المجالس السنية ـ الجزء الخامس 134

وللسيد محمد جواد فضل الله
في الذرى انـت اذ يرف العيد مطلع مشـرق ولحسـن فـريد
ومعان من طهـر ذاتك يستلهم مـن وجهها الجمـال القصيـد
هي دنياك مشـرق للـقداسـا ت تـلاشت على ذراه الحـدود
مجدك الشمس ينطفي ان تبدت كـل نجـم مـن حولها ويبيـد
النـبوات دوحـة انـت منها الـق مـشـرق ونـفـح ودود
كيـف يرقى لشأو عزك مجد وبـك الـمجـد تـاجـه معقود
نفحة مـن مجهر صاغها الله مثــالا للطـهـر كيف يـريد
وحباهـا مـنه الـجلال اهابا يتدانـى عـن نعتـه التمجيـد
يا ابنة الطهر يا حكاية تاريح افاضـت عنهـا الحديث العهود
وتلاحى بـهـا الرواة فسـار بهـدى الحـق شـواطه وحقود
ومـن الزيف ان يحرر تاريخ غريب عـن الهـدى وصـدود
كيف يسـمـو الى العقيدة فكر لعبـت فيه فـي الصراع الحقود
يتمادى فيمسح الحق بالوهـم ضـلالا والـحـق صلـد عنيد
لن يضير الضحى اذا نعق الا صباح اعشى الى الدجى مشدود
يا لذل التاريخ ان يجحف الحق ظـلـوم ويـستـبـد مـريـد
حسب دنيا الزهراء ان ابـاها احمـد وهـي ســره المحمود
حسبها ان تكـون كفؤ علـي وهـي لـولاه كفـؤها مـفقود
رفـع الله شـانهـا فتـباهت باسمهـا في الجنان حور وغيد
ورثت طـهر احـمد وهـداه فهي مـن روحه امتداد حـميد
فلـذة مـنه اودع الله فـيهـا كل مـا فيـه فهي منه وجـود


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 135

يا ابنة الطهر . . يا جهاد مريرا خذلـته مطـامـع وقصـود
ان حقا اضـيع في غمرة الفتنة ما ضـاع لـو رعته الشهود
حـدث كـان للـسيـاسة فيـه دورها لو وعى الامين الرشيد
سل بطون التـاريخ عـن مزة الماساة ينـبيك حقها المنشود
فلتات كانـت و كـان حديـث موجع يلهب الاسـى ويـزيد
اي فـتح غنـمتموه فـهذي فد ك فاهنأوا بهـا واستزيـدوا
وسـتدارت ام الـحسين و قـد جف وريق من حلمها منكود
يتلظى صفحة المروءات و امتد اصيل على المـدى مرصود
سلب اللـيث فاستـبيح عـرين و انطـوى مـرتع له معدود
كيف تلقى طليعة الفتـح يا ذل البطولات كيف تمحى العهود
يأنف الصـيد من متاهة درب للـسرى فـيه ضيعة وشرود
عثر الشوط بالكمي فلا الشوط حميد و لا الـسرى مـحمود
وتلاقـت بالمرزحات صروف كبـرت عـتمة بهـا ورعود

* * *

يا ابنة الطـهر ان يكن وهج المـ ـساة اعياك و النصير قصيد
واذا بالشبـاب مـن عودك الغض صراع مر و خطـب شـديد
فضميـر التاريـخ حـر وان لـو ح بالريـب شـانئ و عنـود
بـاسمـك الـفذ يـهتف الحق في الاجيال وليعلق السراب حسود
كيف يخفى الضحى على قمم المجد فلن يـريك الـرؤى تـرديد
ان بيتا حواك عـرش مـن المجد رفيع بـه الهـدى مـشـدود
حـرم تـعلق المـلائك . . . فيه فنزول فـي رحـبه وصعود


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 136

مراثي الزهراء

« عليها وعلى ابيها افضل الصلاة و السلام »
للشيخ ملا كاظم الازري «ره» من هائيته المشهورة

