المجالس السنية ـ الجزء الخامس 321

يا لقوم اذ يقـتلـون عـلـيـا و هـو للمحل فيـهمو قـتال
و يسرون بغضـه و هو لا تقـ ـبـل الا بـحبه الاعـمـال
و تحـال الاخبـار والله يـدري كيف كانت يوم الغديـر الحال
درسـوا قـبره ليخفى على الزو ار هيهات كيف يخفـى الهلال
و لسبطيـن تابعـيـن فمـسمو م عليـه ثـرى الـبقيع يـهال
و شهيـد بالطـف ابكى السماوا ت و كادت له تـزول الجـبال
يـا غليلي لـه و قد حـرم الما ء عليه و هو الشراب الـحلال
قطعـت وصلـة النبي بأن تقـ ـطع من اهل بيته الاوصـال
لم ينج الكهـول سن ولا الشبـ ـان زهد و لا نجـا الاطفـال
لهـف نفسي يـا آل طه عليكم لهفة كسـبها جـوى و خـبال

وقال الحاج محمد رضا الازري البغدادي رحمه الله تعالى :
مصاب رمى ركن الهدى فتصدعا ونادى به ناعي الـسماء فـأسمعا
وضجت له الامـلاك في ملكوتها واوشك عرش الله ان يتـضعضعا
ومن يك اعلى الناس شأنا ومفخرا يكن رزؤه في الناس ادهى وافضعا
مصاب على الاسـلام القى جرانه وبرقع بالغـي الـهدى فتبـرقـعا
فيا ناشـد الاسلام قـوض سفره وصـاح به داعي النـفير فجعجعا
واصـبح كالذود الـظماء بقـفرة من الدو لم تعهد بهـا الدهر مربعا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 322

ولم تـر عـقد الـدين الا مبـددا ولم تـر شمل الـدين الا موزعـا
وان قـتيلا شـيد الـدين سيفـه جدير عليه الديـن ان يتصـدعـا
فيا هل درى الاسلام ان زعيـمه لقى حوله جبريل ينعى فـلا نعـى
وان عـماد الـدين بان عميدهـا وودعها داعي الهـدى يـوم ودعا
و يا هـل درى المختار ان حبيبه بسيف عـدو الله امـسى مقـنعـا
واقـسم لو اصغى النعـي لقـبره بكـاه اسى فـي قـبـره وتفجعـا
ومن عـجب ان ينزل الموت داره وقد كـان لا يـلقاه الا مـروعـا
لتبك الطوال الغلب مـن آل هاشم طـويل ذرى حـك السهى فتصدعا
ليبـك التقـى مـنه منار هـداية و تنعى الوغى مـنه كميا سميذعـا
و ان يبكه الاسلام وجـدا وحسرة فقد كان للاسلام حصـنا ومفزعـا
وان يبكه البـيت الـحرام فطالما به كان مـحمي الـجوار ممـنعـا
وان يـبك جـبريل لـه فلشدمـا بخدمـته جبـريل كان مـمـتعـا
وان يـبكـه بـدر السـماء فانما بكى البدر بدراً منه اسنـى و ارفعا
ولو علقت شمس الضحى يوم دفنه لخطت له في عينها الشمس مضجعا
امـام دعـا لله حـتى انـتهى له الا هـكذا فـليـدع لله مـن دعـا
ولم يمض حتى ان شأى كل سابق ولم يبق في قوس الفضائل مـنزعا
وان عد في نسك فلم يـبق اورعا وان عـد في فتك فـلم يبق اروعا
لـقد طـبق الافاق بـاسا ونـائلا فذلـت له الاعناق خـوفا و مطمعا
كان مقـالـيد القـضـاء بكفـه فلـم يـك إلا مـا اراد وارفـعـا
أما والهجان القـود تدمى نحورها ومن بمـنى يرمي الـجمار تطوعا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 323

