المجالس السنية ـ الجزء الخامس 377

المجلس التاسع

روى الشيخ في الأمالي بسنده عن ابن عباس قال دخل الحسين ابن علي على اخيه الحسن عليهم السلام في مرضه الذي توفي فيه فقال له كيف نجدك يا اخي قال اجدني في اول يوم من ايام الاخرة واخر يوم من ايام الدنيا واعلم اني لا اسبق اجلي واني وارد على ابي وجدي على كره مني لفراقك وفراق الاحبة واستغفر الله من مقالتي هذه واتوب اليه على محبة مني للقاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وامير المؤمنين علي بن ابي طالب وامي فاطمة وحمزة وجعفر وفي الله عز وجل خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك من كل ما فات رايت يا اخي كبدي في الطست ولقد عرفت من دهاني ومن اين اتيت فما انت صانع به يا اخي فقال الحسن عليه السلام اقتله والله قال فلا اخبرك ابدا حتى نلقى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن اكتب يا اخي :
«وصية الحسن بن علي الى اخيه الحسين عليهما السلام»

هذا ما اوصى به الحسن بن علي الى اخيه الحسين بن علي اوصى انه يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذل وانه خلق كل شيء فقدره تقديرا وانه اولى من عبد واحق من حمد من اطاعه

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 378

رشد ومن عصاه غوى ومن ناب اليه اهتدى فاني اوصيك يا حسين بمن خلفت من اهلي وولدي واهل بيتك ان تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفا ووالدا وان تدفنني مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فانني احق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده قال الله تعالى فيما انزله على نبيه في كتابه «يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم» فوالله ما اذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير اذنه ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ونحن ماذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده فان ابت عليك الإمرأة فانشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان لا تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فنختصم اليه ونخبره بما كان من الناس الينا ثم قبض صلوات الله عليه فدعا الحسين عليه السلام ابن عباس وعبد الرحمن بن جعفر وعلي بن عبد الله بن عباس فاعانوه على غسله وحنطوه والبسوه اكفانه وخرجوا به الى المسجد فصلوا عليه وارادوا دفنه عند جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فمنعوا من ذلك فذهبوا به الى البقيع ودفنوه الى جنب جدته فاطمة بنت اسد قال ابن شهر اشوب في المناقب قال الحسين عليه السلام لما وضع الحسن عليه السلام في لحده :
أأدهن راسي ام تطيب محاسني و راسك معفور وانت سليب
و استـمتع الـدنيا لشيء احبه الا كل ما ادنى اليك حبيـب
فلا زلت ابكي ما تغنت حمامة عليك وما هبت صبا وجنوب


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 379

وما هملت عيني مـن الـدمع قطرة و ما اخضر في دوح الحجاز قضيب
بـكائي طـويل و الـدموع غزيرة وانـت بـعيـد والـمزار قـريـب
غريب واطراف البـيوت تـحوطه الا كل مـن تـحت الـتراب غريب
ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى و كل فـتى للـموت فيـه نـصيب
وليس حريبـا من اصـيب بـماله و لكـن مـن وارى اخـاه حـريب
نسيبك من امسى يناجيك طرفه (طيفه خ ل ) وليـس لـمن تحت الـتنراب نسيب


المجلس العاشر

في مقاتل الطالبيين قيل لابي اسحاق متى ذل الناس قال حين مات الحسن عليه السلام وادعي زياد وقتل حجر بن عدي (وفي تذكرة الخواص) بسنده قال لما نزل بالحسن عليه السلام الموت قال اخرجوا فراشي الى صحن الدار فاخرجوه فرفع راسه الى السماء وقال اللهم اني احتسب عندك نفسي فانها اعز الانفس علي لم اصب بمثلها اللهم ارحم صرعتي وانس في القبر وحدتي ثم توفي عليه السلام (وعن) جنادة بن ابي امية قال دخلت على الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» في مرضه الذي توفي فيه فقلت له عظني يا ابن رسول الله قال نعم استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول اجلك

