المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 321

وعن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : يا رسول الله ، رأيت الليلة حلماً منكراً ، قال : وما هو ؟ قالت : إنه شديد ، قال : وما هو ؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قد قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول الله : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك. فولدت فاطمة ( عليها السلام ) الحسين ( عليه السلام ) ، قالت : وكان في حجري كما قال رسول الله ، فدخلت به يوماً على النبيّ ، فوضعته في حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمَّ حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله تهرقان بالدموع ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، مالك ؟ قال : أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا ، وأتاني بتربة حمراء من تربته (1).
وروي في مؤلَّفات بعض الأصحاب عن أم سلمة قالت : دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم ودخل في أثره الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وجلسا إلى جانبيه ، فأخذ الحسن على ركبته اليمنى ، والحسين على ركبته اليسرى ، وجعل يقبِّل هذا تارة وهذا أخرى ، وإذا بجبرئيل قد نزل وقال : يا رسول الله ، إنك لتحبُّ الحسن والحسين ؟ فقال : وكيف لا أحبُّهما وهما ريحانتاي من الدنيا وقرَّتا عيني ؟ فقال جبرئيل : يا نبيَّ الله ، إن الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له ، فقال : وما هو يا أخي ؟ فقال : قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموماً ، وعلى هذا الحسين أن يموت مذبوحاً ، وإن لكل نبيٍّ دعوة مستجابة ، فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن والحسين ، فادع الله أن يسلِّمهما من السمِّ والقتل ، وإن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمتك يوم القيامة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرئيل ، أنا راض بحكم ربّي ، لا أريد إلاَّ ما يريده ، وقد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمتي ، ويقضي الله في ولدي ما يشاء (2)

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/238.
(2) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/241.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 322

قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : وروي عن بعض الثقات الأخيار أن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) دخلا يوم عيد إلى حجرة جدِّهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالا : يا جدّاه ، اليوم يوم العيد ، وقد تزيَّن أولاد العرب بألوان اللباس ، ولبسوا جديد الثياب ، وليس لنا ثوب جديد ، وقد توجَّهنا لذلك إليك ، فتأمَّل النبي حالهما وبكى ، ولم يكن عنده في البيت ثياب يليق بهما ، ولا رأى أن يمنعهما فيكسر خاطرهما ، فدعا ربَّه وقال : إلهي ، اجبر قلبهما وقلب أمهما ، فنزل جبرئيل ومعه حلّتان بيضاوان من حلل الجنة ، فسُرَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال لهما : يا سيِّدي شباب أهل الجنة ، خذا أثواباً خاطها خيَّاط القدرة على قدر طولكما ، فلمَّا رأيا الخلع بيضاً قالا : يا جدَّاه ، كيف هذا وجميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب ؟
فأطرق النبي ( صلى الله عليه وآله ) ساعة متفكِّراً في أمرهما ، فقال جبرئيل : يا محمّد ، طب نفساً ، وقر عيناً ، إن صابغ صبغة الله عزَّ وجلَّ يقضي لهما هذا الأمر ، ويفرح قلوبهما بأيِّ لون شاءا ، فأمر ـ يا محمد ـ بإحضار الطست والإبريق ، فأُحضرا ، فقال جبرئيل : يا رسول الله ، أنا أصبُّ الماء على هذه الخلع وأنت تفركهما بيدك فتصبغ لهما بأيِّ لون شاءا.
فوضع النبي ( صلى الله عليه وآله ) حلّة الحسن في الطست ، فأخذ جبرئيل يصبّ الماء ، ثمَّ أقبل النبيُّ على الحسن وقال له : يا قرَّة عيني ، بأيِّ لون تريد حلتك ؟ فقال : أريدها خضراء ، ففركها النبيُّ بيده في ذلك الماء ، فأخذت بقدرة الله لوناً أخضر فائقاً كالزبرجد الأخضر ، فأخرجها النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) وأعطاها الحسن ، فلبسها.
ثمَّ وضع حلّة الحسين في الطست ، وأخذ جبرئيل يصبُّ الماء ، فالتفت النبي إلى نحو الحسين ـ وكان له من العمر خمس سنين ـ وقال له : يا قرَّة عيني ، أيَّ لون تريد حلّتك ؟ فقال الحسين : يا جدّ! أريدها حمراء ، ففركها النبيّ بيده في ذلك الماء ، فصارت حمراء كالياقوت الأحمر ، فلبسها الحسين ، فسرَّ النبيّ بذلك ، وتوجَّه

