المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 538

هند عائشة أن تسأل النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) تعبير رؤيا ، فقال : قولي لها : فلتقصص رؤياها ، فقالت : رأيت كأنّ الشمس قد طلعت من فوقي ، والقمر قد خرج من مخرجي ، وكأن كوكباً خرج من القمر أسود ، فشدَّ على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها ، فاسودّ الأفق لابتلاعها ، ثمَّ رأيت كواكب بدت من السماء وكواكب مسودّة في الأرض ، إلاَّ أن المسودّة أحاطت بأفق الأرض من كل مكان.
فاكتحلت عين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بدموعه ، ثمَّ قال : هي هند ، اخرجي يا عدوَّة الله ـ مرَّتين ـ فقد جدَّدت عليَّ أحزاني ، ونعيت إليَّ أحبابي ، فلمَّا خرجت قال : اللهم العنها والعن نسلها.
فسئل عن تفسيرها فقال ( صلى الله عليه وآله ) ، : أمّا الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والكوكب الذي خرج كالقمر أسود فهو معاوية ، مفتون فاسق جاحد لله ، وتلك الظلمة التي زعمت ، ورأت كوكباً يخرج من القمر أسود ، فشدَّ على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس ، فابتلعها فاسودَّت ، فذلك ابني الحسين ( عليه السلام ) ، يقتله ابن معاوية فتسودُّ الشمس ويظلم الأفق ، وأمّا الواكب السود في الأرض أحاطت بالأرض من كل مكان فتلك بنو أمية (1).
وعن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك المرض كان يقول : ادعوا لي حبيبي ، فجعل يُدعى له رجل بعد رجل ، فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة : امضي إلى عليّ ، فما نرى رسول الله يريد غير علي ، فبعثت فاطمة إلى علي ( عليه السلام ) ، فلمّا دخل فتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عينيه وتهلَّل وجهه ، ثمَّ قال : إليَّ يا علي ، إليَّ يا علي ، فما زال يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ، ثمَّ أغمي عليه ، فجاء الحسن والحسين ( عليه السلام ) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأراد عليُّ ( عليه السلام ) أن ينحّيهما عنه ، فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمَّ قال : يا علي! دعني أشمُّها ويشمَّاني ، وأتزوَّد منهما ،

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/263 ح 21.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 539

ويتزوَّدان منّي ، أما إنهما سيُظلمان بعدي ويُقتلان ظلماً ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثاً ، ثمَّ مدَّ يده إلى علي ( عليه السلام ) فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ، ووضع فاه على فيه ، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيِّبة ، صلوات الله عليه وآله (1).
وعن محمد بن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة ، بإسناده عن حذيفة قال : سمعت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) يقول : والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية ، ويقدمهم عمر بن سعد ، وذلك في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت له : أنبأك بهذا رسول الله ؟ فقال : لا ، فقال : فأتيت النبي فأخبرته فقال : علمي علمه ، وعلمه علمي; لأنا نعلم بالكائن قبل كينونته (2).
وعن عبدالله بن يحيى قال : دخلنا مع علي إلى صفّين ، فلمَّا حاذى نينوى نادى : صبراً يا أبا عبدالله ، فقال : دخلت على رسول الله وعيناه تفيضان ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما لعينيك تفيضان ؟ أغضبك أحد ؟ قال : لا ، بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطىء الفرات ، وقال : هل لك أن أشمَّك من تربته ؟ قلت : نعم ، فمدَّ يده فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا ، واسم الأرض كربلا.
فلمَّا أتت عليه سنتان خرج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى سفر ، فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه ، فسئل عن ذلك فقال : هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشطّ الفرات ، يقال لها : كربلا ، يقتل فيها ولدي الحسين ، وكأني أنظر إليه وإلى مصرعه ومدفنه بها ، وكأني أنظر إلى السبايا على أقتاب المطايا ، وقد أُهدي رأس ولدي الحسين إلى يزيد لعنه الله ، فوالله ما ينظر أحد إلى رأس الحسين ويفرح إلاَّ خالف الله بين قلبه ولسانه ، وعذَّبه الله عذاباً أليماً.

