تكوين الاسرة في الاسلام 1




تكوين الاسرة
في
الإسلام
تكوين الاسرة في الاسلام 2


بسم الله الرحمن الرحيم


تكوين الاسرة في الاسلام 3

الدكتور علي القائمي

تكوين الاسرة
في
الاسلام

ترجمة : البيان للترجمة

دار النبلاء

تكوين الاسرة في الاسلام 4


الطبعة الاولى

1416هـ ـ 1996 م



تكوين الاسرة في الاسلام 5

مقدمة في نشر هذا الكتاب :


اعد هذا الكتاب في عام 1353 هـ . ش بشكل سلسلة بحوث القيت على مجموعات من الشباب الذين هم على اعتاب تشكيل اسرة او ممن هم في بداية حياتهم الزوجية وحظي باهتمام بالغ .
واعيد طبعه عام 1354 هـ بشكل ملازم (كراسات) القيت ضمن دروس دينية واخلاقية اخرى في احدى المؤسسات التربوية الاسلامية في طهران .
وفي عام 1355 هـ . ش طبع بشكل كراسات ايضا بعدد كبير مع اضافات وتعديلات عليه ودرس في مؤسسات تربوية ودينية في كل من قم وطهران ، وفي نفس العام طبع قسم من فصوله مع شيء من الاضافات ضمن مجلة الجيل الجديد (نسل نو) وانتشرت بشكل واسع وها هو الان يطرح بين يدي القراء وقد اعيد النظر في مباحثه بشيء من التعمق والسعة مع اضافة فصول جديدة ومتنوعة .


تكوين الاسرة في الاسلام 6




تكوين الاسرة في الاسلام 7

مقدمة في الزواج

الزواج نشاته وتاريخه


يعتبر الزواج من المسائل الموجودة في عالم الاحياء من النباتات والكائنات الحية الاخرى من كل نوع ـ ومن حيث يعلم او لا يعلم ـ فقد اودعت فيها غرائزه تقودها من اجل بقاء النوع وتكثير النسل ومن خلال البحوث التي اجريت على حياة بعض الثديات (اللبائن) الراقية مثل قرد الشمبانزي او الغوريلا وجد ان العلاقة بين الذكر والانثى شبيهة بالعلاقة الجنسية والعاطفية بين الرجل والمراة وهذا ما دعا الى ايجاد نظرية ان اصل الزواج عند الانسان قد نشا من اجداده الحيوانات ... !! وخاصة مجموعة من القرود ، وهذا الحديث صح او لم يصح فهو لا يثبت امرا خاصا بذلك ولم يوضح شيئا ما .
قضية تاريخ الزواج عند الانسان قديمة وطويلة وجدت مع وجود الانسان الاول على الارض وتحدثت عنه الاديان وعلماء الاجتماع وكل منهما بشكل مختلف عن الاخر . وعلى اساس نظرية اصحاب الاديان فان اول زواج وقع بين رجل وامراة في التاريخ هو زواج ادم وحواء ثم تبعه زواج ابنائهما وبذلك كثر النسل البشري ، وبتقادم الزمن وصل الى ما هو عليه اليوم .

تكوين الاسرة في الاسلام 8

الدافع للزواج :


لا يمكن القول ان دافع الانسان للزواج يرتبط بالثقافة والمدنية بخلاف قول بعض علماء الاجتماع لانه امر موجود في كل المجتمعات والجماعات ، عند الانسان المتحضر وعند الحيوان الوحشي ، الدافع له هو الفطرة والطبيعة الانسانية ووجود الجاذبية الجنسية فيه بصورة غريزة مودعة فيه وهي تنمو وتظهر في سن معينة وتكاد تكون متشابهة ومتساوية في ما بين المجتمعات والافراد الذين يعيشون في بيئات متشابهة او متساوية وحتى من ناحية الاختلاف بين الجنسين الذكر والانثى بالرغم من عدم وجود علاقات بينهما . كما لا شك ان للمحيط تاثيرات خاصة من جهة الثقافة وغيرها من الخصائص على ظهور تلك الغريزة مبكرة او متاخرة ولكنها تاثيرات قليلة نسبيا واثرها يكون في كيفية اشباعها فقط .

