المجالس السنية ـ الجزء الخامس 681

وكان علي الهادي عليه السلام نصبه وكيلا ثم ابنه الحسن العسكري عليه السلام ثم كان سفيراً للمهدي عليه السلام قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في حقه انه الشيخ الموثوق به وقال علي الهادي عليه السلام في حقه هذا ابو عمرو الثقة الامين ما قاله لكم فعني يقوله وما أداه اليكم فعني يؤديه (وسأله) بعض اصحابه لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل فقال العمري ثقتي فما أدى اليك فعني يؤدي وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطع فانه الثقة المأمون (وقال الحسن العسكري «ع») في حقه بعد مضي ابيه هذا ابو عمرو الثقة الامين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعني يقوله وما أداه اليكم فعني يؤديه (وجاءه) اربعون رجلا من أصحابه يسألونه عن الحجة من بعده فاذا غلام كأنه قطع قمر اشبه الناس بابي محمد فقال هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في اديانكم الا وانكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله وانتهوا الى امره واقبلوا قوله فهو خليفة امامكم والامر اليه (وعثمان) بن سعيد هو الذي حضر تغسيل الحسن العسكري (ع) وتولى جميع امره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأموراً بذلك (قال) الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وكانت توقيعات صاحب الامر (ع) تخرج على يده ويد ابنه محمد الى شيعته وخواص ابيه بالامر والنهي وأجوبة المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري (ع)

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 682

فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما حتى توفي عثمان بن سعيد (1) وغسله ابنه محمد ودفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في قبلة مسجد الذرب يدخل الى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا نزوره مشاهرة من وقت دخولي الى بغداد سنة ثمان واربعمائة الى سنة نيف وثلاثين واربعمائة ثم عمره الرئيس ابو منصور محمد بن الفرج وأبرز القبر الى براً وعمل عليه صندوقات تحت سقف ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح وربما قالوا هو ابن داية الحسين (ع) ولا يعرفون حقيقة الحال وهو كذلك الى يومنا هذا وهو سنة أربع واربعين واربعمائة .

*( الثاني ابو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري) *

روى الشيخ في كتاب الغيبة عن هبة الله بن محمد عن شيوخه قالوا لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد وجعل الامر بعد موته كله مردوداً الى ابنه ابي جعفر والشيعة مجمعة على عدالته وثقته وأمانته للنص عليه بالامانة والعدالة والأمر بالرجوع اليه في حياة الحسن العسكري «ع» وبعد موته في حياة ابيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته ولا يرتاب بامانته والتوقيعات تخرج على يده الى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج به في حياة ابيه عثمان (وقال) الشيخ ايضاً لما مضى ابو عمرو

(1) لم يتيسر لنا الاطلاع على تاريخ وفاته .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 683

عثمان بن سعيد قام ابنه ابو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص ابي محمد الحسن العسكري «ع» ونص ابيه عثمان عليه بأمر القائم «ع» قال الحسن العسكري «ع» اشهدوا على ان عثمان بن سعيد العمري وكيلي وان ابنه محمداً وكيل ابني مهديكم (وقال ع) لبعض اصحابه العمري وابنه ثقتان فما أديا اليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما واطعهما فانهما الثقتان المأمونان (وكانت) لابي جعفر محمد بن عثمان كتب في الفقه مما سمعه من ابي محمد الحسن «ع» ومن الصاحب «ع» ومن ابيه عثمان عن ابي محمد وعن ابيه علي بن محمد منها كتب الاشربة (وروي) عنه انه قال والله ان صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه (وقيل) له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم انجزلي ما وعدتني (وقال) رأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول اللهم انتقم بي من اعدائك (ودخل) على محمد بن عثمان بعض اصحابه فرآه وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها آيا من القرآن واسماء الأئمة «ع» على حواشيها فقال هذه لقبري اوضع عليها او قال أسند اليها وقد فرغت منه وانا كل يوم انزل فيه فأقرأ جزءاً من القرآن فاذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت الى الله ودفنت فيه فكان كما قال (وفي رواية) انه حفر لنفسه قبراً وقال أمرت ان أجمع امري فمات بعد شهرين (وكانت وفاته) في آخر جمادى الاول سنة خمس وثلثمائة او اربع وثلثمائة وتولى

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 684

هذا الامر نحواً من خمسين سنة (1) ودفن عند والدته بشارع باب الكوفة في بغداد قيل وهو الآن في وسط الصحراء .