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 380

واعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك ولا تحمل هم يومك الذي لم يات على يومك الذي انت فيه واعلم انك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الا كنت فيه خازنا لغيرك واعلم ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب فانزل الدنيا بمزلة الميتة خذ منها مايكفيك فان كان حلالا كنت قد زهدت فيها وان كان حراما لم يكن فيه وزر فاخذت منها كما اخذت من الميتة وان كان العتاب فالعتاب يسير واعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا واذا اردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الى عز طاعة الله عز وجل واذا نازعتك الى صحبة الرجال حاجة فاصحب من اذا صحبته زانك واذا خدمته صانك واذا اردت معونة اعانك وان قلت صدق قولك وان صلت شد صولك وان مددت يدك بفضل مدها وان بدت منك ثلمة سدها وان راى منك حسنة عدها وان سالته اعطاك وان سكت عنه ابتداك وان نزلت بك احدى الملمات واساك من لاتاتيك منه البوائق ولاتختلف عليك منه الطرائق ولا يخذلك عند الحقائق وان تنازعتما منقسما اثرك (ثم) انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه ودخل الحسين عليه السلام والاسود بن ابي الاسود فانكب الحسين عليه حتى قبل راسه وبين عينيه ثم قعد عنده فتسارا جميعا فقال الاسود انا لله ان الحسن عليه السلام قد نعيت اليه نفسه وقد اوصى الى الحسين «ع» (وروى) الكليني عن الباقر عليه السلام قال لما احتضر الحسن

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 381

قال للحسين عليهما السلام يا اخي اني اوصيك بوصية فاحفظها فاذا انا مت فهيئني ثم وجهني الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لاحدث به عهدا ثم اصرفني الى امي فاطمة ثم ردني فادفني بالبقيع (وروى) جماعة من الخاصة والعامة باسانيدهم عن عمير بن اسحاق قال دخلت انا ورجل على الحسن عليه السلام نعوده في مرض موته فقال يا فلان سلني فقال والله لا نسألك حتى يعافيك الله ثم دخل الخلاء وخرج فقال سلني قبل ان لا تسألني فقلت بل يعافيك الله ثم نسالك فقال لقد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة قال ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عليه السلام عند راسه فقال له يا اخي من تتهم قال لم لتقتله قال نعم قال ان يك الذي اظن فالله اشد باسا واشد تنكيلا وان لم يكن فما احب ان يقتل بي بريء ثم قضى نحبه .
قضى نحبه بالسم سبط محمد هو الحسن الزاكي سليل الفواطم
فهد لمـنعاه من الـدين ركنه وجـب سنام المجد من ال هاشم


المجلس الحادي عشر

عن الزمخشري في ربيع الابرار وابن عبد ربه في العقد الفريد انه لما بلغ معاوية موت الحسن بن علي عليهما السلام سجد وسجد من حوله وكبر وكبروا معه (وعن الواقدي) انه لما بلغه موته

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 382

وكان بالخضراء (1) كبر تكبيرة سمعها اهل المسجد فدخل عليه ابن عباس (2) فقال له يا ابن عباس امات ابو محمد قال نعم وبلغني تكبيرك وسجودك اما والله لا يسد جثمانه حفرتك ولا يزيد انقضاء اجله في عمرك قال احسبه ترك صبية صغارا ولم يترك عليهم كثير معاش فقال ان الذي وكلهم اليه غيرك (وفي رواية) كنا صغارا فكبرنا قال فانت تكون سيد القوم قال واما ابو عبد الله الحسين باق فلا (وفي تذكرة الخواص) انه لما دفن الحسن «ع» قام اخوه محمد بن الحنفية على قبره باكيا (وقال) رحمك الله ابا محمد لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح عمر به بدنك ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك وكيف لا وانت سليل

(1) الخضراء يقال انها بستان كانت لمعاوية قرب داره ولعلها كانت دار له ولها ذكر في خبر معاوية بن يزيد وزقاق الخضراء بدمشق باق الى اليوم وهو منسوب اليها ويقال القبة الخضراء قال ابو دهبل الجمحي :
ثم خاصرتها الى القبة الخضـ ـراء تمشي فـي مرمر مسنون
(2) يدل كثير من الروايات على ان ابن عباس كان بالمدينة عند وفاة الحسن عليه السلام لا بالشام ويمكن ان يكون سار الى الشام بعد وفاة الحسن عليه السلام بلا فاصل فوصل الخبر الى الشام بوصوله اليها او ان هذا الخطاب من معاوية له بعد وفاة الحسن عليه السلام بمدة وان كان ظاهر السياق خلافه .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 383