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 22/510.
(2) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/186 ح 14.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 540

ثمَّ رجع النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) من سفره مغموماً مهموماً ، كئيباً حزيناً ، فصعد المنبر وأصعد معه الحسن والحسين ، وخطب ووعظ الناس ، فلمَّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ، ويده اليسرى على رأس الحسين ، وقال : اللهم إن محمداً عبدك ورسولك ، وهذان أطائب عترتي ، وخيار أرومتي ، وأفضل ذرّيّتي ، ومن أخلِّفهما في أمتي ، وقد أخبرني جبرئيل أن ولدي هذا مقتول بالسمّ ، والآخر شهيد مضرَّج بالدم ، اللهم فبارك له في قتله ، واجعله من سادات الشهداء ، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله ، وأَصْلِهِ حرَّ نارك ، واحشره في أسفل درك الجحيم.
قال : فضجَّ الناس بالبكاء والعويل ، فقال لهم النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : أيُّها الناس! أتبكونه ولا تنصرونه اللهم فكن أنت له ولياً وناصراً ، ثمَّ قال : يا قوم! إني مخلِّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وأرومتي ، ومزاج مائي ، وثمرة فؤادي ، ومهجتي ، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، ألا وإني لا أسألكم في ذلك إلاَّ ما أمرني ربي أن أسألكم عنه ، أسألكم عن المودّة في القربى ، واحذروا أن تلقوني غداً على الحوض وقد آذيتم عترتي ، وقتلتم أهل بيتي وظلمتموهم ، ألا إنه سيرد عليَّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة : الأولى راية سوداء مظلمة ، قد فزعت منها الملائكة ، فتقف عليَّ فأقول لهم : من أنتم ؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول لهم : أنا أحمد نبيُّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمَّتك ، فأقول : كيف خلَّفتموني من بعدي في أهل بيتي وعترتي وكتاب ربّي ؟ فيقولون : أمَّا الكتاب فضيَّعناه ، وأمَّا العترة فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض ، فلمَّا أسمع ذلك منهم أعرض عنهم وجهي ، فيصدرون عُطاشى مسوّدةً وجوهُهُم.
ثمَّ ترد عليَّ راية أُخرى أشدُّ سواداً من الأُولى ، فأقول لهم : كيف خلَّفتموني من بعدي في الثقلين : كتاب الله وعترتي ؟ فيقولون : أمَّا الأكبر فخالفناه ، وأما الأصغر فمزَّقناهم كلَّ ممزَّق ، فأقول : إليكم عني ، فيصدرون عطاشى مسودّة وجوههم.

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 541

ثمَّ ترد عليَّ راية تلمع وجوههم نوراً  ، فأقول لهم : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى من أمَّة محمد المصطفى  ، ونحن بقيَّة أهل الحقّ  ، حملنا كتاب ربِّنا  ، وحلَّلنا حلاله  ، وحرَّمنا حرامه  ، وأحببنا ذرّيّة نبيِّنا محمَّد  ، ونصرناهم من كلِّ ما نصرنا به أنفسَنَا  ، وقاتلنا معهم من ناواهم  ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيُّكم محمد  ، ولقد كنتم في الدنيا كما قلتم  ، ثمَّ أسقيهم من حوضي  ، فيصدرون مروّيين مستبشرين  ، ثمَّ يدخلون الجنَّة خالدين فيها أبد الآبدين (1).
ولله درّ السيد الحميري عليه الرحمة إذ يقول :
والناسُ يومَ الحشرِ راياتُهُمْ خَمْسٌ فمنها هَالِكٌ أربعُ
أربعةٌ في سَقَر أُوْدِعُوا ليس لها من قَعْرِها مَطْلَعُ
ورايةٌ يَقْدُمُها حيدرٌ ووجهُهُ كالشمسِ إذ تطلعُ
غداً يُلاَقي المصطفى حيدرٌ ورايةُ الحَمْدِ له تُرْفَعُ
مَوْلىً له الجنَّةُ مأمورةٌ والنّارُ من إِجْلاَلِهِ تَفْزَعُ
إمامُ صِدْق وَلَهُ شِيعةٌ يُرْوَوا من الحَوْضِ ولم يُمْنَعُوا
بذاك جاء الوحيُ من ربِّنا يا شيعةَ الحقِّ فلا تجزعوا (2)

