المجالس السنية ـ الجزء الخامس 292

يضحكن من طرب بهـن تبسما عـن كل ابيض ذي غروب (1)اشنب (2)
حور مدامـعها كـان ثـغورها وهنـا (3)صـوافـي لـؤلـؤ لـم تثقب
انس حللن بها نواعم كـالدمى (4) من بين محصنة (5)وبـكر خـرعب (6)
لعساء واضحة الجـنيـن اسيلة وعـث الـمؤزر (7)جـثلة المتـنقب (8)
كنا وهن بنـظـرة وغـضارة فـي خفـض عيـش راغـد مستعـذب
ايام لي في بـطـن طيبة منزل عـن ريـب دهـر (9)خائـن متـقلـب
فعفا وصار الى البلى بعد البنا (10) و ازال ذاك صـروف دهـر قــلـب
ولقد حلفت وقلت قولا صادقا بـالله لــم أأثــم ولـــم اتـريـب
لمعاشر غلـب الشـقاء عليهم وهـوى امـالـهـم لامــر مـتـعب


(1) الغروب جمع غرب وهو منقع ريق السن قال عنترة ( اذ تستبيك بذي غروب واضح ) .
(2) بارد .
(3) الوهن نحو من نصف الليل وخصه بالذكر لانه مظنة تغير الاسنان .
(4) بالضم جمع دمية وهي الصورة .
(5) متزوجة .
(6) الخرعب كجعفر الشابة الحسنة الخلق اللينة .
(7) عظيمة الكفل .
(8) الجثل من الشعر الكثير الاسود الملتف والمتنقب موضع النقاب وصفها بان شعرها كذلك .
(9) اي بعيد عن ريب دهر .
(10) في نسخة الهنا بدل البنا وكأنه تصحيف .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 293

من حمير اهـل السماحة (1)والندى وقـريـش الـغر الـكـرام وتـغـلب
ايـن الـتطرب بالـولاء وبالهوى أإلى الكـواذب مـن بـروق خـلب (2)
أ الـى امـية ام الـى شيـع التي جاءت على الجمل الخدب (3)الشوقب (4)
تهـوي من الـبلد الـحرام فنبهت بـعـد الـهدو كـلاب اهـل الحـوأب
يحدو الزبير بهـا وطلحة عسكرا يـا لـلرجال لـرأي ام مـشجـب (5)
يـا لـلرجـال لـرأي ام قـادها ذئــبـان يكـتـنـفانـها فـي اذؤب
ذئبـان قـادهـما الشـقاء وقادها للـحين فاقـتحما بـهـا فـي منشـب
في ورطة لحجـا (6) بها فتحملت منـها عـلـى قـتـب بـاثم محقـب
ام تـدب الـى ابـنهـا ووليـهـا بـالمـؤذيـات لـه دبـيـب العقـرب
امـا الزبير فحاص (7)حين بدت له جـاءوا (8)تبـرق في الحديـد الاشهب
حتـى اذا امـن الحـتوف وتحـته عـاري النواهـق (9) ذو نجـاء ملهب
اثوى ابـن جـرموز عمير شلـوه في القـاع منعفرا كشلـو التـولب (10)


(1) في نسخة الفصاحة بدل السماحة .
(2) في نسخة من يروق الخلب وكلاهما صحيح .
(3) الضخم .
(4) الطويل .
(5) مهلك .
(6) لحج السيف كقرح نشب في الغمد .
(7) حاد وعدل .
(8) في النهاية : كتيبة جأواء بينة الجأي لكثرة الدروع وهي التي يعلوها السواد .
(9) النواهق عظمان شاخصان من ذي الحافر في مجرى الدمع ويحمد في الفرس خلوهما من اللحم .
(10) الجحش .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 294