تركوا عهـد احمـد فـي اخيه وأذاقـوا الــبتـول ما اشجاهـا
و هـي العروة التي لـيس ينجو غير مستـعصم بـحبـل ولاهـا
لـم يـر الله للـرسالـة اجـرا غيـر حفظ الزهراء في قـرباها
يـوم جاءت يا للمـصاب اليهم ومـن الوجـد ما اطـال بـكاها
فدعت و اشتكت الى الله شكوى و الرواسـي تهستز مـن شكواها
فاطمانت لهـا القـلوب وكادت ان تـزول الاحقـاد ممن حواها
تعـظ القـوم في اتم خـطـاب حكت المصطـفـى بـه وحكاها
ايها القـوم راقـبـوا الله فـينا نحـن من روضـة الجليل جناها
نحن من بـارىء السماوات سر لـو كرهنا و جـودهـا ما براها
بل بـآثـارنا ولـطف رضـنا سطـح الارض والسماء بـناهـا
و بأضوائنـا التـي ليـس تخبو حوت الشهب ما حوت من سناها
واعلموا اننا مشاعـر ديـن الـ له فيكـم فاكرمـوا مـثـواهـا
و لنا مـن خزائن الغيب فيـض ترد الـمهتـدون مـنه هـداهـا
ان تروموا الجنان فهي من اللـ ـه الـينـا هـديـة اهـداهــا
هـي دار لنـا ونحـن ذووهـا لا يـرى غيـر حزبنا مـرآهـا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 137

وكـذلك الجحيـم سجـن عـدانا حسبهم يـوم حشـرهم سكناها
ايهـا الـنـاس اي بنـت نبـي عـن مواريثها ابـوها زواها
كيـف يـزوي عني تراثي زاو بـاحاديـث من لـدنه ادعاها
هـذه الكتـب فاسألـوها تروها بالمواريـث ناطقا فحـواهـا
وبـعنـى يوصـيكـم الله امـر شامل للعباد فـي قـربـاهـا
كيف لـم يوصلنا بـذلك مـولا نا وتلكم مـن دوننا اوصاهـا
هـل رانا لا نستـحـق اهتداء و استحقت هي الهدى فهداهـا
ام تـراه اضلنا فـي البـرايـا بعد علم لكي نصيب خطاهـا
ما لكـم قـد منعتمـونا حقوقا اوجـب الله في الكتاب اداهـا
قـد سلبتم مـن الخـلافة خودا كان منـا قـناعهـا ورداهـا
وسبيتـم مـن الهدى ذات خدر عز يوما على الـنبي سـباها
هـذه البـردة التي غضب اللـ ـه على كل من سوانا ارتداها
فـخـذوهـا مـقـرونة بشنار غير محـمودة لـكم عـقباها
ولاي الامــور تـدفـن سرا بضعة المصطفى ويعفى ثراها
فمضت وهي اعظم الناس وجدا في فم الدهر غصة من جواها
وثوت لا يرى لها الناس مثوى اي قـدس يـضمه مـثواهـا

ووجدت هذه القصيدة بخط الشهيد الاول محمد بن مكي العاملي الجزيني قدس الله روحه وهي فريدة في بابها ويظهر من اخرها انها لبعض اشراف مكة المكرمة وتوهم بعضهم انها للجذوعي ناشئ من البيت الذي فيه اسمه مع انه ظاهر في ان الجذوعي منشدها وان منشئها غيره وهي :

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 138

مـا لعيني قـد غاب عنـها كراها و عراها مـن عبرة مـا عراها
الـدار نـعمـت فيهـا زمـانـا ثـم فارقـتهـا فلا اغشـاهـا
ام لـحـي بـانـوا باقـمار ثـم يتجلى الدجـى بضـوء سناهـا
ام لـخـود غريـرة الطرف تهوا ني بصـدق الـوداد او اهواهـا
ام لصافي المدام من مـزة الطعـ ـم عقـار مشمولـة اسـقاهـا
حـاش لله لـسـت اطمع نفسـي اخـر العمر في اتبـاع هـواها
بل بكائي لذكر من خصهـا اللـ ـه تعالى بلطفـه واجـتبـاهـا
ختـم الله رسـلـه بـابــيهـا واصطفـاه لوحيه واصطفـاهـا
و حـباها بـالسـيـدين الزكييـ ـن الاماميـن منه حيـن حباها
ولفكري في الصاحبين اللذين اسـ ـتحسنا ظلمهـا ومـا راعيـاها
منعـا بعلـها مـن العهد والعقـ ـد وكـان المنـيـب والاواهـا
و اسـتبـدا بـامـرة دبـراهـا قبل دفـن النـبي و انتهـزاهـا
و أتـت فـاطم تطـالب بـالار ث من المصطفى فمـا ورثاهـا
ليت شعري لم خولفت سنن القـر آن فـيهـا و الله قـد ابـداهـا
رضي النـاس اذ تلوهـا بما لم يرض فيهـا النبـي حيـن تلاها
نسخـت ايـة المواريـث منـها ام هما بعـد فرضهـا بـدلاهـا
ام تـرى ايـة المـودة لـم تـا ت بـود الزهراء في قربـاهـا
ثـم قـالا ابـوك جـاء بهــذا حجة مـن عنـادهم نصبـاهـا
قـال للانبـياء حـكـم بـان لا يورثوا فـي القـديم وانتهـزاها
افـبنت النـبي لـم تدر ان كـا ن نبـي الهـدى بـذلـك فاهـا
بضعة من مـحمـد خالفت مـا قـال حاشا مـولاتنـا حاشاهـا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 139