وبالبيـت ذي الاستار والنفر الالـى بـارجائه تـهوي سجـودا و ركعـا
و بالابطـح الاعلى ومروة والصـفا وبالحـجر الـملموس و الركن اجمعا
لقد صـرع الاسـلام ساعة قـتلـه فيـا مصرع الاسلام عظمت مصرعا
فكيف و دار الوحي امست ربـوعها خـلاء وامـسى مـنزل الديـن بلقعا
اجـدك مـن للـدين ابقيـت كـالئا و من لعلـوم الغيب اصبحت مـودعا
و يا رب دمع كان صـعبا قـيـاده فـاصـبح منـقادا ليـومك طـيعـا
وان يغد في الارضين رزؤك مفظعا فقد راح في اهل السـماوات افـظعا
و يومك فـي الاسلام ثـلم ثـلمـة و اوسع خرقا في الهـدى لـن يرقعا
فـلا بـطـش الا بسـاعـد اجـذم و لا عـطست الا بمــارن اجـدعا

وقال السيد حيدر الحلي رحمه الله تعالى

قم ناشـد الاسـلام عن مصابـه اصـيـب بالـنبي اوكتـابـه
ام ان ركـب الموت عنه قد سرى بـالروح محمولا علـى ركابه
بلى قضى نفـس النبي المصطفى و ادرج الـلـيلة في اثـوابـه
مضـى عـلى اهتضامه بغـصة غـص بها الدهر مدى احقابـه
عاش غريبـا بينهـا وقد قـضى بسيـف اشقـاها على اغترابـه
لقـد اراقـوا ليلـة القـدر دمـا دماؤهـا انصببن في انصبابـه
تـنـزل الـروح فـوافى روحه صـاعـدة شـوقا الى ثوابـه


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 324

فضج والامـلاك فيـها ضجـة منهـا اقشعر الكون في اهابه
وانقلب الاسـلام في الفجر بـها للحـشر اعوالا على مصابه
لله نفس احـمد مـن قـد غـدا مـن نفس كل مؤمن اولى به
غادره ابن ملـجـم ووجـهـه مخـضب بالدم فـي محرابه
وجه لوجـه الله كـم عـفـره فـي مـسجد كـان ابا ترابه
فاغبر وجه الديـن لاصـفراره و خضب الايمـان لاختضابه
ويزعـمون حيث طـلوا دمـه في صومهم قد زيد في ثوابه
و الصوم يدعو كل يوم صارخا قـد نضحـوا دمي على ثيابه
اطاعـة قتـلهم من لـم تكـن تقبـل طاعات الـورى الابه
قتلتـم الصلاة فـي مـحرابـها يـا قاتليه وهو فـي محرابه
و شق رأس العدل سيف جوركم مـذ شق منه الرأس في ذبابه
فالامة اليوم غـدت في مـجهل ضلت طريق الحق في شعابه
فيـالـها غـلطة دهـر بعـدها لا يحمد الدهـر على صوابه
ومـا كـفـاه ان ارانـا ضـلة و هاده تعلـو علـى هضابه
حـتـى ارانـا ذئـبه مفـترسا بيـن الشبول ليـثه في غابه
هذا امـير المؤمـنين بعـدمـا الجأهم للديـن فـي ضرابـه
قد الف الـهيجـاء حتـى ليلها غـرابـه يأنـس في عقـابه
يمشي اليهـا وهو فـي ذهـابه اشـد شـوقـا منه في ايـابه
كالشبـل في وثبته و السيف في هيبـته والصـل فـي انـيابه
ارداه مـن لـو لحـظته عينـه فـي مـأزق لفر من ارهـابه
وهـو لعمـري لو يشاء لم ينل مـا نال اشقى القوم في آرابه


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 325

لكن غــدا مـسـلما مـحتسبا والخير كل الخيـر في احتسابه
فلـيبك جـبريل لـه ولينتـحب في المـلا الاعلى على مصابه
نعم بكى و الـغيـث من بـكائه ينعـب والرعـد مـن انتحابه
منـتدبا فـي صـرخـة وانـما يستـصـرخ المهدي بانـتدابه
يا ايـها المـحجوب عـن شيعته وكاشـف الغم على احتـجابه
كم تـغمد السـيف لقد تـقطعت رقـاب اهل الحق في ارتقابه
فانهـض لها فـليس الاك لـها قـد سئم الصابر جرع صابه
واطلب اباك المرتضى ممن غدا منقـلبـا عنـه عـلى اعقابه
فهو كـتاب الله ضـاع بــينه فـاسـأل بامرالله عـن كتابه
وقـيل ولكن بلـسـان مـرهف واجـعل دماء القوم في جوابه
يا عصبة الالحـاد اين من قضى محتسبـا فكنت في احتـسابه
ايـن امير الـمؤمـنيـن اومـا عـن قتله اكتفيت باغتصـابه

