المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 408

قام صلوات الله عليه.
ولله درّ السيد حيدر الحلي عليه الرحمة إذ يقول :
فَتَلَقَّى الجُمُوعَ فَرْداً ولكنْ كُلُّ عُضْو في الرَّوْعِ منه جُمُوعُ
رُمْحُهُ مِنْ بَنَانِهِ وَكَأنْ مِنْ عَزْمِهِ حَدُّ سَيْفِهِ مطبوعُ
زَوَّجَ السَّيْفَ بالنُّفُوسِ ولكنْ مَهْرُها الموتُ وَالخِضَابُ النَّجِيعُ

ويقول في رائعة أخرى :
رَكِينٌ وَلِلأَرْضِ تَحْتَ الْكُمَاةِ رَجِيفٌ يُزَلْزِلُ ثَهْلاَنَها
أَقَرُّ على الأرضِ مِنْ ظَهْرِهَا إِذَا مَلْمَلَ الرُّعْبُ أَقْرَانَها
تَزِيدُ الطَّلاَقَةُ في وَجْهِهِ إِذَا غَيَّرَ الْخَوْفُ أَلْوَانَها
عَفِيراً مَتَى عَايَنَتْهُ الكُمَاةُ يَخْتَطِفِ الرُّعْبُ ألْوَانَها
فَمَا أَجْلَت الحربُ عَنْ مِثْلِهِ صَرِيعاً يُجَبِّنُ شُجْعَانَها

قال : وخرجت زينب من الفسطاط وهي تنادي : واأخاه! واسيِّداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل.
قال : وصاح الشمر : ما تنتظرون بالرجل ؟ فحملوا عليه من كل جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كتفه ، وضرب الحسين زرعة فصرعه ، وضربه آخر على عاتقه المقدَّس بالسيف ضربة كبا ( عليه السلام ) بها لوجهه ، وكان قد أعيى ، وجعل ( عليه السلام ) ينوء ويكبو ، فطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ، ثمَّ انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ، ثمَّ رماه سنان أيضاً بسهم فوقع السهم في نحره ، فسقط ( عليه السلام ) وجلس قاعداً ، فنزع السهم من نحره ، وقرن كفّيه جميعاً ، وكلَّما امتلأتا من دمائه خضّب بهما رأسه ولحيته ، وهو يقول : هكذا حتى ألقى الله مخضَّباً بدمي ، مغصوباً عليَّ حقّي (1).

(1) اللهوف ، ابن طاووس : 72 ـ 74.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 409

قال حميد بن مسلم : وخرجت زينب بنت علي ( عليه السلام ) وهي تقول : ليت السماء انطبقت على الأرض ، يا عمر بن سعد! أيقتل أبو عبدالله وأنت تنظر إليه ؟ ودموع عمر تسيل على خدّيه ولحيته ، وهو يصرف وجهه عنها ، والحسين ( عليه السلام ) جالس ، وعليه جبّة خزٍّ ، وقد تحاماه الناس ، فنادى شمر : ويلكم ، ما تنتظرون به ؟ قد أثخنته الجراح والسهام اقتلوه ثكلتكم أمّهاتكم ، فحملوا عليه من كل جانب قال الراوي : وهو يكبو مرّة ويقوم أخرى ، فحمل عليه سنان في تلك الحال فطعنه بالرمح فصرعه وفي رواية فوقع ( عليه السلام ) على خده الأيمن ، وقال لخولي بن يزيد : اجتزَّ رأسه! فضعف وارتعدت يده ، فقال له سنان : فتَّ الله عضدك ، وأبان يدك ، فنزل إليه شمر لعنه الله ، وكان اللعين أبرص ، فضربه برجله فألقاه على قفاه ، ثمَّ أخذ بلحيته ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي ، فقال : أتشبِّهني بالكلاب ؟ ثمَّ جعل يضرب بسيفه مذبح الحسين ( عليه السلام ).
وروى في المناقب بإسناده عن محمد بن عمرو بن الحسن قال : كنّا مع الحسين بنهر كربلا ، ونظر إلى شمر بن ذي الجوشن وكان أبرص فقال : الله أكبر ! الله أكبر ! صدق الله ورسوله ، قال رسول الله : كأنّي أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دم أهل بيتي.
وقيل : جاء إليه شمر وسنان بن أنس ، والحسين ( عليه السلام ) بآخر رمق ، يلوك لسانه من العطش ، ويطلب الماء ، فرفسه شمر ـ لعنه الله ـ برجله ، وقال : يا ابن أبي تراب! ألست تزعم أنّ أباك على حوض النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) يسقي مَنْ أحبَّه ، فاصبر حتى تأخذ الماء من يده ، ثم قال لسنان : اجتزَّ رأسه قفاء ، فقال سنان : والله لا أفعل ، فيكون جدُّه محمد ( صلى الله عليه وآله ) خصمي.
فغضب شمر لعنه الله ، وجلس على صدر الحسين ، وقبض على لحيته ، وهمَّ بقتله ، فضحك الحسين ( عليه السلام ) ، فقال له : أتقتلني ولا تعلم من أنا ؟ فقال : أعرفك حقَّ

