وعاثت بنو العباس في الدين عيثة |
|
تحـكم فيـها ظـالم و ظنين (1) |
وسموا رشـيداً لـيس فيم لرشدة |
|
وها ذاك مأمـون وذاك أمين |
فما قبلت بالرشـد مـنهم رعاية |
|
ولا لـولـي بـالأمـانة دين |
الا أيهـا القـبر الغـريب محله |
|
بطوس عليك الساريات هتون |
شككت فمـا أدري أمسقي شربة |
|
فأبكيك أم ريب الردى فيهون (2) |
و أيهما ما قلت ان قـلت شربة |
|
و ان قلت مـوت انـه ليقين |
أيا عجبـاً منهم يسمونك الرضا |
|
ويلقاك منهم كلحة و غضون (3) |
يا أرض طـوس سـقاك الله رحمته |
|
ماذا حويت من الخيرات يا طوس |
طابـت بقـاعك فـي الدنيا وطيبها |
|
شـخص ثوى بـسنا اباد مرموس |
شخص عزيز على الاسلام مصرعه |
|
في رحمة الله مـغمور ومغـموس |
يا قـبره أنـت قـبر قـد تـضمنه |
|
حلـم وعـلم وتـطهير وتقـديس |
فخـراً فـانك مغبـوط بـجـثـته |
|
وبالملائـكة الأطـهار مـحروس |
غـابت ثـمانية مـنـكم و أربـعة |
|
ترجى مطالعها ما حنـت الـعيس |
حتى متـى يظـهر الحق المنير بكم |
|
فالحق في غيركم داج ومـطموس |
قبر بـطـوس به أقـام امام |
|
حتـم اليـه زيـارة ولـمام |
قبر أقـام به السلام واذ غدا |
|
تهدى اليـه تـحية و سـلام |
قبر سنا أنـواره يجلو العمى |
|
و بتربه تستـدفـع الأسـقام |
قبـر يمثل للعـيون مـحمداً |
|
و وصيه والمـؤمنـون قيام |
خشع العيون لذا و ذاك مهابة |
|
فـي كنههـا تـتحير الأفهام |
قبر اذا حـل الوفود بـربعه |
|
رحلـوا و حطت عنهم الآثام |
الله عـنه بـه لـهم متـقبل |
|
وبـذاك عنهم جـفت الأقلام |
ان يغن عن سقي الغمام فانه |
|
لولاه لـم يسق البـلاد غمام |
قبر علـي إبن مـوسى حله |
|
بثـراه يزهو الحل و الاحرام |
من زاره في الله عارف حقه |
|
فالمس منه على الجحيم حرام |
ومقامه لا شك يحمد في غد |
|
وله بجـنـات الخـلود مقام |
و له بـذاك الله أوفـى ضـامن |
|
قسمـا اليه تنتهـي الأقـسـام |
يا ابن النبي و حـجـة الله التـي |
|
هـي للصلاة و للـصيام قيـام |
أنتم ولاة الـدين والـدنـيا و من |
|
لله فـيـه حـرمــة وذمـام |
ما الناس الا مـن أقـر بفضلـكم |
|
والجـاحـدون بهـائم وسـوام |
يرعون في دنيـاكـم و كـأنـهم |
|
فـي جـحـدهم إنعامكم أنـعام |
يا ليت شعري هـل بقائمكـم غداً |
|
يغـدو بكفـي للقـراع حسـام |
تطفي يداي بـه غـلـيلا فـيكم |
|
بين الحشـى لم يـرو منه أوام |
و لقد تـهيـجـني قبوركـم اذا |
|
هاجت سـواي معـالم وخيـام |
من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى |
|
فبمدحكم لـي صبـوة وغـرام |
والى أبي الحسن الرضـا أهديتها |
|
مرضـية تلـتـذهـا الأفـهام |
خذها عن الـضبي عبـدكم الذي |
|
هانـت علـيه فيكـم الألـوام |
ان اقض حق الله فـيك فـان لي |
|
حـق القرى للضيـف اذ يعتام |
من كان بالتـعليم أدرك حـبكـم |
|
فـمحبـتـي ايـاكـم الـهـام |
ولو بدا الموت حتى يستـديـر به |
|
لاقـى وجـود رجـال دونه شوس |
ان المـنـايا أنـالتـه مخـالبـها |
|
و دونـه عـسكر جم الـكراديـس |
أوفى عليـه الردى في خيس أشبله |
|
والموت يلقي أبا الأشبال في الخيس |
مـا زال مقـتبساً مـن نور والده |
|
الى النـبي ضيـاء غـيـر مقبوس |
في منبت نهـضت فيـه فروعهم |
|
بشاهق في بطـاح الملك مـغروس |
لا يوم أولى بتخـريق الجيوب ولا |
|
لطم الخدود و لا جـدع المعاطـيس |
من يوم طوس الذي ثارت بروعته |
|
لنـا النـعاة و أفـواه الـقراطـيس |
حقـاً بأن الرضا أودى الزمان به |
|
مـا يطلب الموت الا كـل منفـوس |
بمطلـع الشـمس وافتـه منـيته |
|
ما كان يوم الـردى عنه بمـحبوس |
يا نازلا جـدثا فـي غيـر منزله |
|
ويـا فريسة يـوم غـير مفـروس |
لبست ثوب البلى اعـزز علي به |
|
لبساً جديداً وثـوبا غـير مـلبـوس |
صلى عليك الذي قـد كنت تعبده |
|
تحت الهـواجر في تلـك الأمـاليس (1) |