قال الشيخ كاظم السبتي النجفي رحمه الله تعالى

خطب الم بـركن الديـن فـانهارا اورى الغداة بقلب المصطفى نارا
فاي حادثـة فـي الـدين قد وقعت فالبسته مـن الاشـجان اطمـارا
كرت وقد شمرت عن ساقها فرمت فجـدلت بطـلا في الحرب كرارا
هـذي المحاريب اين القـائمون بها واللـيل مرخ من الـظلماء استارا
جار الزمان عليهم كم بـهم ملا الد نيا مصـابا وكـم اخـلى لهم دارا
هذي مـنازلهم بـعد الانـيس فلا ترى بها غير و حش القفـر زوارا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 326

اضحى المؤمل للجدوى يجيل بها طرفا و ليس يرى في الدار ديارا
بالله يـاراكبا حـرفـا مـعودة طـي السباسب انجادا و اغـوارا
يمم بها بـمنى مـن غـالب فئة وجـوهها سطعت في الليل اقمارا
مطعامة الجدب ان كـع به بخلت واسرة الحـرب ان نقع لها ثـارا
فاي طود هدى من مـجدكم مارا و اي بحـر ندى من جودكم غارا
هذا علـيل امـير المؤمـنين لقى مضـرجا بـدم من رأسه فـارا
قد حجب الخسف بدراً منه مكتملا وغيـض الحتـف بحرا منه تيارا
اودى ومن حـوله للمسلمين ترى من دهشـة الخطب اقبالا و ادبارا
وافت الـيه بنـوه الغر مـسفرة عـن اوجه تملا الـظلمـاء انوارا
تدعوه والعيـن عبرى تستهل دما و الحزن اجج في احشـائهـا نارا
يا نيراً عـن افق الهـدى فـأرى افـق الهدى لا يرى للصبح اسفارا
ابكيك في الجدب مطعاما سواغبها وفي لظى الحرب مقداما و مغوارا
فلا ارى بعد حامي الجار من احد يجيرنا من صروف الدهر لو جارا
فلا بدا بـعده بـدر ولا طـلعت شمـس ولا فلك في افقـهـا دارا

وقال المؤلف عفى الله عن جرائمه يرثي امير المؤمنين وولده الحسين عليهما السلام :
يا دار مي باللوى حياك فيض الديم


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 327

عمي صـباحا دار مي بالغـوير و اســلمي
هل فـيك بــل غلة للعــاشـق الـمتيـم
يا ربعهم افـصحت لي عنـهم و لـم تكـلـم
باتوا فـبـت سـاهرا و الطـرف لـم يهوم
اسأل عنـهم كل ركـ ـب منجـد او متهـم
يالائمي فـي الحب لو انصـفتـنـي لـم تلم
ذق الهوى ان شئت ان تـلـومنـي ثـم لـم
ما ان صبا قلبي الـى ظبـي الحمى المنعـم
و لا شجاني شــادن بـالعـارض المنـمنم
ولا ذكـرت جـيـرة بانـوا بـذات السلـم
لـكن لال المصـطفى و جدي وطـول المي
ال الهـدى ال التـقى ال العـلى و الـهمـم
ال الـصـلاح والفلا ح و النـدى والكـرم
ال الكـمال و الجـلا ل و الـوفـا بالذمـم
عـمـهم الظـلم فلا تلفـي الـذي لم يظلم
امسـى فؤادي لـهمو كـانـه فـي ضـرم
امــا عــلي فـله في الفضل اسمى قدم
كان من الهادي كمثـ ـل ساعـد و معصم
حل مـن العليـاء في اعلى الذرى و القـمم
وكـم لـه منـاقـب سـمـت مناط الانجم
تنبو عن الحصر و لا تـطاق عــدا بـفم