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 410

المعرفة : أمُّك فاطمة الزهراء ، وأبوك عليُّ المرتضى ، وجدُّك محمد المصطفى أقتلك ولا أبالي ، فضربه بسيفه اثنتا عشرة ضربة ، ثم جزَّ رأسه صلوات الله وسلامه عليه ، ولعن الله قاتله ومقاتله والسائرين إليه بجموعهم.
فتك العصفور بالصقر فياللعجب ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حيدر آجرك الله بعالي الرتب أدرك الأعداء منه ثار بدر وحنين
ذبح الشمرُ حسيناً ليتني كنتُ فداه وغدا الأملاك تنعاه خصوصاً عتقاه
مادرى الملعون شمرٌ أيَّ صدر قد رقاه صدر من داس فخاراً فوق هام الفرقدين

قال ابن شهر آشوب عليه الرحمة : روى أبو مخنف عن الجلودي أنه لمَّا صُرع الحسين ( عليه السلام ) جعل فرسه يحامي عنه ، ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه ، حتى قتل الفرس أربعين رجلا ، ثم تمرَّغ في دم الحسين ( عليه السلام ) ، وقصد نحو الخيمة وله صهيل عال ، ويضرب بيده الأرض.
وقال السيِّد رضي الله عنه : فلمَّا قتل صلوات الله عليه ارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة ، فيها ريح حمراء ، لا ترى فيها عين ولا أثر ، حتّى ظنَّ القوم أنَّ العذاب قد جاءهم ، فلبثوا كذلك ساعة ثمَّ انجلت عنهم.
وروى هلال بن نافع ، قال : إنّي لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ : أبشر أيُّها الأمير ، فهذا شمر قد قتل الحسين ، قال : فخرجت بين الصفّين فوقفت عليه ، وإنه ليجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قط قتيلا مضمَّخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً ، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيبته عن الفكرة في قتله ، فاستسقى في تلك الحالة ماء ، فسمعت رجلا يقول : لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها ، فسمعته يقول : أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها ؟ بل أرد على جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأسكن معه في داره ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأشرب من ماء غير آسن ، وأشكوا إليه ما ركبتم منّي وفعلتم بي ، قال :

