المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 552

فكأنما نشطت من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه ، فصوَّت بي : صحَّ الجسم ، ادخل ، ادخل ، فدخلت عليه وأنا باك ، فسلَّمت عليه ، وقبَّلت يده ورأسه.
فقال ( عليه السلام ) لي : وما يبكيك يا محمّد ؟ فقلت : جعلت فداك ، أبكي على اغترابي وبُعد الشقّة وقلّة القدرة على المقام عندك والنظر إليك ، فقال لي : أمّا قلّة القدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودّتنا ، وجعل البلاء إليهم سريعاً ، وأمّا ما ذكرت من الغربة فإن المؤمن في هذه الدنيا غريب ، وفي هذا الخلق المنكوس ، حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله ، وأمّا ما ذكرت من بُعد الشقّة فلك بأبي عبدالله ( عليه السلام ) أسوة ، بأرض نائية عنّا بالفرات ، وأمّا ما ذكرت من حبِّك قربنا والنظر إلينا ، وأنك لا تقدر على ذلك ، فالله يعلم ما في قلبك ، وجزاؤك عليه.
ثمَّ قال ( عليه السلام ) لي : هل تأتي قبر الحسين ؟ قلت : نعم ، على خوف ووجل ، فقال : ما كان في هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف ، فمن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربِّ العالمين ، وانصرف بالمغفرة ، وسلَّمت عليه الملائكة ، وزاره النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودعا له ، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ، واتبع رضوان الله.
ثمَّ قال لي ( عليه السلام ) : كيف وجدت الشراب ؟ فقلت : أشهد أنكم أهل بيت الرحمة ، وأنّك وصيُّ الأوصياء ، لق أتاني الغلام بما بعثت وما أقدر على أن أستقلَّ على قدمي ، ولقد كنت آيساً من نفسي ، فناولني الشراب فشربته ، فما وجدت مثل ريحه ، ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ، ولا أبرد منه ، فلمَّا شربته قال لي الغلام : إنه أمرني أن أقول لك : إذا شربته فأقبل إليَّ ، وقد علمت شدّ ما بي فقلت : لأذهبنَّ إليه ولو ذهبت نفسي ، فأقبلت إليك وكأني نشطت من عقال ، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم.
فقال ( عليه السلام ) : يا محمد! إن الشراب الذي شربته فيه من طين قبور آبائي ، وهو

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 553

أفضل ما استشفي به ، فلا تعدلن به ، فإنّا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى فيه كل خير ، فقلت له : جعلت فداك ، إنّا لنأخذ منه ونستشفي به ؟
فقال : يأخذه الرجل ، فيخرجه من الحير وقد أظهره ، فلا يمرُّ بأحد من الجنّ به عاهة ، ولا دابّة ولا شيء به آفة إلاَّ شمَّة ، فتذهب بركته ، فيصير بركته لغيره ، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا ، ولولا ما ذكرت لك ما تمسَّح به شيء ولا شرب منه شيء إلاَّ أفاق من ساعته ، وما هو إلاَّ كالحجر الأسود ، أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية ، وكان لا يتمسَّح به أحد إلاَّ أفاق ، قال : وكان كأبيض ياقوتة ، فاسودَّ حتى صار إلى ما رأيت.
فقلت : جعلت فداك ، وكيف أصنع به ؟ فقال : أنت تصنع به مع إظهارك إيّاه ما يصنع غيرك ، تستخفّ به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة ، فيذهب ما فيه مما تريد به ، فقلت : صدقت جعلت فداك.
قال ( عليه السلام ) : ليس يأخذه أحد إلاَّ وهو جاهل بأخذه ، ولا يكاد يسلم بالناس ، فقلت : جعلت فداك ، وكيف لي أن آخذه كما تأخذ ؟ فقال لي : أعطيك منه شيئاً ؟ فقلت : نعم ، قال : فإذا أخذته فكيف تصنع به ؟ قلت : أذهب به معي ، قال : في أيِّ شيء تجعله ؟ قلت : في ثيابي ، قال : فقد رجعت إلى ما كنت تصنع ، اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله ، فإنه لا يسلم لك ، فسقاني منه مرّتين ، فما أعلم أني وجدت شيئاً مما كنت أجد حتى انصرفت (1).
وروي عن محمد بن عيسى ، عن رجل قال : بعث إليَّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) من خراسان ثياب رزم ، وكان بين ذلك طين ، فقلت للرسول : ما هذا ؟ قال : هذا طين قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ما كاد يوجِّه شيئاً من الثياب ولا غيره إلاَّ ويجعل فيه الطين ، فكان يقول : هو أمان بإذن الله.