ضوابط ومقررات الزواج


لم يشر اي من علماء الاجتماع او السكان او علماء المذاهب والاديان الى ان هناك مجتمع ما يترك العلاقة بين الرجل والمراة بدون ضوابط او اي قيود او شروط حتى في المجتمعات التي لا يحكمها الدين هناك اداب وشروط خاصة وتعهدات معينة فيما بين المراة والرجل تجعلهما يلتزمان بها ، ولا شك ان تلك التعهدات والالتزامات تختلف فيما بين المجتمعات وتبتنى على اساس ثقافة المجتمع . وانا وان لم نكن على

تكوين الاسرة في الاسلام 9

اطلاع كامل على عالم الحيوان الا ان اغلب الباحثين في علم النفس الاجتماعي يذكرون في كتبهم ان مثل تلك القيود والشروط موجودة ـ على الاقل ـ عند الحيوانات الراقية واللبائن التي لها درجة من التكامل في خلقها .
وخلاصة القول ان اشباع الغريزة الجنسية عند الانسان وحتى عند بعض الحيوانات اللبونة تخضع لضوابط واسس وتقاليد واداب كما ان للثقافة والحضارة والدين اثر كبير في ذلك .

سعة البحث في موضوع الزواج:-


كانت قضية الزواج والعلاقات الزوجية ـ وعلى مدى التاريخ ـ من المسائل المهمة والاساسية في حياة المجتمع البشري بل تعد حاجة غير عادية في حياتهم ، ولم تزل تبحث الى الان ليس فقط على مستوى الاديان والمذاهب فقط بل في علم التاريخ ، والاجتماع ، القانون ، الاقتصاد علم النفس والتربية ، الفلسفة والحكمة ، والبيئة وغيرها ، كل علم بنسبة معينة وعلى اساس نظرتهم الخاصة للعالم وحسب تناولهم للموضوع ، وعملية جمع كل هذه المسائل والاراء امر صعب ويحتاج الى وقت كثير ولسنا بصدد بحث الزواج من كل تلك النواحي كما لا يتسنى لنا ذلك ..

الاسلام والزواج:


لا نظن ان هناك دينا او مذهبا اهتم بموضوع الزواج وبحثه بمثل ما اهتم به دين الاسلام ، ومن خلال مطالعة بسيطة لكتب الفقه الاخلاق

تكوين الاسرة في الاسلام 10

وحتى الرسائل العملية يثبت صحة هذا الادعاء ويتضح لنا كيف ان الاسلام تناولها بسعة نظر وفي نفس الوقت نظر اليها بشكل علمي وواقعي ، ونحن في بحثنا هذا سنشير اليها مع مراعاة الاختصار .
ليس من المبالغة في الكلام ان نقول ان الاسلام ـ بخلاف بعض الاديان الموجودة نظر الى الزواج نظرة ايجابية ولم يجعل القبول به عبودية او قيدا يلقى على عاتق الانسان وسوء حظ او تعاسة بل جعله امرا مستحبا وبين انه من سنن الانبياء ، والشباب اذ يقبلون عليه فانما يقبلون حقاً على عالم السعادة والابداع .

الزواج اليوم:


المسالة التي تطرح على بساط البحث ان الزواج ونظامه ـ في كل المجتمعات ومنها ومجتمعنا ـ قد اخذ شكلا ولونا مختلفا خرج به عن اصول التفكير العقلي والديني ، فاليوم تشكيل الاسرة واقامة العلاقات الزوجية بين البنين والبنات ولا يخضع لاسس عقلانية والكثير من الشباب يقدم عليه بغير تفكر ولا اطلاع حسب ما جاء في بعض الصحف والمجلات التي اجرت بحوثا وتجارب بذلك .
واليوم فان مسالة الزواج ـ على الاقل عند بعض الناس ـ لا تعني سوى الغرق في وحل الحب الرخص وان القوبل به سوف يجعله تحت عبء اثقاله طيلة عمره وبالنتيجة فسيسحق ويفلس ، كما ان يعض الشباب ـ وبسبب وقوعة تحت ضغط الغريزة الجنسية ولا يفكرون بمستقبلهم ولا ياخذون ضروريات غدهم بنظر الاعتبار هؤلاء ربما لا يعلمون ان

تكوين الاسرة في الاسلام 11

اختيار الشريك بدون بحث وتفكير تماما مثل شراء نظارة بدون اختبارها ومعاينتها جيدا ، فربما تكون غير مناسبة لعيونهم وكذلك اختيار شريك الحياة .

النتائج الناشئة عن الانحراف:


لا بد عند اختيار شريك الحياة من ضوابط واصول لبناء الاسرة والانجاب والتربية والا فان اسس بناء حياة بدون تفكير وتدبير يؤدي الى نشوء اسرة ضعيفة البناء متزلزلة تجعل المجتمع بوضع غير مستقر وتزيد في نسب الطلاق ونشوء جيل مشرد مضطرب .
ولا نعتقد اذا استمرت المجتمعات على هذا الشكل من الحياة ان ينشا جيل يحفظ شرف ومكانة مجتمعه ويدافع عن قيمه الصحيحة وهذا الامر بدت بوادره في كثير من المجتمعات ورفع المسؤولون والخبراء اصواتهم من اجل التنبيه من مثل هذا المصير .