* (الثالث أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي) *

أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث سنين فجمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم ان حدث علي حدث الموت فالامر الى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد امرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا اليه وعولوا في أموركم عليه (وفي رواية انهم سألوه ان حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر والوكيل

(1) هكذا حكاه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في كتاب الغيبة عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ولا يخفى ان هذه المدة هي من حين ولادة الصاحب عليه السلام وهي سنة 255 الى وقت وفاة محمد بن عثمان وهي سنة 305 مع ان محمد بن عثمان لم يتول السفارة من حين ولادة الصاحب عليه السلام بل بعد وفاة أبيه عثمان فلا بد ان ينقص من هذه المدة خمس سنين من ولادة الحجة «ع» الى حين وفاة العسكري عليه السلام وينقص منها مدة سفارة عثمان بن سعيد الى حين وفاته وتولي ولده السفارة بعده .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 685

له والثقة الأمين فارجعوا اليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت (وكان) محمد بن عثمان العمري له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس منهم الحسين بن روح وكلهم كان أخص به من الحسين بن روح وكان مشايخ الشيعة لا يشكون في ان الذي يقوم مقام محمد بن عثمان هو جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأوه من الخصوصية به وكثرة وجوده في منزله حتى انه كان في آخر عمره لا ياكل طعاما الا ما اصلح في منزل جعفر أو أبيه بسبب وقع له ويأكله في منزل أحدهما فلما وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع ابي جعفر محمد بن عثمان ومنهم جعفر بن أحمد بن متيل قال جعفر لما حضرت محمد بن عثمان الوفاة كنت جالساً عند رأسه أسأله وأحدثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه فقال لي أمرت أن أوصي الى أبي القاسم الحسين بن روح فقمت من عند رأسه واخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت الى عند رجليه (وفي رواية) ان الحسين بن روح كان وكيلا لمحمد بن عثمان سنين كثيرة ينظر له في كل أملاكه وكان خصيصاً به وكان يدفع اليه في كل شهر ثلاثين ديناراً رزقاً له غير ما يصل اليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم فتمهدت له الحال في طول حياة محمد بن عثمان الى أن أوصى اليه (وقال) الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة كان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية (وتوفي) أبو

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 686

القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست وعشرين وثلثمائة ودفن في النوبختية في الدرب النافذ الى التل والى درب الآجر والى قنطرة الشوك .

* (الرابع ابو الحسن علي بن محمد السمري) *

أوصى اليه الحسين بن روح فقام بما كان اليه (روى) الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن ابراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي (وهو والد الصدوق) فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر انه توفي في ذلك اليوم (وفي رواية) انه كان يسألهم عن خبر علي بن الحسين بن بابويه فيقولون قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألهم فذكروا مثل ذلك فقال لهم آجركم الله فيه فقد قبض في هذه الساعة فأثبتوا التاريخ فلما كان بعد سبعة عشر يوماً أو ثمانية عشر ورد الخبر بوفاته في تلك الساعة (وروى) الشيخ في كتاب الغيبة أيضاً بسنده ان السمري أخرج قبل وفاته بايام الى الناس توقيعاً (نسخته) بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره وذلك بعد

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 687

طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة الا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم (قال الراوي) فلما كان اليوم السادس عدنا اليه وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه (وكانت) وفاته في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين أو تسع وعشرين وثلثمائة ودفن في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريباً من شاطئ نهر أبي عتاب .
قال الشيخ في كتاب الغيبة قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة (منهم) أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي خرج في حقه توقيع : محمد بن جعفر العربي فليدفع اليه فانه من ثقاتنا (وفي توقيع آخر) ان أردت أن تعامل أحداً فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري (ومنهم) أحمد بن اسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم : أحمد بن اسحاق الأشعري وابراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات (وقال) الطبرسي في اعلام الورى أما غيبته القصرى فهي التي كانت سفراؤه فيها موجودين وأبوابه معروفين لا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي فيهم (فمنهم) أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمان وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن اسحاق وابو محمد الوجنائي وابراهيم بن

