هو ابـن ثلاث كـلم الـناس هاديا |
|
كـما كـان في المهد المسيح يكلم |
سلوه يجـيبكم وانـظروا ختم كتفه |
|
ففي كـتفه خـتم الامـامة يـختم |
وكم لك يا ابن المصطفى بان معجز |
|
به كل أنف مـن أعـاديك مرغم |
و صاهـرك المأمـون لما بدت له |
|
معاجزك اللاتي بهـا الناس سلموا |
أسـر امـتـحانا صـيـد باز بكفه |
|
فـأخبـرته عمـا يسـر ويـكتم |
وأرشى الـعدى يحيى بن أكثم خفية |
|
و ظـنوا بـما يـأتيه أنـك تفحم |
فاخجلت يحـيى فـي الجواب مبينا |
|
عن الصيد يريده امرؤ وهو محرم |
وأنت أجـبـت الـسائلين مسائـلا |
|
ثـلاثيـن الـفاً عـالمـاً لا تعلم |
أقمت وقومـت الـهدى بعد سـادة |
|
أقاموا الهدى من بعد زيغ و قوموا |
فطوس لكم والكـرخ شجوا وكربلا |
|
وكـوفـان تـبكي والبقيع وزمزم |
وكـم أبرموا أمراً وكـادوا فكدتهم |
|
بنقضك ما كـادوك فـيه وأبرموا |
و كم قـد تعـطفتـم عليهم ترحما |
|
فلم يعطفوا يوماً علـيكم ويرحموا |
فما مـنكم قـد حـرم الله حللـوا |
|
و مـا لكم قد حلـل الله حرمـوا |
وجدهم لـو كان أوصـى بقـتلهم |
|
اليكم لما زدتـم علـى مـا فعلتم |
فصمتم من الديـن الحنيفي حـبله |
|
و عروته الوثقى التي ليس تـفصم |
وسمته أم الفضل عن أمـر عمها |
|
فويل لها مـن جـده يـوم تـقدم |
قضى منكم كربـا وعاش مروعاً |
|
و لا جـازع مـنكم و لا مـترحم |
على قلة الأيام و المـكث لم يزل |
|
بكم كـل يـوم يـستضام ويهضم |
فيا لقصير الـعمـر طـال لموته |
|
على الدين و الدنيـا الـبكا والتألم |
مضيت فلا قلب الـمكارم هـاجع |
|
علـيك ولا طـرف المعالي مهوم |
و لا مربع الايمان والهدي مربع |
|
ولا محكم الفرقان والوحي محكم |
بفقـدك قـد أثكلت شرعة أحمد |
|
فـشرعـته الـغراء بـعدك أيم |
عفا بعدك الاسلام حزنا واطفئت |
|
مصابيح ديـن الله فـالكون مظلم |
فيا لك مفقوداً ذوت بهجة الهدى |
|
له وهوت مـن هـالة المجد انجم |
يميـناً فـمـا لله الاك حـجـة |
|
يعـاقـب فيه مـن يشاء ويرحم |
وليـس لأخـذ الثار الا محجب |
|
به كـل ركـن للـضلال يهـدم |
ضرام الوجد يـقدح في الـفؤاد |
|
لرزء المرتضى المولى الجواد |
امام هـدى له شـرف ومـجد |
|
علا بهما على الـسبع الـشداد |
امام هدى لـه شـرف ومـجد |
|
أقـر بـه الـموالـي والمعادي |
تصوب يداه بالجـدوى فتـغني |
|
عن الأنواء فـي السـنة الجماد |
يـبخل جـود كـفـيه اذا مـا |
|
جرى في الجود منـهل الغوادي |
بنى فـي ذروة العـلياء بـيتاً |
|
بعيد الـصيت مرتـفع الـعماد |
فمن يرجو اللحاق بـه اذا مـا |
|
أتـى بـطريف فـخر أو تلاد |
من القوم الـذين أقر طـوعـاً |
|
بفضلهم الأصـادق والأعـادي |
بهم عرف الورى سبل المعالي |
|
وهم دلوا الأنام عـلى الرشـاد |
لهم أيد جبلـن علـى سمـاح |
|
وأفـعال طبـعن علـى سـداد |
وهم من غير ما شك وخلـف |
|
اذا أنصـفت سـادات الـعبـاد |