واغتر (1)طلحة عند مختلف القنـا عبل الذراع شـديد اصل المنكب
فاخـتـل حـبة قـلبه (2)بـمذاق ريـان من دم جـوفه المتصبب
فـي مارقين من الجماعة فارقـوا باب الهدى وحيا الربيع المخصب
خيـر الـبرية بـعد احمد من له مني الهوى (3)و الى بنيه تطربي
امسي واصبـح معصمـا مني له بهوى وحبل ولائـه لم يقصـب (4)
ونصيحة خلـص الصفاء لـه بها مني و شـاهد نصره لم يـعزب
ردت علـيه الشـمس لـما فاته وقت الصلاة وقد دنت للـمغرب
حتـى تـبلج نـورها فـي وقتها للعصر ثم هوت هوي الكـوكب
و عليه قـد حبسـت بـبابل مرة اخرى ومـا حبست لخلق معرب (5)
الا لـيوشـع اولـه من بـعـده ولـردهـا تأويـل امـر معجب
ولقـد سرى فـيما يسـير بـليلة بعد العـشاء بـكربلا في موكب
حـتى اتـى متـبتـلا فـي قائم الـقى قـواعده بقـاع مـجدب
بانـيه ليـس بحيث يلقى عامـرا غير الوحوش وغير اصلع اشيب (6)
في مدمج (7)زلق (8)اشم (9)كأنه حلقوم ابيض (10)ضيق متصعب


(1) طلب غرته .
(2) دخل خلالها .
(3) في نسخة الولا بدل الهوى .
(4) لم يقطع .
(5) اما بالعين المهملة اي مظهر ومبين للغرائب او بالغين المعجمة بمعنى آت بالغرائب .
(6) المراد به الراهب .
(7) قد ادمج بعضه في بعض لتداخل بنائه والمراد به صومعة الراهب .
(8) تزلق فيه الاقدام .
(9) مرتفع .
(10) المراد به الكبير من طيور الماء وتشبه الصومعة الطويلة بحلقوم طائر الماء .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 295

فدنـا فـصاح بـه فاشرف مائلا كالنسر فوق شظية (1)من مرقب
هـل قرب قائـمك الـذي بـوئته ماء يصاب فقال ما من مشـرب
الا بـغـاية فرسـخين ومن لـنا بالماء بين نقي (2)وقي (3) سبب
فثنى الاعنة نحو وعث (4)فاجتلى ملسـاء تبرق كـاللجين المذهب
قـال اقلـبوها انـكم ان تـقلبوا ترووا ولا تروون ان لـم تقلب
فـاعصوصبوا في قاعها فتمنعت منهـم تمنع صعبة لم تـركـب
حتـى اذا اعيـتهم اهـوى لهـا كفـا متى ترد (5)المغالب تغلب
فكـأنـها كـرة بكـف حزور (6) عبـل الذراع دحا بها في ملعب
فـسقاهم مـن تحتـها متسلسـلا عذبـا يزيد على الالذ الاعـذب
حتى اذا شربـوا جـميعا ردهـا ومضـى فخلت مكانها لم يقرب
اعني ابن فاطمة الوصي ومن يقل في فـضله و فـعاله لم يـكذب
صهر الـنبي و جـاره في مسجد طهـر بطـيبة للـنبـي مطيب
سـيـان فيـه علـيه غير مذمم ممشاه ان جنبا وان لـم يجـنب
وسـرى بـمكة حـين بات مبيته و مضى بروعة خـائف مترقب
خيـر البرية هـارب من شـرها بالـليل مكـتتما و لم يستصحب
باتوا وبـات عـلى الفراش ملفعا فيـرون ان مـحمدا لـم يذهب


(1) الشظية قطعة من الجبل منفردة .
(2) النقى قطعة من الرمل محدودبة .
(3) القي بالكسر الصحراء الواسعة .
(4) الوعث المكان السهل .
(5) في نسخة ترم مكان ترد .
(6) الحزور بضم الحاء وتشديد الواو المفتوحة الغلام القوي
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 296

