لهفي لأمِّ القاسمِ الثكلى وَقَدْ |
|
ناحت شَجَىً إذْ غَابَ نَوْحَ حَمَائِم |
تَرْعَى النُّجُومَ أَسَىً بطرف سَاهِر |
|
في فِكْرَة طالت وَوَجْد دَائِمِ |
محنيَّةُ الأضلاعِ بينَ ضُلُوعِها |
|
نارٌ وَأَدْمُعُها كغيث سَاجِمِ |
وتقولُ هل لحبيبِ قلبيَ أَوْبَةٌ |
|
فَأَقُول أهلا بالحبيبِ القَادِمِ |
أَو يَطْرُقُ الجَفْنَ الكرى في مَضْجَعي |
|
فأرى الحبيبَ ولو برؤيةِ نَائِمِ |
يا نازحاً وعليَّ عَزَّ فِرَاقُهُ |
|
خَلَّفْتَ قلبي كالحَمَامِ الحَائِمِ |
فَأَصمَّ مَسْمَعَها نعاءُ حزينة |
|
تحكي شَمَائِلُها شَمَائِلَ قَاسِمِ |
تدعو بصوت منه ينصدعُ الصَّفَا |
|
أبتاه وَجْدُك ما حييتُ ملازمي |
فكأنَّ ذاك النَعْيَ سَهْمُ منيَّة |
|
فَقَضَتْ به لهفي لأمِّ القَاسِمِ (1) |
عطاشى بجَنْبِ النَّهْرِ والماءُ حَوْلَهُمْ |
|
يُبَاحُ إلى الوُرَّادِ عَذْبُ المَنَاهِلِ |
أبَا حَسَن إنَّ الذين عَهِدْتَهُمْ |
|
ثِقَالَ الخُطَى إلاَّ لِكَسْبِ الفَضَائِلِ |
أُعَزّيكَ فيهم يَالَكَ الخيرُ إنَّهم |
|
مَشَوا لِوُرُودِ الموتِ مِشْيَةَ عَاجِلِ |
أرادت بنو سُفْيَانَ فيهم مَذَلَّةً |
|
وذلك من أبناك صَعْبُ التناولِ |
متى ذَلَّ قومٌ أنت خَلَّفْتَ فيهِمُ |
|
إباءً به يندقُّ أَنْفُ الُمجَادِلِ |
نَعِمْتَ بهم عيناً فَقَدْ سَار ذِكْرُهُمْ |
|
كما قَدْ فَشَا معروفُهُمْ في القَبَائِلِ |
أعادوك يَوْمَ الطفِّ حيّاً وَجَدَّدوا |
|
لِعَلْيَاكَ ذِكْراً قَبْلَ ذا غَيْرَ خَامِلِ |
فلم تَفْجَعِ الأيَّامُ من قَبْلِ يَوْمِهِمْ |
|
بأَكْرَمِ مقتول لألأَمِ قَاتِلِ (1) |