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 688

مهزيار ومحمد بن ابراهيم في جماعة اخرى (أقول) الظاهر ان السفارة العامة للأربعة المتقدم ذكرهم أما من عداهم ممن ذكرهم الطبرسي فكانت لهم سفارة في أمور خاصة والله أعلم ومن الغريب انه لم يذكر معهم الحسين بن روح والسمري .
وهناك جماعة مذمومون ادعوا السفارة كذبا وافتراء (قال) الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة (أولهم) المعروف بالشريعي (وروى) انه كان من أصحاب الهادي ثم العسكري وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه وكذب على الله وعلى حججه «ع» ونسب اليهم ما لا يليق بهم وهم منه براء فلعنته الشيعة وتبرأت منه وخرج التوقيع بلعنه والبراءة منه ثم ظهر منه القول بالكفر والالحاد (ومنهم) محمد بن نصير النميري ادعى بعد الشريعي مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وفضحه الله بما ظهر منه من الالحاد والجهل ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر اليه فلم يأذن له وكان يدعي انه رسول نبي أرسله الهادي عليه السلام ويقول فيه بالربوبية ويبيح المحارم وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده (وقيل) لمحمد بن نصير وهو في مرض الموت مثقل اللسان لمن هذا الأمر من بعدك فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد فلم يدر من هو فافترقوا بعده ثلاث فرق قالت انه أحمد ابنه وفرقة قالت انه أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات وفرقة قالت أنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر (ومنهم) أبو طاهر محمد

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 689

ابن علي بن بلال كانت عنده أموال للامام «ع» وامتنع من تسليمها الى محمد بن عثمان العمري وادعى انه الوكيل حتى تبرأت الجماعة منه ولعنوه . (ومنهم) ابو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر (كان) وجيهاً عند بني بسطام لأن الحسين بن روح كان جعل له منزلة عند الناس لأنه كان في أول أمره من الشيعة وصنف كتباً على مذهبهم ثم ارتد فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ويسند الى الحسين بن روح فيقبلونه فبلغ ذلك الحسين بن روح فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عنه وأمرهم بلعنه فلم ينتهوا لأنه كان يموه عليهم بأنني أذعت السر فعوقبت بالابعاد لأن الأمر عظيم لا يحتمله الا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن ممتحن فبلغ ذلك الحسين بن روح فكتب الى بني بسطام بلعنه والبراءة منه فأطلعوه عليه فبكى بكاءاً شديداً وقال ان لهذا القول باطناً عظيما وهو ان اللعنة الابعاد فمعنى قوله لعنه الله باعده عن العذاب والنار والآن قد عرفت منزلتي ومرغ خديه على التراب وقال عليكم بالكتمان حتى انه قال لهم ان روح رسول الله انتقلت الى محمد بن عثمان العمري وروح أمير المؤمنين انتقلت الى الحسين بن روح وروح فاطمة انتقلت الى ام كلثوم بنت محمد بن عثمان حتى ان ام كلثوم دخلت على أم أبي جعفر بن بسطام فانكبت على رجليها تقبلها فأنكرت أم كلثوم ذلك فبكت أم أبي جعفر وقالت كيف لا

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 690

أفعل وأنت مولاتي فاطمة فقالت وكيف ذاك فقالت ان الشيخ يعني الشلمغاني خرج الينا بالسر قالت وما السر قالت أخذ علينا كتمانه وأخاف العقوبة ان أذعته فاعطتها موثقاً ان لا تخبر أحداً واستثنت في نفسها الحسين بن روح فأخبرتها فقالت هذا كذب وأخبرت الحسين بن روح فقال هذا كفر والحاد قد أحكمه هذا الملعون في قلوب هؤلاء ليجعله طريقاً الى ان الله تعالى حل فيه وظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام بلعنه والبراءة منه ولما اشتهر أمره ولم يمكنه التلبيس قال في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة أجمعوا بيني وبين الحسين بن روح فان لم تنزل عليه نار من السماء فتحرقه والا فجميع ما قاله في حق وبلغ ذلك الراضي لأنه كان في دار ابن مقلة فأمر بقتله فقتل في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة (ومنهم) أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي بن أخي محمد بن عثمان العمري وقد كان أبو دلف الكاتب ادعى النيابة لأبي بكر البغدادي فسئل أبو بكر عن ذلك فانكره وحلف عليه ثم مال الى أبي دلف فتبرأت منه الشيعة وحكي انه توكل لليزيدي بالبصرة فبقي في خدمته مدة طويلة وجمع مالا عظيما فسعي به الى اليزيدي فقبض عليه وصادره وضربه على ام رأسه حتى نزل الماء في عينيه فمات ضريراً (قال) ابن قولويه أما أبو دلف الكاتب لا حاطه الله فكنا نعرفه ملحداً ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل ثم صار مفوضاً (ومن الغلاة) احمد بن هلال الكرخي كان من أصحاب العسكري ثم تغير وأنكر بابية محمد بن عثمان

