مَنْ ذا يقدِّمُ لي الجَوَادَ وَلاَمَتِي |
|
وَالصَّحْبُ صَرْعى والنصيرُ قليلُ |
فَأَتْتهُ زينبُ بالجَوَادِ تَقُودُهُ |
|
والدَّمْعُ مِنْ ذِكْرِ الْفِرَاقِ يَسِيلُ |
وتقولُ قد قَطَّعْتَ قلبي يَا أَخِي |
|
حُزْناً وياليتَ الجبالَ تزولُ |
وَلِمَنْ تُنَادي والحُمَاةُ عَلَى الثَّرَى |
|
صَرْعَى وَلاَ مِنْهُمْ يُبَلُّ غَلِيلُ |
مَا في الخيامِ وَقدْ تَفَانَى أَهْلُها |
|
إلاَّ نِسَاءٌ وُلَّهٌ وَعليلُ |
أَرَأَيْتَ أُخْتاً قد أتت لِشَقِيقِهَا |
|
فَرَسَ الْمَنُونِ وَلاَحِمَىً وكفيلُ |
فَتَبَادَرَتْ منه الدُّمُوعُ وَقَالَ يَا |
|
أُخْتَاهُ صبراً فالمصابُ جليلُ |
فبكت وقالت يابنَ أُمّي ليس لي |
|
وَعَلَيْكَ ما الصَّبْرُ الجميلُ جميلُ |
يَا نُوْرَ عَيْني يَا حُشَاشَةَ مُهْجَتي |
|
مَنْ لِلنِّسَاءِ الضَّائِعَاتِ دليلُ |
وَرَنَتْ إلى نَحْوِ الخيامِ بِعَوْلَة |
|
عُظْمَى تَصُبُّ الدَّمْعَ وَهِيَ تقولُ |
قُومُوا إِلَى التوديعِ إنَّ أَخِي دَعَا |
|
بِجَوَادِهِ إِنَّ الفِرَاقَ طويلُ |
فَخَرَجْنَ رَبَّاتُ الخُدُورِ عَوَاثِراً |
|
وَغَدَا لها نَحْوَ الحسينِ عويلُ |
اللهُ مَا حَالُ العليلِ وَقَدْ رَأَى |
|
تلك المَدَامِعَ لِلْوِدَاعِ تسيلُ (1) |
أنا ابنُ عليِّ الطُّهْرِ من آلِ هَاشِم |
|
كَفَاني بهذا مَفْخَراً حين أَفْخَرُ |
وَجَدّي رسولُ اللهِ أَكرمُ مَنْ مَضَى |
|
ونحنُ سِرَاجُ اللهِ في الخَلْقِ نَزْهُرُ |
وَفَاطِمٌ أمّي من سُلاَلةِ أحمد |
|
وَعَمِّيَ يُدْعَى ذَا الْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ |
وفينا كِتَابُ اللهِ أُنْزِلَ صَادِقاً |
|
وفينا الْهُدَى والْوَحْيُ بالخيرِ يُذْكَرُ |
ونحنُ أَمَانُ اللهِ للنَّاسِ كُلِّهِمْ |
|
نُسِرُّ بهذا في الأَنَامِ وَنَجْهَرُ |
ونحنُ وُلاَةُ الْحَوْضِ نَسْقِي ولاتَنَا |
|
بِكَأْسِ رَسُولِ اللهِ ما ليس يُنْكَرُ |
وَشِيْعَتُنا في الناسِ أَكْرَمُ شِيْعَة |
|
وَمُبْغِضُنا يومَ القيامةِ يَخْسَرُ |
وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ وَاحِدُ الناسِ واحدا |
|
يُكَابِدُ مِنْ أَعْدَائِهِ مَا يُكَابِدُ |
يُحَامي وَرَاءَ الطاهراتِ مجاهداً |
|
بِأَهلي وَبِي ذاك المحامي المجاهِدُ |
وَلاَ سِمِعَتْ أُذْنِي وَلاَ أُذْنُ سَامِع |
|
بِأَثْبَتَ منه في اللِّقَا وهو وَاحِدُ |
إلَى أَنْ أَسَالَ الطَّعْنُ وَالضَّرْبُ نَفْسَهُ |
|
فَخَرَّكُمَا يَهْوِي إلى الأرضِ سَاجِدُ |