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 328

قـام بـه الـدين و لو لا ســيفه لـم يـقـم
و قام دون المـصطفى بـالصـارم المصـمـم
يجـاهد الاعـداء عـن جهــادهـا لـم يحجم
يثبـت في الشـدات لم يبــرح و لم يـنهـزم
يضرب هامـات العدى فـي كـل يـوم ايـوم
متـن النـبي قـد رقى يكــسـر كـل صـنم
فهـل علمت ما جـرى علـيه ام لـم تـعـلـم
اخــر عـن مقـامـه ظلـما و لـم يـقــدم
غـادره ابــن مـلجم خضـيـب رأس بــدم
عمـمه بالـسيف فـي مـحـرابـه لـم يـرم
عمم راسا بسـوى الـ ـفجـار لـم يـعـمـم
مـن ضـربـة بسـيفه تبت يــدا ابـن مـلجم
فـهـد اركـان العلـى بركـنـهـا الـمنهـدم
الله مـاذا صـنعــت كـف الـقضاء المبـرم
ارداه في شهـر الصيـا م فـاجـر لـم يـصـم
اعمـال كـل الخلـق لو لا حــبـه كـالـعـدم
واغتـاله في مسجد اللـ ـه الشـريـف الاعظـم
سـوف يعـض في غد بـنـانــه مـن نــدم
حيـن يـرى جــزاءه و لات حـيـن مـنـدم
فيـا لـهـا مـصيبـة اودت بـكـل مـسـلـم
جلت على كـل الورى مـن مفصـح و اعجـم


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 329

و كـل امـلاك السمـا مـن رزئهـا فـي مأتم
بكـى لـها ما بين اكـ نـاف منى و زمــزم
بكـى لـها البيت الحرا م و ربـوع الـحــرم
عـج لها الحجيج بالنـ ـوح بـكـل مـوسـم
وارغمت من العلى الـ انـف الـذي لـم يرغم
وابدلت صبـح الـهدى بلـيــل غـي مظـلم
و فـجـعة لـقد رمت قلب الهــدى بـاسـهم
واعيـة قـد غـادرت سمـع الورى فـي صمم
و ناظـر الاسـلام من مـصـابهـا لقـد عمي
يـاعجــبا للذئـب قد اودى بنـفـس الضيغـم
وللبغـاث قـد سمـت لصيـد نسـر قـشعـم
هيـهات لـو لاقـيتـه تحـت العجـاج الاقتـم
لكـنت حقـا عنـدهـا طعـم النسـور الحـوم
ابـكي لهـذا الرزء ام للـحـسـن المـسـمـم
ام للـحسيـن اذ غـدا دريـئــة لـلاسـهـم
و لـلـقـنـا دريــة و لـلحـسـام المخـذم
يا لمصـاب قـد دهى فـي عاشـر المـحـرم
سامـوه امـا الـذل او مـوت العزيـز المقـدم
فاختـار موت العز عن عـمد و لـمـا يـنـدم
والــذل يـأبـاه لـه مـولاه والأنـف الحمي
فـكـر مـثل الليث فو ق السابــح المـطـهم


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 330

وخاض بحرا من حديـ ـد فـي الطـلا ملتطم
و غـاص وهـو مفرد في الفيلـق الـعـرمرم
يحيمه في وسـط العجا ج صـارم لـم يكـهم
حتى هوى عن سـرجه خضيـب جسـم بـدم
اعـلى سـنان راسـه فـوق السنـان اللهـذم
وقـد مـضى جـواده يـنـعـاه لـلمخـيـم
فـقـابـلتـه زيـنب بـالمـدمـع المـنسجم
افـدي قتيـلا بالظـما عن مورد المـاء حمي
يرى الـفرات جـاريا امامـه و هـو ظمـي
ثغـر الزمـان بـعده بالـبشر لـم يبتـسـم
وكـم رضـيع لـهـم باسـهم الـغـدر رمي
فطامـه السـهم وبالـ ـفـصـال لـم ينفطم
و كـم كمـي قطـعت بيض الظبـا بعـد كمي
وكـم سـبيـة لـهـم فوق النيـاق الـرسـم
كـأنـما وجـوهـهـا قد صبغـت بالـعظلـم
تسري بها عجف المطا من مـجرم لمـجـرم
تسري بـها اعـداؤها مـن معـرق ومشـئم
تسبى بنات الوحـي يا لله سـبـي الـديـلـم
و بيـنـها الـسجاد قد اضنـاه عض الادهـم
وارث علم الـمصطفى يهدي لرجــس ادلـم
اخبث من تحـت السما مــن الـورى و ألأم


