حَكَتْ خَيْرَ الأَنَامِ عُلا وفخراً |
|
وَحَيْدَرَ في الفصيحِ مِنَ المَقَالِ |
وَفَاطِمَ عِفَّةً وَتُقَىً وَمَجْداً |
|
وأخلاقاً وفي كَرَمِ الْخِلاَلِ |
ربيبةُ عِصْمَة طَهُرَتْ وَطَابَتْ |
|
وَفَاقَتْ في الصفاتِ وفي الفِعَآلِ |
فكانت كالأئمَّةِ في هُدَاها |
|
وإنقاذِ الأَنَامِ من الضَّلاَلِ |
وكانت في المصلَّى إِذْ تُنَاجي |
|
وتدعو اللهَ بالدَّمْعِ المُذَالِ |
رَوَتْ عن أُمِّها الزهرا عُلُوماً |
|
بها وَصَلَتْ إلى حَدِّ الكَمَالِ |
فلولا أُمُّها الزهراءُ سَادَتْ |
|
نِسَاءَ العالمينَ بلا جِدَالِ |
مَرَرْتُ على أبياتِ آلِ محمَّد |
|
فَلَمْ أَرَها أَمْثَالَها يومَ حَلَّتِ |
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّمْسَ أضحت مريضةً |
|
لِفَقْدِ حسين والبلادَ اقشعرَّتِ |
وكانوا رجاءاً ثمَّ أَضْحَوا رَزِيَّةً |
|
لَقَدْ عَظُمَتْ تلك الرزايا وجَلَّتِ |
وتسألُنا قَيْسٌ فَنُعْطِي فَقِيرَها |
|
وَتَقْتُلُنا قيسٌ إذَا النَّعْلُ زَلَّتِ |
وعندَ غَنِيٍّ قَطْرَةٌ من دِمَائِنا |
|
سَنَطْلُبُهم يوماً بها حيثُ حَلَّتِ |
فَلاَ يُبْعِدُ اللهُ الديارَ وأهلَها |
|
وَإِنْ أصبحت منهم برَغْم تَخَلَّتِ |
فإِنَّ قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشم |
|
أذلَّ رِقَابَ المسلمينَ فَذَلَّتِ |
وقد أَعْوَلَتْ تبكي السَّماءُ لِفَقْدِهِ |
|
وأنجمُنا ناحت عليه وصلَّتِ (2) |
لَمْ أَنْسَ لمَّا عاد من أَسْرِ العِدَى |
|
سرّاً لِيَدْفُنَ جِسْمَ خيرِ قتيلِ |
ورآه مطروحاً وقد حفَّتْ به |
|
قومٌ تَنَحَّوا خِيْفَةَ التنكيلِ |
وَمُذِ استبانوا الحُزْنَ قالوا إنَّنا |
|
جِئْنا لِنَدْفُنَ سِبْطَ خَيرِ رَسُولِ |
لكنْ لِرَفْعِ الجسمِ والتحريكِ لم |
|
نَرَ كُلُّنا من قُدْرَة وسبيلِ |
فَدَعَا بِبَارِيَة هناك وَلَفَّهُ |
|
فيها بلا كَفَن وَلاَ تغسيلِ |