الهدى وحليف اهل التقى وخامس اهل الكساء ربيت في حجر الاسلام ورضعت ثدي الايمان ولك السوابق العظمى والغايات القصوى وبك اصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم بك شعث الدين فعليك السلام فلقد طبت حيا وميتا وانشد :

أأدهن راسي ام تطيـب محاسنـي و خدك مـعفـور وانـت سـليـب
سابكيك مـا ناحت حمـامة ايكـة وما اخضر في دوح الرياض قضيب
غريب و اكنـاف الحجاز تحوطـه الا كـل من تـحت الـتراب غريب


[مراثي الحسن بن علي عليهما السلام]

للمؤلف عفا الله عن جرائمه

اهاج شـجوك ربـع دارس الـدمن فبـات طرفك منه فـاقد الوسن
ربع علـى رملة الـدهـناء غـبره مـر الرياح و تسكاب الحيا الهتن
لم يـبق فـيه لـمشتـاق يـلم بـه غيـر الاثافي ونؤي كالحني حني
ام هل تذكرت عهد الالف حين شدت ورق الحمائم او غنـت على فنن
كلا ولـكنما تـجري الـدموع دمـا مني و حق لها حزنا على الحسن
سبط النبي ابن مولى المؤمنـين على شرع النبي ابيـه خير مـؤتمـن
امـام حـق مـن الله الـعظيم لـه رياسة الدين والدنيا علـى سنـن


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 384

الزاهد العابد الاواب من خـلصت لله نـيـته فـي الـسر و الـعلـن
و الواهب المال لا يبغي عليه سوى ثواب بـارئه الـرحمن مـن ثـمن
وقـاسم الله مـا قد كـان يـملكه منـه ثلاثـا بلا خـوف ولا مـنن
ومرتـين غـدا مـن كل ما ملكت يميـنه خـارجا فـي سالف الزمن
والقاصـد البيت لـم تحمله راحلة خمسا وعـشرين و الـنحار للـبدن
وذو المـنـاقب لايحصى لها عددا يراع ذي فـطن او قـول ذي لسن
غير الحسين و غيـر السيد الحسن نسـل لأحمد خيـر الخلق لـم يكن
سبطان حـبهمـا ديـن وبغضهما كـفـر وقـالـيـهـما لله لـم يدن
ريحـانتا احمد المخـتار قـد جنيا من روض فضل بزهار الكمال جني
فرعان قد بسقا من دوحـة سقيت ماء الـنبـوة والأكـوان لـم تـكن
اكرم بسبطي رسول الله مـن رقيا من ذروة الـمجد والعـليا الى القنن
وقال خير الورى قـولا فاسـمعه لما دعـا كـل ذي قـاب وذي اذن
ابنـاي هذان دون الـناس حبهـما حبي ومن ابغض السـبطين ابغضني
هـما الامامان ان قـاما و ان قعدا بذاك جبـريل عـن باريـه اخبرني
اوصى بعتـرته الهادي و اكـد ما اوصـى وحذرنـا من غابـر الفتن
خـانت عـهود رسـول الله امـته فيهـم و قـد قـل من للعهد لم يخن
لم يبغ اجرا له الا المودة فـي الـ ـقربى فجازوه بالـبغضاء و الاحن
يا امة السوء ما هـذا الـجزاء له منـكم على ما لكم اسدى مـن المنن
ضاعت دماء رسول الله في مضر وفـي ربـيعة والاحياء مـن يـمن
سبـطاه ما بين مسـموم و منجدل نهب الـصوارم والعــسالة اللـدن
وآله قـتلت فـي كـل شـارقـة من البـسيطة لـم تنـصر ولم تعن


