هـتـف البـيان بـمولد الزهراء |
|
سر الوجـود وشمس كل سماء |
ومضى على الجوزاء يسحب ذيله |
|
متـرنحـا مـن نشوة الخيلاء |
ورد البحار الهـوج يسبر غورها |
|
ويعـب منـها قطـرة من ماء |
فراى الجـلال على تواضع قدسه |
|
تنحط عنه مـدارك الـعقـلاء |
شمخ الاديـم بـفاطـم وتطاولت |
|
غبراؤه فيها على الخـضـراء |
برا العوالـم و اصـطفاها ربـها |
|
ممـا اصطفـاه بـها الامـناء |
فتجسمـت في الارض منه رحمة |
|
و شفاعة للنـاس يـوم جـزاء |
صـديقـة ما كـان لـولا حيدر |
|
يلفى لهـا احـد مـن الاكفـاء |
عبـرت كهينمة النسـيم وواجهت |
|
كدر الحياة واهـلهـا بصفـاء |
لم يكشف الناس البلاء ولا ارتووا |
|
الا بطلعة وجـههـا الـوضاء |
يا اخـت نـساك الملائك بالهدى |
|
و ذبالة الانـوار مـن سيـناء |
يا لمحة الفردوس حـط بطهرها |
|
خلد البقاء علـى صعـيد فناء |
يا صفـحة بـيضاء من انكارها |
|
اب الـورى بصـحيفة سوداء |
يـا غيب سـر لو اخذت ببعضه |
|
طرفا من الاعـجاز و الالجاء |
لمشيت فيه على الهواء اذا ابتدى |
|
عيسى يسير عـلى نمير الماء |
و الاك ربـك اذ رضـعت ولاءه |
|
وحبـاك مـنه ولايـة الاشياء |
فاذا دعـوت فانـت في سلطـانه |
|
كالروح حيـن تهيب بالاعضاء |
ان الـذي مسخ الامـانة وانطـلى |
|
بدماء من ضحى مـن الشهداء |
وطـوى عداوة ال بيـت محـمد |
|
نارا ذكـت بجـوانح البغضاء |
فاحالهـا الله حـربـا طـوحـت |
|
بابن النبـي مـوزع الاشـلاء |
ثقلت على الاكوان و طـأة رجسه |
|
فيهـا فـدارت دورة الاعيـاء |
وحـدت به للحشر لـعـنة ربـه |
|
تسـري مع الاصباح والامساء |
يا يوم احمد هل لـخطبك اذ هوت |
|
فـيه الانـام بفتـنة عمـيـاء |
قلب الوجـود واصـبحت ابنـاؤه |
|
مقـلوبة الاحـسـاس و الاراء |
فاعتاض عن فـوق رواسب تحته |
|
وعن الامـام لاهـله بــوراء |
كـم في فؤدك فـاطم من غـصة |
|
توهي فؤاد الصـخرة الصمـاء |
ابهـذه الـدنـيا عــزاء قـائـم |
|
و بدار ربك في امـض عـزاء |
الصبر ضاق لما صبرت على الاذى |
|
وسخيـت للاعـداء اي سخـاء |
قدمـت من حـسن ضـحية سمهم |
|
و من الحسين السبط كبـش فداء |
ومن الوصي على الرسالـة خائضاً |
|
من حربهم قـدمـاً ببحر دمـاء |
طفروا الى الملك العضوض وغلفوا |
|
وجـه النـهـار بلـيلة ظلمـاء |
ولدوا مـن الداء العـضال فلم يكن |
|
الا زوالـهم شـفـاء الـــداء |
نظروا المـودة في الكتاب فلم يروا |
|
غيـر السيـوف مـودة الابنـاء |
من صفـوة طاف الهـدى بفنائها |
|
مـتمـسكـاً بـالكعبـة الغـراء |
جلبـت باسـرار السما وتكـونت |
|
ممـا يـسـاق العرش من لالاء |
غـراء مـن صاب النبوة والهدى |
|
طلعت علـى الـدنيا طلوع ذكاء |
هي صوت ناقوس السماء ولا ترى |
|
في الارض غير تجاوب الاصداء |
وفيوض الطـاف سـحابة صيفها |
|
و طفاء مـغدقة علـى الاحـياء |
وسفـينة الطـوفان ليس بخائـب |
|
من بات مـشدودا لـها بـولاء |
الاؤهـا ملء الـزمـان وبيتهـا |
|
في الكائـنات اسـاس كل بـناء |
وكانما كانـت لـهـيكل كـونها |
|
قلب الحنان بـه وعيـن رجـاء |
حوراء اذ رفـع الاله لـواءهـا |
|
كرما وضم الخـلق تـحت لـواء |
وبـرى مـناقبهـا وقال لغرهـا |
|
كـوني بـلا عـد ولا احـصاء |
قلنا لها سـر يصـان وجـوهر |
|
فوق الانـام وطيــنهم والـماء |
وربما ولـد الـتراب بـمهـده |
|
من كان في الملـكوت رمز علاء |
ولدت لطـهـر مـحمد فـكانها |
|
اي الكـتاب بـمهبـط الاحـياء |
وكان مـا فـيها حقـيقة ذاتـه |
|
غـير النـبوة افـرغت بـوعاء |
فاذا الهـدى من كل افق مشرق |
|
والكون اضـواء عـلى اضـواء |
شرفت فحك العرش منكب عزها |
|
كرما و داست منكـب الـجوزاء |
باب بلا نـد تـراه ولـم يجـد |
|
احـد يـطاولـها مـن الابـناء |
علوية النفـحات مـن انـوارها |
|
بيـت النبـوة مـشرق الانحـاء |
حرم يطرف بـه و يـخدم اهله |
|
الـروح الامـين منـبئ الانـباء |
نشات بظل الله لم يـعلق بـها |
|
دنس ولا وقـعت علـى الاخطاء |
حتى اذا طمس الهدى و تبرمت |
|
من حماة طبعت علـى الاسـواء |
رفعـت الـيه دعاءهـا فكانما |
|
ركـب البـراق بـليلة الاسـراء |