فوقاه بـادرة الحـتوف بـنفسه حذرا عـليه مـن العدو المجلب
حتى تغيـب عنهم في مـدخـل صـلى الاله علـيه من متغيب
وجزاه خير جـزاء مرسل امـة ادى رسـالـته ولـم يتـهـيب
حتى اذا طلـع الشـميط (1)كأنه في الليل صفحة خد ادهم مغرب (2)
فتراجعـوا لما رأوه وعـاينـوا اسد الاله و عصبوا (3)في منهب
قالوا اطلبوه فوجهـوا من راكب فـي مبـتغـاه وطالب لم يركب
حتى اذا قصدوا لبـاب مغـاره الفوا عليه نسيـج غزل الـعنكب
صنـع الاله لـه فقـال فريقهم ما في المغـار لطالب من مطلب
ميلوا وصدهم المليـك ومن يرد عنه الـدفـاع مـليكه لم يعطب
حتى اذا امن العيون رمـت به خوص الركـاب الى مدينة يثرب
فاحتل دار كـرامة فـي معشر آووه فـي سعة المـحل الارحب
ولـه بخـيبـر اذ دعاه لـراية ردت عليـه هنـاك اكـرم منقب
اذ جاء حاملهـا فـاقبل متـعبا يهوي بها الـعدوي او كالمتعـب
يهوي بهـا و فتى اليـهود يشله كالثـور ولى من لـواحـق اكلب
غضـب النبي لها فانـبه بهـا ودعـا اخـا ثـقة لكهـل منجب (4)


(1) كل خليطين فهما شميط والشميط الصبح لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل .
(2) قال السيد المرتضى في الشرح الفرس المغرب هو الذي ابيضت اشفار عينيه .
(3) في نسخة وغيضوا .
(4) هو والد امير المؤمنين عليه السلام .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 297

رجلا كلا طريفه من سـام و ما حام له بـاب ولا بـابـي اب (1)
من لا يفر و لا يرى فـي نجدة الا وصارمه خضيب المضرب
فمضى بهـا قبل اليهود مصمماً يرجو الشهادة لا كمشي الانكب (2)
تهتـز في يمنى يدي متعـرض للموت اروع في الكريهة محرب
فـي فيلق فيه الـسوابـغ والقنا والبيض تـلمع كالحريق الملهب
و المشرفية في الاكـف كانهـا لمع البروق بـعارض مـتحلب
و ذوو البصائر فوق كل مقلص نهد المرا كل ذي سبـيب سلهب
حتـى اذا دنـت الاسـنة منهم و رموا قبـالهم سـهام المنـقب
شـدوا علـيه ليرحله فـردهم عنه باسـمـر مستـقيم الثعلـب
ومضى فاقبـل مرحب متذمرا بالسيف يخطر كالهزبر المغضب
فتخالـجا مهـج النفوس فاقلعا عن جري احمر سائل من مرحب
فهـوى بمختلـف القنا متجدلا ودم الجـبيـن بخـده المتـترب
اجلى فوارسـه و اجلـى خيله عن مقعص (3)بدمائه متخـضب
فكـأن زوره العـواكف حوله ما بين خامعة (4) ونسر اهدب (5)
شعـث لعامظة (6)دعوا لوليمة او ياسرون (7)تخالسوا في منهب


(1) كأنه تعريض بمن كانت امه كذلك .
(2) المنحرف .
(3) اسم مفعول من اقعصه اي قتله مكانه .
(4) الخامعة الضبع من خمعت اذا مشت كان بها عرجا .
(5) الاهدب كثير شعر اشفار العين .
(7) جمع لعموظ بالضم وهو الحريص الشهوان .
(8) مقامرون .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 298