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 385

صينت بنات البغايا فـي مقاصرهـا لكـن بـنات رسـول الله لـم تصن
ثارات بـدر و يـوم الفتح ادركهـا مـن ال طـه بنـو عبـادة الـوثن
لهفي على الحسن الزاكي و ما فعلت به الاعادي و ما لاقـى مـن المحن
سـقته بغيا نقيـع السم لا سـقيـت صوب الحيا من غوادي عارض هتن
فقطعت كبـدا للمـصطفى ورمـت فـؤاد بضعـته الزهـراء بالحـزن
واوسـعت مـن علـي قلـبه حرقا و غادرتـه وهيـن الوجد و الشـجن
وللحسـين حنـين من فـؤاد شـج بالوجـد مضطرم بـالحـزن مرتهن
وهي التـي مـنعت من دفـن جثته عند النبي و ابـدت كامـن الضـغن
من منه اولى بقرب المصطفى تربت اكفها مـا جنت ربحا سـوى الغـبن
تدني البعيـد الـيه و القـريب لـه تنئيه و الصبح عن نصب الدليل غني
لله رزء ابن بنت المصطـفـى فلقد اضحى لـه الصبح مثل الفاحم الدجن
رزء له هد ركـن الدين و انفصمت منـه العرى واكـتسى بالذل و الوهن
رزء انـاخ عـلـى الاسلام كلكلـه فغاله و مـضى بـالفرض و السـنن
رزء تـهون له الارزاء اجمـعهـا مـن عظمه وهو حتى اليوم لـم يهن
رزء له حـرم الـجبـار في حزن و بـعده حـرم الجـبـار لـم يصن
رزء لـه من منى تبكي مشـاعرها و خطبه نـازل بالبيـت ذي الركـن
سقى البقيع مـن ضم البـقيـع حيا يهـمي بـه في ثـراه صيـب المزن


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 386

يـا ال احمـد لا ينـفـك رزؤكـم يـهيـج لـي ذكـر اشجان تؤرقني
ولست اسـلوكم عمـر المـدى ابدا حـتى يـفرق بـين الروح و البدن
انتم سـفينة نوح والـنـجاة بـكـم وليس في البحرمن منج سوى السفن
ديني ولاكم و بـعد الـموت حبـكم ذخري اذا صرت رهن اللحد والكفن
حملت عبا ذنـوب جـمة و سـوى ولاكم يـوم حشـري ليـس ينفعني
الله انزل فـكم وحـيـه و عـلـى ولائـكم بـني الاسـلام حـين بني
اليكم مـن بـنات الـفكر قـافـية غراء تـخرس نطق المصقع اللسن
مـا مثلها لحبــيب والـوليـد ولا لاحـمد وابن هـان قـبله الحـسن
كلا ولا ابن ابي الصلت الذي نظمت منه المدائح في سيف بن ذي يـزن

* * *

للشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد شكر العراقي

لله رزء بـه كـم للـرشاد هـوى ركن و كـم فيـه بيت للضلال بني
رزء به عرصات العلم قـد بقـيت دوارسا من فـروض الله و السـنن
لاغرو ان تكن الاكوان قد خضعت ثوب المحاسن من حزن على الحسن
فانه كـان فـي الاشيـاء بهجتهـا قد قام فيـها مـقام الروح في البدن


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 387

ما للـقضاء وللاقـدار فيه مضـت وهـو الـذي ابـداً لولاه لـم تكن
لله كم اقـرحت جفن الـنسي وكـم قد البست فاطمة ثوبـا من الحزن
لم انس يوم عمـيـد الـدين دس به لجـعـدة الـسم سرا عابـد الوثن
كيما تـهد مـن العـليا دعـامـتها فجـرعته الردى في جـرعة اللبن
فقـطعت كـبدا مـمن غـدا كبـدا لفاطـم وحـشا مـن واحد الزمن
حتى قضـى بنقيـع السـم ممتثـلا لأمـر بـارئه في السـر والعلـن
فاعولت بعده العليا وبرقـعت الشـ ـمس المنيرة في ثوب مـن الدجن
من مبلغ حيـدر الكـرار مـنتدبـا يا منزل المـن والسـلوى بلا منن
كيف اصطبارك والسبط الزكي غدا نهبـا لحقد ذوي الاضغان و الاحن
من مبلغ المصطفى والطهر فاطـمة ان الحسين دمـا يبكي على الحسن
يدعوه يا عضدي فـي كـل نـائبة ومسعدي ان رماني الدهـر بالوهن
قد كنت لي من بنـي العليـا بقيتهم و لـلعـدو قـناتي فيـك لم تـلن
فاليوم بعـدك اضحـت وهـي لينة لغامز و هـنيء العيـش غير هني
لهفـي لزينـب تدعـوه ومقـلتهـا عبرى وأدمعهـا كالعارض الهتـن

