في غَد يُشْرِقُ الصَّبَاحُ مُدَمَّىً |
|
وعلى التُّرْبِ أَنْجُمٌ مُطْفَآتُ |
واشتعالُ الرِّمالِ يُلْهِبُ أُفْقاً |
|
أَجَّجَتْهُ ضَغَائِنٌ وَهَنَاتُ |
وَالمَدَى الرَّحْبُ خَلْفَه يَتَوَارَى |
|
فيه غَابَتْ شُمُوسُهُ النيِّرَاتُ |
وَجُفُونُ السَّمَاءِ تَقْطُرُ دمعاً |
|
سَكَبَتْهُ عُيُونُها الباكياتُ |
عَلَّها تُطْفِىءُ اللَّظَى بَزُلاَل |
|
وَعَلَى الأَرضِ أَكْبُدٌ ظَامِئَاتُ |
أُغْلِقَتْ دونَها الينابيعُ عَذْباً |
|
بَعْدَمَا شَحَّ بالرُّوَاءِ الْفُرَاتُ |
أُيْبِسَ الطفُّ والقلوبُ جِفافٌ |
|
ونفوسٌ عن الرُّؤَى مُجْدِبَاتُ |
في غد تَمْلاَءُ الشِّعَابَ صَبَايَا |
|
وَنِسَاءٌ فَوَاجِعٌ ثَاكِلاَتُ |
وَرَأَى جَدَّهُ فأوحى إليهِ |
|
قَدْ تَدَانَى مِيْعادُ يومِ اللِّقَاءِ |
سيكونُ الإفطارُ منك بحقٍّ |
|
في غَد عندَنا بِوَقْتِ المساءِ |
بِكَ أَهْلُ الجِنانِ زَادُوا ابتشاراً |
|
والصفيحُ الأعْلَى بأصفى هَنَاءِ |
وَلَقَدْ جَاءَ من إِلهِ البرايا |
|
مَلَكٌ مِنْ أَكَارِمِ الأُمَنَاءِ |
لِيَصُونَ الدِّمَاءَ مِنْكَ احتفاظاً |
|
بَيْنَ جَنْبَيْ قَارُورَة خَضْرَاءِ (1) |
لا تتركي حَجَراً على حَجَرِ |
|
يا ليلةَ الأرزاءِ والكَدَرِ |
صُبِّي على الدنيا وما حَمَلَتْ |
|
من نارِ غَيْظِكِ مَارِقَ الشَّرَرِ |
يا ليلةً وَقَفَ الزمانُ بها |
|
وَجِلا يُدَوِّنُ أروعَ الصُّوَرِ |
وَقَفَ الحسينُ بها وَمَنْ مَعَهُ |
|
جبلاً وهم كَجَنَادِلِ الحَجَرِ |
ما هزَّهم عصفٌ ولا رعشت |
|
أعطافُهُمْ في دَاهِمِ الخَطَرِ |
يتمايلون وليس مِنْ طَرَب |
|
وَيُسامرون وليس في سَمَرِ |
إلاَّ مع البِيْضِ التي رَقَصَتْ |
|
بأَكُفِّهِمْ كَمَطَالِعِ الزُّهرِ |
يتلون سِرَّ الموتِ في سُوَر |
|
لَمْ يَتْلُها أحدٌ مع السُّوَرِ |
خفُّوا لداعي الموتِ يسبقُهُمْ |
|
عزمٌ تحدَّى جَامِدَ الصّخرِ |
وبناتُ آلِ اللهِ تَرْقُبُهُمْ |
|
بِعُيُونِها المرقاةِ بالسَّهَرِ |
يَا نَجْمُ دُونَكَ عن مَنَازِلِهِمْ |
|
لا تَقْتَرِبْ منها وَلاَ تَدُرِ |
لا تَسْتَمِعْ لنداءِ والهة |
|
مكلومة من بَطْشَةِ الْقَدَرِ |
للهِ قد نَذَرُوا بَقِيَّتَهُمْ |
|
وَتَسَابَقُوا يُوفُون بالنُّذُرِ |
نَامَتْ عُيُونُ الكونِ أجمعُها |
|
وَعُيُونُهُمْ مشبوحةُ النَّظَرِ (2) |