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 323

الحسن والحسين إلى أمهما فرحين مسرورين.
فبكى جبرئيل ( عليه السلام ) لما شاهد تلك الحال ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا أخي جبرئيل ، في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي وتحزن ؟ فبالله عليك إلاَّ ما أخبرتني ، فقال جبرئيل : اعلم ـ يا رسول الله ـ أن اختيار ابنيك على اختلاف اللون ، فلا بدّ للحسن أن يسقوه السمّ ويخضرّ لون جسده من عظم السّم ، ولابدّ للحسين أن يقتلوه ويذبحوه ويخضب بدنه من دمه ، فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وزاد حزنه لذلك (1).
ولله درّ السيد رضا الهندي عليه الرحمة إذ يقول :
يا ثاوياً في هجير الشمس كفّنَهُ سافي الرياح ووارته القنا القُصُدُ
على النبي عزيزٌ لو يراك وقد شفى بمصرعك الأعداءُ ما حقروا
ولو ترى أعين الزهراء قرّتها والنبل في جسمه كالهرب ينعقدُ
له على السُّمر رأس تستضيءُ به سُمرُ القنا وعلى وجه الثرى جَسَدُ
إذاً لحنّت وأنَّت وانهمت مُقَلٌ منها وجرت بنيران الأسى كبرُ (2)

المجلس الخامس ، من اليوم التاسع

في خصال الإمام الحسين ( عليه السلام ) الشريفة
ومحاورته مع عمر بن سعد

جاء في زيارة جابر بن عبدالله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يوم زار الحسين ( عليه السلام ) : فأشهد أنك ابن خاتم النبيين ، وابن سيِّد المؤمنين ، وابن حليف التقوى ، وسليل الهدى ،

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/245.
(2) رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 133.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 324

وخامس أصحاب الكساء ، وابن سيِّد النقباء ، وابن فاطمة سيِّدة النساء ، ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كفّ سيّد المرسلين ، وربيت في حجر المتقين ، ورضعت من ثدي الإيمان ، وفطمت بالإسلام ، فطبت حياً وطبت ميتاً ، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك ، ولا شاكة في الخيرة لك ، فعليك سلام الله ورضوانه ، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا (1).
روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة عن الإمام الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : كان للحسين بن علي ( عليهما السلام ) خاتمان ، نقش أحدهما : لا إله إلاّ الله عُدَّة للقاء الله ، ونقش الآخر : إن الله بالغ أمره ، وكان نقش خاتم علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : خزي وشقي قاتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) (2).
وعن محمد بن مسلم قال : سألت الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) عن خاتم الحسين بن علي ( عليهما السلام ) إلى من صار ؟ وذكرت له أني سمعت أنه أُخذ من إصبعه فيما أُخذ ، قال ( عليه السلام ) : ليس كما قالوا ، إن الحسين ( عليه السلام ) أوصى إلى ابنه علي بن الحسين ( عليه السلام ) وجعل خاتمه في إصبعه ، وفوَّض إليه أمره ، كما فعله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفعله أمير المؤمنين بالحسن ، وفعله الحسن بالحسين ( عليهم السلام ) ، ثمَّ صار ذلك الخاتم إلى أبي ( عليه السلام ) بعد أبيه ، ومنه صار إليَّ ، فهو عندي ، وإني لألبسه كل جمعة وأصلّي فيه.
قال محمد بن مسلم : فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلّي ، فلمَّا فرغ من الصلاة مدَّ إليَّ يده ، فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه : لا إله إلاَّ الله عدّة للقاء الله ، فقال : هذا خاتم جدّي أبي عبدالله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) (3).