* * *


للسيد محمد حسين بن السيد كاظم النجفي المعروف بالكيشوان
خانـوا بـعترة احـمـد من بعـده ظلمـا وما حفظوا بهم ما استودعوا
وعدوا على الحسن الزكي بسالف الـ ـاحقاد حيـن تـالبوا وتـجمـعوا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 388

غدروا به بـعد العهود فـغودرت اثـقـالـه بـين الـلثام تـوزع
لله اي حـشـا تـكابد مـحـنة يشجى لها الصخر الاصم ويصدع
ورزية جـرت لـقـلب مـحمد حزنا تـكاد لـه السـماء تزعزع
كيف ابن وحي الله وهو به الهدى ارسى فقام لـه العمـاد الارفـع
اضـحى يسـالم عـصبة اموية من دونهـا كـفرا ثمـود وتـبع
امسى مـضاماً يستباح حريـمه هتـكا وجانـبه الأعـز الأمـنع
ويـرى بني حرب على اعوادها جـهرا تـنال من الوصي ويسمع
ما زال مـضطهدا يـقاسي منهم غصصا بها كاس الـردى يتجرع
حتى اذا نفـذ القـضاء مـحتما اضـحى يـدس الـيه سـم منقع
وتفتـتت بالسـم مـن احـشائه كبد لـها حـتى الصـفا يتصدع
و سرى بـه نـعش تود بـنانه لو يرتـقـي للفـرقدين ويـرفع
نعـش له الـروح الامين مشيع و له الـكتاب المسـتبيـن مودع
نعش اعـز الله جـانب قدسـه فغـدت له زمر الـملائك تخضع
نثلوا له حـقد الصدور فما يرى منهـا لقوس بالكـنانة مـنـزع
ورموا جنـازته فعـاد و جسمه غـرض لرامية الـسهام و موقع
شكوه حتى اصبـحت من نعشه تستـل غاشية الـنـبال وتنـزع
لـم ترم نعشك اذ رمتك عصابة نهضـت بها اضـغانها تتـسرع
لكنهـا علـمت بـانك مهجة الز هـراء فابـتدرت لحربك تـهرع
منعته عن حـرم النـبي ظلالة و هـو ابـنه فـلاي امـر يمنع
لله اي رزيـة كــادت لـهـا اركان شامخة الهدى تـتضعضع


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 389

رزء بكت عين الحسين له ومن ذوب الـحشا عبـراته تـتدفع
يوم انثـنى يـدعو ولكـن قلبه وار و مقـلته تفـيض وتـدمع
اترى يطيف بي السلو وناظري من بعد فقدك بالكـرى لا يهجع
أأخي لا عيشي يجـوس خلاله رغد و لا يصفو لوردي مشرع
خلفتني مرمى النوائب ليس لي عضـد ارد به الخطوب و ادفع

وللاستاذ احمد حسن الدجيلي :
هتف الوحي فاستجاب القبيل لـوليـد به الحـياة تـطـول
هتف الوحي ان سيولد فجر يظـهر الحـق فيـه والتنزيل
وبرحي من اصغريه سيرتد كـليـلا لـيل الشـقا ويزول
انـه حـفيـد رسـول الله فـرع الامـامـة الـمامـول
ماجت الارض بالبشائر لما قد علاها التكبـير والتـهلـيل
و حنت فـاطم تـضم اليها قلبها الطهر وهي طـهر بتول
توسع الطفل بالجنان وتوليه من الـحب مـا به تـستطيل
والرسول الكريم دنيا تلاقى في مجالاتها الضحى والاصيل


* تنبيهان (الاول) الجزء الاول من المجالس السنية الخاص بسيرة الحسين عليه السلام يصلح لإلحاقه بهذا الموضع من الكتاب وبذلك تتم فيه سيرة الاربعة عشر عليهم الصلاة والسلام (الثاني) اكثر مجالس وفاة زين العابدين عليه السلام تصلح لان تقرا في مجالس عزاء الحسين عليه السلام .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 390

جسـد الله حـلمه فـهو افق حـالـم بـالروى وظل ظليل
لـيس بدعا فـانه روح طه قد تجلـى وسـيفه الـمسلول
والكتاب الذي به يظهر الحق جلـيا ويـروق المسـتـحيل
والسحاب الذي يماطر كـفيه تضوع الربى وتزهو الـحقول
ايـهـا الام الـثميه بـرفق وليـداعـب جفـونه التـقبيل
سوف يلقى ثقل الـحياة عليه ان ثـقل الحـياة عـبء ثقيل