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 411

فغضبوا بأجمعهم حتّى كأنّ الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئاً ، فاجتزّوا رأسه ، وإنه ليكلِّمهم ، فتعجَّبت من قلّة رحمتهم ، وقلت : والله لا أجامعكم على أمر أبداً (1).
وجاء في الزيارة الناحية الشريفة : حتّى نكّسوك عن جوادك ، فهويت إلى الأض جريحاً ، تطؤك الخيول بحوافرها ، وتعلوك الطغاة ببواترها ، قد رشح للموت جبينك ، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك ، تدير طرفاً خفيّاً إلى رحلك وبيتك ، وقد شُغلت بنفسك عن ولدك وأهلك ، وأسرع فرسك شارداً ، وإلى خيامك قاصداً ، محمحماً باكياً ، فلمّا رأين النساء جوادك مخزيّاً ، ونظرن سرجك عليه ملويّاً ، برزن من الخدور ، ناشرات الشعور على الخدود ، لاطمات الوجوه ، سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزِّ مذلَّلات ، وإلى مصرعك مبادرات ، والشمر جالس على صدرك ، مولغ سيفه على نحرك ، قابض على شيبتك بيده ، ذابح لك بمهنَّده ، قد سكنت حواسك ، وخفيت أنفاسك ، ورُفع على القنا رأسك.
وروى محمد بن إسماعيل الرازي ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) قال : قلت له : جُعلت فداك ، ما تقول في الصوم فإنه قد روي أنهم لا يوفَّقون لصوم ؟ فقال : أما إنّه قد أجيبت دعوة المَلَك فيهم ، قال : فقلت : وكيف ذلك جعلت فداك ؟ قال : إن الناس لما قتلوا الحسين صلوات الله عليه أمر الله تبارك وتعالى مَلكاً ينادي : أيَّتها الأمَّة الظالمة القاتلة عترة نبيِّها! لاوفَّقكم الله لصوم ولا لفطر (2).
وروي عن رزين ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : لما ضُرب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) بالسيف فسقط رأسه ثمَّ ابتدر ليقطع رأسه نادى مناد من بطنان العرش :

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 45/47 ـ 57.
(2) الكافي ، الكليني : 4/169 ح 1.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 412

ألا أيَّتها الأمَّة المتحيِّرة الضالّة بعد نبيِّها! لا وفَّقكم الله لأضحى ولا لفطر ، قال : ثمَّ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : فلا جرم والله ما وفِّقوا ولا يُوفَّقون حتى يثأر ثائر الحسين ( عليه السلام ) (1) ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :
لاَ عِيْدَ لِلإسْلاَمِ بَعْدَ كَرْبَلا إِذْ ظَفَرَ الشِّرْكُ بِأَرْبَابِ الْوِلاَ
فَأَطْعَمَتْ جُسُومَها بِيْضَ الظُّبَا وَتَوَّجَتْ بِالرُّوْسِ مِنْهُ الأَسَلاَ

ويقول أيضاً :
لَمْ يُبْقِ يومُ السِّبْطِ في الأعْيادِ مِنْ يوم لِمَنْ وَالاَهُ فيه سُرُورُ
مَلأَ الزَّمَان شَجَاً بِخَطْب لَمْ يَكُنْ أبداً له في الحَادِثَاتِ نظيرُ (2)

المجلس التاسع ، من يوم عاشوراء

نهي أهل البيت ( عليهم السلام ) عن الصيام في يوم عاشوراء
وإظهار بني أمية فيه الفرح والسرور

جاء في زيارة عاشوراء : اللهم! إن هذا يوم تبركت به بنو أمية وابن آكلة الأكباد اللعين ابن اللعين على لسانك ولسان نبيك ( صلى الله عليه وآله ) في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك ، وجاء فيها أيضا : وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليهم ، اللهم! فضاعف عليهم اللعن والعذاب ، اللهم! إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالاة لنبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام (3).

(1) الكافي ، الكليني : 4/170 ح 3.
(2) الشواهد المنبرية ، الشيخ علي الجشي : 53.
(3) مصباح المتهجد ، الشيخ الطوسي : 775.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 413

فلقد سن بنو أمية للناس الفرح يوم عاشوراء وأمروا الناس بصيامه ، واتخذوه يوم فرح وسرور ، وفي ذلك يقول بعض الشعراء :
كانت مآتم بالعراق تعدها أمية في الشام من أعيادها