فَلَهْفِي لَهُ والخيلُ منهنَّ صَادِرٌ |
|
خَضِيْبُ الحَوَامي مِنْ دِمَاهُ وَوَارِدُ |
فَأَيُّ فَتَىً ظَلَّت خُيُولُ أُمَيَّة |
|
تُعَادِي عَلَى جُثَْمانِهِ وَتُطَارِدُ |
وَأَعْظَمُ شيء أَنَّ شِمْرَاً لَهُ عَلَى |
|
جَنَاجِنِ صَدْر ابنِ النبيِّ مَقَاعِدُ |
فَشُلَّتْ يَدَاه حين يَفْرِي بِسَيْفِهِ |
|
مُقَلَّدَ مَنْ تُلْقَى إليه المَقَالِدُ |
وَإَنَّ قتيلا مَيَّزَ الشِّمْرُ شِلْوَهُ |
|
لأَكْرَمُ مفقود يُبَكِّيهِ فَاقِدُ (1) |
وَعَادَ أَبيُّ الضَّيْمِ بينَ عِدَاتِهِ |
|
وَنَاصِرُهُ الْبَتَّارُ وَالأَرنُ الْمُهْرُ |
فَتَىً تَرْجُفُ السَّبْعُ الطِّبَاقُ إذَا رَمَتْ |
|
بِصَاعِقَةِ الأقْدَارِ أَنْمُلُهُ الْعَشْرُ |
إِذَا جَنَّ لَيْلُ النَّقْعِ جَرَّدَ سَيْفَهُ |
|
فَيَنْشَقُّ فيه مِنْ سَنَا بَرْقِهِ فَجْرُ |
وَيُوْرِدُهُ مِثْلَ اللُّجَيْنِ بِهَامِهِمْ |
|
فَيَصْدُرُ عَنْهَا وَهُوَ مِنْ عَلَق تِبْرُ |
إِذَا نَظَمَتْ حَبَّ القُلُوبِ قَنَاتُهُ |
|
فللسيفِ في أَعْنَاقِ أَعْدَائِهِ نَثْرُ |
فَلاَ الوِتْرُ وِتْرٌ حينَ تَقْتَرِعُ الظُّبا |
|
وَلاَ الشَّفْعُ شَفْعٌ حين تَشْتَبِكُ السُّمْرُ (1) |
فَفَرَّقَ جَمْعَ القومِ حتّى كأنَّهم |
|
طُيُورُ بُغاث شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ |
فَأَذْكَرَهُمْ ليلَ الهريرِ فَأَجْمَعَ |
|
الكلابُ على اللَّيْثِ الْهِزَبْرِ وَقَدْ هَرُّوا |
هُنَاكَ فَدَتْهُ الصَّالِحونَ بِأنْفُس |
|
يُضَاعَفُ في يومِ الحِسَابِ لها الأَجْرُ |
وَحادُوا عَنِ الكُفَّارِ طَوْعاً لِنَصْرِهِ |
|
وَجَادَ لَهُ بالنفسِ مِنْ سعدِهِ الحُرُّ |
وَمَدُّوا إليه ذُبَّلا سَمْهَرِيَّةً |
|
لِطُولِ حَيَاةِ السِّبْطِ في مَدِّها جَزْرُ |
فَغَادَرَهُ في مَارِقِ الْحرْبِ مَارِقٌ |
|
بِسَهْم لِنَحْرِ السِّبْطِ مِنْ وَقْعِهِ نَحْرُ |
فَمَالَ عن الطرفِ الجَوَادِ أخو النَّدَى |
|
الجَوَادُ قتيلا حَوْلَهُ يَصْهَلُ المُهْرُ |
سِنَانُ سِنَان خَارِقٌ منه في الحَشَا |
|
وَصَارِمُ شِمْر في الوريدِ له شمرُ |
تجرُّ عليه العاصفاتُ ذُيُولَها |
|
وَمِنْ نَسْجِ أيدي الصَّافِنَاتِ له طِمْرُ |
فَرُجَّت له السبعُ الطِّبَاقُ وزُلزلت |
|
رَوَاسِي جِبَالِ الأرضِ والتطمَ البَحْرُ |
فَيَا لَكَ مقتولا بكته السَّمَا دَمَاً |
|
فَمُغْبَرُّ وَجْهِ الأرضِ بالدمِ مُحْمَرُّ |
مَلاَبِسُهُ في الحربِ حُمْرٌ من الدِّما |
|
وَهُنَّ غَدَاةَ الحشرِ من سُنْدُس خُضْرُ (1) |