سمعتـه يـقـول ذاك و جـاءت تطلـب الارث ضلة و سـفاهـا
هـي كانت لله اتـقـى و كـانت افضـل الخلق عـفة و نـزاهـا
او تقول الـنبـي قد خالـف القر آن ويـح الاخبار مـمن رواهـا
سل بابطـال قولهم سـورة النمـ ـل وسـل مريم التي قبـل طاها
فهـمـا ينـبئـان عن ارث يحيى وسليـمـان مـن اراد انتـبـاها
فدعـت و اشتكت الى الله مـن ذا ك وفاضـت بدمعـهـا مقـلتاها
ثم قـالت فـنحلـة لـي مـن وا لـدي المـصطفـى فلم يـنحلاها
فاقـامت بـها شـهـودا فقالـوا بعلـها شـاهـد لــها وابنـاها
لم يجيزوا شهادة ابني رسول الـ ـله هادي الانـام اذ ناصـبـاها
لم يكن صادقـا عـلـي و لا فـا طـمة عـنـدهـم ولا ولـداهـا
كـان اتـقـى لله منـهـم عتيـق قبح القائـل المـحـال وشـاهـا
جرعاهـا مـن بعد والدهـا الغيـ ـظ مرارا فبئـس مـا جرعاهـا
اهـل بيت لم يعرفـوا سنن الجـو ر التباسـا عليـهـم واشـتبـاها
ليت شعري ما كان ضرهما الحفـ ـظ لعهد النـبي لـو حفظـاهـا
كـان اكـرام خاتم الرسـل الهـا دي البشيـر النـذير لو اكرمـاها
ان فعل الجـميـل لـم يـأتيـاه وحسـان الاخـلاق ما اعتمـداها
ولـو ابتيـع ذاك بـالثـمن الغـا لي لمـا ضاع في اتبـاع هـواها
و لكان الجمـيـل ان يقـطعـاها فدكـا لا الجميـل ان يقطـعـاها
اتـرى المسلمـين كـانـوا يلومو نهمـا في العطـاء لـو اعطـياها
كـان تحت الخـضراء بنـت نبي صـادق ناطـق اميـن سـواهـا
بنـت مـن ام حـليلة مـن ويـ ـل لمـن سـن ظلمهـا و اذاهـا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 140

ذاك ينبـيك عن حقود صدور فاعتبرها بالفكر حيـن تراها
قل لنا ايـها المـجادل في القو ل عن الغالصبين اذ غصباها
اهما ما تـعـمداهـا كما قلـ ـت بظلم كلا وللا اهتضماها
فلماذا اذ جـهزت لـلقاء الـ ـله عند الممات لم يحضراها
شيعت نعشـها ملائكة الرحـ ـمن رفـقا بـها وما شيعاها
كان زهدا في اجـرها ام عنادا لابيـها الـنبي لـم يتـبعاها
ام لان البتول اوصـت بان لا يشـهدا دفنـها فـما شهداها
ام ابوهـا اسـر ذاك الـييها فاطاعت بنت النـبي ابـاها
كيف ما شئت قل كفاك فهذي فرية قد بلغت اقصى مـداها
اغضباهاواغضبا عند ذاك الـ ـله رب السماء اذ اغضباها
وكـذا اخـبر النبي بـان الـ ـله يرضى سبحانه لرضاها
لا نبي الهـدى اطيـع ولا فا طمة اكرمت و لا حسـناهـا
و حقوق الوصـي ضيع منها ما تسامى في فضله وتنـاهى
تلك كانت حـزازة ليس تبرا حين ردا عنها و قد خطـباها
و غدا يلـتقون والله يـجزي كل نـفس بغـيهـا وهـداها
فعلى ذلك الاساس بنـت صا حبة الهـودج المشوم بـناهـا
وبـذاك اقتـدت امـية لـما اظهـرت حقدها على مولاهـا
لعنته بالشـام سـبعين عاما لعـن الله كـهلهـا وفـتـاها
ذكروا مصرع المشايخ في بد ر و قد ضمخ الوصي لحـاها
و باحد من بعد بدر وقد اتعـ ـس فيـها مـعاطسا و جباها
فاستجادت له السيوف بصفيـ ـن وجرت يوم الطفوف قناها