فالصوم لا يكون إلا عن شكر ، ولا صوم في يوم عاشوراء لأنه يوم مصيبة ، وهو يوم يتشأم به آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) كما جاء في الرواية ، لكن بنو أمية أمروا الناس بصيام عاشوراء فرحا بمقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وقد نص على ذلك أهل البيت ( عليهم السلام ) في كلماتهم ووصاياهم الشريفة ، ونبهوا أصحابهم وشيعتهم على ذلك.
ومن ذلك ما روي عن جعفر بن عيسى قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن صوم عاشورا وما يقول الناس فيه ، فقال : عن صوم ابن مرجانة (1) تسألني ، ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين ( عليه السلام ) وهو يوم يتشأم به آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ويتشأم به أهل الإسلام واليوم الذي يتشأم به أهل الإسلام لا يُصام ولا يتبرك به ، ويوم الإثنين يوم نحس قبض الله عز وجل فيه نبيه وما أصيب آل محمد إلا في يوم الإثنين فتشأمنا به ، وتبرك به عدونا ، ويوم عاشورا قتل الحسين صلوات الله عليه وتبرك به ابن مرجانة ، وتشأم به آل محمد صلى الله عليهم ، فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان حشره مع الذين سنوا صومهما و التبرك بهما (2).
وروي عن زيد النرسي قال : سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن صوم يوم عاشورا فقال : من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد ، قال : قلت : وما كان حظهم من ذلك اليوم ؟ قال : النار أعاذنا الله

(1) يعني به عبيد الله بن زياد حاكم الكوفة من قبل يزيد بن معاوية زاد الله في النار عذابهما. والأدعياء : جمع دعي وهو المتهم في نسبه أي ولد الزنا.
(2) الكافي ، الكليني : 4/146 ح 5.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 414

من النار ومن عمل يُقرِّب من النار (1).
وروي عن عبد الملك قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن صوم تاسوعا وعاشورا من شهر المحرم فقال : تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه ، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها ، واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم ، وأيقنوا أن لا يأتي الحسين ( عليه السلام ) ناصر ولا يمده أهل العراق ـ بأبي المستضعف الغريب ـ ثم قال : وأما يوم عاشورا فيومٌ أصيب فيه الحسين ( عليه السلام ) صريعا بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله ( عراة ) أفصومٌ يكون في ذلك اليوم ؟! لا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم ، وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام ، فمن صامه أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه.. (2).
وروي عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة ، قلت : فصوم يوم عاشوراء ؟ قال : ذاك يوم قُتل فيه الحسين ( عليه السلام ) ، فإن كنت شامتا فصم ، ثم قال : إن آل أمية نذرواً نذرا إن قتل الحسين ( عليه السلام ) أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا ، ويُفرِّحون أولادَهم ، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم ، فلذلك يصومونه ويدخلون على أهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم ، ثم قال : إن الصوم لا يكون للمصيبة ، ولا يكون إلا شكرا للسلامة ، وإن الحسين ( عليه السلام )

(1) الكافي ، الكليني : 4/147.
(2) الكافي ، الكليني : 4/147 ح 7.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 415

أصيب يوم عاشوراء إن كنت فيمن أُصيب به فلا تصم ، وإن كنت شامتا ممن سره سلامة بني أمية فصم شكراً لله تعالى (1).
ويقول أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية ، بعد ذكر ما جرى على الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء : فأما بنو أمية ، فقد لبسوا فيه ما تجدد ، وتزينوا واكتحلوا وعيّدوا ، وأقاموا الولائم والضيافات ، وأطعموا الحلاوات والطيبات ، وجرى الرسم في العامة على ذلك أيام ملكهم ، وبقي فيهم بعد زواله عنهم ، وأما الشيعة ، فإنهم ينوحون ، ويبكون ، أسفا لقتل سيد الشهداء ( عليه السلام ) فيه (2).
ويقول المقريزي بعد أن ذكر أن العلويين المصريين كانوا يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن ، تتعطل فيه الأسواق ، قال : فلما زالت الدولة اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور ، يوسعون فيه على عيالهم ، وينبسطون في المطاعم ، ويتخذون الأواني الجديدة ، ويكتحلون ، ويدخلون الحمام جريا على عادة أهل الشام ، التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ، ليرغموا به آناف شيعة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن على الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، لأنه قتل فيه ، قال : وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب من اتخاذ عاشوراء يوم سرور وتبسط (3).
وقال الزرندي : ـ في معرض كلامه عن النواصب والجهلة الذين اتخذوا يوم عاشوراء يوم عيد وفرح ، قال : فاتخذوا هذا اليوم عيدا ، وأخذوا في إظهار الفرح والسرور ، إما لكونهم من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، وإما من الجهال... فأظهروا الزينة كالخضاب ، ولبس الجديد من الثياب ، والاغتسال ،