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 331

فلا سقـي كوفان فيـ ـمـا فعلت غيـث همي
خانـته عـن عمد وما و فـت بـعقد الــذمم
من بعد ما قـد غدرت ابـنـاؤهـا بـمـسلـم
ولا عدت اميــة النـ ـيـران فـي جهـنـم
حبـي لال المصطـفى خـالـط لحمـي و دمي
فـي حبهم همـت ولو لا حـبـهـم لـم اهـم
خير بني حـوا همـو و خـيــر ولــد ادم
ارجـو النجـا بهم اذا اصبحـت بيـن الرمـم
هـذا لـسـاني دائـب فـي نصرهم مـع قلمي
حتى توارى في ضريـ ـيح بعـد موتي اعظمي
بكـل مـنثـور ومنـ ـظـوم فـصيح الكـلم
مـا مـثــله لـنـاثر و مثـلـه لـم يـنظـم
قصـائد قـد صاغهـا صيـاغة التبـر فمـي
قصـائد مـا لـزهيـ ـر مثلهـا فـي هـرم
و لا ارى نـظـيرهـا مــالـك مـن متـمم

وقال السيد صالح النجفي المعروف بالقزويني من قصيدة عدد ابياتها 284 بيتا :
وادري الحمى حياك مشمول الرضا و سقاك من فيض الكرامة ممرع
ما مـر ذكـرك طارقا الا جـرى متدفقـا من كل عـضو مـدمع
اني طبـعت على هـواك فلـذ لي ولكم هـوى قـد لذ وهـو تطبع


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 332

وعليـك اقلق في الوسـاد فلم يكن الا علـى شـوك القـتـاد المضـجـع
غربـت من الاسلام شمس سعوده بـك فـاغتدى لغـروب دمعي مطلـع
واليك يدعونـي الـهوى فاجيـبه و يقـودنـي و رانا الـحـرون فاتبـع
قسما بكنس شهبه لم تصبني الشـ ـهـب الكـوانس و الشمـوس الطلـع
لكنـما يـوم الوصـي اهـاج لي شجـوا تكـاد بـه الحـشـى تستنـزع
يـوم كـيـوم مـحمـد ورزيـة تـنسـى لمـوقعهـا الرزايـا اجـمـع
يوم بـه شمـس النـبـوة كورت فنهارهـا المـلحـوب لـيـل اسـفـع
يوم بـه قـمر الامـامـة آفـل والـشهـب مـن فلـك الهـداية وقـع
تالله لا انـسـاه فـي محـرابـه لله يسـجــد فـي الظـلام ويـركـع
وجلا ابن مـلجم والظلام مجـلل سيـف المـنيــة والبـريـة هـجـع
و قضى عـليـه به وقنـع رأسه لله رأس بـالـحــسـام مـقـنــع
فهنـاك اعـول جبرئـيل مـناديا فـوق السما من فـي البسيـطة يسمـع
اليوم اشقى الاشقياء قد غـال اتـ ـقـى الاتقيا ولـه الجمـيل مـضيـع
الـيـوم مـنعمر الهـدى متهـدم الـيـوم منـهمـر النــدى مـتقشـع
اليوم روض العلم الـوى و الـتقى اقـوى وعـرنيـن المكــارم اجـدع
قتل ابن عم المصطفى قتل الوصي المـرتـضـى قـتـل الامـام الاورع
يقضي امام الـمسلميـن مخـضبا والـمسـلمـون لـهـم قلـوب هجـع
فمن المعـزي احمـدا بـوصيـه ارداه صـمـصـام بـسـم منـقــع
ومـن المـعزي فاطمـا بحـميها قـد قـد مـفرقـه الحسـام الاقطـع
و من المـعزي المـجتبى بملمـة كـادت لـهـا السبـع العلـى تتصدع