دواعي الانحراف :


لا شك ان الانحراف والسقوط والانحلال الاخلاقي والاباحية الجنسية غير المشروعة كلها اعمال تنافي العفة وتشيع الفساد في المجتمع واليوم نحن وشبابنا في وضع جعل الحياة الجنسية بشكل قبيح ومبتذل . هناك مجموعات من النساء جعلت من نفسها وسيلة مؤثرة في الاعلانات التجارية ودر الارباح على اصحاب الفنادق والمحلات التجارية وممتجي الافلام السينمائية وشركات التجميل فهن يستخدمن جمالهن وجاذبيتهن

تكوين الاسرة في الاسلام 12

في فن وغناء ومبتكرات اخرى في خدمة الدولار واصحابه ، وبذلك خربت الاسرة وانهدمت محبة الام واضمحلت العلاقة بالاب وقل الاخلاص وارتفعت احصائيات الطلاق.
ان اتساع نطاق الفحشاء على يد باعة الجنس وباعة الانفس ودعا الى ان يسعى بعض الناس وراء الجنس الرخيص والامتناع عن تشكيل اسرة والامتناع عن تحمل مسؤولياتها والتزاماتها واعبائها ، وبسبب وجود الشك والنفاق والرياء تخلت المراة عن تربية الابناء وعن الحفاط على كيان اسرتها بل واصبحت مهملة وغير ملتزمة بذلك .
وعلى اثر رواج الفساد والحرية الجنسية امتنع الرجل عن تحمل نفقات الاسرة من مسكن وادارة الاسرة مدى حياته وفي نفس الوقت امتنعت المراة عن تحمل مسؤولية التربية والقبول بحياة اسرية مع رجل واحد .

النظرةالمستقبلية :


وعلى اساس مثل هذا الوضع الذي يؤثر على مستقبل الحياة الاسرية ويسب عدم استقرارها ويهدد طهارتها وطهارة الجيل الجديد ، فقد رجح البعض الرهبانية كاسلوب للعلاج والابتعاد عن الفتنة والاضطرابات بترك الشهوات والانشغال بتهذيب النفس وتربيتها .
وحاول فريق اخر ـ وبدون اي تحمل لمسؤولية او التزام ـ فقط بصرف بضعة ريالات وبحيل لطيفة لاشباع الغريزة الجنسية واسكاتها ، ونحن نرى ان كلا من الفريقين قد اضر بالمجتمع ولم ينفعه كما ان

تكوين الاسرة في الاسلام 13

مقترحاتهم وحلولهم بعيدة عن المتطلبات الانسانية الفطرية .

العلاج الاسلامي :


وضع الاسلام يده على العراج الناجع للمشكلة فقد طرح قضية الزواج وشجع عليها بشكل جدي ، الزواج الذي هو ضمن اطار القوانين والاداب الاسلامية الذي يهييء السعادة للزوجين وللمجتمع .
فالزواج يغلق باب التفكير في الفحشاء والفساد في المجتمع ، والرغبات الشيطانية تتحول الى صورة انسانية وملكوتية .
ووصايا الاسلام لتشكيل اسرة ليس فقط من اجل الاستقرار والاطمئنان النفسي بل لانشاء مؤسسة اخلاقية اجتماعية اقتصادية ، ونواة لمجتمع هادف متطور ، كما يوصي ببناء هذا الكيان على الاسس والقواعد الالهية التي تحكم كل من الزوجين باعتبارهما رفيقان متلازمان ومتعاونان وجعل نشاطاتهما وفعالياتهما تهدف الى تكميل بعضهما بعضا للوصول الى التكامل والانجاب وتربية جيل عظيم ، فيكان بمثل هذه الخصائص مقدس في نظر الاسلام ووجوده معجزة .