(1) وسائل الشيعة ( آل البيت ) ( عليهم السلام ) الحر العاملي : 10/462 ح 7.
(2) الكنى والألقاب ، الشيخ عباس القمي : 1/431 ، وراجع : عجائب المخلوقات ، مطبوع بهامش حياة الحيوان 1/115.
(3) الخطط والآثار للمقريزي : 1/490.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 416

وتوسع النفقات ، وطبخ الأطعمة والحبوب الخارجة عن العادات ، ويفعلون فيه ما يُفعل بالأعياد ، ويزعمون أن ذلك من السنة والمعتاد ، والسنة ترك ذلك كله ، فإنه لم يرد في ذلك شيء يعتمد عليه ، ولا أثر صحيح يعول ويرجع إليه ؟
وقد سئل بعض العلماء الأعيان المشار إليه في علم الحديث وعلم الأديان عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الإكتحال والإغتسال والحناء ولبس الثياب الجدد ، وإظهار السرور وغير ذلك ؟ فقال : لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من الأئمة المسلمين ، والأئمة الأربعة ولا غيرهم ، ولم يروي أهل الكتب المعتمدة من ذلك شيئا عن النبي ( صلى الله عليه وآله ).. لا صحيحا ولا ضعيفا ؟
وما روي عن بعض المتأخرين في ذلك أن من اكتحل في يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام ، ومن اغتسل فيه لم يمرض ذلك العام ، ومن وسع على عياله فيه وسع الله عليه سائر سنته ، وأمثال ذلك.. كله كذب موضوع (1).
أقول : فيا أيها الموالي لأهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حق لك البكاء والحزن في هذا اليوم على مصاب ورزء ريحانة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقرة عين الزهراء البتول ( عليها السلام ) ، فياله من مصاب جلل ، ورزء تتصدع له الجبال الرواسي ، فهذا المصاب الجلل قد أحزن وأبكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين وفاطمة سيدة النساء والحسن المجتبى وسائر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ).
جاء في الزيارة الناحية الشريفة المروية عن الإمام الحجة أرواحنا له الفداء يُخاطب الحسين سيد الشهداء ( عليه السلام ) : كنت للرسول ( صلى الله عليه وآله ) ولدا ، وللقرآن منقذا ، وللأمة عضدا ، وفي الطاعة مجتهدا ، حافظاً للعهد والميثاق ، ناكباً عن سبل الفساق ، باذلا للمجهود ، طويلَ الركوع والسجود ، زاهداً في الدنيا زُهدَ الراحل عنها ،

(1) نظم درر السمطين ، الزرندي الحنفي : 229 ـ 230.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 417