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 691

فخرج التوقيع بلعنه .
أيا حجة الله الذي ليــس جاريـا بغير الذي يرضاه سابـق أقـدار
ويا من مقـالـيد الـزمان بـكفه وناهيك من مجد به خصه الباري
أغث حوزة الايمان واعمر ربوعه فلم يبق مـنها غيـر دارس آثار


المجلس الثالث

في الأخبار الواردة في المهدي «ع» من طريق أهل السنة ومنها يعلم ان الأخبار بخروجه متواترة والاجماع عليه من كافة المسلمين حاصل (وقد) صنف أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي كتابا سماه البيان في أخبار صاحب الزمان وله أيضاً كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب قال في كتاب البيان اني جمعت هذا الكتاب وعريته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد (وجمع) الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني صاحب كتاب حلية الأولياء المشهور أربعين حديثاً في أمر المهدي أوردها صاحب كشف الغمة بحذف الأسانيد مقتصراً على ذكر الراوي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نوردها كذلك وذكر في حلية الأولياء أيضاً جملة من أخبار المهدي وذكر غيرهما كثيراً من أخبار المهدي مثل صاحب مشكاة المصابيح ودرر

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 692

السمطين وجواهر العقدين وكنوز الدقائق وغيرهما ونحن ننقل ذلك بالواسطة من كتاب البيان وأربعين الأصفهاني وغيرهم مرتبة كل حديث معما يناسبه فنبتدئ أحاديث صاحب البيان بقولنا الكنجي وأحاديث أبي نعيم الأربعين بقولنا الأربعون وغيرها باسم الكتاب المنقول عنه وان كان نقلنا عن الكل بالواسطة (الكنجي) باسناده عن زر بن حبيش وفي نسخة عن زر بن حبيش عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي (مشكاة المصابيح) عن ابن مسعود مثله ثم قال رواه الترمذي وأبو داود (1) (قال الكنجي) وفي رواية يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي رواه الترمذي في جامعه (وقال ع) لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي أخرجه أبو داود في سننه (وباسناده) عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله (قال) هذا حديث حسن رزقناه عالياً بحمد الله (الأربعون) بسنده عن حذيفة مثله (قوله) وخلقه خلقي بضم الخاء لأنه ورد في بعض الروايات يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق والظاهر ان الأول بضم الخاء والثاني بفتحها كما لا يخفى

(1) هو أبو داود السجستاني صاحب كتاب السنن من أكابر محدثي أهل السنة وعلمائهم .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 693

(الأربعون) بسنده عن حذيفة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر ما هو كائن ثم قال لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي فقام سلمان فقال من أي ولدك هو فقال من ولدي هذا وضرب بيده على منكب الحسين (وبسنده) عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون المطيعين الا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فاذا أراد الله عزوجل ان يعيد الاسلام عزيزاً قصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء ان يصلح أمة بعد فسادها فقال صلى الله عليه وآله وسلم يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه ويظهر الاسلام لا يخلف الله وعده وهو سريع الحساب (وبسنده) عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا تنقضي الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله جوراً يملك سبع سنين (وبسنده) عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك من أهل بيتي من يواطئ اسمه اسمي يملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً (وبسنده) عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا الا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي (الكنجي) بسنده عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه آله وسلم لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً هكذا أخرجه أبو داود في سننه (جواهر العقدين) رواه أبو داود