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 98/120 ـ 122 ح 9 عن كامل الزيارات ، ابن قولويه : 463 ـ 465 ح 7.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 554

وروي عن الحسين بن أبي العلا قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : حنِّكوا أولادكم بتربة الحسين ، فإنه أمان (1).
وعن أبي عمرو شيخ من أهل الكوفة ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كنت بمكة ـ وذكر في حديثه ـ قلت : جعلت فداك ، إني رأيت أصحابنا يأخذون من طين قبر الحسين يستشفون به ، هل في ذلك شيء مما يقولون من الشفاء ؟ قال : قال : يستشفي بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال ، وكذلك طين قبر جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد ( عليهم السلام ) ، فخذ منها فإنها شفاء من كل سقم ، وجُنَّة مما تخاف ، ولا يعدلها شيء من الأشياء التي يستشفي بها إلاَّ الدعاء ، وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلَّة اليقين لمن يعالج بها ، فأمَّا من أيقن أنها له شفاء إذ تعالج بها كفته بإذن الله من غيرها مما يتعالج به ، ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسَّحون بها ، وما تمرَّ بشيء إلاَّ شمها ، وأمَّا الشياطين وكفَّار الجنّ فإنهم يحسدون ابن آدم عليها ، فيتمسَّحون بها فيذهب عامة طيبها ، ولا يخرج الطين من الحير إلاَّ وقد استعدَّ له ما لا يُحصى منهم ، والله إنّها لفي يَدَيْ صاحبها وهم يتمسَّحون بها ، ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحير ، ولو كان من التربة شيء يسلم ما عولج به أحد إلاَّ برىء من ساعته.
فإذا أخذتها فاكتمها ، وأكثر عليها ذكر الله عزَّ وجلَّ ، وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئاً يستخفّ به ، حتى إن بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار ، أو في وعاء الطعام وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق ، فكيف يستشفي به مَنْ هذا حاله عنده ؟ ولكنَّ القلب الذي ليس فيه اليقين من المستخفّ بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله (2)

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 98/124 عن كامل الزيارات : 466 ح 1 و 2.
(2) بحار الأنوار ، المجلسي 98/126 ح 32 عن كامل الزيارات : 470 ـ 471 ح 5.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 555

وروي عن أبي بكار ، قال : أخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن علي ( عليه السلام ) طيناً أحمر ، فدخلت على الرضا ( عليه السلام ) فعرضتها عليه ، فأخذها في كفّه ، ثمَّ شمَّها ، ثمَّ بكى حتى جرت دموعه ، ثمَّ قال : هذه تربة جدّي.
وروي عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : طين قبر الحسين ( عليه السلام ) شفاء من كل داء ، وأمان من كل خوف ، وهو لما أخذ له (1).
وروي عن بعض أصحاب أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، قال : دخلت إليه فقال : لا تستغني شيعتنا عن أربع : خمرة يصلّي عليها ، وخاتم يتختَّم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) ، فيها ثلاث وثلاثون حبَّة ، متى قلَّبها ذاكراً لله كتب له بكل حبة أربعون حسنة ، وإذا قلَّبها ساهياً يعبث بها كتب الله له عشرون حسنة.
وعن محمّد الحميري قال : كتبت إلى الفقيه أسأله : هل يجوز أن يُسبِّح الرجل بطين القبر ؟ وهل فيه فضل ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : تسبِّح به ، فما من شيء من التسبيح أفضل منه ، ومن فضله أن المسبِّح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح.
قال : وكتبت إليه أسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره ، هل يجوز ذلك أم لا ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : يوضع مع الميت في قبره ، ويخلط بحنوطه إن شاء الله (2).
وروى مؤلّف المزار الكبير باسناده ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : إن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كانت سبحتها من خيط صوف مفتَّل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت ( عليها السلام ) تديرها