* * *

يـا ولـيـدا نمـته اكـرم ام واصطفاه الى الصـلاح الرسول
وانقته رسالة الديـن نبـراسا تضـاء الربـى بـه والـسهول
ومعينا للديـن ان جف منـه غصنه الغض واعتراه الـذبـول
كيف راحت روح الخيانة في زحفك تضرى وفي حماك تصول
كيف ظلت تـعيث في جيشك الصاعد ظـلما كما يعيث الدخيل
واذا فيه والـمقادير تـجري لـيس المـرء دونـها تـحـويل
تائه لـم يـكن لـديه دلـيل في دروب بـها يـراد الـدليـل
انه الـمال كـم علـيه قلوب رفرفت ولـها و هـامت عقـول
انها الرشوة التي تحمل الكاس يداهـا ليحـتسـيـها الخـلـيل
ويموت الضمير من كل قلب مال حيـث الـرياح فـي تـميل
و اذا كـل قـائد في جناحيه رفـيـف لـهـا وايـك بلـيـل
تائها انه اطـاع ابـن هنـد وابـن هـند به الامانـي مـثول
سفها للـنفوس وان عـليهـا في متاهـاتها الـظلام الثقـيـل


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 391

لا يلام الربيع بعد ارفضاض الغيث عنه اذا اعتراه الذبـول
فالسـحاب الـذي يرف عليه يورق الروض عنده و الخميل

* * *

وحـفيد الـرسول ران عـليه من عظيم المصاب خطب جليل
ظل في حيرة اينهض للحـرب ومـا فـي يـديه الا الـقلـيل
اترى يستجيب للحرب والحرب رعـيل يقـفو خطـاه رعيـل
و المـنايا تـحوم في كل شبر من ثراهـا وفي رباهـا تجول
وهو صـفر اليدين من آل فهر المغاوير . . اين تلك الفحول ؟
انما الحرب بالفوارس تضرى و بهـم تحتمي القنا والـنصول
فاذا اغمد الحسام و فاض الغدر و اجـتـث سـاعد مـفـتول
لـم ير السبط مـلجا غيـر ان يعمد للسلم و هو نعـم الـسبيل
هـو نهـج اراده الله ان يـبقى منـارا و مـا سـواه بـديـل
هو صبح و للصبـاح شـروق مـنه والفـجر فـوقه منديـل
ايهـا القائـد الـذي فـي يديه حقق النصـر وهو نعم الـدليل
انما النصـر ليس بالـدم يجري في ثرى ارضنا و فيها يـسيل
انها دعـوة السـمـاء علـيها رفرف الحب لا الدم المطلـول
هي للـحـق دعـوة و لأهـليه حـنـان وللـخـدى اكـلـيل
وهي اخـت السيـف الذي كان في كف علي على عداه يصول
وكلا الدعوتين تنبـض بالحـق و كـلـتاهمـا ربيـع جـميل
خسأ المفترون فيـك و خـابت انفـس جـل سعيـهـا تضليل


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 392

فيك ظنوا الخذلان والضعف لكن عرفوا بعـد ذا مـن المخذول ؟
انهـا فكـرة السـماء تـجلـت لـو وعتها مـن الانام عقـول
ايه يـا ابـن النـبي ان جـراحا فـي حنايا ضلوعنـا لاتـزول
ان دربـا عبـدته فـي افانيـن مـن الحب نجمـه لا يـحـول
ونشـرت الهـدى علـى جانبيه علمـا شـع فـوقـه قــنديل
وبذرت الاسـلام فـهو مـراح للـبرايـا ومـربـع ومقـيـل

* * *

(زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب)

«عليهم السلام»

المجلس الاول

ولد علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام بالمدينة يوم الجمعة او يوم الخميس او يوم الاحد لتسع او لخمس او سبع خلون من شعبان او منتصف جمادي الثانية او الاولى سنة 38 او 37 او 36 من الهجرة ، وتوفي بالمدينة يوم السبت في 12من المحرم او 18 او 19 او 22 او 25 منه سنة 95 او 94 من الهجرة وله 55 سنة او

السابق السابق الفهرس التالي التالي