ضرورة هذا البحث :


لو كان العالم يتشكل من افراد راشدين بالغين ناضجين عقليا وعمليا ومتحملين لمسؤولياتهم كاملة لكانت مشكلات الحياة وصعوباتها قليلة الى حد ما ، ولكن للاسف ليس هناك مجتمع بهذا الشكل . وعلى هذا الاساس فان الاضطراب والتصادم والانحراف

تكوين الاسرة في الاسلام 14

والمنحرفين كثير في المجتمع .
والحق اننا فكرنا كثيرا مثلما فكر غيرنا بالوضع المضطرب لمجتمعنا ووجدنا ان هناك عوامل كثيرة ودواعي للفساد ، وعند دراستنا لجذور هذا العوامل ـ غير المبحوثة سابقا ـ وتعميقنا فيها وجدنا ان اغلب الاضطرابات والمصائب ومشكلات الحياة الاسرية منشؤها الرجل والمراة اللذين لم يفكرا بشكل صحيح ومدروس قبل الزواج بامور حياتهم الزوجية والاسرية .
غالبا ما نقول ان الاسرة مسؤولة عن المشاكل والمصائب في المجتمع ونحن نقبل هذا الادعاء ولكن نقولها بعبارة اصح وادق ان انعدام الاسرة بمعنى الكلمة والمسؤول عن تلك المشاكل هو عدم التفكير السليم والتقييم الصحيح للامور عند الاقدام على الزواج وتشكيل الاسرة .
كثير من الشباب يدخل حياته الزوجية بناء على افكار قديمة او بنظرة غير واقعية ويريد ـ من خلال الصدفة والحظ ـ الحصول على كيان اسري سالم في حين ان الاقدام على الزواج بدون هدف واسلوب منظم ، كمثل الذي يبني بناءا على ارض رخوة متزلزلة ، فلا مجال فيها لحياة مطمئنة .
ونعتقد ان الاسرة مركز لكل ثروة اجتماعية وكيان لتنشئة وبناء الشخصية الانسانية ومستقبل حياتهم متعلق بمستقبل وحياة المجتمع ودور هذا الكيان في وحدة وعظمة المجتمع دور كبير واساسي فهذا الامر لا يمكن التساهل والتسامح فيه .
والبحث فيما يتعلق بالاسرة واصولها وقواعدها ضروري وضروري جدا ، لكي يستطيع المستفيد منه التفكير بعمق ـ وعلى الاقل ـ

تكوين الاسرة في الاسلام 15

تغيير النهج الحالي لحياته الاسرية وجعله منهجا اسلاميا انسانيا .
وكذلك للذين يفكرون في تشكيل اسرة ان لا يظنوا ان ذلك امر خاص بهم وحدهم ولا اثر له على المجتمع ، بل ان كل زواج في المجتمع يعد لبنة اساسية في بنائه ، مستقيما كان هذا البناء ام معوجا ، وفي الحالة الثانية سيستمر البناء اعوجا حتى وان وصل الى الثريا .

ابعاد البحث :


بحثنا هذا يشتمل على ابعاد عملية ختلفة من دين ، علم النفس ، علم التربية ، علم الاجتماع ، القانون ، علم الاخلاق حاولنا في الوقت نفسه الاختصار في الحديث . ولا ندعي اننا جئنا بنتائج عظيمة وقيمة بقدر ما كان عرضنا للموضوع منحصرا في بيان الطرق التي تفيد الشباب المقبل على الزواج وتشكيل اسرة ، ونامل ان يفيدهم في هذا المجال . كما نرجو من ذوي الخبرة والاطلاع في مثل هذه الامور ان يبحثوها بعمق وعلمية اكثر .

مصادر البحث :


اعتمدنا في اعداد هذا البحث على مصادر كثيرة نورد بعضا منها : ـ القران الكريم ، نهج البلاغة ، فروع الكافي ، وسائل الشيعة ، بحار الانوار ، مكارم الاخلاق ، تحف العقول ، المحجة البيضاء ، مجموعة ورام ، غرر الحكم ، نهج الفصاحة ، المستدرك ، تهذيب الاخلاق ، مفتاح السعادة المستطرف ، تتمة المنتهى ، تفسير الميزان ، تفسير مجتمع البيان ، حلية