ناظراً إليها بعين المستوحشين منها ، آمالُك عنها مكفوفة ، وهمتُك عن زينتها مصروفة ، والحِاظك عن بهجتِها مطروفة ، ورغبتُك في الآخرة معروفة ، حتى إذا الجور مدَّ باعَه ، وأسفَر الظُلم قناعه ، ودعا الغي أتباعه ، وأنت في حرم جدك قاطن ، وللظالمين مباين ، جليس البيت والمحراب معتزل عن اللذات والشهوات ، تُنكرُ المنكرَ بقلبك ولسانك ، على قدر طاقتك وإمكانك.
ثم اقتضاك العلم للإنكار ، ولزمك أن تجاهد الفجار ، فسرت في أولادك وأهاليك ، وشيعتك ومواليك ، وصدعت بالحق والبينة ، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأمرت بإقامة الحدود ، والطاعة للمعبود ، ونهيت عن الخبائث والطغيان ، وواجهوك بالظلم والعدوان ، فجاهدتهم بعد الايعاظ لهم ، وتأكيد الحجة عليهم ، فنكثوا ذِمامك وبيعتك ، وأسخطوا ربك وجدك ، وبدؤوك بالحرب ، فَثبتَّ للطعن والضرب ، وطحنت جنود الفجار ، واقتحمت قسطل الغبار ، مجالدا بذي الفقار ، كأنك علي المختار ، فلما رأوك ثابت الجأش ، غير خائف ولا خاش ، نصبوا لك غوائل مكرهم ، وقاتلوك بكيدهم وشرهم ، وأمر اللعين جنوده ، فمنعوك الماء ووروده ، وناجزوك القتال ، وعاجلوك النزال ، ورشقوك بالسهام والنبال ، وبسطوا إليك أكف الاصطلام ، ولم يرعوا لك ذماما ، ولا راقبوا فيك آثاما ، في قتلهم أولياءك ، ونهبهم رحالك ، أنت مقدم في الهبوات ، ومحتمل للأذيات ، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات ، وأحدقوا بك من كل الجهات ، وأثخنوك بالجراح ، وحالوا بينك وبين الرواح ، ولم يبق لك ناصر ، وأنت محتسب صابر ، تذب عن نسوتك وأولادك.
حتى نكسوك عن جوادك ، فهويت إلى الأرض جريحا ، تطؤك الخيول بحوافرها ، وتعلوك الطغاة ببواترها ، قد رشح للموت جبينك ، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك ، تُدير طرفا خفيا إلى رحلك وبيتك ، وقد

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 418

شُغلت بنفسك عن ولدك وأهلك ، وأسرع فرسك شاردا ، وإلى خيامك قاصدا ، محمحماً باكيا ، فلما رأين النساءُ جوادَك مخزيا ، ونظرن سرجك عليه ملويا ، برزن من الخدور ، ناشرات الشعور على الخدود ، لاطمات الوجوه ، سافرات وبالعويل داعيات ، وبعد العز مذللات ، وإلى مصرعك مبادرات والشمر جالس على صدرك ، مولغ سيفه على نحرك ، قابض على شيبتك بيده ، ذابح لك بمهنده ، قد سكنت حواسك ، وخفيت أنفاسك ، ورُفع على القنا رأسك (1).
والشمرُ مشتغلٌ في ذبحه عِجلٌ والسبطُ منجدلٌ يدعو ويبتهلُ
عجِبتُ من فَتكِ شمر بالحسينِ وقد رقى على الصدرِ ظُلماً وهو مُنتعِلُ
كيفَ استطاع لصدرِ الصدرِ مُرتقياً ودونَ أدنى سُراقي كَعبه زُحلُ
أفدي الحسينَ طريحاً لا ضريحَ له ومالَهُ غيرُ قاني نحرهِ غُسُلُ
دِماؤُه هَطلت للشيبِ مِنه طَلت والجسمُ قد حَجلتَ من فوقهِ الحُجلُ
والرأسُ مُرتفعٌ مِن فوقِ مُنتَصب يبكي على حَملهِ المريخُ والحملُ (2)
ذَبح الشمرُ حسيناً ليتني كنتُ وقاه جعل الأملاكَ تبكيه خصوصاً عُتقاه
مادرى المعلونُ شمرٌ أيَّ صدر قد رقاه صدر من سادَ فَخاراً فوقَ هامِ الشرطين
بينها زينبُ قرحى الجفنِ ولهى وثكول تَلطمُ الخدَ وفي أحشائِها الحزنُ يجول
تندبُ السبطَ بقلب واجد وهي تقول قد أصابتني بنور العينِ حسادي بعين