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 141

لو تمكنت بالطفـوف مدى الدهـ ـر لقبـلت تـربهـا و ثراهـا
ادركـت ثـارها امـية بـالنـا ر غدا في معـادهـا تصلاهـا
اشـكـر الله انــني اتـوالـى عترة المصطفى و اشنى عداهـا
ناطقا بالصواب لا ارهب الاعـ ـداء فـي حبـهم ولا اخـشاها
نح بهـا ايـها الجذوعي و اعلم ان انـشـادك الـذي انشـاهـا
لك معنى في النوح ليس يضاهي وهي تـاج للشعر فـي معناهـا
قلتها للثـواب والله يـعطي الـ اجر فيـها مـن قالهـا و رواها
مظهر فضـلهم بـعزمة نـفس بـلغت في و دادهـم منـتهـاها
فاستـمعها من شـاعر علـوي حسني فـي فضلها لا يضـاهى
سادى الـخلق قومـه غير شك ثـم بـطحـاء مـكة مـأواهـا

للشيخ صالح الكواز الحلي رحمه الله يرثي الحسين «ع» ويذكر مصيبة الزهراء «ع» :
هل بعد موقفـنا علـى يبرين احبي بطرف بالدموع ضـنين
واد اذا عايـنت بـين طـلوله اجريت عيني للظبـاء العـين
لـم تخب نار قطينة حتى ذكت نار الفراق بقلـبي المـحزون
وابتاع جدته الزمـان بمـخلق ورمى حماه بـصفقة المغبون
قال الحداة وقد حـبست مطيهم من بعد ما اطلقت ماء شؤوني
ماذا وقوفك في ملاعـب خرد جد العفاء بربـعها المسـكون
وقفوا معي حتى اذا ما استيأسوا خلصوا نجيا بعـد ما تركوني
فكان يوسف في الديار مـحكم وكانني بصواعـه اتهـمـوني


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 142

ويلاه من قـوم اسـاءوا صـحـبتي مـن بـعـد احسانـي لكـل قرين
قد كدت لولا الحـلم من جزعـي لما القـاع اصـفق بالشـمـال يميني
لـكنـما و الـدهـر يـعـلم انـني القـى حـوادثـه بـحلـم رزيـن
قلـبي يـقل من الهـمـوم جبـالها و تسيـخ عن حمـل الرداء منوني
وانـا الـذي لا اجـزعن لـرزيـة لـولا رزايـاكـم بـني يـاسيـن
تلك الرزايـا البـاعثـات لمهجـتي مـا ليـس يـبعثه لظـى سجيـن
كيف العـزاء لها وكـل عـشـيـة دمكـم بحمرتها الـسمـاء تـريني
و البرق يذكرني ومـيض صـوارم اردتكـم فـي كـف كـل لـعيـن
و الرعد يعرب عن حـنين نـسائكم في كل لحسن للـشجـون مبـيـن
يندبن قومـا مـا هتـفن بذكرهـم لا تضعضـع كـل ليـث عـرين
السالبيـن النـفـس اول ضـربـة والملـبسين المـوت كـل طعيـن
لو كل طعنـة فـارس بـاكفـهـم لم يخـلق المـسبـار للـمطعـون
لا عيب فيهم غـيـر قـبضهم اللوا عند اشتباك السمـر قبـض ضنين
سلــكوا بـحـارا من دمـاء امية بظهـور خيل لا بـطـون سـفين
ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا نصبـا بــيوم بالـردى مقـرون
حتى اذا الــتقمـتهم حـوت القنا و هي الاماني دون خـيـر امـين
نبذتهم الهـيجاء فـوق تـلاعـبها كالنـون ينبذ بالـعرا ذا الـنـون
فتـخال كلا ثم يـونـس فـوقـه شجر القنا بـدلا عـن اليـقطيـن
خـذ في ثنائهم الجـميل مقرضـا فالقوم قـد جـلوا عـن التابـيـن
هـم افضل الشهداء والقتلى الاولى مدحـوا بوحي في الكتـاب مبيـن