(1) بحار الأنوار ، المجلسي 98/131.
(2) بحار الأنوار ، المجلسي 98/132.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 556

بيدها  ، تكبِّر وتسبِّح  ، حتى قتل حمزة بن عبد المطلب  ، فاستعملت تربته  ، وعملت التسابيح  ، فاستعملها الناس  ، فلمَّا قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه  ، فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.
وقال أيضاً في المزار الكبير : وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين منه السُبح والتربة من طين قبر الحسين ( عليه السلام ).
وروى معاوية بن عمار  ، قال : كان لأبي عبدالله ( عليه السلام ) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله ( عليه السلام )   ، فكان إذا حضرت الصلاة صبَّه على سجّادته  ، وسجد عليه  ، ثمَّ قال ( عليه السلام ) : السجود على تربة الحسين ( عليه السلام ) يخرق الحجب السبع.
وروى جعفر بن عيسى أنه سمع أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ما على أحدكم إذا دفن الميت وسدَّه بالتراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من طين الحسين ( عليه السلام )   ، ولا يضعها تحت رأسه (1).
ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :
حبِي بثلاث مَا أَحَاطَ بِمِثْلِها وَلِيٌّ فَمَنْ زيدٌ هناك وَمَنْ عَمْرُو
له تُرْبةٌ فيها الشِّفَاءُ وَقُبَّةٌ يجابُ بها الداعي إذا مسَّه الضُرُّ
وذرِّيَّةٌ دُرِّيَّةٌ منه تسعةٌ أئمَّةُ حَقٍّ لاَ ثمان ولا عَشْرُ
أيُقْتَلُ ظَمآناً حُسَيْنٌ بكربلا وفي كُلِّ عُضْو من أناملِهِ بَحْرُ
وَوَالِدُهُ الساقي على الحوضِ في غَد وفاطمةٌ مَاءُ الفُرَاتِ لها مَهْرُ (2)

وقال آخر عليه الرحمة :
مولىً بِتُرْبَتِهِ الشفاءُ وَتَحْتَ قُبَّـ ـتِهِ الدُّعَا مِنْ كُلِّ داع يُسْمَعُ


(1) بحار الأنوار  ، المجلسي 98/133 ـ 136.
(2) الغدير  ، الأميني : 7/15.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 557

فيه الإمامُ أبو الأئمَّةِ والذي هو للنبوَّةِ والإمامةِ مَجْمَعُ

المجلس الثالث عشر

الإمام الحسين ( عليه السلام ) ويحيى بن زكريا (عليه السلام)