(1) المزار ، المشهدي : 502 ـ 505.
(2) رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 629 ، الأبيات وما بعدها لشاعر أهل البيت ( عليهم السلام ) الشيخ حسن الدمستاني عليه الرحمة.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 419

المجلس الأول من ليلة الحادية عشر

مصيبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحزنه بمقتل الحسين (عليه السلام)

جاء في الزيارة الناحية الشريفة : لقد قتلوا بقتلك الإسلام ، وعطلوا الصلاة والصيام ، ونقضوا السُنَنَ والأحكام ، وهدموا قواعد الإيمان ، وحرفوا آيات القرآن ، وهملجوا في البغي والعدوان ، لقد أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) موتورا ، وعاد كتابُ الله عزّوجل مهجورا ، وغودر الحق إذ قُهرت مقهورا ، وفُقد بفقدِك التكبير والتهليل ، والتحريم والتحليل ، والتنزيل والتأويل ، وظهر بعدك التغيير والتبديل ، والإلحاد والتعطيل ، والأهواء والأضاليل ، والفتن والأباطيل.
فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فنعاك إليه بالدمع الهطول ، قائلا : يا رسول الله قُتل سبطُك وفتاك ، واستُبيح أهلُك وحماك ، وسُبيت بعدك ذراريك ، ووقع المحذورُ بعترتك وذويك ، فانزعج الرسولُ وبكى قلبُه المهول ، وعزاه بك الملائكةُ والأنبياءُ ، وفُجعت بك أمُك الزهراء ، واختلفت جنودُ الملائكة المقربين ، تُعزي أباك أميرالمؤمنين ، وأُقيمت لك المآتم في أعلا عليين ، ولطمت عليك الحور العين ، وبكت السماء وسُكانها ، والجنانُ وخُزانها ، والهضابُ وأقطارُها ، والأرضُ وأقطارُها ، والبحارُ وحيتانُها ، ومكةُ وبنيانُها ، والجنانُ وولدانُها ، والبيتُ والمقامُ ، والمشعرُ الحرام ، والحلُ والإحرام (1).
روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة بالإسناد عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : أصبحت يوماً أم سلمة رضي الله عنها تبكي فقيل لها : مم بكاؤكِ ؟ فقالت : لقد قُتل ابني الحسين الليلة ، وذلك أنني ما رأيت رسول الله مُنذ

(1) المزار ، المشهدي : 505.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 420

مضى إلا الليلة فرأيته شاحباً كئيباً فقالت : قلت : ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً ؟ قال : ما زلتُ الليلةَ أحفرُ القبورَ للحسينِ وأصحابهِ عليه وعليهم السلام (1).
وروي أن سلمى المدنية ، قالت : دفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أم سلمة قارورة فيها رمل من الطف ، وقال لها : إذا تحول هذا دماً عبيطاً فعند ذلك يُقتل الحسين ، قالت سلمى : فارتفعت واعيةٌ من حجرة أم سلمة ، فَكنتُ أولَ من أتاها ، فقلت : ما دهاكِ يا أمَّ المؤمنينِ ؟ قالت : رأيتُ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام والترابُ على رأسه ، فقلت : ما لكَ ؟ فقال : وثبَ الناسُ على ابني فقتلوه ، وقد شهدتُه قتيلا الساعة ، فاقشعر جلدي فوثبتُ إلى القارورة فوجدتُها تفورُ دماً ، قالت سلمى : فرأيتُها موضوعةً بين يديها.
وروى زر بن حبيش ، عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، فقلت لها : ما يُبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام وعلى رأسه ولحيته أثرُ التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله مغبراً ؟ قال : شهدت قتلَ الحسينِ آنفاً (2).
وروى الشيخ الطوسي عليه الرحمة عن ابن عباس قال : بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صُراخاً عظيماً عالياً من بيت أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )فخرجتُ يتوجه بي قائدي إلى منزلها وأقبلَ أهلُ المدينةِ إليها الرجالُ والنساءُ ، فلما انتهيت إليها قلت : يا أمَّ المؤمنينِ مالكِ تَصرخينَ وتغوثينَ ؟ فلَمْ تُجبني وأقبلت على النسوة الهاشميات ، وقالت : يا بنات عبد المطلب اسعديني وابكين معي فقد قُتل واللهِ سيدكُنَّ وسيدُ شبابِ أهلِ الجنة ، قد واللهِ قُتلَ سبطُ رسولِ اللهِ وريحانتهِ الحسين ، فقلت : يا أمَّ المؤمنين ، ومن أينَ عَلمتِ ذلك ؟ قالت : رأيتُ رسولَ اللهِ في المنام