المجلس العاشر

إخبار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بمقتل الحسين ( عليه السلام )
وإخبار المحدِّثين بذلك

روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة  ، عن الأصبغ بن نباتة قال : بينا أمير

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/247.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 47/331 ـ 332.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 542

المؤمنين ( عليه السلام ) يخطب الناس وهو يقول : سلوني قبل أن تفقدوني  ، فوالله لا تسألوني عن شيء مضى  ، ولا عن شيء يكون إلاَّ نبأتكم به فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال : يا أمير المؤمنين! أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة ؟ فقال له : أما والله لقد سألتني عن مسألة حدَّثني خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنك ستسألني عنها  ، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلاَّ وفي أصلها شيطان جالس  ، وإن في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني  ، وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه (1).
وروى الشيخ المفيد عليه الرحمة قال : وجاء في الآثار أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يخطب  ، فقال في خطبته : سلوني قبل أن تفقدوني  ، فوالله لا تسألوني عن فئة تضلّ مائة وتهدي مائة إلاَّ أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة  ، فقام إليه رجل فقال : أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر ؟ فقال أمير المؤمنين : والله لقد حدَّثني خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما سألت عنه  ، وإن على كل طاقة شعر في رأسك ملكاً يلعنك  ، وعلى كل طاقة شعر في لحيتك شيطان يستفزّك  ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )   ، وآية ذلك مصداق ما خبَّرتك به  ، ولولا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به  ، ولكنَّ آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون  ، وكان ابنه في ذلك الوقت صبيّاً صغيراً يحبو.
فلمَّا كان من أمر الحسين ما كان تولَّى قتله كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (2).
وعن سويد بن غفلة قال : كنت أنا عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ أتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين! جئتك من وادي القرى  ، وقد مات خالد بن عرفطة  ، فقال له أمير المؤمنين : إنه لم يمت  ، فأعادها عليه  ، فقال له علي ( عليه السلام ) : لم يمت  ، والذي نفسي

(1) الأمالي الصدوق : 196 ح 1  ، بحار الأنوار  ، العلامة المجلسي : 44/256 ح 5  ، شرح نهج البلاغة  ، ابن أبي الحديد : 2/286.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/258 ح 7 عن الإرشاد : 1/330.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 543

بيده لا يموت  ، فأعادها عليه الثالثة فقال : سبحان الله! أخبرك أنه مات وتقول لم يمت ؟ فقال له علي ( عليه السلام ) : لم يمت  ، والذي نفسي بيده لا يموت حتى يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جمَّاز.
قال : فسمع بذلك حبيب  ، فأتى أمير المؤمنين فقال له : أناشدك الله فيَّ فإني لك شيعة  ، وقد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي  ، فقال له علي ( عليه السلام ) : إن كنت حبيب بن جماز فلتحملنّها  ، فولَّى عنه حبيب  ، وأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : إن كنت حبيب بن جماز لتحملنّها.
قال أبو حمزة : فوالله ما مات ( أي خالد بن عرفطة ) حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي ( عليه السلام )   ، وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته  ، وحبيب صاحب رايته (1).
وعن أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والحسين إلى جنبه  ، فضرب بيده على كتف الحسين  ، ثمَّ قال : إن هذا يقتل ولا ينصره أحد  ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين! والله إن تلك الحياة سوء  ، قال : إن ذلك لكائن (2).
وعن هانىء بن هانىء عن علي ( عليه السلام ) قال : ليقتل الحسين قتلا  ، وإني لأعرف تربة الأرض التي يقتل عليها قريباً من النهرين.
وعن جابر  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال علي للحسين : يا أبا عبدالله أسوة أنت قدماً ؟ فقال : جعلت فداك ما حالي ؟ قال : علمت ما جهلوا  ، وسينتفع عالم بما علم  ، يا بنيّ  ، اسمع وأبصر من قبل أن يأتيك  ، فو الذي نفسي بيده ليسفكن بنو أمية دمك  ، ثمَّ لا يريدونك (3) عن دينك  ، ولا ينسونك ذكر ربِّك  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) :