جاء في زيارة جابر بن عبدالله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يوم زار الحسين ( عليه السلام ) أنه قال في زيارته : فأشهد أنَّك ابن خاتم النبيين  ، وابن سيِّد المؤمنين  ، وابن حليف التقوى  ، وسليل الهدى  ، وخامس أصحاب الكساء  ، وابن سيِّد النقباء  ، وابن فاطمة سيِّدة النسا  ، ومالك لا تكون هكذا وقد غذَّتك كفّ سيِّد المرسلين  ، وربيت في حجر المتقين  ، ورضعت من ثدي الإيمان  ، وفطمت بالإسلام  ، فطبت حياً وطبت ميتاً  ، غير أن قلوب المؤمنين غير طيِّبة لفراقك  ، ولا شاكّة في الخيرة لك  ، فعليك سلام الله ورضوانه  ، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا (1).
روي عن داود بن فرقد  ، قال : احمرَّت السماء حين قُتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) سنة  ، ثمَّ قال : بكت السماء والأرض على الحسين بن علي ويحيى ابن زكريا ( عليهما السلام )   ، وحمرتها بكاؤها (2).
وعن عبد الخالق بن عبد ربه قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في قول الله عزَّ وجلَّ : « لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً » (3) قال : ذلك يحيى بن زكريا لم يكن من قبل له سمياً  ، وكذلك الحسين ( عليه السلام ) لم يكن له من قبل سمياً  ، ولم تبك السماء إلاَّ عليهما أربعين صباحاً  ، قلت : فما بكاؤها ؟ قال : تطلع الشمس حمراء ( وتغرب حمراء ) (4).

(1) بشارة المصطفى  ، محمد بن علي الطبري : 125.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي 14/184 عن كامل الزيارات.
(3) سورة مريم  ، الآية : 7.
(4) كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 182 ح 10.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 558

وعن جابر  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن في النار منزلة لم يكن يستحقّها أحد من الناس إلاَّ بقتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) (1).
وروي عن علي بن الحسين ( عليه السلام )   ، قال : خرجنا مع الحسين ( عليه السلام )   ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلاَّ وذكر يحيى بن زكريا  ، وقال يوماً : من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى أهدي إلى بغيٍّ من بغايا بني اسرائيل (2).
وعن أبي بصير  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الحسين صلوات الله عليه بكى لقتله السماء والأرض واحمرَّتا  ، ولم تبكيا على أحد قط إلاَّ على يحيى بن زكريا والحسين بن علي صلوات الله عليهم.
وعن عبدالله بن هلال قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن السماء بكت على الحسين بن علي ( عليه السلام ) ويحيى بن زكريا  ، ولم تبك على أحد غيرهما  ، قلت : وما بكاؤها ؟ قال : مكثوا أربعين يوماً تطلع الشمس بحمرة  ، وتغرب بحمرة  ، قلت : فذاك بكاؤها ؟ قال : نعم.
وعن محمّد الحلبي  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : « فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ » قال : لم تبك السماء أحداً منذ قتل يحيى بن زكريا حتى قتل الحسين ( عليه السلام )   ، فبكت عليه.
وعن داود بن فرقد  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : احمرَّت السماء حين قتل الحسين بن علي سنة  ، ثمَّ قال : بكت السماء والأرض على الحسين بن علي سنة  ، وعلى يحيى بن زكريا  ، وحمرتها بكاؤها.
وعن جابر  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما بكت السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلاَّ على الحسين بن علي صلوات الله عليهما  ، فإنها بكت عليه أربعين يوماً.

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/301 ح 9 عن ثواب الأعمال.
(2) مناقب آل أبي طالب  ، ابن شهر آشوب : 3/237  ، بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/89 ح 28.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 559