تكوين الاسرة في الاسلام 16




تكوين الاسرة في الاسلام 17


الباب الاول


تكوين الاسرة في الاسلام 18




تكوين الاسرة في الاسلام 19

مقدمة قضية الزواج


يعد الزواج الحجر الاول في بناء الاسرة والمجتمع ، وله اثار ونتائج عديدة منها : ـ اشباع الغريزة الانجاب والاستمرار النسل ، تكميل الانسان وتكامله ، الهدوء والاطمئنان النفسي ، العفاف والطهارة ، والاسلام باعتباره دين سماوي فقد اعتبر الزواج امرا محبوبا ومقدسا وحث الشباب عليه ،
والزواج امر ضروري ومهم لانه سبب للنجاة من الفساد والخروج من الوحدة ، وسبب لبقاء النسل ، والعزوف عنه يسبب عدم التوازن والاضطراب في السلوك ويعود على الشخص بالفساد او الاصابة بالامراض الجسمية .
وبنظرة بسبطة الى عالم اليوم الذي نعيشه نرى ان مسالة الزواج تواجه بالنسبة لعدد من الشباب مشاكل وصعوبات من ناحية اقتصادية واجتماعية وحتى قانونية ايضا ، ولاجل رفع تلك الصعوبات يمكن الاستفادة من طرق متعددة منها مساعدات الاخرين ، تقليل المطالب ، الابتعاد عن التشريفات الزائدة ..
وعلى كل حال فان امكن فهو يؤمن الطهارة والتقوى وان لم تتوفر الظروف فيجب كف النفس .
والزواج مثل اي عمل اخر يجب ان يكون ذو اهداف ، وهذه الاهداف تختلف باختلاف المذاهب ، وفي الاسلام فاهداف الزواج الاساسية هي : ـ اشباع الغريزة ، استمرار النسر وطهارته ، الوصول الى

تكوين الاسرة في الاسلام 20

المحبة الخالصة ، اداء وظيفة الهية وفي هذا القسم من الكتاب سنحاول ان نتناول تلك الاهداف بالبحث وبذلك سيكون ـ كل قسم من الاقسام المذكورة فضلا واحدا اي سيكون البحث فيها باربعة فصول .

تكوين الاسرة في الاسلام 21

الفصل الاول

مقدمة :

الزواج هو النواة الاولى لايجاد الاسرة وهي بدورها الحجر الاساس في بناء المجتمع ، لكيفية هذا البناء وطريقة التفكير في بنائه واقامته اثر كبير في تقدم المجتمع او انحطاطه ، سقوط او صعوده .
الزواج في نظر الاسلام رباط مقدس ، يبنى على اساس وقواعد واداب وسنن وقوانين خاصة ، وفي ظله التزامات وحقوق ومخالفتها توجب العقوبة والجزاء ، وهذا الرباط المقدس حينما يعقد في ظل تلك الاسس والقوانين من جملتها ان يضع في الاعتبار حياة الطرفين والطفل الذي ياتي بعد ذلك وكلها تحت ضوابط ونظم يسد من خلالها باب المفاسد والرذائل ولا يترك مجال لعدم الاستقرار والاضطراب والاختلالات ان يؤثر في سعادتهما .

اهمية الزواج اجتماعيا :


صحيح ان مسالة الزواج مسالة شخصية الا انها من جانب اخر لها اهمية اجتماعية لانه يبنى ويؤسس تحت ظلال المجتمع ، والزوجان وغيرهما يؤثران في روح وجسم المجتمع . ويخضعون لضوابط وانظمة قانونية كما ان المجتمع في نفس الوقت يؤثر عليهم .

تكوين الاسرة في الاسلام 22




تكوين الاسرة في الاسلام 23

2-استمرار النسل :


الزواج وسلية لبقاء النسل وتربية الابناء وتحمل متاعبهم ، والمجتمع الانساني ـ ولاجل بقاء النسل ـ يحتاج الى توليد المثل ، وحسب قول بعض العلماء ان هذه الحاجة مودعة في الانسان بصورة الرغبة الجنسية وهو يسعى لارضائها من خلال المعاشرة الجنسية معا وبالنتيجة يتوالد ويتكاثر النسل ، ووجود الابناء يؤمن بقاء الاسرة من جانب ومن جانب اخر فهو يبعث على الاحساس بالكمال وهذا هو المطلوب .
ولا شك ان النسل يجب ان يعرف وان يهيا له العطف والاستقرار وهذا لا يتاتى الا بالزواج الشرعي القانوني .
3-تكميل الانسان وتكامله :


الرجل والمراة ما دام منفصلين لا يصلان الى الكمال ولا يحققان الاكتفاء الذاتي الا بتشكيل اسرة فيما بينهما ، ولاجل الوصول الى هذا الكمال والتخلص من الام الوحدة وايجاد الذات والنضج والرشد العقليين واعطاء الحياة لونا جديدا . والدخول الى المجتمع يحتاج الى ارتباط مع شخص اخر وهذا الامر لايحققه سوى الزواج .
ومن خلال الارتباط معا يصبح الرجل وجلا والمراة امراة ، وبعبارة اخرى انه لا تنضج شخصيتهما الا تحت ظل الروابط المشتركة وتحت عنوان الاسرة والمجتمع الاسري .
وعلى هذا الاساس فالزواج وسيلة لتكميل الانسان وتكامل شخصية وسبب لتربية الانسان وسعادته ونجاته من الم الوحدة ، وكل ذلك لا يتحقق الا بالزواج فهو القائد لكل خير وبغيره ليس الا

الفهرس التالي التالي