(1) الأمالي ، الطوسي : 90 ح49 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 45/230.
(2) بحار الأنوار ، المجلسي : 45/232 ح3 ، سنن الترمذي : 5/323 ، المستدرك ، الحاكم : 4/19.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 421

الساعة شعثاً مذعوراً فسألته عن شأنه ذلك  ، فقال : قُتل ابني الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيتهِ اليوم  ، فدفنتُهم  ، والساعة فرغت من دفنهم.
قالت : فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل  ، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلا فقال : إذا صارت هذه التربة دماً فقد قُتل ابنك  ، وأعطانيها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : اجعلي هذه التربة في زجاجة أو قال في قارورة ولتكن عندك  ، فإذا صارت دماً عبيطاً فقد قُتل الحسين  ، فرأيتُ القارورةَ الآن وقد صارت دماً عبيطاً تفور.
قال : فأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها  ، وجعلت ذلك اليومَ مأتماً ومناحةً على الحسين ( عليه السلام ) فجاءت الركبانُ بخبرهِ وأنه قُتل في ذلك اليوم.
قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير عنه قال : فلما كانت الليلة القابلة رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في منامي أغبرَ أشعث  ، فذكرت له ذلك  ، وسألته عن شأنه فقال لي : ألم تعلم أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه (1).
وذكر العلامة المجلسي عليه الرحمة : عن بعض كتب المناقب عن أحمد بن جعفر القطيفي بالإسناد عن عمار أن ابن عباس رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في منامه يوماً بنصف النهار  ، وهو أشعث أغبر  ، في يده قارورةٌ فيها دم فقال : يا رسول الله ما هذا الدم  ؟ قال : دمُ الحسينِ لم أزل التقطه مُنذُ اليوم  ، فأُحصي ذلك اليوم  ، فوُجد أنه قُتل في ذلك اليوم (2).
قال الشريف الرضي عليه الرحمة :
كربلا لا زلت كرباً وبلا مالقي عندك آل المصطفى


(1) الأمالي  ، الطوسي : 314 ـ 315 ح87.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/231 ح3  ، المستدرك  ، الحاكم : 4/398  ، المعجم الكبير  ، الطبراني : 3/110.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 422

كم على تُربك لما صُرعوا من دم سالَ ومن دمع جرى
وضيوفٌ لفلاةِ قفرة نزلوا فيها على غير قِرى
لم يذوقوا الماءَ حتى اجتمعوا بحدا السيفِ على ورد الردى
تَكسفُ الشمسُ شموساً منهمُ لا تُدانيها علواً وضيا
وتنوشُ الوحشُ من أجسادهِم أرجل السبق وإيمان الندا
ووجوهاً كالمصابيح فمن قمر غابَ ومن نجم هوى
غيرتهن الليالي وغدا جائر الحكم عليهم البلى
يا رسول الله لو عاينتهم وهمُ ما بين قتل وسبى
من رميض يُمنع الظل ومن عاطش يُسقى أنابيبَ القنا
ومسوق عاثر يُسعى به خلف محمول على غير وطا
جُزروا جَزرَ الأضاحي نَسلهَ ثم ساقوا أهلهَ سوقَ الإما


السابق السابق الفهرس التالي التالي