فاسـأل فانك سوف تخـبر عنهم وعن ابن فاطـمة الاغـر الاغلب
وعن ابـن عبد الله عمرو (1)قبله وعن الوليد (2)وعن ابيه الصقعب (3)
وبـنـي قريضة يوم فرق جمعهم من هاربـين وما لـهم من مهرب
ومـوائليـن (4)الى ازل (5)ممنع راسـي القواعد مشمخر جوشب (6)
رد الـخيـول علـيهم فتحصنوا من خـوف ارعن جحـفل متحزب
ان الضـيـاع متى تـحس بنبأة من صوت اشوس مقشعر تهرب (7)
فدعـوا ليمضي حكم احمـد فيهم حكم العزيز على الذلـيل المـذنـب
فرضـوا بآخر كان اقـرب منهم داراً (8)فـمتوا بـالـجوار الاقرب
قالـوا الجوار من الكريم بمنـزل يـجـري اليـه كنـسبة المتنـسب
فقضـى بمـا رضي الاله لهم به بالحـرب والقتل المـلح المـخرب
قتـل الكهول وكـل امـرد منهم و سبـى عقـائل بدنا كـالربـرب
وقضـى عقارهـم لكل مـهاجر دون الاولى نـصروا و لم يتـهيب
و بـخـم اذ قـال الالـه بعزمة قم يـا محمد بالـولايـة فاخطـب
و انصب أبـا حسن لـقومك انه هاد وما بلـغت ان لـم تـنصـب


(1) هو عمرو بن عبد ود أبدل عبد ود بعبد الله .
(2) هو الوليد بن عتبة .
(3) الطويل .
(4) لاجئين .
(5) الازل الخفيف الوركين شبه به الحصن باعتبار ان بناءه ليس فيه مصاعد .
(6) من الجشوبة وهي الخشونة .
(7) في نسخة تقشعر وتهرب .
(8) هو سعد بن معاذ .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 299

فـدعـاه ثـم دعـاهم فـاقامه لـهـم فـبيـن مـصدق ومـكذب
جـعـل الـولاية بـعده لمهذب ما كـان يجـعلـها لـغير مهـذب
وله منـاقب لا ترام وان يرد (1) سـاع تـناول بـعـضها يـتذبب
انـا نـديـن بحـب ال مـحمد دينـا ومـن يـحبـبهم يستـوجب
منا الـمـودة والولاء و من يرد بـدلا بـال مـحمـد لـم يـحبب
و متى يمت يرد الجحيم ولا يرد حوض الرسول وان يرد (1)يتضرب
ضرب المحاذر ان تعـر ركابه بالـسـوط سالـفة البعير الاجـرب
يذري القوادم مـن جناح مصعد في الجـو او يـذري جناح مصوب
فكان قلـبي حيـن يذكـر احمدا ووصي احمد نـيط من ذي مـخلب
حتى يكـاد من الـنزاع الـيهما يفري الحجاب عن الضلوع الصـلب
هـبة ومـا يهـب الاله لعـبده يزدد ومـهما لـم يهـب لم يـوهب
يمحو ويثبت مـا يشـاء وعنده عـلم الكـتاب و عـلم مـا لم يكتب

وقال عبد الحميد بن ابي الحديد المعتزلي البغدادي من قصيدة :

يا برق ان جئـت الـغري فقـل له اتـراك تعلـم من بارضك مـودع
فيك ابـن عمـران الكـليم وبعـده عيـسـى يقفـيـه و احـمد يـتبع
بل فيك جـبريـل وميـكال و اسـ ـرافيـل والمـلا الـمقدس اجمـع
بـل فـيـك نـور الله جـل جلاله لـذوي البصـائر يسـتشف فيلـمع
فيك الامـام المرتضى فيك الوصـ ـي المجتبـى فيـك البطين الانزع
الضارب الهـام المقـنع في الوغى بـالخـوف للبـهـم الـكماة يـقنع


(1) في نسخة متى يرد بدل وان يرد .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 300