أسكـنك الله داراً غـيـر زائلة |
|
في منـزل برسـول الله مـأنـوس |
فيـا غريبـاً قـضى بالـسم مـنفرداً |
|
أبكى الأعادي و أصمى الانس والجانا |
أقام في يثرب عصراً و أشخـصه الـ |
|
ـمأمون قسـراً الـى أقصى خراسانا |
كـم مـن أذى وعـنـاء مـنه كابـده |
|
في القرب والبـعد حـتى حـينه حانا |
ولاه عـهـداً ولـم يـقـبـل ولايـته |
|
طوعاً و أعرب عن مكنون ما صـانا |
تضوع الكـون من ذكـرى مـكارمـه |
|
مسـكا وكـان لـه روحـاً و ريحانا |
يا مفجـع العرب فـي تـوقـيع رحلته |
|
ومـودع الـقلـب بالـتوديـع نيرانا |
وجعت جـدك والأهـلـين تـخبرهـم |
|
لـذاك آخـر عهـدي فيـكم كـانـا |
فهـل درى البيت بـيت الله ان هـدمت |
|
منـه عتـاة بنـي العبـاس أركانـا |
وهـل درت هاشـم ان ابـن سـيدهـا |
|
قضى غريباً مـروع القـلب حرانـا |
وهـل درت يثـرب ألـوت نـضارتها |
|
وسـامها الدهـر بعد العز نـقصانـا |
و هل درى من بـه كوفـان قد فخرت |
|
بمـا انـطوى مـن فخار في خراسانا |
وهل درى الكرخ ما في طوس من نوب |
|
جلت وقوعاً و مـا منها الرضا عانى |
وهل درى من بسـامـراء ان غـدرت |
|
أعداؤهم بالرضـا ظـلماً وعـدوانـا |
فلتبكه الأرض حـزنا والسـمـاء دمـا |
|
والأنس والجـن والأمـلاك أشـجانـا |
تشفي معـاجزك الأعـمى الأصـم لهم |
|
فكيف كانوا بـهـا صـماً و عمـيانا |
حي طوساً لابارح الغيث طوسا |
|
في ثراها الهدى غدا مرمـوسا |
أرض قدس طابت وطاب ثراها |
|
بضريح الرضا علي بن موسى |
و به قد سمت على هامة النجـ |
|
ـم سـناء و قـدست تـقديسا |
أي بـدر قـد غيـبوا بـسنا آ |
|
بـاد يجـلو الـدجنة الحـنديسا |
أرض طـوس حويت كنزاً ثميناً |
|
من بني المصطفى و علقا نفيسا |
رزؤه شك في حشى الدين سهما |
|
والى الحشـر جرحه ليس يوسى |
يومه فـي الزمان كان عـظيما |
|
في قلوب الأنـام أذكـى وطيسا |
يومه أحـزن السمـاوات والأر |
|
ض جميعاً و كـان يوماً عبوسا |
أي رزء حـتى القـيامـة ابقى |
|
في حشى الدين لـوعة و رسيسا |
أي رزء أبكى عـيـون النبييـ |
|
ـن وقـد سـر وقـعه ابليسـا |
يا مـجداً يطوي الفـلاة بحرف |
|
في سراهـا لا تعـرف التعريسا |
تسبق الريح والـبـروق اذا ما |
|
غلسـت فـي مسـيرها تغلـيسا |
أقر منـي السلام قبراً بـطوس |
|
و أطـل لثمه اذا جـئت طـوسا |
واخـلع النـعل في ثـراه ففيه |
|
مـع سنا نـور أحمد نار موسى |
كل من زاره أصاب رضا اللـ |
|
ـه و فـي عـفوه غدا مغموسا |
آل بيـت النـبي أنتم ولاة الـ |
|
ـخلق من حاد عـنكم نال بؤسا |
أنتم القوم قـد هدمتم بنا الكفـ |
|
ـر و أسسـتم الـهدى تأسـيسا |
والثم الأرض ان رأيـت ثرى مشـ |
|
ـهد خيـر الورى علي بن موسى |
قل سـلام الالـه فـي كـل وقت |
|
يتلـقى ذاك المـحـل النـفيـسـا |
منـزل لـم يـزل بـه ذاكر للـ |
|
ـه يتلـو الـتسـبيـح والتقديسـا |
ما عسى ان يـقال فـي مدح قوم |
|
أسـس الله مـجـدهـم تـأسيسـا |
ما عسى ان يقال فـي مـدح قوم |
|
قـدس الله ذكـرهـم تـقـديـسـا |
هم هداة الـورى و هـم أكرم النا |
|
س أصـولاً شـريفـة و نـفوسـا |
ان عـرت أزمـة تنـدو غيوثـا |
|
أو دجـت شبـهة تـبـدو شموسـا |
كرموا مـولـداً و طابـوا أصولا |
|
و زكوا محتداً و طـالوا غـروسـا |
يا عـلي الـرضا أبـثك وجـداً |
|
غادر القلـب من جـواه وطـيسـا |
مذهبـي فيــك مـذهبي و بقلبي |
|
لك حـب أبقى جـوى و رسـيسـا |
لا أرى داءه بـغيـرك يـشفـى |
|
لا ولا جـرحـه بغيـرك يـوسـى |
قـد تـمسـكت مـنكـم بـولاء |
|
ليـس يلــفى القشيـب منه دريسا |
أتـرجـى بـه الـنجـاة اذا مـا |
|
خاف غيري في الحشر ضراً و بؤسا |
من عددنـا من الورى كان مرؤو |
|
سـا و منكم من عـد كـان رئيسـا |
فغـدا العـاملـون مثـل الذنابى |
|
وغـدوتـم للـعـالمـيـن رؤوسـا |