وعن عمرو بن ثبيت  ، عن أبيه  ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : إن السماء لم تبك منذ وضعت إلاَّ على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ( عليهما السلام )   ، قلت : أيُّ شيء بكاؤها ؟ قال : كانت إذا استقبلت بالثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم.
وعن حنّان عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث له عن زيارة الحسين ( عليه السلام ) قال : ولكن زُرْهُ ولا تجفُه  ، فإنّه سيِّد شباب الشهداء  ، وسيِّد شباب أهل الجنَّة  ، وشبيه يحيى بن زكريا  ، وعليهما بكت السماء والأرض.
وعن الحسن بن زياد  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا  ، وقاتل الحسين ولد زنا  ، ولم تبك السماء على أحد إلاَّ عليهما  ، قال : قلت : وكيف تبكي ؟ قال : تطلع الشمس في حمرة  ، وتغيب في حمرة.
وعن كثير بن شهاب الحارثي قال : بينا نحن جلوس عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الرحبة  ، إذ طلع الحسين عليه فضحك عليٌّ حتى بدت نواجده  ، ثمَّ قال : إن الله ذكر قوماً فقال : « فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ » والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة ليقتلن هذا  ، ولتبكين عليه السماء والأرض (1).
ولله درّ الشيخ كاظم الأزري عليه الرحمة إذ يقول :
رزءٌ إذا اعتبرته شَمْسُها انكسفت فَمِثْلُها العِبْرةُ الكبرى لمُعْتَبِرِ
وإن بكى الْقَمَرُ الأعلى لِمَصْرَعِهِ فما بكى قَمَرٌ إلاَّ على قَمَرِ
أيُّ الَمحَاجِرِ لا تبكي عليكَ دماً أبكيتَ واللهِ حتَّى مَحْجَرَ الحَجَرِ
يا دهرُ مالك ترمي كلَّ ذي خَطَر وتُنْزِلُ الْقَمَرَ الأعلى إلى الحُفَرِ
جَرَرْتَ آل عليٍّ بالقُيُودِ فهل للقومِ عِنْدَك ذَنْبٌ غَيْرُ مُغْتفَرِ
تركتَ كلَّ أبيٍّ من لُيُوثِهِمُ فريسةً بينَ نَابِ الكَلْبِ والظُّفُرِ


(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/209 ـ 212.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 560

لَمْ أَنسَ من عِتْرَةِ الهادي جَحَاجِحَةً يُكْسَونَ من عِثْيَر يُسْقونَ من كَدَرِ
قَدْ غَيَّر الطَّعْنُ منهم كُلَّ جَارِحَة إلاَّ المكارِمَ في أَمْن من الغِيَرِ
إنْ أصبحَ الدَّهْرُ ينعاهُم فَلاَ عَجَبٌ يحقُّ للروضِ أَنْ يبكي على المَطَرِ (1)

المجلس الرابع عشر

انتقام الله من قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأتباعهم
على يد الإمام الحجة عجَّل الله فرجه الشريف

جاء في دعاء الندبة : أينَ محيي معالَم الدينِ وأهله  ، أينَ قاصمُ شوكةِ المعتدين  ، أينَ هادمُ أبنيةِ الشركِ والنفاق  ، أينَ مبيدُ أَهلِ الفسقِ والعصيانِ  ، أينَ حاصدَ فروعِ الغيِّ والشقاقِ  ، أينَ طامسُ آثارِ الزيغِ والأهواء  ، أينَ قاطعُ حبائلَ الكذبِ والافتراء  ، أينَ مبيدُ أهلِ العنادِ والمردة  ، أينَ معزُّ الأولياء ومذلُّ الأعداء  ، أينَ جامعُ الكلمةِ على التقوى  ، أينَ بابُ اللهِ الذي منه يؤتى  ، أينَ وجهُ اللهِ الذي إليه تتوجَّه الأولياء  ، أينَ السببُ المتّصلُ بين الأرضِ والسماء  ، أينَ صاحبُ يوم الفتحِ وناشرُ رايةِ الهدى  ، أين مؤلِّفُ شملِ الصلاح والرضا  ، أينَ الطالبُ بذحولِ الأنبياء وأبناءِ الأنبياء  ، أينَ الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء (2).
وجاء في الزيارة الناحية المرويَّة عن الإمام الحجَّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف قال ( عليه السلام ) : فلئن أخَّرتني الدهور  ، وعاقني عن نصرك المقدور  ، ولم أكن لمن حاربك محارباً  ، ولمن نصب لك العداوة مناصباً  ، فلأندبنَّك صباحاً ومساءً  ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً  ، حسرةً عليك  ، وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهُّفاً ،

(1) رياض المدح والرثاء  ، الشيخ حسين القديحي : 267.
(2) المزار  ، محمد بن المشهدي : 578.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 561

