح للانسان ارضاء الغريزة بكل الوسائل وبشكل حر ، وفي هذه الحالة يسعى الشخص لتسكين ضغط الغريزة اما مع نفسه (عن طليق الاستمناء) او بدون قيد او رباط شرعي مع الاخرين (عن طريق الزنا واللواط) : ـ

تكوين الاسرة في الاسلام 34

1ـ عن طريق الاستمناء :


وهو اسلوب غير صحيح لارضاء الغريزة لانه يسبب صدمات واضطرابات في ميكانيكية عمل الجسم وعاقبته سيئة ومضرة بالانسان وطبيعي ان كل عضو من اعضاء الانسان اذا استخدام بخلاف ما خلق له سيصاب الجسم بعوارض جسمية منها ضعف البصر ، ار تعاش اعضاء الجسم وضعف في القدرة الجسمانية بسبب التهيج والتوتر ، علاوة على ذلك فان الاسخاص الذين يعتادون على ذلك لا يمكنهم ترك هذه العادة حتى الزواج ولا يجدون اللذة في الزواج ، وقد وجد عدد من الاشخاص بنينا وبنات لا يحق لهم الزواج اللذة فيضطرون الى تحقيقها بممارسة هذه العادة .
2ـ عن طريق الزنا واللواط :


وهذا الامر ليس في مصالح المجتمع البشري لان الزنا سبب في عدة امور منها : ـ
اولاً : اضعاف اركان الاسرة
ثانيا: انتشار الامراض التناسلية كالسفلس والسيلان .
ثالثا : ماذا نفعل بجيل تائه مجهول النسب مضطرب ولد عن طريق تلك العلاقات اللاشرعية ؟ .
واما اللواط فاثاره ليست قليلة فمنها قطع النسل والامراض الكثيرة واتساع نطاق الفحشاء . وباختصار فان الحرية الجنسية ـ وعلى الاقل ـ ضمن تجارب المجتمعات الغربية قادت البشر الى فساد النسل ، الجرائم ،

تكوين الاسرة في الاسلام 35

الاسقاط ، الانتحار سوء الحظ والبؤس وحرمت الانسان من الحياة الانسانية اللائقة به وسدت بوجهه طريق الحياة الكريمة .
جـ : ارضاء الغريزة بالطريق العقلاني المشروع :-


وعلى اساس ما ذكرناه سابقا فليس سوى الزواج سبيل لارضاء الغريزة واشباعها وهذا هو طريق الاديان ومن جملتها الاسلام فبدون الزواج سيظهر الفساد والانحراف ويصبح المجتمع والخلاق في خطر ، والزواج بصورتين ، دائم ومؤقت .
1ـ الزواج الدائم :


ان اساس برنامج الحياة في الاسلام ينعقد في الزواج الدائم بين الرجل والمراة وياخذان معا على عاتقهما تشكيل الكيان الاسري المقدس واستمرار الحياة وانجاب جيل طاهر ومن اجل تحقيق هذا الهدف المقدس يوظف الاسلام كل القوى في الاسرة والمجتمع من والدي الزوجين والأقارب والجهات والمؤسسات الإجتماعية والخدمية والمحسنين لخدمة الشباب الاعزب ومساعدته .
وفي نفس الوقت يقول القران بصريح اياته للشباب ان لا تخافوا الفقر والعدم فان الله يرزقكم من فضله ويغنيكم من الفاقه . «ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله» (1)

(1) النور : 32 .
تكوين الاسرة في الاسلام 36

2ـ الزواج المؤقت :


الاسلام دين الشمولية والكمال لكل انسان في شرق الارض وغربها يعالج مشاكله الاقتصادية والجتماعية والعسكرية والعلمية وغيرها وبنفس الوقت فالاسلام يعلم نه قد لا يتمكن بعض الشباب من الزواج الدائم كما لا يمكنه مقاومة المحظورات الجنسية وان يقع في الزنا فيرتكب الاثام ، في مثل هذه الحالة فقد وضع له طريقا شرعيا اضطراريا جعله وسيلة لاسكات الغريزة واشباعها واستمرار وبقاء حياة العفة وعدم التفريط بها وهو الزواج المؤقت (وسنبحث هذا الموضوع في فصل اخر من هذا الكتاب) .

الجوانب الشخصية للزواج : ـ


بناء على ماذكر فان الزواج امر ضروري ومهم فهو يحقق للفرد عدة امور هي : ـ
1ـ الاستجابة للفطرة:


الانسان بحكم فطرته يملك غريزة جنسية ، وطبيعته وفطرته تدفع تلك الغريزة للنمو والاكتمال وحينما تنمو وتصل الى درجة من النضج تحتاج الى اشباع وارضاء ، واذا ترك الشخص اشباعها وانصرف عن الحاحها سوف يتعرض للاضطرابات ولا مفر من ان يدفع ثمن ذلك من صحته .