والسـمهـرية تـستقيـم وتنـحني فكانهـا بين الاضـالع اضـلع
والمترع الحوض المدعدع حيث لا واد يفيض و لا قليـب يـنزع
ومـبدد الابـطال حيـن تـالبـوا ومفرق الاحزاب حين تـجمعوا
والحبر يصـدع بالـمواعظ خاشعا حتى تكاد لها الـقلوب تصدع
حتى اذا اسـتعر الـوغى متـلظيا شرب الدمـاء بـغلة لا تـنقع
متـجلببا ثـوبا مـن الـدم قـانيا يعلوه من نقع الـملاحم بـرقع
زهد المسيح وفتـكة الدهـر الذي اودى به كسرى وفـوز (1)تبع
هذا ضمير العـالم الموجـود عن عدم وسر وجـوده المـستودع
هذي الامـانة لا يـقوم بحمـلها خلقاء (2)هابطة واطلس (3)ارفع
هذا هو الـنور الـذي عـذبـاته كانـت بـجبـهة آدم تـتطـلع
وشهاب موسـى حيـث اظلم ليله رفـعـت لـه لألاؤه تـتشعشع
يا مـن له ردت ذكـاء ولـم يفز بنظـيرها مـن قبل الا يـوشع
يا هـازم الاحـزاب لا يثنيه عن خوض الحـمام مـدجج ومدرع
يا قالع البـاب الـذي عـن هزه عجزت اكـف اربعـون واربع
لولا حدوثك قلت انك جاعل الـ أرواح في الاشباح و المـستنزع
لولا مماتك قـلت انك باسط الـ ارزاق تقدر في العطاء و تـوسع
ما الـعالم الـعلوي الا تـربـة فيها لجثتك الـشريفـة مضـجع
ما الدهـر الا عـبدك القن الذي بنفوذ امرك فـي البـرية مـولع


(1) هلك .
(2) الخلقاء الصخرة الملساء .
(3) الاطلس الفلك التاسع وسمي اطلس لانه لانجم فيه .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 301

انا في مديـحك الـكن لا اهتدي و انا الخطيـب الهزبري المـصقع
أأقول فيـك سمـيدع كـلا و لا حاشـا لمثـلك ان يقـال سـيميدع
بل انـت في يوم القيامة حاكـم في العـالمـين وشـافع ومـشفـع
ولقد جـهلت وكنت احذق عـالم اغرار عزمك ام حـسامك اقـطـع
لي فيـك معتقـد ساكشـف سره فليصغ اربـاب النـهى واليسمـعوا
هـي نفثة المصدور يطفئ بردها حر الصـبابة فاعـذلوني او دعـوا
تالله لولا حـيدر مـا كانت الـد نيـا و لا جـمـع الـبرية مجـمع
من اجله خلق الزمـان و ضوأت شـهب كنسـن و جـن لـيل ادرع
علم الغيوب اليه غيـر مـدافـع و الصبح ابيض مـسفر لا يـدفـع
و اليه فـي يوم المعـاد حـسابنا و هـو المـلاذ لنـا غـدا والمفزع
هذا اعتقادي قـد كشفـت غطاءه سيـضر معـتقدا لـه او يـنـفـع

وقال الشيخ صالح التميمي الحلي رحمه الله تعالى من قصيدة اوردناها بتمامها في العلويات العشرين . وقد عارض بها همزية البوصيري .

غاية المدح في عـلاك ابتداء ليت شعري ما تصـنع الشعراء
يا اخا المصطفى وخير ابن عم وامـيـر ان عـدت الأمـراء
مـا ترى ما استطال الا تناهى و معـاليـك ليـس لهن انتهاء
فلـك دائـر اذا غـاب جزء من نواحيـه اشـرقت اجـزاء
او كـبدر ما يـعتريه خفـاء من غمـام الا عـراه انـجلاء
يحذر البحر صولة الجزر لكن غارة الـمد غـارة شـعـواء
ربما عالج من الرمل يحصى لم يضق فـي رمـاله الاحصاء


