خلا الجو لمعاوية بعد مقتل الحسن بالسم ، أما زياد بن ابيه فقد تكفل بالقضاء على كل العناصر القيادية في العراق ، مستعملا في ذلك أبشع الوسائل . وفي المدينة عاشت الارستقراطية العربية في بحبوحة من العيش عاشت في قصور ناعمة يجلب اليها من كل الأقطار وسائل الترفيه ويعيش في غرفاتها القيان والعبيد ويجلس الأمير في حاشية من صحبه وخدمه والمتزلفين اليه . وكانت ارستقراطية المدينة تتكون أساساً من الولاة السابقين الذين فروا بمال بيت المال . أو أغدق عليهم معاوية ما شاءت له سياسته ليتقاعدوا ويكفوا يدهم عن السياسة . ومن كبار المحاربين ذي الأعطيات الضخمة وأصحاب الثروات الطائلة ومن أبناء هؤلاء جميعاً وأتباعهم . وستصبح المدينة بعد ذلك مكانا شاعريا يظهر فيها الغناء والشعر والموسيقى والرقص كأزهى ما كانت عليه مدينة في عصور الازدهار القديمة . ومن الممكن تصور كيف كانت تفكر هذه الارستقراطية ، كانت أحاديث السياسة هي الغالبة ، وكان البحث عن مواقع القرى ومراكز التجمع والانصار وشغلهم الشاغل في المدينة كذلك كان الحسين ظاهراً كأكثر الرجال
|