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 143

ليت المواكب و الـوصي زعيمها وقفـوا كموقفهم علـى صفين
بالطف كي يروا الاولى فوق القنا رفعت مصاحفهـا إتقاء منون
جعلت رؤوس بـني النبي مكانها وشفـت قديم لواعـج وضغون
وتتـبعت اشـقى ثـمود وتبـع وبنـت على تاسيس كل خؤون
الواثـبين لـظـلم ال مـحـمد و محـمد مـلقى بـلا تكفيـن
و الـقائـلين لفـاطم اذيـتـنـا فـي طـول نوح دائم وحنيـن
و القـاطعـين اراكـة كيلا تقيـ ــل بظل اوراق لها وغصون
و مجمعي حطب على البيت الذي لم يجتمع لـولاه شمـل الديـن
و الداخليـن علـى البتـولة بيتها والمـسقطيـن . لها اعز جنين
و رنـت الى القبر الشريف بمقلة عبرى و قلب مـكمد مـحزون
قالت و اظـفار المـصاب بقلبها غوثاه قل علـى الـعداة معيني
أي الـرزايـا أتقـي بتـجـلـد هو في النوائب مذ حييت قريني
فقدي ابي ام غـصـب بعلي حقه ام كسر ضلعي ام سقوط جنيني
ام اخذهم ارثـي وفاضـل نحلتي ام جهلهم حقـي وقـد عرفوني
قهروا يتيميـك الحسـين وصنوه وسألتـهم حـقي وقـد نهروني

* * *


قال علي بن عيسى الاربلي في كتاب كشف الغمة في احوال الائمة انشدني بعض الاصحاب للقاضي ابي بكر بن ابي قريعة :
يا مـن يسأل دائبـا عن كل معضلة سخيفه
لا تكشفـن مغطئـا فلربما كـشفت جـيفه


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 144

ولـرب مـسـتـور بـدا كالطبل مـن تحت القطيفه
ان الجـواب لـحـاضـر لكنـنـي اخفـيه خيـفـه
لـولا اعـتـداء رعـيـة القـى (1) سياستها الخليفه
و سيـوف اعـداء بـهـا هاماتـنـا ابـدا نـقيـفـه
لنشـرت مـن اسـرار آ ل محمد جـملا طـريفـه
و اريـتكـم ان الحسـيـ ـن اصيب في يوم السقيفه
و لاي حـال الـحــدت بالليل فاطـمة الشـريفـه
اوه لـبـنـت مـحـمـد ماتـت بغصـتهـا اسيـفه

للمؤلف عفا الله عن جرائمه

لي مـقلة بـدموعـها عبـرى وحشـاشة مـن وجدها حرى
وكأن في الاحـشاء نار غضى امسى الهيـام يـزيدها سعرا
ما ان صـبا قـلبـي لغـانية تهوى البعاد وتـالف الـهجرا
لكنـنـي ابكـي مصـيبة من بمصابـها قـد افنت الصبرا
ابكي لمـن كادت مصـيبتـها توهي الجبال وتصدع الصخرا
لمصاب سـيدة النـساء نـسا ء العالمـين البضـعة الزهرا
بنت النبي اجل و بضـعته الـ فضلى شبيهة مـريم العـذرا
والدرة البيضاء من صدف الـ ـعلياء فاقـت بالسـنا الدرا
امست بمـاء الوحـي طينـتها مـعجونة وكفـى به فـخرا


(1) الغى خ ل
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 145

المـصطفى جـبريـل اطعمه تـفـاحـة فـي ليـلـة الاسـرا
فتكونـت منـها لـذاك غدت بيـن الـورى انسـيـة حـورا
قـد اغضب المختـار مغضبها و يسـر احـمـد من لهـا سـرا
لـم يـرع فـيهـا احمد عجبا حتى قضـت مكروبـة حسـرى
ولاي حـال في الدجى دفنـت ولاي حــال الـحـدت ســرا
دفنت ولم يـحضـر جنازتهـا احـد و لا عـرفـوا لهـا قبـرا
ما كـان فـي تشـييع فـاطمة اجـر فيـغـنـم مسـلـم اجـرا
افهل سواهـا كـان بـنت نبـ ـي في الورى تحت السما الخضرا
ام مثـلهـا بيـن الـنسـا احد في كـل من يمشـي على الغبـرا
لـم يحـل من بعـد النبي لـها عيـش واصـبـح عيـشهـا مرا
ماتـت بغصتها و مـا ضحكت مـن بعـده حتـى مضت عبـرى
من ارثـها منعت و من فـدك ظـلمـا فيـا للـمحنـة الكبـرى
و شهـادة الحـسنيـن اذ شهدا وابـيـهمـا مـردودة جـهــرا
كانـوا باحـكام النـبـي هـم مـن آل بـيـت مـحـمـد ادرى
جهل الوصي ترى بمـا عملوا حاشا لـه بالجـهـل هـم احـرى
والمصطفـى بالعلم خـصصه فـي النـاس لا زيداً و لا عمـرا
و الذكر بالميراث جـاء وفـي تـفـصـيـلـه ايـاتـه تـترى
فـي ارث يحيى من ابيه و في ارث ابـن داود لـنــا ذكـرى
خبـر بـه راويـه مـنفـرد تركـوا بـه الايـات و الـذكـرا
حكم بها قـد خـص محـكمه فبعـلمـه لـم لـم تحـط خبـرا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 146