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 333

ومن المعـزي المستضام بفارس الـ ـأسلام جـرعه الحمام الاوضع
و مـن المـعـزي جـبرئيل بمن به جبـريل سبح وملائـك اجمـع
افـهـل درت آل الـهدى ان الهـدى اودى ودك شـمامه المـترفـع
ام هـل درى الديـن المـبين بنـكبة نزلـت فخد الدين منها اضـرع
عجـبـا لـقلب لا يـذوب ومقـلـة جـزعـاً له بـدمائها لا تـدمع
عجـبـا لارض لا تمـور ولج بحـ ـر لا يغـور وعارض لا يقلع
عجبـا لبـدر التـم يسـفر مشرقـا لـم بالسـواد علـيك لا يتبرقع
عجبـا لـعرش الله جـل جـلالـه كيف استقام وركنـه متضعضع
عـجبا لقبر قد حواك و لم يـضـق بنداك و هو مـن البسيطة اوسع
لـكن حـواك فـقر فـيـك وانـه لولاك لهو الخاشـع المـتصدع
لا كـان يـومـك يـا عـلي فانـه يوم بـه الدين الحنيف مضعضع
اصمـى مصـابك قـلب كل موحد واصـم نعـيك كـل اذن تسمع
ادرى ضريحك كم حوى بك من على سام له انحط الضـراح الارفـع
ما زلت مضطهدا تغض علـى القذى جفنا وقـلبـك بالنـوائب موجع
وهجـرت لله الـمضـاجع قـائـما فكأنمـا لك فـي قيامك مضجع
ورزئت بالطهر البتول وما انقضـى رزء الرسول ولم تجـف الادمع
هجموا على بنت الرسول وروعـوا قلب البتول واي قلـب روعـوا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 334

تدعو فيغضي المـسلمون كأنها لـم تدعهم وكأنهـم لم يسمعوا
اتباح حرمتها ويسـقط حمـلها مـا بينهم وترض منها الاضلع
لهفي لها غضبى تموت وما لها متوجـع منـهم ولا مـتفجـع
ودفنتها سرا كمـا اوصت وقد هجعوا لكيلا يحضروا ويشيعوا
ومنعتهم عن نبش مرقدها وهم لولاك عما حاولوا لـم يرجعوا

[ابو محمد الحسن بن علي الزكي الشهيد]

(سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسيد شباب اهل الجنة)
(عليه افضل الصلاة والسلام)
المجلس الاول

الامام بعد امير المؤمنين علي عليه السلام وثاني ائمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين واول السبطين سيدي شباب اهل الجنة وريحانتي المصطفى ولده الحسن بن علي بن ابي طالب وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت محمد سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم .
(ولد) بالمدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان على

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 335

الصحيح المشهور بين الخاصة والعامة (وقيل) في شعبان ولعله اشتباه بمولد اخيه الحسين عليه السلام سنة ثلاث من الهجرة (وروي) سنة اثنتين وقيل سنة اربع وقيل سنة خمس وقيل لاربع سنين وستة اشهر ونصف من التاريخ الهجري وقيل لثمانية عشر شهرا من الهجرة والمشهور الاثبت هو الاولان (وهو) اول اولاد علي وفاطمة عليهما السلام وقيل انه ولد لستة اشهر (وفي ) الفصول المهمة الصحيح خلافه ولم يولد لستة اشهر مولود فعاش الا الحسن ابن علي وعيسى بن مريم عليهما السلام (وروي) مثل ذلك في حق اخية الحسين (ع) (1) وكان بين ولادة الحسن والحمل بالحسين طهر واحد عشرة ايام (وعن) الواقدي خمسون ليلة (وكان) بين

(1) يدل عليه ما في الكافي عن الصادق (ع) انه كان بين الحسن والحسين (ع) طهر واحد وكان بينهما في الميلاد ستة اشهر وعشر وما ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره انه كان بينهما طهر واحد وكان الحسين (ع) في بطن امه ستة اشهر ولكن ينافي ذلك ما ذكروه في تاريخ ولادتهما من ان الحسن (ع) ولد منتصف شهر رمضان سنة ثلاث والحسين (ع) لخمس خلون من شعبان سنة اربع فيكون بين ميلاديهما عشرة اشهر وعشرون يوما كما قاله ابن كلمة واحد في المناقب وذكرناه في الاصل فالظاهر انه وقع اشتباه في نسبة ذلك الى الحسين (ع) لتقارب الكلمتين في الحروف خصوصا في الخط القديم والله اعلم .

السابق السابق الفهرس التالي التالي