| رزءٌ إذا اعتبرته شَمْسُها انكسفت |
|
فَمِثْلُها العِبْرةُ الكبرى لمُعْتَبِرِ |
| وإن بكى الْقَمَرُ الأعلى لِمَصْرَعِهِ |
|
فما بكى قَمَرٌ إلاَّ على قَمَرِ |
| أيُّ الَمحَاجِرِ لا تبكي عليكَ دماً |
|
أبكيتَ واللهِ حتَّى مَحْجَرَ الحَجَرِ |
| يا دهرُ مالك ترمي كلَّ ذي خَطَر |
|
وتُنْزِلُ الْقَمَرَ الأعلى إلى الحُفَرِ |
| جَرَرْتَ آل عليٍّ بالقُيُودِ فهل |
|
للقومِ عِنْدَك ذَنْبٌ غَيْرُ مُغْتفَرِ |
| تركتَ كلَّ أبيٍّ من لُيُوثِهِمُ |
|
فريسةً بينَ نَابِ الكَلْبِ والظُّفُرِ |
| يا صاحبَ العَصْرِ أدركنا فليس لنا |
|
وِرْدٌ هَنِيءٌ وَلاَ عيشٌ لنا رَغَدُ |
| طَالَتْ علينا ليالي الانتظارِ فَهَلْ |
|
يابنَ الزكيِّ لِلَيلِ الانتظارِ غَدُ |
| فَاكْحَلْ بَطَلْعَتِكَ الغَرَّا لنا مُقَلا |
|
يَكَادُ يأتي على إنسانِها الرَّمَدُ |
| ها نحنُ مَرْمىً لِنَبْلِ النائباتِ وَهَلْ |
|
يُغْنِي اصطبارٌ وَهَى من درعِهِ الزَّرَدُ |
| وكم ذا يُؤلفُ شملَ الظالمينَ لكم |
|
وشملكم بيدي أعدائكم بددُ |
| فانهض فَدَتكَ بقايا أنفُس ظفرت |
|
بها النوائب لمَّا خانَها الجَلدُ |
| هَبْ أَنَّ جُنْدَكَ معدودٌ فجدُّكَ قَدْ |
|
لاقى بسبعين جيشاً ماله عَدَدُ |
| فليسِ لأَخْذِ الثارِ إلاَّ خليفةٌ |
|
يكونُ لِكَسْرِ الدينِ من عَدْلِهِ جَبْرُ |
| تحفُّ به الأملاكُ من كلِّ جانب |
|
وَيَقْدمُهُ الإقبالُ والعِزُّ والنصرُ |
| عَوَامِلُهُ في الدَّارِعِينَ شَوَارِعٌ |
|
وَحَاجِبُهُ عيسى وناظِرُهُ الخِضْرُ |
| تُظَلِّلُه حقّاً عِمَامَةُ جدِّه |
|
إذا ما مُلُوكُ الصِّيْدِ ظَلَّلها الجبرُ |
| محيطٌ على عِلْمِ النبوَّةِ صَدْرُهُ |
|
فطوبى لعلم ضَمَّه ذلك الصَّدْرُ |
| هو ابنُ الإمامِ العسكريِّ محمَّدُ التـ |
|
ـقيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ الحبْرُ |
| سليلُ عَلِي الهادي وَنَجْلُ محمَّدِ الـ |
|
جَوَادِ وَمَنْ في أرضِ طُوس له قَبْرُ |
| عليِّ الرِّضا وهو ابنُ موسى الذي قَضَى |
|
فَفَاحَ على بغدادَ مِنْ نَشْرِهِ عِطْرُ |
| وَصَادِقِ وَعْد إنَّه نَجْلُ صادق |
|
إمام به في العِلْمِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ |
| وَبَهْجَةِ مولانا الإمامِ محمَّد |
|
إِمَامٌ لعلمِ الأنبياءِ له بَقْرُ |
| سُلاَلةُ زينِ العابدينَ الذي بكى |
|
فَمِنْ دَمْعِهِ يبسُ الأعاشيبِ مُخْضَرُّ |
| سليلِ حسينِ الفاطميِّ وحيدرِ الـ |
|
وَصِيِّ فَمِنْ طُهْر نمى ذلك الطُّهْرُ |
| له الحَسَنُ المسمومُ عمٌّ فحبَّذا الـ |
|
إمامُ الذي عَمَّ الوَرَى جودُهُ الْغَمْرُ |
| سَمِيُّ رسولِ اللهِ وَارِثُ عِلْمِهِ |
|
إمامٌ على آبائِهِ نزل الذِّكْرُ (1) |
| فَيَا قريباً شفَّنا هَجْرُهُ |
|
والهَجْرُ صَعْبٌ من قريبِ المَزَارْ |
| متى نرى بِيْضَكَ مَشْحوذةً |
|
كالماءِ صاف لَوْنُها وهي نَارْ |
| متى نرى خَيْلَكَ موسومةً |
|
بالنَّصْرِ تعدو فَتُثِيرُ الغُبَارْ |
| متى نرى الأعلامَ مَنْشوُرةً |
|
على كُمَاة لم تَسَعْها القِفَارْ |
| متى نرى وَجْهَكَ ما بينَنَا |
|
كالشَّمْسِ ضَاءَتْ بَعْدَ طُولِ استتارْ |
| متى نرى غُلْبَ بني غالب |
|
يَدْعُونَ لِلْحَرْبِ البِدَارَ الْبِدَارْ (3) |
| فَاشْحَذْ شَبَا عَضْبِكَ وَاسْتَأْصِلِ الـ |
|
كُفْرَ به قَتْلا صِغَاراً كِبَارْ |
| عَجِّلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ وَاشْفِ به |
|
من غَيْضِ أَعْدَاكَ قُلُوباً حِرَارْ |
| قَدْ ذَهَبَ الْعَدْلُ وَرُكْنُ الْهُدَى |
|
قَدْ هُدَّ والجَوْرُ على الدينِ جَارْ |
| أَغِثْ رَعَاكَ اللهُ من نَاصِر |
|
رَعِيَّةً ضَاقَتْ عليها القِفَارْ |
| فَهَاكَ قَلِّبْها قُلُوبَ الوَرَى |
|
أذابها الوَجْدُ من الانتظار |
| متى تَسُلُّ البيضَ من غمدِهَا |
|
وتُشْرِعُ السُّمْرَ وتحمي الذِّمَارْ |
| في فِتْيَة لها التُقَى شِيمةٌ |
|
وَيَالِثَارَاتِ الحسينِ الشِّعَارْ |
| كأنَّما الموتُ لها غَادةٌ |
|
والْعُمْرُ مَهْرٌ والرؤوسُ النِّثَارْ (2) |