نَعَبَ الغُرَابُ فقلتُ مَنْ |
|
تَنْعاهُ ويلكَ يَا غُرَابْ |
قال : الإمامُ فقلتُ : مَنْ ؟ |
|
قال : الموفَّقُ للصَّوَابْ |
إنَّ الحسينَ بكربلا |
|
بينَ الأسنَّة والضِّرَابْ |
فابكي الحسينَ بعَبْرَة |
|
ترجى الإلهَ مَعَ الثَّوَابْ |
قلتُ : الحسينُ فقال لي |
|
حقّاً لَقَدْ سَكَنَ التُّرَابْ |
ثمَّ استقلَّ به الجَنَاحُ |
|
فَلَمْ يُطِقْ رَدَّ الْجَوَابْ |
فبكيتُ ممَّا حَلَّ بي |
|
بَعْدَ الدُّعَاءِ المُسْتَجَابْ |
أَخِي سَائِقُ الأظعانِ عَجَّلَ بالسُّرَى |
|
ولم يَشْفَ بالتوديعِ منكَ فُؤَاديا |
أَخِي إِنَّ هذا آخِرُ الْعَهْدِ باللِّقَا |
|
ولستُ أرى بَعْدَ الفِرَاقِ تَلاَقيا |
وقد صِرْتُ في أمري بأَعْظَمِ حَيْرَة |
|
وَمَنْ ذا ابتُلِي في الدَّهْرِ مِثْلَ بَلاَئيا |
أَأَمْشي وَمَا وَارَيْتُ جَسْمَكَ أَمْ تَرَى |
|
أُقيمُ ومنك الرَّأْسُ سَارَ أَمَاميا |
ولو خَيَّروني في المُقَامِ أو السُّرَى |
|
أَقَمْتُ ولم أَخْشَ السِّبَاعَ الضَّوَاريا |
فَأَوْدَعْتُكَ الرَّحْمَنُ يابنَ محمَّد |
|
عليكَ سَلاَمُ اللهِ ثُمَّ سَلاَميا |
تَرَحَّلْتُ فَاسْوَدَّ النَّهارُ بناظري |
|
وَمِنْ بَعْدِكَ الأَيَّامُ صِرْنَ لياليا |
فلم يَهْنَ لي عيشٌ وَلاَ لَذَّ مَطْعَمٌ |
|
عليكَ حَنِيني مَشْرَبي وَطَعَاميا |