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/259 ح 11 عن بصائر الدرجات.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/261 ح 15 عن كامل الزيارات.
(3) قال العلامة المجلسي عليه الرحمة في البحار : قوله ( عليه السلام ) : « لا يريدونك » أي لا يريدون صرفك عن دينك  ، والأصوب لا يردونك  ، وفي كامل الزيارات : ثم لا يزيلونك
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 544

والذي نفسي بيده حسبي  ، وأقررت بما أنزل الله  ، وأصدِّق نبيَّ الله  ، ولا أكذب قول أبي (1).
وعن إسماعيل بن زياد قال : إن علياً ( عليه السلام ) قال للبراء بن عازب ذات يوم : يا براء! يقتل ابني الحسين وأنت حيٌّ لا تنصره  ، فلمَّا قتل الحسين ( عليه السلام ) كان البراء بن عازب يقول : صدق والله علي بن أبي طالب  ، قتل الحسين ولم أنصره  ، ثم يظهر على ذلك الحسرة والندم (2).
وروى عبدالله بن شريك العامري  ، قال : كنت أسمع أصحاب علي إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون : هذا قاتل الحسين  ، وذلك قبل أن يقتل بزمان طويل (3).
وروى سالم بن أبي حفصة  ، قال : قال عمر بن سعد للحسين ( عليه السلام ) : يا أبا عبدالله! إن قَبِلَنا ناساً سفهاء يزعمون أني أقتلك  ، فقال له الحسين : إنهم ليسوا سفهاء ولكنهم حلماء  ، أما إنه يقرُّ عيني أن لا تأكل برَّ العراق بعدي إلاَّ قليلا (4).
وعن الحسن بن الحكم النخعي  ، عن رجل قال : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو يقول في الرحبة  ، وهو يتلو هذه الآية : « فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ » (5) وخرج عليه الحسين ( عليه السلام ) من بعض أبواب المسجد فقال : أما إن هذا سيُقتل وتبكي عليه السماء والأرض.
وعن إبراهيم النخعي قال : خرج أمير المؤمنين صلوات الله عليه فجلس في المسجد  ، واجتمع أصحابه حوله  ، وجاء الحسين ( عليه السلام ) حتى قام بين يديه  ، فوضع

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/262 ح 16 و17 عن كامل الزيارات.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/262 ح 18 عن بشارة المصطفى.
(3) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/262 ح 19 عن الإرشاد للشيخ المفيد : 2/131.
(4) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/263 ح 10. عن كشف الغمة : 2/218  ، والإرشاد للشيخ المفيد : 2/132.
(5) سورة الدخان  ، الآية : 29.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 545