حتى أموت بلوعةِ المُصاب وغصةِ الاكتئاب (1).
يا صاحبَ العَصْرِ أدركنا فليس لنا وِرْدٌ هَنِيءٌ وَلاَ عيشٌ لنا رَغَدُ
طَالَتْ علينا ليالي الانتظارِ فَهَلْ يابنَ الزكيِّ لِلَيلِ الانتظارِ غَدُ
فَاكْحَلْ بَطَلْعَتِكَ الغَرَّا لنا مُقَلا يَكَادُ يأتي على إنسانِها الرَّمَدُ
ها نحنُ مَرْمىً لِنَبْلِ النائباتِ وَهَلْ يُغْنِي اصطبارٌ وَهَى من درعِهِ الزَّرَدُ
وكم ذا يُؤلفُ شملَ الظالمينَ لكم وشملكم بيدي أعدائكم بددُ
فانهض فَدَتكَ بقايا أنفُس ظفرت بها النوائب لمَّا خانَها الجَلدُ
هَبْ أَنَّ جُنْدَكَ معدودٌ فجدُّكَ قَدْ لاقى بسبعين جيشاً ماله عَدَدُ

روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنَّه قال ـ في حديث له مع المفضل بن عمر في خروج الإمام الحجة ( عليه السلام ) ـ : فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم ( عليه السلام )   ، فإذا قام القائم وافوا فيما بينهم الحسين ( عليه السلام ) حتى يأتي كربلاء  ، فلا يبقى أحد سماويٌّ ولا أرضيٌّ من المؤمنين إلاَّ حفَّ به  ، يزوره ويصافحه ويقعد معه على السرير. يا مفضل! هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيء ولا دونها شيء  ، ولا وراءها لطالب مطلب (2).
وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة  ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله! لم سمِّي علي ( عليه السلام ) أمير المؤمنين  ، وهو اسم ما سُمِّي به أحد قبله  ، ولا يحلُّ لأحد بعده ؟ قال : لأنه ميرة العلم  ، يُمْتَارُ منه ولا يَمْتَارُ من أحد غيره  ، قال : فقلت : يا بن رسول الله! فلم سمِّي سيفه ذوالفَقَار ؟ فقال ( عليه السلام )   ، لأنه ما ضرب به أحداً من خلق الله إلاَّ أفقره في هذه الدنيا من أهله وولده  ، وأفقره في الآخرة من الجنّة.
قال : فقلت : يا بن رسول الله! فلستم كلكم قائمين بالحقّ ؟ قال : بلى  ، قلت :

(1) المزار  ، المشهدي : 501.
(2) دلائل الإمامة  ، محمد بن جرير الطبري : 189.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 562

فلم سُمِّي القائم قائماً ؟ قال : لما قُتل جدّي الحسين ( عليه السلام ) ضجَّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب  ، وقالوا : إلهنا وسيِّدنا! أتغفل عمَّن قتل صفوتك وابن صفوتك  ، وخيرتك من خلقك ؟! فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليهم : قرَّوا ملائكتي  ، فوعزّتي وجلالي لأنتقمنَّ منهم ولو بعد حين  ، ثمَّ كشف الله عزَّ وجلَّ عن الأئمة من ولد الحسين ( عليه السلام ) للملائكة  ، فسرَّت الملائكة بذلك  ، فإذا أحدهم قائم يصلّي  ، فقال الله عزَّ وجلَّ : بذلك القائم انتقم منهم (1).
وروي عن الهروي قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله! ما تقول في حديث روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين ( عليه السلام ) بفعال آبائها ؟ فقال ( عليه السلام ) : هو كذلك  ، فقلت : وقول الله عزَّ وجلَّ : « وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى » (2) ما معناه ؟ قال : صدق الله في جميع أقواله  ، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم  ، ويفتخرون بها  ، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه  ، ولو أن رجلا قُتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزَّ وجلَّ شريك القاتل  ، وإنما يقتلهم القائم ( عليه السلام ) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم  ، قال : قلت له : بأيِّ شيء يبدأُ القائم منكم إذا قام ؟ قال : يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم; لأنهم سرَّاق بيت الله عزَّ وجلَّ (3).
وروي عن سماعة بن مهران  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تبارك وتعالى : « فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ » (4) قال : أولاد قتلة الحسين ( عليه السلام ) (5).
ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :

(1)علل الشرائع  ، الصدوق : 1/160 ح 1.
(2) سورة الأنعام  ، الآية : 164.
(3) علل الشرائع  ، الصدوق : 1/229 ح 1.
(4) سورة البقرة  ، الآية : 193.
(5) كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 136 ح 6.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 563

فليسِ لأَخْذِ الثارِ إلاَّ خليفةٌ يكونُ لِكَسْرِ الدينِ من عَدْلِهِ جَبْرُ
تحفُّ به الأملاكُ من كلِّ جانب وَيَقْدمُهُ الإقبالُ والعِزُّ والنصرُ
عَوَامِلُهُ في الدَّارِعِينَ شَوَارِعٌ وَحَاجِبُهُ عيسى وناظِرُهُ الخِضْرُ
تُظَلِّلُه حقّاً عِمَامَةُ جدِّه إذا ما مُلُوكُ الصِّيْدِ ظَلَّلها الجبرُ
محيطٌ على عِلْمِ النبوَّةِ صَدْرُهُ فطوبى لعلم ضَمَّه ذلك الصَّدْرُ
هو ابنُ الإمامِ العسكريِّ محمَّدُ التـ ـقيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ الحبْرُ
سليلُ عَلِي الهادي وَنَجْلُ محمَّدِ الـ جَوَادِ وَمَنْ في أرضِ طُوس له قَبْرُ
عليِّ الرِّضا وهو ابنُ موسى الذي قَضَى فَفَاحَ على بغدادَ مِنْ نَشْرِهِ عِطْرُ
وَصَادِقِ وَعْد إنَّه نَجْلُ صادق إمام به في العِلْمِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ
وَبَهْجَةِ مولانا الإمامِ محمَّد إِمَامٌ لعلمِ الأنبياءِ له بَقْرُ
سُلاَلةُ زينِ العابدينَ الذي بكى فَمِنْ دَمْعِهِ يبسُ الأعاشيبِ مُخْضَرُّ
سليلِ حسينِ الفاطميِّ وحيدرِ الـ وَصِيِّ فَمِنْ طُهْر نمى ذلك الطُّهْرُ
له الحَسَنُ المسمومُ عمٌّ فحبَّذا الـ إمامُ الذي عَمَّ الوَرَى جودُهُ الْغَمْرُ
سَمِيُّ رسولِ اللهِ وَارِثُ عِلْمِهِ إمامٌ على آبائِهِ نزل الذِّكْرُ (1)

وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة  ، عن الريان بن شبيب ـ في حديث له عن مولانا الإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ أنه قال له : يا ابن شبيب! إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه ذُبح كما يذبح الكبش  ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون  ، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله  ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم  ، فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ إلى أن يقوم القائم ( عليه السلام ) فيكونون من أنصاره ،

(1) الغدير  ، الأميني : 7/17.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 564