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 694

وأحمد والترمذي وابن ماجة (الكنجي) بسنده عن الحافظ محمد بن الحسين بن ابراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي انه ذكر هذا الحديث وقال فيه وزاد زائدة (1) في روايته حتى يبعث الله رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي (قال الكنجي) وقد ذكر الترمذي الحديث في جامعه ولم يذكر واسم ابيه اسم أبي وذكر أبو داود في معظم روايات الحافظ والثقات من نقلة الأخبار اسمه اسمي فقط والذي روى واسم أبيه اسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث وان صح فمعناه واسم أبيه اسم أبي أي الحسين لأن كنيته ابو عبد الله فأريد بالاسم الكنية كناية عن أنه من ولد الحسين دون الحسن (وأجاب) ابن طلحة الشافعي بهذا الجواب أيضاً ومهد له مقدمتين (الأولى) شيوع اطلاق الأب على الجد الأعلى كقوله تعالى ملة أبيكم ابراهيم واتبعت ملة آبائي ابراهيم الآية وفي حديث الاسراء هذا أبوك ابراهيم (الثاني) ان الاسم يطلق على الكنية (روى) البخاري ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمى علياً أبا تراب ولم يكن اسم أحب اليه منه وقال المتنبي (ومن كناك فقد أسماك للعرب) انتهى قيل ويمكن أن يراد ان اسم الحسن العسكري أي كنيته أبو محمد واسم أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم

(1) اسم الرجل الذي روى الحديث وزاد فيه هذه الزيادة .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 695

أي كنيته أبو محمد (ثم) قال الكنجي ويحتمل ان يكون الراوي توهم في قوله ابني فصحفه فقال أبي فوجب حمله على هذا جمعاً بين الروايات (أقول) احتمال التصحيف قريب جدا لتقارب الكلمتين في الحروف وكون الخط القديم أكثره بدون نقط (وقد) أورد هذا المضمون أيضاً أصحابنا في كتبهم .
(روى) الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تذهب الدنيا حتى يلي امتي رجل من اهل بيتي يقال له المهدي (وبسنده) عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من اهل بيتي يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (الكنجي) بسنده عن سعيد بن المسيب كنا عند ام سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول المهدي من ولد فاطمة (وبسنده) عنه عنها (رض) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة اخرجه الحافظ ابو داود في سننه وقال صاحب جواهر العقدين اخرجه مسلم وابو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي وصاحب المصابيح وآخرون (كنوز الدقائق) للمناوي المصري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة اما المهدي فمنك اخرجه الحاكم (الاربعون) الزهري عن علي بن الحسين عن ابيه عليهم السلام قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة «ع» المهدي من ولدك (الكنجي) عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدي منا اهل البيت يصلحه الله في ليلة (واورده) في جواهر العقدين لاحمد وابن ماجة

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 696

وغيرهما عن علي عليه السلام رفعه (غاية المرام) عن ابي نعيم في حلية الاولياء عنه صلى الله عليه وآله وسلم المهدي منا اهل البيت يصلحه الله في ليلة او قال في يومين (الكنجي) عن انس بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول نحن ولد عبد المطلب سادات اهل الجنة انا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه (جواهر العقدين) أخرجه ايضاً ابو نعيم والثعلبي وصاحب الاربعين والحموئي والحاكم والديلمي (اقول) وفي رواية الديلمي انا معشر بني عبد المطلب سادة اهل الجنة الخ (الكنجي) عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم (الى ان قال) فاذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فانه خليفة الله المهدي اخرجه الحافظ ابن ماجة القزويني في سننه (وباسناده) عن ثوبان ايضا نحوه الا انه قال ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فأذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فانه خليفة الله المهدي (قال) هذا حديث حسن المتن وقع الينا عالياً من هذا الوجه (الاربعون) مثله (الكنجي) عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه هذا حديث حسن صحيح روته الثقات والاثبات أخرجه الحافظ ابو عبد الله بن ماجة القزويني في سننه (كنوز الدقائق) عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اذا رأيتم الرايات السود قد

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 697

جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي رواه احمد والبيهقي في دلائل النبوة (وعن علي) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطن او قال يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجب على كل مؤمن نصره او قال اجابته رواه ابو داود (الكنجي) عن علقمة بن عبد الله في حديث ان اهل بيتي سيقتلون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يدفعوها الى رجل من اهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملؤوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج (اقول) وهذا الحديث في سنن ابن ماجة (الكنجي) روى ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال ويحا للطالقان فان لله عزوجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته وهم ايضاً انصار المهدي في آخر الزمان (قال) وعن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان في امتي المهدي يخرج يعيش خمساً او سبعاً أو تسعاً . زيد الشاك (1) قلنا