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 302

وتضيـق الارقـام عن خارقـات لـك يـا مـن ردت اليه ذكاء
يـا صـراطا الى الهدى مسـتقيما وبه جـاء لـلصـدور شـفاء
بنـي الديـن فـاستـقـام ولـولا ضرب ماضيك ما استقام البناء
انـت لـلحـق سـلم مـا لـراق يـتأتـى بـغيـره الارتقـاء
انــت هـارون والـكليم محـلا من نـبي سمـت بـه الانبياء
انـت ثانـي ذوي الكسا و لعمري اشرف الخلق من حواه الكساء
و لقـد كنـت والـسماء دخـان ما بـها فـرقد و لا جـوزاء
في دجى بحـر قدرة بيـن بردي صـدف فيـه للـوجود ضياء
لا الخـلا يوم ذاك فـيه خـلاء فـيسمـى ولا الـملاء مـلاء
قال زورا مـن قـال ذلـك زور و افتـرى من يقول ذاك افتراء
آيـة في الـقديم صنـع قـديـم قاهـر قـادر على مـا يشـاء
نبـأ والـعـظـيم قـال عظـيم ويـل قـوم لـم تغنها الانـباء
لم تـكن في العموم من عالم الذر وتنهـى عـن العموم الـنهـاء
معـدن النـاس كلها الارض لكن انـت من جوهر وهم حصبـاء
شبـه الشكل ليس يقضي التساوي انمـا فـي الحـقائق الاستـواء
لا تـفيـد الثـرى حروف الثريا رفـعـة او يعـمـه استعـلاء
شمـل الروح من نسيمـك روح حيـن من ربـه اتـاه النـداء
قائلا من انـا فـروى قـليـلا و هـو لولاك فـاته الاهـتداء
لـك اســم رآه خيـر الـبرايا منذ تـدلى و ضـمه الاسـراء
خـط مع اسمه على العرش قدما فـي زمـان لم تعرف الاسماء
ثم لاح الـصباح من غـير شك وبـدا سـرهـا وبـان الخفاء


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 303

وبرى الله آدما من تراب ثم كانت من آدم حواء

وقال الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي رحمه الله تعالى من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين ويرثي الحسين «ع» واقتصرنا على مديحها :
ارايـت يـوم تـحــملـتك الـقودا من كان منا المثقل المـجهودا
حملتـها الـغصـن الرطيـب وورده وحملت فيك الـهم والـتنكيدا
وجعلت حـظي من وصـالك ان ارى يوما به القـى خيـالـك عيدا
لو شئت ان تـعـطي حشاي صـبابة فوق الذي بي ما وجدت مزيدا
اهوى ربـاك وكيـف لـي بـمنازل حشدت علي ضغـائنا وحقودا
امـعرس الحـيـين ما لك لم تجـب مضنى ولم تسمع لـه منشودا
أأصمـك الاظـعـان يـوم تحملـوا ام صرت بعد الظاعنيـن بليدا
قد كنـت توضـح بالاســنة والظبا معنى وتفصح موعدا ووعيـدا
حيث الشموس على الغصون ولم تكن عايـنـت الا اوجـها وقدودا
من سام عزك فاستـباح مـن الشرى آسـاده ومـن الخدور الغيدا
انى انـتفى ذاك الجـمال واصـبحت ايامك البيـض الـليالي سودا
فاسـمع ابصـك انـني انا ذلك الـ ـكمد الذي بك لا يزال عميدا
و لـئن ابـحـت تـجلدي فلطـالما الفيتني عند الخـطوب جلـيدا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 304