(1) بشارة المصطفى ، محمد بن علي الطبري : 125.
(2) الأمالي ، الصدوق : 194 ح 7 ، بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 43/247 ح 23.
(3) الأمالي ، الصدوق : 207 ح 13 ، بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 43/247 ح 22 و23.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 325

وروي عن حماد بن سلمة ، قال : عن أبي قال : كنّا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة ، فجيء بجنازة رجل ، فجعله بينه وبين المرأة ، فصلى عليهما ، فلمَّا أقبلنا أعيى الحسين ( عليه السلام ) فقعد في الطريق ، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه ، فقال الحسين : يا أبا هريرة ، وأنت تفعل هذا ؟! قال أبو هريرة : دعني ، فوالله لو يعلم الناس عنك ما أعلم لحملوك على رقابهم (1).
وأما شجاعته ( عليه السلام ) فقد قال الإربلي عليه الرحمة في كشف الغمّة : شجاعة الحسين ( عليه السلام ) يُضرب بها المثل ، وصبره في مأقط الحرب أعجز الأواخر والإُوَل ، وثباته إذا دعيت نزال ثبات الجبل ، وإقدامه إذا ضاق المجال إقدام الأجل ، ومقامه في مقابلة هؤلاء الفجرة عادل مقام جدّه ( صلى الله عليه وآله ) ببدر فاعتدل ، وصبره على كثرة أعدائه وقلّة أنصاره صبر أبيه ( عليه السلام ) في صفين والجمل ، ومشرب العداوة واحد فبفعل الأول فعل الآخر ما فعل ، فكم من فارس مدل ببأسه جدَّله ( عليه السلام ) فانجدل ، وكم من بطل طَلَّ دمه فبطل ، وكم حكم سيفه فحكم في الهوادي والقلل ، فما لاقى شجاعاً إلاَّ وكان لأمِّه الهُبل ، وحشرهم الله وجازى كلا بما قدَّم من العمل.
وإذا علمت أن شعار الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ( اعل يا حق ) وشعار أعدائه ( اعل هبل ) علمت أن هؤلاء في نعيم لا يزول وأولئك في شقاء لم يزل.. (2).
قال السيد حيدر الحلي عليه الرحمة :
فأبى أَنْ يعيشَ إلاَّ عزيزاً أو تجلَّى الكِفَاحُ وهو صريعُ
رُمْحُهُ مِنْ بَنَانِهِ وَكَأَنْ مِنْ عَزْمِهِ حَدُّ سَيْفِهِ مطبوعُ

وقال في قصيدة أخرى :
عفيراً متى عَايَنَتْهُ الكُمَاةُ يختطفُ الرُّعْبُ أَلْوَانَها


(1) تاريخ دمشق ، ابن عساكر : 14/179 ـ 180.
(2) كشف الغمة ، الإربلي : 2/229.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 326

فَمَا أَجْلَت الحَرْبُ عن مِثْلِهِ قتيلا يُجَبِّنُ شُجْعَانَها

قال ابن شهر آشوب عليه الرحمة في المناقب : وقيل له ( عليه السلام ) يوم الطف : انزل على حكم بني عمك ، قال : لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد ، ثم نادى : يا عباد الله! إني عذت بربّي وربّكم من كلِّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب ، وقال ( عليه السلام ) : موتٌ في عزّ خير من حياة في ذلّ ، وأنشأ ( عليه السلام ) يوم قُتل :
الموتُ خيرٌ من رُكُوبِ الْعَارِ والْعَارُ أولى من دُخُولِ النَّارِ
واللهِ ما هذا وهذا جَارِي

