| وَإِنّ وليداً من عليٍّ وفاطم |
|
( لأكرمُ مَنْ نِيْطَتْ عليه تَمَائِمُهْ ) |
| فتحتفلُ الدنيا احتفاءً بِذِكْرِهِ |
|
وفي الملأ الأعلى تُقَامُ مَوَاسِمُهْ |
| وليدٌ حَبَاه اللهُ كلَّ كرامة |
|
فهيهاتَ تُحْصَى أَوْ تُعَدُّ مَكَارِمُهْ |
| هو البدرُ يلقى الرُّشْدَ مَنْ فيه يهتدي |
|
هو البحرُ لا يحوي سوى الدرِّ عَائِمُهْ |
| فطيماً نشا في خيرِ حِجْر وأَنْجَبَتْ |
|
به مِنْ ذُرَى خيرِ البُيُوتِ فَوَاطِمُهْ |
| أبوه عليٌّ والبتولةُ أُمُّه |
|
وَمُرْضِعُهُ الهادي وجبريلُ خَادِمُهْ |
| رأى الشِّرْكَ يُبني من جديد أَسَاسَهُ |
|
فثار عليه وهو بالسيفِ هَادِمُهْ |
| وَوَطَّدَ للإسلامِ عَرْشاً من العُلاَ |
|
أُقيمت بحدِّ المشرفيِّ دَعَائِمُهْ |
| وقد سنَّ للأحرارِ حيّاً وميّتاً |
|
طريقَ إباء وَاضحات مَعَالِمُهْ |
| تأسَّى أُبَاةُ الضيمِ فيه فَلَمْ تَرِدْ |
|
إلى مَنْهَل بالذلِّ مَرَّتْ مَطَاعِمُهْ |
| وَقَاوَمَ قوماً بالطفوفِ جُدُودُها |
|
إلى جَدِّه جاءت ببدر تُقَاومه |
| رأى حقَّه بين الطَّغَامِ موزَّعاً |
|
ودينَ أبيه تُسْتَحَلُ مَحَارِمُه |
| فأعلنها حَرْباً عَوَاناً بصارم |
|
به الغيُّ تنبو في القِرَاعِ صَوَارِمُهْ |
| فضحَّى لوَجْهِ اللهِ نفساً كريمةً |
|
ومن بَعْدِهِ للأَسْرِ سيقت كَرَائِمُه |
| ولو عاد حيّاً للخصامِ مَعَ العِدَا |
|
رأى أَلْفَ عِلْج كابنِ هند يُخَاصِمُهْ (1) |
| حتى إذا نَفَذَ القضاءُ وأقبلت |
|
زُمَرُ العِدَى تستنُّ في عَدَوَاتِها |
| نَشَرَتْ ذَوَائِبَ عِزَّها وَتَخَايَلَتْ |
|
تَطْوي على حَرِّ الظَّمَا مُهَجَاتِها |
| وتعانقت هي والسيوفُ وَبَعْدَ ذا |
|
مَلَكَتْ عِنَاقَ الحُوْرِ في جَنَّاتِها |
| وتناهبت أَشْلاَءَهم قُصُدُ القَنَا |
|
ورُؤُوسُهُمْ رُفِعَتْ على أَسَلاَتِها |
| وانصاع حَامِيَةُ الشريعةِ ظامئاً |
|
ما بَلَّ غُلَّتَه بعَذْبِ فُرَاتِها |
| أَضْحَى وَقَدْ جَعَلَتْه آلُ أميَّة |
|
شَبَحَ السِّهَامِ رَمِيَّةً لِرُمَاتِها |
| حتَّى قَضَى عطشاً بمُعْتَرَكِ الوَغَى |
|
والسُّمْرُ تَصْدُرُ منه في نَهَلاَتِها |
| وجرت خيولُ الشركِ فوقَ ضُلُوعِهِ |
|
عَدْواً تَجُولُ عليه في حَلَبَاتِها (3) |