ولغيـرها المـخـتار افـهمه عجبا و اسـدل دونها سترا
امـر النـبي بذاك بـضـعته فعصت له مـع علمها امرا
حاشا لسـيدة النـسـاء و من من ربها قـد نـالت الطهرا
يا بنت من رب السمـا شرفا للمسجد الاقـصى به اسرى
و حليلة الكـرار من قتل الـ ابطال في احـد ومـا فـرا
من ترهب الارضون سطوته فتهـم بـالزلـزال ان كـرا
من كان في بدر وفـي احـد و سواهـما بـفـعـاله بدرا
كوني الشفيعة للذي عظـمت منه الذنوب فانقضت ظهـرا
ولـطالمـا انـشا بـمـدحكم مدحـا سمت وقصائد غـرا
تسري مسير الشمس ما تركت في سيرهـا برا و لا بحـرا
ورثــاؤه وبـكـاؤه لـكـم انسى خناس وندبها صخـرا
في ذكر مدحكم و فضلكم السا مي اطـال النـظم والنثـرا
يــا آل بيـت محـمد بـكم انجو غدا في النشاة الاخرى
انـي اتـخذت ولاكـم وزرا في محشري امحو به الوزرا
حسبي بكم ذخرا اذا اتخذ الـ اقوام غـيركم لـهم ذخـرا
لم يـسال المـختـار امـته الا مـودتـكـم لـه اجـرا

* * *


للسيد محمد حسين بن السيد كاظم النجفي المعروف بالكيشوان
مالك لا العين تصوب ادمعا منك ولا القلب يذوب جزعا


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 147

فـاي قلـب قد اتـاه نبأ الز هرا فمـا ذاب ولا تـصدعـا
دروا بـان فاطـما بـضعته فما رعـوا حرمتها فيمن رعى
اودع فـيهم ثـقلين فـابـوا ان يحفظوا لاحمد مـا استودعا
وجمعوا النار ليحرقوا بها الـ ـبيت الذي به الهـدى تجمعـا
بيت علا سما الضراح رفعـة فكـان اعـلى شـرفـا وارفعا
اعـزه الله فـما تـهبط فـي كعبـته الاملاك الاخـضـعـا
وكان مأوى المرتجي والملتجي فما اعــز شـأنه و امــنعا
فعـاد بعد المصطفى مهتـوكة حـرمتـه وفـيـأه مـوزعـا
و اخـرجوا منـه عليا بعد ما ابيـح منه حـقـه وانـتـزعا
قـادوه قـهرا بـنجاد سـيفه فكيف وهو الصعب يمشي طيعا
ما نقمـوا مـنه سـوى ان له سـابقة الاسـلام و القربى معا
واقبلـت فاطـم تعـدو خلفـه و العيـن منهـا تستهل ادمعـا
فانعطفت تـدعو ابـاها بحشى تساقطت مـع الـدمـوع قطعا
يـا ابـتا هذا عـلي اعرضوا عنه ضـلالا و سـواه تـبـعا
امسى تراثـي فـيهم مغتصـبا منـي وحـقي بـينهم مضيعـا

* * *

و انـكفـأت الـى علي بعدما تجـرعت بالغيظ سمـا منقعا
احجمت والذئاب عـدوا وثبت فاقتحمت منك العرين المسبعا
وكيف اضرعت على الذل لهم خدك وهو للعدى ما ضرعـا
عز عليك ان تـرى تـسومني من بعد عزي قيلة ان اخضعا


السابق السابق الفهرس التالي التالي