وشعارهم : يا لثارات الحسين ( عليه السلام ).. (1).
وجاء في كتاب المزار لمحمد بن المشهدي طيَّب الله ثراه  ، في زيارة الإمام الحجة ( عليه السلام ) : السلام على الإمام العالم الغائب عن الأبصار  ، والحاضر في الأمصار  ، والغائب عن العيون الحاضر في الأفكار  ، بقيَّة الأخيار  ، الوارث ذا الفقار  ، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار  ، وينادي بشعار يا لثارات الحسين أنا الطالب بالأوتار  ، أنا قاصم كلِّ جبَّار  ، أنا حجَّة الله على كل كفور ختَّار  ، القائم المنتظر ابن الحسن عليه وآله أفضل السلام  ، اللهم عجِّل فرجه  ، وسهِّل مخرجه  ، وأوسع منهجه  ، واجعلنا من أنصاره وأعوانه الذابّين عنه  ، والمجاهدين في سبيله  ، والمستشهدين بين يديه (2).
ولله درّ السيد جعفر الحلي عليه الرحمة إذ يقول :
فَيَا قريباً شفَّنا هَجْرُهُ والهَجْرُ صَعْبٌ من قريبِ المَزَارْ
متى نرى بِيْضَكَ مَشْحوذةً كالماءِ صاف لَوْنُها وهي نَارْ
متى نرى خَيْلَكَ موسومةً بالنَّصْرِ تعدو فَتُثِيرُ الغُبَارْ
متى نرى الأعلامَ مَنْشوُرةً على كُمَاة لم تَسَعْها القِفَارْ
متى نرى وَجْهَكَ ما بينَنَا كالشَّمْسِ ضَاءَتْ بَعْدَ طُولِ استتارْ
متى نرى غُلْبَ بني غالب يَدْعُونَ لِلْحَرْبِ البِدَارَ الْبِدَارْ (3)

وعن الفضيل بن يسار  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في حديث له عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) : له كنز بالطالقان ما هو بذهب  ، ولا فضة  ، وراية لم تُنشر منذ طُويت  ، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد  ، لا يشوبها شك في ذات الله  ، أشدّ من الحجر  ، لو

(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )   ، الصدوق : 2/268 ح 58.
(2) المزار  ، محمد بن المشهدي : 107.
(3) رياض المدح والرثاء  ، الشيخ حسين القديحي : 226.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 565

حملوا على الجبال لأزالوها ، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاَّ خرَّبوها ، كأن على خيولهم العقبان ، يتمسَّحون بسرج الإمام ( عليه السلام ) يطلبون بذلك البركة ، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، ويكفونه ما يريد فيهم ، رجال لا ينامون الليل ، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويِّ النحل ، يبيتون قياماً على أطرافهم ، ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ، ليوث بالنهار ، هم أطوع له من الأمَة لسيِّدها ، كالمصابيح ، كأن قلوبهم القناديل ، وهم من خشية الله مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنَّون أن يُقتلوا في سبيل الله ، شعارهم : يا لثارات الحسين ، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر ، يمشون إلى المولى إرسالا ، بهم ينصر الله إمام الحق ( عليه السلام ) (1).
ولله درّ السيد صالح الحلي عليه الرحمة إذ يقول أيضا :
فَاشْحَذْ شَبَا عَضْبِكَ وَاسْتَأْصِلِ الـ كُفْرَ به قَتْلا صِغَاراً كِبَارْ
عَجِّلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ وَاشْفِ به من غَيْضِ أَعْدَاكَ قُلُوباً حِرَارْ
قَدْ ذَهَبَ الْعَدْلُ وَرُكْنُ الْهُدَى قَدْ هُدَّ والجَوْرُ على الدينِ جَارْ
أَغِثْ رَعَاكَ اللهُ من نَاصِر رَعِيَّةً ضَاقَتْ عليها القِفَارْ
فَهَاكَ قَلِّبْها قُلُوبَ الوَرَى أذابها الوَجْدُ من الانتظار
متى تَسُلُّ البيضَ من غمدِهَا وتُشْرِعُ السُّمْرَ وتحمي الذِّمَارْ
في فِتْيَة لها التُقَى شِيمةٌ وَيَالِثَارَاتِ الحسينِ الشِّعَارْ
كأنَّما الموتُ لها غَادةٌ والْعُمْرُ مَهْرٌ والرؤوسُ النِّثَارْ (2)


(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 52/307 ـ 308 ح 82.
(2) رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 308.

السابق السابق الفهرس التالي التالي