اورحـت تنكر صبـوة قامت على اثباتـها فـرق النحـول شهودا
فلقبـل ما الـتزم العنـاد معاشـر جحـدوا عـليـا يومه المشهودا
اخذوا بمسـروب السراب وجانبوا عذبـا يمـيـر الوافديـن برودا
مصباح ليلتـها صـباح نهارهـا يمنـى نــداها تـاجها المعقودا
مطعـانها مطعـامها مـصدامها مقدامهـا ضرغـامهـا المعهودا
بشـر اقـل صفـاته ان عاينـوا منهـن مـا ظنـوا به المـعبودا
ضلت قريش كم تقيس بسابق الـ ـحلبـات ملطـوم الجبين مذودا
يـا صاحب المـجد الـذي لجلاله عنـت السرايـا منصفـا وعنيدا
لـك غر افعال اذا اســتقريتـها اخـذت علـي مفـاوزا ونجودا
وصفات فضل اشكلـت معنى فلا اطـلاق يـكشفهـا و لا تقييـدا
ومـراتـب قلـدتهـا بـمنـاقب كالعـقد تلبسـه الحسان الخـودا
ما مـر يومك ابيضا عنـد الندى الا انـثنـى بدم الـعـدى خنديدا
احـسبته بأبـيـك وجـه خريدة فكسـوت ابيض خدهـا التوريدا
انى يشـق غبـار شأوك مـعشر كنـت الوجود لهم و كنت الجودا
يجنـون مـا غرست يداك قضية القت على شهب العقول خمـودا
انـى هم و الخـيل ينشر وقعهـا نقعـا تظن به الـسمـاء كديـدا
ومـواقف لك دون احمد جاوزت بمقامـك التـعريف والتـجـديدا
فعلـى الفراش مبيت ليلك والعدى تهـدي الـيـك بوارقا ورعـودا
فـرقدت مثلـوج الفـؤاد كانمـا يهـدي القـراع لسمعـك التغريدا
فكفيـت ليلتـه وقمت معارضـا بالنفـس لا فشـلا و لا رعديـدا
واستصبحوا فرأوا دويـن مرادهم جبلا اشـم و فـارسـا صنديـدا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 305

رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى او ما دروا كنز الـهدى مرصودا
وغداة بـدر و هـو ام وقـائـع كـثرت و مـا زالت لهن ولـودا
قابلـتهن فلـم تـدع لـعقودهـا نظمـا ولا لــنظامـهن عقـيدا
فالتـاح عتبة ثاويـا بـيمين من يمـناه اردت شـيبـة و ولــيدا
سجدت رؤوسـهم لـديك و انما كان الذي ضربـت عليه سجـودا
و توحـدت بعـد ازدواج والذي ندبـت الـيه لتـهتدي التوحـيدا
وقـضية المهراس عن كثب وقد عـم الفـرار اسـاودا و اسـودا
فـشددت كالليث الهزبر فلم تدع ركـنا لجـيش ضلالة مـشدودا
تولي بها الطعن الدراك ولم تزل اذ ذاك مـبـدي كـرة و معـيدا
وكشفتهـم عن وجه ابيض ماجد لـم يـعـرف الادبـار والتعريدا
و عشية الاحـزاب لـما اقـبلت كـالسيـل مفعـمة تـقود الـقودا
عدلت عن النهج الـقويم و اقبلت حلف الضـلال كتـائبا و جـنودا
فابـحت حرمتها و عدت بكبشها فـي القاع تطـعمه الـسباع حنيدا
وبنـي قريظة والنـضير وسلعم و الـوادييـن وخشـعما وزبـيدا
مزقت جـيب نفـاقهم فتـركتهم اممـا لعـارية السـيوف غمـودا
و شللت عشرا فاقتنصت رئيسهم و تـركت تسـعا للـفـرار عبيدا
وعلـى حنين اين يـذهب جاحد لمـا ثبـت بـه و راح شـريـدا
و لخيبـر خـبر يصـم حـديثه سمع العـدى و يـفجر الجـلمودا
يوم به كنت الفتى الفـتاح و الـ ـالكـرار والـمحبوب و الصنديدا


السابق السابق الفهرس التالي التالي