وقال ابن نباتة :
الحسينُ الذي رأى القَتْلَ في العزِّ حَيَاةً والعيشَ في الذُّلِّ قَتْلا

وقال آخر :
لَلِسَانُهُ وَسِنَانُهُ صِدْقَانِ من طَعْن وقيلِ
خَلَطَ البراعةَ بالشُّجَا عَةِ فالصليلُ عن الدليلِ

وفي الحلية : روى محمد بن الحسن أنه لما نزل القوم بالحسين ( عليه السلام ) وأيقن أنهم قاتلوه قال لأصحابه : قد نزل ما ترون من الأمر ، وإن الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ، وأدبر معروفها ، واستمرت حتى لم يبق منها إلاَّ كصبابة الإناء (1) ، وإلاَّ خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقَّ لا يُعمل به ، والباطل لا يُتناهى عنه ؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلاَّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاَّ برماً ، وأنشأ متمثِّلا لما قصد الطفِّ :
سأمضي فما بالموتِ عارٌ على الفتى إذا ما نوى خيراً وَجَاهَدَ مُسْلِما
وواسى الرِّجَالَ الصاحلين بنفْسِهِ وفارق مذموماً وَخَالَفَ مجرما
أُقدِّمُ نفسي لا أُريدُ بقاءَها لنلقى خميساً في الهياجِ عَرَمْرَما


(1) الصبابة ـ بالضم ـ البقية من الماء في الإناء والوبيل : الوخيم أي غير الموافق الذي لا ينجع.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 327

فإِنْ عشتُ لم أُذْمَمْ وإن متُّ لم أُلَمْ كفى بك ذلاّ أن تعيشَ فَتُرْغَمَا (1)

وروى الترمذي : كان ابن زياد يدخل قضيباً في أنف الحسين ( عليه السلام ) ويقول : ما رأيت مثل هذا الرأس حُسناً ، فقال أنس : إنه أشبههم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2) ، وروي أن الحسين ( عليه السلام ) كان يقعد في المكان المظلم فيهتدى إليه ببياض جبينه ونحره (3).
قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : روي في بعض الكتب المعتبرة عن الطبري ، عن طاووس اليماني أن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) كان إذا جلس في المكان المظلم يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان كثيراً ما يُقبّل جبينه ونحره ، وإن جبرئيل ( عليه السلام ) نزل يوماً فوجد الزهراء ( عليها السلام ) نائمة ، والحسين في مهده يبكي ، فجعل يناغيه ويسلّيه حتى استيقظت ، فسمعت صوت من يناغيه فالتفتت فلم تر أحداً ، فأخبرها النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه كان جبرئيل ( عليه السلام ) (4).
ولله درّ الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة إذ يقول :
وَإِنّ وليداً من عليٍّ وفاطم ( لأكرمُ مَنْ نِيْطَتْ عليه تَمَائِمُهْ )
فتحتفلُ الدنيا احتفاءً بِذِكْرِهِ وفي الملأ الأعلى تُقَامُ مَوَاسِمُهْ
وليدٌ حَبَاه اللهُ كلَّ كرامة فهيهاتَ تُحْصَى أَوْ تُعَدُّ مَكَارِمُهْ
هو البدرُ يلقى الرُّشْدَ مَنْ فيه يهتدي هو البحرُ لا يحوي سوى الدرِّ عَائِمُهْ
فطيماً نشا في خيرِ حِجْر وأَنْجَبَتْ به مِنْ ذُرَى خيرِ البُيُوتِ فَوَاطِمُهْ
أبوه عليٌّ والبتولةُ أُمُّه وَمُرْضِعُهُ الهادي وجبريلُ خَادِمُهْ
رأى الشِّرْكَ يُبني من جديد أَسَاسَهُ فثار عليه وهو بالسيفِ هَادِمُهْ


(1) مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 3/224.
(2) سنن الترمذي : 3/325.
(3) مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 3/230.
(4) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/187 ـ 188.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 328

وَوَطَّدَ للإسلامِ عَرْشاً من العُلاَ أُقيمت بحدِّ المشرفيِّ دَعَائِمُهْ
وقد سنَّ للأحرارِ حيّاً وميّتاً طريقَ إباء وَاضحات مَعَالِمُهْ
تأسَّى أُبَاةُ الضيمِ فيه فَلَمْ تَرِدْ إلى مَنْهَل بالذلِّ مَرَّتْ مَطَاعِمُهْ
وَقَاوَمَ قوماً بالطفوفِ جُدُودُها إلى جَدِّه جاءت ببدر تُقَاومه
رأى حقَّه بين الطَّغَامِ موزَّعاً ودينَ أبيه تُسْتَحَلُ مَحَارِمُه
فأعلنها حَرْباً عَوَاناً بصارم به الغيُّ تنبو في القِرَاعِ صَوَارِمُهْ
فضحَّى لوَجْهِ اللهِ نفساً كريمةً ومن بَعْدِهِ للأَسْرِ سيقت كَرَائِمُه
ولو عاد حيّاً للخصامِ مَعَ العِدَا رأى أَلْفَ عِلْج كابنِ هند يُخَاصِمُهْ (1)

فلعنة الله على قاتله ، وأخزاه الله ، وعذَّبه أشدَّ العذاب ، ولعن الله من ظلمه وضيَّق عليه ، ومنعه من الماء المباح.
روى ابن سيرين عن بعض أصحابه قال : قال علي ( عليه السلام ) لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاماً تخيَّر فيه بين الجنة والنار فتختار النار ؟
وروي عن سفيان ، عن سالم قال : قال عمر بن سعد للحسين ( عليه السلام ) : إن قوماً من السفهاء يزعمون أني أقتلك ؟ فقال حسين : ليسوا بسفهاء ولكنهم حلماء ، ثم قال : والله إنه ليقرّ بعيني أنك لا تأكل برّ العراق بعدي إلاّ قليلا.
وعن عبدالله بن شريك قال : أدركت أصحاب الأردية المعلَّمة وأصحاب البرانس من أصحاب السواري إذا مرَّ بهم عمر بن سعد قالوا : هذا قاتل الحسين ( عليه السلام ) ، وذلك قبل أن يقتله (2).
وقال ابن أعثم الكوفي في الفتوح : أرسل الحسين ( عليه السلام ) إلى عمر بن سعد : إني أريد أن أكلِّمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك ، قال : فخرج عمر بن سعد

(1) الشيخ اليعقوبي دراسة نقدية في شعره ، الدكتور عبد الصاحب الموسوي : 326 ـ 327.
(2) تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 45/48 ـ 49 ، تهذيب الكمال ، المزي : 21 ـ 358 ـ 359.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 329

في عشرين فارساً ، وأقبل الحسين ( عليه السلام ) في مثل ذلك ، فلمّا التقيا أمر الحسين ( عليه السلام ) أصحابه فتنحّوا عنه ، وبقي معه أخوه العباس وابنه علي الأكبر ( عليهما السلام ) ، وأمر عمر بن سعد أصحابه فتنحّوا عنه ، وبقي معه ابنه وغلام له يقال له : لاحق ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ويحك يابن سعد ، أما تتقي الله الذي إليه معادك أن تقاتلني ؟ وأنا ابن من علمت ـ يا هذا ـ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فاترك هؤلاء وكن معي ، فإني أُقرِّبك إلى الله عزَّ وجلَّ ، فقال له عمر بن سعد : أبا عبدالله ، أخاف أن تهدم داري ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : أنا أبنيها لك ، فقال : أخاف أن تؤخذ ضيعتي ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : أنا أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز ، قال : فلم يجب عمر إلى شيء من ذلك.
فانصرف عنه الحسين ( عليه السلام ) وهو يقول : مالك ؟ ذبحك الله من على فراشك سريعاً عاجلا ، ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك ، فو الله إني لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلاّ يسيراً (1).
وقال أيضاً في الفتوح : وأرسل الحسين ( عليه السلام ) بريراً إلى عمر بن سعد ، فقال برير : يا عمر بن سعد ، أتترك أهل بيت النبوة يموتون عطشاً ، وحلت بينهم وبين الفرات أن يشربوه ، وتزعم أنك تعرف الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟
قال : فأطرق عمر بن سعد ساعة إلى الأرض ، ثمَّ رفع رأسه وقال : إني والله أعلمه يقيناً أن كل من قاتلهم وغصبهم على حقوقهم في النار لا محالة ، ولكن ويحك يا برير ، أتشير عليَّ أن أترك ولاية الريّ فتصير لغيري ؟ ما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبداً ، ثم أنشأ يقول :
دَعَاني عبيدُ اللهِ من دُوْنِ قَوْمِهِ إلى خُطَّة فيها خَرَجْتُ لحيني
فَوَاللهِ لاَ أَدري وإنّي لواقفٌ أُفكر في أمري على خطرين
أأَتْرُكُ مُلْكَ الريِّ والريُّ بُغْيَةٌ أم ارْجِعُ مذموماً بقَتْلِ حُسَينِ


(1) كتاب الفتوح ، ابن أعثم : 5/164 ـ 166.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 330

وفي قَتْلِهِ النَّارُ التي ليس دونها حِجَابٌ ومُلْكُ الريِّ قُرَّةُ عَيْنِ

قال : فرجع برير بن خضير إلى الحسين ( عليه السلام ) فقال : يا بن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إن عمر بن سعد قد رضي أن يقتلك بملك الريّ (1).
وقال ياقوت في معجم البلدان : وكان عبيدالله بن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الريّ إن خرج على الجيش الذي توجَّه لقتال الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فأقبل يميل بين الخروج وولاية الريّ والقعود ، فغلبه حبّ الدنيا والرياسة حتى خرج ، فكان من قتل الحسين ( عليه السلام ) ما كان (2).
ولله درّ السيد محمد حسين القزويني عليه الرحمة إذ يقول :
حتى إذا نَفَذَ القضاءُ وأقبلت زُمَرُ العِدَى تستنُّ في عَدَوَاتِها
نَشَرَتْ ذَوَائِبَ عِزَّها وَتَخَايَلَتْ تَطْوي على حَرِّ الظَّمَا مُهَجَاتِها
وتعانقت هي والسيوفُ وَبَعْدَ ذا مَلَكَتْ عِنَاقَ الحُوْرِ في جَنَّاتِها
وتناهبت أَشْلاَءَهم قُصُدُ القَنَا ورُؤُوسُهُمْ رُفِعَتْ على أَسَلاَتِها
وانصاع حَامِيَةُ الشريعةِ ظامئاً ما بَلَّ غُلَّتَه بعَذْبِ فُرَاتِها
أَضْحَى وَقَدْ جَعَلَتْه آلُ أميَّة شَبَحَ السِّهَامِ رَمِيَّةً لِرُمَاتِها
حتَّى قَضَى عطشاً بمُعْتَرَكِ الوَغَى والسُّمْرُ تَصْدُرُ منه في نَهَلاَتِها
وجرت خيولُ الشركِ فوقَ ضُلُوعِهِ عَدْواً تَجُولُ عليه في حَلَبَاتِها (3)


(1) كتاب الفتوح ، ابن أعثم : 5 ـ 171 ـ 173.
(2) معجم البلدان ، الحموي : 3 ـ 118.
(3) مثير الأحزان ، الجواهري : 113.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 331

المجلس الأول  ، من ليلة عاشوراء


خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام )
في أصحابه ليلة عاشوراء

جاء في الزيارة الناحية الشريفة مخاطبا لسيد الشهداء ( عليه السلام ) : كنت للرسول ( صلى الله عليه وآله ) ولدا  ، وللقرآن منقذا  ، وللأمة عضدا  ، وفي الطاعة مجتهدا  ، حافظا للعهد والميثاق  ، ناكبا عن سبل الفساق  ، باذلا للمجهود  ، طويل الركوع والسجود  ، زاهداً في الدنيا زهد الراحل عنها  ، ناظرا إليها بعين المستوحشين منها  ، آمالك عنها مكفوفة  ، وهمتك عن زينتها مصروفة  ، وألحاظك عن بهجتها مطروفة  ، ورغبتك في الآخرة معروفة  ، حتى إذا الجور مد باعه  ، وأسفر الظلم قناعه  ، ودعا الغي أتباعه  ، وأنت في حرم جدك قاطن  ، وللظالمين مباين  ، جليس البيت والمحراب  ، معتزل عن اللذات والشهوات  ، تنكر المنكر بقلبك ولسانك  ، على قدر طاقتك وإمكانك.
ثم اقتضاك العلم للإنكار  ، ولزمك أن تجاهد الفجار  ، فسرت في أولادك وأهاليك  ، وشيعتك ومواليك  ، وصدعت بالحق والبينة  ، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأمرت بإقامة الحدود  ، والطاعة للمعبود  ، ونهيت عن الخبائث والطغيان  ، وواجهوك بالظلم والعدوان (1).
جاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي عليه الرحمة في حوادث يوم تاسوعاء قال : ثم نادى عمر : يا خيل الله اركبي  ، وبالجنة أبشري  ، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر والحسين  ( عليه السلام ) جالس أمام بيته محتبىءٌ بسيفه إذ خَفقَ برأسه على ركبتيه  ، وسمعت

(1) المزار  ، المشهدي : 502.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 332

أختُه الصيحةَ  ، فدنت من أخيها وقالت : يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ؟ فرفع الحسين ( عليه السلام ) رأسه فقال : إني رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الساعةَ في المنام  ، وهو يقول لي : إنك تروح إلينا  ، فلطمت أختُه وجهَهَا  ، ونادت بالويل فقال لها الحسين ( عليه السلام ) : ليس لك الويل يا أخته اسكتي رحمك الله  ، وفي رواية السيد قال : يا أختاه إني رأيت الساعة جدي محمداً وأبي علياً وأمي فاطمة وأخي الحسن وهم يقولون : يا حسين إنك رائح إلينا عن قريب  ، وفي بعض الروايات : غداً  ، قال : فلطمت زينب ( عليها السلام ) على وجهها وصاحت  ، فقال لها الحسين ( عليه السلام ) : مهلا  ، لا تشمتي القوم بنا (1).
قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : فقال له العباس بن علي ( عليه السلام ) : يا أخي! أتاك القوم  ، فنهض ثم قال : اركب أنت ـ يا أخي! ـ حتى تلقاهم وتقول لهم : مالكم ؟ وما بدا لكم ؟ وتسألهم عمّا جاء بهم  ، فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارساً  ، فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر  ، فقال لهم العباس ( عليه السلام ) : ما بدا لكم ؟ وما تريدون ؟ قالوا : قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم  ، قال : فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرض عليه ما ذكرتم  ، فوقفوا فقالوا : القه وأعلمه ثمَّ القنا بما يقول لك  ، فانصرف العباس راجعاً يركض إلى الحسين ( عليه السلام ) يخبره الخبر  ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم  ، ويعظونهم ويكفُّونهم عن قتال الحسين ( عليه السلام ).
فجاء العباس إلى الحسين ( عليه السلام ) وأخبره بما قال القوم  ، فقال : ارجع إليهم  ، فإن استطعت أن تؤخِّرهم إلى غد  ، وتدفعهم عنا العشيّة لعلّنا نصلّي لربِّنا الليلة وندعوه ونستغفره  ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له  ، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار.

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/391  ، اللهوف في قتلى الطفوف  ، السيد ابن طاووس : 55.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 333

فمضى العباس إلى القوم  ، ورجع من عندهم  ، ومعه رسول من قبل عمر ابن سعد يقول : إنّا قد أجَّلناكم إلى غد  ، فإن استسلمتم سرَّحنا بكم إلى عبيدالله بن زياد  ، وإن أبيتم فلسنا بتاركيكم  ، فانصرف.
ولله درّ الشاعر إذ يقول :
فَاسْتَمْهَلَ السِّبْطُ الطُّغَاةَ لعلَّه يدعو إلى اللهِ العليِّ وَيَضْرَعُ
فَأَقَامَ ليلتَهُ يُنَاجي رَبَّه طوراً وَيَسْجُدُ في الظلامِ وَيَرْكَعُ

وجمع الحسين ( عليه السلام ) أصحابه عند قرب المساء  ، قال علي بن الحسين زين العابدين ( عليهما السلام ) : فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك مريض  ، فسمعت أبي يقول لأصحابه : أثني على الله أحسن الثناء  ، وأحمده على السرّاء والضرّاء  ، اللهمَّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة  ، وعلَّمتنا القرآن  ، وفقَّهتنا في الدين  ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة  ، فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد  ، فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي  ، ولا أهل بيت أبرَّ وأوصل من أهل بيتي  ، فجزاكم الله عنّي خيراً  ، ألا وإنّي لأظنُّ يوماً لنا من هؤلاء  ، ألا وإنّي قد أذنت لكم  ، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ  ، ليس عليكم حرج منّي ولا ذمام  ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبدالله بن جعفر : لِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً  ، بدأهم بهذا القول العباس بن علي واتّبعته الجماعة عليه فتكَّلموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين ( عليه السلام ) : يا بني عقيل! حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل  ، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم  ، فقالوا : سبحان الله! ما نقول للناس ؟ نقول : إنّا تركنا شيخنا وسيِّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام  ، ولم نرمِ معهم بسهم  ، ولم نطعن معهم برمح  ، ولم نضرب معهم بسيف  ، ولا ندري ما صنعوا  ، لا والله ما نفعل ذلك  ، ولكن نفديك

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 334

بأنفسنا وأموالنا وأهلنا  ، ونقاتل معك حتى نرد موردك  ، فقبَّح الله العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة  ، فقال : أنحن نخلِّي عنك  ، وبم نعتذر إلى الله في أداء حقِّك ؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي  ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي  ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة  ، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيك  ، أما والله! لو علمت أني أُقتل ثم أُحيى ثم أُحرق ثم أُحيى ثم أذرّى  ، يفعل ذلك بي سبعين مرّة  ، ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك  ، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة  ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً.
وقام زهير بن القين فقال : والله! لوددت أنّي قُتلت ثمَّ نُشرت ثم قُتلت حتى أُقتل هكذا ألف مرّة  ، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك  ، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلَّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً في وجه واحد  ، فجزَّاهم الحسين ( عليه السلام ) خيراً  ، وانصرف إلى مضربه.
وقال السيد عليه الرحمة : وقيل لمحمد بن بشر الحضرمي في تلك الحال : قد أُسر ابنك بثغر الريّ  ، فقال : عند الله أحتسبه ونفسي  ، ما أحبُّ أن يؤسر وأنا أبقى بعده  ، فسمع الحسين ( عليه السلام ) قوله فقال : رحمك الله  ، أنت في حلٍّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك  ، فقال : أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك  ، قال : فأعط ابنك هذه الأثواب والبرود يستعين بها في فداء أخيه  ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
قال : وبات الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه تلك الليلة  ، ولهم دويٌّ كدويِّ النحل  ، ما بين راكع وساجد  ، وقائم وقاعد  ، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلا (1) ولله درّ السيد محسن الأمين عليه الرحمة إذ يقول :

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/391 ـ 394.

السابق السابق الفهرس التالي التالي