تكوين الاسرة في الاسلام 37

يمكن للانسان ان لا يستجيب لها ولكن هذا المر عواقبه وخيمة فان لم يصل الشخص للانتحار سيموت موتا بطيئا ، وعلى هذا الاساس فالزواج ضروري لحفظ التوازن النفسي .
2ـ سبب في ابراز المواهب وتنميتها :


ان ابراز المواهب وتنميتها يحتاج الى محيط امن وهاديء لان اكثر مواهب الانسان تبقى كامنة حتى تجد الظرف المناسب ، وكم من موهبة واستعدادات ذهبت هباء واضمحلت في بودقة النسيان لانها لهم يتهيا لها ذلك ، والزواج يمنح الشباب الراحة النفسية والهدوء والاطمئنان يحرك الاستعدادات المكنونة في وينمي المواهب ويمكنه من استثمارها بافضل وجه .
3ـ سبب في الامن والراحة :


اصولاً البلوغ يعني تفتح الغريزة الجنسية يرافقها اضطراب عند كل من الصبي والبنت وهذا الاضطراب والهيجان يقلب كيان الفرد ويحرمه الهدوء والاسقترار . ولا شك ان كل انسان يرغب في تسكين هذه الهيجانات ويريد بشكل او باخر ان يحقق لنفسه الهدوء والراحة ـ ولكن للاسف ـ فان بعضهم يذهب في طريق الخطا وبدلا من اختيار الاسلوب الافضل والمعقول فيلجا الى التدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات . واثار هذه الامور اخطر ومصائبها اكثر من مشاكل الوحدة والاضطرابات والازمات النفسية فالزواج يسكن هذه الازمات ويهيء للشباب محيطا

تكوين الاسرة في الاسلام 38

امنا وهادئا وفي ظل العواطف الاسرية يمسك زمام نفسه المتمردة وتمنحه قوة فكرية .
4ـ سبب للخروج من الوحدة :


يعتقد كثير من العلماء والفلاسفة ان الانسان مخلوق مدني بطبعه او اجتماعي بالفطرة ، وعلى هذا فهو يحتاج من يلجا اليه والى رفيق ومحبوب ايضا يرافقه في مسيرة حياته ويشاركه همومه ويستمع اليه ويجد بجانبه الراحة والهدوء . والزواج يخرج الانسان من طوق العزلة والوحدة ويمنحه انيسا يكون الى جانبه ، وجودة مثل وجوده ويشاركه في الامه واماله ويشاطره حياته .

الجوانب الاجتماعية للزواج :


في نفس الوقت الذي تكون فيه قضية الزواج مسالة شخصية فردية فهو ذو جوانب اجتماعية ايضا ، فوائده واضراره لا تخص الزوجين فقط بل تنعكس على افراد المجتع الذين يشاركونهم حياتهم ، والانسان بحكم معيشته في المجتمع فلا مفر من ان يشارك في جميع الجوانب المتعلقة بهم تلك واهمها : ـ
1ـ بقاء النسل :


لكي تستمر حياة المجتمع لا بد من نسل جديد ، ولانجاب يحقق هذه الاستمرارية ، وهذا الامر يتحقق عن طريقين : ـ الزنا : وفي هذه الحالة

تكوين الاسرة في الاسلام 39

ستحصل عواقب وخيمة اشرنا اليها فيما سبق ، او الزواج : وهو الاسلوب الافضل والهادف .
2ـ محاربة الفساد :


اذا سلمنا ان اكثر المفاسد والجنايات مصدرها الافراد العزاب او الذين لا يتمتعون بروابط عائلية صحيحة ، ففي هذه الحالة تتضح اهمية الزواج ، فكل شيء يجب ان خضع لقوانين ونظم وقيود كالزواج واعمال الانسان وتصرفاته وحتى كلماته فالشخص يجب ان ياخذ بنظر الاعتبار مسائل حياته الشخصية والاجتماعية ويبحثها من كل جوانبها ، كما ان الارتباط العائلي يجعله يفكر الف مرة بعواقب المفاسد والجنايات ولا نبالغ اذا قلنا ان هذا الامر له اثر كبير في تقليل نسب الجرائم ، ومن جانب اخر فالزواج وسيلة لغض البصر ، ويمنح الشخص قوة فكرية وروحية ويضع تحت اختياره وسائل الطهارة والحياة الشريفة ، فهو بعد هذا لن يواجه اي ازمات نفسية ناشئة عن الثار والانتقام او اي رد فعل لمشكلة ما تبرز فيما بعد بشكل جريمة في المجتمع .

الجوانب الدينية للزواج :


بالنظر لوجود تلك المنافع الاهمية للزواج فقد اكدت عليه الاديان واعطته الاولوية ، ومن جملتها دين الاسلام الذي يؤكد عليه في سني البلوغ الاولى لاسباب منها : ـ

تكوين الاسرة في الاسلام 40

1ـ سبب في حفظ العفة :


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لزيد بن حارثة : «تزوج تستعف مع عفتك» (1) وقال لامراة اخرى قالت له : اني لن اتزوج فقال : ان الله عزوجل يقول : «وان يستعففن خير لهن».
2ـ سبب تكميل الدين:


الزواج وبغض النظر عن ايجاده النظام والاستقرار في الحياة ـ فهو مهم ايضا في حفظ دين الفرد وتكميله ، فاما من ناحية حفظه فمن خلال صيانة الفرد عن النظر المحرم ، والزنا ، وبقية الانحرافات واما من ناحية تكميل فالزواج يمحو اثار الذنوب ويحقق سبيل السعادة .

نهي الاسلام عن العزوبة :


يخالف الاسلام الرهبانية وترك الدنيا والبقاء بدون زواج وليس فقط لا يحذها بل يرفضها بشدة وينهي عنها . وفي الروايات ان امرة جاءت الى الامام الصادق (عليه السلام)
فقالت : اني امراة متبتلة .
قال : وما التبتل عندك .
قالت : لا اتزوج
فقالت عليه السلام : اذهبي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة بنت

(1) وسائل الشيعة : 14/ 20 ح8 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي