يَا أُمَّةً نَقَضَتْ عُهُودَ نبيِّها |
|
أَفَمَنْ إلى نَقْضِ الْعُهُودِ دَعَاكِ |
يا تَيْمُ لا تمَّت عليكِ سَعَادَةٌ |
|
لكنْ دَعَاكِ إلى الشقاءِ شَقَاكِ |
يا أُمَّةً بَاءَتْ بِقَتْلِ هُدَاتِها |
|
أَفَمَنْ إلى قَتْلِ الْهُدَاةِ هَدَاكِ |
أَمْ أَيُّ شيطان رَمَاكِ بِغَيِّهِ |
|
حَتَّى عَرَاكِ وَحَلَّ عَقْدَ عُرَاكِ |
بئس الجَزَاءُ لأحمد في آلِهِ |
|
وبنيه يومَ الطفِّ كان جَزَاكِ |
كَمْ مِنْ ذراع لهم بالطفِّ بَائِنة |
|
وَعَارِض بصعيدِ التُّرْبر مُنْعَفِرِ |
أنسى الحسينَ وَمَسْرَاهُمْ لِمقَتَلِهِ |
|
وهم يقولون : هذا سَيِّدُ البَشَرِ |
يا أُمَّةَ السَّوْءِ مَا جَازَيْتِ أحمدَ في |
|
حُسْنِ البَلاَءِ على التنزيلِ والسُّوَرِ |
خَلَفْتُموه على الأبناءِ حين مضى |
|
خِلاَفَةَ الذِّئْبِ في إنفاذِ ذي بَقَرِ |
لم يبقَ حيٌّ من الأحياءِ نَعْلَمُهُ |
|
من ذي يَمَان وَلاَ بَكْر وَلاَ مُضَرِ |
إلاَّ وَهُمْ شُرَكاءٌ في دِمَائِهِمُ |
|
كَمَا تَشَارَكَ أيسارٌ على جُزُرِ |
قتلا وأسراً وتخويفاً ومَنْهَبَةً |
|
فِعْلَ الغُزَاةِ بأَرْضِ الرومِ والخَزَرِ (3) |
مَنَعُوهُمُ مَاءَ الفُرَاتِ وَدُوْنَه |
|
بِسُيُوفِهِمْ دَمُهُم يُرَاقُ مَحَلَّلا |
هَجَرَتْ رُؤُوسُهُمُ الْجُسُومَ فَوَاصَلَتْ |
|
زُرْقَ الأسنَّةِ والوشيجَ الذُّبَّلا |
يبكي أسيرُهُمُ لِفَقْدِ قتيلِهم |
|
أسفاً وكلٌّ في الحقيقةِ مبتلى |
هذا يميلُ على اليمينِ معفَّراً |
|
بدَمِ الوريدِ وذا يُسَاقُ مُغَلَّلا |
وَمِنَ العجائبِ أَنْ تُقَادَ أُسُودُها |
|
أَسراً وتفترسَ الكلابُ الأشْبُلا |
لهفي لزينِ العابدينَ يُقَادُ في |
|
ثِقْلِ الحديدِ مُقيَّداً ومكبَّلا |
مُتَقَلْقِلا في قَيْدِهِ مُتَثَقِّلا |
|
مُتَوَجِّعاً لِمُصَابِهِ مُتَوَجِّلا |
أَفدي الأسيرَ وليت خدّي مَوْطِناً |
|
كانت له بينَ الَمحَامِلِ مِحْمَلاَ |
أقسمتُ بالرحمنِ حِلْفَةَ صادق |
|
لولا الفَرَاعِنَةُ الطواغيتُ الأُولى |
مَا بَاتَ قلبُ محمد في سبطِهِ |
|
قَلِقَاً ولا قَلْبُ الوصيِّ مُقَلْقَلاَ |
خانوا مَوَاثِيقَ النبيِّ وأَجَّجُوا |
|
نيرانَ حَرْب حَرُّها لن يُصْطَلَى (1) |
يا تَيمُ لا تمَّت عليكِ سَعَادةٌ |
|
لكنْ دَعَاكِ إلى الشَّقَاءِ شَقَاكِ |
لولاكِ ما ظَفَرَتْ عُلُوجُ أُميَّة |
|
يوماً بِعِتْرَةِ أحمد لولاكِ |
تاللهِ مَا نِلْتِ السعادةَ إنَّما |
|
أَهْوَاكِ في نَارِ الجحيمِ هَوَاكِ |
أنَّى اسْتَقَلْتِ وقد عَقَدْتِ لآخر |
|
حُكْماً فكيف صَدَقْتِ في دَعْوَاكِ |
ولأنتِ أكبرُ يَا عديُّ عَدَاوةً |
|
واللهِ مَا عَضَدَ النفاقَ سِوَاكِ |
لا كان يومٌ كنتِ فيه وساعةٌ |
|
فَضَّ النفيلُ بها خِتَامَ صَهَاكِ |
وعليكِ خِزْيٌ يَا أُمَيَّةُ دَائِماً |
|
يبقى كما في النارِ دَامَ بَقَاكِ |
هَلاَّ صَفَحْتِ عن الحسينِ وَرَهْطِهِ |
|
صَفْحَ الوصيِّ أَبيه عن آباكِ |
وَعَفَفْتِ يومَ الطفِّ عِفَّةَ جَدَاهِ الـ |
|
مبعوثِ يومَ الفَتْحِ عن طُلَقَاكِ |
أَفَهَلْ يدٌ سَلَبَتْ إِمَاءَكِ مثلما |
|
سَلَبَتْ كريماتِ الحسينِ يَدَاكِ |
أم هل بَرَزْنَ بفتحِ مكَّةَ حُسَّراً |
|
كَنِسَائِهِ يومَ الطفوفِ نِسَاكِ |
يا أُمَّةً بَاءَتْ بِقَتْلِ هُدَاتِها |
|
أَفَمَنْ إلى قَتْلِ الهُدَاةِ هَدَاكِ |
أم أيُّ شيطان رَمَاكِ بِغَيِّه |
|
حتَّى عَرَاكِ وَحَلَّ عَقْدَ عُرَاكِ |
بئس الجَزَاءُ لأحمد في آلِهِ |
|
وبنيه يومَ الطفِّ كان جَزَاكِ |
فَلَئِنْ سُرِرْتِ بخدعة أَسْرَرْتِ في |
|
قَتْلِ الحسينِ فَقَدْ دَهَاكِ دَهَاكِ |
مَا كَانَ في سَلْبِ ابنِ فاطمَ مُلْكَهُ |
|
مَا عَنْهُ يوماً لو كَفَاكِ كَفَاكِ |
لهفي الجَسَدِ المعرَّى بالعرا |
|
شِلْواً تُقَبِّلُه حُدُودُ ظُبَاكِ |
لهفي عَلَى الخدِّ الترتيبِ تَخُدُّه |
|
سَفهاً بأطرافِ القَنَا سُفَهَاكِ (2) |
سَأَبكيهِمُ مَا حَجَّ للهِ رَاكِبٌ |
|
وَمَا نَاحَ قَمْرِيٌّ على الشَجَرَاتِ |
فَيَا عَيْنُ بَكِّيهِمْ وَجُودي بِعَبْرَة |
|
فَقَدْ آنَ للتَّسْكَابِ والهَمَلاَتِ |
بَنَاتُ زياد في القُصُورِ مَصُونةٌ |
|
وآلُ رَسُولِ اللهِ في الفَلَوَاتِ |
دِيَارُ رَسُولِ اللهِ أصبحنَ بَلْقَعا |
|
وآلُ زياد تَسْكُنُ الْحُجُرَاتِ |
وآلُ رسولِ اللهِ نُحْفٌ جُسُومُهُمْ |
|
وآلُ زياد غُلَّظُ القصراتِ |
وآلُ رسولِ اللهِ تُدمى نحورُهُمْ |
|
وآلُ زياد رَبَّةُ الحجلاتِ |
وآلُ رسول اللهِ تُسبى حريمُهُمْ |
|
وآلُ زياد آمِنُو السَّرَبَاتِ |
إذا وُتِرُوا مَدُّوا إلى وَاتِرِيهِمُ |
|
أَكُفَّاً عن الأوتارِ مُنْقَبِضَاتِ |
سأبكيهِمُ مَا ذَرَّ في الأرضِ شارقٌ |
|
ونادى مُنَادي الخيرِ للصَّلَوَاتِ |
وَمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وحان غُرُوبُها |
|
وبالليلِ أبكيهمُ وَبِالْغَدَواتِ (2) |