يده على رأسه فقال : يا بنيّ! إن الله عيَّر أقواماً في القرآن فقال : «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ» وأيم الله ليقتلنك  ، ثمَّ تبكيك السماء والأرض (1).
وقد أخبر ( عليه السلام ) بذلك أيضاً كما روي عنه أنه ( عليه السلام ) لمَّا حضرته الوفاة قال لحسنين ( عليهما السلام ) : يا أبا محمد! ويا أبا عبدالله! كأني بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن من ههنا  ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. ثمَّ قال : يا أبا عبدالله! أنت شهيد هذه الأمة  ، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه (2).
قال ابن الأثير في ترجمة غرفة الأزدي قال : وكان من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله )   ، ومن أصحاب الصفة  ، وهو الذي دعا له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أن يبارك له في صفقته  ، قال غرفة الأزدي : دخلني شك من شأن عليّ ( عليه السلام )   ، فخرجت معه على شاطىء الفرات  ، فعدل عن الطريق  ، ووقف ووقفنا حوله  ، فقال ( عليه السلام ) بيده : هذا موضع رواحلهم  ، ومناخ ركابهم  ، ومهراق دمائهم  ، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلاَّ الله  ، فلمَّا قتل الحسين ( عليه السلام ) خرجت حتى أتيت المكان الذي قُتلوا فيه  ، فإذا هو كما قال ( عليه السلام ) ما أخطأ شيئاً  ، قال : فاستغفرت الله مما كان مني من الشك  ، وعلمت أن علياً ( عليه السلام ) لم يقدم إلاَّ بما عُهد إليه فيه (3).
وعن سالم بن أبي جعدة قال : سمعت كعب الأحبار يقول : إن في كتابنا أن رجلا من ولد محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يُقتل  ، ولا يجفُّ عرق دوابّ أصحابه حتى يدخلوا الجنة فيعانقوا الحور العين  ، فمرَّ بنا الحسن ( عليه السلام ) فقلنا : هو هذا ؟ قال : لا  ، فمرَّ بنا الحسين ( عليه السلام ) فقلنا : هو هذا ؟ قال : نعم.

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/209 ح 15 عن كامل الزيارات.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 42/292.
(3) أسد الغابة  ، ابن الأثير : 4/169.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 546

وعن إمام لبني سليم  ، عن أشياخ لهم قالوا : غزونا بلاد الروم  ، فدخلنا كنيسة من كنائسهم  ، فوجدنا فيها مكتوباً :
أيرجو مَعْشَرٌ قتلوا حسيناً شفاعةَ جدِّه يومَ الحسابِ

قالوا : فسألنا منذ كم هذا في كنيستكم ؟ قالوا : قبل أن يبعث نبيّكم بثلاث مائة عام.
وقال الشيخ جعفر بن نما في مثير الأحزان : عن سليمان الأعمش قال : بينا أنا في الطواف أيام الموسم إذا رجل يقول : اللهم اغفر لي  ، وأنا أعلم أنك لا تغفر  ، فسألته عن السبب فقال : كنت أحد الأربعين الذين حملوا رأس الحسين إلى يزيد على طريق الشام  ، فنزلنا أول مرحلة رحلنا من كربلا على دير للنصارى  ، والرأس مركوز على رمح  ، فوضعنا الطعام ونحن نأكل إذا بكفّ على حائط الدير يكتب عليه بقلم حديد سطراً بدم :
أترجو أُمَّةٌ قَتَلَتْ حسيناً شَفَاعَةَ جَدِّهِ يومَ الحِسَابِ

فجزعنا جزعاً شديداً  ، وأهوى بعضنا إلى الكفّ ليأخذه فغابت  ، فعاد أصحابي.
وحدَّث عبدالرحمان بن مسلم  ، عن أبيه أنه قال : غزونا بلاد الروم  ، فأتينا كنيسة من كنائسهم قريبة من القسطنطينية  ، وعليها شيء مكتوب  ، فسألنا أُناساً من أهل الشام يقرؤون بالروميَّة  ، فإذا هو مكتوب هذا البيت.
وذكر أبو عمرو الزاهد في كتاب الياقوت  ، قال : قال عبدالله بن الصفار صاحب أبي حمزة الصوفي : غزونا غزاة  ، وسبينا سبياً  ، وكان فيهم شيخ من عقلاء النصارى  ، فأكرمناه وأحسنّا إليه  ، فقال لنا : أخبرني أبي  ، عن آبائه أنهم حفروا في بلاد الروم حفراً قبل أن يُبعث محمد العربيّ بثلاث مائة سنة  ، فأصابوا حجراً عليه مكتوب بالمسند هذا البيت :

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 547

أترجو عُصْبَةٌ قَتَلَتْ حسيناً شفاعةَ جدِّه يومَ الحسابِ (1)

قال ابن شهر آشوب عليه الرحمة : قال أنس بن مالك : احتفر رجل من أهل نجران حفيرة  ، فوجد فيها لوح من ذهب  ، فيه مكتوب هذا البيت  ، وبعده :
فقد قَدِمُوا عليه بِحُكْمِ جَوْر فَخَالَفَ حُكْمُهم حُكْمَ الكتابِ
ستلقى يا يزيدُ غداً عَذَاباً من الرحمنِ يالكَ من عَذَابِ

فسألناهم : منذ كم هذا في كنيستكم ؟ فقالوا : قبل أن يُبعث نبيِّكم بثلاثمائة عام.
وقال سعد بن أبي وقاص : إن قس بن ساعدة الأيادي قال قبل مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
تَخَلَّفَ المقدارَ منهم عُصْبَةٌ ثاروا بصفّينَ وفي يومِ الجَمَلْ
والْتَزَمَ الثَّارُ الحسينَ بَعْدَهُ واحتشدوا على ابنِهِ حتَّى قُتِلْ (2)

ولله درّ العلامة الشيخ حسين البلادي القديحي عليه الرحمة إذ يقول :
أيُّ خَطْب عَرَى البتولَ وطه وَنحى أَعْيُنَ الهُدَى فَعَمَاهَا
أيُّ خَطْب أبكى النبيين جَمْعاً وله الأوصياءُ عزَّ عَزَاهَا
أيُّ خَطْب أبكى الملائكَ طُرَّاً وَقُلُوبَ الإيمانِ شَبَّ لَظَاهَا
ذاك خَطْبُ الحسينِ أَعْظِمْ بخَطْب صَيَّرَ الكائناتِ يجري دِماها
لستُ أنساه في ثرى الطفِّ أضحى في رجال إلهُها زكَّاها
نَزَلُوا منزلا على الماءِ لكنْ لم يَبُلُّوا عن الضَّرَامِ شِفَاها
وَقَفُوا وَقْفَةً على الْحَرْبِ أَبْدَتْ لِلْعُلَى شاهداً على عَلْيَاها
وَقَفُوا وقفةً لو انَّ الرواسي وَقَفَتْها لزال منها ذُرَاهَا


(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/225.
(2) مناقب آل أبي طالب  ، ابن شهر آشوب : 3/218  ، بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/240 ح 32.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 548

قد أثاروا من القَتَامِ عَجَاجاً حَسِبَ الناسُ أنَّ ذاك سَمَاها
قد أثاروا إلى السَّمَاءِ رعيداً نَفْخَةُ الصُّورِ كان دُونَ صَدَاها (1)

المجلس الحادي عشر

من كرامات الإمام الحسين (عليه السلام)

من معجزات وكرامات سيِّد الشهداء أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) ما جاء في الكبريت الأحمر  ، قال : خرج الحسين ( عليه السلام ) من المدينة قاصداً زيارة بيت الله الحرام  ، ومعه جمع كثير وجمّ غفير  ، فمرض من الركب رجل  ، فقال للحسين : أشتهي رمّاناً  ، فقال ( عليه السلام ) : هذا بستان فيه أنواع الفواكه  ، فامض إليه وتناول ما شئت  ، ولم يَعهد أحدٌ قبل ذلك هناك أشجاراً وأثماراً ومياهاً  ، فلمَّا شاهد الركب البستان دخلوا وتناولوا كلَّ ما اشتهوا  ، ولمَّا خرجوا غاب البستان عن نظرهم  ، وإذا هم بظبية  ، فأشار الحسين ( عليه السلام ) إليها فأقبلت  ، ثمَّ أمرهم أن يذبحها أحد منهم  ، ولا يكسر لها عظماً  ، إلى أن أكلوا لحمها  ، فدعا ( عليه السلام ) فعادت كما كانت  ، فقال ( عليه السلام ) : أيُّكم يشتهي أن يشرب من حليبها فليحلبها  ، إلى أن شرب كلُّهم من حليبها  ، وكفى الركب كلَّهم ببركة الحسين ( عليه السلام ) ودعائه  ، ثمَّ قال ( عليه السلام ) لها : لك خشفات تنتظرك فانصرفي وأرضعيهنَّ  ، فانصرفت (2).
وروى محمد الكناني  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )   ، قال : خرج الحسين بن علي ( عليهما السلام ) (3) في بعض أسفاره  ، ومعه رجل من ولد الزبير بن العوام يقول بإمامته ،

(1) رياح المدح والرثاء  ، الشيخ حسين القديحي : 163.
(2) معالي السبطين  ، الحائري : 1/106.
(3) وفي الخرائج والجرائح للراوندي : 2/571 ح 1 ( الحسن بن علي ( عليهما السلام ).
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 549

فنزلوا في طريقهم بمنزل تحت نخل يابس من العطش  ، ففرش للحسين تحتها  ، وبإزائه نخل ليس عليها رطب  ، قال : فرفع يده  ، ودعا بكلام لم أفهمه  ، فاخضرَّت النخلة وعادت إلى حالها وحملت رطباً  ، فقال الجمَّال الذي اكترى منه : هذا سحر والله  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : ويلك  ، إنه ليس بسحر  ، ولكنها دعوة ابن نبيٍّ مستجابة  ، ثم صعدوا النخلة فجنوا منها ما كفاهم جميعاً (1).
وروى بعض الأصحاب في كتاب له اسمه التحفة في الكلام  ، قال : روى عبدالله بن عباس  ، قال : كنت جالساً عند الحسين ( عليه السلام )   ، فجاءه أعرابي وقال : ضلَّ بعيري وليس لي غيره  ، وأنت ابن رسول الله  ، أرشدني إليه  ، فقال ( عليه السلام ) : اذهب إلى موضع كذا فإنه فيه  ، وفي مقابله أسد  ، فذهب إلى ذلك الموضع فوجده كما قال ( عليه السلام ).
وروى السيد ولي بن نعمة الله الرضوي في كتاب ( مجمع البحرين في مناقب السبطين ( عليهما السلام ) ) نقلا من كتاب البهجة  ، عن ابن عباس : أن أعرابياً قال للحسين ( عليه السلام ) يا ابن رسول الله! فقدت ناقتي  ، ولم يكن عندي غيرها  ، وكان أبوك يرشد الضالة  ، ويبلغ المفقود إلى صاحبه  ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : اذهب إلى الموضع الفلاني تجد ناقتك واقفة وفي مواجهها ذئب أسود  ، قال : فتوجَّه الأعرابي إلى الموضع  ، ثمَّ رجع فقال للحسين ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله  ، وجدت ناقتي في الموضع الفلاني (2).
وروى الحسن البصري وأم سلمة : أن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) دخلا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله )   ، وبين يديه جبرئيل  ، فجعلا يدوران يشبِّهانه بدحية الكلبي  ، فجعل جبرئيل يومىء بيده كالمتناول شيئاً  ، فإذا في يده تفَّاحة وسفرجلة ورمَّانة  ، فناولهما  ، وتهلَّل وجههما وسعيا إلى جدِّهما  ، فأخذ منهما فشمَّهما  ، ثمَّ قال : صيرا إلى

(1) دلائل الإمامة  ، الطبري : 186 ح 10.
(2) إثبات الهداة  ، الحر العاملي : 5/211.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 550

أمِّكما بما معكما وابدءا بأبيكما  ، فصارا كما أمرهما  ، فلم يأكلوا حتَّى صار النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) إليهم  ، فأكلوا جميعاً  ، فلم يزل كلَّما أكل منه عاد إلى ما كان حتى قُبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
قال الحسين ( عليه السلام ) : فلم يلحقه التغيير والنقصان أيام فاطمة بنت رسول الله حتى توفِّيت  ، فلمَّا توفيت فقدنا الرمَّان وبقي التفَّاح والسفرجل أيام أبي  ، فلمَّا استشهد أمير المؤمنين فقد السفرجل وبقي التفَّاح على هيئته عند الحسن حتى مات في سمِّه  ، وبقيت التفاحة إلى الوقت الذي حوصرت عن الماء  ، فكنت أشمُّها إذا عطشت فيسكن لهب عطشي  ، فلمَّا اشتد عليَّ العطش عضضتها وأيقنت بالفناء.
قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة  ، فلمَّا قضى نحبَه وجِدَ ريحُها في مصرعه  ، فالتمست فلم ير لها أثر  ، فبقي ريحُها يفوح من قبره  ، فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر فليلتمس ذلك في أوقات السحر  ، فإنه يجده إذا كان مخلصاً (1).
وقال الحجّة الشيخ فرج العمران عليه الرحمة في هذا المعنى :
هَلاَّ شَمَمْتَ رَوَائِحَ التفَّاحِ سَحَراً بمثوى خَامِسِ الأشباحِ
أَوَمَا انْتَشَقْتَ ثَرَى الضريحِ وَزُرْتَهُ بكآبة وَتَفَجُّع ونِيَاحِ
وبكيتَ كالثكلى هناك ولم تكن تُصْغِي لِقَولِ عَوَاذِل وَلَوَاحِي
وذكرتَ مَصْرَعَهُ الذي مِنْ قَبْلِ أَنْ يجري بكاه كُلُّ قَلْب صاحي
تاللهِ لا أنسى ابنَ أحمدَ بالعَرَى مُلْقَىً وفي حَرِّ الهجيرةِ ضاحي
والشمسُ تَصْهَرُ جِسْمَهُ لكنَّه مُتَظَلِّلٌ بأَسِنَّة وَرِمَاحِ
من حَوْلِهِ أبناءُ فِهْر أصبحوا صَرْعَى على وَجْهِ الثرى كأضاحي
نَسَجَتْ لهم أيدي الرياحِ مَلاَبساً وَرُؤُوسُهم رُفِعَت على الأَرْمَاحِ


(1) مناقب آل أبي طالب  ، ابن شهر آشوب : 3/161.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 551

مِنْ بَعْدِ أَنْ نَصَرُوه يَا طُوْبَى لهم عِنْدَ ازدحامِ الجَيْشِ يومَ صِيَاحِ
واستقبلوا عنه الظبا بصُدُورِهِمْ وبأَوْجُه مِثْلِ البُدُورِ صِبَاحِ (1)

المجلس الثاني عشر

فضل التربة الحسينية

جاء في الأمالي للشيخ الصدوق عليه الرحمة  ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقولان : إن الله تعالى عوَّض الحسين ( عليه السلام ) من قتله أن جعل الإمامة في ذرّيّته  ، والشفاء في تربته  ، وإجابة الدعاء عند قبره  ، ولا تُعدُّ أيام زائريه جائياً وراجعاً. قال محمد بن مسلم : فقلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : هذه الخلال تنال بالحسين ( عليه السلام ) فما له في نفسه ؟ قال : إن الله تعالى ألحقه بالنبيِّ ( صلى الله عليه وآله )   ، فكان معه في درجته ومنزلته  ، ثمَّ تلا أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ » الآية (2) (3).
وروى ابن قولويه عليه الرحمة عن محمد بن مسلم  ، قال : خرجت إلى المدينة وأنا وجع  ، فقيل له : محمد بن مسلم وجع  ، فأرسل إليَّ أبو جعفر ( عليه السلام ) شراباً مع الغلام مغطَّى بمنديل  ، فناولنيه الغلام وقال لي : اشربه  ، فإنّه قد أمرني أن لا أبرح حتى تشربه  ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه  ، وإذا شراب طيِّب الطعم بارد.
فلمَّا شربته قال لي الغلام : يقول لك مولاي : إذا شربت فتعال  ، ففكَّرت فيما قال لي  ، وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي  ، فلمَّا استقرَّ الشراب في جوفي

(1) وسيلة المشتاق  ، الشيخ فرج العمران : 349.
(2) سورة الطور  ، الآية : 21.
(3) بحار الأنوار  ، المجلسي : 89/69 ح 2.

السابق السابق الفهرس التالي التالي