(1) زيد هو راوي الحديث عن الخدري فانها في كتاب الكنجي مسندة ونحن نقلناها عن كشف الغمة بحذف الاسناد كما عرفت في صدر هذا المجلس
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 698

وما ذاك قال سنين فيجيء اليه الرجل فيقول يا مهدي اعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع ان يحمله قال الحافظ الترمذي حديث حسن (الاربعون) عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تملأ الارض ظلماً وجوراً فيقوم رجل من عترتي فيملأها قسطاً وعدلا يملك سبعاً او تسعاً «الكنجي» وقد روي من غير وجه ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يكون في امتي المهدي ان قصر فسبح والا فتسع تنعم فيه امتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الارض اكلها «كنوزها خ ل» ولا تدخر منه شيئاً والمال يومئذ كدوس يقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ «مشكاة المصابيح » عن ابي سعيد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلاء يصيب هذه الامة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم فيبعث الله رجلا من عترتي واهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض لا تدع السماء من قطرها شيئا الا صبته مدرارا ولا تدع الارض من نباتها شيئا الا اخرجته حتى يتمنى الاحياء الاموات يعيش في ذلك سبع سنين او ثمان سنين او تسع سنين رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح «كتاب فضل الكوفة» لمحمد بن علي العلوي عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يملك المهدي امر الناس سبعا او عشرا اسعد الناس به اهل الكوفة «الاربعون» بسنده عن ابي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم لتملأن الارض ظلما وعدوانا ثم ليخرجن رجل من اهل بيتي حتى يملاها قسطا

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 699

وعدلا كما ملئت جورا وعدوانا «الكنجي» عن ام سلمة يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من اهل المدينة هاربا الى مكة فيأتيه ناس من اهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث اليه بعث الشام فتخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة فاذا رأى الناس ذلك اتاه ابدال الشام وعصائب اهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش اخواله كلب (1) فيبعث اليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ويلقى الاسلام بجرانه الى الارض (2) فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون (مشكاة المصابيح) رواه ابو داود ورواه احمد وابو يعلى والبيهقي كما في جواهر العقدين «الكنجي» قال ابو داود قال بعضهم عن هشام تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين هذا سياق الحفاظ كالترمذي وابن ماجة القزويني وابي داود «قال» وعن ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم قال هذا حديث حسن صحيح متفق على صحته من حديث محمد بن شهاب الزهري رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما (قال) وعن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة

(1) هو السفياني
(2) الجران الصدر كناية عن قوة الاسلام وثباته واستقراره كالجمل الذي يلقي بجرانه الى الارض .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 700

فينزل عيسى بن مريم فيقول اميرهم تعال صل بنا فيقول لا ان بعضكم على بعض امراء تكرمة من الله لهذه الأمة قال هذا حديث حسن صحيح اخرجه مسلم في صحيحه (وقال) في موضع آخر رواه الحارث بن ابي اسامة في مسنده والحافظ ابو نعيم في عواليه (اقول) اورده ابو نعيم في الأربعين وقال فيقول اميرهم المهدي (ثم قال الكنجي) وان كان الحديث المتقدم قد اول فهذا لا يمكن تأويله فانه صريح في ان عيسى عليه السلام يقدم امير المسلمين وهو يومئذ المهدي عليه السلام فيبطل تأويل من قال معنى وامامكم منكم أي يأتيكم بكتابكم «ثم» ذكر ما حاصله ان هذه الاحاديث الدالة على ان عيسى يصلي خلف المهدي ويجاهد بين يديه ويقتل الدجال مما ثبتت طرقها وصحتها عند اهل السنة والشيعة ووقع عليها الاجماع من كافة اهل الاسلام وهي تدل على أن المهدي أفضل من عيسى (الى ان قال) ومما يزيد هذا القول ما رواه الحافظ ابو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث طويل في نزول عيسى وانه قيل له يا رسول الله فاين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وامامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح اذ نزل بهم عيسى بن مريم صلى الله عليه فرجع ذلك الامام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم قال هذا حديث حسن صحيح ثابت اخرجه ابن ماجة في كتابه عن ابي امامة الباهلي وهذا مختصره (وباسناده) عن ابي امامة في حديث قيل فأين العرب يومئذ يا رسول الله قال هم

السابق السابق الفهرس التالي التالي